
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الفهرست
المقدمة
مشكلة بكْوَل بين الفيارين وأولاد كامل.
المسيح المهدي أخواله كلب.
وصف المسيح المهدي سليمان.
المسيرية الحُمُر وحرب بحر العرب القادمة
الخاتمة
المقدمة
في أواخر أبريل من عام 1981م – الموافق 1401هـ, وقعت مشكلة قبلية بين المسيرية الحُمُر والرزيقات, أعتقلت على أثرها رغم أني لم أشارك في القتال القبلي الذي حدث بل لم أكن بمسرح الحادث عند وقوعه. مكثت مدة في سجن الضعين ثم نقلت لاحقا إلى سجن نيالا. وفي أغسطس عام 1981م ومن داخل سجن نيالا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعلان دعوتي لله عز وجل, بوصفي المسيح عيسى بن مريم بميلادا ثاني – عام 1947م, بعثت مهدياً خاتماً لخلفاء الله على الأرض. بقوله صلى الله عليه وسلم لي يقظة وجهرة: “إصدع بما تؤمر“. فأضمرت في نفسي بأن أبدأ الدعوة عند خروجي من السجن, لا سيما وأني أنتظر إفراجاً في أي لحظة. وعندها وقع لي خطاب من الحق عز وجل بقوله لي: ” إني لا يخاف لدي المرسلون“. فبدأت الدعوة من داخل سجن نيالا.
ومن يومها وإلى الآن مضت أكثر من ثلاثين سنة, وشخصي الضعيف داعياً إلى الله بإذنه, على هدى الرسالة الخاتمة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم, مجدداً للدين الإسلامي, إذ لا دين لمن لا إسلام له, ولا إسلام لمن لم يتبعني مبايعاً على السمع والطاعة فيما تحب النفس أو تكره. لأن صلة العباد بالله عز وجل رب العباد أساسها هو اتباع خليفة الله المرسل, نبيا كان أم رسولاً حتى ختمهما بمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم, أو مهدي زمانه وأخصهم وخاتمهم المسيح بن مريم شخصي سليمان أبي القاسم موسى ولله الحمد.
أخرج الطبراني في الكبير, بسنده عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من فارق جماعة المسلمين قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه, ومن مات وليس عليه إمام فميتته جاهلية, ومن مات تحت راية عمية تدعو إلى عصبية أو تنصر عصبية فقتلته جاهلية”. الطبراني الكبير – ج 10 –ص 350- ح رقم 10587.
ربقة الإسلام هي العهد أو العقد الذي يدخل المرء في دائرة الإسلام وتلك هي البيعة والطاعة لإمام وقته وزمانه, فهو العاصم من ميتة الجاهلية, وتعني موت على غير الإسلام وإن أدى المرء كل الفروض. فشرط الإسلام بعد انتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتباع خليفة وإمام مرسل مبعوث من الله وليس اتباع الحكام والرؤساء السابقين أو المعاصرين إلا من كان منهم إماماً ربانياً بحق.
وعودة إلى أصل الموضوع, فإن واقعة اعتقالي عام 1981م على خلفية الإقتتال القبلي بين الرزيقات والمسيرية الحُمُر, ومنهم الفيارين العشيرة التي ينتمي إليها أولاد ريد أسرتي ” وهم من الأشراف من ذرية الحسن والحسين عليهما السلام”. كان لإعتقالي مغزىً محدداً في أحاديث السنة النبوية على نبيها الصلاة والسلام, وما روي من أخبار عن أئمة أهل البيت الأوائل عليهم السلام, بأن من علامات ظهور المهدي المنتظر حروب القبائل مع بعضها البعض. والمهدي المنتظر حقيقة هو المسيح عيسى بن مريم بميلاد ثاني في أهل البيت الشريف, حيث يكسبه ذلك الميلاد صفة المسيح الهادي لأن النبوة والرسالة ختمتا بمحمد صلى الله عليه وسلم. والمسيح الهادي هو شخصي “الفقير إلى ربه” سليمان أبي القاسم موسى.
ومن ثم كان حادث الإحتراب القبلي بين المسيرية الحُمُر والرزيقات عام 1981م, هو حرب القبائل التي أبرزت الظهور الأصغر لشخصي سليمان المسيح المهدي, والظهور الأصغر هو بدء الدعوة من أغسطس من عام 1981م من داخل سجن نيالا واستمرارها حتى يومنا هذا.
أما مشكلة بكْوَل, بين الفيارين وأولاد كامل – أي صراع الحُمُر فيما بينهم. والتي جاءت عنواناً رئيساً للمنشور, فليست مرادة في حد ذاتها, كحدث أمجده أو أفخر به, فشخصي أبعد من تلك الجاهليات لأنني خليفة لله عز وجل وعلى بينة من أمري ولكن جاءت الإشارة إليه لسببين هما:-
أولا
أن الحدث كاقتتال قبلي وقع في القرن التاسع عشر الميلادي، لأن الشيخ عبد القاسم (أبو إسماعيل الولي) بن علي أب شعر عاش في الفترة من 1800 إلى 1879م تاريخ وفاته, وكان معاصرا لذلك الحدث.
وقد أشار الشيخ عبد القاسم (أبو إسماعيل الولي) وهو جدي الثاني أشار قبل ذلك الحادث أو بعده, بأن المهدي تلده امرأة من ذريته ( تفصيل الواقعة بالفصل الثاني). والمهدي الذي ينسب لوالدته هو المسيح عيسى بن مريم شخصي سليمان وليس أي مهدياً آخر مضى زمانه. فكانت حادثة بكْوَل ذات دلالة من وراء حجاب, تماثل دلالة الإقتتال بين الحُمُر والرزيقات عام 1981م.
ثانيا:
لم يكن الإقتتال في حادثة بكْوَل, من أجل الأرض, كما يثار اليوم وسط بعض قبائل الحُمُر والزرق والرزيقات. وإنما كان سببه رفض طائفة من الحُمُر الإحتكام لعرف قبلي مصدره الشرع الإسلامي. فوقف الفيارين ودار أم شيبة الزرقة من أولاد كامل مع العرف والشرع, وناهض باقي أولاد كامل ذلك الموقف فوقعت الحرب.
ومن ثم, فرغم الطابع القبلي للإحتراب في ذلك الحادث, إلا أن سببه الشرعي يخرجه من دائرة حروب القبائل المبنية على دعاوى جاهلية. وجاءت الإشارة إليه لأنه يحمل قاعدة شرعية بأن النصر حليف من انتصر إلى الحق. وهذه رسالة ينبغي على المسيرية كافة فهمها وتعقلها, فلا نصر لهم في أبيي أو بحر العرب إلا باتباع الحق الذي جئت به من عند الله عز وجل.
