من مكنون الأسرار الإلهية وعلومها وحكمتها ان جعل الله تعالى التفاضل بين خليقته ففاضل بين الملائكة كما فاضل بين ممن إجتباهم من الرسل فكانت للعصور والأزمنه نصيباً من هذا الإصطفاء دون غيرها من الحقب وجرت سنته تعالى على ان تكون الأماكن لها خصوصية وقدسية دون سائراتها من الاماكن. فهي تشهد على وحدانية الخالق وتفرده في كماله قال تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”. الاسراء (1). و قال تعالى: “يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ” المائدة (21). و قال تعالى:”وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ” الأنبياء(71)
أقول: فمن صريح الآيات القرآنية نجد أن الأرض المقدسة المذكورة بلفظها قد نالت من التقديس والإطراء مالم تنله غيرها فهو الطور المقدس الذى جرت فيه سنة الله تعالى على أنبيائه فيكون هذا المعلم المقدس ذو المعانى العظيمة والتجليات الألهية نقطة تحول لجميع الرسالات السماوية ببروز دعوة دعاة الحق (الأنبياء والرسل) مصداقاً لقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: “جبل الخليل جبل مقدس وإن الفتنة لمّا ظهرت في بني إسرائيل أوحى الله إلى أنبيائهم ان يفروا إلى جبل الخليل”.
فاننى في هذا الفصل سوف أُفرد جانباً طالما يُعتبر من أهم مرتكزات محجتي. ولايهولن أمري أحدا فهو قدر من الله قد خطه في علمه القديم ومصداقاً لنبيه الكريم حيث قال: “إنما سُمي بالمهدي لأنه يهدى الى جبل من جبال الشام يستخرج منه أسفار التوراة يحاج بها اليهود”.. المصدر(الفتن- نعيم بن حماد.عقد الدرر: ص 147 ب 7). بهذا النص سأبيّن بالشواهد التالية: إن جبل مرة بدارفور غرب السودان، هو نفسه جبل الطور الذي ناجأ فيه موسى عليه السلام ربه. قال تعالى:”وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ” الاعراف الآية (143).
أقـول:
إن الإعجاز القرآني في صريح الآية يبيّن عدة شواهد جزمية منها:
أن الجبل لم يستقر بمكانه”فَإِنِ اسْتَقَر”. فـ(إن) أداة شرط للفعل الإستقرار المشروط بالعهد الرباني بالرؤية. أي أن الله قد إشترط على نبيه رؤيته سبحانه وتعالى بحال إستقرار الجبل مكانه. وأما الشاهد الثاني الذي يعضد المعنى فهو معلوم. في أن الطور قد رُفع على رؤوس بني إسرائيل. قال تعالى:”وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ”. وقال تعالى: “وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ”.
إن ما ترمي إليه الآيات أن جبل الطور رفعه الله وجيئ به إلى غرب السودان حيث موضعه الحالي بدارفور. وذلك في رحلة بني إسرائيل للسودان. ولذا فإن المتُغيرات البيلوجية والعوامل الفيزيائية التي تولدت بفعل (الخسف والدك والنسف). هي التي أوجدت الظروف المناخية التي يتميز بها جبل مرة دون غيره من مناطق السودان. فهو يحظى بالعوامل المناخية نفسها التي تتصف بها مناطق البحر الابيض المتوسط حيث سيناء موضع بيئته السابقة. أما الشاهد الثالث في قوله تعالى:”وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا”.فهنا نجد أن الطور شاهداً على أول سجود لنبي الله موسى وقومه من بني إسرائيل. وذلك بصريح الآيتين في قوله تعالى:”ورَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا”. وقال تعالى:” فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْالْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ”.
أقـول: فلفظ (سُجَّدًا) معناها (سجود) التي هي أصل كلمة (مسجد). وعليه فإن الطور هو المسجد المقدس وهو نفسه المسجد الأقصى الذي ورد ذكره صريحاً في قوله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ”. فإن معالم قدسيته وطهارته جعلته حرماً آمناً بقول الحق: “فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى”… قال تعالى: “ونُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”.
أقــول: إن المتحقق لا يُخفى عليه آيأت الإقتران بين البيت الحرام والطور وفق التزواج بين القرآن والتوراة. أي بمعنى أن موسى (عليه السلام) قد تلقى التوراة (الألواح والأحكام الشرعية) على جبل الطور. فيما نجد أن النبي الكريم قد أُسرى إليه من الحرم المكي. وكما عُرج به إلى السماء من الطور وذلك لتلقي احكام الشرع ايضاً. فإن الطور هو نقطة إلتقاء اسباب السماء باسباب الأرض. بدلالة قوله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى“. أن الترادف في المعاني نجده ايضاً في آية القسم في قوله تعالى:”وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ“. فأن مكة هي البلد الامين التي جعلها الله مثابة للناس وحرماَ آمناً هي نفسها قرينة الطور الذي هو حرم آمن وحرز الله للخاصة من عباده. ويعضد المعنى الاثر التالي المروي للنبي صلى الله عليه وسلم.قوله: ” جبل الخليل جبل مقدس وإن الفتنة لما ظهرت في بني إسرائيل أوحى الله إلى أنبيائهم أن يفروا إلي جبل الخليل“. ولذا فإن المتواتر من الروايات أشار إلى الطور بالمضاهاة بالحرم الآمن لمكة، فهو الحرم الآمن للمسيح عيسى إبن مريم شخصي سليمان ابي القاسم موسى. شاهداَ عليه قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. بالاثر المروي عن النواس بن سمعان، قال: قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:”… أذ أوحى الله إلى عيسى ابن مريم: يا عيسى إني بعثت قوماً لا يدان أحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور).المصدر(صحيح مسلم رقم (2937)).
فإن ما جاء بهذا النص لهو أبلغ بيان في ان الطور هو جبل مرة بغرب السودان، الذي تكون هجرتي إليه بقدر مقدور وعلم مسطور، فهو مكة المستجير للمسيح عيسى إبن مريم شخصي سليمان ابي القاسم موسى. وكما شهد بيعة موسى بالعهد والميثاق، فهو يشهد على البيعة الكبرى،التي أشارإليها أمير المؤمنين (عليه السلام). ما جاء بعجائب البلدان مرسلاً. عن الصادق عن أبآئه (عليهم السلام).أن علياً(عليه السلام) قال في خطبة طويلة جاء فيها:”يا جابر إذا صاح الناقوس… إلى قوله: فتوقعوا ظهور مكلم موسى من الشجرة على الطور” المصدر: (الحافظ رجب البرسي – صفحة265).
أقـول: لفظ (صاح الناقوس) هي صيحة البيعة لي ولأصحابي بجبل الطور. وآذان بخروجي جهاداً. وقوله “مكلم موسى” فالمتكلم المشار إليه هو حامل الوحي جبرئيل. الذي يكون أول من يبايعني على الشجرة المباركة التى نودي فيها على موسى في الطور. ويعضد المعنى الأثر التالي المرفوع إلى على بن الحسين(عليه السلام). قال في ذكر القائم (عليه السلام). في خبر طويل. قال: فيجلس تحت شجرة سمرة فيجيئه جبرئيل في صورة رجل من كلب. فيقول: يا عبدالله ما يجلسك ههنا؟ فيقول يا عبدالله إني إنتظر أن يأتيني العشاء فأخرج في دبرة إلى مكة وأكره أن أخرج في هذا الحر. قال: فيضحك. فإذا ضحك عرفه أنه جبرئيل… إلى قوله: يمد يده فيبايعه “.المصدر(بحار الانوار-ج-52-حديث رقم-306).
أقـول:
أن الأثر المعنوي لخروجي إلى جبل مرة مستجيراً بالفيض الرباني والمنة الإلهية على سنن الأنبياء والمرسلين. فإن المتواتر من روايات أئمة آل البيت الأطهار. قد أشار إلى أوجه التشابه في دعوتي بدعوة النبي الكريم وعدد من الأنبياء صلاة الله وسلامه عليهم اجمعين.
ويشير لذلك ما جاء في حديث طويل بغيبة النعماني.لأبي جعفر(عليه السلام). أنه قال: فينفر المهدي منها (يعني الكوفة) إلى مكة. فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة، فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران… إلى قوله: “والقائم يومئذ بمكة وقد اسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيراً” المصدر(بحار الأنوار ص [239]).
أقـول:أن حديث الأمام جعفر(عليه السلام). يعضد المعاني السالفة الذكر، ليبيّن خطى سير دعوتي بخروجي خفية إلى الطور وذلك في متشابهة كليم الله موسى(عليه السلام). فإن صيغة المضاهاة للإستجارة بالحرم الآمن، وإن ألغزت معانيها في عدد من الروايات فمضمونها واحد. ولقد بينت في هذا الفصل أن جبل الطور المقدس هوجبل مرة الذي يكون مهد بزوغ شمس الهداية لتعم المعمورة ببروز أمر دعوتي التي تكتنفها ثلة أصحابي أعاجم بربر السودان. وتواليها قبائل الغرب وتخوم جبل مرة للحاق بركب الجهاد ونصرة دين الحق. مصداقاً للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. بالخبر المروي لإبن عباس.
أقـول: جاء تعريف جبل مرة صريحاً بالحديث في لفظ (طور) وهذه لبشريات النبي الكريم لأهل الغرب ولأصحابي الأبدال الذين حملوا الأمانة التي وُكلت لهم، بعدما كفر بها قوم آخرين فطوبى لهم وحسن مئاب، فقد عرفوا الله وقدروه حق قدره فكانوا هم الكنوز التي ذخرها الله لنصرة دينه بارض الطالقان(السودان) بما حباه الله لهذا البلد من معاني إلهية متمثلة بجبل الطور المقدس الذي تجلت فيه الآيات وفاضت به الروايات وإلغزت في معانيه العبارات بالإشارات.
عن ابي جعفر محمد بن على (عليه السلام) فقال: “يكون لصاحب هذا الامر يعني المهدي عليه السلام غيبة في بعض هذه الشعاب، واومأ بيده الى ناحية ذى طوى”. عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر.
اخرج الطوسى بالغيبه، باسناده عن عبد الأعلى مولى آل سام قال:”خرجت مع أبى عبدالله فلما نزلنا الروحاء نظر الى جبل مطل عليها فقال لى: ترى هذا الجبل يدعى رضوى من جبال فارس احبنا فنقله الله الينا، اما ان فيه كل شجره مطعم ونعم اما ان للخائف مرتين، اما ان بصاحب هذا الامر فيه غيبتين واحدة قصيرة والاخرى طويلة” غيبة الطوسى ص 103.
بالخبر تلحين ومرموز – فالجبل الذى نقل اشارة الى الطور جبل مرة – المقدس بالنص القراني المحكم، وبلاد فارس لا تعني فارس التاريخية او إيران اليوم، لأن الطور لم يكن بفارس. والمراد بفارس بلاد أهل الفوارس والافراس الذين يربون ويرعون الخيل وهم اهل غرب السودان – كردفان ودارفور عامة. ووصف الامام جهينة – الصادق بجبل مره بقوله: أما ان فيه كل شجره مطعم حقيقة زراعية ثابته يتفرد بها جبل مرة على سائر بقاع الارض. وهذا هو جبل رضوى كما في النص، ذي طوى كناية للطور كما ورد بصريح قوله تعالى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى” (12) سورة طـه. وقال تعالى: {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} (16) سورة النازعات. وقد اشار اليه الامام على (عليه السلام) في نثره المشهور بـ(دعاء الندبة) جاء فيه قوله:
ليت شعري أين استقرت بك النوى
بــل أي أرض تقـــلك او ثــــــرى
ابرضوى ام غيرها أم بذي طــوى.
