من بديهيات المجتمع المدني أن يكون لكل جماعة إمام وهذا الإمام هو نواة المجتمع المكون للدولة على المستوى القطري وللأمة على مستواها العالمي فلا يصلح أي مجتمع بدون إمام ولا يفلح أي مجتمع تعدد فيه الأئمة وضرب الله مثلاً أعلى على ذلك فقال: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } (22) سورة الأنبياء.
وقال عز وجل: {قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً} (42) سورة الإسراء.
وقال عز وجل: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ } (91) سورة المؤمنون. ضرب الله المثل الأعلى ليتنزل إلى الأدنى فإن وجود أكثر من إمام في الوقت الواحد يعني انقسام الأمة وتمحورها حول الإمامين واقتتالهما.
ولكي لا يترك الله أمر الإمامة لأهواء الناس وتجاذب الأهواء خص ذاته العلية باختيار إمام الأمة وأمرها بطاعته قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء.
فإذا تصدر للإمامة أكثر من شخص كل يدعي الإمامة يكون الحكم بينهما كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بنص آية النساء 59. فالبرهان على صدق المدعي أن يدعمه نص من الكتاب وهو معنى(فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ ) وإلى السنة وهو معنى( وَالرَّسُولِ).
وبالتزام هذه القاعدة فإننا نجد في القرآن أن الإمام يختاره الله لهذه الأمة كما كان يصطفي أنبيائه فلا يترك للناس أمر النبوة ليختاروا من يكون نبياً لهم. قال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} (75) سورة الحـج. وبنفس السنن يختار الله خلفائه في الأرض إلى يوم الدين قال تعالى: (سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا) من بعدك في اختيار الأئمة لهذه الأمة ( تَحْوِيلاً) (77) سورة الإسراء.
وبالاحتكام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نجده يؤكد ما أشار إليه القرآن بنصوص صريحة بأن الله هو الذي يختار لهذه الأمة خلفاءها فقد أورد ابن كثير في كتابه البداية والنهاية ومعه نهاية البداية في الفتن والملاحم الجزء العاشر: “وثبت من صحيح البخاري من حديث شعبة عن فرات القزاز عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(5) (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وأنه لا نبي بعدي وانه سيكون خلفاء كثيرون. قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟. قال: فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم) النهاية ج 1 ص 14.
هذا الحديث شرح دقيق لأية الإسراء (77) بأن الله يصطفي الخلفاء في هذه الأمة كما يصطفي الأنبياء من فلا يترك أمر الخلافة للغلبة والقهر ولا للاختيار الطوعي أو الانتخاب الديمقراطي ولا للشورى فنص الحديث صريح (فإن الله سائلهم عما استرعاهم) فالله هو الذي اختارهم رعاة للأمة وأمر الأمة بإتباعهم في رده صلى الله عليه وسلم عن السؤال (فما تأمرنا يا رسول الله؟. قال: فوا) بالأمر (وأعطوهم حقهم) فطاعتهم حق وإجابتهم فرض على الأمة والخروج عليهم خروج من الملة المحمدية إلى الجاهلية وإن رأيتم منهم ما تكرهون فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(6) (من كره من أميره شيئاً فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية) رواه البخاري.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(7) (من فارق الجماعة شبراً فمات إلاّ مات ميتة جاهلية) رواه البخاري.
وهذا الإمام المنهي عن مفارقته يتميز عن غيره من أئمة الضلالة بصفة واحدة لا غير وهي: أن اختياره يتم باصطفاء الله ويخطره بذلك بنص قوله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} (51) سورة الشورى. فالإمام على بينة من ربه إنه مبعوث من عند الله جاء كلام الله في الآية ليس مقصوراً على الأنبياء مما يعني أنه يشمل غيرهم من خواص الأمة وأخصهم بكلامه الأئمة وشاهد السنة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(8) (إنه كان فيما مضي قبلكم من الأمم مُحَدَّثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب) رواه البخاري رقم 3689 فتح الباري 7/42 المصدر: المهدي وفقه أشراط الساعة للدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدم.