وعطف على بدء, فلما كان ظهوري الأصغر علامته حرب قبلية بين الحُمُر والرزيقات عام 1981م, فإن الظهور الأكبر ستكون علامته حرب قبلية كذلك, بين المسيرية الحُمُر والدينكا.
ففي عام 1992م أو 1993 م وقع لي خطاب من الحق عز وجل بقوله لي: “إن آية فرض القيادة العسكرية الدينية الجديدة, معركة تقع ببحر العرب, بين العرب والدينكا تستمر لمدة يومين, يبدأ بعدها العرب في التقهقر. فتلتف طائفة منهم حولك بهم يتم النصر”.
هذه هي الصفحة الأولى من حرب بحر العرب المفصلة في هذا المنشور – الفصل الثالث. ولن تقتصر تلك الحرب على المسيرية الحُمُر والدينكا وإن كانوا مشعليها على دعوى جاهلية, كصراع على الأرض دون فهم عقائدي لحقيقة الصراع, ودون اتباع لشخص الإمام والخليفة الرباني الذي ينصر الحق ويدفع الباطل.
ستمتد تلك الحرب لتشكل صراعاً عسكرياً شاملاً بين دولتيّ السودان الشمالي والجنوبي, ولكلِ أنصاره. ليؤدي ذلك الصراع إلى تدخل الدجال الإمريكي الصهيوني -السفياني- مناصراً لدولة الجنوب. وتلك علامة مجيئي من دارفور -خراسان الغرب- وبرفقتي أصحابي والسودان رعاة الإبل ثوار دارفور الركن الشديد الذين لا يخافون في الله لومة لائم, إلى كردفان (كوفة المهدي) فيلتف حولي طائفة من الحُمُر فتبدأ أول فصول ملحمة الملاحم أو أم المعارك بالمسمى المعاصر, فأرد الدجال الباغي الضليل على أعقابه, وأوحد السودان ثانية ليؤدي السود الجعد وهم أهل السودان (الراية السوداء), ما هو مناط بهم كقدر رباني بتحرير القدس الشريف وتدمير الكيان الصهيوني عرش المسيح الكذاب, وذلك كائن بوعد الله عز وجل والله لا يخلف الميعاد.
يقول تعالى في محكم التنزيل: “وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)” سورة آل عمران -الآية (146-148).
ويقول تعالى في سورة النبأ: “ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)” النبأ -الآية (1-5). والله من وراء القصد.
الفصل الأول
مشكلة بكْوَل بين الفيارين وأولاد كامل
في حياة الشيخ عبد القاسم (أبو إسماعيل الولي) بن علي أب شعر, وقعت حرب بين قبيلتي الفيارين وأولاد كامل من العجائرة (المسيرية الحُمُر), وكان عبد القاسم (أبو إسماعيل الولي) وهو جدي الثاني قد عاش في الفترة من 1800م إلى وفاته عام 1879م ودفن بمدينة بابنوسة.
وتقول الرواية المتداولة شفاهة عند الفيارين وأولاد كامل (دار أم شيلة الزرقة):
“كان لسليمان ليل بن ساغة بن مدني –فيراني- مولى يسمى كواك أبو حريرة. له بنات حصل شجار بينهن وبين بكْوَل من موالي أولاد كامل. فقتلّن بنات كواك بكْوَل مولى أولاد كامل. وقبل الطرفان – الفيارين وأولاد كامل- الإحتكام إلى العرف القبلى السائد بأن يدفع الفيارون الدية لأولاد كامل, واشترط أولاد كامل أن تكون الدية كاملة -أي دية رجل حر. ورفض الفيارون ذلك والتزموا بدفع دية عبد مملوك, ولم يقبل أولاد كامل ذلك, فوقع الخلاف, وحصل إنشقاق وسط عشائر أولاد كامل, إذ وقفت عشيرة دار أم شيبة الزرقة مع الفيارين, وبقيت دار أم شيبة الحَمرة مع باقي أولاد كامل. ودارت رحى الحرب بين الطرفين الفيارين ومعهم دار أم شيبة الزرقة من أولاد كامل من جهة, وباقي أولاد كامل ( كلابنة- دار أم شيبة الحَمرة- دار سالم…) من جهة أخرى, وانتصر الفيارون وحلفائهم من دار أم شيبة الزرقة في الحرب.
وأدناه طرف من الأشعار المحلية التي تصف تلك الحرب وفرسانها:
داك أبو إسماعيل أب قرن سنين طعّان.
وأبو شنوبة التور أبو ضرعان.
وآدم الدليديم شالها من دارفور لكردفان.
وسليمان ليل الليل الغطّى الجبال.
وداود العاملي بَطْرَد ويقبل بالتِنبَار.
وين الكاملي الجيعان ببيعه بموصة ومرجان.
هذه الأبيات لفاطمة الملقبة بأم سعفاية وهي جدة عبد القاسم أبو إسماعيل من أولاد ريد ومعها أم لوم جدة بركة عبد الباقي حامد من أولاد ريد, وثالثة هنية من أولاد أم هاني.
عندما تغلب الفيارون ودار أم شيبة الزرقة على باقي أولاد كامل, دعا أولاد كامل باقي قبائل الحُمُر إلى مناصرتهم, واستجابوا لذلك وهنا رأى الفيارون ودار أم شيبة الزرقة أن لا طاقة لهم بقتال كل قبائل الحُمُر, فانضموا إلى الرزيقات بدارفور ورحلوا عن دار المسيرية الحُمُر. وبِخُلوِّ الدار من الفيارين ودار أم شيبة الزرقة, شنّ المزاغنة حرباً على أولاد كامل وبسطوا سيطرتهم على أرض الحُمُر بالقوة فتأكد لأولاد كامل أن لا سبيل لوقف هيمنة المزاغنة إلا بعودة الفيارين ودار أم شيبة الزرقة من ديار الرزيقات. فقام أعيان من الحُمُر بالذهاب إلى الرزيقات وعقدوا معهم إتفاقية عاد بموجبها الفيارون ودار أم شيبة الزرقة إلى ديارهم السابقة.
وقالت يومها إحدى الشاعرات في فارس اسمه أبو حورية من أولاد كامل – دار أم شيبة الزرقة – الآتي رجزاً:
قالوا أبو حورية جاء.
إن قال جاء أعطيته شاه.
وإن قال جاء النقعة أعطيته جضعة.
وإن قال حط الحقو أعطيته فلو.