كما اشار اليه الشاعر الكيسانى (كثير) في مناجاته قائم ال محمد شخصي سليمان ابى القاسم موسى مسترسلاً بابيات شعريه قائلا فيها:
الا ان الائمة من قريش * * * ولاه الحق اربعة سواء
على والثـلاثة من بنيه * * * هـم الاسباط ليس لهم خفاء
وسبط لا يذوق الموت الثاني * * * حتى يقود الخيل يقدم الولاء
ويغيب لا يرى فيهم زمانا * * * بذي طوى عند عسل وماء
الفصل الثاني
الرايات الســوداء
وردت أحاديث نبوية شريفة وأخبار عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في وصف الرايات السوداء التى تخرج من خراسان برفقة المهدي مناصرة له. وفي شرح تلك الاحاديث والاخبار، ذهب الشراح قدماء ومعاصرين للقول: بانها رايات سوداء اللون يحملها الخراسانيون أنصار المهدي، أهل أيران وأفغانستان اليوم لتقاسم البلدين لمنطقة خراسان التاريخية.
هذا الرأي لا صحة له. والرايات السوداء ليست بأعلام تحمل أو ترفع، وإنما هي أناس سود البشرة فالراية السوداء تعني السودان السود الجعد أنصار شخصي المسيح المهدي سليمان ابي القاسم. وخراسان باطلاق عام تعني السودان قاطبة وعلى وجه الخصوص تعني غرب السودان – أي كردفان و دارفور. وأفصّل هذه المعاني وفق معاني النصوص المقدسة. عن جابر عن أبي جعفر قال يبث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد فيبلغه فرعه من وراء النهر من أهل خراسان فتقبل أهل المشرق عليهم قتلاً ويذهب نجيهم فإذا بلغه ذلك بعث جيشا عظيماً إلى إصطخر عليهم رجل من بني أمية فتكون لهم وقعة بقومس (2) ووقعة بدولات (3) الري ووقعة بتخوم زرنج (4) فعند ذلك يأمر السفياني بقتل أهل الكوفة وأهل المدينة عند ذلك تقبل الرايات السود من خراسان على جميع الناس شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال يسهل الله أمره وطريقه ” نعيم بن حماد المروزي – الصفحة ١٩٣
اقول: خراسان كلمة فارسية مركبة من شقين هما: خور – بمعنى شمس. واسان – بمعنى مطلع. ليصبح معنى خوراسان بالعربية هو مطلع الشمس. والشمس في لغة القران الكريم والسنة النبوية، تعنى الشمس كنجم معلومات وتعني كذلك خليفة الله عز وجل المرسل في زمانه نبياً كان أم مهدياً.
يقول تعالى عن رسوله الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه واله وسلم:” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا *وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ” سورة الاحزاب – ايات –45 – 46.
ويقول تعالى:{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} (16) سورة نوح. فالنبى صلى الله عليه وسلم هو الشمس السراج خليفة الله عز وجل.
وفى رويا نبي الله يوسف بن يعقوب عليهما السلام الوارد ذكرها في محكم التنزيل، دليل على ان خليفة الله في زمانه هو الشمس حقيقةً، ويقول تعالى: “إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ* قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ* وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” يوسف – الآية(4-6).
وجلي من معان الآيات ان يعقوب بن اسحق نبي الله في زمانه هو الشمس في رؤيا يوسف. ليصبح خليفة الله في زمانه هو الشمس ومن ثم فخراسان مشرق أو مطلع الشمس هي مكان ظهور خليفة الله مهدى زمانه شخصي سليمان أبي القاسم موسى المسيح المهدي السوداني بالميلاد.
أخرج أحمد في المسند بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”اذا رايتم الرايات السود قد جاءت من خراسان فاتوها فان فيها خليفه الله المهدي”. احمد في سنده(ج- 5 ص 386). واخرج ابن ماجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: “يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم إبن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرآيات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم، ثم ذكر شيئا لم احفظه فقال: فاذا رايتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فانه خليفة الله المهدي” إبن ماجة-ج – 12 ص 102).
وبقراءة الحديثين مع بعض فخراسان موقع ظهور المهدي وأنصاره الرايات السوداء في الحديث الأول برواية احمد هي ذات المشرق اي مشرق الشمس موقع خروج الرايات السوداء في الحديث الثاني برواية إبن ماجة. لتصبح خراسان في الحديثين هي السودان موقع ظهور شخصي سليمان المسيح المهدي الشمس خليفة الله في الارض اليوم ولله الحمد.
أما إقتتال الثلاثة حكام على الكنز الذي يمثل علامة طلوع الشمس(المسيح المهدي سليمان الشمس) فالإشارة الى حرب تقع بالسودان تبرز شخصي للوجود العلني كسلطة حاكمة بأمر الله عزَ وجل وأفصل ذلك في الفصل الاخير.
وخلاصة القول ان المراد من خراسان هو معناها اللغوي ومدلولها باللغة العربية أي (مطلع الشمس) هو خليفة الله ومهدي الأوان شخصي سليمان المسيح المهدي. فالسودان هو خراسان مكان ميلادي وبدء دعوتي لله عز وجل منذ عام 1981م، وغرب السودان (كردفان ودارفور) هو خراسان كذلك ودارفور هى خراسان على وجه الخصوص موقع ظهوري الأكبر ببروز دعوتي والتمكين لها كسلطة حاكمة عندما يلتف حولى السودان رعاة الابل (ثوار دارفور) الراية السوداء بمعناها الخاص، لأن المعنى العام يشمل كل السود الجعد الأفارقة والبربر منهم خاصه.
وإلى معنى الرايات السوداء وخاصيتها يشير النص التالي المروي عن الامام على بن أبي طالب(ع) بقوله في خطبة طويلة نورد منها الأتى نصه:
“ألا يا أيها الناس سلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية تطأ في خطامها بعد موت وحياة أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض، رافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها… إلى قوله: وتقبل رايات شرقي الأرض ليست بقطن ولا كتان ولا حرير، مختمة في رؤوس القنا بخاتم السيد الأكبر، يسوقها رجل من آل محمد يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب، كالمسك الأذفر، يسير الرعب أمامها شهراً” – بحارالانوارللمجلسى -ج – 53 صفحة- 82).
فمن صريح النص فإن الرايات ليست من قماش أو ما يشاكله. وبقراءة هذا المعنى مع ما جاء في حديث أبى جعفر الباقر (ع) المشار إليه سابقاً بقوله:”… وعند ذلك تقبل الرايات السود من خراسان على جميع الناس شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال فجملة “على جميع الناس”تعني أن الرايات السود هم أناس سود البشرة يخرجون من خراسان دارفور لنصرة الرجل من آل محمد (السيد الاكبر) في حديث أمير المؤمنين علي عليه السلام برواية المجلسي وهو ذات الشاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال و في حديث أبي جعفر الباقر عليه السلام برواية برهان المتقي. وهذا وذاك هو المهدي المسيح سليمان بروايتيّ أحمد بن حنبل وإبن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فشخصي هو السيد الأكبر ولا فخر وسيادتي هي الخلافة الربانية الخاتمة على الأرض.
وقول أمير المؤمنين (ع): “يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأزفر” فالمشرق أشارة إلى دارفور مطلع الشمس الخليفة شخصي سليمان والمغرب هو السودان موقع ظهور المسيح ابن مريم بالنص النبوي الشريف في الحديث الذي أخرجه أحمد في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:”… ثم يجيئ عيسى ابن مريم من قبل المغرب مصدقاً بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة) أحمد بسنده ج -2).
ومعنى قول أمير المؤمنين علي (ع):” يوم تطير بالمشرق ” فالرايات لا تطير والتعبير كناية عن إرتفاع وعلو أمر دعوتي لله عز وجل من دارفور فيفوح عبيرها كالمسك لتعم السودان رعاة الإبل الذين خبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أخرجه إبن كثير في تفسيره.
روى عن جابر بن عبدالله الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” لما نزلت يومئذ وقعت الواقعه، ذكر فيها ثلة من الأولين وقليل من الآخرين، قال عمر يارسول الله: ثلة من الأولين وقليل منّا؟ قال: فامسك آخر السورة سنه. ثم نزل ثلة من الأولين وثلة من الأخرين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ياعمر تعال فأسمع ما أنزل الله (ثُلة من الأولين وثُلة من الأخرين الا وإن من آدم وإليّ ثُلة وأمتي ثُلة، ولن تستكمل ثُلتنّا حتى نستعين بالسودان رعاة الابل، مِمَن شهد أن لا إله الا الله وحده لاشريك له”. التفسير لإبن كثير-ج4- صفحة518).
هذا الحديث من أعظم بشارات النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم لأهل السودان اليوم لأن بين معاني الفاظه البشاره بأن المسيح عيسى ابن مريم في مجيئه الثاني يكون سودانياً بالميلاد. لأن أخر طائفة في الأمة المحمدية هي طائفة المسيح ابن مريم بلا شك وهم السودان رعاة الإبل بالنص الصريح. وبقراءة الحديث مع ما أورده الطبري في جامع البيان بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كيف تهلك أمة أنا في أولها وعيسى في أخرها” الطبرى- جامع البيان-ح رقم 6551 -ج 5 ص 449). تتكامل البشارة النبوية فيكون المسيح عيسى بن مريم سوداني بالميلاد وأنصاره الراية السوداء هم أهل السودان عامة ورعاة الإبل بغرب السودان خاصةً. وهؤلاء هم المستعان بهم لمواجهة المسيح الدجال الأمريكي الصهيوني الذي قهر المسلمين والضعفاء في أركان الكرة الأرضية كافة. أخرج بن حبان بإسناده عن جابر بن سمرة قال: سألت نافع بن عتبة بن ابي وقاص، قلت: حدثني هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الدجّال؟ فقال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده طائفة من أهل المغرب أتوه يسلموا عليه، وعليهم ثياب الصوف، فلما دنوت منه سمعته يقول لهم: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم، ثم تغزون فارس فيفتحها الله عليكم، ثم تغزون الروم فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الدجّال فيفتحها الله عليكم ” إبن حبان حديث رقم(6637).
أقول: خص رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المغرب دون غيرهم بغزو جزيرة العرب والروم والدجال وبشرهم بأن الله عزّ وجلّ سيفتح على ايديهم تلك المناطق. وأهل المغرب هم سكان المنطقه الممتدة من الساحل الغربي للبحر الأحمر المطل على السودان وحتى المغرب الأقصى عند الساحل الشرقي للمحيط الأطلسي ولا سبيل لحمل معنى الحديث وتجلياته على فتح جزيرة العرب في عهد النبوة أو فتح إمبراطوريتيّ فارس والروم الشرقية (بيزنطة) في خلافة أبى بكر وعمر، لأن أهل المغرب لم يشاركوا في تلك الفتوحات بل ان بلاد المغرب يومئذ كان جزء منها يخضع لسيطرة الروم الشرقيه (بيزنطة) وجزءاً آخر يخضع لسيطرة ممالك مسيحية أوروبية.
