المنشور رقم (63) هل كان المسيح مسلماً
بسم الله الرحمن الرحيم
الفهرست
مقدمة
اعجاز السنة النبوية فى حديث للرسول محمد (ص) عن رعاة الأبل فى السودان.
عيسى إبن مريم وجيها في الدنيا والآخرة :
الجفر الشريف والثورات العربية
نبوءة طفل الشرق العظيم لجين داكسون:
عــلاقة الســـــودان بالآنبياء
جبل الطور هو جبل مرة وفيه مقام نبي الله سيدنا موسى عليه السلام
معالم في طريق الوحدة او الانفصال.
النداء الأخير.
الخاتمة
مقدمة
قال تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ” (25) سورة الأنبياء. فكل الأنبياء جاءوا بأصل هذه الدعوة: عبادة الله، واجتناب الطاغوت. ومن هنا يقول الله تعالى: ” إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (19) سورة آل عمران.
فلا دين عند الله غير الإسلام. ويقول تعالى: ” وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” (85) سورة آل عمران .
اما فيما يختص بالجهة التي يأتي منها عيسى إبن مريم، فقد جاء عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الدجال خارج، وهو أعور عين الشمال عليها ظفرة غليظة، وإنه يبرئ الأكمة والأبرص ويحيي الموتى ويقول للناس: أنا ربكم، فمن قال : أنت ربي ، فقد فتن ، ومن قال : ربي الله ، حتى يموت على ذلك فقد عصم من فتنة الدجال ولا فتنة عليه ، فيلبث في الأرض ما شاء الله ، ثم يجيء عيسى ابن مريم من قبل المغرب مصدقا بمحمد صلى الله عليه وسلم فيقتل الدجال ، وإنما هو قيام الساعة ” رواه أحمد في سنده عن روح وعبد الوهاب بن عطاء عن سعيد.
ولتوضيح وشرح وجاهة عيسى إبن مريم في الدنيا والآخرة، قال تعالى :” إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)” -آل عمران.
وأخيراً الثورات العربية بعيون الجفر الشريف، علاقة السودان بالإنبياء وعلاقة جبل مرة بنبي الله موسى عليه السلام.
كتاب لرئيس قسم الأديان بجامعة لوثر بأيوا الأميركية
بعنوان (هل كان المسيح مسلما؟)
رغم مرور ثلاث سنوات على إصداره، لا يزال كتاب “هل كان المسيح مسلما؟” لمؤلفه رئيس قسم الأديان والعقائد في جامعة لوثر بولاية أيوا الأميركية البروفيسور روبرت شيدينغر يثير جدلا متواصلا في الولايات المتحدة، دفع بعض معارضيه إلى مطالبته بالاعتذار عن “جهله المطبق”.
وبحسب ما جاء في مقدمة الكتاب، عمد شيدينغر إلى تأليفه بعد رحلة بحث مضنية استمرت طيلة عقد من الزمان، على خلفية اعتراض إحدى طالباته – وهي مغربية تدعى هدى- على الطريقة التي كان يدرّس بها الإسلام، ليتوصل إلى نتيجة مفادها أن المسيح مسلم رغم أن ولادته سبقت مجيء الإسلام بأكثر من ستة قرون، وهي نتيجة صدمت ملايين المسيحيين في الولايات المتحدة وأثارت استياءهم.
ورغم الانتقادات والاعتراضات المتكررة، لا يتردد شيدينغر من تأكيد ما انتهى إليه بحثه، حيث أعلن مرارا “رغم أنني مسيحي فإنني مضطر للقول إن المسيح كان مسلما”، مشددا على أن “الإعلان بأن المسيح كان مسلما لا يزعجني ولا يحرجني”، وأكد أن هذه الحقيقة يمكن أن تؤسس للتفاهم والتعاون البناء بين المسلمين والمسيحيين، وأن تدعم جهودهم لتحقيق السلام في العالم.
ويبني شيدينغر دراسته البحثية انطلاقا من تساؤل استفزازي مثير للفضول: هل يفهم المسلمون المسيح من خلال مقاربة تاريخية أكثر مما يفعل المسيحيون؟ ويقود هذا السؤال الباحث إلى استقصاء وتحدي سلسلة طويلة من الدراسات الدينية التخصصية، لا سيما في مجال دراسات مقارنة الأديان، متفحصا السياقات التي أدت إلى ضرورات التمييز بين السياسة والعقيدة والتي كان من بين نتائجها عزل الدين عن الأسئلة الثقافية والاجتماعية العميقة، ومنتهيا إلى خلاصات “أكثر دقة” و”أعمق احتراما” ترجح احتمالات التفاهم والتعاون المتبادل بين المسلمين والمسيحيين.