وإن قال حط الكندية أعطيته غلة حليوه.
المصدر العمدة سعيد بن العمدة حمدين إيدام – عمدة دار أم شيبة الزرقة.
ما سبق بيانه طرف من وقائع الصراع الذي نشأ بين الفيارين وأولاد كامل باستثناء دار أم شيبة الزرقة الذين ناصروا الفيارين, لم يكن الصراع سببه لمن الأرض؟ كما يقال اليوم إنما سببه حادث قتل بكْوَل بواسطة بنات كواك أبو الحريرة.
لقد جاب الفيارون أرض الحُمُر بأطرافها كافة كأصحاب أرض أُسوة بالآخرين وليس من شاهد يدلل على ذلك أقوى من الأضرحة والمزارت لعدد من الأولياء الصالحين من الفيارين نذكر منهم الآتية أسماؤهم:-
عبد الصادق أبو ضيلح توفي في جليبة العرضة جنوب شرق الميرم.
كواك وسمى كواك باسم الرجل الذي قَتلت بناته بكْوَل, ودفن جنوب طوال.
ماحي الإحيمر وتوفي في طوال جنوب ناما.
سالم أبو جرائد دفن بهجليج وهو جد هدية بت مسعود من أولاد ريد.
علي أب شعر ودفن بالمجلد من أولاد ريد.
عبد القاسم “أبو إسماعيل الولي” ودفن ببابنوسة عام1879م.
وتروى قصص وأحداث عن جدي عبد القاسم (أبو إسماعيل الولي) بن علي أب شعر تثبت بوضوح أنه كان من الأولياء والأقطاب المتصرفين بالإذن الرباني وأورد أدناه الواقعتين التاليتين:
أولهما يرويها الراحل الناظر بابو نمر يسندها إلى شخص سماه باسمه يقول: المغفور له بإذن الله الناظر بابو نمر: “جاءت امرأة توفى عنها زوجها إلى عبد القاسم “إبو اسماعيل الولي”, شاكية له أخ زوجها بأنه استحوذ على المال ولا يعطيها ما تنفقه على أبناءها الصغار, فذهب معها عبد القاسم إلى أخ زوجها المرحوم فنظر إليه الرجل بعين حمراء فقال له عبد القاسم: بتحمر لي مالك. فرد الرجل: ما شايف. فقال له عبد القاسم: أريتك ما تشوف”. بمعنى إنشالله ما تشوف. فعمى الرجل وذهب بصره في تلك اللحظة”.
أما الواقعة الثانية فيرويها عبد الصادق الملقب ببريقع وهو من أسرتي أولاد ريد ومضمونها الآتي:
“في حياة عبد القاسم ( أبو اسماعيل الولي), كان أحد أجدادنا يسمى الحريكة (وهو جد حسن مكي الحريكة المقيم اليوم بالميرم). ولم يكن على وفاق مع جدي عبد القاسم فرحل الحريكة من دار المسيرية للأبيض وسكن مع إسماعيل الولي بن عبد القاسم. وفي صباح يوم ذهب عبد القاسم (أبو اسماعيل) إلى أولياء جدنا الحريكة وقال لهم: أمس ضربت الحريكة وكسرته وهو نايم مكسر في الأبيض. فقام أولياء الحريكة بالسفر إلى الأبيض ووجدوا جدنا الحريكة مكسر طريح الفراش وقال لهم: ضربني عبد القاسم. علما بأن عبد القاسم لم يتحرك من فريقه بالميرم والحريكة لم يغادر الأبيض وهذا هو الإعجاز والتصرف الخارق للعادة.
والواقعتان كمثال يؤكدان على قطبانية عبد القاسم (أبو اسماعيل الولي) بن علي أب شعر بلا شك. وأشير هنا كذلك بأن حادث بكْوَل وما اتصل به من حرب ونصر قامت كل وقائعه وأحداثه على كاهل جدي الشيخ عبد القاسم (أبو اسماعيل الولي) بن علي بن أبي شعر عليهم السلام. وهذا ما أكده لي ابن عمي عثمان حمدان عبد القادر علي أب شعر.
وتقول الرواية عن: (آدم اسماعيل أبو بقادي ويعقوب اسماعيل أبو بقادي وموسى أبو القاسم موسى) أن أول من وصل من المسيرية إلى دار المسيرية الحالية هم سبعة أشخاص اقتفوا أثر ثور لحمدان أبو هزلة فقادهم إلى كردفان-دار المسيرية وهم:-
بلايل أبو سنبلة –فيراني كميلي حنبلي.
علي أبو الفضل جد عبد الله الدحيش –فيراني من أم هاني.
رجل من الجنامتة –فيراني أيسري.
عبيد أبو شيبة – كاملي شيباني (دار أم شيبة).
كلبون وهو كاملي كلبوني.
حامد الأحيمر -فيراني- من أولاد زبراجي .
وآخر من حضر من الفيارين أولاد عوانة وآخر من حضر من أولاد كامل دار سالم.
ومن ثم واستنادا على هذه الرواية فإن الفيارين وأولاد كامل هم أول من حطّ الرحال بدار المسيرية الكائنة اليوم, وليس في هذا القول نفي للآخرين من المسيرية حمر وزرق وحقهم كغيرهم في السيادة على الأرض والإنتفاع بها والدفاع عنها, لا سيما وأرض المسيرية تتعرض اليوم لسرقة كبرى بقيادة أمريكا والصهيونية ومن خلفهم يقف الزراع الأمريكي داخل الحركة الشعبية بدولة الجنوب, التي تسيطر الآن على بحار المسيرية الخمسة (بحر الغزال – بحر الزراف- بحر الجبل- بحر الجُر –وهو بحر العرب حقيقة لأن كلمة جُر في لهجة الدينكا تعني العرب, وبحر اللول ويسمى بحر الحُمُر حسب خرائط ماردون عام 1901م – 1903م ) فهذه الأنهار الخمسة ملك عين للمسيرية تمت سرقتها بموجب نيفاشا 2005م وحق تقريرالمصير, ويتم الإعداد الآن لإضافة إبيي إلى الأرض المسروقة. مما يستوجب وحدة المسيرية والحُمُر خاصة وإصطفافهم خلف رايتي بوصفي المسيح المهدي المحمدي سليمان أبي القاسم موسى, فهم أهلي وأعرف الناس بي, فقد ولدتُ وترعرعت بينهم وهم المشار إليهم بقبيلة كلب في الأحاديث النبوية وأخبار أئمة أهل البيت بما يعرف بنشأة رجل من قريش أخواله كلب وهو شخصي المسيح المهدي سليمان, وأفصل ذلك في الفصل التالي.