ومن ثم فما بُشِر به أهل المغرب هو فتح مستقبلي لم يتحقق بعد وعلامة تحققه مشروطة بخروج المسيح الدجال ومجيئ المسيح إبن مريم لقتاله وهزيمته ليصبح أهل المغرب المبشرين هم السودان رعاة الإبل أنصاري لله عز وجل اليوم فتتجلى البشارة فيهم كأحفاد وذرية لآباء وأجداد خصهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك البشارة في صدر الاسلام ومبتدأ النبوة. هنالك إشارة دقيقة في حديث أهل المغرب، فرأوي الحديث الصحابي نافع بن عتبة بن أبي وقاص كان هو الوحيد من الصحابة العرب الذي توسط أهل المغرب وقوفاً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع البشارة النبوية لأهل المغرب ورواها عندما ساله الصحابي جابر بن سمرة عن سماعه لأي نص نبوي عن الدجال.
وبقراءة هذه الحقيقة مع الوقائع التاريخية المتصلة بفتح بلاد المغرب في العصر الاموي، فان إبن رأوي هذا الحديث (عقبه بن نافع بن عتبة) هو الذى قاد الجيوش الإسلامية وفتح المغرب وسمي بفاتح المغرب. فجمع أحفاد وذرية أهل المغرب في الحديث النبوي بين نسبهم الأصلي كبربر سكان المغرب الأوائل وطرف من النسب العربي مسنداً إلى عقبه بن نافع (فاتح المغرب) ورجال جيشه الذين تزوجوا مغربيات من بربر السودان رعاة الإبل.
وإلى هذه الرايه والأحفاد أنصاري لله، أشار أمير المؤمنين علي بن أبى طالب (ع) في خطبة له بالكوفه جاء فيها قوله: “ياجابر اذا صاح الناقوس، وكبس الكابوس، وتكلم الجاموس، فعند ذلك عجائب وأي عجائب، إذا أنارت النار ببصرى وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء… فتوقعوا ظهور مكلم موسى من الشجرة على الطور، فيظهر هذا ظاهر مكشوف و معاين موصوف. ثم بكى صلوات الله عليه وقال: وآهاً للأمم أما شاهدت رايات بني عتبة مع بني كتام، السائرين أثلاثاً، المرتكبين جبلاً جبلاً مع خوف شديد وبؤس عتيد. الا وهو الوقت الذي وعدتم به، لأحملنهم على نجائب تحفهم مراكب الافلاك، كأني بالمنافقين يقولون نص علي على نفسه بالربانيه” معجم أحاديث المهدي للكوراني-ج-3-حديث رقم -581).
وأقول: صدر الحديث من قوله (ع):” ياجابر… وحتى ظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء ” إشارة إلى خروج المسيح الدجال (السفياني والعثماني) إذ أن الراية العثمانية هي راية الدجال (السفياني) والعثمان لغة هو فرخ الثعبان وهوالدجال بذاته. أما وسط النص من قولة (ع):” فتوقعوا ظهور مكلم موسى من الشجرة على الطور… وحتى معاين موصوف، سابيّن معناه على الفصل الثانى، بان جبل مرة – بدارفور هو جبل الطور المقدس الذي ناجى فيه نبي الله موسى بن عمران (ع) الحق عز وجل.
أما متبقي الحديث من قوله (ع): ” ثم بكى… وآهاً للأمم أما شاهدت رايات بني عتبة مع بني كتام” فأخبار عن الراية السوداء. وبكاءه (ع) هو شوقاً ليوم خروجي مجاهداً على الحق وبرفقتي السودان رعاة الإبل (بربر السودان) الذين جمعوا نسب عقبة بن نافع بن عتبة (فاتح المغرب) وبين نسب كتامة وهي من أكبر فروع البربر مع هوارة وصنهاجه والمقصود نسب البربر عامة ليكون حاصل الجمع هم البربر المستعربة أي الأعاجم الذين يتحدثون اللغة العربية كلغه أم، وهؤلاء هم السودان رعاة الابل أنصاري لله عز وجل. و(المرتكبون جبلاً جبلاً) بمعنى السائرين على أرجلهم أثلاثا يصعدون الجبال مع خوف من القصف الجوي ويعانون شظف العيش وقلة الزاد وهو البؤس العتيد، هذا الوصف الدقيق ينطبق اليوم على طائفة من ثوار دارفور الذين لم يضعوا السلاح ولم يقبلوا لأبوجا ولا الدوحة أو غيرهما، ولكن ليس منهم قطعاً من وضع يده في يد تحالف الدجال الأمريكي الصهيوني المعادي للاسلام ولشخصي سليمان المسيح المهدي. في آخر النص وعد صدق من أمير المؤمنين (ع) بأن يحملني وأنصاري على نجائب تحفها مراكب الأفلاك. والنجائب هي النوق الأصيلة السريعة وتقابلها اليوم المركبات العسكرية، ومراكب الأفلاك هي الطائرات والمروحيات التي تسبح في الجو قرب النجوم والأفلاك، وهذا الوعد العلوي متحقق باذنه تعالى. وفى التعبير بالنجائب أي النوق بدلاً عن الخيل كأدأة مستعملة في الحروب سابقاً إشارة دقيقة بأن “بني عتبة وبني كتامة” أنصاري هم رعاة إبل وهنا الإعجاز في التعبير. وأُشير في ظل هذه المعاني بأن الراية السوداء في إمتدادها الجغرافي من غرب السودان وحتى الساحل الغربي للمحيط الأطلسي وان مثل البربر المستعربة (رايات بني عتبة وبني كتامة وكفها الشديد بغرب السودان وليبيا والجزائر وتخوم الصحراء الكبرى، الا أن الأعاجم بغرب أفريقيا من غير أصول بربرية يشملهم النص العلوي بقول أمير المؤمنين (ع):” وآهاً للاًمم أما شاهدت رايات بني عتيبة مع بني كتامة “لأن الشيخ إبراهيم نياس الكولخي رضي الله عنه الذي ورثت منه مقام الغوثية والخلافة الربانية في سبتمبر عام 1975م، يتصل نسبه إلى عقبة بن نافع بن عتبة ليصبح التجانية تلاميذ الشيخ الكولخي بغرب افريقيا هم ذرية عقبة بن نافع بنسبهم الروحي للشيخ الكولخي فيكونوا بذلك طرفاً من الراية السوداء الموصوفة بأنها راية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرج الصدوق في كمال الدين باسناده عن أبى حمزة الثمالي قال: قال لى أبو جعفر (الباقر) عليه السلام: ياثابت كأنى بقائم أهل بيتي قد أشرف على نجفكم نشر راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاذا هو نشرها إنحطت عليه ملائكة بدر. قلت: وماراية رسول الله صلى الله عليه واله؟ قال: عمودها من عمد عرش الله ورحمته، وسائرها من نصرالله، لايهوي بها إلى شيئ إلا أهلكه الله. قلت فمخبوءة هي عندكم حتى يقوم القائم عليه السلام ام يؤتى بها ؟ قال: بل يؤتى بها. قلت: من ياتيه بها ؟ قال: جبرائيل عليه السلام.) كمال الدين -ج – 2 – ص- 672 ح رقم 23).
إن قائم أهل البيت المهدي المحمدي المنصور بالملائكة هو المسيح إبن مريم شخصي سليمان بشاهد القرآن والسُنّة النبوية وأخبار أئمة أهل البيت عليهم السلام.
و”عمود” أي عمد الراية هو شخصي بذاته ليكون عرش الله عز وجل إشارة إلى الروح المعبر عنها في القرآن بقوله تعالى:”وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيل” الإسراء -85. و”سائرها ” أي الراية من نصر الله، بمعنى أن أنصاري تكفل الله عز وجل بنصرهم تحت قيادتي على الدجال أو أي عدو آخر. ومن ثم فراية رسول الله صلى الله عليه وآله هي الراية السوداء شخصي المسيح المهدي سليمان وأنصاري السودان رعاة الابل وثوار دارفور هم ركنهم الشديد الذى يؤسس عليه جيش الغضب كوصف أمير المؤمنين علي بن أبى طالب (ع).
أخرج النعمانى باسناده عن محمد بن همام عن جابر قال: “جاء رجل إلى أمير المؤمنين (ع) ومعه رجل يقال له بن السوداء وهو اخذ بيده، فقال: يا أمير المؤمنين إن هذا يكذب على الله وعلى رسوله ويستشهدك. فقال أمير المؤمنين (ع): لقد أعرض واطول يقول ماذا ؟ فقال: يذكر جيش الغضب. فقال خلي سبيله أولائك قوم ياتون في آخر الزمان، قزع كقزع الخريف المتفرق الرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة، أما والله إني لأعرف أميرهم وأسمه ومناخ ركابهم. ثم نهض وهو يقول: باقراً باقراً باقراً ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً”. غيبة النعمانى- ب – 20-ح رقم 1).
وأقول: مناخ الركاب هو موضع بروك الإبل ليكون المعنى الصريح أن المكون العسكري لجيش الغضب هم السودان رعاة الإبل بإلتفافهم حولي كقزع الخريف أي السحاب المتفرق الذي يتجمع من جهات عديدة ليسود فيمطر. و”ابن السوداء” إشارة لشخصي المسيح المهدي سليمان “أسود الّلون” فوالدتي أم سوداء أي سودانية وأنصاري هم السود الجعد السودان رعاة الإبل الذين يجتمعون حولي أفراداً حتى يكتمل العدد فأخرج بهم ناشراً راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأدك عرش الباطل أينما كان وما ذلك على الله بعزيز.
هذا السرد التفصيلي يكفي لإيضاح معنى الراية السوداء وخراسان (دارفور).
ثوار دارفور والانقاذ
ان الحرب التي تدور رحاها بدارفور منذ عام 2003م، بين الحركات الدارفورية المسلمة من جهة وحكومة الانقاذ وحلفاءها من جهة أخرى لها بُعد عقائدي إسلامي جهله طرفي الصراع. فالثورة بدارفور ليست بتمرد عادي من الهامش ضد الخرطوم المركز كسائر حركات التمرد العسكري التي عمت السودان منذ عام 1983م بعد إعلاني عن نفسي عام 1981م، وإنما هي علامة على قرب ظهوري الأكبر خليفة لله على الأرض وحاكماً بامره عندما يصطف خلفي ثوار دارفور الذين أبرزتهم الثورة للقيادة فهي القاعدة التي تتحمل عبء معركة التحرير الكبرى من السودان وحتى القدس الشريف.
أخرج نعيم بن حماد بإسناده عن سعيد بن المسبب عن بن عباس قال:”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس تمكث ماشاء الله، ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلاً من ولد أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق يؤدون الطاعة للمهدي”. الفتن- نعيم بن حماد – ص-(116).
المشرق هنا هوالسودان (مشرق الشمس) الخليفه الرباني شخصي سليمان المسيح المهدي ورايات بني العباس تعني حكومة الانقاذ التي جاءت للسلطة عام 1989م بعد إعلاني عن نفسي بثماني أعوام. ورئيسها عمر البشير عباسي النسب سواء كان من الجعليين أم من البديرية الدهمشية كما إن أصحاب القرار فيها جلهم من المجموعة العباسية (جعليين – شايقيه – بديريه… الخ).
