المنشور رقم (51) نبوءة النوير وشهادة الانجليز لا تفترق الارض الجديدة وما هي بجديدة وانما تعتصم بالمسيح لتنتظره بنبوءة (نبي) النوير وشهادة الانجليز

بسم الله الرحمن الرحيم

الفهرست

المقدمة.

المسيح سوداني.

نبوءات فى التوراة عن السودان و(المسيح المهدى)

المسيح المــهدي و الميــلاد الثــاني.

أ / المسيح إسـمه سليمان.

ب / أظهر علاماته خاتم النبوة

ج / اسم أم المهدي..

بعض الاحاديث والآثار الواردة فى شأن المسيح (ع)

 

المقدمة

عاش المسيرية الحُمْر في بحر الغزال وبحر الزراف، وهي أرض متسعة لمصيّف البقر طوال فترة ما بعد الخريف، في حين بقية القبائل تعيش في مناطق جنوب الجبال من الجهة الغربية منها فى مناطق(القردود) لتلائم طبيعتهم المعيشية.

 وتعتبر بحر الزراف وبحر الغزال ومنطقة(جور) التى عرفها السواح فيما بعد بـ(أرض الحمر والزرق)، وان إسم بحيرة (نو) جاء لتسمية المطر فيها بغزارة.

واللقاء بين( الحمر والزرق) فى بحر الزراف وبين النوير من جهة السوباط وهو الباعث الحق لوجود المسيح المهدي مجدد هذا الزمان.

 الفصـل الاول

المسيح سوداني

على موقع سودانيز أونلاين بتاريخ 22/9/2009م جاء الاتي نصه: “أُعيدت لجنوب السودان عصا كجور النوير الأعظم (نقندق) والذي يُطلق عليه وصف (نبي النوير)، والتي كان قد أخذها المستعمر الإنجليزي معه الى بريطانيا وسُلمت في احتفال صاخب لحفيد الكجور بجوبا، وتقول الأسطورة النويرية أن الكجور (النبي) (نقندق) قد تنبأ منذ مئات السنين بأحداث ووقائع ظهرت فيما بعد منها، حرب الجنوب، وحفر قناة جونقلي، وإتفاقية نيفاشا، وموت د.جون قرنق تحت الجبل، وهنالك نبوءة منتظرة وهي أنّ حاكم الجنوب سوف يسلم العصا المقدسة للمسيح، وقد قام د.رياك مشار من قبيلة النوير بتسليم العصا للفريق أول سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب، للاحتفاظ بها حتى يسلمها للمسيح المنتظر.

وأقول: هذه النبوءة تتضمن اعجازاً مبهراً يحمل تفاصيل عديدة.

أولها: أن المسيح المنتظر سوداني بالميلاد لا بالتجنس، وأنّ الفريق أول سلفاكير ميارديت عندما يدفع له العصا المقدسة فالمعنى أنه يبايعه ويكون من أنصاره ومعاونيه، والمعنى الدقيق أنه سيدفع بالسُلطة للمسيح المنتظر ولما  كان الناس على دين ملوكهم كما يقول المثل فإن شعب جنوب السودان بأكمله سيقف خلف المسيح المنتظر، وهذا طرف من الإعجاز الذي حملته النبوءة.

هذه النبوءة أزاحت عن كاهلي عبئاً ثقيلاً تمثل في رويا رأيتها  أواخر عام 2005م، فقد وقع لي مشهد شاهدت فيه أربعة أشخاص جاءوا وبايعوني على السمع والطاعة وكان رابعهم الفريق أول سلفاكير ميارديت، ومن يومها وانا افكر بإستمرار كيف تتحقق وقائع تلك الرويا، والفريق أول سلفاكير يعد نفسه ليحكم دولة جنوب السودان التي يجري الإستعداد لبروزها للوجود على قدم وساق؟ فهل سيتنازل عن طموحه كرئيس مستقبلي ليتبع شخصي دون ممانعة؟ رغم أنني على يقين بأن الرويا التي رأيتها فيه سوف تتحقق بلا شك، إلا أن تلك الأسئلة قد راودتني مراراً، وبإطلاعي على نبوءة (نقندق) عرفت يقيناً أن إتباع الفريق أول سلفاكير ميارديت لشخص المسيح المهدي هو تدبير رباني سابق لا شك في تحقيقه والله لا يخلف الميعاد.

ويشير دور الفريق أول سلفاكير ميارديت في مناصرة المسيح المهدي حديث نبوي يؤرخ لمسيرة السودان السياسية منذ الإستقلال وحتى ظهور المسيح المهدي شخص سليمان أبي القاسم موسى.

فقد رُوي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال لعمه العباس: “يا عباس ما كانت نبوة الا تبعها خلافة. وسيلي من ولدك آخر الزمان سبعة عشر منهم السفاح والقائد والمنصور والعاقب والمهدي وليس بمهدي، والواهن ويل لأمتي منه يعقرها ويهلكها ويذهبنّ بأموالها هو وأصحابه على غير دين الإسلام، فإذا بويع لصلبه فعند الثامن عشر إنقطاع دولتهم وخروج أهل الغرب من ديارهم أو من دياره”. فرائد الفوائد للهيثمي – ص 178.

تعليق على الحديث في النقاط التالية:

(أ) أهل المغرب رعايا حكام بني العباس السبعة عشر هم أهل السودان مغرب الحجاز، ومن ثم فالحكام السبعة عشر هم حكام السودان منذ الإستقلال وحتى اليوم.

(ب) حكام السودان منذ عام 1956م وحتى اليوم الآتية أسمائهم:

1/ السيد إسماعيل الأزهري ـ رئيس وزراء.

2/ السيد احمد محمد ياسين ـ أول رئيس مجلس سيادة.

3/ السيد عبدالله خليل ـ رئيس وزراء.

4/ الفريق ابراهيم عبود ـ حاكم عسكري.

5/ السيد سر الختم الخليفة ـ رئيس وزراء أكتوبر / 1964م.

6/ السيد الصادق المهدي ـ رئيس وزراء.

7/ السيد محمد أحمد محجوب ـ رئيس وزراء.

8/المشير جعفر محمد نميري ـ رئيس جمهورية.

9/ السيد بابكر عوض الله ـ رئيس  وزراء مايو/1969ـ1970م.

10/ الرائد هاشم محمد العطا ـ حاكم عسكري، ثلاثة ايام 19ــ21 /7/1971م .

11/السيد الرشيد الطاهر بكر ـ رئيس مجلس وزراء 1981 ــ 1983م.

12/ المشير عبد الرحمن سوار الذهب ـ حاكم عسكري.

13/ د. الجزولي دفع الله ـ رئيس وزراء الإنتفاضة 1985م.

14/ السيد احمد الميرغني السيد علي ـ رئيس مجلس سيادة 1986 – 1989م.

15/المشير عمر حسن احمد البشير ـ رئيس جمهورية الآن.