الفصل الثاني
المسيح المهدي أخواله كلب
أخرج أبو داؤود بإسناده عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يكون اختلاف عند موت خليفة – فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام, ويبعث إليه بعث من أهل الشام فيخسف بهم بالبيداء, بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق, فيبايعونه بين الركن والمقام, ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم, وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب, فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويُلقى الإسلام بجرانه في الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون”. قال ابو داؤود قال بعضهم عن هشام: تسع سنين – أبو داؤود – ح رقم 4286.
واقول:
إن الشخص الذي يعمل في الناس بسنة نبيهم أي بسنة وهدي النبي الخاتم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ويظهر على يديه الإسلام على الأرض ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون هو مهدي ليس كمن سبقه من المهديين لأنه يتبع سنة النبي الخاتم ويأخذ بمنهجه التشريعي في الحكم ولا مهدي يوصف بهذا الوصف المعلوم بالضرورة في حق المهديين إلا المسيح عيسى بن مريم في مجيئه الثاني خليفة لله على الأرض, وهو شخصي الفقير إلى الله سليمان أبي القاسم موسى, لأني في بعثتي الأولى نبياً ورسولاً في بني إسرائيل كان لي شرعي الخاص دون الشريعة المحمدية رغم كوني مسلماً من قبل, وفي هذا الزمان.
ومن ثم يتحقق بتجلي وقائعي ما أورده النبي الأمي صلى الله عليه وسلم عن شخصي في عجز الحديث من قوله: “ويعمل في الناس بسنة نبيهم حتى… ويصلى عليه المسلمون”. وقوله صلى الله عليه وسلم: “ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب”. النشأة هنا معناها الخلق يقول تعالى في سورة الواقعة: “وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62)“. الواقعة – الآية 62. ويقول تعالى في ذات السورة: “أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72)“. الواقعة – الأية 71-72. ومن ثم فجملة “ينشأ رجل من قريش أخواله كلب”, تعني ميلاد وخلق جديد لرجل عاش حياة من قبل فأعاد الله عز وجل خلقه ونشأته وهو المسيح المهدي سليمان شخصي لا غيره. فميلادي الثاني في أهل البيت يكسبني النسب القرشي, وأخوالي من كلب هم المسيرية. إذ أن كلب هو كلب بن كبير بن عدي بن الطول بن عوف بن قطفان بن قيس بن جهينة. والمسيرية من جهينة اليمن فهم كلب أخوال المسيح المهدي سليمان شخصي.
والمسيرية كلب هم عصائب أهل العراق وفق الحديث, والعراق هنا بمعناه اللغوي وليس بمعناه الجغرافي المعلموم فكلمة عراق في العربية تعني أرض الساحل وقيل أنها سميت أرض الساحل لقربها من البحر, وكل استواء عند بحر أو نهر يسمى عراق – الموسوعة الحرة- على الإنترنت- ويقال العراق جمع عرق والعروق لكثرة الأنهار وتشعبها- المصدر السابق. فأرض المسيرية وبحارها الخمسة هي العراق والمسيرية هم عصائب العراق بلفظ الحديث ومعناه.
وعطفاً على بدء فالرجل الذي يبايع بمكة وهو كاره هو شخصي المسيح المهدي سليمان والمدينة هي كردفان كوفة المهدي (راجع المنشور رقم 62). ومكة هنا يراد بها جبل مرة وهو جبل الطور المقدس (راجع المنشور رقم 63) والشام هو السودان. وبعث الشام هو جيش الدجال السفياني الأمريكي الصهيوني, فيقع بهم الخسف كإعجاز رباني, ثم تتحول الحرب إلى الكوفة- كردفان- بمجيئي إليها من دارفور– خراسان الغرب وبرفقتي السودان رعاة الإبل -ثوار دارفور- وهم أبدال الشام بالحديث فيصطف حولي المسيرية كلب فيُهزم الدجال الأميركي الصهيوني والخائب من خاب عن غنيمة كلب.
إن نقطة الحديث المركزية هي ميلاد المسيح شخصي سليمان أبي القاسم موسى ثانيةً وأخوالي هم المسيرية أبناء كلب من جهينة وهذا يعني بوضوح بأن للمسيرية دوراً في نصرة الحق الرباني الذي جئت به من عند الله عز وجل على هدى الرسالة المحمدية الخاتمة مجدداً للدين, وأذكر أنه عام 1993 – أو 1994م وكنت يومها بنيالا بجنوب دارفور وقع لي خطاب من الحق عز وجل بقوله لي:-
“أخرج إلى أهلك لعل الله يهديهم بك”.
وفي أكتوبر عام 1994م خرجت من نيالا إلى بادية المسيرية ببحر العرب مهاجراً لله وداعياً المسيرية للإصطفاف خلفي فبايعني جمع غفير منهم, وخاصة من عشائر أولاد كامل (كلابنة ودار أم شيبة) وأولاد عمران وبعض من قبيلة الفيارين.
فتحقق بذلك طرف من قوله تعالى لي: “لعل الله يهديهم بك”, فهم كلب أخوال المسيح المهدي سليمان ولله الحمد.
وأورد هنا واقعة متناقلة وسط أفراد أسرتي من أولاد ريد متعلقة بميلادي الثاني, وتقول الرواية:
“أنه في حياة جدي عبد القاسم (أبو اسماعيل الولي) جاء رجل فقير –أي شيخ سائح- من غرب أفريقيا إلى مضارب جدي عبد القاسم وكان ذلك الشيخ السائح ينادي: “أنا شامي ريحة المهدي ويكررها“, فنادى عليه عبد القاسم “أبو اسماعيل الولي”, ونادى بنتا له أي بنت لعبد القاسم, وطلب من إبنته أن ترفع مقدمة الفروة أي المصلاة التي كان يتعبد فيها جدي عبد القاسم “أبو اسماعيل الولي”, ففعلت فقال عبد القاسم لذلك الشيخ: “المهدي تحت فروتي شايفه!” فتعجب الشيخ الغرباوي من ذلك المشهد.
هذه القصة تكشف الآتي:
أولا :- الشيخ القادم من الغرب -غرب أفريقيا- رجل صالح لأنه تنسم عبير المهدي وتتبع موقع خروجه حتى وصل ديار المسيرية وجاء إلى فريق جدي عبد القاسم (أبو اسماعيل الولي).
ثانيا:- كان جدي عبد القاسم “أبو اسماعيل الولي” يعلم أن المهدي تلده إمرأة من ذريته, رمز إليها بإبنته التي طلب منها كشف ما وراء الفروة –المصلاة.
