قال عمر البشير لصحيفة الجريدة بعد Yنفصال وقيام دولة جنوب السودان أنه وافق على تنفيذ إتفاقية نيفاشا وحق تقرير المصير من أجل تحقيق السلام بين السودان ودولة جنوب السودان”.
وقبل ظهور نتيجة الإستفتاء الذي جرى بالجنوب في يناير..2011م.
قال د.نافع علي نافع مساعد عمر البشير لصحف الخرطوم: “إذا جاءت نتيجة الإستفتاء لصالح الإنفصال فإن قواعدنا ستعتبر ذلك فتحاً ونصراً…”. أو ما معناه. وبقراءة التصريحين جلي أن قيادة الإنقاذ كانت معصوبة الأعين فلم ترى الخطر الناشئ من قيام دولة أبرزتها للوجود أمريكا لأسباب عقائدية بحتة لتمثل معول هدم لأرض كوش (السودان)، وشعبه الذي أفاضت نصوص أسفار توراة بني إسرائيل بالحديث عن قوته وشدته في القتال. وتنبأ أعظم أنبياء بني إسرائيل النبي أشعياء في سفره بخروج المسيح المخلص من أرض كوش (السودان) وتدميره لفساد بني إسرائيل عقاباً لهم من الرب الله عزوجل. ومن ثم فإن إنفصال جنوب السودان وقيام دوله وصفها القس الأمريكي المسيحي الأصولي بقوله: “ثم إستيلاد دولة الذي كلم الناس في المهد صبياً من رحم دولة الإستبداد”. لن يؤسس لسلام بحثت عنه الإنقاذ في طريق خاطئ. ولن تفرح قواعد المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بنصر تصوره د.نافع علي نافع.على غير أُسس بل سيكون العكس هو الصحيح عندما يتدخل الدجال الأمريكي الصهيوني بقوته العسكرية الباطشة لحماية دولة الجنوب من خطر تعرضها له الإنقاذ نفسها وتدور الدائرة عليها تقتيلاً وتشريداً وأسراً ويومها سيكتشف من يتبق منهم بأن تحزيراتي المتكررة لهم من عاقبة تكذيبي وتجاهلي والبحث عن حلول لأزمة السودان خارج إطار دعوتي لله عزوجل. بوصفي المسيح المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً وسلماً كما ملأها الدجال ظلماً وجوراً لم تكن أضغاث أحلام أو أساطير وإنما هي الحق المبين قال تعالى: “يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ * فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ”.
الفصل الأول
الخـــــــــــــلافة في ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم
قال مؤلف كتاب: نصوص أهل العلم في إثبات حقيقة المهدي:
“قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): لو ولوها الأجلح لحملهم على الجادة. قال هذا الكلام يقصد به علي بن أبي طالب (ع). وقوله قصد به الستة الذين إختارهم من الصحابة وكان من بينهم علي وعثمان”. المصدر: نصوص أهل العلم في إثبات حقيقة المهدي.
وأقول: عيّن عمر بن الخطاب يومها الصحابي عبد الرحمن بن عوف أميراً على أولئك الستة، ومعلوم من السيرة أن عبد الرحمن بن عوف صلى بجيش المسلمين في مسيرتهم إلى غزوة تبوك سنة ثمان من الهجرة وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن ثم فإن حُجّة السُنييّن بأن صلاة أبي بكر وعمر بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته أوجبت لهما الخلافة لكان عبد الرحمن بن عوف أولى بالخلافة منهما لأنه صلى بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته قبل أن يصلي بهم أي من الصحابة الآخرين.
إن أمر الخلافة لا علاقة له بالصلاة بنبي مرسل أو مهدي مبعوث من الله عزّوجل، وإنما هي إختصاص واصطفاء رباني ومعلوم من السُنة النبوية أن رجلاً من أهل البيت يصلي بالمسيح عيسى بن مريم بالشام وفي رواية بالمسجد الأقصى، ولكن صلاته بعيسى تلك لا تجعل منه خليفة لله ولا حتى خليفة لعيسى في قومه، بل يخلف عيسى على الناس رجل من بني تميم يسمى بالمقعد وبنو تميم ليسوا من أهل البيت، وإن كانوا من قريش. وعودةً لقول عمر بن الخطاب “لو ولوها الأجلح لحملهم على الجادة”. فالأجلح هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، والنص فيه إقرار ضمني بأحقية علي (كرم الله وجهه) بالخلافة من دون الخمسة الآخرين، ويشير النص إلى معاني حديثين نبويين:
روي عن النبي صلي الله عليه وسلم قوله: “إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً “. ( المصدر- صحيح مسلم – سنن الترمذي ).
فعترة أهل البيت صنو القرآن كتاب الله العزيز هم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته، ويؤكد ذلك الحديث التالي:-
حديث رقم (3): “… قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال: فو ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم” البخاري.
والإشارة لتخصيص الخلافة في أهل البيت في قوله صلى الله عليه وسلم: “فالأول فالأول” والمعنى مقتبس من القرآن في قوله تعالى: “وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ” الأحزاب الآية (6). فأولي الأرحام هم ذرية النبي صلى الله عليه وسلم العترة أهل بيته فهم الأولى بخلافته من دون سائر المؤمنين والمهاجرين بنص الأية ولفظ الحديث بالرقم (3). ومن ثم فالأجلح أمير المؤمنين هو صاحب الخلافة الشرعية بالنصوص المحكمة هو الذي أعطى خلافة أبوبكر وعمر وعثمان مشروعيتها الدينية بمبايعته لكل منهم في زمانه حتى جاء زمان خلافته فكان أول الخلفاء المهديين لتستمر الخلافة في ذريته حتى تُختم بالمسيح عيسى بن مريم بميلاده ثانية في أهل البيت من ذرية فاطمة الزهراء عليها السلام ويشير لذلك الحديث التالي:
حديث رقم (4) روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل جاء فيه قوله: “إن جبرئيل عليه السلام أتاني فأقرأني من ربي السلام وقال: يا محمد إن الله عزّوجل إختار من بني هاشم سبعة لم يخلق مثلهم فيمن مضى ولا يخلق مثلهم فيمن بقى: أنت يارسول الله سيد النبيين وعلي بن أبي طالب وصيك سيد الوصيين، والحسن والحسين سبطاك سيدا الأسباط، وحمزة عمك سيد الشهداء، وجعفر ابن عمك الطيار في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء ومنكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض من ذرية علي وفاطمة ومن ولد الحسين عليه السلام“. الكافي- ج (8) صفحة (49).
وأقـول: عجز الحديث المؤشر عليه بالخط العريض معناه الفصيح، أن المسيح عيسى بن مريم من ذرية علي وفاطمة عليهما السلام وكونه من ولد الحسين (رضي الله عنه) تعني أن أباه الذي يُنسب إليه شرعاً من أهل البيت ينتهي نسبه للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وهبوط المسيح إلى الأرض، تعني نزوله روحاً في رحم إمرأة من ذُرية فاطمة الزهراء كما هبط من قبل روحاً في رحم مريم بنت عمران، فولدت المسيح من قبل نبياً في بني إسرائيل، وتلده أمه الثانية من أهل البيت فيبعث مهدياً خاتماً لخلفاء الله في الأرض، والمراد شخصي سليمان أبي القاسم موسى والحمد لله. ولمجيئ المسيح بميلاد ثان في أهل البيت يُشير الحديث التالي كذلك:
حديث رقم (5) عن بريدة الأسلمي قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كيف أنت إذا استيأست أمتي… فيأتيها مثل يستبشر، فقلت: يا رسول الله بعد الموت؟ فقال والله إن بعد الموت هدى وإيمانا ونورا، قلت: يا رسول الله، أي العمرين أطول؟ قال: الآخر بالضعف”. مختصر بصائر الدرجات صفحة (18).
فلا أحد في هذه الأمة كتبت له العودة بعد الموت إلا المسيح بميلاد ثانِ، فيكون عمره في ميلاده الثاني أطول من عمره في ميلاده الأول، فالمسيح العائد شخصي سليمان هو المثل المستبشر به وفرج الأمة من محنتها الحالية، فأنا ولله الحمد المثل العائد بمعنى قوله تعالى عن المسيح: “إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ” الزخرف الآية (59) وفي قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث “هدى وإيماناً ونوراً”. إشارة لبعثة شخصي المسيح سليمان مهدياً بعد النبوة فأعيد الأمة إلى الإيمان وأقودها بنور القرآن كما جاء في قوله تعالى: “ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (27) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (28) لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ” سورة الحديد الآية (26-29). وإلى إسم المسيح سليمان في بعثة المهدية يشير الحديث التالي:
حديث رقم (6) عن الحسين بن حمدان: إن النبي صلى الله عليه وآله قال للمسلمين: ” أتهنون سلمان بالإسلام وهو يدعو بني إسرائيل إلى الإيمان بالله منذ أربعمائة سنة وخمسون سنة”. سلمان عيني الناظرة, ولا تظنون أنّه كمن ترون من الرجال, إنّ سلمان كان يدعو إلى الله تعالى, وإلي قبل مبعثي بأربعمأة وخمسين سنة” – المصدر: نفس الرحمن في فضائل سلمان – ميرزا حسين النوري الطبرسي – الصفحة 650.
وأقول: هذا الحديث في غاية الدقة فسلمان الذي دعى بني إسرائيل إلى الله قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بـ450 سنة هو المسيح عيسى ابن مريم رسول الله إلى بني إسرائيل والذي تجمع المصادر الإسلامية التاريخية على بعثه قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم بفترة بين 400 إلى 500 سنة، وقد حددها الحديث النبوي بـ450 سنة بشكل قاطع ومن ثم فكان التعريض بسلمان الفارسي الذي ليس من بني إسرائيل حتى يدعوهم بلسانهم وأراد النبي سلمان شخص المسيح المهدي، فسليمان اسم تصغير للإسم سلمان، ولله الحمد.
معرفة المهدي وعلامات بجسده
ذكر أبو داؤد السجستاني أن سفيان الثوري كان يتكلم في بعض من خرج مع محمد بن عبد الله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية، على الخليفة العباس أبي جعفر المنصور، ثم قال وسفيان يقول: “وإن مر بك المهدي وأنت في البيت فلا تخرج إليه حتى يجتمع الناس”. المصدر: المهدي وفقه أشراط الساعة تأليف محمد أحمد إسماعيل المقدم – الفصل الثالث ص77.
وأقـول:
لا يقصد سفيان بقوله ذاك نهي الناس عن إتباع المهدي ولكنه رمز لما أشارت السنة بأن المهدي يتبعه قلة من المؤمنين في أول الأمر وتلك سنة الله في مبعوثيه إلى الناس كانوا أنبياء ومرسلين سابقاً أو مهديين في هذه الأمة وآخرهم المسيح المهدي شخصي سيلمان، فقد إلتف حولي السابقون السابقون أصحاب الولاية الكبرى وهم فئة قليلة صالحة وسط فئة كثيرة ضالة كما جاء في حديث الغرباء، وسيكمل صف الإيمان بإلتفاف السودان رعاة الإبل بغرب السودان حولي ومناصرتي ويومها سيُظهٍر الله عزّ وجل أمره كالشمس فتتحقق مقولة سفيان الثوري ويجتمع عامة الناس خلفي.
لقد بينت في نشرات سابقة جل العلامات التي جاءت بها السنة كجزء من أوصاف جسدية على المهدي الخاتم شخصي سليمان. وهنالك علامة لم أوردها من قبل. فعلى طرفيّ الأصبعين الصغيرين من أصابع يديّ يوجد في كليهما خال أسود مرئي بالعين المجردة، وهذه العلامة جاءت بها السنة لما روى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله عن المهدي:
حديث رقم (8): “عن الإمام الباقر عليه السلام “يخرج شاب من بني هاشم، بكفّه اليمنى خال، ويأتي من خراسان برايات سود. بين يديه شعيب بن صالح، يقاتل أصحاب السفياني فيهزموهم”.
