الفهرست
المقـــدمة
القطب المكتوم هو عيسى ابن مريم
ختم الولايـــــــــــــــــــــــــــــة
علي عليه السلام وخلفاءه في آل بيته خلفاء للرسول صلى الله عليه وسلم
القائــــم لايؤبه لولادتــــــــــــــــــــه
عيسى ابن مريم خليفة من قحطان يبايع مرّتـــان.
النزول في جبل الدخان بالشام
النزول بالأعماق أو بدابق.
النزول في عقبة أفيق:
عيسى ابن مريم المهدي الذي يقتل الدجال.
ياجوج وماجوج:
عيسى ابن مريم دابة الأرض…
تحريف الكلم من بعد مواضعه:
الكتاب المقدس: الخطيئة لا تورث..
في نقض ألوهية المسيح:
النزول في بيت المقدس:
النزول في المنارة البيضاء:
المهدي يظهر فجأة
الدجـــــــــال. 45
الملخـــــــــص…
ذكر الدجال في الكتاب المقدس..
السودان موطن المسيح عيسى ابن مريم رجل آخر الزمان.
نبوءات تتكلم عن السودان.
صالح عليه السلام والناقة الغراء بوادي صالح بغرب السودان.
المهدي يُسجَن.
المهدي هو نفسه المسيح.
الخــاتمة
بسم الله الرحمن الرحيم
المقـــدمة
في هذا المنشور أوكد للناس جميعاً مرة أخرى كما في مرات سابقة عديدة بأني أنا سليمان أبي القاسم موسى وأني المسيح عيسى ابن مريم رسول الله إلى بني إسرائيل وقد بعثني الله مهدياً في هذه الأمة وفي هذا الزمان.
هذا المنشور يعتبر ملخصاً لدعوتي بكاملها لأني تعرضت فيه إلى جميع الأمور الجوهرية وهي نزول عيسى ابن مريم وميلاده مرة ثانية في هذه الأمة وإسمه سليمان وصفاته وموضوع المهدي والقحطاني والدابة والسفياني والدجال… إلخ.
وقد بينت للذين يعتقدون أن المسيح عيسى ابن مريم ظل بشراً وينزل بشراً من السماء في المنارة البيضاء إنما يعأرضون بإعتقادهم هذا القرآن الكريم في نص آية سورة الأنبياء حيث يقول الله تعالى: “وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ” الأنبياء الآية 34.
وإن الذين يظلون على هذا الإعتقاد بعد الذي تبين لهم من هذه الآية إنما هم عصاة مرتدون بإعتراضهم على نص صريح من القرآن الكريم.
والصحيح أن يعتقد هؤلاء أن عيسى ابن مريم رفع روحاً وينزل روحاً في الأرحام ويولد مرة أخرى في هذه الأمة كما ولد في بني إسرائيل.
والأدلة على ميلاد عيسى ابن مريم في هذه الأمة كثيرة وقد ذكرت منها العديد في منشورات سابقة. عن علي بن الحسن بن رباط، عن أبيه، عن المفضل، قال: قال الصادق عليه السلام: “إن الله تبارك وتعالى:خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا، فقيل له: يا بن رسول الله ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال، ويطهر الأرض من كل جور وظلم”.
إذن ولد الحسين الذي يقتل الدجال هو عيسى ابن مريم لأن من المعلوم لا أحد يقتل الدجال إلا عيسى ابن مريم. قال صلى الله عليه وسلم: ﴿لم يسلط على قتل الدجال إلاّ عيسى ابن مريم﴾ أخرجه أبو داؤد.
في جانب آخر من المنشور إستعرضت معظم الأحاديث التي ذكر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم نزول عيسى ابن مريم في منطقة الشام، فليس فيها ما يدل على أنه ينزل من السماء بل أن نزوله المتكرر في مناطق مختلفة في الشام يدل على حركته لقيادة جيوش المسلمين وهي تقاتل الدجال، فهو يتحرك من جيش لينزل في جيش آخر حتى ينزل في المنارة البيضاء وفي جبل الدخان وبالأعماق أو بدابق وفي عقبة أفيق وفي بيت المقدس عند صلاة الصبح ويومها يقتل الدجال.
قال القرطبى: وفى حديث سمرة بن جندب أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول: “إن الدجال خارج، وهو أعور عين الشمال عليها ظفره غليظة، وأنه يبرئ الأكـمه والأبــرص ويحي الموتى، ويقول للناس أنا ربكم. فمن قال أنت ربي فقد فتن. ومن قال ربـي الله عز وجل حتى يموت على ذلك فقد عصم من الفتنة، ولافتنة عليه ولا عذاب. فيلبث ما شاء الله، ثم يجيئ عيسى ابن مريم من قبل المغرب، مصدقا بمحمد وعلى ملته، فيقتل الدجال، ثم إنمــا هو قيام الساعة﴾ القرطبى-التذكره ص 551.
يحدد الحديث جهة مجيئ المسيح لقتل الدجال وهي جهة المغرب أي من الجهة التي غرب الحجاز وهو السودان وليس من السماء كما يظن البعض خطأً. والسودان وخاصتهم رعاة الإبل بدارفور هم الذين ينصرون دعوتي جهاداً وقتالاً في سبيل الله وهُم الذين يتم بهم الفتح العظيم والنصر المبين فطوبى لهم وطوبى لأهل السودان بنصرهم.
أما إسمي سليمان فقد ثبت أنه إسم المسيح عيسى ابن مريم في والتوراة والإنجيل والقرآن والسنة النبوية المحمدية وقد بينت ذلك في هذا المنشور ومنشورات أخرى.
أنا القطب المكتوم، قطب الأولياء وخاتمهم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قطباً للأنبياء وخاتمهم. وأني المكتوم بغيبتي عن عالم البشر في عالم الأرواح إلى أن ظهرت بشراً بميلاد جديد في السودان منذ العام 1947م. وإني ممد الأولياء وغوثهم في غيبتي وشهودي من الإمام علي بن أبي طالب وإلى الشيخ إبراهيم الكولخي وحتى الآن.
وأن كلمة قطب مصطلح من الأدب الصوفي يقابله في الشرع من الكلمات خليفة, وإمام وغوث.
يقول تعالى: “يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرض” سورة ص الآية 26.
عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾: “ألا إن عيسى بن مريم ليس بيني وبينه نبي ولا رسول ألا إنه خليفتي في أمتي من بعدي” أخرجه الطبراني حديث رقم 67. التصريح.
ويقول الله تعالى: “وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ” البقرة 124.
عَن أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ لِنَعْرِضَ عَلَيْهِ مُصْحَفًا لَنَا عَلَى مُصْحَفِهِ. فَلَمَّا حَضَرَتْ الْجُمُعَةُ أَمَرَنَا فَاغْتَسَلْنَا، ثُمَّ أُتِينَا بِطِيبٍ فَتَطَيَّبْنَا، ثُمَّ جِئْنَا الْمَسْجِدَ، فَجَلَسْنَا إلى رَجُلٍ، فَحَدَّثَنَا عَنِ الدَّجَّالِ. ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، فَقُمْنَا إليه فَجَلَسْنَا، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: “يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةُ أَمْصَارٍ مِصْرٌ بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ، وَمِصْرٌ بِالْحِيرَةِ، وَمِصْرٌ بِالشَّامِ، فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلَاثَ فَزَعَاتٍ، فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ، فَيُهْزِمُ مَنْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، فَأَوَّلُ مِصْرٍ يَرِدُهُ الْمِصْرُ الَّذِي بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ، فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرْقَةٌ تَقُولُ: نُشَامُّهُ، نَنْظُرُ مَا هُوَ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالْأَعْرَابِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ، وَمَعَ الدَّجَّالِ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ السِّيجَانُ، وَأَكْثَرُ تَبَعِهِ الْيَهُودُ وَالنِّسَاءُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمِصْرَ الَّذِي يَلِيهِم فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ، فِرْقَةٌ تَقُولُ: نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالْأَعْرَابِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ بِغَرْبِيِّ الشَّامِ. وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ إلى عَقَبَةِ أَفِيقٍ، فَيَبْعَثُونَ سَرْحًا لَهُمْ، فَيُصَابُ سَرْحُهُمْ، فَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَتُصِيبُهُمْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ، وَجَهْدٌ شَدِيدٌ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُحْرِقُ وَتَرَ قَوْسِهِ فَيَأْكُلُهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّحَرِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَتَاكُمْ الْغَوْثُ، ثَلَاثًا، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّ هَذَا لَصَوْتُ رَجُلٍ شَبْعَانَ، وَيَنْزِلُ عيسى ابن مريم عَلَيْهِ السَّلَام عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَيَقُولُ لَهُ أَمِيرُهُمْ: يَا رُوحَ اللَّهِ، تَقَدَّمْ صَلِّ. فَيَقُولُ: هَذِهِ الْأُمَّةُ أُمَرَاءُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَيَتَقَدَّمُ أَمِيرُهُمْ فَيُصَلِّي، فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ، أَخَذَ عِيسَى حَرْبَتَهُ، فَيَذْهَبُ نَحْوَ الدَّجَّالِ، فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ، ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ، فَيَضَعُ حَرْبَتَهُ بَيْنَ ثَنْدُوَتِهِ، فَيَقْتُلُهُ وَيَنْهَزِمُ أَصْحَابُهُ، فَلَيْسَ يَوْمَئِذٍ شَيْءٌ يُوَارِي مِنْهُمْ أَحَدًا، حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ لَتَقُولُ: يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ. وَيَقُولُ الْحَجَرُ: يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ “. أخرجه أحمد في ﴿﴿مسنده﴾﴾ واللفظ له بطريقين، وأخرجه ابن أبي شيبة والطبراني والحاكم ، كما في [ص-165] ﴿﴿الدر المنثور﴾﴾.
فمن أقطاب الأنبياء بعد محمد صلى الله عليه وسلم درجة ورتبة، موسى عليه السلام وهو قطب أنبياء ظاهر الشرع ونظيره من الأولياء بعد المسيح المهدي سليمان أبي القاسم موسى هو محمد عبد الوهاب قطب أقطاب الولاية الظاهرية. ومن بعد موسى عيسى ابن مريم قطب أنبياء باطن الشرع ونظيره من الأولياء الشيخ أحمد التجاني قطب أقطاب الولاية الباطنية وهو قد خلف الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدون فاصل زمني كما بينت ذلك في منشور سابق. ومن أقطاب الأغواث الأبدال الأنبياء إبراهيم الكولخي المتوفي عام 1975م وأني خلفته بدون فاصل زمني، خليفة لله عز وجل في الأرض وخليفة للرسول صلى الله عليه وسلم في أمته وإماماً للدين وغوثاً للأولياء وخاتماً للولاية وعلماً للساعة.
إن مما جاء في هذا المنشور هو إدعاء كل من جورج بوش وأوباما للنبوة والألوهية مما يؤكد أنهم من الدجالين الذين يعاصرون زماني ويخرجون علينا بالحربة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَال: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاثُونَ دَجَّالا كَذَّابًا كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ”.
وقد خرجوا لقتال المسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأني لخارج لقتالهم وهزيمتهم في السودان في بحر العرب وأبيي وإسترجاع الأرض التي سُلبت بنيفاشا ثم هزيمتهم في الشام وتحرير بيت المقدس وفلسطين وتدمير دولة إسرائيل.
وإني بهذا المنشور لأدعو المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها أن يعتبروا ويهرعوا لبيعتي والقتال معي وتحت رايتي جهاداً في سبيل الله لدحر أولئك الدجالين من اليهود والنصارى والأمريكان والإسرائيليين حتى لا يعيثوا في الأرض فساداً أكثر مما فعلوا من إغتصاب لأرض الإسلام وتدنيس لمقدسات الأمة. والله هو المستعان وعليه التكلان وهو القائل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.
الفصل الأول
القطب المكتوم هو عيسى ابن مريم
إن القطب المكتوم لا يظهرُ إلاّ بشرع النبيّ الخاتم صلّى الله عليه وسلّم، وأنّهُ ما وقع التعريفُ به إلاّ بواسطة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم. فهما حضرتان لا تفترقان، الحضرة القدسيّة والحضرة المحمديّة. ولذلك كان القطب المكتوم حسنة من حسناتِ النبيّ كونُهُ خليفته في أمته ومن ذريّتهِ صلّى الله عليه وسلّم.
حديث رقم ﴿1﴾ عن أبي هريرة قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا إن عيسى بن مريم ليس بيني وبينه نبي ولا رسول، ألا أنه خليفتي في أمتي من بعدي، ألا إنه يقتل الدجال، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، وتضع الحرب أوزارها، ألا فمن أدركه منكم فليقرأ عليه السلام” في الصحيح. رواه الطبراني في الصغير والأوسط.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ﴿﴿لن يُخزيَ الله أمّة أنا في أوّلها، وعيسى في آخرها﴾﴾. أخرجه ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي والحاكم. وصحّحه الحافظ ابن حجر في ﴿فتح الباري﴾.
أقــــــول: فخلافة عيسى ابن مريم للمصطفى صلى الله عليه وسلم في أمته هي الولاية المطلقة.
إن الكثير من المتصوّفة الواقفينَ دونَ الحقائق، ليس لهم علمٌ بحقيقته، فقد أَلغَزَ حقائقَه وخصاله ومرتبتَهُ محي الدين إبن عربي، فما إسطاعَ أحد أن يصِل إلى حقيقةِ هذا القطب وهويّتهِ.. أمّا الأمناءُ فأولئك للسرّ حافظون. وهذا القطب، هو الذي أفرد له ابن عربي كتابه المسم ﴿عنقاء مغرب في ختم الاولياء وشمس المغرب﴾. يقول فيه:
﴿فإن القصد من هذا الكتاب إنما هو معرفة الخليفة والختم وتنزل الأمر الحتم – فنقول فرجع عوده على بدئه في ليله وادرك صلاة الصبح مع أهله فتسود ذلك الجسد على أمثاله ممن تقدم أو تأخر من اشكاله﴾. عنقاء ﴿لؤلؤة إلتحام اليواقيت وإنتظام المواقيت﴾.
اقـول: هذا القطب له شكل تقدم، وشكل تأخر وهي صفات لا تنطبق في الخلق إلا على عيسى ابن مريم لأنه سبق أن تمثل له شكل في بني إسرائيل ويتمثل له شكل متأخر في هذه الأمة. قال عز وجل ﴿أن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل﴾ الزخرف الآية 59.