ثالثا:- إن المهدي المولود من إمرأة من ذرية عبد القاسم “أبو اسماعيل الولي” بن علي أب شعر هو المسيح عيسى بن مريم بميلاد ثاني شخصي سليمان أبي القاسم موسى, ولا مهدي ينسب إلى أمه إلا المسيح عيسى بن مريم ووالدتي دار السلام -رضي الله عنها- من ذرية عبد القاسم “أبو اسماعيل الولي” بن علي أب شعر عليهما السلام.
رابعا:- هذه القصة هي شرح تفصيلي للحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “… ثم يجئ عيسى بن مريم من قبل المغرب مصدقا بمحمد وعلى ملته ثم يقتل الدجال..”. رواه أحمد في المسند.
وخلاصة القول:
أن المهدي الذي ينشأ من قريش أخواله كلب هو المسيح سليمان أبي القاسم موسى شخصي الفقير إلى ربه, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وأهلي وأخوالي كلب هم المسيرية من جهينة الذين وصفهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بقوله عنهم: “وعُقدت الراية لعماليق كردان- أي عماليق كردفان”.
إن الميلاد الثاني هو الذي أبرز المسيح عيسى بن مريم شخصي سليمان إلى الوجود ثانية, بعد أن توفاني الله عز وجل ورفعني إليه روحاً متضمنة جسدي الذي مصدره الروح نفسها, في ميلادي الأول في بني إسرائيل نبياً ورسولاً. ومن ثم فعقيدة عودة المسيح سليمان في الأمة المحمدية منشأها الميلاد الثاني الذي هو شرط المجئ الثاني للمسيح, ولذلك عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث بقوله: “ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب”, أما اعتقاد العلماء ومن سار على دربهم بوجود المسيح في السماء بشراً كاملاً وعودته إلى الأرض بهيئته البشرية التي كان عليها في بني إسرائيل قبل 2012 سنة فهو من ضروب الجهل بحقائق القرآن والسنة النبوية ومن ضلالات العلماء وأخصهم ابن تيمية.
يقول تعالى في سورة الأنبياء مخاطباً رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: “وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8)“. الأنبياء – الآية 7-8. وفي نفس السورة الآية 34 جاء قوله تعالى لرسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم: “وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34)“.
إن حكم القرآن جلي في الآيات السابقة فليس هنالك نبي ولا رسول بعث قبل محمد صلى الله عليه وسلم له خلود ببشريته فقد توفاهم الله عز وجل كما توفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم, وكما يتوفى البشر كافة السابقين واللاحقين. ولما كان المسيح بن مريم شخصي سليمان في بعثتي في بني إسرائيل نبيا من ضمن أولائك المرسلين وأنا بشر وليس ملك أو إله كما يزعم النصارى, فإن الحكم القرآني يشملني, ومن يعتقد غير ذلك فقد رد القرآن بعقله وهواه ومصيره إلى جهنم خالداً فيها.
وإلى الميلاد الثاني أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كيف أنتم إذا نزل إبن مريم فيكم وإمامكم منكم” البخاري باب نزول المسيح.
الحديث يستفهم عن حالة تعتري الأمة وتلك الحالة مضمونها دهشة واستغراب, لأن ابن مريم المسيح النازل -الإمام منكم- والضمير هنا يرد إلى الصحابة من العرب وليس من بني إسرائيل جزماً.
ومن ثم يكون معنى الحديث أن المسيح بن مريم من العرب المسلمين.
ليصبح النزول في “إذا نزل ابن مريم” بمعنى نزوله روحاً وتخلقه في رحم امرأة منكم من العرب وميلاده ثانيةً, كما كان نزوله من قبل في رحم مريم بنت عمران رضي الله عنها, وهنا مَكْمَن الدهشة والإستغراب للحالة المستفهم عنها بقوله صلى الله عليه وسلم: كيف أنتم؟
هذا هو معنى الحديث وليس غيره وهذا المعنى يفسره الحديث الآخر الذي أخرجه مسلم بإسناده, قال: حدثنا زهير بن حرب حدثني الوليد بن مسلم حدثنا ابن أبي ذئب عن بن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم فأُمكم منكم”.
قال: أي الوليد بن مسلم: قلت لابن أبي ذئب: إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري عن نافع عن أبي هريرة: “وإمامكم منكم”. قال ابن أبي ذئب تدري ما أمكم منكم؟ قلت: تخبرني, قال: فأمكم بكتاب الله ربكم وسنة نبيمكم صلى الله عليه وسلم”. مسلم باب الإيمان- نزول عيسى- ح رقم 224.
وأقول:
إن متن الحديث ولفظه المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم هو “ كيف أنتم إذا نزل فيكم بن مريم فأمكم منكم” هذا دون سواه.
أما المضاف إليه عن ابن أبي ذئب قال: تدري ما أمكم منكم؟ قال: أمكم بكتاب الله وسنة نبيكم, هذا هو رأي بن أبي ذئب ولا علاقة لرأيه ذاك بمتن الحديث. فالحديث كسابقه يستفهم عن ذات الحالة والميلاد الثاني ويكمل المشهد بقوله صلى الله عليه وسلم “أُمكم منكم” وتقرأ مشكّلة بالضمة على الألف المهموزة, لتكون فأُمكم منكم أي تلد المسيح بن مريم شخصي سليمان أم ثانية وهي أم للمؤمنين بي, والمراد والدتي دار السلام عليها السلام, وأشار إليها القرآن بصيغة المبني للمجهول بقوله تعالى: “وَالَّتِي أَحْصَنَت فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91)” سورة الأنبياء -آية 91.
وقد أفاض أئمة أهل البيت عليهم السلام الحديث عن ميلاد القائم المهدي المسيح سليمان باللحن والرمز, وأورد خبرين عن الإمام محمد بن على الباقر عليه السلام, فعن سعد بن عبد الله بإسناده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: “القائم من تخفى ولادته على الناس”. الكوراني – المعجم – ح -2-ج رقم 749.
وتخفى ولادته لا تعني أنه يولد سرا أو دون علم الناس, وإنما تعني أن الناس خاصة وعامة لا يعلمون أن المسيح المهدي قائم أهل البيت شخصي سليمان ولد مرة ثانية. فالخبر إشارة إلى الميلاد الثاني للمسيح سليمان ولا علاقة له وما يماثله من أخبار الأئمة بمحمد بن الحسن العسكري, وُلد أم لم يولد.