وفي رواية ” بكفه اليسرى” المصدر: الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس: 77.
أخرج نعيم بن حمَّاد، عن علي ( عليه السلام ) أنَّه قال:” تخرج راياتٌ سودٌ تُقاتل السفياني، فيهم شابٌّ من بني هاشم، في كفِّه اليُسرى خالٌ، وعلى مُقدِّمته رجلٌ من تميم يدعى: شعيب بن صالح، فيهزم أصحابه”.
والحديث بروايتيه يشير إلى ما بكفيَّ من خالين أسودين وتحضرني واقعة متصلة بما جاء في الحديث أسردها على النحو التالي:
“كنت بمدرسة لقاوة الوسطى بالصف الثالث أواخر العام 1964م وكان لي زميل وصديق من أبناء النهود اسمه ياسين محمد أحمد صافي وكان بالصف الثاني، ففي إجازة وعطلة مدرسية سافر للنهود ثم عاد للمدرسة وقابلني وسلم عليّ وتفحص أصبعيَّ الصغيرين ورأى العلامة عليها، فقال لي:” سألني أخي الأكبر بالنهود قائلاً معكم طالب توجد علامة سوداء على طرفي أصبعيه الصغيرين؟ “، وأردف قائلاً: “أنا ما شاهدت العلامة دي قبال كدة إلا اليوم” أهــ.
وذكر لي أحد أصحابي وإسمه مرتضى حسن يقيم بحي النصر بالخرطوم بأن شقيقته واسمها أميرة أخبرته عام 2007 أو 2008، أنها رأت في المنام أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد توفى وكانت تقف على قبره الشريف تبكي ومعها بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت له (مرتضى): “جاء شيخ سليمان وقال لي لا تبكي فأنا جيت بعده وقال لها أنظري وبسط كفيه، قالت: فرأيت خالين أسودين على طرفي أصبعيه” أهـ.
وأقول:
هذه رويا حق وتثير الإعجاب علماً بأني لم أر شقيقة صاحبي مرتضى وهي لم ترني، وربما علمت بإسمي من مرتضى وشقيقيه أمير وعبد العزيز وهم من أصحابي أيضاً.
حديث رقم (9) عن الإمام الباقر (ع) أنه قال:
“إن ذا القرنين كان عبداً صالحاً، ناصح الله تعالى فناصحه وسخر له السحاب وطويت له الأرض، وبسط له النور، فكان يبصر بالليل كما يبصر بالنهار وعلى هذا حال المهدي (ع) ولذلك يسمى صاحب المرئى والمسمع، فله نور يرى به الأشياء من بعيد كما يرى من قريب ويسمع من بعيد كما يسمع من قريب، وإنه يسيح في الدنيا كلها على السحاب مرة وعلى الريح أخرى وتطوى له الأرض مرة يدفع البلايا عن العباد والبلاد شرقاً وغرباً ” – الخرائج ج (2) ص 93.
أقـول: أن ذي القرنين الحاضر اليوم هو شخصي المسيح المهدي سليمان أبي القاسم، فقد بعثت من قبل نبياً في بني إسرائيل وذلك قرن مضى، واليوم بعثت مهدياً على هدى الرسالة الخاتمة وهذا هو القرن الثاني بمعنى الأمة الثانية، فشخصي ولله الحمد هو صاحب المرئى والمسمع كلفظ الحديث، ويشرح ذلك الواقعة التالية:
في نوفمبر1979م أيام إحتفال العالم الإسلامي بالقرن الخامس عشر الهجري كنت مع أخي عيسى آدم حمدان في مسكنه في (شمبات الأراضي) وفي حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء (سقط عليّ نور من السماء شمل جزءاً من السرير الذي كنت أحمله في تلك اللحظة مع عيسى لندخله في الغرفة فإندهشت لذلك النور النازل من السماء كما إندهش عيسى أيضاً، لأنه شاهد النور وهو نازل من السماء ولم يكن نوراً لطائرة في الجو فعلمنا أن هذا أمر غير عادي.
وفي تلك الليلة خاطبني الحق عز وجل بقوله تعالى: “إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا” فعلمت يقينا إني مهدي هذه الأمة. ومنذ لحظة الخطاب وإلى مدة أسبوع تلى ذلك كنت أعرف لغة الطير والحيوان والجماد وكل المخلوقات وأفهم لغتها حتى صدى صافرات السيارات ووقع أقدام الناس حتى إنزعجت لذلك فطلبت من الله أن يزيل ذلك مني فزال ذلك الحال عني تدريجياً”.
وفي نهاية عام 1991م احتجت لحالة المرئى والمسمع تلك فذكرت الله عز وجل بإسم معين وطلبت إعادة تلك الحالة وعندما وصلت إلى العدد (3) من ذلك الإسم خاطبني الحق عز وجل قائلاً: “لو لم توقف هذا الدعاء (الإسم) فأني سوف أكشف لك كل الأشياء، حتى أن الملابس سوف لا تستر عنك عورات الرجال والنساء. وعند ذلك توقفت عن الدعاء بذلك الإسم”.
وجليّ من ذلك النهي أن الله عز وجل قد إدخر لي خاصية المرئى والمسمع ليوم النصر العظيم عند قيامي قائماً بالحق الرباني، ولذلك للحديث التالي:
حديث رقم (9): عن الصادق (ع) قال: “إذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك وتعالى له كل منخفض من الأرض، وخفض له كل مرتفع منها، حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته، فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها” المصدر: معجم أحاديث المهدي ج (4) ح رقم 1129.
وأختم هذا الفصل بالواقعة التالية:
” كنت بالمجلد فسمعت من شخص ما مطلع قصيدة تقول:
النسيم من فاس هب في المجلد *** عطر الأنفاس بالجلاد والند
فرددت البيت مرات وأدركت الإشارة فيه إلى الصلة الرابطة بين المسيح ساكن المجلد وبين الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه، وبعد سنين من تلك الواقعة وعند حضوري للخرطوم في آخر يوم من رمضان المنصرم وبعدها بأيام حكى لي أحد أصحابي وإسمه حسين الرؤية التالية قال لي:
“رأيت في المنام: جاءني الأخ مصطفى موسى، وقال لي: نذهب إلى فاس هنالك دعم الدعوة، وذهبنا ووجدنا الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه جالساً فسلمنا عليه وجلسنا عن يمينه، وكان في يد الشيخ أحمد التجاني جهاز موبايل، ورن الجهاز بنغمة رنين قصيدة (النسيم من فاس هب في المجلد) تكررت عدة مرات، وكان الشيخ أحمد التجاني مندهشاً ومتعجباً لتلك النغمة (النسيم من فاس هب في المجلد).
الفصل الثاني
السودان: – دمشق ((معقل المسلمين من الملاحم))
حديث رقم (10)عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) أنه قال: “توقعوا الصوت يأتيكم بغتة من قبل دمشق فيه لكم فرج عظيم”. المعجم ج (3) حديث (816).
حديث رقم (11) روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “فإذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثاً من الموالي أكرم العرب فرساناً وأجودهم سلاحاً يؤيد الله بهم الدين”. رواه إبن ماجة والحاكم في المستدرك.
وأقـول: في شرح الحديثين مع بعض: توقف نظر الشراح عن دمشق، بكونها مدينة دمشق عاصمة سوريا فقط، وبمراجعة الدلالة اللفظية لإسم دمشق، فإنه إسم مركب من جزئين وهما (دم و شق) أي الدم ذي الشقين بمعنى الدم الممزوج، ولذلك فإن أهلها عرب وموالي في ذات الوقت كما في الحديث رقم (11)، المقصود السودان العربي الأفريقي، فأهل دمشق الموالي أكرم العرب فرساً هم أنصار المسيح المهدي شخصي سليمان فبهم ينصر الله الدين بهزيمتهم للمسيح الدجال الصهيوني. فالسودانيون والأعاجم منهم خاصة هم الموالي الخارجين من دمشق أصحاب المسيح شخصي المهدي سليمان أبو القاسم وهم من العجم ولكن لا يتحدثون إلا اللغة العربية كما ذكر ذلك عنهم ابن عربي في الفتوحات المكية. وبهذا الشرح فإن دمشق معقل المسلمين يوم الملاحم يراد بها السودان أولاً ولا ينافي ذلك أن تكون مدينة دمشق السورية في مرحلة من مراحل معركة التحرير مقر قيادة جيش المسيح المهدي سليمان. والصوت المشار إليه في الحديث رقم (10) القادم من قبل دمشق ( السودان) والذي يحمل الفرج للمسلمين في بقاع الأرض كافة هو نبأ إعلاني عن نفسي إماماً مجاهداً على الحق.
حديث رقم (12) روي عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في خطبة طويلة جاء فيها قوله: “رمضان تمام السنين، شوال يشال فيه من القوم، ذوالقعدة يقتعدون فيه، ذو الحجة الفتح من أول العشر. ألا إن العجب كل العجب بعد جمادي، في رجب جمع أشتات وجمع أموات. . . ” . المصدر- معجم أحاديث الإمام المهدي للكوراني- ج3- صفحة 57.
أقول:
هذا النص إخبار عن وقائع وأحداث تجلت في رمضان عام 1432هجرية. وحتى ذو الحجة من نفس العام، واتصلت تلك الأحداث بمسيرة دعوتي لله بوصفي المسيح المهدي المحمدي، وأبرزت تلك الأحداث وقائع ما أسمته وسائل الإعلام بالخرطوم يومذاك بــ” محاكمة المسيح عيسى ابن مريم وأصحابه” وأبيّين الوقائع في النقاط التالية:
أولاً: في آخر يوم من أيام رمضان عام 1432 هجرية الموافق 3- أغسطس من عام 2011م. وصلت للخرطوم قادماً من مدينة المجلد وعبّر النص عن ذلك بقول الإمام علي (عليه السلام): “رمضان تمام السنين” وربما يكون المعنى نهاية سنين الدعوة وبداية مرحلة التأسيس لسلطة وحكم المسيح المهدي شخصي سليمان أبي القاسم موسى.
ثانياً:- “شوال يشال فيه من القوم” وفي رواية اخرى “يشال فيه أمر القوم” وقد تحقق المعنيان، ففي فاتحة شوال 1432هـ. صلى أصحابي صلاة عيد الفطر في الفضاء الفسيح بحي الأزهري مربع (19) قبالة مسجد الحي. فأصاب الناس الذعر والدهشة وجاءوا بعد الصلاة يتسأءلون فعلموا الخبر وذلك معنى “شوال يشال فيه أمر القوم” فالقوم هم أصحابي. وشال بمعنى إرتفع وعلا. فقد إرتفع أمر دعوتي بصلاة عيد الفطر جهرة في العراء بحي الأزهري. أما المعنى الثاني بالرواية الأولى “شوال يشال فيه من القوم” فقد تحقق كذلك بتاريخ 1432هـ . الموافق 18سبتمبر-2011م. عندما داهمت الشرطة المنزل الذي أقيم فيه بحي الأزهري وتم القبض على شخصي وعدد من أصحابي وتم اقتيادنا لمركز شرطة الأزهري وزج بنا بحراسة القسم. وهذا معنى قوله ” يشال فيه من القوم“.
ثالثاً:- قوله (عليه السلام): “ذو القعدة يقتعدون فيه” اقتعد من الفعل قعد بمعنى جلس. وهذه إشارة لمضمون ومعنى مخاطبة عساكر سجن كوبر الذي نُقلت إليه وأصحابي من حراسة شرطة قسم الأزهري فكان عساكر السجن يأمروننا قائلين: “أقعدوا تحت“. وهو معنى “ذو القعدة يقتعدون فيه” فقد أكملنا كل ذو القعدة وست أيام من ذو الحجة في سجن كوبر.