أما “الرآيات السود الصغار” اى شباب صغار السن فالإشارة إلى ثوار دارفور الذين خرجوا على الرجل من ولد أبى سفيان وأصحابه بالمشرق، والرجل السفيانى هو عمر البشير لأن السفياني هو صاحب السيف والحرب المتجبر حتى لو لم يكن له نسب متصل بأبي سفيان من حرب من بني أمية. وقد خرجت الرايات السوداء الصغار من المغرب (دارفور) فقاتلت عمر البشير وأصحابه من أهل المشرق بحق وحقيقة كما أنبأ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. وفى آخر الحديث الإشارة النبوية بأن مآل ونهاية مطاف الرايات السوداء الصغار هو الإلتفاف حول المهدي وطاعته والمهدي المراد هو شخصي سليمان المسيح المهدي، وهذا هو مناط قيام ثورة دارفور وبُعدها العقائدي الاسلامي الذي خفي على طرفي الصراع.
وإلى ذلك البعد العقائدي اأشار كذلك أمير المؤمنين علي بن أبى طالب (ع).
عن إبن عباس قال: قلت لعلي بن أبى طالب (ع) متى دولتنا يا أبا الحسن؟ قال: إذا رأيت فتيان خراسان أصبتم انتم أثمها وأصبنا نحن برها”.(معجم أحاديث الامام المهدي للكورانى-ج3 – ح رقم 650).
قول أمير المؤمنين (ع) لإبن عباس: “أذا رأيت فتيان خراسان” تعني خروج الرايات السود الصغارثوار دارفور ضد الانقاذ دولة بني العباس الثانية و قتالها للثوار فاصاب بنو العباس إثم تلك الحرب بتدمير دارفور وتشريد أهلها، ويحصد أهل البيت ثمرة وخير تلك الحرب بإلتفاف الثوار الشباب الصغار حول شخصي سليمان المسيح مهدي آل البيت فاُقاتل بهم المسيح الدجال وأهزمه وأُقيم دولة الحق والعدل آخر الزمان بوعد الصدق والله لايخلف الميعاد.
أخرج إبن أبي شيبه في مسنده باسناده عن عبد الله بن مسعود قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذا أقبل فتيه من بني هاشم، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم دمعت عيناه. قال: فقلت بأبي وأمي في وجهك الذي نكره. قال: ان أهل بيتي هؤلاء سيلقون من بعدي تشريداً وتطريداً حتى تأتي رايات سود من قبل المشرق ويسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون فيظهرون فيعطون ماسألوا فلا يقبلون حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتى فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فمن أدرك ذلك فليأتهم ولو حبواً على الثلج).(إبن أبى شيبه – ح رقم 308).
وفى روأيه اخرى أوردها الطبراني بذات الإسناد مماثله لرواية إبن أبي شيبة حتى قوله صلى الله عليه وسلم: “فيسألون الحق فلا يعطونه قال ذلك مرتين أو ثلاثة فيعطون ماسألوا فلايقبلون حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتى يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجورا).الطبرانى -المعجم الوسيط- ح – رقم 5848 5699).
أقول: رغم أن مبتدأ النص يفيد العموم بتشريد أهل البيت وقهرهم عبرالزمان، إلا أن دلالته الخاصة تعني شخصي سليمان المسيح المهدي فقد طاردتني الانقاذ وشردتني ومن إتبعني، فشخصي هو الشريد الطريد كما أنبأ عن ذلك الامام الباقر عليه السلام بقوله:” أن الشريد الطريد الفريد الموتور بوالده والمكنى بعمه وهو صاحب الرايات وأسمه أسم نبي).(غيبه النعمانى – ص- 178).
وعودة إلى الحديث النبوي الشريف فإن الرايات السوداء التي خرجت من قبل المشرق(دارفور) مطلع الخليفه الشمس هم ثوار دارفور، فقد سألوا الحق في التنمية وعدالة توزيع السلطة والثروة والعدل والإنصاف، فلم تستجيب الإنقاذ لهم فقاتلوها وظهروا على المسرح السياسي الداخلي والعالمي كحركة مقاومة منظور إليها. فاعطوا ما سالوا في إتفاقية ابوجا 2005م فرفضها بعضهم وظلوا يقاتلون ثم أُعطوا ماسألوا ثانية والإشارة هنا إلى إتفاقية الدوحة الإطارية عام 2011م. والتي وقعها كل من د. غازى صلاح الدين عن الانقاذ، ود. خليل ابراهيم عن حركة العدل والمساواة ولم تصمد تلك الاتفاقية إلا قليلاً، ثم أُعطوا ماسألوا ثالثة والاشارة إلى إتفاقية الدوحة 2012م بين الانقاذ وحركة العدل والتنمية برئاسة د.التجانى السيسي والتي رفضتها الحركات الرئيسة ومازالت تقاتل. هذا الحديث المدهش يجلي الوقائع السياسية والعسكرية لثورة الرايات السوداء بدارفور منذ إنطلاقها وحتى اليوم ولم يتبقَ إلا خروجي وسطهم فيصطفوا خلفي فيتجلى المعنى الوقائعي المشاهد لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه أبو داؤود بإسناده عن عمران بن حصين قال:”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين على من ناواهم، حتى ياتى امر الله تبارك وتعالى وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام “. (أبوداؤود -ح رقم- 2484).
أخرج بن عساكر باسناده عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”لن تبرح عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على الناس حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك. ثم نزع بهذه الآية “إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ “آل عمران – (55).إبن عساكر – ج1 ص 56).ان الطائفة التي تقاتل على الحق ظاهرين على من ناوأهم هم ثوار دارفور الذين رفضوا ما أعطوا، ولم يصطفوا خلف راية الدجال الأمريكى الصهيونى وزراعه داخل الحركة الشعبية ودولة الجنوب. وأمر الله المشار إليه في الحديثين هو شخصي المسيح المهدي سليمان. ولقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم آية آل عمران حجة دامغة بكون السودان رعاه الإبل (ثوار دارفور) هم أنصاري لله عز وجل. ورغم أن أنصاري الثوار رعاة الإبل بدارفور هم من البربر المستعربة لجمعهم بين نسبيّ كتامة وعقبة بن نافع، إلا إن طائفة منهم يعود نسبهم القديم إلى أصحاب نبي الله صالح بن عبد بن ماسح رسول الله إلى ثمود في غابر الزمان.
أخرج الصدوق كمال الدين باسناده عن زيد الشمام قال: قال أبو عبدالله (جعفر الصادق) عليه السلام: أن صالحاً عليه السلام غاب عن قومه زماناً و كان يوم غاب عنهم كهلاً مبرح البطن حسن الجسم، وافر اللحية خميص البطن خفيف العارضين مجتمعاً، ربعة من الرجال فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه بصورته ورجع إليهم وهم ثلاث طبقات، طبقه جاحدة لاترجع أبداً، وأخرى شاكة فيه وأخرى على يقين. فبدأ عليه السلام حيث رجع بالطبقه الشاكة. فقال لهم أنا صالح فكذبوه وشتموه وزجروه وقالوا: برئ الله منك إن صالحاً كان في غير صورتك. فاتى الجحاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا منه اشد النفور. ثم أنطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهل اليقين فقال لهم: أنا صالح. فقالوا أخبرنا خبراً لا نشك فيك معه أنك صالح، فإنّا لا نمتري إن الله تبارك وتعالى ينقل ويحول في أي صورة شاء وقد أخبرنا وتدارسنا بيننا بعلامات القائم (صالح) إذا جاء، وإنما يصح عندنا إذا أتى الخبر من السماء. فقال لهم صالح: أنا صالح الذي أتيتكم بالناقة. فقالوا صدقت وهي التي نتدارس فما علامتها؟ فقال: لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم. قالوا: آمنّا بالله وماجئتنا به. فعند ذلك قال تبارك وتعالى: “ان صالحا مرسل من ربه. فقال اهل اليقين: انا بما ارسل به مؤمنون. وقال الذين إستكبروا وهم (الشكاك والجحاد) انا بالذي آمنتم به كافرون.
قلت: هل كان فيهم ذلك اليوم عالم؟ قال: الله أعدل من أن يترك الأرض بلا عالم يدل على الله عزّ وجلّ. لقد مكث القوم بعد خروج صالح سبعة أيام على فترة لايعرفون إماماً على انهم على مافى ايديهم من دين الله عزّ وجلّ كلمتهم واحدة فلما ظهر صالح عليه السلام اجتمعوا عليه. وإنما مثل القائم عليه السلام مثل صالح. (كمال الدين- ج 1- ص 136-ح – رقم 6).
قبل شرح الفاظ الحديث وبيان المثلية بين صالح (ع) والقائم المنتظر شخصي المسيح سليمان أتوقف عند الرأي الذى تبناه الله. أجمع أصحاب التفاسير والشراح بان ثمود قوم نبي الله صالح (ع) سكنوا منطقة مدائن صالح الواقعة على الحدود السعودية الأردنية وهم أصحاب الحجر الوارد ذكرهم في القرآن الكريم.
هذا الرأي لا ستنده معاني النصوص المقدسة ومرده فهم خاطئ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الحجر.
أخرج أحمد في المسند بإسناده عن محمد بن أبي كبشة الأنصاري عن أبيه قال: لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنادى في الناس الصلاة جامعة. قال: فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ممسك ببعيره وهو يقول: ماتدخلون على قوم غضب الله عليهم. فناداه رجل منهم: تعجب منهم يا رسول الله؟ قال: أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك، رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وبما هو كائن بعدكم. فاستقيموا وسددوا، فان الله لايعبأ بعذابكم شيئا وسياتى قوم لايدفعون عن أنفسهم شيئا”. احمد بسنده- ج3- ص268).
أقول: ان أصحاب الحجر عرفوا بالبناء على الجبال أو منها كوصف القرآن الكريم. يقول تعالى عنهم:”وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ* فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ” الحجر – الآية(80-84).
وصفة البناء على الجبال هذه قد وصف بها الحق عز وجل ثمود قوم نبي الله صالح عليه السلام كذلك. يقول تعالى في محكم التنزيل عن ثمود: “وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ* وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) سورة الأعراف الآية 73 – 74) .
إن الإشتراك في صفة البناء والنحت على الجبال بين أصحاب الحجر وثمود قوم نبي الله صالح عليه السلام لا توجب كونهما أمة واحدة بعث إليها رسول واحد هو صالح عليه السلام بل أن الاشارة القرآنيه للآية (81) من سورة الحجر تنفي زعم الشراح في قوله تعالى:” وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ” فالآيات هنا جاءت بصفة الجمع وهذه غير ناقة الله الآية المفردة إلى ثمود قوم صالح.
وبالرجوع للحديث النبوي وإستحضار رد أحد الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: تعجب منهم يارسول الله! فرد الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك، رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وبما هو كائن بعدكم.