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
(9) (قد كان يكون في الأمم قبلكم مُحَدَّثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم) رواه مسلم (4/1864)(23) المهدي للمقدم ص 313.
كل الضجيج الذي يثيره العلماء والمفكرون في العالم الإسلامي والمحاولات الدؤوبة والمجاهدات المضنية التي يبذلونها لتوحيد كلمة الأمة تغني عنها الإجابة بسؤال واحد هو: مَن مِن هؤلاء الملوك أو الرؤساء أو الأمراء جاءه تكليف من الله لتنصيبه إماماً للجماعة ؟ أو لزعامة الأمة؟ فإن الإجابة بـ(نعم) ستكون لواحد منهم هو الإمام الوحيد الواجب الإتباع وتحت قيادته تنتصر الأمة على عدوها وتنتصر لدينها وتسعد دنياها.
فهل أنتم جادون في دعواكم لتوحيد كلمة الأمة ؟.
هذا هو الطريق الوحيد لا غير لتوحيد كلمة الأمة لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة اليهود والنصارى هي السفلى وان مسئولية هذا التصحيح تقع أولاً وأخيراً على عاتق العلماء لأن الجماهير تلقت دينها عن طريق العلماء فلا تقبل تصحيحه إلا عن طريقهم لثقتها فيهم. وإذا لم يقم العلماء بهذا الدور المنوط بهم رعباً ورهباً من الملوك والرؤساء فليتذكروا وعيد ملك الملوك ووعده {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (159-160) سورة البقرة.
الفصل الأول
مراحل الدعوة
في عام 60 ـ 1961م شاهدت (رقصة العروس) في المجلد فنفرت نفسي من ذلك المنظر فخرجت أبكي وكنت أقول في نفسي: ( كيف تسمح نفس هذا الزوج ان يكشف مفاتن زوجته للناس وأقول لو كنت أباً لتلك العروس لفسخت عقد القرآن) .
وكانت الدموع تتساقط على صدري إلى ان وصلت سريري وبمجرد جلوسي عليه شاهدت(ان الوجود إنمحى تماماً لا سماء ولا أرض ولا شيئ مما خلق الله حتى لم أكن ادري من أنا وأين أنا، وأنا في تلك الحال تدلى نور الحق عز وجل وتجلى لي قوله تعالى (الله نور السماوات والأرض) رغم أني في تلك الأيام لم اطلع على تلك الآية لأنني كنت في المرحلة الأولية في مرحلة جزء تبارك (تحرك نور الله حركة فبدت من نور الله الأرض جرداء لا معالم عليها) ثم حدثت حركة أخرى للنور فبدت كل المخلوقات ما أعرف منها وما لا اعرف ولكنها في صورة دمى لا حياة فيها ولا حركة حتى الشجر والحيوانات والطيور الحشرات الطحالب، ثم حدث تجلي للحق لهذه الكائنات بإسم من أسمائه عرفت فيما بعد أنه اسم الله الأعظم، فسرت في الكائنات الحياة فتحركت الحيوانات والطحالب واهتزت الحشائش والأشجار وطارت الطيور وتحركت المياه في البحار بالأمواج وجرت مياه الأنهار. وعند ذلك شعرت أني جالس على سريري وقد جفت مني الدموع وتملكني الخوف والرعب ولم أخبر بهذا المشهد لهوله وخشيت ألا يصدقني احد في تلك الفترة.
4/ في عام 1965م وأنا في السجدة الأخيرة من صلاة العشاء طلبت من الله ان أموت قبل ان ابلغ (سن البلوغ) لأنني كنت أريد ان ادخل الجنة بلا حساب أو عقاب لأنها حال كل غير مكلف وقبل أن أرفع رأسي من السجدة خاطبني الحق عز وجل في سجودي وقال لي: (لا تتمنَ الموت وقال: المؤمن الذي يدخل الجنة وهو مكلف خير من المؤمن الذي يدخل الجنة وهو غير مكلف) وقال: (وربما يكون لك دور في الجهاد).