رابعاً:- “ذو الحجة الفتح من أول العشر“. تحقق ذلك في السابع من ذو الحجة عندما أصدر القاضي محمد الطيب سرور، قرار بشطب بلاغ الردة المزعومة وأطلق سراحنا فكان ذلك فتحاً من الله عزّوجل لتأخذ الدعوة منحى جديد بعد أن تناولتها وسائل الإعلام والصحف داخل السودان وخارجه. أما متبقي النص فستتجلى وقائعه في زمانها المحدد عند الله.
حديث رقم (13) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب، مثل الترس، فما تزال ترتفع في السماء حتى تملأ السماء، ثم ينادي مناد: يا أيها الناس فيقبل الناس بعضهم على بعض هل سمعتم؟ فمنهم من يقول: نعم ومنهم من يشك، ثم ينادي الثانية: يا أيها الناس، فيقول الناس: هل سمعتم؟ فيقولون: نعم، ثم ينادي: أيها الناس “أتى أمر الله فلا تستعجلوه” – قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “فوالذي نفسي بيده، إن الرجلين لينشران الثوب فما يطويانه أو يتبايعانه أبدا، وإن الرجل ليمدر حوضه فما يسقي فيه شيئا، وإن الرجل ليحلب ناقته فما يشربه أبدا ويشغل الناس”. الحاكم- المستدرك ج(4) صفحة (539-540).
وأقـول: شبه المسيح المهدي شخصي سليمان بالسحابة السوداء وطلوعها من قبل المغرب، أي ظهوره بالسودان، فبدأت الدعوة ترتفع ويعلو أمرها حتى تملأ السماء، والإشارة هنا إلى الذبذبات الكهرومغنطيسية عبر الأثير التي تبثها أدوات وأجهزة الإرسال الصوتي والصورة حتى ينادي المنادي عبر وسائل الإعلام والقنوات الفضائية كلفظ الحديث. فأمر الله المعلن عنه هو يوم الفتح والظهور الأكبر للمسيح المهدي شخصي سليمان وأشار لذلك الإمام جعفر الصادق (ع) في الحديث التالي حديث رقم (14) قال الإمام الصادق (عليه السلام) في شرح قوله تعالى في سورة النحل: “أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ” (النحل:1): هو أمرنا، أمر الله عز وجل؛ ألاّ نستعجل به حتى يؤيده (الله) بثلاثة (أجناد): الملائكة والمؤمنين والرعب، وخروجه كخروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك قوله عز وجل: “كمَا اَخْرَجَك رَبُّك مِن بَيْتِك بِالْحَقِّ”(الانفال:5). غيبة النعماني صفحة رقم (198).
فقرة (14) كتب هشام محمد في كتابه (ياجوج وماجوج وخروج الدابة) صفحة رقم (48)، يقول البيروني: “أن ذي القرنين المذكور في القرآن كان من حمير ودليل ذلك إسمه، فملوك حمير كانوا يلقبون بذي، مثل “ذي نواس، ووذي يزن ” فإن إسمه كان أبو كلين ابن أفريقيش، وأنه رحل بجيوشه إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط فمر بتونس ومراكش وغيرهما، وبنى مدينة إفريقية فسميت القارة كلها باسمه، وسمي ذو القرنين لأنه بلغ قرني الشمس. . . وقيل أنه كان شديد الولع بالبناء والعمارة”.
وأقـول: ذكرت في موضع سابق (على الفصل الأول) بأن شخصي الضعيف هو ذي قرنين زمانه الذي يوقف فساد ياجوج وماجوج (الدجال) بهزيمته عسكرياَ وتفكيك مؤسسات حضارته التي نشرت الرعب والفساد في البر والبحر، كما منع ذو القرنين الأول فساد ياجوج وماجوج ببناء سد صخري عليه حديد مذاب أوجب غايته في زمانه حتى دمرته الطائرات والقذائف الأمريكية أبان غزو الدجال الأمريكي لأفغانستان عام 2001 ميلادية، وما يلاحظ من قول المؤرخ البيروني أن جيش ذي القرنين الذي خرج من اليمن تجاه البحر الأبيض المتوسط حتى وصلوا تونس ومراكش هم البربر ابناء بر بن حام بن نوح عليه السلام وأحفادهم اليوم هم السودان رعاة الأبل بغرب السودان وتخوم الصحراء الكبرى، وهم أنصاري لله عزّ وجل وهنا يتكامل الإعجاز بصحبة أبائهم وأسلافهم لذي القرنين الأول وصحبتهم لشخصي ذي القرنين الثاني وعلى يديهم يُهزم الدجال الأمريكي الصهيوني وتُحرر فلسطين، ومن كُتم تجيشون الناس. كما أخبر بذلك الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الجفر، وفصلتُ ذلك على المنشوررقم ((48) ومن كتم تجيشون الناس) الصادر بتاريخ (20/5/200م).
فقرة رقم (15) وحكى لي أحد أصحابي وإسمه إبراهيم صالح وبايعني عند زيارتي الأخيرة للخرطوم في آخر يوم من شهر رمضان 1432هجرية الموافق 30/8/2011م . قال لي: “في رؤية منامية سمعت خبراً من إذاعة أمدرمان يقول: ظهر شخص في مدينة كُتم، هناك نجمة تتحرك معه في الإتجاه الذي يسير فيه وقالوا دا أمر إلهي ثم أردف قائلاَ: قابلتك في المنام وحكيت لك ما رأيته، وأنت قلت لي الشخص دا أنا ذاتي”. وقال لي بعد أيام جيتك في المنزل بالأزهري وحكيت ليك الرؤيتين وأنت قلت لي: دا كلام صحيح أنا ماشي كُتم.
إن الأشارة بيّنة في الرؤية حول كُتم وفيها شرح لما جاء بجفر الإمام علي (ع) بقوله: “. . . ألا فأعلموا واكتموا وعند الوقت أعلنوا على الدنيا الأمارات واستنفروا أهل العلم وصاحب القلم ومن كُتُم تجيشون الناس، ألا فأعلموا أن قبله صبر وأمر مرّ ودماء تسيل بالمسجد الأقصى. . . الخ” المفاجأة لمحمد عيسى داؤود.
فمن كُتم يخرج السودان رعاة الإبل (بربر السودان) فيلتفون حولي وبهم يكتمل صف الحق ليواجه الباطل بأكمله، وهؤلاء هم كنوز سليمان المُخبر عنهم في الأثر والموروث الديني، فكنوز سليمان هم بربر السودان أصحاب المسيح المهدي شخصي سليمان، وقد قال عنهم الشيخ إبراهيم الكولخي (رضي الله عنه) في رؤية منامية لزوجة صاحبي عباس كجباوي قال لها: “يا عجباً كنوز سليمان تبحث عن سليمان” كررها مرتين، والمعنى أن الكنوز في مقامهم بالغرب يبحثون ويتشوقون لرؤيتي ليكتمل لهم الوعد الرباني بمناصرتي والوقوف خلفي. ويشير لذلك الحديث التالي:
حديث رقم (16) عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه قال: “يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب، وأومأ بيده إلى ناحية ذي طوى (موضع غرب مكة) حتى إذا كان قبل خروجه، إنتهى المولى الذي يكون معه حتى يلقى بعض أصحابه، فيقول: كم أنتم ههنا فيقولون: نحو من أربعين رجلاً. فيقول: كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: والله لو ناوى الجبال لنناوينها معه.
ثم يأتيهم من القابلة، فيقول: استبرئوا من رؤساكم أو خياركم عشرة، فيستبرئون له، فينطلق بهم، حتى يلقوا صاحبهم، ويعدهم الليلة التي تليها. المصدر: عقد الدرر صفحة رقم (98).
ولشرح الحديث نقرأ معه الحديث التالي:
حديث رقم (17) عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال: “القائم يظهر في شبهة ليسْتًبينَ أمره، فيجلس تحت شجرة سمرة، فيجيئه جبريل في صورة رجل من كلب، فيقول يا عبد الله ما يجلسك ههنا؟ فيقول: يا عبد الله إني أنتظر أن يأتيني العشاء فأخرج من دبرة إلى مكة وأكره أن أخرج في هذه الحر. قال: فضحك، فإذا ضحك عرفه أنه جبريل، قال: فيأخذ بيده ويصافحه ويسلم عليه ويقول له قم ويجيئه بفرس يقال له البراق. . .” المعجم – ج (3) حديث رقم (719).
وأقـول: الشبهة التي أخرج فيها هي الحرب الدائرة الآن بدارفور فأنزل وسط الحركات المسلحة فأُتهم من قبل السلطة بأني متمرد على النظام، ولكن قدر الله في الأذل أن يناصرني ثوار دارفور فيظهر أمر دعوتي على أيديهم، وعلى ضوء هذا الشرح يستبين معنى الحديثين فالشعاب غرب مكة، إشارة للسودان – ومكة هي غرب السودان – وقيل أن بجبل مرة يوجد قبر نبي الله موسى (عليه السلام) كما تشير بعض الروايات الحديثة وغربه تحديداً عند منطقة كُتم، وفي تلك المناطق يكثر شجر السمر بغزارة، والمولى في الحديث يعني أحد أصحابي والمكلف بمهمة تهيئة المسرح لنزولي على الطائفة التي تقاتل على الحق كما جاء في السُنة النبوية وهم ثوار دارفور (بربر السودان). وفي قولهم: “والله لو ناوى الجبال لناويناها معه”. إشارة لعلو الهمة ورفعة الإيمان فهم أصحابي حقاً وصدقاً.
سليمـــان هو القائم عند الشيعة
عن أبي عبد الله الخزاعيّ، عن الأسديّ، عن سهل، عبد العظيم، الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى (عليهما السلام): “أني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملاً الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً فقال: يا أبا القاسم ما منا إلا قائم بأمر الله وهاد إلى دين الله ولست القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود وتملأها عدلاً وقسطاً وهو الذي يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته، وهو سميّ رسول الله وكنيه وهو الذي يطوى له الأرض ويزل له كل صعب يجتمع إليه من أصحابه عدد أصحاب بدر ثلاثمائة وثلاث عشر رجلاً من أقاصي الأرض وذلك قول الله عز وجل: “أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”. فإذا إجتمعت له هذه العدة من أهل الأرض أظهر أمره فإذا أُكمل له العدد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله فلا يزال يقتل أعداء الله حتىّ يرضى الله تبارك وتعالى. قال عبد العظيم: قلت له: يا سيدي وكيف يعلم أن الله قد رضي؟ قال يلقي في قلبه الرحمة.” بحار الأنوار صفحة 157.
أقـول: هو الذي يخفي على الناس ولادته: لم يعرف أحد بميلاده، أي لا يعرفون أن المولود هو المسيح قائم آل البيت “ويغيب عنهم شخصه” أي لا يعلم أحد ما هو.
“ويحرم عليهم تسميته” لم يسمي أحد في سلالة نسبتي “سليمان” إلأ أنا وهذا هو الحق المبين.
“يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً”. هم أصحابي خلافاً لأصحاب الكوفة المقيمين فيها فأكون أنا من بلد المسيرية إذ قال الإمام محمد بن عبد الله “المهدي السوداني”: “ان علم المهدية كعلم الساعة لا يعلمها على الحقيقة إلا الله تعالى. . . سيخرج من جهة لا يعرفونها وعلى حالة ينكرونها” الآثار الكاملة للإمام المهدي/ د. محمد إبراهيم أبو سليم.
أقـول: لا أحد يتوقع من المسيرية رجلاً يكون بصفة ” قائم أهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم” ودار المسيرية هي الوطن الذي طلبت من الناس الوصول اليّ فيه، وإليه أشار كتاب ( بحار الأنوار) صفحة 161.
عن أبي المفضّل الشيباني، عن أبي نعيم نصر بن عصام بن المغيرة الفهري المعروف بقرقارة، عن أبي سعيد المراغي، عن أحمد بن إسحاق أنه سأل أبا محمد عليه السلام، عن صاحب هذا الأمر: “فأشار بيده, أي أنه حيّ غليظ الرقبة”.