ولهذا سُمّيَ عنقاء مغرب، والختم، والخليفة، والمهديّ… ولذلك قامَ الكتمُ حول حقيقتِه وخصوصيتِه… ولذلك تأخّر ظهورُهُ إلى آخر الزّمان. فقال إبن عربي: “ستظهرُ في زمنِه الحقائق وينكشِفُ سرّ هذا الجدار والكتم القائم حوله، إنّه سرُّ طوبى للأرض والسّماء بظهور سيّد الأولياء وخاتمهم: الوليُّ النبيّ الرّسول الجامع للمراتبِ كلّها، فإن المسيح عيسى بن مريم برزخٌ بين النبوّة الكاملةً وبين الولاية المُطلقةً، فهو يجمعُ جميع الحضرات وجميع المقامات المحمديّة والأحمديّة، فهو الذات الكاملة والخليفة وإمام الأئمّة.. وظهورُه هو نهاية الخلافة الإنسانيّة على الأرض. فإن من سبقَهُ من الأنبياء والرّسل والأولياء عليهم السلام جميعهم كانوا دالين على حضرته الجامعة ومبشّرينَ بها. ولابن عربي أسلوبه الخاص به، في تعريف هذا القطب يقول: ﴿﴿ولما تناجت القلوب باسرارها، وطلعت الشموس من سماء أنوارها، وأخذ المجلس حده ودخل ﴿أبو العباس﴾ وصاحبه عنده، إنصرفت محققاً بما عرفت، ولم تبق نكتة نادرة إلا على باب حضرتي واردة وصادرة ولولا عهد الغيرة ما أخذ، ودخيل إلا فشا الذي نبذ، لأبرزناه لكم في حلته وبيته، ولكن سأجعله لكم وراء كنيته فمن إجترى ورفع ستره، رأى سيره وهكذا فعله في شمس غربنا.. وفعله قبلي من خفي رمز ودرج معنى في معمى ولغز﴾﴾ عنقاء ﴿بحر طامس وبحر غاطس﴾.
اقـول: فإبن عربي هنا يتكلم عن إمامين، أحدهما الخاتم أحمد التجاني والذي سماه بكنيته ﴿أبو العباس﴾ وصاحبه وهو المهدي التجاني، وهو عيسى ابن مريم وأشار إليه بقوله ﴿وهكذا فعله في شمس غربنا﴾ وشمس المغرب المقصود بها عيسى ابن مريم كما سنبين ذلك لاحقاً. ووصف ابن عربي إسلوبه في توضيح مقام الشيخ أحمد التجاني والمهدي عيسى ابن مريم بأنه:
1﴾ خفي رمز: يرمز إليه باشارات خفية.
2﴾ درج معنى في معمى: يستعمل إسلوب التعمية في إخفاء المقصود.
3﴾ لغز: يحتاج إلى مجهود عقلي وفطنة لإستنباط المقصود ويفهم من هذه الجمل، أنه يستعمل الإسلوب البلاغي في تحديد هاتين الشخصيتين دون تصريح ومثله قوله: ﴿ولما سمعت ما ذكره وأظهر لعيني ما كان قبل ذلك ستره، عزم علي في تقييد هذه النبذ الأقدسية… وقال أهو رهن بيدك وقد علق فلا تبتئس، فأمسك عليه ولا تخرجه فتعتلس، فتوجه الأمر علي عند ذلك في إفشاء هذا السر المكتوم والكتاب المختوم، إفشاء تعريض لا تصريح، وإعلام تنبيه وتلويح…﴾ عنقاء ﴿بحر طامس وبحر غاطس﴾.
4﴾ لقد خص ابن عربي بكتابه ﴿عنقاء مغرب﴾ الكلام عن الشيخ أحمد التجاني والمسيح المهدي التجاني فقال: ﴿وكنت نويت أن أجعل فيه – عنقاء مغرب – ما أوضحه تارة وأخفيه. أين يكون من هذه النسخة الإنسانية والنشأة الروحانية مقام الإمام المهدي المنسوب إلى بيت النبي الماء والطين وأين يكون منها أيضاً ختم الأولياء وطابع الأصفياء وإذ الحاجة إلى معرفة هذين المقامين في الإنسان آكد من كل مضاهات أكوان الحدثان. فجعلت هذا الكتاب لمعرفة هذين المقامين﴾ عنقاء ﴿تبيين الغرض من هذا الكتاب﴾. والمقامان المذكوران هما:
1﴾ مقام ختم الأولياء وطابع الأصفياء: وهو الشيخ أحمد التجاني، المشار إليه بقوله ﴿النسخة الإنسانية﴾.
2﴾ مقام الإمام المهدي المنسوب إلى بيت النبي الماء والطين: وهو عيسى ابن مريم المشار إليه بقوله ﴿النشأة الروحانية﴾ فالجملة غنية عن الشرح إذ النشأة الروحانية لم يتصف بها أحد في الخلق إلا عيسى ابن مريم وهو المهدي الختم التجاني المشار إليه في كتب الطريقة التجانية.
قال محمد بن المشري في كتابه ﴿الجامع﴾: “إن حقيقة هذا القطب المكتوم في مقامه محجوبة عن الجميع لم يرها أحد منهم. فهذا الشيخ الأكبر بجلالته بحث على معرفة هذا القطب ما إسمه وما قبيلته وما موضعه وما وقته، فلم يطلعه الله على شيئ من أحواله فسلم الأمر لله وترك. وأما الذي وقع له النهي عن إفشاء أمره بعد إطلاعه على حاله هو الذي يظهره الله سلطانا عدلاً في الأمة وهو غير الإمام المنتظر لأن الإمام المنتظر غير قطب. فلما نُهي عنه سماه مكتوما من عند نفسه. وأما المكتوم الأكبر فسماه سيد الوجود صلى الله عليه وسلم لأن مقامه مكتوم عن جميع الأولياء، فلم يطلع عليه أحد”. نقلاَ عن الدرة الخريدة “لمحمد فتحا النظيفي” صفحة ﴿39﴾حديث رقم ﴿1﴾.
أقـول: القطب الذي سماه إبن عربي مكتوماَ من عند نفسه هو الإمام محمد أحمد بن عبدالله المهدي السوداني الذي بدأ دعوته في السودان عام 1881م. وأحمد التجاني عام 1781م. بالجزائر. والإمام المنتظرعند إبن عربي الخاتمي: هو مهدي الشيعة وهو المنتظر غير قطب. وأما القطب المكتوم الأكبر عند سيد الوجود صلى الله عليه وسلم هو المسيح عيسى ابن مريم.
ختم الولايـــــــــــــــــــــــــــــة
قال محمد فتحا النظيفي في الدرة الخريدة لأبيات الياقوتة الفريدة ج﴿1﴾ صفحة رقم ﴿42﴾
بِهِ خَتَـــمَ المَوْلَـــــى كَمَالَ الـــــوِلاَيَةِ كَمَا خُتِمَتْ رَأْســاً بِـــرُوحٍ وَكِلْـــمَةِ
سَيَـــنْزِلُ خَاتِـــــــــماً ظُـــهُورَ وِلاَيَةٍ فَلَـــيْسَ وَلِــــيٌّ بَعْـــدَهُ بِالمَشِيـــــئَةِ
قال النظيفي: “فهو رضي الله عنه – أي الشيخ أحمد التجاني – خاتم الولاية المحمدية وسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام هو خاتم الولاية المُطلقة حيث ينزل خاتماً وارثاً…”. وفي شرح البيت الثاني.
قال: “سينزل” أي سيدنا عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام آخر الزمان بعد ظهور المهدي المنتظر وفي الحديث ” كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم” ﴿البخاري ومسلم﴾
إذا نزل – أي عيسى – “وقع العموم في الطريق المحمدي بإتباع الكل له”.
وأورد الشارح قول الشيخ محي الدين إبن عربي رضي الله عنه: “إنه يرتفع بنزوله إلى الأرض جميع مذاهب المجتهدين حتى لا يبقى على وجه الأرض مذهب لمجتهد فلا يكون في زمنه إلا الشرع المعصوم إذ غاية علوم المجتهدين العين لا اليقين وعلوم الأولياء تجل عن ذلك فضلاً عن الأنبياء إذ هي من حق التطبيق، فقلت له: فهل له أن يحكم بشرعه الذي كان عليه قبل رفعه إلى السماء من حيث أنه معدود من شرع محمد صلى الله عليه وسلم الباطن؟ فقال رضي الله عنه: لا يحكم بشرعه الخاص به وإن كان من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بحكم التضمين لأن ذلك الشرع كان لطائفة مخصوصة وقد مضت قبل بعثته الطاهرة فما بقى لتلك حكم بالنسبة إلى هذه الأمة إلا قدر شرعها. فقلت: فإذاً عيسى عليه السلام في ذلك رسول من جهة وتابع من جهة؟ فقال رضي الله عنه:” نعم لذلك يكون له يوم القيامة حشران تابعاَ ومتبوعاَ. إلى قوله: سينزل خاتماً ظهور ولاية…﴾ فيقول: ﴿إن لهذه الأمة خاتمين جامعين لكل رتبة ومقام وارث ولاية بأحدية جمعها، وتنوع وحدتها حتى تستغرق كل نعمة ووصف إمدادا وإستمداداً، أحدياً كان أو أحمدياً بسر تنزله وإحاطته بعلومه المطلقة والمقيدة، وما هو خصيص به أصلاً وفرعاً، حكماً وعيناً، سعة وضيقا قيداً وإطلاقاً، حتى أن كل ولي كان أو يكون إنما يأخذ من هذين الختمين، الذين يكون أحدهما خاتم ولاية الخصوص والآخر يختم به الولاية العامـة فلا ولي بعده إلى قيام الساعة﴾ المصدر/محمد فتحا – الدرة الخريدة. ج1.
أقـــول: جاءت خصوصية محمد أحمد عبدالله في خصوصية ﴿محمد صلى الله عليه وسلم﴾. فجاءت خصوصية أحمد التجاني في ﴿أحمد﴾ محمد صلى الله عليه وسلم بصفة أحمد مع الخصوصية. فجاءت صفة خاتم الولاية المطلقة ﴿سليمان﴾ وهوذات عيسى عليه السلام بولادة ثانية.
أقـول: الإسم في الميلاد الأول: عيسى بن مريم والإسم في الميلاد الثاني: سليمان. قال الشيخ محي الدين ابن عربي في تفسير قوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ…﴾ البقرة الأية ﴿102﴾. قال: “شياطين الجن: وهُم الأوهام والخيالات والمتخيلات المحجوبة عن نور القلب العاصية لأمرالعقل المتمردة عن طاعة القلب على عهد مُلك سليمان النبي أو سليمان الروح” المصدر /تفسير محي الدين ابن عربي-ج﴿1﴾. فسليمان الروح هو عيسى ابن مريم بميلاد ثانِ في الأمة المحمدية.
أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته أن عيسى ابن مريم إسمه ﴿سليمان﴾.
عن الشعبي عن تميم الداري قال: قلت يا رسول الله: ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها إنطاكية، ما رأيت أكثر منها مطراً فقال صلى الله عليه وسلم: ﴿نعم وذلك لأن فيها التوراة وعصى موسى ورضاض الألواح ومائدة سليمان في غار… إلى أنّ قال: فلا تذهب الاَيّام واللّيالي حتّى يسكنها رجل من عترتي، إسمه إسمي وإسم أبيه إسم أبي، خلقه خلقي، وخلقه خلقي يملأَ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً﴾. المصدر: كتاب المهدي الموعود حديث رقم ﴿9﴾ للكاتب عبد الحسين دستغيب ترجمة أحمد القبانجي.
أقـــول: المائدة ذُكِرَت في القرآن لعيسى ابن مريم وفي الحديث ﴿لسليمان﴾ وبالجمع بين القرآن والسنة فإن المسيح إسمه ﴿سليمان﴾. فيكون بذلك قد أجمعت الكتب المنزلة ﴿القرآن والتوراة والإنجيل﴾ أن المسيح روح الله عيسى إبن إسمه ﴿سليمان﴾..
.وأما الذي إسمه كإسم الرسول صلى الله عليه وسلم. هو ﴿سليمان﴾ الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً.
قال تعالى:في محكم تنزيله: ﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا* يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا* فَأَشَارَتْ إليه قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا* قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا*وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا* وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا* ذَلِكَ عيسى ابن مريم قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾ مريم ﴿27-34﴾.
أقـول: أن عيسى بن مريم إسمه “عبدالله”. قال تعالى: ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ﴾ مريم الآية﴿30﴾.
وبالرجوح إلى سور الجن الأية ﴿19﴾ في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ فالمُخاطب هنا هو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. فإسم ﴿سليمان﴾ مخصوص من السلام. وقد جاءت الإشارة على لسان المسيح بقوله تعالى:﴿وَالسَّلامُ عَلَيَّ﴾.
ولقد أشار الكتاب المقدس إلى عودة المسيح عيسى بن مريم بإسم ﴿سليمان﴾. أخبار الأيام الأول ﴿الإصحاح-22-الفقرة ﴿9-11﴾ ﴿هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ابْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ، وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ، لأَنَّ إسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَمًا وَسَكِينَةً فِي إسرائيل فِي أَيَّامِهِ هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا، وَأَنَا لَهُ أَبًا وَأُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ عَلَى إسرائيل إلى الأَبَدِ﴾
﴿إنجيل لوقا 11: 31﴾ ﴿مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ رِجَالِ هذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُمْ، لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأرض لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ ههُنَا﴾.
ومن القاب السيد المسيح في الكتاب المقدس”سليمان الحقيقي” كما جاء إسم ﴿سليمان﴾ في ذكر إبن عربي عن السودان فقال: “والأرياح تختلف على اليمين والشمال يالها من غنيمة ما أكبرها ونعمة ما أغزرها، ونقمة على الأعداء الذين لا يتبعون الهدى ولا يسمعون النداء تلك الواقعة سبب تخريب بلاد الصليب، وقيام الأطراف على جزيرة القليب، هول وهول إلا في قطر الكنانة، فإن طالعها قد خص بالصيانة لا يقهرها قاهر ولا يظهر عليها فاجر فهي محفوظة الأركان مخصوصة بالأمن والأمان حتى تشرق الشمس من عين الروح. وتستمر الكنانة في حصن الصيانة وتقوى شوكة قطانها حتى لا يدخلها دخيل ولا يتصرف فيها بديل رجالها الأعيان عدة الغين الجامدة غير المتحركة إذ آن أوانهم وتهيأت أعيانهم شيدوا أركانها وكشفوا أعوانها بالفرد القائم اذ ذاك هو الميم بن الميم الاول وابن الحاء الأول والحاء الآخر، فيه سليمان من الأحرار لا من العبيد رجاله رجال النجدة”﴿المفاجأة ـ صفحة 5- 378﴾.