الرجل وجه العجب ليس هو النبي صلى الله عليه وسلم كما ذهب لذلك بعض الشراح. لأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أورد الحديث كان حاضراً وسط من صحبه من أصحابه إلى تبوك. وإستعمال صيغة المبالغة في الوصف (ينبئكم)، تفيد الحاضر والمستقبل ويقيد الحاضر قوله صلى الله عليه وسلم (من أنفسكم) وتعني شخص منكم مبعوث فيكم مستقبلاً. وهذا المبعوث ليس بمبعوث عادي وإلا لما كان هنالك عجب.
ولما كان المبعوث أكثر عجباً من أصحاب الحجر الموتى الذين دخل عليهم الصحابة، فوجه العجب هو رجوعه للحياة بعد موته فصار أعجب من الموتى أصحاب الحجر. والمقصود جزماً هوشخصي سليمان المسيح ابن مريم بميلادٍ ثانٍ مهدي الأمة اليوم.
وأنصاري هم السودان رعاة الإبل من ذرية أصحاب نبي الله صالح رسول الله إلى ثمود والاشارة إليهم جاءت بإمساك النبي صلى الله عليه وسلم بمقود بعيره وهو يتحدث عن شخصي المسيح المهدي، فالمهدي هو صاحب البعير أو صاحب الناقة الغراء كما أورد القرطبي في التذكرة بقوله: (… ويكون على مقدمته صاحب الناقة الغراء وهو صاحب الخرطوم وولي الله حقاً وناصر دين الاسلام).التذكرة للقرطبي ج1- ص 257).
فشخصي الفقير إلى ربه هو حامل الصفات الواردة في الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم:” وسيأتى قوم لا يدفعون عن أنفسهم شيئاً إشارة إلى أصحابي السودان رعاة الإبل مستحقرين ومستضعفين في أعين المستكبرين في السودان، وسيدافع الله عزّ وجلّ عنهم تصديق لقوله تعالى:” إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ”.
وعودة إلى حديث جعفر الصادق عليه السلام عن نبي الله صالح عليه السلام وقومه ثمود. فركن الحديث هو تبدل صورة نبي الله صالح في نظر قومه عند رجوعه إليهم بعد أن غاب عنهم. فأنكره الشكاك والجحاد وصدقه أهل اليقين، ولمّا كان مثل القائل شخصي سليمان المسيح المهدي كمثل نبي الله صالح عليه السلام بلفظ الحديث، فالمثلية هنا أشارة إلى بعثتي الأولى في بني إسرائيل نبياً ورسولاً ثم عودتي بعد غياب بميلادٍ ثانِ في الأمة المحمدية خليفة لله وأماماً مهدياً على ذات صورتي وهيئتي الأولى. فأفترق الناس حولي إلى جحاد وشكاك وصدقني أهل يقين هم السودان رعاة الإبل من ذرية أصحاب نبي الله صالح عليه السلام.
ليصبح موقع ثمود الغابرة هو غرب السودان وليس مدائن صالح بتبوك أو أي موقع آخر. وأختم الفصل بخبر عن الامام جعفر الصادق عليه السلام يصف فيه أصحابي السودان رعاة الإبل(ثوار الحق) بقوله: “له كنز بالطالقان ما هو بذهب ولا فضة وراية لم تنشر منذ طويت، ورجال كأن قلوبهم ذبر الحديد، لايشوبها شك في ذات الله، أشد من الجمر، لو حملوا على الجبال لازالوها لا يقصدون براياتهم بلدة إلا خربوها كأن على خيولهم العقبان. يتمسكون بسرج الامام يطلبون بذلك البركة، ويحفون به يقونه بانفسهم في الحروب. يبيتون قياماً على أطرافهم ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار.
هم أطوع له من الأمة لسيدها، كالمصابيح كأن في قلوبهم القناديل، وهم من خشيته مشفغون، يدعون بالشهادة ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم يا لثارات الحسين، إذا ساروا يسير الرعب امامهم مسيرة شهر، يمشون إلى المولى ارسالاً بهم ينصر الله إمام الحق”. بحار الانوار – ج52 – ص 307).
واقول: الطالقان من خراسان والمراد بها دارفور. وكنوز الطالقان هم أصحابي الثوار رموز سليمان وهم أنصار الاسلام حقاً وصدقاً. كما أن لعباس كجباوي وهو أحد أصحابي راي عميق أبان فيه بأن قبيلة الزغاوة السودانية بغرب السودان هم ذرية اصحاب نبي الله صالح رسول الله إلى ثمود عليه السلام. وأورد أدناه جزءً من تفصيله لتلك الواقعة نقلاً عن مسودة كتابه (قيد النشر) بعنوان (الميلاد الثاني للمسيح عيسى بن مريم عليه السلام – إبن الإنسان – مهدي السُنّة وحجة الشيعة المنتظر).إذ جاء بالفصل الخامس الآتي نصه:
“إن السودان رعاة الإبل الوارد ذكرهم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، في شرحة لآية سورة الواقعة ” ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ* وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ ” ليسوا هم عرب السودان رعاة الإبل اليوم لأن هؤلاء دخلوا السودان قادمين من الجزيرة العربية والمغرب العربي في حقب زمانية متفاوتة بدءاً بالقرن الخامس عشر وحتى القرن السابع عشر. وإنما عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم رعاة الإبل من السودان يومذاك. أي زمان بروز الفاظ الحديث ليتجلى الخبر المخبر عنه في زمان آتٍ في المستقبل يظهر بقراءة تاريخية ومعاصرة طائفة السودان رعاة الإبل المستعان بهم آخر الزمان. وكما هو معلوم كحقائق تاريخية، فإن ثلاث مجموعات أثنية بالسودان قبل دخول العرب كانوا رعاة إبل. مجموعة بشرق السودان وهم البجا، ومجموعتان بغرب السودان هم زغاوة وميدوب، والمجموعتان بغرب السودان الزغاوة والميدوب من أصول بربرية ويشاركهم في صفة رعي الإبل بالسودان الجغرافي كل من القرعان والطوارق بتخوم الصحراء الكبرى وحتى ساحل الاطلسي إضافة إلى بربر المغرب العربي بدوله القطرية المعلومة، وهؤلاء هم السودان رعاة الإبل بالمعنى العام، أما المعنى الخاص فيتفرد به الزغاوة على وجه الخصوص دون الميدوب، لأن الميدوب هم جزء من النوبة قطنوا شمال السودان ووسطه، وفي حقب موغلة في القدم هاجر الميدوب إلى الصحراء غرب وادي بلاد النوبة وهناك تعايشوا مع رعاة إبل هم الزغاوة فاخذوا عنهم مهنة رعي الإبل.ومن ثم يصبح الزغاوة هم رعاة الإبل حصراً بغرب السودان الوارد بشأنهم النص النبوي الشريف، فهم ذرية نبي الله صالح رسول الله إلى ثمود عليه السلام، ويؤيد هذا الإستخلاص الشواهد التالية:
أولاً: يتناقل زغاوة السودان قصة شعبية موغلة في القدم مضمونها “بأن لهم ناقة ذات عشر أضرع سُرٍقتَ في قديم الزمان، وأنهم في بحث دائم عنها وأنهم لن يتركوا سرقة نوق الآخرين عرباً أو غيرهم حتى يعثروا على ناقتهم المسروقة ذات الأشطر العشر”. هذه القصة لها جزور عميقة متصلة بناقة الله الآية إلى ثمود قوم نبي الله صالح(ع) فقد ورد في الاثر أن ثمود طلبوا من نبي الله صالح(ع) أن يخرج لهم من صخرة صماء ناقة عشرا أو عشراء، وأن حمل المعنى لغةً على إنها نتوج تحمل بين جنينها فصيلاً في الشهر العاشر إلا أن المعنى يمتد لتكون ذات عشر أضرع إمعاناً في المبالغة من جانبهم وضرباً من ضروب التعجيز في نظرهم يحول بين نبي الله صالح(ع) وبين قبول التحدي. وأي كان التفسير لكلمة عشراء فإتصالها بناقة زغاوة ذات الاضرع العشر أمر تجيزه قواعد اللغة لتصبح ناقة زغاوة هي ذاتها ناقة ثمود.
ثانياً:- على قمة جبل يسمى (جبل قبة) يقع شرق مدينة كُتم حاضرة دار زغاوة بغرب السودان يوجد ضريح أعلى قمة الجبل وعلى الصخور آثار أقدام صاعدة ونازلة من ذلك الضريح ويقول أهل المنطقة أنه قبر الولي صالح ويقول بعضهم قبر النبي صالح، والمعنيان يُراد بهما نبي الله صالح بن عابد رسول الله إلى ثمود لا غيره. ويُلاحظ أن الأسم صالح من الأسماء واسعة الإنتشار والتداول عند زغاوة السودان ولا يخلو نسب لأحد منهم دون ورود الاسم صالح فيه، بل أن الزغاوة أنصار آية الله روح الله سليمان المسيح المهدي ويسمون المسيح عليه السلام بإسم صالح كما أورده نُعيم بن حمّادعن جرّاح، عن أرطأة، قال في حديثٍ: فيغضب الموالي فيبايعون رجلاً يسمّى صالح بن عبد الله بن قيس بن يسار، فيخرج بهم فيلقى جيش الروم فيقتلهم، ويقع الموت في الروم وهم يومئذٍ ببيت المقدس. وينزل صالح بالموالي بأرض سوريا ويدخل عمورية). المصدر(نعيم بن حماد –ح رقم (1329).
فصالح هنا هو المسيح المهدي سليمان (ع)، والموالي هم أنصاره الاعاجم زغاوة (ثوار دارفور).
ثالثاً:- في شمال دار زغاوة وبالقرب من وادي هور وعلى الجبال بين الوديان توجد كهوف عملاقة عُثِر في بعضها على اثار لعماليق وبالقرب من مبك آثار لمدينة خربة يطلق عليها بلهجة الزغاوة (هولي قُلي) وتعني قرية الرب. إن مدينة الرب تلك ربما إشارة إلى مدينة ثمود الكبرى مقر آلهتهم من دون الله والتي أصابها الخسف والتدمير كسائر قرى ثمود الغابرة.
وأقول: ما جاء في هذة المسودة يعضد المعاني السالفة الذكر.
الفصل الثالث
البيعة بين الركن والمقام
عن عبدالله بن الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبايع لرجل بين الركن والمقام عدة أهل بدر، فيأتيه عصائب اهل العراق وابدال أهل الشام، فيغزوهم جيش من أهل الشام، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، يغزوهم رجل من قريش أخواله كلب فيلتقون فيهزمهم. فكان يقال: الخائب من خاب عن غنيمة كلب”. الطبرانى – المعجم الكبير – ج23 – ص 295.
الرجل القرشى أخواله كلب هو شخصى سليمان المسيح المهدي، فكلب هم المسيرية أخوالي بنسبهم إلى كلب بن كبير من جهينة اليمن. وعصائب العراق – فالعراق لغة هو كل استفتاء من الارض يلى البحر أي ما وراء البحر، والشام هو السودان الذي إفترق إلى شمال وجنوب وتفرق أهله كتفرق الشامات في الجسد فصار شاماً، وابدال الشام هم. ثوار دارفور – أصحابى وهم عصائب العراق بذاته، وهؤلاء هم الـ(313) عدد اصحاب بدر المشار اليهم في الحديث. تقع البيعة لي منهم بجبل مرة – الطور المقدس – مكة المهدي كما فصلّت ذلك على الفصل الثانى.