أقـول: “حيّ غليظ الرقبة“: هو مكان مرعى البهائم في الرقبة الزرقاء مرعى أبقار المسيرية.
وهجرتي إلى دار المسيرية فرار بديني وقد أشار إلى ذلك (بحار الأنوار- ج 51 صفحة 157).
عن أبي عبد الله محمد بن هشام، عن أبي سعد سهل بن زياد، عن عبد العظيم بن عبد الله، عن أبي جعفر محمد علي الرضا عليهما السلام أنه سمعه يقول: “إذا مات إبني عليّ بدا سراج بعده ثم خفي فويل للمرتاب وطوبى للعرب الفارّ بدينه ثم يكون بعد ذلك أحداث تشيب فيها النواصي وتسير الصم الصلاب”.
أقـول: منذ أن أعلنت للناس دعوتي عام 1981م وحتى اليوم فأني الوحيد الذي يدعو إلى الله الحق وإلى طريق مستقيم بوصفي آخر المهديين إلى يوم الدين، ويدعو غيري إلى الكفر والضلال والنفاق.
عن الإسكافي عن سهل عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: “كأني بالقائم (عليه السلام) على مصر الكوفة عليه قباء فيخرج من زوبان قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب فيفكه فيقرأه على الناس فيجفلون عنه إجفال الغنم فلم يبق إلا النقباء فيتكلم بكلام فينفرون منه ويجولون في الأرض فلا يجدون ملجأ غيره حتى يرجعوا إليه وأني لأعرف الكلام الذي يتكلم به”. ( المهدي قادم صفحة 251. هشام آل قطيط).
أقـول: الكوفة هي كردفان دار المسيرية.
بداية حركة الإمام المهدي
عن المفضل بن عمرو عن الصادق عليه السلام قال: “يا سيدي من أين يظهر وكيف يظهر (أي المهدي عليه السلام)؟ فقال عليه السلام: يا مفضل يظهر وحده ويأتي البيت وحده، ويلج الكعبة وحده ويجن عليه الليل وينزل إليه جبريل وميكائيل عليهما السلام والملائكة صفوفاً فيقول جبريل عليه السلام يا سيدي قولك مقبول وأمرك جائز، فيمسح بيده على وجهه ويقول: وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء إن الله لا يضيع أجر العاملين، يقف بين الركن والمقام، فيصرخ صرخة فيقول: يا معاشر نقبائي وأهل خاصتي ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض! آتوني طائعين! فترد صيحته عليه السلام عليهم وهم على محاربهم، وعلى فرشهم في شرق الأرض وغربها فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن كل رجل، فيجيئون نحوه، ولا يمضي لهم إلا كلمح البصر، حتى يكون كلهم بين يديه عليه السلام بين الركن والمقام . . . وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً بعدد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله يوم بدر”.
أقـول: الكعبة هنا ترمز إلى (مكة) المكان المقدس، والثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً هم أصحابي. ومكة هي دارفور حرم المسيح القائم الآمن.
روى النعماني بسنده عن أبي حمزة الثماني قال: كنت عند أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام ذات يوم فلما تفرق من كان عنده قال لي: “يا أبا حمزة من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا. فمن شك فيما أقول لقي الله به وهو أفر وله جاحد” ثم قال: “بأبي وأمي المسمى بإسمي، المكنى بكنيتي، السابع من ولدي،. . . يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً”. المهدي القادم هشام آل قطيط صفحة 182.
أقـول: السابع من ولد الباقر (عليه السلام) إشارة إلى جدي كشاكو، والسابع منه هو جدي (موسى الكاظم) والد أبي (أبي القاسم) و السابع من ولده أي من ولد (أبي القاسم) وهم (محمد، مسلم، محجوب، موسى، فضلون، محمد أحمد -إسم واحد، سليمان). وفضلون ومحمد أحمد أشقائي من والدتي دار السلام وقد توفيا.
وقال الباقر (عليه السلام) في حديث آخر: “رحم الله موسى”. يعني رحم الله جدي (موسى الكاظم) إذ أنه توفى قبل أن أولد للمرة الثانية.
الفصل الثالث
السودان بين جوبا وتل أبيب واليمين المسيحي الأمريكي
جوبا وتل أبيب. . (خطوبة في السر. . وزواج كاثوليكي)!
2011/08/03 – 10:03
صبري الشفيع
(وييي جنوب السودان. . قالوها بالإنجليزي). . (وييي. . تل أبيب).
“زغرودة الفرح الأولى إنطلقت من الجنوب يوم الإحتفال بالدولة الوليدة… والثانية (من عندنا) ونخالها إنطلقت من تل أبيب… الخطوبة بين جوبا وتل أبيب… كانت في (السر)… وشهر العسل (مُعلن) والزواج (كاثوليكي)… لا إنفصام لعراه.
طالت فترة (الخطوبة) بين جوبا وتل أبيب (تعود إلى الستينيات من القرن الماضي)… ويوم عقد القِران (صحي… لم يحضر العريس… لكن المهر في العلالي والشيلة بالطيارات).
التسلل الإسرائيلي إلى أفريقيا بدأ في الستينيات عبر إستغلال التوترات الإثنية في القارة. . . وذلك هو ما فعلوه في السودان وجنوب السودان، بدعم حركات التمرد في الجنوب بالمال والسلاح… وكان هاجس إسرائيل الأول هو الأمن عملاً بوصية بن جوريون… فـ (الإعتبار الأمني تصدر السياسة الإسرائيلية في أفريقيا خاصة مع أواخر الستينيات لذا كان الإلتفاف حول حوض النيل بأنشطة عسكرية وأمنية مكثفة أحد ملامح النشاط الإسرائيلي لاحتواء دول حوض النيل. . . من خارج الحوض في الستينيات. . . ومن داخله في الثمانينيات، ذلك لأنه العمق الإستراتيجي لمصر ويشكل نقطة التقاء حوالي عشر دول أفريقية ذات وزن سياسي، أيضاً” حسين معلوم: الإستراتيجية الإسرائيلية في أفريقيا. . مجلة الوحدة أكتوبر 1992. . . “.
وكانت وصية بن جوريون هي الإهتمام بالبعد الثالث للصراع العربي الإسرائيلي وهو دول الجوار الإستراتيجي للعرب ووضعها في أعلى سلم الأولويات. . . وبالنسبة لمصر ليس فقط مياه النيل ولكن أيضاً البحر الأحمر وأهميته الإستراتيجية لإسرائيل. . . وبوقع وصية بن جوريون، فالسودان يقع كهمزة وصل بين أفريقيا ودول الجوار العربي (تحديداً مصر). . . ولو كان بن جوريون حياً لكان ضمن (المزغردين) في تل أبيب فرحاً بمولد دولة الجنوب.
زيجة جوبا وتل أبيب ليست ثنائية ولكن ثلاثية. . . والطرف الثالث في العلاقة هو اليمين المسيحي الأمريكي. . . يستهجن البعض المخطط الأمريكي الغربي بوضع جدار عازل بين الداخل الأفريقي والثقافة العربية الإسلامية. . ولكن بعظمة لسان أبا إيبان وزير الخارجية الإسرائيلية الأسبق. . فهذه حقيقة واقعة، لذلك لعب اليمين المسيحي الدور الأعظم في نيفاشا التي إنتهت بفصل الجنوب ويلعب الآن ذات الدور في جبال النوبة… وفي الحالتين لصالح إسرائيل وأمن دولة إسرائيل الضرورية لعودة المسيح في عقيدتهم (كما سنرى)… وأيضاً لصالح اليمين المسيحي ذاته بعزل الداخل الأفريقي عن تيار الثقافة العربية الإسلامية… فالسينتور جون دانفورث، من عرابي نيفاشا وعراب إتفاق جبال النوبة، هو من أقطاب اليمين المسيحي في أمريكا، وما صرح به وزير خارجية إسرائيل بعد إعلان دولة الجنوب، أنهم أيدوا الأقلية المسيحية في السودان، هو رسالة شكر متبادل بين اليمين المسيحي الأمريكي وإسرائيل… والإثنان يهمهما منع تغلغل الثقافة العربية الإسلامية إلى الداخل الأفريقي، لذلك كان فصل الجنوب يعني لهم هدفاً في حد ذاته باعتبار وجود المسيحية في الجنوب… وحقيقة إعاقة التأثير العربي الإسلامي على أفريقيا قال بها أبا إيبان بعظمة لسانه… في توثيق الباحث جورج المصري… مجلة الوحدة، نفس العدد… إذ (يسعى الكيان الصهيوني إلى تطويق الدول العربية… لا سيما مصر، وحرمانها من أي نفوذ داخل القارة الأفريقية، خاصة بعد الجهود الناصرية لتدعيم العلاقات العربية الأفريقية ومساعدة حركات التحرر الوطني في أفريقيا) ويشرح أبا إيبان، هذا الدور بقوله “إن مصر تمتلك قوة عسكرية كبيرة لا تملكها أي دولة إفريقية أخرى ولولا قيام إسرائيل بهدم وإضعاف هذه القوة في حرب الأيام الستة لتعرضت أفريقيا لتأثير أكبر.. من شمالها”.
فالأساس هو المعبر العربي إلى داخل أفريقيا، كما جاء في حديث أبا إيبان، والمعبر من مصر هو السودان… ومصر الناصرية هي إنعكاس لبنية الثقافة العربية الإسلامية.
وبعد إنحسار موجة الإشتراكية… جاءهم المد الإسلامي (عديل)… وتولى الأمر في هذه (السانحة التاريخية) السودان (وإن انتهى النموذجان: الناصري في مصر والإسلامي في السودان، بالفشل).
إذن تلاقت مصالح اليمين المسيحي وإسرائيل في السودان بفصل جنوبه عن شماله لمنع تغلغل الثقافة العربية الإسلامية إلى داخل أفريقيا.. ولتوضيح أكثر سنلتقي هنا بدانفورث، اليميني المسيحي، وتدخله في الجنوب وجبال النوبة… وكخلفية ستكون لنا (جلسة نميمة علمية… إن جاز التعبير) مع الباحثة الأمريكية غريس هالسل وكتابها (النبؤة والسياسة)… لتحدثنا عن أصل العلاقة بين إسرائيل واليمين المسيحي… مما يضئ لنا الطريق للنظر في أسباب مساندة اليمين المسيحي الأمريكي لإسرائيل للوثوب على الجنوب (كهدية) مقدمة لها منه.
ولنبتدئ ببرقية التهنئة ورسالة الشكر على (الهدية)… التي أرسلتها إسرائيل لحلفائها من اليمين المسيحي… جاء في صحيفة السوداني 30/7 “بعد إعلان إسرائيل عن قيام علاقات دبلوماسية بينها ودولة جنوب السودان… سارعت إلى إستغلال هذه العلاقة عبر طلب نائب وزير خارجيتها داني إيالون بأن تدعم جوبا إسرائيل ضد مسعى الفلسطينيين للإعلان عن دولة فلسطينية في الأمم المتحدة… ومن التقديمات الإسرائيلية للدولة الجديدة أشار إيالون إلى أن إسرائيل ستوفد سفيراً غير مقيم إلى العاصمة جوبا… ومن جانب آخر ذكر وزير خارجية إسرائيل بأن إسرائيل أيدت الأقلية المسيحية الملاحقة في السودان.