وعن عبد الله بن عطاء المكي قال: “خرجت حاجاً من واسط فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي -عليهما السلام- فسألني عن الناس والأسعار فقلت: تركت الناس مادين أعناقهم إليك لو خرجت لاتبعك الخلق. فقال: يا ابن عطاء قد أخذت تفرش أذنيك للنواكي. لا والله ما أنا بصاحبكم, ولا يشار إلى رجل منا بالأصابع ويمط إليه بالحواجب. إلا مات قتيلا أو حتف أنفه. قلت وما حتف أنفه؟ قال: يموت بغيظه على فراشه حتى يبعث من لايؤبه لولادته, قلت: ومن لا يؤبه لولادته؟ قال: انظروا من غيبت عن الناس ولادته”. غيبة النعماني – ص 167.
وأقول:
لا يؤبه لولادته بمعنى لا يكترث الناس للمولود بينهم فهو مولود عادي كغيره من الولدان, ولكنه المسيح بميلاده الثاني شخصي سليمان, وقد استغرب أهلي ذلك عندما أعلنت لهم عام 1981م الموافق ذي الحجة 1401ه (بأني المسيح عيسى بن مريم بميلاد ثاني بعثت مهدياً خليفة لله في الأرض) فقالوا لي: “كيف تقول ذلك ونحن نعلم أمك وأباك وميلادك وسطنا”. فشخصي المسيح المهدي سليمان هو المولود الذي لم يأبه الناس لميلاده وجملة انظروا من غيبت عن الناس ولادته – شرح لسابقه- ودليل على أن أكثر الناس لا يعلمون أن المسيح سليمان ولد ثانية.
وأختم هذا الفصل بحديث روي عن الإمام الباقر عليه السلام فعن عبد الأعلى بن حصين الثعلبي عن أبيه قال: “لقيت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام في حج أو عمرة فقلت له: كبرت سني ودق عظمي فلست أدري يقضى لي لقاؤك أم لا؟ فاعهد إليَّ عهداً وأخبرني متى الفرج فقال: إن الشريد الطريد الفريد الوحيد المفرد من أهله الموتور بوالده المكنى بعمه هو صاحب الرايات واسمه اسم نبي“. غيبة النعماني – ص-178.
وأقول:
هذه الأوصاف والصفات متعلقها شخصي سليمان المسيح المهدي قائم أهل البيت والفرج المسؤول عنه في الحديث. فشخصي المسيح هو الطريد الشريد في بعثتي الأولى في بني إسرائيل والثانية اليوم, فقد لاحقتني الإنقاذ مراقبةً واعتقالاً وسجناً وسيطاردني السفياني الدجال, وشخصي هو الفريد الوحيد المفرد من أهله لأنني عيسى بن مريم بذاته والمسيح شخص فرد لا شبيه له وسط أهله أو في الوجود وهذا هو معنى المفرد في أهله. وشخصي هو الموتور بوالده –فقد رعاني في الصغر ورباني عزيزاً ودفع عني كل مكروه, وقد افتقدته بوفاته عام 1969م قبل أن أعلن عن نفسي فله الرحمة من الله عز وجل. وأنا المكنى بعمي, أي المسمى باسمه وهو عمي سليمان بن محمد بن عبد القادر بن على أب شعر عليه السلام, واسمي اسم نبي لأني عيسى بن مريم رسول الله إلى بني إسرائيل بذاته, كما أن اسمي سليمان كاسم نبي الله سليمان بن داؤود عليه السلام. وشخصي المسيح سليمان هو صاحب الرايات والمراد الراية السوداء أهل السودان رعاة الإبل والبقر التي تقهر الدجال وتؤسس لدولة الحق والعدل.
عن الباقر عليه السلام أنه قال: “ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داؤود وسلطاننا أعظم من سلطانه“. الكوراني عصر الظهور.
والخبر تلحين وتلغيز بأن القائم المسيح المهدي مؤسس ملك آل البيت عليهم السلام اسمه سليمان كاسم سليمان بن داؤود, ولكن ملكه وسلطانه أعظم من ملك سليمان بن داؤود وذلك وعد كائن قريب والله لايخلف الميعاد.
وصف المسيح المهدي سليمان
أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم, في أحاديث عديدة عن الأوصاف الجسمانية لشخصي سليمان المسيح المهدي. كما أنبأ عنها أئمة أهل البيت عليهم السلام, في وصفهم للقائم الحجة المنتطر وهو المسيح المهدي شخصي. وأورد أدناه طرفاً من تلك الأحاديث مع شرحها.
عن حذيفة بن اليمان, عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ” المهدي رجل من ولدي, وجهه كالقمر الدري, اللون لون عربي والجسم جسم إسرائيلي. يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً, يرضى بخلافته أهل السماء وأهل الأرض والطير في الهواء, يملك عشرين سنة” الفردوس – ج 4 – 221.
وأخرج الطبراني عن أبي إمامة الباهلي, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يكون بينكم وبين الروم أربعة هدن, يؤم الرابعة على يد رجل من آل هارون “وفي رواية آل هرقل” يدوم سبع سنين. فقيل يا رسول الله ومن إمام الناس يومئذ؟ قال: من ولدي ابن أربعين سنة, كأن وجهه كوكب دري, في خده الأيمن خال أسود, عليه عباءتان قطوانيتان, كأنه من رجال بني إسرائيل, يستخرح الكنوز ويفتح مدائن الشرك”. كنز العمال – ج – 14-ح رقم 38680.
وأقول:
إن الشخص الذي يجمع بين الوصفين – من ولد الرسول صلى الله عليه وسلم, وفي ذات الوقت من بني إسرائيل, هو المسيح بن مريم المهدي المحمدي شخصي سليمان أبي القاسم موسى, نبي الله في بني إسرائيل بملادٍ ثانٍِ روحاً وجسداً وعلى ذات الهيئة والصورة الجسمانية في النشأة الأولى في بني إسرائيل.
ففي قوله صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة:- “اللون لون عربي والجسم جسم إسرائيلي“, تعني أن ذات المسيح بن مريم في بني إسرائيل, هو سليمان أبي القاسم المولود عربياً في آل البيت وهم أولاد ريد أسرتي, وسليمان المسيح هو مناط قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي إمامة الباهلي:- “من ولدي كأنه من رجال بني إسرئيل“. فالمولود في الأسرة النبوية هو ذات المسيح بن مريم نبي الله في بني إسرائيل بلا مفارقة لا في الشكل ولا الوصف الجسماني أو حتى لون البشرة. ومن ثم فإن صورة المسيح المهدي سليمان شخصي مجيئي الأول المتداولة عند النصارى اليوم أو غيرهم, وإن كان بها ملامح من شخصيتي إلا أنها تفارق صورتي وهيئتي خاصة في الشعر المترسل على الكتف ولون العيون وبياض البشرة. فالصورة الحقيقية هي ما عليه شكلي وهيئتي الجسمانية التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأئمة البيت عليهم السلام.