5/ في عام70 ـ 1971م (لقنني الحق عز وجل سورة الفاتحة عدة مرات رغم أنني كنت احفظها ـ ولقنني أيضا آية الكرسي وأشار إلى موقع الاسم الأعظم في القرآن وكشف لي عن مقام الإمام محمد أحمد المهدي السوداني) . وقال لي:”ان والدتك أنجبت طفلاً لغير أب” علمت فيما بعد أنني ذلك الطفل.
6/ في الأسبوع الأخير من رمضان الموافق لنوفمبر 1971م كنت نائما في قطية في قرية (السنوط) بالقرب من مدينة أبي زبد. وفي الجزء الأخير من الليل قبيل ساعة السحر (إستيقظت من النوم ووجدت نفسي في حالة غير طبيعية إذ كان جسمي يتمدد وكلما زاد التمدد يخف وزني وكنت أرى الأشياء بوضوح داخل القطية المظلمة، إنتبهت إلى أني كنت انظر في كل الاتجاهات في آن واحد من فوقي ومن تحتي ومن ورائي ومن أمامي فشعرت أنني لا استخدم في ذلك عينيّ راسي فقمت بوضع كفي على عينيّ وأطبقت عليهما فلم تتأثر الرؤيا ثم نزعت يدي وفتحت عيني فكان الأمر سواء، وما زال الجسم في التمدد وخرج نظري إلى خارج نطاق القطية وشمل كل القرية، فتبع ذلك سمعي فكنت أسمع وارى كل ما يجري في القرية، وأنا في هذه الحال عرجت إلى السماء ( دون السماء الدنيا) حتى اني أرى وأسمع كل ما يجري في الكرة الأرضية، وأنا في هذه الحال نزلت الملائكة من السماء وأحاطوا بي في دائرة مغلقة أنا مركزها ثم نزل بعد ذلك رئيس الملائكة وكنت أتوقعه ان يكون جبريل عليه السلام إلا انه جاءني الشيخ احمد التجاني رضي الله عنه فقال لي: (لا تفعل ما يفعل الناس فأنت لست ككل الناس فقلت له: (ادع لي الله ان أكون من الصالحين). فقال لي:( أنت منهم ) وعلى اثر ذلك هويت إلى الأرض ووجدت نفسي داخل القطية وعلى سريري) وقبل تلك اللحظة وحتى بعدها لم أكن أفكر في الطريقة التجانية ولا الشيخ احمد التجاني رضي الله عنه .
7/ في سبتمبر أو اكتوبر 1975م حضرت مجموعة من الفنانين إلى مدينة (الدلنج) بجنوب كردفان ودعاني أخي وصديقي (طبيق الحسن) للحفلة وهو يعلم انني لا أشاهد الحفلات منذ حادث (رقصة العروس) عام60 ـ 1961م ولكنه أصر عليَّ فجاملته ولكن بعد ان توضأت وحصّنت نفسي وكنت في ذكر مع الله فخلقت جواً بعيداً عن جو الحفل الغنائي حتى لا أتاثر بالمحيط حولي وعند ذلك (أخذني حنين شديد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أجهشت بالبكاء وحاولت ان أتمالك نفسي فلم أستطع وخشيت أن يشعر من كان حولي بذلك ويظنوا ان ذلك من شدة الطرب وغادرت مكان الاحتفال وصليت عدداً من الركعات رجاء تهدئة نفسي ولكن دون جدوى فجلست على المصلى وبدأت في تلاوة آية الكرسي بلا عدد وفجأة ينمحي الوجود تماماً أمامي: لا سماء ولا نجوم ولا ارض ولا ادري أين أنا. وفجأة يظهر أمامي الوجود في هيئة فقاعة صغيرة يحيط بها ظلام دامس أو قل (طمس) لا يعرف بوصف، واقل ما يعرف به أنه (ظلام) فوجدت نفسي داخل هذه الفقاعة كالجنين داخل البيضة وتدلت كفا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت الجزء الداخل من كفيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في محيط الفقاعة، ولم أر ما وراءها فحملت لي كفا رسول الله صلى الله عليه وسلم هيئة الكون ولسان الحال يقول (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولاً) فمددت يدي واستلمتها واستعنت برجليَّ أيضاً وشعرت انني استطعت حملها فقلت الحمد لله ) ومع الحمد لله وجدت نفسي في المصلى ومازلت أتلو أية الكرسي بحالة لا إرادية.