أقـول: “هول وهول إلا في قطر الكنانة” كل الأقطار ترتجف إلا قطر الكنانة فإنها محفوظة بـ﴿سليمان﴾ إذ يقول أصحابه هو ذاك المسيح عيسى ابن مريم وإسمه ﴿سليمان﴾ بالمجلد، وإليه أشار الإمام علي كرم الله وجهه فقال: “وفى الجفر المنسوب للإمام عليّ ﴿كرّم الله وجهه﴾ تحـــــــقيق أ.د.أحمد السايح والمستشار توفيق وهبة صفحة ﴿118ـ119﴾ ورد صاحب المغرب إذ يقول فيه:
ويأتى صاحب الفسطاط *** فى جيـش مـن البربـر
فيمـلك قلعــة الشــامــى *** ويبلغ عقبة الدهـر
ويخرب صورها الكبرى *** ومن قلعة حلب يعمــر
وقال ايضا:
ويظهر صاحب المغرب *** بالسودان والبربـــر
أقـــول: إن صاحب الفسطاط هو من السودان وانصاره جيش من البرابرة ﴿سكان الشمال من السودان﴾. جاء بنو عُتبة وبنوكتام في الوعد الذي وعدتم. قال أمير المؤمنين علي عليه السلام “… يا جابر إذا صاح الناقوس، وكبس الكابوس، وتكلم الجاموس، فعند ذلك عجائب وأي عجائب إذا أنارت النار ببصرى، وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء، وإضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضا، وصبا كل قوم إلى قوم، وتحركت عساكر خراسان، ونبع شعيب بن صالح التميمي من بطن الطالقان، وبويع لسعيد السوسي بخوزستان، وعقدت الراية لعماليق كردان، وتغلبت العرب على بلاد الأرمن والسقلاب، وأذعن هرقل بقسطنطينة لبطارقة سينان، فتوقعوا ظهور مكلم موسى من الشجرة على الطور، فيظهر هذا ظاهر مكشوف، ومعاين موصوف… ثم بكى صلوات الله عليه وقال: وآهاً للأمم، أما شاهدت رايات بني عتبة مع بني كتام السائرين أثلاثا، المرتكبين جبلا جبلا مع خوف شديد وبؤس عتيد، ألا وهو الوقت الذي وعدتم به، لأحملنهم على نجائب، تحفهم مراكب الأفلاك، كأني بالمنافقين يقولون نص علي على نفسه بالربانية، ألا فاشهدوا شهادة أسألكم بها عند الحاجة إليها، أن علياً نور مخلوق وعبد مرزوق، ومن قال غير هذا فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين، ثم نزل وهو يقول: تحصنت بذي الملك والملكوت، وأعتصمت بذي العزة والجبروت، وامتنعت بذي القدرة والملكوت، من كل ما أخاف وأحذر، أيها الناس ما ذكر أحدكم هذه الكلمات عند نازلة أو شدة إلا وأزاحها الله عنه﴾ المصدر معجم أحاديث الأمام المهدي الجزء ﴿3﴾ حديث رقم﴿581﴾.
أقـــول: بنو عتبة وبنو كتام هم القبائل العربية والأفريقية فهي قبائل أهل السودان ومنها وادي صالح بغرب السودان الذين جاءوا مع صالح عليه السلام إلى السودان. “فكلم موسى من الشجرة على الطور: ظهور الشجرة على الطور ﴿على جبل سيناء بالمغرب أي جبل مرة﴾. فكلم موسى من الشجرة على الطور. ظهر الشجرة على الطور على جبل سيناء بالمغرب أي بجبل مرة.
الفصل الثاني
علي عليه السلام وخلفاءه في آل بيته خلفاء للرسول صلى الله عليه وسلم
. قال مؤلف كتاب:- نصوص أهل العلم في إثبات حقيقة المهدي.
﴿قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﴿ض﴾:- لو ولوها الأجلح لحملهم على الجادة﴾. قال هذا الكلام يقصد به علي بن أبي طالب ﴿ع﴾. وقوله قصد به الستة الذين إختارهم من الصحابة وكان من بينهم علي وعثمان. المصدر: نصوص أهل العلم في إثبات حقيقة المهدي.
وأقول: عيّن عمر بن الخطاب يومها الصحابي عبد الرحمن بن عوف أميراً على أولئك الستة، ومعلوم من السيرة أن عبد الرحمن بن عوف صلى بجيش المسلمين في مسيرتهم إلى غزوة تبوك سنة ثمان من الهجرة وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن ثم فإن حُجّة السُنييّن بأن صلاة أبي بكر وعمر بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته أوجبت لهما الخلافة لكان عبد الرحمن بن عوف أولى بالخلافة منهما لأنه صلى بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته قبل أن يصلي بهم أي من الصحابة الآخرين.
أن أمر الخلافة لا علاقة له بالصلاة بنبي مرسل أو مهدي مبعوث من الله عزّوجل، وإنما هي إختصاص وإصطفاء رباني ومعلوم من السُنة النبوية إن رجل من أهل البيت يصلي بالمسيح عيسى بن مريم بالشام وفي رواية بالمسجد الأقصى، ولكن صلاته بعيسى تلك لا تجعل منه خليفة لله ولا حتى خليفة لعيسى في قومه، لقول عمر بن الخطاب “لو ولوها الأجلح لحملهم على الجادة﴾. فالأجلح هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﴿ع﴾، والنص فيه إقرار ضمني بأحقية علي ﴿ع﴾ بالخلافة من دون الخمسة الآخرين، ويشير النص إلي معاني حديثين نبويين:-
روي عن النبي صلي الله عليه وسلم قوله: “يا أيها الناس! إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي، أهل بيتي “.
الراوي: أبو سعيد الخدري و جابر بن عبدالله المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 7877.
أقـــول: فعترة أهل البيت صنو القرآن كتاب الله العزيز هم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في امته، ويؤكد ذلك الحديث التالي: ﴿… قالوا فما تأمرنا “يا رسول الله” قال: فو ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما إسترعاهم”﴾ البخاري. والإشارة لتخصيص الخلافة في أهل البيت في قوله صلى الله عليه وسلم الأول فالاول، والمعنى مقتبس من القرآن في قوله تعالى: ﴿وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ﴾ الأحزاب الآية ﴿6﴾.
فأولي الأرحام هم ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، العترة أهل بيته فهم الأولى بخلافته من دون سائر المؤمنين والمهاجرين بنص الآية ولفظ الحديث أعلاه، ومن ثم فالأجلح أمير المؤمنين هو صاحب الخلافة الشرعية بالنصوص المحكمة هو الذي أعطى خلافة أبوبكر وعمر وعثمان مشروعيتهما الدينية بمبايعته لكل منهم في زمانه حتى جاء زمان خلافته فكان أول الخلفاء المهديين لتستمر الخلافة في ذريته حتى تُختم بالمسيح عيسى بن مريم بميلاده ثانية في أهل البيت من ذرية فاطمة الزهراء عليها السلام ويشير لذلك الحديث التالي:
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل جاء فيه قوله: “إن جبرائيل عليه السلام أتاني فأقرأني من ربي السلام وقال: يا محمد إن الله عزوجل إختار من بني هاشم سبعة لم يخلق مثلهم فيمن مضى ولا يخلق مثلهم فيمن بقي: أنت يا رسول الله سيد النبيين وعلي بن أبي طالب وصيك سيد الوصيين، والحسن والحسين سبطاك سيد الأسباط، وحمزة عمك سيد الشهداء، وجعفر ابن عمك الطيار في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء ومنكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض من ذرية علي وفاطمة ومن ولد الحسين عليه السلام﴾. الكافي- ج ﴿8﴾ صفحة ﴿49﴾.
وأقــول: الحديث المؤشر عليه بالخط العريض معناه الفصيح، أن المسيح عيسى بن مريم من ذرية علي وفاطمة عليهما السلام وكونه من ولد الحسين ﴿ع﴾ تعني أن أباه الذي يُنسب إليه شرعاً من أهل البيت ينتهي نسبه للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وهبوط المسيح إلى الأرض، تعني نزوله روحاً في رحم إمرأة من ذُرية فاطمة الزهراء كما هبط من قبل روحاً في رحم مريم بنت عمران، فولدت المسيح من قبل نبياً في بني إسرائيل، وتلده أمه الثانية من أهل البيت فيبعث مهدياً خاتماً لخلفاء الله في الأرض، والمراد شخصي سليمان أبي القاسم موسى والحمد لله. ولمجيئ المسيح بميلاد ثان في أهل البيت يُشير الحديث التالي كذلك:-
عن بريدة الأسلمي قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كيف أنت إذا استيأست أمتي… فيأتيها مثل يستبشر فقلت: يا رسول الله بعد الموت؟ فقال والله إن بعد الموت هدى وإيمانا ونورا، قلت: يا رسول الله، أي العمرين أطول؟ قال: الآخر بالضعف”. مختصر بصائر الدرجات صفحة ﴿18﴾.
فلا أحد في هذه الأمة كتبت له العودة بعد الموت إلا المسيح بميلاد ثانِ.
روي عن عبد الله بن أحمد ﴿بسنده﴾ عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أردف أبابكر بعلي فأخذ منه الكتاب بالجحفة رجع أبو بكر فقال: يا رسول الله نزل في شئ؟ قال “لا ولكن جبريل جاءني فقال لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك”. المصدر البداية والنهاية لإبن كثير ج-5- صفحة﴿34﴾.
وفي ذات المصدر “صفحة ﴿33﴾. عن أبن إسحاق بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤدي عني إلا رجل من آل بيتي. وفي رواية “لا يبلغها إلا أنا أو رجل من آل بيتي”.
أقول: هذا هو القول الفصل: “لا يبلغها إلا رجل من آل بيتي”.
روى الإمام أحمد بسند صحيح عن الإمام علي رضي الله عنه أنه قال: “قيل يا رسول الله: من يؤمر بعدك؟ قال: إن تؤمروا أبابكر تجدوه أميناً زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة، وإن تؤمروا عمر تجدوه قوياً أميناً لا يخاف في الله لومة لائم، وإن تؤمروا عليّاً، ولا أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهدياً يأخذ بكم الطريق المستقيم”. رواءه أحمد بسنده –ج – 2 –حديث رقم ﴿859﴾.
أقول: صدق رسول الله إذ جاء جبريل فقال: “لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل من آل بيتك” وأنا رجل من آل البيت. ودليلي هو أنني من آل بيته. ﴿1﴾ سليمان ﴿2﴾ أبو القاسم وإسمه عبد القاسم ﴿3﴾ موسي الكاظم ﴿4﴾ أبو القاسم وإسمه عبدالقاسم أبو إسماعيل الولي ﴿5﴾ علي أبوشعر ﴿6﴾ مدني الشيخ ﴿7﴾ حماد أبوخالدو ﴿8﴾ الأمير وإسمه يقال غير هذا ولقب بالإمير لأنه صاحب الأمر ﴿9﴾ كشاكو وإسمه غير هذا وسمى كشاكو لأن الشجر يسبح مع تسبيحه ﴿10﴾ محمد الركاب ﴿11﴾ علي المقبول ﴿12﴾ جار النعيم أمفتو. لأنه صاحب الفتوى في بلده ﴿13﴾ محمد ريد. بميم مكسورة وحاء مشددة مكسورة ﴿14﴾عبد القاسم. وفي بعض الروايات القاسم ﴿15﴾ يونس ﴿16﴾ الحسين ﴿17﴾ الحسن العلوي شقيق أحمد البدوي في مصر ﴿18﴾ علي ﴿19﴾ إبراهيم ﴿20﴾ محمد ﴿21﴾ أبوبكر ﴿22﴾ إسماعيل ﴿23﴾ عمر ﴿24﴾ علي ﴿25﴾عثمان ﴿26﴾ حسين ﴿27﴾ محمد ﴿28﴾ موسى ﴿29﴾ يحى ﴿30﴾ عيسى ﴿31﴾ علي ﴿32﴾ محمد ﴿33﴾ حسن ﴿34﴾ جعفر﴿35﴾ علي الرضا﴿36﴾ موسى الكاظم ﴿37﴾ جعفر الصادق ﴿38﴾ محمد الباقر﴿39﴾ علي زين العابدين ﴿40﴾ الحسين ﴿41﴾ علي بن أبي طالب.
القائــــم لايؤبه لولادتــــــــــــــــــــه
عن عبدالله بن عطا قال: خرجت حاجاً من واسط، فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام فسألني عن الناس والأسعار فقلت: تركت الناس مادين أعناقهم إليك لو خرجت لاتبعك الخلق، فقال: يابن عطا أخذت تفرش اذنيك للنواكى، لا والله ما أنا بصاحبكم ولا يشار إلى رجل منا بالأصابع ويمط إليه بالحواجب إلا مات قتيلا أو حتف أنفه، قلت: وما حتف أنفه؟ قال: يموت بغيظه على فراشه، حتى يبعث الله من لايؤبه لولادته، قلت: ومن لايؤبه لولادته؟ قال: أنظر من لا يدري الناس أنه ولد أم لا؟ فذاك صاحبكم”. بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي ﴿حديث رقم -51- صفحة -36- فقرة -7-﴾.
أقول: حتى يبعث الله من لايؤبه لولادته، ذلك هو القائم إذا جاء.
وأقول: عندما بُعثتُ فلم يكن يدري أحد من الخلق أن القائم قد ظهر، ولا يدري الناس أنه وُلد أم لا؟ فصبرتُ طوال هذه الفترة (ثلاثون عاماً) أدعو الناس مع عدم الإكتراث لدعوتي، وقد أدى ذلك إلى إعتقالي ثماني مرات، فلا أحد يعلم بأن منطقة المسيرية يولد فيها قائم آل البيت.
عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: القائم من ولدي إسمه إسمي، وكنيته كنيتي، وشمائله شمائلي، وسنته سنتي، يقيم الناس على ملتي وشريعتي، ويدعوهم إلى كتاب ربي عز وجل، من أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني، ومن كذبه فقد كذبني، ومن صدقة فقد صدقني، إلى الله أشكو المكذبين لي في أمره، والجاحدين لقولي في شأنه، والمضلين لأمتي عن طريقته” وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”. المصدر – بحار الأنوار-ج-51 – صفحة ﴿73﴾.
أقول: الجاحدون لأمره كمن كذب الرسول صلى الله عليه وسلم “. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.
عيسى ابن مريم خليفة من قحطان يبايع مرّتـــان
إن القحطاني من علامات الساعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه سلم كما جاء في الحديث المتفق عليه ﴿لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه﴾ وهذه الشخصية تعتبر من الشخصيات الفريدة في الأمة ولكن الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن القحطاني قليلة وإختلف العلماء في تحديد حقيقة هذه الشخصية وذلك لقلة الأحاديث التي توضح حقيقة هذه الشخصية والأبحاث التي أفردت في القحطاني قليلة وبعضهم استفاض في ذكر أوصافه من كتب أهل الكتاب وسأكشف حقيقة القحطاني وفق الأدلة الصحيحة التي جاءت فيه ووفق الشواهد الحسنة التي لا تعأرض الأحاديث الصحيحة من كتب أهل الكتاب وغيرها.
مارواه الإمام أحمد والشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ﴿لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه﴾.