بعد توقيع إتفاقية نيفاشا 2005م أصبح هنالك حاكم مستقل لجنوب السودان، فأضحى بالسودان حاكمين، رئيس جمهورية، رئيس لحكومة الجنوب وتقلد المنصب كل من:

16/ الفريق أول د. جون قرنق ديمبيور.

17/ الفريق أول سلفاكير ميارديت.

هؤلاء هم حكام السودان السبعة عشر من بني العباس لتصدق المقولة الشعبية السودانية بأن الدينكا عباسيين كما يؤكد الحديث النبوي.

(ج) وصف بعض الحكام السبعة عشر بصفات تجلت في حق بعضهم، فالسفاح نعت أُطلق على الراحل المشير جعفر نميري من قِبل خصومه، والعائد هو الدكتور جون قرنق الذي عاد من التمرد رئيسا لحكومة الجنوب، والمنصور ربما هو إسماعيل الازهري الذي إنتصر على المستعمر وحرر السودان، أما المهدي وليس بمهدي فهو الصادق المهدي فهو مهدي إسماً وليس صفة. والواهن الذي في عهده هلكت الأمة بالحروب والفقر والتعدي على المال العام بإسم الإسلام إشارة الى حقبة الإنفاذ السائدة، والواهن هو الضعيف والضعف متعلق بضعف في الحكم و السياسة الرشيدة والمقصود الرئيس عمر حسن أحمد البشير، والإشارة واضحة لعدم تفرده بالقرار السياسي والتنفيذي وهذا هو سبب الضعف.

(د) فإذا بويع لصلبه، صلب الرئيس البشير هو نائبه الأول في رئاسة الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميارديت، و البيعة قد يراد بها فوز سلفاكير برئاسة حكومة الجنوب في الإنتخابات التي جرت في ابريل 2010م، و قد يُراد منها معنى آخر قد يتجلى في وقته و زمانه، وأي كان المراد فإن البيعة للفريق أول سلفاكير ميارديت تعني نهاية حكم بني العباس ومجىء الثامن عشر للسلطة بالسودان.

(و) الحاكم الثامن عشر ليس من بني العباس، بل هو من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، و الإشارة إليه في صدر الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس: “ما كانت نبوءة إلا تبعها خلافة”، فالثامن عشر هو الخليفة آخر الزمان وهو المسيح عيسى إبن مريم المهدي المحمدي وهو الجامع للصفات الخمسة الأولى في الحديث فهو:

1/ السفاح الذي يفيض المال في زمانه.

2/ وهو العائد الذي يعود بميلاد جديد.

3/ وهو المنصور الذي يهزم الدجال ولا ترد له راية.

4/ وهو العاقب آخر خلفاء الله على الارض.

5/  وهو المهدي وليس بمهدي، بوصفه نبي سابق في بني إسرائيل.

(د) خروج أهل المغرب من ديارهم تعني قيام الشعب السوداني بإنتفاضة جديدة تدفع بالمسيح المهدي لكرسي السلطة بالسودان، فأملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، وعلامة ذلك البيعة للفريق أول سلفاكير ميارديت “فإذا بويع لصلبه”، وعندها يبايعني الفريق أول سلفاكير ميارديت ويلتف الشعب السوداني حولي، ويناصرني كما ناصر من قبل المهاجرين الأوائل من المسلمين بقيادة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد أشار حديث نبوي إلى الواقعتين برمزية دقيقة. فقد روى أحمد بن هوذه بسنده عن أبان بن عثمان قال: “قال أبو عبدالله (ع) بينما الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم بالبقيع فأتاه علي فسلم عليه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم إجلس، فأجلسه عن يمينه، ثم جاء جعفر بن أبي طالب، فسأل عن رسول صلى الله عليه وسلم  فقيل هو بالبقيع، فأتاه فسلم عليه فأجلسه عن يساره، ثم جاء العباس فسأل عنه فقيل هو بالبقيع، فأتاه فسلم عليه فأجلسه أمامه.

ثم التفت رسول صلى الله عليه وسلم إلي علي (ع) فقال: ألا أبشرك ألا أخبرك يا علي؟  قال: بلى يا رسول الله، فقال: كان جبرائيل عندي آنفاً وخبّرني ان القائم الذي يخرج آخر الزمان يملأُ الارض عدلاً كما مُلئت ظُلماً وجوراً من ذريتك من ولد الحسين (رضي الله عنه)، فقال علي (كرم الله وجهه) يا رسول الله ما أصابنا خيرٌ قط من الله إلا على يديك، ثم إلتفت رسول صلى الله عليه وسلم  فقال يا جعفر ألا أبشرك؟ فقال: بلى يا رسول الله. فقال: كان جبرائيل عندي آنفا فأخبرني أن الذي يدفعها إلى القائم هو من ذريتك، أتدري من هو؟ قال:لا. قال: ذاك الذي وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار، يدخل الجبل ذليلاً ويخرج منه عزيزاً، يكتنفه جبرائيل وميكائيل. ثم إلتفت إلي العباس فقال: يا عم النبي ألا أخبرك بما أخبرني جبرائيل؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: قال لي: ويلٌ لذُريتك من ولد العباس. فقال يا رسول الله أفلا أجتنب النساء. فقال له، قد فرغ الله مما هو كائن”. بحار الأنوار – ج- 51- ص76-77.

وأقـول:

القائم المهدي الذي هو من ذرية الحسين بن عليّ بن أبي طالب هو المسيح المهدي شخصي سليمان ابي القاسم موسى، وكوني من ذرية جعفر بن أبي طالب لا تعني الذرية بالمعنى العرقي أو صلة الدم والرحم وإنما للذرية معنى آخر، كما في قوله تعالى عن سيدنا موسى(ع) وبني إسرائيل بقوله عز و جل: {فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ} (83) سورة يونس. فالذرية هنا بمعنى الإتباع على الإعتقاد الديني الصحيح، فالمسيح المهدي من ذرية الحسين والحسن من أهل البيت بالنسب الطيني وهو ذات الرجل من ذرية جعفر الذي على يمينه وشماله جبرائيل وميكائيل، فذرية جعفر هم أهل السودان اليوم الذين ناصر أسلافهم جعفر بن أبي طالب ومن هاجر معه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يومذاك. والوصف الوارد في الحديث يتجسد في شخصي ولله الحمد، فالوجه كالدينار أي متوهجا بخشية الله وتقواه، وأسنانه كالمنشار فلي أربعة أسنان حادة كأسنان المنشار الحديدي، وأشير هنا بأنه في تاريخ سابق لإطّلاعي على هذا الحديث، حدث لي عروج فلقيت الحق عز وجل وناجيته بكلام كثير أذكر منه قولي داعياً: (اللهمّ بأمرك الذي قامت به السموات والأرض قوِّم به سنّي) وتبدو الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث (وأسنانه كالمنشار) وأشير هنا كذلك فإن أسناني الأمامية تتخللها فجوات واضحة وهو معنى وصف النبي صلى الله عليه وسلم للمهدي وهو المسيح القائم لقوله: “أفرق الثّنايا” ولله الحمد. والذي يدفعها للقائم من ذرية جعفر ولما كان القائم هو المسيح المهدي وهو من ذرية جعفر بالمعنى الذي ورد سابقاً فيكون الدفع هنا منه وإليه وهو المعنى الذي أشارت إليه نصوص (التوراة أو الإنجيل) “إبن الإنسان يُمّكِن قديم الأيام …”.