عن المطلب الإسرائيلي الأول من دولة الجنوب بدعم إسرائيل في الجمعية العامة في الأمم المتحدة في ما يخص الدولة الفلسطينية، فهذا توجه إسرائيلي قديم في أفريقيا عملاً بوصية بن جوريون “بأن الدول الأفريقية ليست قوية ولكن لها صوتها في المنظمات الدولية”… تحاول إسرائيل مع الدول الأفريقية والآن جاءتها… دول أفريقية (جديدة لنج). . جائزة سعت إسرائيل للفوز بها بمعاونة اليمين المسيحي في أمريكا. وعن ورود ذكر تأييد إسرائيل للأقلية المسيحية الملاحقة في السودان في حديث وزير خارجيتها، فهنا إشارة على التوافق بين إسرائيل واليمين المسيحي الأمريكي، الذي وقف وراء نيفاشا إلى أن إنتهت بفصل الجنوب كمطلب لإسرائيل وكمطلب لليمين المسيحي الأمريكي ذاته… إذ أن فصل الجنوب يعني منع تغلغل الثقافة العربية الإسلامية إلى الداخل الأفريقي بمرجعية حديث أبا إيبان عن سياسة منع تأثير مصر على أفريقيا… ومؤكد عبر السودان.
أيضاً أمن إسرائيل وخدمتها يدخلان في صميم عقيدة اليمين المسيحي الأمريكي… وأمن إسرائيل يتطلب عزل العرب عن الأفارقة… ويتطلب من ثم إنفصال جنوب السودان… ويتطلب كما جاء في حديث وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق، دافي ديختر، تفتيت السودان إلى دويلات حتى لا يقوى بغزارة موارده لصالح الطرف العربي.
فما هي عقيدة اليمين المسيحي الأمريكي… حان الآن وقت (جلسة النميمة الحميدة)، مع الباحثة الأمريكية غريس هالسل… والتي ستعيننا في فهم خلفية الزيجة الثلاثية (جوبا… تل أبيب… واليمين المسيحي الأمريكي)… حيث أجرت هالسل لقاءات مع بعض المسيحيين الأصوليين في أمريكا… وعقيدتهم هي (لن يكون هناك سلام حتى يعود المسيح… إن أي تبشير بالسلام قبل هذه العودة هو هرطقة… إنه ضد كلمة الله… إنه ضد المسيح).
وفي عقيدتهم فإن عودة المسيح مرهونة بعودة اليهود إلى فلسطين… بكلمة الله عندهم… (إن خلق إسرائيل جديدة مع عودة اليهود الذين وعدهم الله بها، يعطينا دليلا لا يُناقش على أن خطة الله المباركة هي موضع التنفيذ وأن العودة الثانية للمسيح قد تأكدت لأن خلق دولة إسرائيل هو أهم حدث في التاريخ المعاصر… إنها تمثل الخطوة الأولى نحو بداية نهاية الزمان).
إذن فعودة اليهود إلى فلسطين ستنتهي بعودة المسيح… ووجود دولة إسرائيل يمثل عقيدة بالنسبة لليمين المسيحي الأمريكي… وأمنها أيضاً ضروري لهم، وفصل جنوب السودان ووجود إسرائيل فيه، من أسباب أمن إسرائيل فيما أسلفنا من قول عن إستراتيجية إسرائيل في أفريقيا في مواجهة العرب وفق حديث أبا إيبان، وكما سنبين عند حديثنا عن علاقة اليمين المسيحي الأمريكي بنيفاشا.
تقول هالسل (بالإضافة إلى مساعدة اللوبي الإسرائيلي في الكونجرس، ساعد اليمين المسيحي الصهيونيين من أجل منافذ أكبر إلى البيت الأبيض).
منذ إدارة ريغان تزايد نفوذ اليمين المسيحي في أمريكا… فريغان ذاته كان ضمن اليمين المسيحي في (توثيق هالسل)… وأسرَّ لها أحد من التقتهم من نخبة اليمين المسيحي بنبوءة تحققت فيما بعد عن إرهاصات وصول اليمين المسيحي إلى الحكم في أمريكا… قال لهالسل (إن لليمين المسيحي اليوم قوة سياسية ضخمة… إن اليمين المسيحي هو النجم الصاعد في الحزب الجمهوري وستحصد إسرائيل مكاسب سياسية داخل البيت الأبيض من خلال تحالفه معها).
وقد كان. . . صعد اليمين المسيحي بدخول بوش الابن إلى البيت الأبيض ومعه مبعوثه للسودان جون دانفورث… وعلى يدي دانفورث وبدفع اليمين المسيحي الأمريكي، الذي هو منه، وُلدت إتفاقية نيفاشا… وكان فصل جنوب السودان، وكما تنبأ شاهد هالسل: نالت إسرائيل المكاسب من تحالفها مع اليمين المسيحي في العراق وحصار سوريا وفي فصل جنوب السودان عن شماله (وستتمترس إسرائيل و اليمين المسيحي في الجنوب… يقفان بالمرصاد عند الجدار العازل بين العرب والداخل الأفريقي… وهم الآن وراء ما يجري في جبال النوبة من وراء الحركة الشعبية لتحقيق سياسة تفتيت السودان، كما أرادت إسرائيل، وبما جاء في حديث وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي ديختر. . . سالف الذكر.
مسترشدين بما أسرَّت به إلينا غريس هالسل عن تأثير اليمين المسيحي على الكونجرس وعلى الإدارة الأمريكية بما يخدم دولة إسرائيل… ننظر في الحالة السودانية… في كتابه (قصة بلدين)… يشير منصور خالد إلى دور اليمين المسيحي في أمريكا ومنظماته، ومدى تأثيره على الكونجرس وعلى الإدارة الأمريكية… بثقل قواعده الشعبية، تماماً كما قالت لنا هالسل، ويشير منصور خالد إلى ضغط اليمين المسيحي على بوش الإبن لصالح الطرف الجنوبي في نزاع السودان… يقول خالد (هذه المنظمات غير الحكومية لربما كانت أكثر فاعلية في تأثيرها على الإدارة من الكونجرس نفسه… أولاً: لتدفق المعلومات إليها بصورة أسرع بحكم التحامها المباشر بالمناطق التي يعنيها أمرها عبر المنظمات الطوعية، وبالقواعد الشعبية المؤثرة على أعضاء الكونجرس… وثانياً لأنها تملك بحكم ذلك الإلتحام التأثير المباشر على سياسات الإدارة والكونجرس… إذ ما من أسبوع يمر دون أن تطلب هذه المنظمات والكنائس من أنصارها ورعاياها الكتابة إلى أعضاء الكونجرس الذين يمثلون مناطقهم أو إلى الإدارة لحثهم على عمل شيء أو آخر).
شهادة منصور خالد جاءت (وقع الحافر على الحافر) مع شهادة هالسل… والشهادتان تكشفان لنا عن خلفية العلاقة بين أطراف الزيجة الثلاثية (جوبا… تل أبيب… واليمين المسيحي)”.
المصدر: صحيفة الأهرام اليوم بتاريخ 2011/08/03.
وأقول معلقاً على المقال بإختصار:
أولاً: إن أمريكا بيمينها المسيحي الأصولي تمثل المسيح الدجال الكذاب. وما حمايتها للكيان الصهيوني سوى حماية ورعاية الدجال لغلامه المشؤوم كثير الضرر. كوصف السنة للدجال الصهيوني (إسرائيل). ومن ثم فالمظهران أمريكا وإسرائيل هو المسيح الدجال الأمريكي الصهيوني الذي يقاتل المسلمين الشرفاء في مشارق الأرض ومغربها.
ثانياً: ترتكز حروب الدجال الأمريكي الصهيوني على قاعدة عقائدية يؤمن بها رؤساء وزعماء أمريكا والكيان الصهيوني وهي تهيئة المسرح بالشرق الأوسط للعودة والمجيئ الثاني للمسيح عند النصارى والأول عند اليهود الصهاينة. ومن ثم فحربهم هي حرب عقائدية بحتة.
ثالثاً: لن يكن الزواج الكاثوليكي الثلاثي الأطراف كوصف كاتب المقال بين جوبا وتل أبيب واليمين المسيحي الأمريكي إلأ تعبير سياسي عن وحدة الهدف بقيام حرب عقائدية ضد السودان. وتمثل الحركة الشعبية ودولة الجنوب المصنوعة أمريكياً والمدعومة عسكريا من قبل الكيان الصهيوني رأس رمحها، ومن ثم تكون الإنقاذ بقيادة عمر البشير. قد صنعت حرباً ضد نفسها تؤدي إلى نهاية حكم بني العباس بالسودان ومجيئ شخصي سليمان المسيح المهدي المحمدي، لمنازلة الدجال الأمريكي الصهيوني وهزيمته وتحرير فلسطين، وهكذا ستفرز الحرب القادمة مجيئ المسيح شخصي كما هيأ لذلك الدجال وذراعه الصهيوني داخل الحركة الشعبية بمكرهم. ولكن الله عز وجل مكر بهم وساقهم إلى حتفهم بأنفسهم. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
معـالم في طـريق الوحـدة أو الانفصال
السودان إلى أين … ؟ بقـلم ميرغني محمـود مـيرغني
” من كان يظن أن إنفصال جنوب السودان يمشي على درمكة بيضاء لا عوج فيها ولا امتا أو يتهادى على كفوف الأمن و الراحة فقد أبعد الشقة وانساقت به الأوهام وثمة جم غفير من أهل الشمال بدأ يقتنع بنظرية المؤامرة ضد سودان المليون ميل بعد فوات الأوان وثمة من تكونت لديه الآن قناعة كقناعة القانط من أن يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين، بأن الوحدة لن تتحقق في هذا الإستفتاء حتى يلج الجمل في سم الخياط !
فمن أسوأ العناد عناد المخالف عند ولاة الأمر حين تغذيه بؤرة الكراهية ويقوده عشى الإحساس بالتهميش ومن أسوأ السوء أن تسلم مقاليد الأمور لمن لا يضع حسابا للأمور و أسوأ أخطاء الأمم حين تعطي القلم لمن يصر على أن يكتب نفسه شقيا ولا يشقى وحده … فمن كان يظن أنه في أعلى السفينة ولا يعنيه من بأسفلها أن قام بخرقها أو ذهب بشطرها فليمدد بسبب في السماء ولينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ. ولا فرق بين إستغلال (المحرضين) وإستقلال (المقوضين ) فغين الغبن هي نفسها قاف الصد لرياح تغيير الوحدة الجاذبة وهي نفسها عين الحمأة لمن يأمل أن يشرب وحده الماء صفواً. كلتا القبلتين شمالا وجنوبا تتلاطمهما العواطف وحيالهما تقف الحكمة مكتوفة الأيدي ويغيب العقل في غيبوبة (نفاذ الصبر) الذي إمتد لنصف قرن … ومن كان يظن أن فصل التوأم السيامي بلا عواقب وأنه مضمون النتائج فليعد العدة منذ الآن لغرفة الإنعاش وليحضر الحنوط بعدئذ تحوطا… فجبل الثلج دائما لا يكشف إلا عن قمته.
والمعضلة في الشمال ليست في أن تكون الوحدة جاذبة ولكن في أن يكون الإنفصال هو الخيار الأمثل للجنوب لضمان التعايش السلمي. فعدم إستقرار الجنوب ينسحب على أمن الشمال الذي سوف يتحمل كل هذه التبعات ولن يكون بوسع الشمال الذي خرج لتوه من عملية الإنفصال المضنية أن يتحمل أي إنتكاس أو فشل لنظام الحكم بالجنوب الذي بات مؤكداً.
والمعضلة في الشمال في إمكانية قبول من لا يود الذهاب للعيش بالجنوب بعد الإنفصال وفي حركات إنفصالية أخرى تتظاهر بالنوم وهي تتأهب لاقتناص أي فرصة لإعلان التمرد وتقرير المصير بأي وسيلة.
والمعضلة الأكبر أن لا أحد من الشمال مقبول بالجنوب لو حدث الإنفصال ولا حتى حلفاء اليوم مع الحركة الشعبية من اليساريين.