قال القرطبي ﴿يسوق الناس بعصاه﴾ كناية عن إستقامة الناس وإنعقادهم إليه وإتفاقهم عليه ولم يرد نص العصا وإنما ضرب بها مثلا لطاعتهم له وإستيلائه عليهم إلا أن في ذكرها دليلاً على خشونته عليهم وعنفه بهم. إنتهى كلامه.
وكلام القرطبي في كون القحطاني خشن وعنيف صحيحاً وكما أنه رجل صالح وخليفة راشد فالذي يظهر من هذا الحديث هو إجتماع الناس عليه وإتبعاهم له وإستيلائه عليهم فلابد أن هذا الخليفة سيكون قائداً فريداً يعطيه الله سبحانه وتعالى من الأسباب التي تجمع الناس عليه وتطيعه, وهذا من سنة الله سبحانه فإذا أراد رفعة عبد من عباده أعطاه أسباب الملك كما حدث لذي القرنين قال تعالى: “إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرض وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا” أي أسباب الملك والعلم والسياسة والقوة وغير ذلك من الأسباب التي يحتاجها الملك لتثبيت ملكه ورضوخ الناس له.
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: ﴿يفرّجُ الله الفتنَ برجلٍ منّا، يسومُهم خسفاً، لا يُعطيهم إلاّ السيف، يضعُ السيفَ على عاتقهِ ثمانية أشهرٍ هرجاً، حتى يقولوا: والله، ما هذا من ولد فاطمة ولو كان من ولد فاطمة لرحمنا﴾ فهو بعد إراقة دماء الفجار والمجرمين وبعد تطهير الأرض من أئمة الكفر وأتباعهم يعفو عن بقية الناس الغافلين والجاهلين ويسير فيهم بالمن والكف بعد أن يضع الله الرحمة في قلبه ولهذا فالروايات التي تتحدث عن قتل المجرمين والظالمين والإنتقام من المفسدين على يد القحطاني، هي الأصح إلى تحقيق أهداف الإستقرار والأمن والطمأنينة والسعادة للناس خصوصاً وأن هذه الروايات تذكر العلّة في سبب القضاء على الظالمين فالخير كل الخير تحت ظلال السيوف والخير كل الخير في بقية السيف كما جاء في الأحاديث الشريفة، والخير كل الخير تحت ظل العدالة الإلهية والخير كل الخير بخروج القحطاني. إن المشيئة الإلهية إقتضت أن تكون هناك قيامة مصغّرة على وجه البسيطة قبل القيامة الكبري التي يجمع الله فيها الناس، ولكن القيامة الصغرى يقيمها الله حين يأذن للقحطاني بالخروج والقضاء على المجرمين وإعطاء حقوق المظلومين وتحقيق العدالة الشاملة على الكرة الأرضية لإرساء قواعد الأمن والسعادة للبشرية جمعاء. فالعالم اليوم بإنتظار صاحب العدالة والسعادة والمساواة، وإلى ذلك اليوم ﴿يوم الخروج﴾ الذي قال الله تعالى: ﴿وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِك يَوْمُ الْخُرُوجِ﴾ ﴿ق:42﴾.
جاء في سفر دانيال ﴿كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان آتي وجاء إلى قديم الأيام فقربوه قدامه فأعطى سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطانا أبديا ما لن يزول ملكوته ما لا ينقرض﴾ موسوعة الكتاب المقدس ص264.
قوله ﴿قديم الأيام﴾ وخاصة في سفر دانيال قديم الأيام هو إسم من أسماء المسيح ابن مريم بمعنى تشبيه أيامه القديمة بالنسبة إلى أزمنة معلومة.
فالقحطاني هو المتمثل بإبن الانسان لأنه الوحيد الذي سيشمل حكمه وسلطانه كل الشعوب والأمم سلطاناً أبدياً.
ثانيا جاء في سفر أشعياء إصحاح 10:11 ﴿ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله. ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب. ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع أذنيه. بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه. ويكون البر منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه﴾.
فإن قضيب هي التسمية الرمزية للقحطاني في التوراة فقد سمي هنا بالقضيب وفي مكان آخر من نفس السفر سفر أشعياء، إشارة إلى التسمية والدليل على كونه القحطاني.
﴿ويل لآشور قضيب غضبي والعصا في يده سخطي﴾ سفر أشعياء 2:18 فقضيب غضب الله هو القحطاني وقد وصف هنا بنفس وصف السنة الشريفة ﴿يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه﴾، ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرمز إلى شخصية معها العصا غير شخصية القحطاني وما جاء في السنة الشريفة جاء موافقاً لما في التوراة والإنجيل كذلك فإن عبارة ﴿يسوق الناس بعصاه﴾ التي جاءت في الرواية تعم جميع البشر دون تحديد وهذا موافق لما جاء في سفر دانيال ﴿فسأعطيه سلطانا على الأمم﴾ وفي موضع آخر ﴿وهو الذي سيحكم الأمم كلها بعصا من حديد﴾ وفي التوراة ﴿فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة﴾.
عن حذيفة أنه قال: قال رسول الله: “المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي وجسمه جسم إسرائيلي على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً يرضى بخلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجو”.
عبارة ﴿من جذع يسي﴾ فإن يسي هو جد سليمان عليه السلام فهو سليمان بن داود بن يسي ﴿التحرير والتنوير ص403﴾، ويسي هو أبو الملك داؤد عليه السلام وأحد أجداد عيسى عليه السلام ﴿متى 10:605﴾، فيكون على هذا الوجه أن القحطاني له نسب بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد يعترض أحدهم ويقول أن النبي صلى الله عليه وسلم يرجع نسبه إلى عدنان وليس قحطاني فنقول له بأن القحطاني يرجع في نسبه إلى قحطان أبو اليمن وليس إلى قحطان أخو عدنان، وقحطان أبو اليمن هو قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل عليه السلام كما جاء في كتب النسابة ﴿الأنساب للسمعاني ص455، نسب عدنان وقحطان ص7 ،نسب معد واليمن الكبير ص26، الايناس بعلم الأنساب ص40، التعريف بالأنساب ص33﴾.
فقد جاء في الحديث المروي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان بفتح القاف وسكون الحاء وهو أبو اليمن﴾ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ص394.
أما قوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب ولذته تكون في مخافة الرب﴾ هذه من صفات القحطاني فالمراد بروح الرب هو التسديد والتأييد والإلهام، فالقحطاني شخص ملهم من قبل الله يعرف نفسه. وهو رجل ملهم ومكلم وصادق الرؤيا والحديث وكذلك من صفاته أنه يؤتى روح الحكمة والمشورة وروح المعرفة والقوة ومخافة الرب كذلك فهو يعمل بالحق ويقضي به.
أما قوله ﴿ويضرب الأرض بقضيب فمه﴾ فهذه الفقرة جاء تفسيرها في إنجيل يوحنا قال: ﴿ويخرج من فمه سيف مسنون ليضرب به الأمم﴾ فقد حباه الله لساناً فصيحاً ناطقاً بالحق داعياً إليه لا تأخذه في الله لومة لائم.
وجاء في إنجيل يوحنا إصحاح 14:21 ﴿… ووقف أمام المرأة وهي تتوجع ليبتلع طفلها حين تلد فولدت ذكراً عتيداً وهو الذي سيحكم الأمم بعصا من حديد﴾ وحسب ما ذكره صاحب الفتح الرباني ص265 ﴿بتصرف﴾ أن هذه المرأة المرموز إليها هنا أمة الإسلام تريد أن تلد وإبنها هو القحطاني ولكن الشيطان أراد أن يبتلع طفلها قبل أن يكبر فيسوق الأمم بعصا من حديد. وجاء في أشعياء إصحاح 8-9 ﴿لأنه يولد لنا ولد ونعطى إبنا وتكون الرياسة على كتفيه ويدعى إسمه عجيبا…﴾. يقول صاحب الفتح الرباني أن هذا المولود الذي يجدد الله به الأمر فهو الإبن الأكبر الذي تنتظره الأمة الإسلامية ألا وهو القحطاني وهو صاحب القضيب والعصا كما مر سابقا.
قال صاحب الفتح الرباني ﴿بتصرف﴾ في وصف القحطاني أنه شَبَه إبن إنسان في التوراة والمقصود به عيسى عليه السلام وقد أكد ذلك علماء النصارى حيث جاء في وصف إبن الإنسان ﴿عيناه كلهيب نار﴾,
وجاء في وصف عيسى عليه السلام ﴿وعيناه كشعلة ملتهبة﴾,
وقال في وصف ابن الإنسان ﴿ويخرج من فمه سيف مسنون﴾,
وقال في وصف عيسى عليه السلام ﴿وفي فمه سيف طالع مسنون الحدين﴾,
إذن فالقحطاني هو عيسى ابن مريم في أوصافه، فإذا عرفنا أوصاف عيسى عرفنا أوصاف القحطاني، ففي السلسلة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ﴿فإذا رأيتموه فأعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ينزل بين ممصرتين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل﴾.
وقول الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج ﴿…ورأيت عيسى ابن مريم رجلا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس…﴾.
وبهذا فبأن القحطاني أبيض مشرب بالحمرة مربوع شعره يسيل على منكبيه بين كتفيه إسم أو علامة تدل عليه كما دل خاتم النبوة على الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه وهو بذلك عيسى ابن مريم وهو ابن الإنسان الذي ورد ذكره وهو الذي يسوق الناس بعصاه ومما يؤكد أن ابن الإنسان الذي يأتي في آخر الزمان هو عيسى. ما جاء في رؤيا دانيال ﴿كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربه قدامه﴾.
فأنه رأى مثل ابن إنسان ولم يرَ ابن إنسان نفسه على فرض أن ابن الإنسان هو عيسى فلو كان ابن الإنسان هو عيسى فمن الذي رآه دانيال وقال عنه مثل ابن إنسان.
كما جاء في النص التوراتي ﴿ورأيت في منامي ذلك الليل فأذا بمثل ابن إنسان أتيا على سحاب السماء، فأسرع إلى الشيخ الطاعن في السن فقربه إلى أمامه وأعطي سلطانا وملكا حتى تعبده الشعوب من كل أمة ولسان ويكون سلطانه سلطانا أبديا لا يزول وملكه لا يتعداه الزمن﴾ رؤيا دانيال 6-7. وهنا يصف المهدي بأنه الشيخ الطاعن في السن كما وصفه سابقاً بقديم الأيام أما مثل ابن إنسان فهو القحطاني.
فالقحطاني هو عيسى ابن مريم وبهذا يتضح لنا معنى الرواية ﴿لا مهدي إلا عيسى ابن مريم﴾ التي حاول البعض التشكيك فيها بدلاً من محاولة فهمها.
فإن المسلمين ينقسمون إلى سنة وشيعة فأما السنة فإنهم ينتظرون المهدي الحسني الذي يولد في آخر الزمان، أما الشيعة فإنهم موعودين باليماني، أما بالنسبة للمسيحيين فإنهم ينتظرون عيسى ابن مريم، أما اليهود فإنهم ينتظرون المسيح المنتظر.
والحقيقة إن نقطة الإستدلال لا بد أن تكون واحدة وإلا لما أمكن توحيد الشعوب فلابد أن يكون المهدي الحسني الذي ينتظره السنة هو نفسه اليماني الذي تنتظره الشيعة وهو نفسه عيسى ابن مريم المسيح الموعود و المخلص والمنقذ للمسيحين وهو القحطاني، وعند الشيعة المهدي المنتظر والقائم وصاحب الزمان. فهو يجمع الأمم تحت راية واحدة راية العدل الإلهي فيحكم بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل القرآن بقرآنهم، فيهلك جميع الملل ويبقى الإسلام سائداً.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿ليس بيني وبين عيسى نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فأعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ينزل بين ممصرتين كأن رأسه تقطر، وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام…﴾.
فعن نعيم بإسناده عن كعب قال: ﴿المهدي يبعث بعثا لقتال الروم، يعطى فقه عشرة يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية، فيها التوراة التي أنزل الله على موسى، والإنجيل الذي أنزل الله على عيسى، يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم﴾ ﴿العرف الوردي في أخبار المهدي ص117﴾.
﴿عن كعب الأحبار قال: ﴿ما المهدي إلا من قريش وما الخلافة إلا في قريش غير أن له أصلاً ونسباً في اليمن﴾ الموسوعة للبستوى.
أقول: هذا النسب اليمني هو الذي يصف عيسي في بعض الأحاديث بالقحطاني لأن القبائل القحطانية من اليمن.
قال نعيم بن حماد في الفتن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما القحطاني بدون المهدي”. الفتن حديث رقم 1146.
وقال ابو هريرة: “لا تذهب الأيام والليلي حتي يسوق الناس رجل من قحطان”. الفتن حديث رقم 1147.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتي يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه”. الفتن حديث رقم 1148 صحيح أخرجه البخاري.
التعليق: لقد وصف النبي عليه الصلاة والسلام القحطاني بأنه لا يقل مرتبة عن المهدي ويعتقد الشيعة والسنة أن المهدي المنتظر شخصية فريدة لا تتكرر وإن اختلفوا في تحديده ويتحقق هذا الإعتقاد في إمكان حمل معنى “وما هو بدونه” على أن المهدي البيتي هو ذات القحطاني لأن ولاية الأمة في مقام المهدي لا تكون إلا من قريش للحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس إثنان”.
ورواه نعيم بن حماد عن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: “لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس رجلان” الفتن حديث رقم 1156.
هذا القحطاني هو القرشي الذي أخواله كلب الوارد في عجز الحديث الأتي وقبيلة كلب الواردة في هذا الحديث هي قبيلة المسيرية التي تعرف بـ﴿الكلابنة﴾ وهي قبيلة قحطانية يمنية.
وإذا كان القحطاني بعد المهدي كما أورد نعيم بن حماد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: “سيكون من أهل بيتي رجل يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ثم بعده القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه”. الفتن حديث رقم 1154.
فإن الحق في أحد ثلاثة لا رابع لها
﴿1﴾ أن يكون القحطاني هو عيسي بن مريم لأنه لا يخلف المهدي إلا عيسي وكونه قحطاني فإنه يولد فيهم. ﴿2﴾ وإذا كان القحطاني غير عيسى ابن مريم فإن المهدي الذي يخلفه القحطاني هو عيسى نفسه وكون المهدي من آل البيت دلالة علي ميلاد عيسي الثاني.
﴿3﴾ أن يكون المهدي البيتي والقحطاني صفتان لعيسى ابن مريم بميلاده في هذه الأمة أهـ. منقول من المنشور رقم ﴿14﴾ دور العلماء في إضلال الأمة.