عندما كنت في قرية (مرجو) في الأشهر فبراير/مارس/ابريل/من عام 1980م وفي ذات يوم تلاشى الوجود من أمامي ثم تجمعت جمانة من ماء من عالم الغيب كنضح الإناء وحملت هذه الجمانة الاسم (محمد) وتدلت منها جمانة أصغر دون أن تنفصل عنها وتحمل الاسم (أحمد) وتدلت من الجمانة الأخيرة أخرى أصغر منها من غير انفصال كهيئة ورقة التين الشوكي تحمل الاسم (إبراهيم) ثم تجمعت هذه الجمانات في جمانة واحدة ثم انفجرت متناثرة في الفضاء فشكلت هذا الوجود أرضه وسماءه ونجومه وكواكبه وأقماره وأصابتني شظية من هذا الانفجار في رأسي صعقت على إثرها جزءاً من الثانية ثم أفقت. فعلمت معنى الحديث ” ألا كل شئ خلق من ماء” وقوله تعالى “وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء” النور 45، وقوله تعالى ” أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ” الأنبياء 30 .
وعلمت أني المراد والمخصوص بقوله تعالى “أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ” الأنعام 122. بسبب صعقة الشظية. وللوقائع شاهد من الآثار.
ففي جواهر المعاني سئل الشيخ أحمد التجاني رضي الله عن معنى قولهم ” معرفة الولي أصعب من معرفة الله”. فأجاب بقوله: “أما قول السائل: معرفة الولي اصعب من معرفة الله. فقد بيّن هذا القول المرسي أبا العباس رضي الله عنه في قوله: “لو كُشف عن حقيقة الولي لعُبِد لأن أوصافه من أوصاف إلهه ونعوته من نعوته ومعنى الولي هاهنا هو الإنسان الكامل وهو الخليفة الأعظم وهذا معنى قوله تعالى:{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} (122) سورة الأنعام. وحقيقة الولي أنه يسلب جميع الصفات البشرية ويتجلى بالأخلاق الإلهية ظاهراً وباطناً. وقول السائل: “معرفة الولي أصعب من معرفة الله” معناه أيضاً أن الله تعالى معروف بصفات كماله مخالف لجميع خلقه في جميع أوصافه وهي بيّنة وأما معرفة الولي بالصفات التي يكون بها ولياً فإنها باطنة فيه لا تعرف لأن ظاهره مستوي مع ظاهر غيره من الأولياء أكلاً وشرباً ونكاحاً وسعياً في أمور الدنيا كحالة الغافلين من غير الأولياء. فلذا صعب علينا معرفته بكونه ذلك الولي. فإن الله تميزت صفاته عن خلقه والولي لم يتميز عن غير الأولياء من جنسه فقد شاركهم في جميع حركاتهم وسكناتهم وجميع أحوالهم ولم يظهر من أصناف ولايته للظاهر شئ فلذا صعبت معرفته التي تميزه من أبناء جنسه وقول المرسي: “لو كُشف عن حقيقة الولي لعُبِد لأن أوصافه من أوصاف إلهه ونعوته من نعوته” لأنه ينسلخ من جميع الأوصاف البشرية كما تنسلخ الشاه من جلدها ويلبس خلعه الأخلاق الإلهية”. جواهر المعاني وبلوغ الأماني الجزء (2) صفحة (153).