فكل الأدله والأحاديث التي وردت عن المهدي الأخير هي نفس الأحاديث والأدلة التى وردت في شأن المسيح عليه السلام. فالمسيح والمهدي شخصية واحدة متعددة الصفات والأسماء، أورد هشام كمال عبدالحميد فى كتابه (الحرب العالمية القادمة):

“ويدعي المفسرون المسيحيون ان(قديم الايام) و(ابن الانسان) شخصاً واحداً هـو عيسى ابن مريم في تعليقه على رؤيا دانيال: فيأتى ابن الانسان(عيسى) ليمكـن (قديم الايام) (المهدي) والقديسين من حكم الارض ويقضي على الوحش الروماني والمسيح الدجال.

اقـول: (قديم الأيام) هو (عيسى ابن مريم) بإعتبار ميلاده الأول (وابن الإنسان) أيضا هو عيسى ابن مريم  بميلاده الثاني والدليل على انه شخصاً واحداً هو أنّ ميلاد عيسى الثاني يكسب عيسى ابن مريم صفتين الاولى (ابن الانسان) والثانية (مهدي آل البيت) بأنه يلده رجل من آلِ البيت هو (الإنسان) الذى ينتسب اليه المسيح في عودته الثانيه، والدليل الآخر هو انّ المهدي الذي يحكم الارض هو المسيح نفسه والدليل على ذلك أن كل الأحاديث التي إجتمع المسيح مع المهدي والرجل الصالح  ينتهي فيها عمل المهدي عند السلام بعد ركعتي الفجر ولا وجود لذلك المهدي فى الساحة السياسية فالمهدي الذى يُمكِّن القدِّيسين بِحكم الأرض هو عيسى نفسه بدليل قوله تعالى لعيسى ابن مريم فى زمن عودته وتمكين المسلمين فى عهده وبعده:{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (55) سورة آل عمران.

والدليل القاطع في هذا قول الله سبحانه وتعالى:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} (28) سورة الفتح.

أي(هو الذي أرسل رسوله) عيسى ابن مريم الذى كان رسولاً في بني إسرائيل (بالهدى) مهدياً لهذه الأمة (ودين الحق) الإسلام (ليُظهره على الدين كلِّه) المسيحية واليهودية (وكفي بالله شهيدا). ماسبق سرده وتفصيله يؤكِّد بجلاء أنّ المسيح المهدي المنتظر سوداني وهذا أوان ظهوره الأكبر وأنّ الفريق أول سلفاكير ميارديت له دور بارز في مساندة ومناصرة المسيح المنتظر شخصي (سليمان أبي القاسم موسى) وأنّ الشعب السوداني حقاً هو رائد ومُعلِم الشعوب عندما يلتف حولي و ذاك كائن لا محالة بوعد الصدق الذي توعدون.

 الفـصل الثــاني

لمــاذا المســيح ســـوداني؟

ليس مقصد السؤال الإستفهام عن قَدَر رباني قدَّره الله عزّ وجلّ في سابق علمه المحيط و أنزله نصوصاً ووقائع تُظهر صدق تلك النصوص، و لكن المتامل لمسيرة السودان الفكرية والعقائدية عبر التاريخ لابد أن يتوقف عند بعض المحطات والفواصل التي تحمل بشكل أو آخر أنباء دقيقة عن مكانة المسيح في الوجدان السوداني الباطني، فقد ذكر (نولدكه) في كتابه الحضارات السامية القديمة، قال ان ذي القرنين يعتبر قديساً مسيحاً عظيماً عند الكنيسة الأثيوبية، وعلق على ذلك بقوله: معلوم أن المسيح جاء بعد ذو القرنين بقرون عديدة. والحقيقة أن ذي القرنين هو المسيح المنتظر في مجيئه الثاني، فالقرن الأول هو أمته في بني إسرائيل حيث بُعث نبياً والقرن الثاني هو الأمة المحمدية حيث يُبعث مهدياً، فالمسيح هو ذو القرنين وكونه قديساً مسيحاً عظيماً لدى الكنيسة الأثيوبية فقول حق، فإثيوبيا كانت تطلق على بلاد السودان أي أرض كوش القديمة. ومن ثمّ فإعتقاد المسيحيين السودانيين الأوائل بأنّ ذي القرنين هو قدِّيس مسيحي أعظم، إشارة دقيقة بأنّهم يعلمون من كتبهم وأسفارهم القديمة أنّ المسيح المنتظر سوداني الجنسية و منهم وليس من غيرهم.

وبالعودة لحديث جعفر بن أبي طالب في الفصل الأول تندرج إشارة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله لجعفر: “يا جعفر ألا أبشرك؟ قال: بلى يا رسول الله. فقال: كان جبرائيل عندي آنفا فأخبرني أن الذي يدفعها الى القائم هو من ذريتك. أتدري من هو؟ قال: لا. قال: ذاك الذي وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار…” تندرج في منظومة المسيح ذي القرنين القدّيس الأعظم عند السودانيين ليس أثيوبياً فالنجاشي ملك الحبشة الذي آوى جعفر وأصحابه من صحابة رسول صلى الله عليه وسلم عندما قرأ عليه جعفر صدر سورة مريم (رضي الله عنها) صاح قائلا: لم يزد المسيح عن هذا شيئا، واضح أنّ المسيحيين السودانيين يعلمون أن المسيح عيسى إبن مريم هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها الى مريم العذراء أي أنهم على عقيدة توحيدية وليست لألوهية المسيح المزعومة موضع إعتقاد عندهم ومن ثم فالبشارة بعودة المسيح ثانية تتصل بإرثهم الروحي والعقائدي بأنه منهم بوصفه القدّيس المسيحي الأعظم عند الأثيوبيين.