النزول في جبل الدخان بالشام
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
﴿يخرج الدجال في خفة من الدين وإدبار من العلم وله أربعون يوماً يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة واليوم منها كالشهر واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه. وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعاً فيقول للناس أنا ربكم، وهو أعور وأن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر، ك ف ر، مُهَجَّأة، يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب، يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة حرمهما الله عليه، وقامت الملائكة بأبوابهما، ومعه جبال من خبز والناس في جُهْد إلا من تعبه، ومعه نهران أنا أعلم بهما منه، نهر يقول: الجنة، ونهر يقول: النار فمن أُدخل الذي يسميه الجنة فهو النار، ومن أُدخل الذي يسميه النار فهو الجنة. ويبعث الله معه شياطين تكلم الناس، ومعه فتنة عظيمة يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس، فيقتل نفسا ثم يحيها فيما يرى الناس لا يسلط على غيرها من الناس ويقول:
يايها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب عز وجل؟ فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام فيأتيهم فيحاصرهم فيشتد حصارهم ويَجْهدهم جُهْداً شديداً ثم ينزل عيسى ابن مريم السحر فيقول: يايها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جِنِّي، فينطلقون فإذا بعيسى ابن مريم عليه السلام فتقام الصلاة، فيقال له تقدم يا روح الله فيقول: ليتقدم إمامكم فليصل بكم، فإذا صلوا صلاة الصبح خرجوا إليه، فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء فيمشي إليه فيقتله، حتى إن الشجر والحجر ينادي يا روح الله هذا اليهودي، فلا يترك ممن كان يتبعه أحداً إلا قتله﴾ رواه أحمد وصححه الحاكم.
أقـــول: لم ينص الحديث على أن نزول عيسى كان من السماء. وأنه يصلي خلف إمام المسلمين ويتولى بعده القيادة وإمامة المسلمين فهو أي عيسى إما أن يكون من قريش على قراءة ﴿تَسلُب﴾ بالفتح أو قحطانياً من حِميَر على قراءة ﴿تُسلَب﴾ بالضم ولا يتم ذلك إلا بميلاد عيسى ابن مريم في هذه الأمة للمرة الثانية بعد ميلاده الأول في بني إسرائيل.
النزول بالأعماق أو بدابق
روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ﴿لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلُّوا بيننا وبين الذين سبوا منها نقاتلهم.
فيقول المسلمون: لا، والله. لا نُخلِّي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم. فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبداً، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون.
وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فأمَّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لأنذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، ويريهم دمه في حربته﴾ صحيح مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة حديث رقم ﴿34﴾.
أقــول: الحديث يثبت أن الدجال هو قائد الروم ضد المسلمين ولم ينص الحديث على أن نزول عيسى كان من السماء وعيسى هو الذي يؤم المصلين ويتولى قيادة المسلمين فإما أن يكون عيسى من قريش على قراءة ﴿تَسلُب﴾ بالفتح أو قحطانياً من حِميَر على قراءة ﴿تُسلَب﴾ بالضم ولا يكون ذلك إلا بميلاده فيهم من جديد بعد ميلاده الأول في بني إسرائيل.
النزول في عقبة أفيق:
روى أحمد عن عثمان بن أبي العاص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
﴿يكون للمسلمين ثلاثة أمصار: مصر بملتقى البحرين ومصر بالحيرة ومصر بالشام فيفزع الناس ثلاث فزعات فيخرج الدجال في أعراض الناس فَيَهْزِم من قبل المشرق، فأول مصر يَرُدُّه المصر الذي بملتقى البحرين، فيصير أهله ثلاث فرق: فرقة تقول: نَشَامُّهُ ننظر ما هو؟ وفرقة تلحق بالأعراب، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم، ومع الدجال سبعون ألفاً عليهم السيجان وأكثر من معه اليهود والنساء. وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق فيبعثون سرحاً لهم، فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم وتصيبهم مجاعة شديدة وجُهْد شديد حتى إن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله، فبينما هم كذلك إذ نادى منادٍ من السحر: يايها الناس، أتاكم الغوث ـ ثلاثاً ـ فيقول بعضهم لبعض: إن هذا الصوت رجل شبعان، وينزل عيسى ابن مريم ـ عليه السلام ـ عند صلاة الفجر فيقول له أميرهم: يا روح الله تقدم صلِّ. فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض. فيتقدم أميرهم، فيصلي، حتى إذا قضى صلاته أخذ عيسى حربته فيذهب نحو الدجال فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص، فيضع حربته بين ثندوته فيقتله وينهزم أصحابه، فليس يومئذ شيئ يواري منهم أحداً، حتى إن الشجرة لتقول: يا مؤمن هذا كافر ويقول الحجر: يا مؤمن هذا كافر﴾ أخرجه أحمد في مسنده 4/216.
أقـــول: لم ينص الحديث على أن نزول عيسى كان من السماء. وأنه يصلي خلف أمير المسلمين ويتولى القيادة بعده فهو أي عيسى إما أن يكون من قريش على قراءة ﴿تَسلُب﴾ بالفتح أو قحطانياً من حِميَر على قراءة ﴿تُسلَب﴾ بالضم. ولا يكون ذلك إلا بميلاده الثاني في هذه الأمة بعد الأول في بني إسرائيل.
الأحاديث السابقة أثبتت جملة من الحقائق منها:
1ـ أن الأمة الإسلامية في زمن المهدي متفرقة الكلمة ومنقسمة على نفسها ويظهر ذلك من تعدد الأمراء الذين ينزل عليهم المسيح وكل واحد من هؤلاء يمثل قيادة مستقلة وتتباعد مواقعهم في القدس، عقبة أفيق، جبل الدخان، المنارة البيضاء، بالأعماق أو بدابق.
2ـ غياب العمل بشرع الله في زمن المهدي أضعف القوة المعنوية للمسلمين فكان سبباً لخروج الدجال وحصارهم في جيوب. وفي الحديث: ﴿يخرج الدجال في خفة من الدين﴾.
3ـ ينزل عيسى ابن مريم على هؤلاء الأمراء بمن فيهم المهدي الواحد تلو الآخر وكل منهم يدفع إليه القيادة طواعية فيجمع عيسى ابن مريم كلمة المسلمين ويهزم أعداءهم من الروم النصارى واليهود ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويجمع الأمة على كلمة التوحيد فلا يعبد إلا الله فالمسيح عيسى ابن مريم هو أمل الأمة وجامع كلمتها وناصر دين الله ولا يفعل هذا مهدي غيره.
فالمطلوب توجيه أنظار المسلمين للمسيح بالدرجة الأولى لأن المهدي يزيد الأمة شقاقاً فهي لا تعترف به لأنه إذا جاء على شروط الشيعة خالفه السنة وإذا جاء على شروط السنة خالفه الشيعة وإذا جاء على خلاف شروط السنة والشيعة خالفه الجميع.
وأما عيسى ابن مريم فهو الذي يجمع كلمة الأمة لأنه موصوف بالإمام الحجة أي أنه يثبت شخصيته وإمامته بالحوار فيكسب تأييد الناس ويوجب عليهم طاعته وإتباعه بنصوص الكتاب والسنة.
4ـ الأحاديث السابقة تحدثت عن نزول عيسى ابن مريم ولم تبيّن الجهة التي يجيئ منها وهذا ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أحمد والطبراني قال أحمد: حدثنا سعيد وعبد الوهاب أخبرنا سعيد عن قتادة عن الحسن بن جنادة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
﴿إن الدجال خارج وهو أعور عين الشمال عليها ظَفَرة غليظة وأنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى ويقول للناس أنا ربكم فمن قال أنت ربي فقد فتن ومن قال ربي الله حتى يموت فقد عصم من فتنته ولا فتنة عليه ولا عذاب فيلبث في الأرض حتى ما شاء الله ثم يجيئ عيسى ابن مريم من قبل المغرب مصدقاً بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة﴾.
وقال الطبراني حدثنا موسى بن هارون حدثنا مروان بن جعفر السهري حدثنا محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان عن جعفر بن سعد بن سمرة عن حبيب عن أبيه عن جده سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
﴿إن الدجال أعور العين الشمال عليها ظفرة غليظة وأنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى ويقول للناس أنا ربكم فمن إعتصم بالله فقال ربي الله ثم أبى ذلك حتى يموت فلا عذاب عليه ولا فتنة ومن قال أنت ربي فقد فتن وأنه يلبث في الأرض حتى ما شاء الله أن يلبث ثم يجيئ عيسى ابن مريم من المشرق مصدقاً بمحمد وعلى ملته ثم يقتل الدجال﴾.
إن إختلاف طريق رواية الحديثين مع تطابق المتن يؤكد صدق الحديثين الخلاف في إتجاه المجيئ من المغرب أو من المشرق يؤكد أن النزول الوارد في أحاديث نزول عيسى ابن مريم يدل على تنقل عيسى على ظهر الأرض لنجدة جيوش المسلمين التي تقاوم إحتلال الروم النصارى واليهود لبلاد المسلمين في الوطن العربي بقيادة الدجال، فلو كان نزولاً من السماء لما تكرر.
وهذا يذكرنا بالمشهد الراهن الذي تشهده الساحة العربية الإسلامية من الإحتلال الأمريكي الرومي الصليبي للعراق وتهديد وحصار سوريا وحصار حماس والسلطة الفلسطينية وجيوب المقاومة الإسلامية التي تقاوم الإحتلال في المنطقة مما يؤكد أن المهدي الآن موجود بين ظهراني الأمة الإسلامية وإن لم يعترف أحد بمهديته فالمهدي الآن هو الحاضر بذاته والغائب في إعتقاد الأمة.
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل سرده سمرة في خطبة خطبها، قال: ثم سلم – يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من صلاة كسوف كان للشمس – فحمد الله وأثنى عليه، وشهد أن لا إله إلا الله، وشهد أنه عبده ورسوله. ثم قال: ﴿﴿يا أيها الناس إنما أنا بشر ورسول الله، فأذكركم الله تعالى، إن كنتم تعلمون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما بعد فإن رجالاً يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض، وإنهم كذبوا، ولكن آيات من آيات الله يفتن بها عباده لينظر من يحدث منهم توبة، والله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقون في دنياكم وآخرتكم.
وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً، آخرهم الأعور الدجال، ممسوح العين اليسرى، كأنها عين أبي تحيى، لشيخ من الأنصار. وإنه متى خرج فإنه يزعم أنه الله! فمن آمن به وصدقه واتبعه، فليس ينفعه صالح من عمل سلف، ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشيء من عمل سلف.
وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس، وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس، فيتزلزلون زلزالاً شديداً، فيصبح فيهم عيسى ابن مريم عليه السلام، فيهزمه الله وجنوده، حتى إن جذم الحائط وأصل الشجرة لينادي: يا مؤمن هذا كافر يستتر بي، فتعال أقتله”.
ولن يكون ذلك حتى تروا أموراً يتفاقم شأنها في أنفسكم، تساءلون بينكم: هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذِكراً؟ وحتى تزول جبال عن مراسيها، ثم على أثر ذلك القبض، وأشار بيده﴾﴾ صححه الذهبي وأخرجه الإمام أحمد في سنده.
وعن سمرة بن جندب ان النبى صلى الله عليه وسلم قال: ﴿إن الدجال خارج، وهو أعور العين الشمال عليها ظفرة غلظه ،وأنه يبرئ الأكمه والأبرص، ويحى الموتى، ويقول للناس أنا ربكم فمن قال: أنت ربى فقد فتن ومن قال: ربى الله حتى يموت فقد عصم من فتنته ولا فتنه بعده عليه ولا عذاب فليلبث فى الأرض ماشاء الله، ثم يجيئ عيسى ابن مريم من قبل المغرب مصدقاً بمحمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملته فيقتل الدجال، ثم إنما هو قيام الساعه﴾ التصريح بما تواتر في نزول عيسى ابن مريم لمحمد أنور شاه الكشميري الهندي.
في ذكر إن المهدي عليه السلام أمام صالح حديث أبي أمامة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الدجال وقال: “فتنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص فقالت أم شريك فأين العرب يا رسول الله يومئذ فقال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم المهدي رجل صالح”. بحار الأنوار محمد باقر المجلسي –ج-51- صفحة ﴿81﴾.
أقــول: المهدي هنا رجل صالح من آل البيت وليس المقصود عيسى ابن مريم، فعيسى ابن مريم هوالمهدي الفاطمي قائم آل محمد الذي سيقتل الدجال.
عن ابن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن الحسين بن زيد، عن الحسين بن موسى، عن علي بن سماعة، عن علي بن الحسن بن رباط، عن أبيه، عن المفضل، قال: قال الصادق عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى:خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا، فقيل له: يا ابن رسول الله ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال، ويطهر الأرض من كل جور وظل﴾. بحار الأنوار- لمحمد باقر المجلسي –ج- 51- صفحة﴿144﴾.
أقـول: هذا الحديث أكبر دلالة على الإطلاق على أن المهدي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال. والقائم هو المسيح المنتظر بعد أن مات في زمن بعثته الأولى في بني إسرائيل في ثلاث وثلاثين سنة.
حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تحشرون حفاة عراة غرلا ثم قرأ كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين فأول من يكسى إبراهيم ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال أنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد أن تعذبهم فإنهم عبادك وأن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم﴾ صحيح البخاري ﴿256 هـ﴾ ج4 ص142 كتاب أحاديث الأنبياء باب قوله تعالى:و أذكر في الكتاب مريم.
أقــــول: عيسى ابن مريم قد مات بنص هذه الآيات في زمن بعثته الأولى,
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “وَإِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ دَجَّالِينَ كَذَّابِينَ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَلَنْ تَزَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ” ﴿ابن ماجة﴾.
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “عِصَابَتَانِ أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ عَنِ النَّارِ: عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ, وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عيسى ابن مريم عَلَيْهِمَا السَّلامُ”.
أقـول: لقد جاء ذكر الدجالين الذين يزعمون أنهم مبعوثون من قبل الله في الكتب المقدسة وما من نبي إلا وحذر أمته من فتنته، فمع جهل الناس به وخفاء امره عليهم، إلا أن الله سيعصم طائفة من أمة النبي فتنته وشروره، ومن هذه الطائفة هناك عصابتان فعصابة عيسى هي أهل السودان رعاة الأبل من المغرب التي تقاتل الدجال.
فقد أشار الرسول صلى الله عليه في قوله: “حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ” فأمر الله المقصود هنا عيسى ابن مريم هو روح الله وكلمته في قوله تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي” فبمجيئه سينصرالمستضعفين و سيقتل الدجال.
إذاً فالقول هذا قول المسيح عيسى بن مريم، أن هنالك أنبياء كذبة ومسحاء كذبة.