والطامة الكبرى أن قبيلة الدينكا القبيلة المهيمنة على الحركة الشعبية ليست وحدها في الجنوب ولو قدر لقبيلتي الشلك والنوير أن يتحدا ضدها فلن يستقر لها الأمر في الجنوب …
وفوق هذا وذلك إشتداد الحصار الإقتصادي على الشمال وحداثة عهد الجنوب بالحكم المطلق لبلد يبدأ تقريبا من الصفر. وهكذا تمر أزمة الجنوب بكل هذه العقبات وكل عقبة هي في حد ذاتها أزمة قائمة بذاتها تحتاج إلى معالجة خاصة.
وكبرى المعضلات في (أبيي) القنبلة الموقوتة التي ستؤدي بالشمال والجنوب إلى فتنة لا تبقي ولا تذر… ثم مشكلة الحدود التي لم تحسم بعد ونحن على بعد أيام معدودات من الإستفتاء.
الإنفصال ليس حلا ولا الوحدة بشكلها الحالي هي المخرج حيث يربو كل يوم الإحتقان وسط أهل الجنوب ويتنامى الغبن و تكبر عدم الثقة و يكبر معها الإحساس بالتهميش ولكن للإنفصال قصة آخرى أكثر إثارة تسمى (كوش).
وقد ورد ذكر (كوش ) السودان الآن بحدوده الحالية فى سفر أشعياء عليه السلام الإصحاح 37 عندما ذكر بأن ملك السودان ترهاقا قد خرج بجيشه لمناصرة الملك حزقيا ملك المملكة الجنوبية فى إسرائيل حوالي (715-697) ق. م وقد تكرر إسم (كوش) حوالي 30 مرة في التوراة أو ما يسميه أهل الكتاب اليوم (بالعهد القديم).
والسودان كان يطلق على المنطقة من البحر الأحمر وحتى المحيط الأطلسي ولحكمة أرادها الله تعالى أصبح السودان هو الرقعة المعروفة الآن والبلد القارة وأكبر قطر عربي و إفريقي.
وأطماع أهل الكتاب في هذا البلد لا تحد ولا يكاد لعابهم يتوقف من السيلان مذ أن قرأوا في التوراة في سفر التكوين (15-18): في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام (إبراهيم ) ميثاقا قائلا: لنسلك اعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات.
وكيف ينام الطمع والجشع بقلوب اليهود أو يهدأ لحظة والسودان جزء من (أرض الميعاد )… ؟
وقد إجتهد من إجتهد من أهل السودان ليثبت أن الحبشة المذكورة في الآثار الاسلامية هي السودان بحدوده الحالية أو جزء منه وأن السودان هو بعينه (مجمع البحرين ) المذكور في سورة الكهف كما ورد في تفسير القرطبي عن قوله تعالى مجمع البحرين ورد أنه بإفريقيا حيث قال: “قَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب. وَرُوِيَ عَنْ أبي بْن كَعْب أَنَّهُ بِأَفْرِيقِيَّة” وأننا لا زلنا نطلق على النيل كلمة (بحر).
وتبقى ثمة معالم لابد أن نقف عندها بتأمل… ففي سورة الواقعة معلم أول رواه الإمام أحمد، عن أبي هريرة ورواه الحافظ ابن عساكر عن جابر بن عبد الله، عن النبي – صلى الله عليه وسلم: لما نزلت: “فيومئذ وقعت الواقعة”، ذكر فيها (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين)، قال عمر: يا رسول الله، ثلة من الأولين وقليل منا؟ قال: فأمسك آخر السورة سنة، ثم نزل: ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين )، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “يا عمر، تعال فاسمع ما قد أنزل الله: ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين)، ألا وإن من آدم إلي ثلة، وأمتي ثلة، ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل، ممن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له) كما أورد ذلك ابن كثير في تفسيره ج4. فرعاة الإبل هم (العرب) بلا جدال … فمن هم العرب الذين يتميزون باللون الأسود الذين يستعين بهم المسلمون (غير السود) لإدخال مليارات البشر إلى الإسلام حتى تكتمل ثلة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي بشر بها في سورة الواقعة. . .؟ وأترك الإجابة لفطنة القاريء وألفت النظر إلى أن هذا الحديث من دلائل النبوة وأنه بشرى عظيمة لهذا البلد ودوره الكبير القادم بإذن الله في فتوحات آخر الزمان . . . !!!
فالقدر المحتوم من الله بإتمام نوره واقع ولن يكون برضاء الكافرين … (أي الدجال وشياطينه) ولن يكون الفتح الأكبر للإسلام برضا أعوانهم من المشركين (اليهود والنصارى).
أخرجه أحمد ( 4 / 216 – 217 ) والحاكم ( 4 / 478 – 479) والطبراني في المعجم الكبير ج9 برقم 8392.
لاحظوا أن الدجال بعد دخوله بلد (مجمع البحرين ) السودان يلجأ الناس هربا منه إلى البلد المجاور له وهو مصر وعندما يطاردهم فيها أيضا يخرجون منها إلى العقبة بالأردن ولا يتحقق الوصف السابق لموقع مجمع البحرين إلا أن يكون هو السودان مصداقا للحديث:
عن حذيفة قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرجت السودان طلبت العرب ينكشفون حتى يلحقوا ببطن الأرض أو ببطن الأردن، فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني بستين وثلاثمائة راكب، يأتي دمشق . . .” (كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر الحديث رقم 128 ).
والواضح أن هذا الخروج قبل المهدي بقليل لأن خروج السفياني بين يدي المهدي كما ورد في حديث عمار بن ياسر أنه قال: “إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان، ولها أمارات فإذا رأيتم فالزموا الأرض وكفوا حتى تجيئ أماراتها، فاذا إستثارت عليكم الروم والترك” حتى يقول “ويخرج أهل الغرب إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني” فخروج أهل السودان إلى مصر بسبب الحروب علامة لخروج السفياني وخروج السفياني علامة لخروج المهدي عليه السلام..
وسوف نصل بالقاريء لأسباب دخول الدجال هذه البلد من خلال هذه المعالم باذن الله.
أما المعلم الثاني: فالحديث “اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة: لقمان الحكيم والنجاشي وبلال” جامع السيوطي ج1 ص 66 رقم 249 كما جاء في (الجواهر الحسان في تاريخ الحبشان ص45) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “سادات السودان أربعة: لقمان الحبشي والنجاشي وبلال ومهجع” وفي النهاية والبداية ج2 ص 123 و124 أن لقمان (نوبي ) قصير أفطس . . . ! فقارن بين حبشي ونوبي . . . ! علما بأن دولة علوة المسيحية وعاصمتها سوبا هي جزء من الخرطوم عاصمة السودان الآن وقد ذكر المسعودي المتوفى سنة 356 هـ في مروج الذهب ومعادن الجوهر ج2 ص 383: “ووراء علوة أمة عظيمة من السودان”.
ومهما يكن ففي هذا المعلم وصية عظيمة للمسلمين بموالاة السودانيين سيما وأن التاريخ يحدثنا بأن كلمة حبشة كانت تطلق أيضا على جزء من السودان الحالي بل أن الإسلام ظهر ودولة اكسوم الحبشية تحتل السودان الحالي . !!
أما المعلم الثالث: فالحديث: “خير الناس العرب وخير العرب قريش وخير قريش بني هاشم وخير العجم الفرس وخير السودان النوبة وخير الصبغ العصفر وخير المال العقر وخير الخضاب الحناء والكتم” جامع السيوطي ج 1 ص 108 رقم 11885.
وهي إشارة واضحة إلى تفضيل السودانيين على غيرهم من أصحاب البشرة السوداء في العالم وهو بعلم الحديث (شاهد) على حديث الثلة السابق ومفسر له والأحاديث يفسر بعضها بعضا.
أما المعلم الثالث: فهو حديث: “الخلافة في قريش والحكم في الأنصار والدعوة في الحبشة والهجرة في المسلمين والمهاجرين بعد” رواه أحمد ج 4 وابن أبي عاصم والبزار وإبن عساكر.
وما يهمنا هو قوله صلى الله عليه وسلم: “الدعوة في الحبشة” ولنتساءل وقد مر أكثر من 14 قرنا على الإسلام هل للحبشة بحدودها الحالية دور ذي بال في الدعوة للإسلام ؟
وهل أقيمت أي دولة إسلامية على أرضها حتى الآن … ؟
وما موقف أثيوبيا وأريتريا الآن من الإسلام والمسلمين … ؟
ولنعيد الأسئلة السابقة بطريقة أخرى:
هل للسودان بحدوده الحالية أي دور في الدعوة للاسلام ؟
هل أقيمت عليه أي دولة إسلامية ؟
وما موقف السودان الآن من الإسلام والمسلمين … ؟
وغني عن القول أن للسودان دور هام و متعاظم ولا زال في الدعوة الإسلامية وكثير من الطرق الصوفية والدعاة السلفيين أسهموا في نشر الإسلام خارج حدود القطر في غرب أفريقيا وشرق آسيا وأمريكا وأروبا علما بأن المذهب الشيعي لا يكاد يذكر في السودان.
وقد تأثرت كثير من الحركات الإسلامية الإصلاحية بالثورة المهدية كما كان للسلطنة الزرقاء رواق بالأزهر الشريف وكانت كسوة الكعبة المشرفة ترسل من سلطنة دارفور في عهد السلطان علي دينار الذي قام بحفر (ابيار علي) عند الميقات بالمدينة المنورة… بل أن الإسلام دخل السودان في القرن الأول الهجري بالإقناع وليس بالفتوحات ودونكم إتفاقية البقط الشهيرة ولنتذكر كيف قامت الدنيا ولم تقعد بعد إعلان الرئيس السابق جعفر نميري الشريعة في السودان 1983 كأول قطر أفريقي في العصر الحديث يطبق الشرع…, زد على ذلك تأثر الحركات الإسلامية في العالم بالنظام الإسلامي السني الحاكم في السودان الآن وانبثاق عدد من الفعاليات والأنشطة الإسلامية والمنظمات وعلى رأسها منظمة الدعوة الإسلامية .. يكفي أن نعلم أن مقرها بالسودان وأن أمينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السوداني السابق… !
ولنتذكر كيف خصص الحديث الشريف (الدعوة ) وخص بها الحبشة أي السودان كما سبق وأشرنا إلى ذلك بالأدلة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد…
درج كثير من العلماء من ذكر الحديث السابق مع إغفال قصته رغم أنها مفتاح السر … فقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم قوم من (المغرب) وليس جهة الغرب ومن كانت بين يديه خريطة فلينظر أين هو المغرب من المدينة أو مكة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهو المغرب الأقصى أم الأدنى؟ إن كان الأدنى فهو مصر والسودان … وبم أن مصر لم تدخلها الدعوة الإسلامية بعد فقد عرف الآن من أين أتى القوم سيما وأن طائفة من أقارب النجاشي رضي الله عنه كانت لهم صحبة وقاتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم … ولكي نفهم ما مغزي كلمة (المغرب) هنا: ذكر الطبري المتوفى سنة 310 هـ في تاريخ الأمم والملوك ج 1 ص 52: “وبالمغرب من السودان البجة والنوبة” .
ولنعد للحديث وكيف أن الصحابي رأى (من بعيد) أناسا قادمين على الرسول صلى الله عليه وسلم فشك فيهم لغرابة أشكالهم وزيهم فلو كانوا من عرب الجزيرة العربية لما أنكرهم ولو كانوا عربا في سحنتهم لما ميزهم من بعيد أو شك فيهم ولذلك الراجح أنهم كانوا مختلفين في سحنتهم وفي زيهم ولذلك قال (من المغرب) أي من إفريقيا فبماذا بشر الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء القوم من أفريقيا… ؟
بشرهم بفتح جزيرة العرب ولو كانوا عربا لما بشرهم بذلك ثم بفتح فارس ولو كانوا فرسا لما بشرهم بذلك وبشرهم بفتح الروم ولو كانوا من الروم لما بشرهم بذلك وبشرهم أخيرا بفتح الدجال في إشارة واضحة إلى حدوث كل تلك البشريات في زمان واحد وأنهم من يقوم بكل تلك الفتوحات ولنرجع فنعيد قراءة حديث الثلة بعد هذا الحديث . . !!