أخرج البخاري بإسناده عن عبد الله بن عمر, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“رأيت الليلة عند الكعبة في المنام, فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من من آدم الرجال, يضرب لمته بين منكبيه, رجل الشعر, يقطر رأسه ماءَ واضعاً يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت. فقلت: من هذا؟ قالوا: المسيح بن مريم” البخاري.
وأخرج أبو داؤود بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” ليس بيني وبين عيسى نبي, وأنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه, رجل مربوع إلى الحُمُرة والبياض. ينزل بين ممصرتين, كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل. يقاتل الناس على الإسلام, فيدق الصليب ويقتل الخنزير, ويضع الجزية, ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام. ويهلك المسيح الدجال, فيمكث في الأرض أربعين سنة, ثم يتوفى, ويصلى عليه المسلمون” أبو داؤود .
وأقول:
اللون الآدم في الحديث برواية عبد الله بن عمر, هو اللون الأسود – الأسمر- وهو ذات اللون إلى الحُمُرة والبياض برواية أبي هريرة, إذ أن مزج اللونين الأبيض والأحمر, يعطي اللون الأسود -أي الآدم. واللمة: هي طول الشعر إذا وصل عن شحمة الأذن. وهذا يعني أن شعر رأس المسيح بن مريم ليس كما في الصورة المتداولة في العالم اليوم, بل يغطي الشعر الأذن فقط, وتلك صفة شعري في سن الشباب والكهولة, فكان يغطي شحمة أذني اليمنى فلا تُرى أما اليسرى فيرى أسفلها دون أعلاها. ويقطر بللا, إشارة إلى صهبة كالفضة متفرقة على شعر رأسي عندما كان أسود واليوم كخيوط شيب ناصعة البياض على سواد الشعر.
وعن حمدان بن أعين قال: قلت لأبي جعفر الباقر (ع): “… سألتك بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله, أنت صاحب هذا الأمر والقائم به؟ قال: لا. قلت: فمن هو بأبي أنت وأمي؟ فقال: “ذاك المشرب حمرة, الغائر العينين, المشرف الحاجبين, العريض ما بين المنكبين, برأسه حزاز, وبوجهه أثر, رحم الله موسى”. غيبة النعماني – ص – 215- ب 13 – ح رقم 3.
صاحب هذا الأمر والقائم به هو المسيح المهدي سليمان شخصي. والأوصاف المذكورة تنطبق على شخصي. فالمشرب حمرة تعني اللون الآدم أي الأسود حاصل مزج اللونين الأحمر والأبيض كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم برواية أبي هريرة عند أبي داؤود: “مربوع إلى الحُمُرة والبياض”. والأثر الذي بالوجه هو الخال الأسود في رواية الطبراني عن أبي إمامة الباهلي بقوله صلى الله عليه وسلم: ” في خده الأيمن خال أسود“. والحزاز – نخالة على مقدمة الرأس تحسر عنه الشعر. وغائر العينين مشرف الحاجبين أي بهما علو وارتفاع, يظهر الأعين دقيقة إلى الداخل وليست كبيرة تملأ حدقة العين, كما في صورة المسيح المتداولة في العالم عند النصارى. وقول الباقر (ع): “رحم الله موسى” إشارة إلى موسى عبد القاسم بن علي أب شعر وموسى هو جدي الذي لم أشاهده لوفاته قبل ميلادي. فترحم عليه الباقر عليه السلام من وراء حجاب الغيب, فرحم الله جدي موسى عبد القاسم.
وأسرتي أولاد ريد أشراف ينتمون إلى الحسن والحسين أبناء علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم|.
وأذكرأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي يوما من يحب أولاد ريد يدخل معه الجنة ومن يبغضهم لا يدخل معي الجنة.
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله أو أبي جعفر الباقر عليهم السلام الشك من ابن عصام. قال: “يا أبا محمد بالقائم علامتان, شامة في رأسه, وداء الحزاز برأسه, وشامة بين كتفيه من جانبه الأيسر تحت كتفه الأيسر مثل ورقة الآس“. النعماني – ص 216 – ب -13- ح رقم 5.
الشامة وداء الحزاز بالرأس هي العلامة الأولى. أما الثانية فهي الشامة التي أسفل الكتف الأيسر مثل ورقة الآس. وهذا هو ختم النبوة الذي أحمله. والختم دليل لا ينازع بأن المهدي الذي يحمل ختم النبوة لا بد أن يكون نبي في الماضي والمراد شخصي سليمان المسيح المهدي لا غيره.
وأذكر هنا أنه في بداية سنين الدعوة وقع لي مشهد رؤية أطّلعت فيها على تمثال شخصي في مجيئي الأول في بني إسرائيل والصورة تتطابق تاما مع صورتي الحالية. وعلمت أن ذلك التمثال (من الرقبة فما فوق) مخبأ تحت الأرض ومعه أوراق مكتوبة بإحدى الأديرة بمدينة روما الإيطالية.
لقد جاءت أوصاف المسيح المهدي الخاتم شاملة لأدق التفاصيل متفرداً بها شخصي سليمان بحق وحقيقة. وقد ورد في أثرين أن المهدي عضوه التناسلي -الذكر- صغير الحجم. وجاء ذلك الوصف كذلك في حق المسيح بن مريم… والوصفان يجتمعان بمعنى واحد في حق شخصي سليمان المسيح المهدي.
لقد تضمنت الأحاديث النبوية أحداثا وقعت لي في صغري وشبابي وكهولتي كانت بمثابة شرح واقئعي لبعض أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم لهيئة شخصي المسيح المهدي المحمدي, وأورد منها واقعة شارحة لحديث نبوي شريف.
أخرج مسلم في باب الأمارة بإسناده عن يحيى بن حصين عن جدته أم الحصين الأخمشية قال: سمعتها تقول حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فقال: عليكم بالسمع والطاعة وإن أمر عليكم عبد مجدع الأنف. وقال أي الراوي – حسبتها قالت: أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوه. وفي رواية ثانية قوله صلى الله عليه وسلم: لو استعمل عليكم عبد حبشي فاسمعوا له وأطيعوه ما دام يقودكم بكتاب الله عز وجل.