الفصل الثالث
عيسى ابن مريم المهدي الذي يقتل الدجال
لقد وعدت التوراة بمجيئ المسيح وبينت صفاته ليتعرف عليه اليهود عند مجيئه الأول ولما جاءهم كفروا به وكرر النصارى الدور الذي مثله اليهود مع المسيح فمثلوا نفس الدور بالإعتراض والتكذيب برسالة محمد النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ثم جاء دور أمة الإسلام لتمثل الدور نفسه مع الخلفاء المهديين الراشدين المجددين لكل زمان فكلما جاءهم مهدي مصدقاً لما معهم من نصوص الكتاب والسنة التي تدل على صدق دعوته كذبوه مقتفين أثر اليهود والنصارى شبراً بشبر وذراعاً بذراع ولسان حالهم يقول: “وَإِنَّآ إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ” ﴿70﴾ سورة البقرة.
ولكن الأمة في نهاية المطاف سوف تهتدي إلى معرفة آخر المهديين بعد أن كذبت بمن سبقه من المهديين الراشدين عبر القرون الغابرة من عمر أمة الإسلام.
ومن جملة هؤلاء الخلفاء خص عيسى ابن مريم بالذكر أكثر من غيره لإرتباطه الوثيق بأكثر علامات الساعة كقتله الدجال وإهلاك الله يأجوج ومأجوج بدعاء المسيح وأصحابه من غير قتال وأن الساعة بعده كالحامل المتم بل هو أشهر العلامات لأن العلامات الأخرى صامتة تدل عليها بلسان الحال وإنما المسيح ناطق يدل عليها بلسان المقال والساعة بعده كالحامل المتم.
يأجوج ومأجوج:
روى أحمد عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ﴿لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى ـ عليهما السلام ـ فتذاكروا أمر الساعة، فردوا أمرهم إلى إبراهيم فقال: لا علم لي بها. فردوا أمرهم إلى موسى فقال: لا علم لي بها. فردوا أمرهم إلى عيسى، فقال: أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا الله، وفيما عهد إلي ربي عز وجل أن الدجال خارج ومعي قضيبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص، قال: فيهلكه الله إذا رآني، حتى إن الحجر والشجر يقول: يا مسلم إن تحتي كافراً فتعال فاقتله. قال: فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم، فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهُم من كل حدب ينسلون فيطئون بلادهم فلا يمرون على شيئ إلا أهلكوه، ولا يمرون على ماء إلا شربوه، قال: ثم يرجع الناس يشكونهم فأدعو الله عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تجوي الأرض من نتن ريحهم وينزل الله المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر. ففيما عهد إلي ربي أن ذلك إذا كان كذلك فإن الساعة كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفاجئهم بولدها ليلاً أو نهاراً﴾ أخرجه أحمد في مسنده 1/375.
الدجال في هذا الحديث هو زعيم يأجوج ومأجوج الذين يثأرون من قتل عيسى ابن مريم لزعيمهم الدجال فينفرون من كل صوب وحدب يطلبون عيسى ابن مريم وأصحابه. ولكن الله يكف عنه أيديهم فيهلكهم من دون قتال لأنه لا يدان لعيسى ابن مريم وأصحابه بقتالهم. ويأجوج ومأجوج هم الأوربيون العلمانيون الوثنيون. وأما الروم فهم النصارى لأن إسم الروم إرتبط بالنصرانية. ويجمع أهل السنة أن الرجل الذي يحاصره الدجال وجنوده وينزل عليه عيسى ابن مريم في صلاة الصبح ويصلي خلفه هو المهدي وإن لم تصرح الأحاديث بلقبه ﴿المهدي﴾ أو إسمه، فهو معلوم عندهم في لحن القول. وأن هذا الرجل من قريش على العموم أو من آل البيت بوجه خاص بناءاً على الحديث الذي رواه البخاري ومسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس إثنان﴾ متفق عليه.
عيسى ابن مريم دابة الأرض
قال الله تعالى: “وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأرض تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ” سورة النمل ﴿82﴾.
“إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون” الأنفال ﴿55﴾,
“وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأرض إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ” هــود ﴿6﴾.
ان الدابة إنما هي إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر ويجادلهم ليتقطعوا فيهلك من هلك عن بينه ويحيى من حيى عن بينة. وفي قوله تعالى: ﴿وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا﴾ ﴿وَجَعَلْنَا ابن مريم وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ” المؤمنون ﴿50﴾.
فالآية هي حين تأتي دعوة ابن مريم وسوف يكون كهلاً فليس المعجزة أن يتكلم رجل وهو كهل بل المعجزة في بمجيئ نفس ابن مريم بميلاده الثاني.
والناس دواب وقال الله تعالى: ﴿لَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ صدق الله العظيم.
المقصود بالدابة هو إنسان يُكلم الناس شاهداً بالحق وهو المسيح عيسى ابن مريم يُخرجه الله من الأرض بميلاد ثانِ فيُكلم الناس كهلاً بالحق كما كلمهم طفلاً يوم ولادته﴾.
قول الله تعالى: ﴿وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ صدق الله العظيم.
إختلف الصحابة في تفسيرهم وبيانهم لحقيقة هذه الدابة وفي هذه الحالة فإن القول الفصل يكون بالرجوع إلى القرآن عند الإختلاف لإستجلاء وإستنباط المعنى الصحيح عملاً بقوله تعالى: “وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إلى اللَّهِ” ﴿10﴾ سورة الشورى.
وبالنظر إلى المهمة الموكلة إلى الدابة نجد من صريح القرآن أنها مبعوث للناس من قبل الله بنص قوله تعالى: “وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأرض تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ” ﴿82﴾ سورة النمل.
إن القرآن يقضي بأنها لابد أن تكون إنساناً يجادل أهل البدع بنص قوله تعالى: “وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُون َوَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ” الأنعام 8 ـ 9.
فالله لايرسل إلا بشراً من جنسهم بنص الآية: ﴿ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً﴾ فلو أرسل الله دابة للناس لجعلها رجلاً.
وإذا تتبعنا القرآن بالتدبر لوجدنا أن القول الذي يقع عليهم في آية الدابة “وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً “.
هو عيسى ابن مريم قول الحق في قوله تعالى: “ذَلِكَ عيسى ابن مريم قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ” ﴿34﴾ سورة مريم.
إن المقصود واحد وهو عيسى ابن مريم هذا في جانب القرآن وأما السنة ففيها من البيان ما يثبت أن الدابة إنما هي عيسى ابن مريم بقرائن الأحوال في لحن القول: “فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ” سورة محمد الأية ﴿30﴾. لا في صريح المقال وبسيماه لا بإسمه قال عز وجل “تعرفهم بسيماهم” البقرة273.
عن حذيفة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال:
عن حذيفة قال ذكر صلى الله عليه وسلم الدابة فقال: “لها ثلاث خرجات من الدهر: فتخرج في أقصى البادية و لا يدخل ذكرها القرية مكة ثم تكمن زمانا طويلا ثم تخرج خرجة أخرى دون ذلك فيفشو ذكرها في البادية و يدخل ذكرها القرية يعني مكة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة خيرها و أكرمها على المسجد الحرام لن تدعهم إلا و هي ترغو بين الركن و المقام تنفض عن رأسها التراب فارفض الناس عنها شتى و معا و تثبت عصابة من المؤمنين و عرفوا أنهم لن يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كالكواكب الدري و ولت في الأرض لا يدركها طالب و لا ينجو منها هارب حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول له يا فلان: الآن تصلي فتقبل عليه فتسمه في وجهه ثم تنطلق و يشترك الناس في الأموال و يصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر حتى إن المؤمن يقول: يا كافر إقض حقي و حتى إن الكافر يقول يا مؤمن إقض حقي و قد قيل: إنها تسم وجوه الفريقين بالنفخ فتنقش في وجه المؤمن مؤمن و في وجه الكافر كافر﴾ ذكره أبو داود. المصدر: القرطبي في التذكرة باب ذكر الدابة وصفتها.
أقــول: ما جاء في وصف الدابة “لا ينجو منها هارب ولا يدركها طالب ـ فجلت وجوههم حتى جعلتها كالكوكب الدري”، كل ذلك يماثل فعل عيسى ابن مريم فهو لا ينجو منه هارب في قوله للدجال: ﴿إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها﴾, ومعلوم أن إبليس هو قرين الدجال والذي يقتل الدجال هو عيسى ابن مريم وبهذا فهو يقتل إبليس ضمنا لأنه قتل الدجال الذي بواسطته ينفذ إبليس أفعاله الشيطانية وينشر الفساد في الأرض.
وأيضاً لا يدرك عيسى طالب فلقد كف الله عنه يد يأجوج ومأجوج فيهلكهم دون الوصول إليه.
وفعل الدابة “فجلت وجوههم” يماثل فعل عيسى ابن مريم ﴿ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة﴾.
لقد إختار القرآن لفظ {دَابَّةً مِّنَ الْأرض} للرد على العلماء الذين يزعمون أن عيسى ينزل من السماء وكونه ينزل من السماء حملهم على القول بأنه لا يزال باقياً بجسده ويحيى حياته البدنية كالتي كان عليها في بني إسرائيل متجاهلين قوله تعالى:{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} الأنبياء 34.
تحريف الكلم من بعد مواضعه:
أوردت صحيفة الانتباهة عدد الأحد 14 مايو 2006م في صفحتها الخامسة عن كتاب للأستاذ محمد علي عبد الله بعنوان ﴿كيف تدعو نصرانياً إلى الإسلام﴾
تحقيق: على الصادق البصير. أوردت الصحيفة المذكورة مقتطفات منه:
﴿إن أفضل طريقة للحوار مع النصارى ودعوتهم إلى الإسلام وبيان ما هم عليه من عقائد فاسدة وتصورات باطلة ما يعرف بإسلوب التبكيت القائم على الإستدلال بنصوص من الكتب التي يعتمدونها ويقرون بصحتها وهو أقصر طريق لإقناعهم ولعلك تعجب إن علمت أن نصوصاً كثيرة مازالت موجودة في كتبهم المحرفة كافية لإبطال عقائدهم وبيان فسادها والمحاور التي يجب بحثها وتعتبر محل خلاف جوهري بين الإسلام والنصرانية هي:
1ـ نقض ألوهية المسيح
2ـ نقض عقيدة الصلب
3ـ إثبات تحريف الكتاب المسمى مقدساً
4ـ البشارات بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم في التوراة والإنجيل
5ـ نقض عقيدة التثليث
ونحاول أن نتناول هذه المحاور بشيء من الإيجاز معتمدين في ذلك على نصوص من كتابهم المقدس.
1ـ نقض التفسير النصراني للوجود الإنساني:-
يقول النصارى أن الله خلق آدم في الجنة ثم عصى آدم ربه وإرتكب الخطيئة والذي يخطئ يجب أن يموت وموت آدم يعني إنقطاع النسل البشري فأنزل الله آدم إلى الأرض وتوارث أبناءه الخطيئة التي مازالت متوارثة في بني آدم فأنزل الله إبنه للفداء فكان أن صلب يسوع لتكفير خطايا بني آدم! هذا هو التصور النصراني لعلاقة الإنسان بالدين وعلاقة صلب المسيح على حد زعمهم مرتبطة بتخليص البشر من الخطيئة.
الكتاب المقدس: الخطيئة لا تورث
هنالك عدة أوجه للرد على هذه الفكرة ونقضها مع العلم بأن نقض هذه الفكرة يعني بطلان النصرانية كلها ذلك لأن ألوهية المسيح وصلبه المزعوم وعقيدة التثليث كل ذلك مرتبط بمفهوم الفداء وتخليص البشرية من الخطيئة ونجد في الكتاب المقدس نصوصاً واضحة تبين أن الخطيئة لا تورث وأن المخطئ يجب أن يعاقب ولا يصح أن يعاقب شخص بدلاً عنه.
1ـ سفر حزقيال 4/18: ﴿النفس التي تخطئ هو تموت﴾ أي أن النفس التي أذنبت هي التي تعاقب يقابله في القرآن ﴿كل نفس بما كسبت رهينة﴾.
2ـ سفر أرميا 30/31: ﴿بل كل واحد يموت بذنبه﴾ فالمذنب هو الذي يعاقب.
3ـ سفر الملوك الثاني 6/14: ﴿ولكنه لم يقتل أبناء الغافلين حسب ما هو مكتوب في سفر شريعة موسى حيث أمر الرب قائلاً لا يقتل الآباء من أجل البنون ولا يقتل البنون من أجل الآباء إنما كل إنسان بخطيئته يقتل﴾.
وهذا نص واضح في أن الذنوب لا تورث وإن من عدل الله تعالى: إنه لا يعاقب أحداً بذنب أحد كما قال القرآن الكريم ﴿لا تزر وازرة وزر أخرى﴾. وهذا نص آخر أكثر وضوحاً في بيان هذه المسالة ورد في:
4ـ سفر حزقيال 20/18: ﴿النفس التي تخطئ هي تموت الإبن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الإبن بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون﴾.
يقابله في القرآن “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا”.
فهل بعد هذا الوضوح يزعم النصارى أن الخطيئة تورث وأن الصلب كان لتخليص الإنسان من خطيئته التي ورثها من أبيه آدم؟!
وهذه النصوص التي أوردتها من كتابهم المقدس تبطل تماماً الفكرة التي تقوم على أساسها الديانة النصرانية فذلك لأن فكرة الفداء وتعلقها بمفهوم الخطيئة وتخليص البشرية منها هي التي استوجبت عند النصارى أن يرسل الله إبنه الوحيد على حد زعمهم والذي هو إله ليقوم بهذا العمل ذلك لأن الإنسان مهما عمل لا يصلح للفداء لأنه قد ورث الخطيئة من أبويه. وبيان بطلان مفهوم الخطيئة وفساد القول بتوارثها يكون بذلك قد أبطلنا فكرة الفداء والصلب تماماً وهنالك أوجه أخرى للرد ستأتي لاحقا.
2ـ نقض ألوهية المسيح
يجمع النصارى بطوائفهم المختلفة ﴿كاثوليك، أرثوذكس، بروتستانت﴾ على القول بألوهية المسيح، والقول بألوهيته يبنونه على أمرين.
1ـ الأول: كونه ولد من غير أب ونصوص كتابهم المقدس التي تطلق عليه اسم ابن الله وابن الإله !.
2ـ أنه فعل أفعال الرب فأحيا الموتى وأبرأ الأكمه وأشفى المرضى وهي أفعال لا يستطيع فعلها إنسان فصح أنه إله والرد عليهم من عدة أوجه:
الوجه الأول:
أما قولهم أنه ولد من غير أب فإن آدم وجد من غير أب ولا أم فهو أولى بالألوهية من يسوع الأناجيل بل كل مخلوق فهو حادث وجد من غير أب ولا أم وهذا أمر تتفق فيه جميع الكائنات الحية فهل يصح القول بألوهيتها جميعاً؟!
الوجه الثاني:
ثم أن كتابهم المقدس يحدثنا عن شخصية هي من هذه الناحية أعظم من عيسى عليه السلام إذ ولدت من غير أب ولا أم هذه الشخصية تعرف بملكي صادق.