أما المعلم الخامس: فليس ببعيد من سابقه وإنما هو شاهد له …فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه ج 3 ص 1525 ح 1925 عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة . . .” لقد كانوا كذلك ولا زالوا منذ أن دخل الإسلام أرضهم حتى فترة الحكم الإنجليزي المصري. . .
وأخرج الإمام الحاكم في مستدركه ج 4 ص 495 ح 8387 عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “ستكون فتنة أسلم الناس فيها، (أو قال: لخير الناس فيها)، الجند الغربي” ؛ فلذلك قدمت مصر وأخرجه الطبراني في معجمه الأوسط ج 8/ص 315 /ح 8740؛ والبزار ج 6/ص 314 /ح 2026.
وهنالك من فسر الغرب بالشام رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الشام تمام المعرفة حتى قبل البعثة وقد ذكرها في عدة أحاديث باسمها فلم لا يسميها هنا باسمها بدلا من أن يشير إليها بوجهتها؟ وهل الشام في تجاه الغرب فعلا؟
لقد حدثت الفتنة فعلاً وهي فتنة الشرق الأوسط وكان أأمن ما فيها الجند الغربي بإستثناء مصر التي لا زالت غارقة في مستنقعها حتى الآن منذ حروبها وحتى إتفاقية سلامها… في إشارة واضحة إلى المقصود بالجند الغربي . . !!
المعلم السادس:
ذكر القرطبي: “قلت: لعل فتح المهدي يكون لها مرتين مرة بالقتال و مرة بالتكبير كما أنه يفتح كنيسة الذهب مرتين فإن المهدي إذا خرج بالمغرب على ما تقدم جاءت إليه أهل الأندلس فيقولون يا ولي الله: أنصر جزيرة الأندلس فقد تلفت و تلفت أهلها و تغلب عليها أهل الكفر و الشرك من أبناء الروم فيبعث كتبه إلى جميع قبائل المغرب و هم قزولة و خذالة و قذالة و غيرهم من القبائل من أهل المغرب أن أنصروا دين الله و شريعة محمد صلى الله عليه و سلم فيأتون إليه من كل مكان و يجيبونه و يقفون عند أمره و يكون على مقدمته صاحب الخرطوم و هو صاحب الناقة الغراء و هو صاحب المهدي و ناصر دين الإسلام و ولي الله حقا فعند ذلك يبايعونه ثمانون ألف مقاتل بين فارس و راجل قد رضي الله عنهم ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) فباعو أنفسهم لله و الله ذو الفضل العظيم فيعبرون البحر حتى ينتهوا إلى حمص و هي إشبيلية فيصعد المهدي المنبر في المسجد الجامع و يخطب خطبة بليغة فيأتي إليه أهل الأندلس فيبايعه جميع من بها من أهل الإسلام ثم يخرج بجميع المسلمين متوجها على البلاد بلاد الروم فيفتح فيها سبعين مدينة من مدائن الروم يخرجها من أيدي العدو عنوة الحديث” التذكرة صفحة 570 و571 الموسوعة الشاملة islamport.com ص 706.
فمن هو صاحب الخرطوم صاحب المهدي الذي يبايعه 80 ألف مجاهد … ؟ وهل هنالك خرطوم غير عاصمة السودان أوخرطوم الفيل … ؟
ثم أنظر كيف وصفهم الحديث بأنهم (حزب الله ) وأنهم المفلحون … !! وذكر فتوحات أروبا من المحور الغربي أسبانيا والبرتغال (الأندلس).
المعلم السابع:
ذكر الخرطوم مرة أخرى … في الآية “سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ” (16) سورة القلم والوسم هو العلامة وحتى لا يذهب القاريء بعيدا كما ذهب المفسرون أن المعني هو الوليد بن المغيرة نلفت النظر إلى أن ما ورد من آيات لا يترابط مع سابقه إلا أن يفهم بأن ما بعد كلمة (الخرطوم ) متعلق بها فلو كان كذلك فلم يأت الوصف بصفة الجمع وهي صفة تعظيم لمن سبق ووصف بأبشع العبارات؟ مما يدل على أن الآية تتحول إلى الحديث عن مجموعة من الناس وأن القرينة الدالة عليهم هي كلمة (الخرطوم) والتي تأتي بعدها مباشرة ذكر قصة أصحاب الجنة فما أشبه الليلة بالبارحة وما أشبه أهل الخرطوم بأصحاب الجنة … فالإشارة هنا والله أعلم لغائب معلوم تكون علامته خلاف أهل الخرطوم حول الثروة وهو ما هو حادث الآن ولو عدنا للأحاديث سوف نعلم ببساطة من هو هذا الغائب المنتظر … إنه المهدي عليه السلام… وهل هنالك جنة في الأرض كمثل أرض السودان وخيراتها الزراعية والحيوانية والمعدنية وعلى رأسها البترول والذهب وكيف بأقلية تريد أن تستأثر بالحكم والنعمة وحرمان الآخرين لا سيما الغالبية المسكينة من الشعب فكانت النتيجة إحتمال راجح بتشرذم السودان وتمزقه ونذر حرب لا تبقي ولا تذر وتحيل كل هذا الخير وعلى رأسه البترول إلى صريم أي (حريق ).
وبعد هذا الخلاف الكبير والمتمثل الآن في قوم في الشمال يودون الإنفصال ويرونه نعمة وآخرون يرونه نقمة سيكون الحل في أهل الرأي الوسط الذين لا يرونه هذا ولا ذاك وإنما إعادة تقسيم الثروة بين جميع أهل السودان بكل عدالة … وهو الرأي الذي سيتم تسفيهه ويعودون فيكتشفون بعد فوات الأوان واشتعال الحرب أنه كان الحل الأمثل لأهل السودان ولكن لابد مما ليس منه بد وقد ورد ذكر السودان في التوراة في أشعياء الأصحاح (18).
1/ يا أرض حفيف الأجنحة التي في عبر أنهار كوش.
2/ المرسلة رسلا في البحر وفي قوارب من البردي على وجه المياه. إذهبوا أيها الرسل السريعون إلى أمة طويلة وجرداء، إلى شعب مخوف منذ كان فصاعدا، أمة قوة وشدة ودوس، قد خرقت الأنهار أرضها.
3/ يا جميع سكان المسكونة وقاطني الأرض، عندما ترتفع الراية على الجبال تنظرون، وعندما يضرب بالبوق تسمعون.
4/ لأنه هكذا قال لي الرب: إني أهدأ وأنظر في مسكني كالحر الصافي على البقل، كغيم الندى في حر الحصاد.
5/ فإنه قبل الحصاد، عند تمام الزهر، وعندما يصير الزهر حصرما نضيجا، يقطع القضبان بالمناجل، وينزع الأفنان ويطرحها.
6/ تترك معا لجوارح الجبال ولوحوش الأرض، فتصيف عليها الجوارح، وتشتي عليها جميع وحوش الأرض .
ترى ما هي أرض حفيف الأجنحة … ؟ أليست أمريكا التي ظهرت بها الطائرات أول مرة ثم تطور الأمر حتى أصبح كل من هب ودب يملك طائرة حتى كان البشر طيورا … والتي تأتي جيوشها على (حاملة طائرات) وترسل الرسل المسرعة (الطائرات والصواريخ ) لتضرب أرض السودان أرض طوال القامة و الشعب الأبي الشجاع الذي لا يهاب الموت وتشهد تلك المعركة كل الدنيا عبر البث المباشر … التي تنتصر فيها راية الحق فوق جبال (النوبة) وما حولها قبيل الحصاد بقليل حتى تشبع الوحوش.
وفي نفس الإصحاح:
7/ “في ذلك اليوم تقدم هدية لرب الجنود من شعب طويل وأجرد، ومن شعب مخوف منذ كان فصاعدا، من أمة ذات قوة وشدة ودوس، قد خرقت الأنهار أرضها، إلى موضع اسم رب الجنود، جبل صهيون”.
وذلك وعد الله القائم بالنصر والتمكين لهذه الأمة التي سترعب القاصي والداني والتي سترسل الإمدادات الغذائية لجيوش (الملحمة الكبرى ) بالشام من السودان.
وفي مزامير داود (مزمور: 68 ـ 38): “ستأتيك يا الله! أشراف مصر، وتسرع كوش بهداياها إليك، إنشدوا لله يا ممالك الأرض، رتلوا للرب كل الترتيل”.
وتدخل الإسلام كل شعوب الأرض وترتل القرآن الكريم … وهل ثمة هدايا أقيم عند الفتح الأكبر من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا…؟
فهل من يقاتل الروم بالشام هم نفسهم أهل السودان …؟
ففي الحديث:
“إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثا من الموالي أكرم العرب فرسانا وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم الدين” رواه ابن ماجة والحاكم وحسنه الالباني في الصحيحة 2666.
فمن هم العرب المنحدرون من أصول غير عربية (الموالي ) الذين يؤيدون الدين؟
ولو تمعنت في حديث إبن مسعود دون النظر إلى جملة (ونحاها نحو الشام ) ستكتشف أن المعركة هذه غير معركة الملحمة الكبرى المذكورة بعد الهدنة مع الروم وسنعود إلى ذلك بعد قراءة الحديث:
“هاجت ريح حمراء بالكوفة. فجاء رجل ليس له هجيري الا يا عبد الله بن مسعود! جاءت الساعة. قال فقعد وكان متكئا. فقال: إن الساعة لا تقوم، حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة. ثم قال بيده هكذا ( ونحاها نحو الشام ) فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام. قلت: الروم تعني؟ قال: نعم. وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة. فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل. فيفيء هؤلاء وهؤلاء. كل غير غالب. وتفنى الشرطة. ثم يشترط المسلمون شرطة للموت. لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون. حتى يحجز بينهم الليل. فيفيء هؤلاء وهؤلاء. كل غير غالب. وتفنى الشرطة. ثم يشترط المسلمون شرطة للموت. لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون حتى يمسوا. فيفيء هؤلاء وهؤلاء. كل غير غالب. وتفنى الشرطة. فإذا كان يوم الرابع، نهد إليهم بقية أهل الإسلام. فيجعل الله الدبرة عليهم. فيقتلون مقتلة – إما قال لا يرى مثلها، وإما قال لم ير مثلها – حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم، فما يخلفهم حتى يخر ميتا. فيتعاد بنو الأب، كانوا مائة. فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد. فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟ فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس، هو أكبر من ذلك. فجاءهم الصريخ؛ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم. فيرفضون ما في أيديهم. ويقبلون. فيبعثون عشرة فوارس طليعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لأعرف أسمائهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم. هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ. أو من خير فوارس على ظهر الأرض” (رواه مسلم 2899 عن يسير بن جابر).
والملاحظ أن الكوفة جهة الشرق وغربها هو الشام وأنه بعد ما أشار إبن مسعود نحو ذلك فهم الراوي مباشرة أنه لا يعني الشام بل ما وراء الشام من نفس الجهة وهو الروم أو أروبا وأمريكا اليوم مما يدل أن الإشارة تعني الروم وليس الشام كما فهم المفسرون وما يؤكد ذلك فعلا أن الراوي سأله ( قلت: الروم تعني ؟ قال: نعم).
ومن مميزات هذه الملحمة التي نرى أنها ليس شرطاً أن يكون موقعها في الشام:
1/ أنها بين الروم (أهل الكتاب) والمسلمين.
2/ .وأن كلي الطرفين يعد العدة للقتال.
3/ أن فيها ردة وخزلان شديد للمجاهدين الصابرين.
4/ أنها تبدأ بقوات محدودة من الطرفين لمدة 3 أيام حتى تهب بقية الجيوش للنجدة في اليوم الرابع.