أخرج الحاكم في المستدرك وأحمد في المسند بأسنادهما عن سعيد بن سمعان، قال:”سمعت أبا هريرة يخبر أبا قتادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فاذا استحلوه فلا تسأل عن مكة العرب، ثم تاتى الحبشة فيخربونه خراباً لا يعمر بعده ابداً، وهم الذين يستخرجون كنزه”.الحاكم – المستدرك –ج4 – ص 499 احمد المسند – ج 2 – ص 291.
ان كنز البيت – الكعبة الذى تستخرجه الحبشة هو المسيح المهدي شخصي سليمان، والحبشة هم انصاري لله أعاجم السودان رعاة الإبل والاستخراج عن ظهوري حاكماً بأمر الله بعد مبايعتهم لي بجبل مرة الطور المقدس، والذي خربه أهل الانقاذ وحكامها بحربهم ضد أهل دارفور، فإستحلوا البيت المقدس وأوشك هلاكهم أن يتم. والاشارة الى بني العباس الانقاذ وحلفاؤها وإلى شخصي سليمان المسيح المهدي الكنز المستخرج، أشار الحديث النبوي عن أبى هريرة قال:النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حولها، وعلى أبواب أنطاكية وما حولها، وعلى باب دمشق وما حولها، وعلى ابواب الطالقان وما حولها،ظاهرين على الحق لا يبالون من خذلهم ولا من نصرهم، حتى يخرج الله كنزه من الطالقان فيحي به دينه كما أُميت من قبل”. تهذيب بن عساكر – ج1 – ص 55 – 56.
وفى رواية صاحب مجمع الزوائد حتى قوله صلى الله عليه وسلم: “… على أبواب الطالقان حتى يخرج الله كنزه من الطالقان فيجيئ به كما كتب من قبل”. مجمع الزوائد – ج 7 – ص 288.
وبقراءة الحديثين مع بعض مع ملاحظة ان الطالقان من خراسان بمعنى دارفور، ففي رواية تهذيب بن عساكر قوله صلى الله عليه وسلم: فيحيي به دينه كما أُميت من قبل فالكنز الذي يحيي به الله دينه الإسلام هو شخصي مبعوث على هدى الرسالة الخاتمة يحيي به الله الاسلام بعد أن اندثرت معالمه ولم يتبقَ الا لفظة. والشخص اشير اليه بمعنى مزدوج في قوله صلى الله عليه وسلم: كما أُميت من قبل فالذى أُميت هو الاسلام فيحييه ذلك الكنز المستخرج، والكنز كذلك هو الذى أُميت من قبل، بمعنى كان مبعوثاً من قبل فاماته الله عزّ وجل، وأحياه ثانية وبعثه، وليس من شك بأن المقصود هو المسيح عيسى ابن مريم رسول الله إلى بني إسرائيل، المبعوث بميلادٍ ثانٍ مهدياً خاتماً شخصي سليمان أبي القاسم موسى كنز الطالقان.
أما في رواية مجمع الزوائد، بقوله صلى الله عليه وسلم:”…حتى يخرج الله كنزه من الطالقان فيجيئ به كما كُتب من قبل، فأمر معجز بنصه الصريح ان الله عزّ وجلّ قد كتب من قبل في كتبه المنزله على رسله المبعوثين قبل محمد صلى الله عليه وسلم، بان المسيح المهدي شخصي سليمان كنز الطالقان يخرج من دارفور ببيعه على جبل مره الطور المقدس، وهذه مكرمة حازها ثوار الحق تتقاصر دونها أعناق الرجال فهنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة المكرمة.
اخرج الكورانى في المعجم باسنادة عن أبى بصير عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: “ان القائم ينتظر من يومه في ذي طوى، في عدة أهل بدر ثلاث مائة وثلاث عشر رجلاً حتى يسند ظهره إلى الحجر ويهز الراية المغلبة قال علي بن أبي حمزة، ذكرت لأبي ابراهيم رأي الكاظم (ع) فقال: “وكتاب منشور”.الكورانى –المعجم – ج3 – رقم 828.
واقول: ذو طوى هو الطور المقدس – جبل مرة والثلاثمائه وثلاث عشر هم أهل البيعة الكبرى المعبر عنهم بالركن بما رُوي عن جعفر الصادق (ع) في قوله تعالى: “قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ” قال (ع): القوة القائم (ع)، والركن الشديد الثلاثمائة وثلاث عشر اصحابه. تفسير العياشى – ج2 – ص156. وهؤلا هم النواة الصلبة للراية السوداء الغالبة بأمر الله عز وجل.
أما قول الامام موسى الكاظم (ع) معلقاً بقوله: “وكتاب منشور”، فربما الاشارة تحديداً الى هذا المنشور من سلسلة منشوراتى، والمخصص للطور جبل مرة والرايات السوداء وخراسان دارفور.
وعن أبان بن تغلب قال: قال ابو عبد الله (جعفر الصادق) (ع): “أن أول من يبايع القائم عليه السلام، جبرائيل عليه السلام، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه. ثم يضع رجلاً على بيت الله الحرام ورجلاً على بيت المقدس، ثم ينادي بصوت طلق ذلق تسمعه الخلائق: “اتى امر الله فلاتستعجلوه”. كمال الدين – ج2 – ص671.
إن مبايعة جبريل الروح القدس (ع) لشخصي المسيح قائم اهل البيت أمر متحقق، لأن المسيح مؤيد بالروح القدس في حله وترحاله في زمان بعثتي الاولى في بني إسرائيل والثانية اليوم في الأمة المحمدية، فلا يتعجب الناس لأن في أمري ما هو أعجب من ذلك.
بنو تميم وشعيب بن صالح:
عن محمد بن الحنفية يرفعه إلى إبيه أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام قال : “تخرج راية سوداء لبني العباس، ثم تخرج من خراسان سوداء أخرى، قلانيسهم سود وثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح من بني تميم يهزمون أصحاب السفيانى حتى ينزل بيت المقدس، يوطئ للمهدي سلطانه، يمد إليه ثلاثمائة من الشام، يكون بين خروجه وبين أن يسلم الأمر للمهدي إثنان وسبعون شهراً”. ملاحم بن طاؤوس – ص 136. وأخرج صاحب كتاب بشارة الإسلام بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: “تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلاً من آل أبي سفيان يردون (يؤدون) الطاعه للمهدي، على مقدمتهم رجل من بني تميم، يقال له تميم بن صالح. قال الراوي:” التحريف من كثرة تداول إسمه، فهو من بني تميم ولكن لايدعى تميماً ومن هنا جاء الوهم، يقتتل مع جيش السفيانى ثم يهرب إلى بيت المقدس ثم يبايع المهدي ويكون من قوادة”. بشارة الاسلام ص 184 – 241.
بقراءة الاحاديث الثلاثة مع بعض، فان راية بني العباس السوداء في حديث ابن الحنفية إشارة الى سلطة الانقاذ بالسودان وسودان الانقاذ هو المشرق من أرض خراسان – أي الخرطوم وكردفان مسرح عمليات حرب الدجال الامريكى – السفيانى ضد عمر البشير وأنصاره أهل المشرق برواية برهان المتقي. والرايات السوداء قلانيسهم سود وثيابهم بيض في حديث بن الحنفيه – هم ثوار دارفور انصاري، والعمامة السوداء هي شعار أهل البيت تاريخياً. وشعيب إبن صالح أو صالح بن شعيب أو تميم بن صالح كما في رواية صاحب بشارة الاسلام، هو قائد اولئك الثوار الذين يصطفون حولي ويبايعوننى بجبل مرة – الطور المقدس – وهو بيت المقدس المشار اليه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم براوية صاحب كتاب بشارة الاسلام.
وما يشار اليه بان شعيب بن صالح التميمي او بنو تميم انصاري هم من الاعاجم ولا علاقة لهم ببني تميم القبيلة العربية المعروفه فما هو المعنى المقصود وفق الاحاديث ؟ ان شعيب بن صالح او صالح بن شعيب ليس اسما وانما صفة ومرتبة، فشعيب تصغير تعظيم لشعب بمعنى الحى او القبيلة العظيمة وصالح من الصلاح. فشعيب بن صالح هو أمة أو شعب قائم بذاته، والمقصود شخصي المسيح المهدي سليمان خليفة الله في الأرض، لأن خليفة الله هو أمة لوحده.
ويتصف بعض أصحابي الذين بلغوا المقام العيسوى بهذه الصفة، ومنهم جزماً القائد العام لجيش الغضب، وهو المعبر عنه بشعيب بن صالح وله إسماً آخر يسمى به. أما بنو تميم الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم أشد أمته بأساً على الدجال، فيكشف المعنى الحديث التالى:
أخرج السبوق في كمال الدين باسنادة عن المفضل بن عمر عن أبى عبد الله (جعفر الصادق) عليه السلام قال: “سمعته يقول أتدري ما كان قميص يوسف عليه السلام ؟ قال: قلت لا. قال:(أن إبراهيم عليه السلام، لما أوقدت له النار، نزل إليه جبرائيل عليه السلام بالقميص وألبسه إياه فلم يضره معه حر ولا برد، فلما حضرته الوفاة جعله في تميمة وعلقه على إسحاق عليه السلام، وعلقه إسحاق على يعقوب عليه السلام. فلما ولد يوسف عليه السلام علقه عليه وكان في عضده حتى كان من أمره ما كان. فلما أخرجه يوسف عليه السلام من التميمة وجد يعقوب ريحه وهو قوله عز وجل:- “وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ (94) سورة يوسف – فهو ذلك القميص الذي من الجنة. قلت جعلت فداك فإلى من صار هذا القميص؟ قال: إلى أهله وهو مع قائمنا إذا خرج. ثم قال: كل نبي ورث علماً أو غيره فقد إنتهى إلى محمد صلى الله عليه واله وسلم”. المصدر – كمال الدين ج 2 – ص 674.
وأقول: بنو تميم هم ورثة قميص يوسف عليه السلام (التميمة)، وهم أنصاري الأعاجم ثوار دارفور، فمن الإعجاز الرباني الذي خصني به الحق عز وجل هو إبطال تكنولوجيا الدجال العسكرية، فاصحابي في حرز ومأمن من بطش الدجال إلاّ من اصطفاه الله بالشهادة. عن بن اسباط قال:” قلت لابي الحسن عليه السلام جعلت فداك، أن ثعلبة بن ميموم حدثني عن علي بن المغيرة عن زيد القمني عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: “يقوم قائمنا بموافاة الناس سنة. قال: لا يقوم القائم بلا سفيانى ان امر القائم حتم من الله، وامر السفيانى حتم من الله، ولايكون القائم إلا بسفيانى. قلت جعلت فداك فيكون في هذه السنة؟ قال ماشاء الله. قلت يكون في التى تليها؟ قال: يفعل الله مايشاء” المصدر – اثبات الهداة ج 3 – ص 730.