إن عقيدة عودة المسيح وميلاده ثانية بالسودان أشار إليها الإمام محمد أحمد المهدي السوداني 1881-1885م بما دُوِّن عنه أنه قال: “من مهديتنا الى عيسى وعيسى منا”. هذه المقولة جعلت كثير من أنصار المهدية يعتقدون أن السيد عبد الرحمن المهدي هو عيسى المسيح المنتظر، و لما توفاه الله عام 1959م، إنتقل الإعتقاد في إبنه الهادي عبد الرحمن المهدي، واليوم يشار بخفاء من بعض الأنصار أن السيد/ الصادق المهدي هو عيسى المسيح المنتظر. وحقيقة  الأمر أن ليس لثلاثتهم علاقة بمقولة الإمام محمد أحمد المهدي، فالإمام المهدي هو مجدد قرنه وزمانه فقوله: “من مهديتنا الى عيسى…” تعني أن قرن المهدي يمتد من إعلانه عن نفسه عام 1881م وحتى عام 1980م ليكن قرن تجديد جديد هو زمان بعثة عيسى المسيح في عام 1981م، وباقي المقولة بقوله عيسى منا لا تعني إنه من آل بيت المهدي وإنما تعني أنه سوداني من السودان كما كان الإمام محمد أحمد المهدي سوداني بالميلاد وكذلك عيسى، والإشارة تعني شخصي الفقير إلى ربه سليمان عبد القاسم موسى المسيح المهدي السوداني بالميلاد عام 1947م ولله الحمد. فقد أعلنت عن نفسي في عام 1981م بعد إكتمال قرن مهدية الإمام محمد أحمد المهدي.

إن إدعاء العيسوية عند السودانيين كثير ومرده الإشراقات الباطنية في دواخلهم والإرث الروحي الممتد عبر القرون. على أن أخطر من إدعى المقام العيسوي في العصر الحديث هو الراحل محمود محمد طه(غفر الله له). إذ سعى لرسم فارق بين المسيح عيسى ابن مريم وشخصية المسيح الناصري أو الاسرائيلي، وبين المسيح المحمدي أو الرجل الموعود، ليخلص بأن الذي يعود هو المسيح المحمدي وليس المسيح الإسرائيلي والذي بفهمه قُتل وصُلب. والمسيح المحمدي عنده رجل من هذه الأمة يولد كما يولد الآخرين ويرتقي سلم السير الروحي حتى يبلغ مقام المسيح المحمدي صاحب الرسالة الثانية في الإسلام. وبهذا المعنى فهنالك مسيحان إسرائيلي وهو عيسى ابن مريم وقد إنقضت مهمته ولا سبيل لعودته ثانية، أما الآخر فهو المسيح المحمدي الأصيل أو الرجل الموعود.

ويقول المستشار أبوبكر أحمد القاضي (أحد الجمهوريين سابقا): “لقد أخذت الفكرة الجمهورية بحجة عبد الله بن سبأ لتنفي عودة المسيح الناصري لتؤكد أن القادم هو المسيح المحمدي الذي هو حسب عقيدة الجمهوريين هو الأستاذ/ محمود محمد طه، مع الملاحظة أنه يقول: يرجو ان يكون هو، وانه على شك، وطلب منا ان لا نشك في انه هو، وقال (انا قد اكون مرحلة)، وقال (شكي خلوه لي) المصدر: .http://www.abubakralgadi.com

وأقول: ان المسيح عيسى ابن مريم ليس إسم شخص فحسب، بل هو مقام الروح التي هي قوام كل شيء. فالوجود الظاهري يتكون من مادة و روح. فالروح هي مقام المسيح عيسى ابن مريم. ومن ثم فهنالك مسيح واحد صاحب مقام مخصوص لا يشاركه فيه أحد من الخلق فهو أصيل المقام. على أن المقام العيسوي (مقام الروح) يحقق بعض مراتبه ودرجاته كل من سلك طريق محمد صلى الله عليه وسلم بتجويد العبادة و الإستقامة و طهارة النفس و يرتقي في سلم ومراتب السير الروحي محققاً حظه من المعرفة بالله عز وجل. و هؤلاء على كثرتهم ليسوا هم المسيح صاحب المقام. ومن ثم فليس هنالك مقام روحي للمسيح الناصري و آخر للمسيح المحمدي بل هنالك مقام واحد و صاحبه واحد هو المسيح عيسى ابن مريم، على ان لهذا المقام وصاحبه الأصيل تجليان مشتبهان وغير متشابهين أوليهما مجيئه نبياً في بني إسرائيل، و ثانيهما بعثته مهدياً في الأمة المحمدية بميلاد ثانٍ، و من ثمّ فالمسيح واحد ولا إختلاف في صيغة مجيئه فقط، فالأولى نبوة و رسالة خاصة و الثانية مهدية على نهج الرسالة المحمدية، فهو المسيح المهدي المحمدي بولادته ثانية في أهل البيت النبوي الشريف، وليس هنالك ما يسمى بالمسيح المحمدي فهذه التسمية عارية من السند النصي قرآنا أو سنة محمدية .

نبوءات فى التوراة عن السودان و(المسيح المهدى)

السودان فى الكتاب المقدس… هذا عنوان مقال على موقع (سودانيز اون لاين) بقلم الاستاذ /كمال عوض عثمان صالح نقتطف منه الآتى نصه:

“أكثر ما ارتبك العلماء في تفسيره هو ما ذُكر بخصوص السودان، إذ أنّ معظم ما كُتب عنه رغم أنه يحمل الوعيد، إلا أنه يُنبئ  بمستقبل واعد و دور رائد لهذا البلد العظيم، و هذا ما لا يتفق مع أهواء البعض من المفسرين كما سبق وأشرت لذلك في مطلع هذا البحث، لأن المتكلم عن السودان كان هو النبي أشعياء و الذي كما سبق و ذكرت من أعظم أنبياء بني إسرائيل و هو من تكلم بإستفاضة عن الخلاص و الحياة الجديدة… و كما سلف وعلمتم فالنبي الذي يتحدث عن السودان يعتبر كتابه اهم مرجع لمجيء المسيح و لذلك سنورد أهم الفقرات التي تتكلم عن السودان: “ويلٌ لأرض خفيف الاجنحة التي في عبر أنهار كوش المرسلة رسلاً في البحر في قوارب البِردى على وجه المياه، اذهبوا أيّها الرُسل السريعون الى أمة طِوال جرد الى شعب مهاب اينما كان، الى أمة قوية جبارة بخطى تقطع الأنهار أرضها. يا جميع سكان المسكونة يا قاطني الأرض إذا رفعت الراية على الجبال فأنظروا، و إذا نُفخ في البوق فأسمعوا لأنّه هكذا قال لي الربّ. إني أهدأ وأنظر من سكني، الحر الصافي على البقل، غيم الندى في حرّ الحصاد، و إنه قبل الحصاد عند كمال الزهر وعندما يصير الزهر حضرما نضيجا، يقطع على القضبان بالمناجل، وينزع الأفنان ويطرحها تترك معاً لجوارح الجبال لوحوش الأرض فتصيف عليها الجوارح و تشتي عليها جميع وحوش الأرض. في ذلك اليوم تقدم هدية إلى الله ربّ الجنود، من شعب طويل أجرد، ومن شعب مَخوف منذ كان فصاعدا، من أمة ذات قوة وشدّة و دَوس، قد خرقت الأنهار أرضها الى موضع إسم ربّ الجنود جبل صُهيون” أشيعياء – 18.