كما أن شيدينغر لا يتعامل في بحثه مع الإسلام بوصفه دينا، وإنما بوصفه حركة اجتماعية تنشد العدالة التي تطلّع المسيح إلى تحقيقها وترسيخها في مجتمعه فكان بذلك مسلما. وقال في مقابلة صحفية “لقد توجب علي إعادة التفكير بالإسلام، وانتهيت إلى خلاصة مفادها أنه (الإسلام) حركة عدالة اجتماعية، وهذا ما كان من شأن المسيح، لذلك أرى أن المسيح مسلم أكثر من كونه مسيحيا بالمعنى الروحاني لمفهوم المخلّص الذي جاء ليفتدي خطايا البشر”.
وقد رفض راعي كنيسة الإنجيل المعمدانية مات والترز هذا الطرح، وقال إن “المسلمين لا يعترفون بألوهية المسيح، فكيف يمكن للمسيح أن يتبع نظاما عقائديا يصفه بالكاذب؟”.
ويجادل المعترضون بأن شيدينغر صاحب “أجندة اجتماعية” تصوّر المسيح على أنه “قائد حركة اجتماعية أكثر منه قائدا روحانيا”، ويزعم هؤلاء أن تفكير المؤلف تعسفي وتوليفي يسعى لتأصيل “حقيقة لا يقبلها المسلمون والمسيحيون الحقيقيون”.
غير أن البعض يرى – وانطلاقا من حقيقة أن ميلاد المسيح سبق مجيء الإسلام بـ622 عاما- أن “السؤال الأكثر واقعية ومنطقية يجب أن يكون: هل كان (النبي) محمد مسيحيا؟”.
كما يأخذ البعض الآخر على شيدينغر اعتماده على دراسات وأطروحات أكاديمية ضحلة وينتقدون محاولاته إعادة تعريف مفاهيم الدين والعقيدة والثقافة وغيرها، رغم أنها مفاهيم مستقرة بأذهان الناس منذ مئات وآلاف السنين.
الجدير بالذكر أن جامعة لوثر ساندت البروفيسور شيدينغر إزاء ما يتعرض له من انتقادات، وقال متحدث باسمها إن “الإدارة تؤيد بشكل كامل أطروحة شيدينغر”.
المصدر :www.aljazeern.net
أقـول : تعقيباً لكتاب البروفسير (شيدينغر) من المعلوم أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء.
قال ابن تيمية :
” وأبلغ من ذلك أن الله تعالى أخبر في كتابه أن الإسلام دين الأنبياء كنوح وإبراهيم ويعقوب وأتباعهم إلى الحواريين وهذا تحقيق لقوله تعالى { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } و {إن الدين عند الله الإسلام} في كل زمان ومكان.
قال تعالى عن نوح أول رسول بعثه الى الأرض:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ* فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
فهذا نوح الذي غرق أهل الأرض بدعوته وجعل جميع الآدميين من ذريته يذكر أنه أمر أن يكون من المسلمين.
وأما الخليل فقال تعالى:{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} فقد أخبر تعالى أنه أمر الخليل بالإسلام وأنه قال أسلمت لرب العالمين وأن إبراهيم وصى بنيه ويعقوب وصى بنيه أن لا يموتن إلا وهم مسلمون.
وقال تعالى: ” مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ” (67) سورة آل عمران. وقال تعالى عن يوسف الصديق بن يعقوب أنه قال: ” رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} (101) سورة يوسف وقد قال تعالى عن موسى: ” وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} (84) سورة يونس ، وقال عن السحرة الذين آمنوا بموسى: “{قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ” (50) – (51) سورة الشعراء، وقال تعالى: {وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } (126) سورة الأعراف
قال تعالى في قصة سليمان: ” إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ” (30) سورة النمل و {قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} (38) سورة النمل. وقال تعالى: {فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ” (42) سورة النمل
وقال تعالى عن بلقيس التي آمنت بسليمان: {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” (44) سورة النمل .
” إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ ” (44) سورة المائدة
وقال تعالى عن الحواريين: ” وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ” (111) سورة المائدة .