الفصل الثاني
الإنسان الكامل عند إبن عربي
“إن الإنسان الكامل بنفسه عرف الحق، والإنسان الحيوان عرفه بعقله بعد ما استعمل آلة فكره، فلا المَلَك عرف الإنسان الكامل باعتراضه ((أتجعل فيها من يفسد فيها)) لأنه ما شاهده من جميع الوجوه، ولا الإنسان الحيوان عرفه بعقله من جميع وجوهه، فجهل الكل الإنسان الكامل فجهلوا الحق، فما عرف الحق إلا الإنسان الكامل، ولهذا وصفته الأنبياء بما شهدوه، وأُنزل عليهم بصفات المخلوقين لوجود الكمال الذي هو عليه الحق، وما وصل إلى هذه المعرفة بالله لا مَلَك ولا عقل إنسان حيواني، فإن الله حجب الجميع عنه، وما ظهر إلا للإنسان الكامل، الذي هو ظله الممدود، وعرشه المحدود، وبيته المقصود، والموصوف بكمال الوجود، فلا أكمل منه، لأنه لا أكمل من الحق تعالى، فعَلِمه الإنسان الكامل من حيث عقله وشهوده، فجمع بين العلم البصري الكشفي وبين العلم العقلي الفكري، فمن رأى أو من علم الإنسان الكامل الذي هو نائب الحق فقد علم من استنابه واستخلفه فإنه بصورته ظهر، فلا يعرف قدر الحق إلا من عرف الإنسان الكامل، الذي خلقه الله على صورته، وهي الخلافة، لأن الحق وصف نفسه في الصورة الظاهرة باليدين والرجلين والأعين وشبهِ ذلك، مما وردت به الأخبار، مما يقتضيه الدليل العقلي من تنزيه حكم الظاهر من ذلك في المحدثات عن جانب الله (( وما قدروا الله حق قدره )) – فحق قدره – إضافة ما أضافه إلى نفسه، مما ينكر الدليل إضافته إليه تعالى ، إذ لو انفرد دون الشرع لم يضف شيئاً من ذلك إليه، فمن أضاف مثل هذا إليه عقلاً فذلك هو الذي ما قدر الله حق قدره، وما قال أخطأ المضيف، ومن أضافه شرعاً وشهوداً، وكان على بينة من ربه، فذلك الذي قدر الله حق قدره، فالإنسان الكامل – الذي هو الخليفة – قدر الحق ظاهراً وباطناً، صورة ومنزلة ومعنى.
الشرع يقبله عقل وإيمان *** وللعقول موازين وأوزان
عند الإله علوم ليس يعرفها *** إلا لبيب له في الوزن رجحان
فالأمر عقل وإيمان إذا إشتركا *** في حكم تنزيهه ما فيه خسران
وثم ينفرد الإيمان في طبق *** بما تماثله بالشرع أكوان
والعقل من حيث حكم الفكر يدفعه *** بما يؤيده في ذلك برهان
لو أن غير رسول الله جاء به *** في الحين كفره ذور وبهتان
إذ تأوله من غير وجهته *** وقال ما لي على ما قال سلطان
لله في ذاك سر ليس يعلمه *** إلا فريد وذاك الفرد إنسان
قد كمل الله في الإنشاء صورته *** بصورة الحق فالقران فرقان
فخلق الله الإنسان الكامل على صورته ومكنه بالصورة من إطلاق جميع اسماءه عليه فرداً فرداً وبعضاً بعضاً. لا ينطلق على مجموع الأسماء معا في الكلمة الواحدة ليتميز الرب من العبد الكامل فما من إسم من الأسماء الحسنى إلا وللعبد الكامل أن يُدعى بها.