انظر سفر رسالة إلى العبرانيين 1/7 ـ 3: ﴿لأن ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله الذي إستقبل إبراهيم راجعاً من كسرة الملوك وباركه الذي قسم له إبراهيم من كل شئ المترجم أولاً ملك البرثم أيضا ملك ساليم أي ملك السلام بلا أب بلا أم بلا نسب لا بداية ولا نهاية لحياته بل هو مشبه بإبن الله هذا يبقى كاهناً إلى الأبد﴾.
فنجد أن ملكي صادق موصوف بأنه:
1ـ بلا أب وفي هذه يتفق مع عيسى عليه السلام
2ـ بلا أم وفي هذه الحالة يتفوق على عيسى عليه السلام.
3ـ بلا بداية بلا نهاية وهذه هي صفة الله الأول الذي ليس قبله شئ والآخر الذي ليس بعده شئ إذاً ملكي صادق أولى بالألوهية من عيسى عليه السلام!!
الوجه الثالث:
نجد أن لفظ ابن الله أطلق في كتابهم المقدس على عدة أشخاص فلا يختص بعيسى عليه السلام فهل يصح أن يكون الجميع آلهة؟ فإن ابن الله لا تعني أكثر من أنه بار بالله ومطيع لله ونذكر بعض الشواهد على ذلك:
1ـ إنجيل يوحنا 12/1: ﴿وأما كل الذين أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين به﴾ !
فهذا شرح واضح لمعنى كلمة ابن الله أي المؤمن بالله. فهل يصح القول بألوهية جميع المؤمنين بالله لأن الله أطلق عليهم اسم أبناء الله؟
2ـ إنجيل متى 9/5: ﴿طوبى لصانعي السلام لأن الله سماهم أبناء الله﴾.
3ـ وقد كان يسوع الأناجيل يقول إن الله أبونا وأبوه فكلنا أبناؤه.
انظر إنجيل يوحنا 17/20: ﴿إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم﴾ ونجد هنا عيسى عليه السلام يقول إن الله إلهه إذن هو عبد الله وليس بإله﴾.
4ـ سفر رومية 14/8: ﴿لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله﴾.
وهذا نص واضح في أن أبناء الله أي منقادين له ومؤمنين به.
فالقول بأن كتابهم المقدس سمى عيسى عليه السلام ابن الله ففهموا من ذلك أنه إله كان قولاً باطلاً يخالف مراد كتابهم المقدس من لفظه ابن الله إذا أطلقت.
5ـ سفر الخروج 22/4: ﴿فتقول لفرعون هكذا يقول الرب: إسرائيل إبني البكر﴾.
كتابهم المقدس يزعم أن الله سمى إسرائيل عليه السلام إبنه البكر فأيهما أولى بالألوهية الإبن البكر أم الإبن الأصغر؟!.
إن كان المراد بإبن الله أي إله لكان يعقوب أولى بالألوهية من عيسى عليه السلام لأن الله أطلق على يعقوب إبنه البكر.
وأنظر كذلك رسالة يوحنا الأولى 7/3، سفر لوقا 38/3، أرميا 9/31، سفر أشعبا 1/3.
الوجه الرابع:
زعموا أن من أدلة ألوهية المسيح هو أنه قد قام بأعمال لا يفعلها إلا الرب كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والقرآن يبين أن هذه الأعمال وقعت من عيسى عليه السلام بإذن الله معجزة أجراها الله على يدي نبي من أنبيائه ومن عجب لو كانوا لكتابهم يقرأون فإنه يقول بنص ما قاله القرآن وإليك بعض الشواهد:
1ـ بطرس وهو كبير تلاميذ يسوع يقول كما جاء في سفر الأعمال 22/2: ﴿أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم).
فهذا كلام كبير التلاميذ يقر بأن يسوع رجل أي بشر وأن ما فعله كان بقدرة الله تعالى:وأن الله هو الصانع الحقيقي على يد يسوع.
2ـ إنجيل يوحنا 19/5: ﴿لا يقدر الإبن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الأب يعمل﴾ فهو لا يستطيع فعل شيء من نفسه إلا بإذن الله.
3ـ إنجيل يوحنا 30/5: ﴿أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا﴾.
فهذا يسوع يعترف بأنه لا يستطيع فعل شيئ من نفسه فهل بعد هذا الوضوح من متعلق يبني عليه النصارى ألوهية المسيح لكونه فعل خوارق أقر يسوع وكبار تلاميذه أنها كانت بإذن الله تعالى: وفي هذا دليل على أن يسوع شيئ غير الله تعالى.
الوجه الخامس:
يسوع يعترف بأنه إنسان وأنه رسول من عند الله جاء ليبلغ رسالته ويعمل مشيئة الله لا مشيئته هو,
1ـ إنجيل يوحنا 40/8: ﴿وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله﴾.
2ـ إنجيل يوحنا 24/14: ﴿الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للأب الذي أرسلني﴾.
إذن هو رسول من عند الله تعالى وهذا ما يؤمن به المسلمون.
3ـ إنجيل يوحنا 38/6: ﴿قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني﴾.
4ـ يوحنا 26/8 ـ 27: ﴿لكن الذي أرسلني هو حق أنا ما سمعته منه فهذا أقوله للعالم﴾.
الوجه السادس:
في نقض ألوهية المسيح
يسوع يدعو إلى كلمة التوحيد التي بعث بها ﴿لا إله إلا الله يسوع رسول الله﴾ ويبين أنها مفتاح الحياة الأبدية ﴿الجنة﴾.
إنجيل يوحنا 3/17: ﴿وهذه الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته أنا﴾.
وهذا نص واضح جلي أن مفتاح الجنة لا إله إلا الله عيسى رسول الله.
المصدر: الإنتباهة عدد الأحد 14 مايو 2006م.
أن اليهود والنصارى حرفوا الكلم من بعد مواضعه أي أنهم حملوها على غير معناها المراد في التنزيل والشرع مع وجود النص في كتابهم الذي يكذب ما ذهبوا إليه من إعتقاد يخالف ما شرع لهم في كتابهم وهذا ما نبه إليه النبي صلى الله عليه وسلم أمته,
روى ابن ماجة عن زياد بن لبيد قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً قال:
﴿ذاك عند أوان ذهاب العلم﴾ قلت يا رسول الله: كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القامة؟ قال: ﴿ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة أوليس هذه اليهود والنصارى يقرأون التوراة والإنجيل لا يعملون بشيئ منهما﴾.
وأخرج الترمذي عن أبي الدرداء قال: “كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال: ﴿هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا على شيء منه﴾ فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا ونحن قد قرأنا القرآن فوالله لنقرؤه ولنقرئه نساءنا وأبناءنا، فقال: ﴿ثكلتك أمك يا زياد: إن كنت لأعدك من فقهاء المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فما تغني عنهم﴾.
أقول: لقد ضل اليهود والنصارى فلم تغن التوراة والإنجيل عنهم شيئا فكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل وإتبع المسلمون سنن اليهود والنصارى وكذبوا دعوة الخلفاء الراشدين المهديين المجددين الذي تعاقبوا تباعاً على هذه الأمة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
﴿لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم. قالوا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن!﴾ رواه البخاري ومسلم وأحمد وابن ماجة.
وضلال الأمة بيّن وجلي في إعتقادهم أن عيسى ابن مريم الآن موجود في السماء بروحه وجسده وبكامل هيئته التي كان عليها في بني إسرائيل إبّان بعثته وينتظرونه أن ينزل من السماء بشراً سوياً وهُم يتلون قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} ﴿34﴾ سورة الأنبياء.
فلو سأل أحد النصارى علماء المسلمين وقال: أنتم تنفون ألوهية المسيح وأن آية الأنبياء هذه تنفي بقاء أي بشر من الأمم السابقة بنص القرآن {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} البقرة 141.
أليس في إعتقادهم ببقاء المسيح بروحه وجسده إخراجاً له من صفة البشرية؟
إن الإجابة على هذا السؤال لا تكون إلا بتصحيح الإعتقاد بنفي وجود عيسى ابن مريم في السماء أو في الأرض بكامل صورته الآدمية وإنما تم فناء جسده ورفعت الروح إلى بارئها بنص قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إليه} سورة المعارج ﴿4﴾.
وينزل من السماء روحاً كذلك بنص قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} ﴿4﴾ سورة القدر.
ويولد للمرة الثانية في هذه الأمة على سنن ميلاده الأول فقد نزل من السماء روحاً في رحم إمرأة من بني إسرائيل الذين بعث إليهم رسولاً نبياً وسينزل من السماء روحاً في رحم إمرأة من أمة المسلمين الذين يبعث إليهم لتجديد الإسلام إماماً مهدياً على سنن الله السابقة قال تعالى: {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً} ﴿77﴾ سورة الإسراء.
وجاءت السنة مؤازرة للقرآن لتؤكد أن نزول عيسى ابن مريم يكون بالميلاد في هذه الأمة وليس ترجلاً من السماء.
النزول في بيت المقدس
روى ابن ماجة في سننه عن أبي امامة الباهلي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته حديثاً حدثناه عن الدجال وحذرناه، فكان من قوله أن قال:
﴿إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم، أعظم من فتنة الدجال، وأن الله لم يبعث نبياً إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج كل مسلم، وإن يخرج من بعدي فكل إمرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم. وأنه يخرج من خَلَّة بين الشام والعراق، فيعيث يميناً ويعيث شمالاً يا عباد الله فاثبتوا، فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي، إنه يبدأ فيقول: أنا نبي ولا نبي بعدي ثم يثني فيقول: أنا ربكم ! ولا ترون ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور، وأن ربكم ليس بأعور وأنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن، كاتب أو غير كاتب وأن من فتنته أن معه جنة وناراً. فناره جنة، وجنته نار فمن أبتلي بناره فليستغيث بالله وليقرأ فواتح الكهف، فتكون عليه برداً وسلاماً كما كانت النار على إبراهيم.
وإن من فتنته أن يقول لأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك، أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم
فيتمثل له شيطانان بصورة أبيه وأمه فيقولان له: يا بني إتبعه فإنه ربك!
وأن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمنشار حتى تلقى شقتين، ثم يقول: أنظروا إلى عبدي هذا، فإني أبعثه الآن ثم يزعم أن له رباً غيري.. فيبعثه الله، ويقول له الخبيث: من ربك؟
فيقول: ربي الله وأنت عدو الله أنت الدجال، والله ما كنت بعد أشد بصيرة بك مني اليوم﴾.
قال أبو الحسن الطنافسي فحدثنا المحاربي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ذلك الرجل أرفع أمتي درجة في الجنة﴾.
قال أبو سعيد: ﴿والله ما كنا نرى ذلك الرجل إلا عمر بن الخطاب، حتى مضى لسبيله. قال المحاربي: ثم رجعنا إلى حديث أبي رافع قال: ﴿وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت… وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت…
وأن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه، وأمده خواصر وأدرّه ضروعاً…
وأنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة، لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة، حتى ينزل عند الظُّرَيْب الأحمر، عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص﴾. فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله، فأين العرب يومئذ؟
فقال: ﴿هم يومئذ قليل، وجُلُّهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص، يمشي القهقرى، ليتقدم عيسى يصلي بالناس، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فَصَلِّ، فإنها لك أقيمت.
فيصلي بهم إمامهم، فإذا إنصرف قال عيسى ـ عليه السلام ـ إفتحوا بالباب.. فيفتح ووراءه الدجال ومعه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف مُحَلَّى وساج. فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء، وينطلق هارباً ويقول عيسى ـ عليه السلام ـ: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها، فيدركه عند باب اللُّد الشرقي فيقتله. فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشئ، لا حجر، ولا شجر، ولا حائط ولا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال أقتله﴾.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
﴿وان أيامه أربعون سنة، السنة كنصف السنة، والسنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وآخر أيامه كالشررة، يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي.
فقيل له: يا رسول الله، كيف نصلي تلك الأيام القصار؟..
قال: تُقَدِرُون فيها الصلاة كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال ثم صلوا﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
﴿فيكون عيسى ابن مريم ـ عليه السلام ـ في أمتي حكماً عدلاً، وإماماً مقسطاً، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتنزع حُمَةٍ كل ذات حمة حتى يُدخل الوَلِيدُ يده في فيِّ الحية فلا تضره وتَفِرُّ الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يمُلا الإناء من الماء وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها وتُسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور الفضة، تنبت نباتها بعهد آدم، حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، وتكون الفرس بالدريهمات.
قالوا: يا رسول الله، وما يرخص الفرس؟ قال: ﴿لا تركب لحرب أبداً﴾ قيل له: فما يغلي الثور؟ قال: تحرث الأرض كلها.
وأن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد، يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها. ثم يأمر الله السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الله الأرض فتحبس ثلثي نباتها. ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله، فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله، فلا تنبت خضراء، فلا يبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله.
قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟
قال: ﴿التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد ويجرى ذلك عليهم مُجرى الطعام﴾ رواه ابن ماجة في السنن برقم 4077.
التعليق والشرح:
لم ينص الحديث أن نزول عيسى كان من السماء وفي هذا الحديث عيسى يخلف هذا القرشي ومع ذلك نص الحديث على ﴿وتسلب قريش ملكها﴾ في زمن حكم المسيح عيسى ابن مريم للمسلمين وفي هذه الحالة فإن نص الحديث يثبت أن عيسى ابن مريم من قريش في قراءة ﴿تَسْلُب﴾ بالفتح وهي القراءة التي وردت في كتاب التصريح بما تواتر في نزول المسيح لـ ﴿محمد أنور شاه الكشميري﴾ تحقيق محمد شفيع مفتي باكستان السابق وشرح وتعليق عبد الفتاح أبو غدة.
وفي قراءة ﴿تُسْلَب﴾ بضم التاء بالبناء للمجهول في قراءة ابن كثير في كتابه ﴿القول الصحيح في رفع السيد المسيح ونزوله آخر الزمان لقتال الدجال﴾ تحقيق محمد عبد العزيز الهلاوي وفي قراءة ﴿تسلب﴾ تعني أن الملك يذهب إلى رجلٍ غير قرشي ويذهب في هذه الحالة إلى رجل من قحطان بنص قوله صلى الله عليه وسلم: ﴿كان هذا الأمر ـ أي الملك في حِميَّر فنزعه الله منهم فصيره في قريش وسيعود إليهم﴾ أخرجه البخاري وأحمد اللفظ للبخاري.
فإذا كان عيسى غير قرشي فهو من حمير لأن كل الأحاديث تؤكد أن المسيح هو الذي يؤول إليه الملك بعد قريش المتمثل في الرجل الذي يصلي خلفه ثم يتولى الملك بعده فيكون عيسى ابن مريم هو القحطاني الحِميَري في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه﴾ رواه البخاري ومسلم. وفي كل من الحالتين لا يكون ذلك إلا بميلاده للمرة الثانية.