لقد أوردت الإصحاح الذي تكلم عن السودان كاملاً، وأريد فقط أن أقف و القارئ في الأسطر التي عليها خط. ففي السطور الأولى يحث النبي سكان العالم النظر إلى شيء سيحدث في السودان لا مثيل له، لأن الراية ستُرفع على قمة الجبال ـ فرفع الراية و قديماً حسب التقليد العبري تعني التجمع و تركيز النظر إلى أمر ما… كما يحث النبي كل سكان المسكونة الى السماع إلى نفخ البوق لسماع شيء ما… أيضاً، أما الأسطر الأخيرة فتتحدث عن هدية يقدمها شعب السودان هذا الشعب العظيم المهاب يقدم هدية إلى الله. و أود أن أنوه أنّ كلمة جبل صهيون هنا لا تعني الصُهيونية كما قد يفهم البعض؛ فجبل صُهيون هو سِبط يهوذا، أمّا تلك الكلمة المتداولة في وسائل الإعلام فتُعنى بالتنظيم السياسي ليهود اليوم.

و كلمات السفر المذكورة أعلاه، كانت حافزاً لهجرة بعض قبائل بني إسرائيل إلى السودان، كما أن هنالك هجرات عقائدية تمت للسودان من بعض الدول الإفريقية على إفتراض أن السودان هو موطن رجل آخر الزمان. و مسألة رجل آخر الزمان هذه إدعاها الكثيرون ليست بالمفهوم العبري بأن يأتي المسيح المنتظر، بل بالمفهوم القائم على ظهور المهدي. و الأصل في ظهور هذا الرجل هو ما جاء في كتب أنبياء  بني إسرائيل، و لو قرأ أحد أولئك الأدعياء ذلك لما إدعاها أصلا.

يقول سيدنا داوود: “أذكر دهب و بابل عارف  فتى يهوذا و فلسطين و صور مع كوش هذا ولد هنالك” المزمور -87-4.

الكلمات الرمزية التي دونها سيدنا داؤود في مزموره لم يستطيع أي من العلماء أو المفسرين السابقين واللاحقين تفسيرها. وفي النص العبري أو حتى الترجمات الإنجليزية تأتي أكثر وضوحاً إذ تقول:”هوذا فلسطين وصور مع كوش، هذا الرجل ولد هناك”.

فمن هذا الرجل الذي يولد في السودان؟ إنتهى المقتطف.

 ليس لدي ما أضيفه على هذه الإشراقات العظيمة التي أبرزها الأستاذ / كمال عوض عثمان صالح، و لكني أجيب على السؤال الذي طرحه و أقول إن الرجل المولود بالسودان هو شخصي سليمان أبي القاسم موسى المسيح المهدي المحمدي، فأنا رجل آخر الزمان المسيح المنتظر مهدياً لا رسولاً ولا نبياً كما أخبر عني بصدق ما أبرزه الكاتب من نصوص سفر النبي أشعياء و حقيقةً كما قال الأستاذ/ كمال، لو قرأ المُدّعون لمقام المهدي الخاتم اليوم الكتب المقدسة لما أدّعوا ذلك إن لم يكونوا سودانيين، فالمهدي الخاتم هو المسيح المنتظر بميلادٍ ثانٍ في أهل البيت بالسودان أرض كوش وليس في أي موقع آخر على وجه الأرض .

 الفصل الثــالث

المسيح المــهدي و الميــلاد الثــاني

في كتابه : المسيح الدجال يجتاح العالم – في ظل النظام العالمي الجديد الصادر عام 2000م، طرح الكاتب محمد منير أدلبي سؤالاً على صفحة (170) من مؤلفه بقوله :

“وطالما انه لابد سيكون ظهور المسيح الموعود والمهدي المنتظر في زمن ظهور المسيح الأعور الدجال، فاين الموعود أذن؟”.

وذات السؤال طرحه بصيغة أخرى الكاتب أحمد عبد الله زكي عمسيب في حواره على موقع سودانيز أونلاين بتاريخ 6/12/2006م  و هو يقدم للقراء و المشاركين تلخيصاً لكتابه (المهدي المنتظر على قيد الحياة) ليقول في خاتمة حواره: “أن الحشود المهمة التي ستُجمع لأعداء الإسلام ستكون تحت قيادة قطر جديد و صلاح دين جديد ترى من يكون ؟؟؟”

أجيب على الكاتبين الجليلين بالقول أن الذي يتصدى للمسيح الدجال وقوى الشر هو شخص (سليمان عبد القاسم موسى) المسيح عيسى ابن مريم المبعوث مهدياً بميلادٍ ثانٍ في أهل البيت النبوي الشريف بالسودان عام 1947م، وقد فصّلت الأمر في المنشورات السابقة فليراجعها بالموقع من أراد مزيداً من التفصيل، و أوجز النقاط التالية بإختصار:

أ / المسيح إسـمه سليمان

في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لتميم الداري عن إنطاكية قال: “قلت يا رسول الله: ما رايت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها إنطاكية ما رأيت أكثر منها مطراً. فقال صلى الله عليه وسلم: نعم وذلك لأن فيها التوراة وعصا موسى ورضاض الألواح ومائدة سليمان فلا تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجلٌ من عترتي إسمه إسمي وإسم أبيه إسم أبي خُلقه خُلقي وخَلقه خَلقي يملا الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلأت ظُلماً وجُوراً”. المصدر (المهدي الموعود) حديث رقم (9) للكاتب عبد الحسين دستغيب ترجمة أحمد القبانجي.

فالتوراة وعصا موسى ورضاض الألواح متعلقات بنص القرآن تخص نبي الله موسى بن عمران و المائدة في القرآن لسيدنا عيسى ابن مريم، ومن ثم فنسبة المائدة إلى سليمان تعني بوضوح أنه اسم المسيح عيسى ابن مريم في ميلاده الثاني في أهل البيت النبوي، هذا الميلاد يسبغ عليه صفة المهدي المحمدي فيصبح المسيح المهدي المحمدي وهو شخصي لا أحد غيره.

ففي حديث فتنة الاحلاس الذي رواه أبوداؤود في صحيحه جاء فيه قوله صلى الله عليه وسلم: “… ثمّ فتنة السراء دخنها أو دخلها من تحت قدمي رجلٌ من أهل بيتي يزعم أنّه مني وليس مني إنّما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضِلع، ثم فتنة الدُهيماء لا تترك أحداً في هذه الأمة إلا لطمته حتى يصير الناس فسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه و فسطاط كفر لا إيمان فيه، فإذا كان ذلك فانتظروا الدجال من يومه أو غده “.