5/ وهو الأهم: أن هذه الحروب تقوم بين قبيلة أو مجموع قبائل مرتبطة بأنساب فيما بينها ويجمعهم مكان واحد لدرجة أن في الأسرة الواحدة يموت 99 من 100 من أب واحد…! وأن النزاع على أرض يطمع فيها الكفار.
6/ لا يقسم فيها ميراث لأن ما تبقى من الأسرة رجل واحد أو أن لا ميراث يتبقى ليقسم بعد الدمار الشامل لكل شيء ولا يفرح فيها بغنيمة لأن وقع الموت لا يترك بالقلب مساحة للفرح .
7/ النصر في النهاية للمسلمين وهذه من عجائب هذه المعركة رقم التوقعات وفرق الجيوش والعتاد والقوة.
8/ لم تحدث من قبل ولن يحدث مثلها فيما بعد مما يدل على أنها مرصودة بالأقمار الإصطناعية وكل العالم يتابعها.
9/ تتساقط فيها الطائرات بكثرة وتتدخل في المعركة العناية الإلهية لترجح كفة المسلمين “إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.
10/ تستعمل في المعركة الخيول.
11/ يشيع أعداء الإسلام أن الدجال قد خرج إلى أرض المتقاتلين وتلك كذبة حتى يشغلونهم من المعركة ولكن قائد المعركة يعلم تماما حيل الكفار فيستطلع الأمر ويتم إرسال قوة استطلاع مكونة من 10 فوارس على خيولهم . . . !
بعد هذه المميزات فلنتساءل واضعين في الإعتبار منطقة (أبيي) وطريقة قتال المسيرية (بنو الأب الواحد) بالأحصنة ووصول المدد لهم بعد 3 ايام.
هل من الممكن أن يكون ميدان المعركة هو (أبيي) … ؟
ألا يعد أهل شمال السودان العدة للجهاد ؟.
ألم تعلن أمريكا أنها مستعدة وجاهزة للتدخل بقواتها في السودان ؟.
ألم تطلق القمر الإصطناعي (الحارس) بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات كنسية ويهودية مشبوهة وجامعة هارفرد للتجسس على السودان ؟.
من يستعمل الخيول في المعارك الآن ولا زال غير المسيرية ؟
من هو المستعد لخوض معركة حتى آخر فرد من العائلة وغير مستعد للتفريط في شبر من الأرض؟.
وكم تبعد (أبيي) من الخرطوم أو الشمال ؟.
ولو افترضنا أن تلك المعركة هي قوات المهدي كما يقول المفسرون من أين للمهدي بقوات فيها من الأب الواحد 100 فرد؟ والثابت أن أهل بيعته من مناطق وقبائل شتى؟ وأن جيشه الذي يقاتل معه من جميع الجنسيات بل أن القبلية إنحسرت في العالم إلى درجة أنها أصبحت محصورة جدا وفي بلدان بعينها ولا أظن أن للقبلية تأثير شديد الآن في مناطق الشام كما أن الدفاع عن الوطن لا تدخل فيه النعرات القبلية ولكن ما يمكن أن يحدث بأبيي مختلف جدا. . !!
فهم أصحاب الوجعة وأهل الحارة وهم من يشعلون فتيل النزاع دفاعا عن أرضهم وعرضهم . .
وفي صفنيا (2ـ 12): “وأنتم أيها الكوشيون! تسقطون صرعى سيفي، ثم يبسط يده نحو الشمال ويبيد آشور، ويجعل نينوى قفراً موحشاً أرضاً قاحلة كالصحراء، تربض في وسطها القطعان وسائر وحوش البر، ويأوي إلى تيجان أعمدتها القوق والقنفد، وينعب الغراب”.
فمن هو (سيف الله) الذي يبسط سيطرته على السودان ويبيد آشور (عراق أمريكا ) أو السفياني. . أهو المهدي المنتظر أم صاحب الخرطوم أم كلاهما معا؟
فى سفر النبي صفنيا عليه السلام: “لأني حينئذ احول الشعوب إلى شفة نقية ليدعوا كلهم بإسم الرب، ليعبدوه بكتف واحدة من عبر أنهار كوش المتضرعون إلى متبدديّ يقدمون تقدمتي) صفنيا 3.
يا لها من نبوءة عظيمة لأهل السودان; فمِن هذا البلد سيهدي به الله تعالى كل الأرض من أجل عبادته بكتف واحد (أي في صفوف لآداء الصلوات الخمس في جماعة).
ونختم هذا البحث بتلك النبوة التي أوردها الباحث كمال عوض في بحثه (السودان في الكتاب المقدس ) والتى لم يجروء أحد على تفسيرها ليس لصعوبة ذلك ولكن لأن هناك فهم عقائدى بُنيَ على غير ذلك فى الطوائف الإنجيلية فيما ذكر فى سفر الرؤيا عن مدينة أورشليم القدس فقد ذكر أشعياء النبى والذى سبق وأن زار السودان وقضى فيها قرابة الثلاث سنوات قال: “فترى عيونكم أورشليم، تراها مسكناً مطمئناً، خيمة لا تنقل من مكانها وأوتادها لا تقلع إلى الأبد، وحبل من حبالها لا ينقطع حيث الرب يظهر عظمته وحيث الأنهار والضفاف الواسعة” أشعياء 33. فنجد تعبيراً دقيقاً عن مكان تلك المدينة. فقد وصفها أشعياء بأنها فى مكان لا يخطر على بال وأنها لا تنقل من مكانها إلى الأبد وأن مكانها سيكون فى أرض الأنهار والضفاف الواسعة (السودان). وكما هو معروف فالسودان هو القطر الوحيد الذى وصف في التوراة بأنه أرض واسعة تقطع الأنهار أرضها. وهناك عدة شواهد تؤكد ذلك نذكر منها:
– يا أرض حفيف الأجنحة التى عبر أنهار كوش “السودان” المرسلة رسلاً فى البحر وفى قوارب من البردي على وجه المياه. إذهبوا أيها الرسل إلى أمة طويلة وجرداء إلى شعب مهاب أينما كان إلى أمة قوية وجبارة قد خرقت الأنهار أرضها. أشعياء 18: 1-2 .
– فى ذلك الزمان تقدم هدية للرب القدير ويحملها الشعب الطوال الجرد ( السودان) الشعب الذى يهابه القريب والبعيد ( السودان) الأمة القوية الجبارة التى تقطع الأنهار أرضها) أشعياء7:18 .
فهل أدرك الآن أهل السودان سر المؤامرة وسر تقسيم السودان إلى دويلات؟ هل أدركوا لماذا الإستفتاء ولماذا دارفور ولماذا الشرق؟ ولماذا أمريكا وإسرائيل والدجال . .؟
ثمة فرصة نادرة لكتابة التاريخ والعبرة بالخواتيم ولا ثمة فرصة بعد ذلك إلا قراءته حينما تتحقق الأحداث فيما بعد وتصبح جزء من الماضي وحينما يقع الفأس في الرأس لا ينفع الندم ولات حين مناص . . !”.
وأقول معلقاً على ما أشرت إليه بالأرقام من (1-8) على بعض فقرات مقال ميرغني محمود ميرغني. كالآتي:-
على الفقرة رقم (1) قوله: “فرعاة الإبل هم العرب بلا جدال” وهذا قول خاطئ فالسودان رعاة الإبل المعنيّن في الحديث النبوي”… حتى تستعينوا بالسودان رعاة الإبل الذين يشهدون أن لا إله إلأ الله” هم بربر السودان بغرب السودان وتخوم الصحراء الكبرى والبربر ليسوا بعرب وإن كان أصلهم من اليمن فهم من أبناء حام بن نوح (عليه السلام) ومنهم.
وعلى الفقرة رقم (2) قوله: “الدجال بعد دخوله السودان مجمع البحرين يخرج أهل الغرب إلى مصر ثم إلى العقبة بالأردن” بداية فإن القراءة الصحيحة لصدر الحديث هي “أول مصر يرُده هو الذي بملتقى البحرين “وليست “يرَده” كما فهم ميرغني محمود ويعتقده عامة المسلمين. ويرُده بمعنى يهزمه فيرتد على أعقابه. ولما لم يُسَلط على الدجال إلأ المسيح عيسى بن مريم كنص السُنّة يصبح جلياً أن المسيح سوداني من السودان” ملتقى البحرين” وهو شخصي سليمان لا أحد غيره.
وعلى الفقرة رقم (3) قوله: “فخروج أهل السودان إلى مصر بسبب الحروب علامة لخروج السفياني”. لم يرد في الحديث تصريح بخروج أهل السودان إلى مصر “جمهورية مصر العربية”. والأثر المروي عن عمار بن ياسر الوارد بالمقال وفيه “يخرج أهل الغرب إلى مصر فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني”. فأهل الغرب هنا هم “الروم النصارى” المسيح الدجال ممثلاً في أمريكا والكيان الصهيوني ومصر هو السودان لأن كلمة مصر غير معرفة تعني أي قطر عربي أو إسلامي والحديث ذاته حدد ثلاث أمصار للمسلمين هي – السودان (ملتقى البحرين)- والحيرة (العراق)- والشام على إطلاقه يشمل كل بلاد الشام فلا علاقة لجمهورية مصرالعربية بوقائع الحديث ومن ثم فخروج أهل الغرب إلى مصر هو مجيئ المسيح الدجال للسودان والدجال هو السفياني صاحب الحرب ومجيئ الدجال السفياني علامة على ظهور المهدي وهو المسيح المحمدي شخصي سليمان.
على الفقرة رقم (4) قوله: “في حديث جماعة أهل المغرب “صحيح هم أهل السودان يومذاك وقد بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم. بفتح جزيرة العرب وفارس والروم والدجال. ولم يشارك السودان في صدر الإسلام في فتح أي من جزيرة العرب أو بلاد فارس أو بلاد الروم. لتصبح تلك البشارة متحققة مستقبلاً وستتحقق اليوم بقيادتي للسودان رعاة الإبل (جماعة أهل المغرب السوداني) فأحرر كامل أرض العالم العربي والإسلامي الواقعة الآن تحت سيطرة وهيمنة الدجال عسكرياً وإقتصادياً وسياسياً.
على الفقرة رقم (5) قوله: “من هو صاحب الخرطوم”. صاحب الخرطوم هو شخصي سليمان المسيح المهدي المحمدي. الذي يبايعني السودان رعاة الإبل البربر أهل الأندلس حقاً، فهم الذين فتحوها بقيادة طارق بن زياد. وأخرجهم منها الروم النصارى في حروب صليبية. فأنا ولله الحمد صاحب الخرطوم العاصمة السودانية فأحكم منها العالم العربي.
على الفقرة رقم(6): “سنسمه على الخرطوم” الآية. المراد الخرطوم العاصمة السودانية. والمعنى أن الله عزّ وجل سيجعل بالخرطوم علامة بارزة دالة على خروج الدجال ودامغة لطغيانه والعلامة هي شخصي المسيح سليمان المصوّب من السودان (الخرطوم) لقتال الدجال وهزيمته.
على الفقرة رقم (7) قوله: “يا أرض خفيف الأجنحة هي أمريكا” خفيف الأجنحة هو المسيح شخصي سليمان. والجناح بمعنى اليد بلغة القرآن وخفيف الأجنحة أي نحيل الساعدين والنبوءة تشير إلى خروج المسيح سليمان من السودان أرض كوش حيث الأنهار السياحة والرجال الأشداء في الحرب والمقصود هنا غرب السودان منطقة بحر العرب بدار المسيرية والسودان رعاة الإبل بدارفور وهؤلاء بإجتماعهم حولي سيهزمون الدجال ويحررون فلسطين فيقدموا هدية للرب على جبل صهيون بالقدس.
على الفقرة رقم(8) قوله: “الحديث: هاجت ريح حمراء بالكوفة” يقصد بالكوفة هنا كردفان والمعركة هي معركة أبيي ولن يتم النصر إلا عندما يجيئ شخصي المسيح المهدي سليمان. وبرفقتي السودان رعاة الإبل من دارفور ولله الحمد.