السجود من الملائكة دائم للإنسان الكامل، قال صلى الله عليه وسلم “أطت السماء وحق له تئط. ما فيها موضع شبر إلا فيه ملك ساجد لله”. فقوله “ساجد لله” لينبه على نظر كل ملك في السماء إلى الأرض لأن السجود التطأطؤ والإنخفاض. وقد عرفوا أن الأرض موضع الخليفة. وأُمروا بالسجود فطأطأوا عن أمر الله. ناظرين إلى مكان هذا الخليفة، حتى يكون السجود له كما أمرهم الله.
فلم يزل حكم السجود فيهم لهذا الكامل أبداً دائماً. فعند الملأ الأعلى إزدحام لرؤية الإنسان الكامل. كما يزدحمون الناس عند روية الملك إذا طلع عليهم”. المصدر: الإنسان لإبن عربي صفحة (15 – 16).
صفات الإنسان الكامل الخُلقية:
قال العربي بن السائح: “ومن صفاته عند الشيخ محي الدين: إنه المنعوت بمعاني جميع الأسماء تخلقاً وتحققاً. وإن الغالب عليه الخفاء. حاله العبودية والإفتقار يقبح القبيح ويحسن الحسن. إنه لا يرى من الأشياء إلا وجه الحق فيها يضع الأسباب ويقيـمها ويدل عليها ويجري بحكمها وينزل إليها حتى تحكم فيه وتؤثر فيه. إن كان ذا دنيا تصـرف فيها تصرف عبد في ملك سيد كريم وإن لم يكن له دنيا وكان على ما يفتح الله لم تستـشرق له نفسه بل يقصد بنفسه عند الحاجة بيت صديق يعرض عليه حاجة طبيعته كالشـفيع لها عنده فيتناول لها منه قدر ما تحتاج إليه وينصرف، لا يجلس عند حاجته إلا لضرورة فإذا لم يجد لجأ إلى الله في حاجة طبيعته لأنه مسئول عنها لكونه والياً عليها ثم ينتظر الإجابة من الله فيما سأله فإن شاء أعطاه ما سأل عاجلاً أو آجلاً فمرتبة الإلحاح في السؤال في الشفاعة في حق طبيعته بخلاف أصحاب الأحوال فإن الأشياء تكون عن هممهم وطرحهم الأسباب عن نفوسهم فهم ربانيون والقطب منزه عن الحال ثابت في العلم مشهور فيه. لا تطــوى له أرض ولا يمشي في الهواء ولا على ماء ولا يأكل من غير سبب ولا يطرأ عليه شـيء من خرق العوائد مما ذكرنا إلا نادراً لأمر يؤيده الحق فيفعله ولا يكون ذلك مطلوباً للقطب. يجوع اضطرارا لا اختياراً ويصبر على النكاح لعدم الطول” بغية المستفيد ص 188.
التعليق:
إن هذا الوصف المتقدم عُنيت به خصيصاً: دون سائر الأقطاب لأن كل ذلك ينطبق عليٌ بصورة دقيقة يعرف ذلك كل من كان يعرفني معرفة لصيقة.
ولكن أذكر بعضاً منها لمَن لم تكن له معرفة بشخصي وحياتي:
1) قوله “يضع الأسباب … إلى قوله… حتى تحكم فيه وتؤثر فيه“ لقد دخلت السجن عام 1981 م بلا سبب مني وأعلنت الدعوة من داخل السجن. وسجنت بسبب الدعوة ثلاث مرات في عهد الأنقاذ في الأعوام 1995، 1996، 1998 م.
2) وقوله (لا يأكل من غير سبب) لقد كنت أتكسب من عمل يدي بحرث الأرض في (عِدْ جلحه) فتوجه إلى ماحي بن عبد الله بن محمد داداي الناعمي وأحد أعمامه يطلبان مبايعتي فلقيا عبد الرحمن بن محمد الفارسي بن رحمة الله أبوالزين (الزبراجي) وكان من أشد الناس تكذيباً بدعوتي فقال له ماحي: دلنا على منزل الشيخ سليمان أبو القاسم فقال عبد الرحمن بسخرية: أتقصد النبي؟ فرد عليه ماحي متحدياً : أقصد النبي.