إنّ الرجل الذي من أهل البيت وليس منهم في ذات الوقت هو المسيح عيسى ابن مريم في ميلاده الثاني في أهل البيت، فالمسيح سواء في ميلاده الأول أو الثاني لا صلة رحمية له بوالدته مريم بنت عمران في بني إسرائيل أو أبويه في الأمة المحمدية لقوله تعالى {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (59) سورة آل عمران، ويشير الى المعنى قوله تعالى في سورة البلد {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} (3) سورة البلد. فالوالد الذي لم يلد أي لا يُنسب إليه المولود إشارة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، و المعنى أنّ المسيح يلده رجلٌ من أهل البيت النبوي و هو ليس بوالده على التحقيق إذ أنّ المسيح لا والد له، و هذا معنى رجلٌ يزعم أنّه مني و ليس مني، وأنا الرجل المقصود و كنت أقول للناس دائما عندما ينكرون عليَّ و يقولون كيف تكون أنت المسيح عيسى ابن مريم ونحن نعرف أباك و أمّك. فكان الرد مني هو: أنا من أهل البيت و ليس منهم، أو هو ما أبرزه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :” يزعم أنّه مني وليس مني”.

وقد رُمز إلى إسمي في كثير من أشعار المتصوفة المتحدثة عن ملاحم وقتال الترك و الروم آخر الزمان بذكر الحرف (سين) أو صاحب السين، فظنّ بعض المفسرين أن المقصود هو السلطان سليم في العصر العثماني و حقيقةً المقصود هو شخص (سليمان عبد القاسم موسى) المسيح المهدي المحمدي.

وفى كتاب الجفر المنسوب للإمام علي (كرّم الله وجهه) تحقيق أ.د.احمد السايح والمستشار توفيق وهبة(134):

سيظهر حرف السين بعد قتالهم  ***  على الترك فى حكم بأمر من العلاً

ويملك ملك الشام قهرا بهمـة   ***  وسعـد سنى الخطوب مجـــلاً

ويرقى الى اوج السماء سـيادة  ***  ويحكم من مصر بجد كمن خــلا

ويعدل فـى حكم له بشريعـة   ***  ويظهر ديـن الله حقـا على الـولا

ويمكث حينا فى ولاء وسؤدد   ***   ويسمو على الأقران رغما لمن قلا

ويقضي بعدل فى سياسة عدله   ***  ويرمي جيوش الجيم بالشرك والبلاء

ويصلح ناموس الشريعـة بالتقى***   بخـلق فى شـام بعـز من المـلا

ويسري بجيش البحر فى السفن امره*** وبـر وبحـر بالعـناية مقبـــلاً

ويخرج حرف الميم من بعد تسعـة*** بمكـة نحـو البيت بالنص قد عـلا

ويملأ كل الارض بالعدل رحمـة  ***    ويمحو ظلام الشرك والجور أولاً

فهـذا هو المهدى بالحق ظاهـر  ***   سيأتى من الرحمن للخلق مرسـلاً

ولايته بالأمر من عند ربّـــه   ***   خليفة خير الرسل من علم العـلا

حرف السين إشارة إلى شخصي سليمان المسيح المهدي فهو الذي يرمي جيوش الجيم و الشرك بالبلاء وفق السطر الثاني من البيت السادس، و جيوش الجيم هي جيوش الدّجال الذي رمز له بالحرف جيم، و معلوم أن الذي يهزم الدجال هو المسيح عيسى ابن مريم لا أحد غيره و هو المشار إليه بحرف السين في مطلع القصيدة، و حرف الميم في البيت التاسع، وحرف الميم تعني المهدي ليصبح المقصود بالرموز هو شخصي سليمان المسيح المهدي. فأنا المهدي صاحب الولاية بالأمر الرباني.

والى ذات حرف السين بمعنى سليمان، أشار الشيخ محي الدين بن عربي (129) في قصيدته التي مطلعها:

لما جلّ عُتبي حلّ غيبــــــي *** على عيني فصيّره عديمـاً

وعنـد شُهـود ربّي حـلّ حبّـي   ***   على قلبي فصيّره  عديماً 

ولمّـا فاحَ زهري هـبّ سـري  ***  على نوري فصيّره هشيمـاً

 حتى قوله في آخر بيت

ولكنّى سترت لكون أمري      ***     محيطاً في شهادته عظيماً

فسترتُ الأُمور بكل كشف     ***   لعين صار بالتقوى سليمــاً

في البيت الأخير  جاء إسم (سليما) و ستر ابن عربي الإسم سليمان بعدم إكمال النون في( سليما) و قال وبالختم يكون التمام بمعنى إضافة نون ليصبح الإسم (سليمان) وهو المسيح المهدي الخاتم و لله الحمد. وفى الجفر المنسوب للإمام علىّ (كرّم الله وجهه) تحقيق أ.د.احمد السايح والمستشار توفيق وهبة ص (118ـ119)  ورد صاحب المغرب إذ يقول فيه:

ويأتى صاحب الفسطاط ***فى جيـش مـن البربـر

فيملك قلعة الشامـــى***ويبلغ عقبة الدهـــــر

ويخرب صورها الكبرى***ومن قلعة حلـب يعمــر

وقال ايضا:

ويظهر صاحب المغرب  ***   بالسودان والبربـــر

اقـول:ان صاحب الفسطاط هو من السودان وانصاره جيش من البرابرة (سكان الشمال من السودان).

ب / أظهر علاماته خاتم النبوة

في الأثر الذي أورده الهيثمي في المختصر في علامات المهدي المنتظر، أنّ المهدي على كتفه خاتم النبوة. إذن ومن هذا القول فإن المهدي هو عيسى ابن مريم، إذ لا يحمل مهدي ختم النبوة إلا بكونه نبي و هذا ما لا يتحقق إلا للمسيح بميلاده الثاني في آل البيت. والمهدي الذي يحمل خاتم النبوة هو القائم المنتظر عند الشيعة، عن أبي بصير قال: “قال أبو جعفر أو أبو عبد الله عليه السلام، الشك من إبن عصام: يا أبا محمد بالقائم علامتان: شامة في رأسه و داء الحزاز برأسه، و شامة بين كتفيه من جانبه الأيسر تحت كتفيه ورقة مثل ورقة الآس إبن ستة ابن خيرة الإماء” بحار الأنوار –ج-51-ص41.

الشامة هي الخاتم وهو مزدوج أي خاتمين في موضع واحد يُعطيان شكل خاتم واحد وهو الموصوف في الحديث، وقد ظهر عندي على ذات الموقع المذكور في الحديث و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. 

ج / اسم أم المهدي

عند الشيعة جاء في كتاب بحار الأنوار –ج-51 على صفحتي 24 و 28:

قال ابن الخشاب: “حدثني أبو القاسم طاهر بن هارون بن موسى العلوي عن أبيه عن جده، قال سيدي جعفر بن محمد (الباقر) (ع) :(الخلف الصالح من ولدي هو المهدي إسمه( م ح م د) و كنيته أبو القاسم، يخرج في آخر الزمان يقال لأمّه صقيل، قال لنا أبوبكر الدرّاع: وفي رواية أخرى بل أمّه حكيمة و في رواية  ثالثة يقال لها نرجس و يقال سوسن” و الله أعلم ( ص 24).