وعن علي بن الحسين عليهما السلام عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال عن القائم: “يظهر في شبهة ليستبين أمره، فيجلس تحت شجرة ثمرة، فيجيئه جبريل في صورة رجل من كلب فيقول يا عبد الله مايجلسك هاهنا؟ فيقول يا عبد الله أني أنتظر ان يأتيني العشاء فأخرج في دبره الى مكة وأكره ان أخرج في هذا الحر. قال: فيضحك فاذا ضحك عرف أنه جبريل، قال: فيأخذ بيده ويصافحه ويسلم عليه ويقول له: قم، ويجئه بفرسه فيركبه… فيخرج الى مكة والناس يجتمعون بها ” المصدر الكورانى – المعجم ج3 – حديث رقم 719.
عن الاسبق بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام في خطبة طويلة له له بالكوفه: “…إلى أن يصير الأمر إلى رجل من ولد أبي سفيان، يخرج من وادي اليابس من دمشق، فيهرب حاكمها منه، فتجتمع إليه قبائل العرب، ويخرج الربيعي والجرهمي والأصهب وغيرهما من أهل الفتن والشغب، فيغلب السفياني على كل من يحاربه منهم. فاذا قام القائم بخراسان الذي أتى من الصين ونلتان، وجه السفيانى بالجنود اليه فلم يغلبوا عليه. ثم يقوم منا قائم بجبلان يعينه المشرقي في دفع شيعة عثمان، ويجيبه الابرلي والديلمي ويجدون منه النوال والنعم، وترفع لولدي النود(فى المصادر رايات الترك) والرايات ويفرقها في الاخطار والجنبات.
ويأتى الى البصرة فيحزبها ويعمر الكوفة ويوردها. فيعزم السفيانى على قتاله، ويهم مع عساكره الى إستئصاله، فإذا جهزت الألوف وصفّت الصفوف قتل الكبش الخروف. فيموت الثائر ويقوم الآخر، ثم ينهض اليماني لمحاربة السفياني ويقتل النصراني، فإذا هلك الكافر وإبنه الفاجر ومات الملك الصائب ومضى لسبيله نائب، خرج الدجال وبالغ في الإغواء والإضلال، ثم يظهر أمير الأمراء وقاتل الكفرة السلطان المأمول الذي تحيّر في غيبته العقول، وهو التاسع من ولدك يا حسين، يظهر بين الركنين، يظهر على الثقلين ولا يترك في الارض دمين. طوبى للمؤمنين الذين ادركوا زمانه ولحقوا أوانه وشهدوا أيامه ولاقوا بأخوانه.). غيبة النعمانى ص 275.
أقول: هذا النص من روائع ودقائق علوم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) باب مدينة علم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. ورغم المرموز والمشار إليه باللحن إلا أنه يبرز الحقائق المتجلية بشأن القائم المسيح المهدي شخصي سليمان وعلامات الظهور الأكبر وأتوقف عند بعض فقراته بالشرح التالي:
أولاً: من قوله ” ثم يقع التدابر والإختلاف بين أمراء العرب وأمراء العجم حتى يصير الأمر إلى رجل من ولد أبي سفيان… فيغلب السفياني على كل من يحاربه”.
فأمراء العرب هم قيادة الإنقاذ من بني العباس، وأمراء العجم هم قيادة الجنوب (الحركة الشعبية والجبهة الثورية (جنوب كردفان – الانقسنا – وبعض فصائل دارفور) والمعنى أن الصراع السياسي بأدواته العسكرية بين الخرطوم وجوبا وأنصارها سيظل مستمراً حتى يتدخل فيه بشكل مباشر الرجل المُشار إليه بأنه من ولد أبي سفيان، وهذا الرجل هو السفياني صاحب الحرب والسيف والتجبر ويشير النص بلطافة إلى مجيئه من خارج السودان، والرجل المقصود هو الرئيس الامريكي سواء كان بارك أوباما أم من يخلفه، والمعنى هو تدخل الدجال الأمريكي الصهيوني (السفياني) ليرجح كفة الصراع بين أمراء العرب وأمراء العجم لصالح دولة الجنوب وحلفاءها. ودمشق كلمة كنعانية تعني الارض التي تغرب عندها الشمس، والحاكم الهارب هو عمر البشير.
ثانياً: من قوله: ” إذا قام القائم بخراسان… ويهم مع عساكره بإستئصاله”
القائم هو شخصي سليمان المسيح المهدي ولله الحمد، وخراسان هي دارفور. والذي أتى من الصين وملتان، تلحين معناه أتي من المشرق أي كردفان التي تقع شرق دارفور كما تقع الصين وملتان شرق خراسان التاريخية ثم عطف أمير المؤمنين(ع) على المعنى ليورده بإضافة بقوله: “ثم يقوم منّا قائم بجبلان” وهذا ذات القائم سليمان المسيح المهدي و”بجبلان” مرموز إلى جبلين ولم يصرفهما بالجر ليكون المعنى المرموز أن القائم يظهر بجبل له أسمين والمراد جبل مرة (الطور المقدس). وشيعة عثمان هم أنصار الدجال السفياني فهو من إسم الصفة لعثمان، والعثمان هو فرخ الأفعى، أما المشرقي فالإشارة إلى حاكم من المشرق يعاون شخصي في المعركة ضد الدجال الأمريكي الصهيوني. والأبر هم البربر وهم ديلم بمعنى أعاجم والإشارة إلى أنصاري السودان رعاة الأبل ثوار دارفور.
ثالثاً: من قوله (ع): ” فإذا جهزت الألوف وصفت الصفوف… ومضى لسبيله النائب” هذه وقائع وأحداث متصلة بالمعركة الأولى بين السفياني (الدجال الأمريكي) وعمر البشير وأنصاره، وهناك إشارات دقيقة إلى حدوث صراع داخل صف الإنقاذ يقتل فيه الكبش الخروف والرمزية إلى صراع شخصيتين بارزتين في السلطة والحركة الإسلامية، واليماني هو القائم المسيح شخصي سليمان بصلتي بالمسيرية فهم من جهينة اليمن.
رابعاً: من قوله(ع): “ثم يظهر أمير الامراء وقاتل الكفرة… الخ”
الأمير هو خليفة الله في الارض، فأمير الأُمراء هوشخصي بلا فخر والركنين إشارة إلى الثوار أنصاري الركن الشديد وإلى جبل مرة (الطور المقدس – مكة المهدي) ركني الآمن بحرز الله عزوجل. و” التاسع من ولد الحسين” تعني شخصي كذلك بكوني الفريد الوحيد من أهله فأخواني ثمانية وأنا الفريد التاسع بينهم. وأختم هذا الفصل بحديث لأمير المؤمنين علي (ع) يبيّن فيه مراتب وصفات أنصاري الراية السوداء. أخرج الكوراني بإسناده أن أمير المؤمنين علي(ع) قال في خطبة له بالكوفة :”إن الله عزّ وجلّ ذكره قدر فيما قدر وقضى بأنه كائن لابد منه، أخذ بني امية بالسيف جهرة وأن أخذ بني فلان بغتة. وقال عليه السلام: لابد من رحى تطحن، فاذا قامت على قطبها وثبتت على ساقها بعث الله عليها عبداً عسفا خاملاً أصله، يكون النصر معه، أصحابه الطويلة شعورهم أصحاب السبال، سود ثيابهم، أصحاب رايات سود، ويل لمن ناوأهم يقتلونهم هرجاً والله لكأني أنظر إليهم وإلى أفعالهم، وما يلقى من الفجار منهم والاعراب الجفاة يسلطهم الله عليهم بلا رحمة، فيقتلونهم هرجاً على مدينتهم بشاطئ الفرات البرية والبحرية جزاءاً بما عملوا وما ربك بظلام للعبيد” معجم احاديث الامام المهدي للكوراني – ج (3) ح رقم (783).
وأقول: بنو أمية هم السفيانيون (الدجال وأنصاره) وبنو العباس هم (الإنقاذ وحلفائها). والعبد الخامل أصله هو شخصي المسيح ابن مريم، والأصل الخامل هو أصل النبوة التي لم يتبقَ منها إلأ شخصي الفقير إلى ربه، والرايات السوداء هم أنصاري الثوار بأوصافهم المبينة، والفجار والأعراب هم أهل النفاق وأعداء دعوتي لله عزّ وجلّ، والفرات هو الماء العزب ويراد به نهر النيل هنا بالخرطوم(المقرن) وذلك وعد الله والله لا يخلف الميعاد.يقول تعالى في محكم تنزيله:”إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ* أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” الحج(38-40).
ويقول تعالى في ذات السورة:”مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ” الحج(15).
الفصل الرابع
نصر من الله وفتح قريب
أخرج النعماني يإسناده عن أبان بن تغلب، قال: “سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كأني أنظر إلى القائم (ع) على نجف الكوفة عليه خوخة من إستبرق، ويلبس درع رسول الله صلى عليه وآله وسلم، فإذا لبسها إنقضت به حتى تستدير عليه، ثم يركب فرس أدهم أبلق بين عينيه شمرخ بيّن. معه راية رسول الله صلى الله عليه وآله. قلت مخبوءة أم يؤتي بها؟ بل يأتي بها جبرائيل عمودها من عمد عرش الله وسائرها من نصر الله لا يهوى بها إلى شيئ إلا أهلكه الله. يهبط إليه تسعة آلاف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكاً. فقلت له: جعلت فداك كل هؤلا معه؟ قال: نعم، هم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم حين أُلقي في النار، وهم الذين كانوا مع موسى لما فلق له البحر. الذين كانوا مع عيسى لما رفعه الله إليه. وأربعة آلاف مسومين كانوا مع رسول الله صلى الله وآله، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكاً كانوا معه يوم بدر، ومعهم أربعة آلاف صعدوا إلى السماء يستأذنون في القتال مع الحسن (ع) وهبطوا إلى الأرض وقد قتل، فهم عند قبره شُعث غُبر يبكونه إلى يوم القيامة، وهم ينتظرون خروج القائم عليه السلام “. النعماني – الغيبة – باب (20) ج رقم 20.
أقول: هذا الحديث شرح تفصيلي لوقائع رويا وقعت لي على مراحل إمتدت من نوفمبر 1997م وحتى أغسطس1998م. وقبل سردها أشير بأن الكوفة هي كردفان، ونجف الكوفة يراد بها درافور لأنها أعلى من كردفان إلى سطح البحر. ودرع رسول الله صلى الله عليه وآله هي السابغة، درع نبي الله داؤود (ع) والتي ورثها نبي الله سليمان (ع) حتى أمتلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم والإشارة بيّنة فأفهم! وراية رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الراية السوداء – الأعاجم ثوار دارفور أنصاري إلى الله عز وجل.
الرويا: “في نوفمبر1997 بقرية الحريكة رأيت حصاناً أدهماً نازلاً من السماء وقد قاربت حوافره الأمامية سطح الأرض وغاب عجره في السماء، ومن ثم قيل لي: “إذا إكتمل نزول الحصان سوف يُتم لك النصر”.
وبعد ذلك تكررت الرويا وفي كل مرة يقترب من الأرض أكثر فأكثر. وفي إحدى المرات رأيته أكمل النزول، فوضعت رجلي اليمنى على صهوته واليسرى على الأرض. وكنت أخبر بمراحل هذه الرويا من معي من الأصحاب.