فهؤلاء الأنبياء وأتباعهم يذكر الله تعالى أنهم كانوا مسلمين. وهذا مما يبين أن قوله تعالى { {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (85) سورة آل عمران.
وقوله {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (19) سورة آل عمران .
لا يختص بمن بعث إليه محمد بل هو حكم عام في الأولين والآخرين ولهذا قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} (125) سورة النساء.
وقال تعالى: {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (111) سورة البقرة ” أهـ . المصدر : دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية.
أقول : إذا كان الإسلام هو دين جميع الأنبياء وعيسى إبن مريم من جملة هؤلاء الأنبياء، فلابد أن يعود بالإسلام.
عن سمرة بن جندب – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: يجيء عيسى بن مريم من قبل المغرب مصدقاً بمحمد – صلى الله عليه وسلم – وعلى ملته.. رواه أحمد.
جميع الأحاديث التي تتحدث عن نزول عيسى إبن مريم تثبت أنه مسلماً، إماماً مهدياً، وليس نبي، الحديث السابق يشير صراحة لموقع مجيئ المسيح عيسى إبن مريم الذي جهلته الأمة الإسلامية، وهو المجيئ من قبل المغرب (السودان) عمـــوما، ومن غرب السودان خصوصاً، وعلى ملة الرسول صلى الله عليه وسلم أي مسلماً.
جاء في موقع (مدينة كوستي) على الانترنت مقال بعنوان :
اعجاز السنة النبوية فى حديث للرسول محمد (ص) عن رعاة الأبل فى السودان
قال كاتب المقال : كنت أقرأ في تفسير سورة الواقعة وأنه عندما أنزلت الآية التي ورد (فيها ثلة من الأولين وقليل من الآخرين) وبلغ ذلك الفاروق -رضي الله عنه- فكأنما حاك في نفسه شيء منها فجاء إلى الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وقال له: أثلة من الأولين تدخل الجنة وقليل من الآخرين يدخلون الجنة؟ أكثير من الأمم السابقة تدخل الجنة وقليل منا نحن المسلمين يدخلون الجنة يا رسول الله؟ فسكت الرسول الكريم ولم يجبه حيث إن باقي السورة لم يكن قد أنزل عليه بعد، ثم أنزلت عليه الآيات الباقية من السورة وجاء فيها ثلة من الأولين وثلة من الآخرين فأرسل – صلى الله عليه وســلم- إلى الصحابي الجليل عمر – رضي الله عنه-، وعندما قدم عليه قال له: تعال يا عمر واسمع ما قد أنزل الله {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين}، فسري عنه -رضي الله عنه- وتبسم علامة الرضى وقال له – صلى الله عليه وسلم- «ألا وإن من آدم إليَّ ثلة وأنا وأمتي ثلة ولن تكتمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل ممن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له”… فما صور الإعجاز التي حواها هذا الحديث؟ لقد تبين لي أن هذا الحديث حوى ثلاثة أنواع من الإعجاز هي كما يأتي:
أولاً- هل كان في أيام رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم- بلد يسمى السودان؟ ومن أخبره بأنه سوف يكون في آخر الزمان بلد يسمى السودان؟ أليس ذلك علم لا يملكه إلا علام الغيوب؟
ثانيًا: من قال للرسول الكريم إنه وبعد ما يزيد على 1400 عام سيكون في هذا البلد إبل ورعاة إبل؟ بل يكون فيه أكبر عدد من رعاة الإبل في العالم أجمع فكما هو معروف فإن السودان هو البلد الذي يوجد فيه أكبر عدد من رؤوس الإبل في العالم، وبالتالي فهو يحوي أكبر عدد من رعاة الإبل في العالم أيضًا وإذا أردنا أن نستعين برعاة الإبل فمن الطبيعي أن نستعين بالعدد الأكبر منهم وذلك يعني أن نستعين برعاة الإبل من أهل السودان كما ورد في الحديث بالضبط ولكن المذهل أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- حدد أن الاستعانة ستكون بمن يشهد بشهادة (لا إله إلا الله) ولن تجد راعي إبل في السودان لا يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وكل رعاة الإبل في السودان مسلمون يشهدون بهذه الشهادة ،… كما أن الإعجاز لا ينتهي عند هذا الحد بل يتعداه إلى الأكثر من ذلك إذ أن اسم السودان كان يطلق على أكثر من بلد في إفريقيا نذكر منها تشاد التي كانت تسمى السودان الفرنسي ولأن هذا الحديث من لدن من لا ينطق عن الهوى فقد قامت كل الدول التي تسمى بالسودان بتغيير اسمها بعد استقلالها ما عدا السودان الحالي الذي بقي على اسمه رغم قيام دعوة قوية جدًا في الستينيات من القرن الماضي لتغيير اسمه إلى اسم آخر وأذكر من الأسماء التي اقترحت (الجمهورية العربية الإفريقية) وقد كان وراء هذه الدعوة المحمومة (المغضوب عليهم والضالين) من اليهود والنصارى وذلك بهدف إثبات كذب أحاديث رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – وتشكيكنا نحن المسلمين في ديننا إذ لو تمكنوا من تغيير اسم السودان لكان ذلك حجة على المسلمين ولقال اليهود والنصارى لنا : رسولكم يكذب فقد قال إن هناك بلدًا اسمه السودان، ولكن لا يوجد بلد يسمى السودان!! ولتعلموا أيها المسلمون أن هؤلاء الحاقدين من اليهود والنصارى قد درسوا ديننا دراسة دقيقة وشاملة ويعلمون أنه دين الحق وأنه الدين المنصور في آخر الزمان وقد ورد ذلك في كتبهم حسب عقيدة الهر مجدون التي يؤمنون بها إيمانًا مطلقًا والتي تقول حسب ما ورد في كتبهم بأن المسلمين سوف يقاتلونهم في آخر الزمان بقيادة مقاتل مسلم شرس صعب المراس يضربهم بسلاح يسقط لحم وجـــوهــهم وينـتــصر علــيهم ولكنهــم – وحسدًا من عند أنفسهم ورغم علمهم بذلك- يريدون تشكيكنا في ديننا لأنهم يعلمون أنهم مهما فعلوا لن يستطيعوا تحويل مسلم عن دينه مهما بذلوا من جهد ولذلك حاولوا تغيير اسم السودان ونجحوا في ذلك في كل الدول التي تحمل هذا الاسم ما عدا البلد الوحيد الذي تنطبق عليه كل الشروط والصفات الموضحة في حديث الرسول الكريم – صلى الله عليه وسل…
… ويظل السودان ناصرًا للدعوة المحمدية ولدين الله الخاتم ويتحقق مرة أخرى الإعجاز المبهر وفقًا لما جاء في هذا الحديث بالتمام دون أي تغيير من نصر للإسلام ولأمة الإسلام على يد أهل السودان.
وبعد أن تبين لنا ما حواه هذا الحديث من ألوان الإعجاز المبهرة التي يجب أن توقظ فينا مشاعر الغيرة على هذا الدين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فماذا نستنتج من حقائق بناءً على ما ورد فيه؟ الواقع أننا نستنتج الحقائق الآتية:
أن للسودان دورًا مقدرًا في نصرة هذا الدين في المستقبل القريب وأن أهل السودان قد اصطفاهم الله لنصرة هذا الدين وأن هذا الاصطفاء هو اصطفاء ابتلاء لأن الأمر الذي اختارهم الله له سوف تحاربهم بسببه كل الأمم الكافرة والمشركة لتردهم عنه وأن على أهل السودان أن يعدوا العدة له حسب التكليف الرباني الملقى على عاتقهم وفرض عين على جميع المسلمين مؤازرتهم ومناصرتهم بالمال والسلاح وبكل ما يملكون لنصرة هذا الدين ورد كيد أعدائه
الأمر الثاني المهم الذي يجب أن يتنبه له أهل الإسلام قاطبة أننا في آخر الزمان لأن اكتمال ثلته – صلى الله عليه وسلم- لا يكون إلا في آخر الزمان وأن أهل السودان يقومون بنصر الإسلام في آخر الزمان وفقًا لما ورد في الحديث محل الدراسة وهذا يستلزم من كل المسلمين عربًا وعجمًا أبيضهم وأصفرهم أحمرهم وأسودهم، الأوبة والتوبة إلى الله من الذنوب والآثام وإخلاص العمل والنية لله عسى أن يرضى عنا وينصرنا ولا يخذلنا أو يغضب علينا كما غضب على بعض الأمم قبلنا ممن قالوا: {اذهب أنت وربك فقاتلا إننا هاهنا قاعدون} أو ممن قالوا: {إن الله ثالث ثلاثة} وأن علينا الاستعداد للجهاد في سبيله بأنفسنا وأموالنا وأولادنا وكل ما نملك وتلك تجارة لن تبور. ..