وعن الشهيد رحمه الله في الدروس قال: “وُلد عليه السلام بسر من رأى سنة 255هـ في النصف من شعبان، وأمه صقيل و قيل نرجس، وقيل مريم بنت زيد العلوية” ص 28.

يبدو أن عدم معرفة اسم أم المهدي القائم  (محمد بن الحسن العسكري) كما عند الشيعة على وجه الدقة ودون شك مردّه إعتقادهم أنه وُلد سراً ودون علم العامة وحتى الخاصة ولم يعلم بولادته سوى نفرٌ قليل ثمّ غاب غيبتان صُغرى رجع فيها إلى أهله دون علم أحد سواهم، و كبرى إمتدت إلى اليوم، ومن ثمّ تضاربت الروايات عندهم عن اسم أمه.

على أن إيراد اسم مريم بنت زيد العلوية كأسم لأم المهدي القائم تبدو منها الإشارة إلى مريم بنت عمران رضي الله عنها والدة المسيح في ميلاده الأول ظاهرة، لا سيما وأنّ القائم المهدي هو المسيح عيسى ابن مريم في ميلاده الثاني في أهل البيت بشهادة أحاديث أئمة أهل البيت في الفقه الشيعي (راجع المنشور رقم(50) بعنوان الخليفة).

إلا أنّ المطابقة الحرفية لإسم أمّ المسيح المهدي في ميلاده الثاني لاسم مريم في ميلاده الأول ليست شرط صحة لميلاده وقيامه بالحق كمبعوث من الله عزّ وجلّ، بل يكفي تشابه السمات من مدلول الإسم وخاصيته اللُغوية. وقد جاء في كتاب المراجعات لآية الله حسين الموسوي قوله: (وقد تضافرت الروايات أن أهل النفاق و الحسد والتنافس لمّا علموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيزوج علياً من بضعته الزهراء وهي عديلة مريم وسيدة نساء أهل الجنة) ص303.

و على ص(304) رُوي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يا فاطمة أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاماً و أعلمهم علماً وأنّك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم نساء قومها”.

فالزهراء رضي الله عنها هي عديلة مريم رغم عدم تطابق الإسمين لفظاً ولكن الخصائص الإعتقادية وما تحويه السرائر و القلوب يمثل مادة التطابق في السمات عند الله عزّ وجلّ، إنّ إسم والدتي رضي الله عنها (دار السلام) ودار السلام أي مكان السلام والسلام مشتق من إسمي (سليمان).

لقد قال لي الله سبحانه وتعالى في جدتي أمّ كلثوم بنت الفضيل والدة جدي محمد الإزيرق: (- بنت سلطان- لمّا رأى الشيخ ابو إسماعيل التُقى فيها سجية والحياء). وقال الله عزّ وجلّ فى جدتى فاطمة المدنية الحميراء بنت حامد أمين والدة أمي: “يا أخت هارون بيضاء كالشمس رفعة والضياء”.اهـ.

اقول: جدتي أمُّ كُلثوم من اولاد أمّ هانى وجدتى فاطمة المدنية الحميراء من أولاد زبراج.

وتبدو الإشارة إلى مريم بنت عمران و ميلاد المسيح من إمرأة تلدها جدتي بنت سلطان، و المعنى يقصد به ميلادي في الأسرة النبوية التي أنتمي إليها بنسب صحيح.

وأُورد هنا رويا حكاها لي محمد عباس داؤود رآها بتاريخ 10 يناير 2002 م قال:

“أنا محمد عباس داؤود عندما ناقشت في موضوع المهدي عيسى سليمان، رايت في المنام أنه وصلني شخص أوصافه كعبد الحي يوسف وقال لي: إنك لا تؤمن بالمهدي عيسى سليمان؟ قلت له نعم. قال لي: إنك بتعرف محمد رسول الله؟، قلت  له أجل، قال: ما إسمه، قلت له إسمه محمد، قال: وثاني، قلت لا أعرف، قال لي: تعرف أنّ المهدي عيسى سليمان هو روح عيسى، لأن إسمه سليمان أبو القاسم، و أبو القاسم إسم رسول الله، وفي الآخر قال لي:

 هل تعلم من أمه؟، قلت له أعلم أن أمّه دار السلام، قال لي مريم أمّ عيسى المسيح إسمها عند الله دار السلام وهي مريم العذراء، ثمّ كرر إسمها عند الله دار السلام أي مكان السلام”. اهـ.

 الفصـــــــل الرابـــــــــع

بعض الاحاديث والآثار الواردة فى شأن المسيح (ع)

عن ابي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “افترقت اليهود على إحدى وسبعين او إثنين وسبعين فرقة والنصارى كذالك وتفترق امتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلهم في النار إلاّ واحدة؛ قالوا من هي يا رسول الله؟ قال: ما انا عليه اليوم وأصحابى” رواه ابوداؤود والترمزي والحاكم وإبن حبّان وصححوه.

قال صلى الله عليه وسلم: “ليدركّنّ المسيح أقواماً مثلكم او خير منكم ثلاثة مرات، لن تخزى أمة انا أولها وعيسى ابن مريم آخرها” رواه الحاكم فى المستدرك 3-41.

قال صلى الله عليه وسلم: “ألا انّ عيسى ابن مريم ليس بيني وبينه رسول ولا نبي ألا إنّه خليفتى فى أمتي من بعدي”اخرجه الطبري.

قال صلى الله عليه وسلم لفاطمة: “والذى بعثني بالحق إنّّ منهما (الحسن والحسين) مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجا وتظاهرت الفتن فلا كبير يرحم صغير ولا صغير يوقّر كبير فيبعث الله عزّ وجلّ عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلال وقلوباً غلفاً يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به اوله يملأ الأرض عدلاً كما مُلأت جوراً “ اخرجه الطبري.

قال صلي الله عليه وسلم: “لا يزداد الأمر إلاّ شدّة ولا الدنيا إلاّ إدباراً ولا الناس إلا شحّاً ولا تقوم الساعة إلاّ على شرار الناس ولا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم” رواه ابن ماجه ووثّقه ابن كثير.

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي وأنه لا نبي بعدي وانّه سيكون خلفاء فيكثرون، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الاوّل فالأول ثمّ أعطوهم حقهم واسألوا الله الذى لكم فإنّ الله سائلهم عمّا استرعاهم” رواه البخارى.

عن ابى هريرة (رضي الله عنه) قال (رسول الله صلى الله عليه وسلم): “يوشك من عاش منكم ان يلقى عيسى ابن مريم إماماً مهدياً وحكماً عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير وتضع الحرب اوزارها” رواه أحمد بإسناد صحيح.