والرويا التي تلت هذه: أستويت على ظهر الحصان وسار بي بسرعة فائقة وعلى الرغم من أنه كان يسير قريباً من سطح الأرض إلا أن حوافره لا تلامس الأرض وكأنه يسبح في الفضاء. سار مَلك على منكب الحصان الأيمن وأعداد غفيرة من الملائكة على جانبيّ الحصان بنفس سرعة الحصان. وصل بي الحصان إلى مدرج وإختفى وتزاحمت الملائكة حولي كأنهم يتوقعون مني بيان فقلت لهم: “متى نصر الله؟” فقالوا كلهم أجمعون وبلسان واحد: “النصر عندك” وكان ذلك في أغسطس عام 1998م.
(منقول من منشور القدس ومعركة مصير الأديان – رقم (3) بتاريخ 2001م.)
بقراءة وقائع الحديث والرويا مع بعض، فإن الحصان الأدهم حاضراً في كليهما وعناصر النصر وفق الحديث هي:
1/ القائم شخصي سليمان المسيح المهدي.
2/ الرايات السوداء – سائرها من نصر الله – ثوار دارفور.
3/ الملائكة بالعدد الوارد في الحديث:
أما مكونات النصر وفق الرويا في:
1/ القائم شخصي سليمان المسيح لمهدي – النصر عندك.
2/ الملائكة بأعدادهم الغفيرة.
ومن ثم فالموجود في الحديث ومفقود في الرويا من مكونات النصر هي الراية السوداء – الثوار – ولما إكتمل نزول الحصان الأدهم فيكون معنى قول الملائكة لي: “النصر عندك” تعني نزولي وسط الرايات السوداء فهم مادة النصر المفقودة يومذاك الموجودة اليوم.
اخرج الصدوق في كمال الدين بإسناده عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال في قوله تعالى: “أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ”(1) سورة النحل.
قال: هو أمرنا – القائم – أمر الله عزّ وجلّ أن لا تستعجل به حتى يويده الله بثلاثة أجناد، الملائكة المومنين والرعب. وخروجه كخروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك قوله عز وجل: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} (5) سورة الأنفال.
فالرعب كأداة من أدوات نصري من الله عز وجل حالة يلقيها الله عزّ وجلّ في قلوب أعدائي فتتزلزل فرائضهم رعباً من مواجهتي.
أخرج الطوسي بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” يخرج رجل بقزوين أسمه إسم نبي يسرع الناس إلى طاعته المشرك والمؤمن يملأ الجبال خوفاً”. الطوسي – الغيبة ص 244 ح 438.
وعن إبن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الدجال فقال: “… حتى يأتي الكوفة فيلحقه قوم من المدينة وقوم من الطور وقوم من ذي يمن وقوم من قزوين. قيل يا رسول الله وما القزوين؟ قال: قوم يكونون باخرة يخرجون من الدنيا زهداً فيها يرد الله بهم قوماً من الكفر على الإيمان. كنز العمال – ج – 14 – ح رقم 38820.
إن قزوين التي يخرج أهلها من الدنيا زهداً فيها يقاتلون الدجال الخارج بالكوفة – كردفان – دار المسيرية هي قزوين غير قزوين إيران وهذا ما أكده الحديث النبوي بقوله صلى الله عليه وسلم: ” قال قوم يكونون باخرة…”.فقزوين هي دارفور خاصة وغرب السودان عامة – ما وراء النهر أي نهر النيل. ومن ثم فالرجل الخارج بقزوين في الحديث برواية الطوسي أسمه إسم نبي هو شخصي سليمان المسيح المهدي. ويملأ الجبال خوفاً إشارة إلى الرعب كأداة نصر من الله عزّ وجلّ.
وأخرج النعماني بإسناده عن ابي بكر الحضرمي عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: ” لابد أن يملك بنو العباس، ولو خرج قائم آل محمد عليهما السلام لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبين، يكون جبرائيل أمامه، ميكائيل عن يمينه وإسرافيل عن شماله، والملائكة المقربون حذاءه وأول من يتبعه محمد صلى الله عليه آله و علي عليه السلام الثاني. ومعه سيف مخترط يفتح الله له الروم والديلم والسند والهند وكابل مشاة الخيزر… الخ”.
النعماني – الغيبة ص 253، ب- 14 – ح رقم 18.
لا يرى الناس الملائكة جهراً إلا من خصه الله بنور خاص، كما أن رؤية الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين ممن هم بالبرزخ خاصة بالكُمّل من عباد الله الصالحين. ومن ثم فقول الباقر عليه السلام أول من يتبعه محمد صلى الله عليه وسلم وآله، وعلي عليه السلام الثاني، أمر خصني الله عز وجل به دون الآخرين وهو يمثل رؤيتي للملائكة يقظةً، وخفاءاً وذلك على غيري وأن كان في نفس الحضرة والمشهد الذي أنا فيه ولله الحمد.
والسيف المخترط – أي المسلول – إشارة إلى الروح عماد الراية السوداء، فأدوات نصري كلها متعلقها الروح المقام الذي تفردت به في الوجود على سائر خلق الله عزّ وجلّ بفضل الله وكرمه، فالمادة مهما علت وتجبرت لن تهزم الروح، فالمسيح الدجال الأمريكي الصهيوني وما بحوذته من تكنلوجيا عسكرية باطشة مهزوم بوعد الصدق في أول جولة بيني وبينه لأني المسيح الروح حقاً وصدقاً.
أخرج المجلس في البحار بإسناده عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: ” يبعث الله قائموا آل محمد في عصبة لهم أدق في أعين من الكحل فإذا خرجوا بكى لهم الناس لا يرون إلا أنهم يختطفون، يفتح الله لهم مشارق الأرض ومغاربها، ألا وهم المؤمنون حقاً، الا انه خير الجهاد في آخر الزمان. ” المجلس – البحار – ج 52 – ص 217.
اقول: عند خروجي مجاهداً في سبيل الله وبرفقتي انصاري (السودان رعاة الإبل) يظن الناس بأني ومن معي هالكون لا محالة للفارق البيني في العدة والعتاد، بيني وبين المسيح الدجال، ولكن يجيئ النصر ليسقط كل الحسابات المادية التي تعارفت عليها البشرية عبر آلاف السنين.
وأنصار (السودان رعاة الإبل) – ثوار دارفور – الراية السوداء هم أهل اليمن والأوس والخزرج أنصار المسيح المهدي كألأنصار (الأوس والخزرج) – أنصار النبي صلى الله عليه وسلم.
ومثل هذه الأخبار المخبرة عن تسليم عمر البشير لراية السلطة والحكم لشخصي المسيح المهدي سليمان، ليس من الحتوم تحققها لأنها موقوفة على شرط متعلق بأن الهداية للحق أمر رباني. فالله عز وجل إن شاء؛ يهدي عمر البشير أو يبقيه على حال ضلاله ومعاداته لما جئت به من عند الله.
والمتحقق عندي بشأنه وفق النصوص القطعية الدلالة إن الدجال الأمريكي – السفياني – سيدك عرش الإنقاذ، وما تبقى منها سيقضي عليه أصحابي (السودان رعاة الإبل رسل المغاربة).
أخرج الكوراني بإسناده عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: “ملك بني العباس عسر لا يسر فيه، لو إجتمع عليهم الترك والديلم والسند والهند والبربر والطليان لن يزيلوه، ولا يزالون في غضارة من ملكهم حتى يشذ عنهم مواليهم وأصحاب دولتهم، ويسلط الله عليهم يخرج من حيث بدأ ملكهم، لا يمر بمدينة إلا فتحهها ولا ترفع له راية إلا هدها، ولا نعمة إزالها. الويل لمن ناواه، فلايزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتي يقول الحق ويعمل به”. الكوراني – المعجم – ج 3 ح 627.
أقول: صدر النص إخبارعن فشل كل المحاولات الخارجية والداخلية لإسقاط الإنقاذ – مُلك بني العباس بالسودان، وبقاءها على حالة نعمة ورخاء ورفاهية لاصحابها بني العباس. حتى يشذ عنهم مواليهم، فالموالي بمعنى الأنصار والمراد هنا الحركة الشعبية الذين شاركوا الإنقاذ في السلطة بنسبة لم تتاح لغيرهم من الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى، والمعنى يشير كذلك إلى إنفصال جنوب السودان في عهد الإنقاذ.
والعلج لغة بمعنى الشديد الغليظ صاحب البأس. ومبتدأ ملك الإنقاذ – حكومة بني العباس كان من كردفان عندما كان عمر البشير برتبة العميد ويقود لواء جيش بمدينة المجلد حيث تم التخطيط لتنفيذ إنقلاب 3/6/1989م الذي جاء بالإنقاذ إلى السلطة. والعلج المراد هنا هو شعيب بن صالح قائد أنصاري لله فيخرج من كردفان بعد هزيمة الدجال ليقضي على ما تبقى من قوة لبني العباس فيظفر حتى يبلغ الخرطوم العاصمة ويرفع نصره ذلك لشخصي سليمان المسيح المهدي المحمدي فأنا ولله الحمد أقول الحق وأعمل به.
وأختم بحديث رُوي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ” يَبْعَثُ بِجَيْشٍ إِلَى الْمَدِينَةِ فَيَأْخُذُونَ مَنْ قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُقْتَلُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَهْرُبُ الْمَهْدِيُّ وَالْمُبَيَّضُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَيَبْعَثُ فِي طَلَبِهِمَا، وَقَدْ لَحِقَا بِحَرَمِ اللَّهِ وَأَمْنِهِ” كنز العمال – ج14 – ح 396680.
وفي ملاحم بن طاؤوس ص 57 قوله عليه السلام: “يبعث السفياني بجيش الى المدينة… فيهرب المهدي والمستنصر من المدينة إلى مكة…”.
إن المدينة تعني – كردفان دار المسيرية كإطلاق عام ويتجلى المراد عند وقوع الحدث الذي قد يشمل أكثر من مدينة، كما أن المعنى يمتد ليشمل السودان كافة كمسرح عمليات عسكرية للدجال السفياني ضد الإنقاذ فتكون المدنية هي الخرطوم – باب الفيل.
والمهدي هو شخص سليمان المسيح المهدي ومكة هي جبل مرة الطور المقدس والمبيض هو صاحب الشعر الأبيض(ابو شيبة) والمستنصر من إستنصر بي (خليفة الله في الأرض اليوم).
أخرج النعماني بإسناده عن حازم بن حبيب قال: “دخلت على أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام فقلت له: “أصلحك الله إن أبوي هلكا ولم يحجا، وان الله قد رزق وأحسن فما تقول في الحج عنهما؟ قال: افعل فإنه يرد لهما، ثم قال لي: يا حازم إن لصاحب هذا الأمر غيبتان يظهر في الثانية، فمن جاءك يقول انه نفض يده من تراب غبره فلا تصدقه” النعماني ص 172 ومثله في غيبة الطوسي ص 36 وفي “… ثم قال: بيمينه يا حازم من جاء يخبرك عن صاحب هذا الأمر أنه غسله وكفنه ونفض التراب من قبره فلا تصدقه”.
أقول: صاحب الأمر هو شخصي سليمان المسيح المهدي، صاحب الغيبة، بالحديث رمزية دقيقة اشارت لموسم الحج كفترة زمانية لظهوري الأكبر حاكماً بأمر الله عزّ وجلّ ولله الحمد من قبل ومن بعد.