لقد جمع نسب المسيح المهدي في الأثر الذي رواه نعيم بن حماد في الفتن برقم 1192 قال: حدثنا بقية وعبد القدوس عن صفوان بن عمرو عن شريح عن كعب قال: ﴿ما المهدي إلا من قريش وما الخلافة إلا في قريش غير أن له أصلاً ونسباً في اليمن﴾ والقبائل الحِميَرية القحطانية هم سكان اليمن.
النزول في المنارة البيضاء:
روى مسلم في صحيحه عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال ما شأنكم؟ فقلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال:
﴿غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فأمرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم. إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العُزَّى بن قَطَن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلَّة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالاً ياعباد الله فاثبتوا قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال: ﴿أربعون يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم﴾.
قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟
قال: ﴿لا، اقدروا له قدره﴾.
قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟
قال: ﴿كالغيث إستدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت دُرا، وأسبغه ضروعاً، وأمدَّه خواصر… ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيئ من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جِزْلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله عيسى ابن مريم فيزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدَّر منه جُمان كالؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسَهُ إلا مات ونَفَسُه ينتهي حيث ينتهي طَرْفهُ، فيطلبه حتى يدركه بباب لُدُّ فيقتله.
ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدرجاتهم بالجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: أني قد أخرجت عباداً لي، لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور…
ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهُم من حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء. ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النَّغَفَ في رقابهم فيصبحون فَرْسَى كموت نَفْس واحدة.
ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه ذهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيراً كأعناق البُخْت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله.
ثم يرسل الله مطراً لا يكن منه بيت مُدَرٍّ ولا وَبَر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال بالأرض أنبتي ثمرتك، وردّي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها، ويبارك بالرِّسل حتى إن اللقحة من الإبل تكفي الفئام من الناس ـ واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ـ واللقحة من الغنم لتكفي الفَخْذَ من الناس، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاً طيبة فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس، يتهارجون فيها تهارج الحُمُر فعليهم تقوم الساعة﴾.
صحيح مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة حديث رقم 110.
أقــول: هذا الحديث هو الذي يعتمد عليه علماء الأمة في نزول عيسى ابن مريم من السماء في حين أنه لم ينص على أن نزول عيسى يكون من السماء فقد حرفوا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿من بعد مواضعه﴾ وهذا ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: ﴿ومن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار﴾ رواه البخاري.
يجد المسيح ابن مريم إمام المنارة البيضاء في قبضة الدجال، فيقتل عيسى ابن مريم الدجال ويتولى قيادة المسلمين فهو أي عيسى إما أن يكون من قريش على قراءة ﴿تسلب﴾ بالفتح أو القحطاني من حِمْيَر على قراءة ﴿تسلب﴾ بالضم. وفي كلا الحالتين لا يكون ذلك ألا بميلاده فيهم.
المهدي يظهر فجأة
عن أبي وابن الوليد وابن المتوكل جميعاً، عن سعد والحِميَري ومحمد العطار جميعاً، عن ابن عيسى وابن هاشم والبرقي وابن أبي الخطاب جميعاً، عن ابن محبوب، عن داود بن الحصين، عن أبي بصير، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خُلقاً وخَلقاً تكون له غيبة وحيرة حتى يضل الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً﴾ بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي –ج-51- صفحة 72﴾ حديث بن مسرور، عن ابن عامر، عن ابن أبي عمير، عن أبي جميلة، عن جابر الجعفيّ، عن جابر بن عبدالله الاَنصاريّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: المهديّ من ولدي، إسمه إسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً، يكون له غيبة وحيرة تضلّ فيها الأمم، ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب يملأَها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً﴾. المصدر بحار الانوار لمحمد باقر المجلسي-ج-51-71.
أقول: ذكر محمد باقر في الحديثين، تكون له غيبة وحيرة وأن الناس يضلون عن أديانهم لأنهم لا يجدون حاكماً تؤول إليه الخلافة الحقة، فعندما يلتف حولي رسل المغاربة عند ذلك أُقبِل فجاءة كالشهاب الثاقب، فأملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. روي عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عن محمد بن همام; ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور جميعاً، عن الحسن بن محمد ابن جمهور، قال: حدثنا أبي، عن بعض رجاله، عن المفضل بن عمر قال: قال أبوعبدالله ﴿عليه السلام﴾: “خبر تدريه خير من عشر ترويه، إن لكل حق حقيقة، ولكل صواب نورا، ثم قال إن أميرالمؤمنين ﴿عليه السلام﴾ قال: “إن من ورائكم فتناً مظلمة عمياء منكسفة لا ينجو منها إلا النومة، قيل: يا أميرالمؤمنين وما النومة؟ قال: الذي يعرف الناس ولا يعرفونه.
واعلموا أن الأرض لا تخلو من حجة لله عزوجل ولكن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجة لله لساخت بأهلها ولكن الحجة يعرف الناس ولا يعرفونه، كما كان يوسف يعرف الناس وهُم له منكرون، ثم تلا “يا حسرةً على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانو به يستهزؤن” بحار الانوار – للمجلسي – ج-51- صفحة
﴿112﴾. حديث عن جعفر بن عبدالله، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبدالله ﴿عليه السلام﴾ قال: خطب أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم قال: أيها الناس إن المنتحلين للإمامة من غير أهلها كثير ولو لم تتخاذلوا عن مرّ الحق، ولم تهنوا عن توهين الباطل، لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم ولم يقو من قوي عليكم، وعلى هضم الطاعة وإزوائها عن أهلها، لكن تهتم كما تاهت بنو إسرائيل على عهد موسى ﴿عليه السلام﴾. بحار الأنوار المجلسي –ج -51- صفحة رقم ﴿122﴾.
أقول: لقد تاهت بنو إسرائيل في عهد يوسف وفي عهد موسى “عليهما السلام”. فمثلهما القائم الذي يعرف الناس ولا يعرفونه، وهو ” سليمان أبي القاسم موسى”. وهو في غيبته وحيرته والناس في ضلالهم، فيقبل كالشهاب الثاقب فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً بعد وقوفه عند الحكمة والمعرفة ليبين للناس دعوته، وهي نهج البلاغة، كما قال الإمام علي عليه السلام في بعض خطبه. “… قد لبس للحكمة جنتها، وأخذها بجميع أدبها، من الإقبال عليها، والمعرفة بها، والتفرغ لها، فهي عند نفسه ضالته التي يطلبها، وحاجته التي يسأل عنها، فهو مغترب إذا إغترب الإسلام، وضرب بعسيب ذنبه، وألصق الأرض بجرانه، بقية من بقايا حجته، خليفة من خلائف أنبيائه” منتخب الأثر: ص 150 ف 2 ب 27 – عن نهج البلاغة.
أقول: ظهر لـ”سليمان” حاجته التي يسأل الناس عنها وهي:
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء كثيرون، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما إسترعاهم﴾.المصدر- البخاري ﴿3268﴾، مسلم ﴿1842﴾
عن أبي هريرة. حديث عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها” رواه أبو داود ﴿رقم/4291﴾ وصححه السخاوي في المقاصد الحسنة ﴿149﴾، والألباني في السلسلة الصحيحة ﴿رقم/599﴾.
أقول: أن الشيخ إبراهيم أنياس الكولخي، هو آخر مهدي مُرسل من عند الله تعالى، فالمهديون مرسلون من عند الله، ومن ذلك رُسل المغاربة الذين يفتحون الجزائر تحت قيادة المهدي “سليمان”. ولذلك فإن الشيخ إبراهيم الكولخي آخر مبعوث من الله، ومنه إنتقلت السُلطة لي. فالإمام المهدي محمد أحمد عبدالله، نقل السلطة إليّ بعد مائة عام منذ بدء دعوته عام ﴿1881م﴾. الذي إستخلفها من الشيخ أحمد التجاني الذي بدأ دعوته عام ﴿1781م﴾.
الفصــــــــــل الرابــــــــــع
الدجـــــــــال
بوش لعباس: الله «كلفني» بخوض الحرب
أوردت صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ – 2005/10/07
قال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى في مقابلة إذاعية إن الرئيس الأميركي جورج بوش
عبر عن إعتقاده بأن الله أمره بخوض الحرب في كل من أفغانستان والعراق.
وبثت «هيئة الإذاعة البريطانية» ﴿بي بي سي﴾ أمس مقتطفاً من مقابلة مع نائب رئيس الوزراء وزير الإعلام الفلسطيني الدكتور نبيل شعث. تشكل جزءاً من سلسلة برامج عنوانها «إسرائيل والعرب».
كما وصف شعث لقاءه الأول مع بوش إلى جانب رئيس الوزراء الفلسطيني في حزيران ﴿يونيو﴾ 2003.
بالقول: قال لنا الرئيس بوش: إن ما يحركني هو تكليف من الله.
كان الله يقول لي: «جورج، إذهب وحارب أولئك الإرهابيين في أفغانستان». وقد فعلت.
ثم قال لي الله: «جورج، إذهب وأنه الطغيان في العراق». وقد فعلت.
والآن، مرة أخرى، أشعر بكلمات الله وهي تصل إليّ: «اذهب وأعط الفلسطينيين دولتهم، وأحصل للإسرائيليين على أمنهم، وحقق السلام في الشرق الأوسط»، وأقسم بالله أني سأفعل ذلك.
أوباما يدعي الألوهية
http://o.bamapost.com/obama_alpha_omega.html
فينانشيل تايمز: بواسطة أوباما نستطيع أن نكون الحكومة العالمية الموحدة
لقب أوباما المشهور في أمريكا وفي الإعلام هي:
“The One”
الواحد أو الأحد
. أغنية جديدة إشتهرت بسرعة اسمها:
Obama be thy name
و في كلماتها يستبدلون الإشارة إلى الله باسم أوباما في دعاء سيدنا عيسى عليه السلام المشهورة
http://barackobamaantichrist.blogspo…one-lords.html
برلسكوني رئيس الوزراء يقول أن العالم قد إستقبلت أوباما على أنه المسيح الجديد.
http://barackobamaantichrist.blogspo…obama-has.html
جريدة التليغراف البريطاني: “براك أوباما رسول الله”.
قائد دولة الإسلام الأمريكي لويس فاراخان عن أوباما “المسيح هو الذي يتكلم”.
http://barackobamaantichrist.blogspo…-story_09.html
أوباما يستهزئ بالإنجيل علناً
http://barackobamaantichrist.blogspo…-story_08.html
. المجلة الألمانية دير شبيغل: “أوباما: المسيح”
http://tinypic.com/view.php?pic=rho3lx&s=3
. السياسي الأمريكي جيسي جاكسون قال: “هذا الحدث ﴿إنتخاب أوباما﴾ من العظمة بمكان حيث سنضطر زيادة سوَر في الإنجيل تتحدث عنها”.
. الممثل الأمريكي الأسود مورغن فريمن والذي لعب دور رئيس أمريكي أسود في فيلم “ديب إمبكت” في 1998، و لعب أيضاُ دور الإله في فيلم “بروس أولمايتي”، جاء مورغن فريمن هذا إلى أوباما بعد خطبة إستقبال الرئاسة ليهنئه على الفوز و هو يركع أمامه كأنه يعبده فقال أوباما لمن حوله “هذا الرجل” الممثل فريمن “كان الرئيس قبل أن أكون أنا الرئيس… بل هذا الرجل كان الإله قبل أن أكون أنا الإله”.
الملخـــــــــص
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿لا ينجو من فتنة الدجال إلا إثنا عشر ألف رجل، وسبعة آلاف إمرأة﴾.أخرجه أبو نعيم في ترجمة حسان بن عطية بسند حسن صحيح إليه “فتح الباري” ﴿13/92﴾.
أمر الدجال والذي يجعلة فتنة أنه سيأتي و يظهر كمنقذ و مخلص للعالم سياسياً وإقتصادياً وإعتقادياً حتى يتبعه معظم من في الأرض و هذا هو الدور الذي يدعيه أوباما الآن و هذا هو الذي تقبله منه كثير من في الأرض و أغلبية وطنه.
الدجال سيسيطر على جميع أمور الأرض بالقوة أو بالسلم و لن يكون له إلا عدو واحد و هو المهدي و جيشه الصغير من الموحّدين. و ها هو أوباما يقدم أيدي التعامل مع البقية الباقية من البلدان المعادية لأمريكا كإيران و كوريا ليبقى فقط إمام الموحدين له عدو، و هم من وعدهم أوباما في خطبته أنه سينتصر عليهم.
الدجال سيكون شخصية ترتاح له أصحاب الأرض كلها و ليس جنس واحد فقط و هذه الخاصية هي الموجودة في أوباما، حيث يحبه السود، والبيض، وأصحاب الأعراق الغير بيضاء، فظهر كأنه بطل للمستضعفين، و هو الذي يشار إليه تارة بأنه نصراني و تارة أنه مسلم و تارة يلبس القبعة اليهودية و يقول أنه أقسم على التوراة يميناً، و في الحقيقة أنه مرتد عن الاسلام و أنه يستهزئ بالإنجيل و يثني على الإلحاد والملاحدة كما سمع في خطبه.
الدجال سيظهر فجأة و في وقت الملاحم بين المسلمين والروم و سيظهر في وقت مجاعة ونقص في الخبز والماء ليقدم هو في زعمه السلام للعالم و ليقدم الخبز والماء للعالم على شرط حب الناس له واتباعه وفي مثل هذا الوقت من الحروب بين الموحدين والصليبيين و في وقت وشك إنهيار السوق ظهر أوباما فجأة ليعد العالم أنه سيغير أحوالها جذرياً.
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت العلاء بن عبد الرحمن يحدث عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تقوم الساعة حتى يظهر ثلاثون دجالون، كلهم يزعم أنه رسول الله، ويفيض المال فيكثر، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج”. قال: قيل: أيما الهرج؟ قال: “القتل القتل” ثلاثا”. على شرط مسلم. وقد رواه أبو داود عن القعنبي، عن الدراوردي.
الدجال يظهر خلة بين الشام والعراق فيعيث فسادا عن يمينه و شماله و هما المكانان من جميع بقاع الأرض الذين إثرا على إنتخابه كالقائد الجديد فوعوده عن العراق و ووعوده لما يسمى بإسرائيل قد حققت له فوزه.
وَلِابْنِ مَاجَهْ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ: عَنْ أَبِي بَكْرٍ اَلصِّدِّيقِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿إِنَّ اَلدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ أرض بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانُ يَتْبَعُهُ أَفْوَاجٌ, كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ اَلْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ﴾.
معظم أتباعه من النساء واليهود و عدد الذين صوتوا لأوباما من النساء أكثر عدد صوتوا لرئيس أمريكي.
الدجال سيحيي الموتى و أوباما هو الذي يُقال أنه يؤيد الإستنساخ البشري و العلوم المتعلقة به.