قال (صلى الله عليه وسلم): “فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى …” أخرجه ابو داوؤد وابن ماجه وأحمد والدارمي وقال الالبانى سنده صحيح.

عن عبدالله بن عمر عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم): “لا يزال هذا الأمر فى قريش ما بقي منهم إثنان”رواه البخارى.

أقـول: معلوم أنّ عيسى ابن مريم يصلي خلف مهدي من آل البيت  فإنّه بهذا الحديث يثبت انّ المسيح ايضا من قريش ويفهم من ذلك الآتى:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء .

قال تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3)) سورة البلد1-3.

اقـول: فى سورة النساء (خلقكم من نفس واحدة) هو آدم. وخلق منها زوجها (حواء) وبثّ منهما (رجالاً كثيراً- وليس كل الرجال- ونساء كثيراً – وليس كل النساء).

وفي سورة البلد: (وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) يأتي بباقي الرجال وباقي النساء ففيها (ووالدٍ) أنت يا محمد صلى الله عليه وسلم – والد – أي والد لزواج ابي القاسم من دار السلام وكذلك:”ما ولد” كما أنّك لم تلد اصلاً – أي أنّ ابي أبا القاسم لم يلد من دارالسلام ذلك الولد (سليمان) – أي أنه المسيح عيسى ابن مريم فهو ليس بضعة من أحد، قال تعالى{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (59) سورة آل عمران. والى هنا قال الدكتورعبدالرحمن بدوي فى كتابه (الإنسان الكامل) “وأنّه منذ موت علي كرّم الله وجهه فإنّ أربعة من غلاة شيعته قد تناقلوا عنه خطبة غريبة وأياً ما كان الأمر فإنّه منذ 120هـ تناول القوم خطباً ذوات قيمةً ملحمية نسبت الى علي ووصيه وجفرا” والجفر نوعاً من التفسير الملحمي للقيم العددية للأحرف الساكنة الواردة في أوائل كثير من السور القرآنيه” والجفر إذا أستخدم في مسألة الإنسان الكامل فذلك امّا للقول بأنه هو(الميم) (=40= محمد) أو(العين) (=70=علي) أو(السين)(=30=سليمان، عيسى) وفي رقميّ 144،148 يعد فى تحليل (خطبة البيان)ينظر اليه أنّه هو قيامة عيسى فى  نظر المسلمين” ص120-121.

وقال عبد الرحمن بدوي فى الإنسان الكامل لقضيب البان صفحة 198: “ثم كشف لي عن اسرار الصلة والقرابة والرقائق الرابطة فيها وارانى أشعة شمس الحقيقة المحمدية فى الكل وقال لى: “أول ما برزت الحقيقة المحمدية نوراً وجعلت مظهره في الخلق رحمة وبه خُتمت الأسرار ثمّ كشف عن مظهر الجسم وقال به يكون قيام العلم والهداية وبه كملت العناية وارتباط الولاية ورايت مكتوباً عليه” كتاب مسطور فى رقٍ منشور تنزيل من رب العالمين ولا يمسه إلاّ المطّهرون” وقال لي: وبه القسم في هذا البلد “ووالدٍ وما ولد ” وكشف لي عن شخص المسيح”.

أقـول: انظر الى هذا البُعد “ووالد وما ولد” وكشف لي عن شخص المسيح وفي قول الدكتور عبد الرحمن بدوي في الإنسان الكامل قال قضيب البان صفحة-205: “العارف تارةً يكون حاضراً بلطائف العلم وتارةً غائباً بشواهد الحقيقة وبهذا هو الغريب بانقطاع النسب بينه وبين مولاه”.

اقـول: “الغريب بانقطاع النسب” وفي “وما ولد” بينه وبين مولاه ونجد ذلك واضحاً في حديث أبي جعفر عليه السلام فى أنه قال: “أن صاحب الأمر هو الطريد الفريد الموتور بأبيه المكنّى بعمه المفرد في أهله إسمه إسم نبي”، فقال عنه أبو جعفر عليه السلام: (37) بحار الانوار لمحمد باقر الملحمي: “أنّ الشريد الطريد الفريد الوحيد، الفرد فى أهله الموتور بوالده المكنّى بعمه هو صاحب الرايات وإسمه إسم نبى”.

أقـول:   يُلاحظ هنا “الموتور بوالده والمفرد في اهله” =ما ولد.

عن الحسن بن جنادة بن جندب أنّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: “ثمّ يجيئ عيسى ابن مريم من قِبل المغرب مصدقا بمحمد وعلى ملته فيقتل الدّجال ثمّ انّما هو قيام الساعة” رواه أحمد فى مسنده.

قال ابن الخشاب: حدّثنى محمد بن موسى الطوسى عن عبد الله بن محمد عن الاسم بن عدي قال: “قال كنيته الخلف الصالح ابوالقاسم وهو ذو الإسمين” بحار الانوارصفحة3.

الخلف الصالح هو عيسى ابن مريم، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تحشرون حفاة عراة غرلا ثم قرأ (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) فأول الخلق يكسى إبراهيم، ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي، فيقال أنهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم ﴿وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ أخرجه البخاري.

 أقـول:الخلف الصالح (أبوالقاسم) فإسمي (سليمان أبو القاسم) وكذلك كان إسمي عيسى ابن مريم، أي أن لي إسمان وأنّ سوء نطقي بالكلام لا يؤثر فى صحة روايتى فقد نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم الى قراءتهم بشيئ ولا صلاتكم الى صلاتهم بشيئ ولا صيامكم الى صيامهم بشيئ، يقرأون القرآن يحسبون أنّه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميّة”رواه مسلم وابوداؤود.

وقال صلى الله عليه وسلم: “لئن أدركتهم لأقتلّنّهم قتل ثمود”رواه مسلم.

ويكفي أنّه صلى الله عليه قد قرّب الأمر، قال عبد العليم عبد العظيم البستوي فى كتابه (المهدي المنتظر) فى ضوء الأحاديث الصحيحة صفحة (286) قال الحافظ بن حجر:”وصلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه فى آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال أنّ الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة. ولقد أخبرنى (حمدون أحمد حمدون) عن عمه (رحمة الله حمدون) يخبر عن إبنه قال: “أنّ أولاد رِيد فى آخر الزمان يخرج منهم  نبي”. وذكر لي خاتم النبوة فى ظهره وأكّد حمدون أحمد هذا الخبر أنّ عمّه رحمة الله يقول هذا القول مراراً وتكراراً.اهـ

قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} (51) سورة غافر. صدق الله العظيم

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم

المسيح المهدي الخاتم/ سليمان ابوالقاسم موسي

 المجـلـد 19 رجب 1431 هـ – الموافق30 يونيو 2010 م