أقول:
العبد المملوك لغيره من الناس لا تصح له شرعا إمامة وولاية أمر المسلمين. وهذا من أصول الشرع الإسلامي بلا خلاف. ومن ثم فالعبد المقصود هنا هو من تحقق بمرتبة العبودية وأسلم وجهه لله عز وجل فصار عبدا لله هذه هي مرتبة عبد الله حامل الأمانة والخلافة الربانية. والمعبر عنه عند الصوفية بالإنسان الكامل أو القطب الغوث. وعبد الله الأسود الحبشي – مجدع الأنف- هو شخصي سليمان أبي القاسم الحبشي أي السوداني بالميلاد. أما قوله صلى الله عليه وسلم مجدع الأنف بمعنى مقطوع الأنف –فلا تعني أنه مشوه الخلقة وناقص الهيئة فخلفاء الله عز وجل في الأرض أنبياء ومرسلين أو مهديون كاملي الهيئة والصورة الخلقية. فيكون لجملة مجدع الأنف معنى تجلى كحدث وقع على شخصي عبد الله الأسود الحبشي المسيح المهدي سليمان لتبرز معنى مجدع الأنف وذلك ما حدث لي بمدينة لقاوة بجنوب كردفان عام 1965م وكنت يومها طالبا بمدرسة لقاوة الوسطى إذ حصل شجار وعراك بين زميلين في المدرسة بسبب لعبة كرة القدم فتدخلت لأحجزت بينهما – فأراد أحدهما ضرب الآخر بعصا غليظة فأخطأه وأصابني في وجهي مما أدى إلى كسر عظمة أنفي محدثا جرحا عميقا ونزيفا حادا كادت لحمة أنفي أن تسقط على الأرض, فأدخلت المستشفى ومكثت بها قرابة الشهر ثم تعافيت بفضل الله عز وجل.
هذه الحادثة أبرزت معنى النص النبوي الشريف مُجدع الأنف.
وأختم هذا الفصل بالحديث التالي:
عن يحيى بن سالم عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: “صاحب هذا الأمر أصغرنا سنا وأخملنا شخصا. قلت: ومتى يكون ذلك؟ قال: إذا سارت الركبان ببيعة الغلام, فعند ذلك يرفع كل ذي صيصية صيصيته فانتظروا الفرج”. الكوراني – المعجم – ج 3 – ح رقم 786.
وأقول:
أخملنا شخصا إشارة إلى شخصي سليمان المسيح المهدي فالأصل الخامل هو أصل النبوة التي ختمت منذ 14 قرنا ولم يتبقى من أصلها غير شخصي. وشخصي هو الإمام والخليفة الرباني المجهول عند أكثر الناس, ولا يأبهون لما أقول وأدعوا إليه. وسيتغير الحال عندما تقع لي البيعة بجبل مرة – مكة المهدي- فيبايعني السودان رعاة الإبل –ثوار دارفور. وعندها تبدأ مسيرة الإنتفاضة الإيمانية فيرفع الصغار والشباب لواء الدعوة والثورة ويكون الفرج والفتح الأعظم. ولكن بعد أن تقع معركة بحر العرب بكردفان (كوفة المهدي). وأفصل ذلك في الفصل القادم.
الفصل الثالث
المسيرية الحُمُر وحرب بحر العرب القادمة
أخرج الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: “تقتتل فئتان على دعوى جاهلية عند خروج أمير وقبيلة “وفي رواية خروج أمير أو قبيلة”, فتظهر الطائفة التي تظهر وهي ذليلة, فيرغب فيها من يليها من عدوها , فيقتحم في النار”. الحاكم- المستدرك-ج4.
في هذا الحديث الموقوف لفظاً والمرفوع حكماً لإخباره عن وقائع وأحداث مستقبلية وهي من علوم النبوة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. تبرز أربع حقائق:-
فئتان تقتتلان على جاهلية.
خروج أمير وقبيلة.
عدو لطائفة الأمير والقبيلة- الذليلة.
وقوع ذلك العدو في النار- أي في جهنم.
ويلاحظ أن الصراع عند بدايته وصف بدعوى جاهلية مما يعني خلو ذلك الصراع من أي بعد عقائدي إسلامي. ثم تحول ذلك الصراع في خاتمته إلى صراع عقائدي, قَذَفَ بعدو طائفة الأمير والقبيلة بنار جهنم, لتكون المحصلة أن بروز الأمير والقبيلة قد أدى إلى تغيير طبيعة الصراع وتحوله إلى صراع عقائدي بين حق وباطل.
ومفتاح تجلي ألفاظ الحديث إلى وقائع مشاهدة في قوله “عند خروج أمير وقبيلة” فالأمير الذي تلتف حوله القبيلة هو المسيح المهدي سليمان شخصي والقبيلة هم السودان رعاة الإبل ثوار دارفور وتلك هي طائفة الحق التي تظهر ذليلة حقيرة في نظر المتكبرين في الأرض. وعدو طائفتي هو المسيح الدجال الأمريكي الصهيوني المعبر عنه في بعض الأحاديث والأخبار باسم السفياني, والسفياني هو صاحب السيف والحرب والتجبر في الأرض, فهو المسيح الكذاب بذاته, والسفيانون كثر في تاريخ الصراع بين الإسلام والمسيح الكذاب المظهر الحضاري ممثلاً في الحضارة الغربية الصهيونية وقيادتها المتجسدة اليوم في أمريكا وغلامها المشؤوم الكيان الصهيوني. أما الفئتان اللتان تقتتلان على دعوى جاهلية فهما المسيرية الحُمُر والدينكا -الحركة الشعبية. ودعوى الجاهلية هنا هي القتال من أجل الأرض –أبيي وبحر العرب, مجرداً من أي بعد عقائدي يؤصل لحقيقة الصراع, ويخرجه من صراعات الجاهلية القبلية, ويلحقه بأصله العقائدي. لأن أميركا التي سرقت أرض المسيرية الحُمُر سرقتها بدوافع عقائدية لمصلحة الصهيونية والمسيح الكذاب, ولم يعقل المسيرية هذه الحقيقة حتى اليوم رغم توضيحي لها في أكثر من منشور من منشوراتي راجع:
أبيي أرض الحُمُر المسروقة – المنشور رقم (20) – بتاريخ أغسطس 2005م.
عنــصر الوحـــدة الجــذاب في إتـــفاقية نيـــفاشا (بروتوكـــول أبـيــــي) – المنشور رقم (31).
صراع أبيي يكشف عن وجهه الحقيقي – منشور رقم (45) – بتاريخ 31/ مايو 2008م.
أبيي وخروج الدجال الأمريكي بالسودان المنشور رقم (59) – بتاريخ 28 مايو 2011.