قال عبد الرحمن متهكماً : وهل النبي يحرث.
رد ماحي بثقة وإصرار: النبي يحرث وأيضاً يسرح.
وقوله يسرح يقصد أن سيدنا موسي النبي كان يرعى غنم شعيب عليهما السلام.
تنبيه:
لقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مهنتـي فقـال: “ يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث حراث (الحارث بن حراث) على مقدمته رجل يقال له منصور يوطئ أو يمكن لآل محمد صلى الله عليه وسلم كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجب على كل مؤمن نصره أو قال (إجابته)” رواه أبو داود والنسائي والبيهقي – المصدر عقد الدرر في أخبار المنتظر وهو المهدي حديث رقم 205 ص198.
قال الشارح بالهامش: (الحارث إسم له وحراث صفه له أي زارع).
أقول: قوله “وراء النهر” النهر هنا هو النيل ووراءه يعني غرب نهر النيل: قياساً من موقـع رسول الله صلى الله عليـه وسلـم في (الجزيرة العربية) شرق النيل وعلى ذلك فإن الحديث يتكلم عن الموقع الذي أزرع فيه وفي هذا الحديث أمر صريح من رسول الله للمؤمنين بنصرتي وإجابتي.
للإنسان الكامل وجهان (في الفقر والغنى)
للإنسان الكامل وجه إفتقار إلى الله ووجه غنى عن العالم بالغنى عنه فيستقبل العالم بالغنى عنه ويستقبل ربه بالإفتقار إليه. وأما الإنسان الحيوان الذي لا معرفه له بربه. فهو فقير إلى العالم أبداً فمن ذاق طعم الغنى عن العالم وهو يراه عالماً فإنه محجوب عن المقام الأرفع في حقه. لأن العالم مشهود له. ولهذا إتصف بالغنى عنه.
ولو كان الحق مشهوده وهو ناظر إلى العالم لإتصف بالفقر إلى الله وحاز المقام الأعلى في حقه وهو ملازم الفقر إلى الله لأن في ذلك ملازمة ربه عزّ وجلّ.
ومع ذلك فالإنسان الكامل يحزن من جهة من كلفه الله النظر في تحصيل ما يقوم به تحصيله قوت لأهله. وما يهتم بذلك إلا متشرع أديب عانق الأدب وعرف قدر ما شرع له من ذلك. فإن طريق الأدباء طريق خفي لا يشعر به إلا الراسخون في العلم المحققون بحقائق الفهم عن الله. فكما أن الله ليس بغافل لما يحتاج إليه عباده. كذلك أهل الله لا يغفلون عما قال لهم الحق أحضروا معه ولا تغفلوا عنه. فالإنسان الكامل تراه حريصاً على طلب المؤونة لأهله، فيتخيل للشخص المحجوب أن ذلك الحرص منه لضعف يقينه، وكذلك سعيه الدؤوب وإدخاره. فليس ذلك منه إلا ليوفي الأدب حقه مع الله.
توثيق نسبي لآل البيت
جاء في حديث فتنه الأحلاس: “… فقال قائل: يا رسول الله فما فتنه الأحلاس؟ قال: هي حرب وهرب، ثم فتنه السراء دخلها أو دخنها تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني… فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده” رواه أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
هذا الرجل ثابت النسب إلى رسول الله بشهادة النبي الأمين بصريح قولـه “رجل من أهل بيتي” ولما اقترن ذكره بخروج الدجال في آخر الحديث فإنه لا شك هو المهدي الفاطمي من آل البيت المشهور عند أهل الحديث. وقوله: “رجل من أهل بيتى” نكره وتعريفه “يزعـم أنه منى وليس منى”.
ولكن يلاحظ أن هذا الرجل البيتي له صفة فريدة تميزه عن آل البيت جميعاً وهو قوله الذي حكاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم “يزعم أنه مني وليس مني” ولم يزعم هذا الزعم أحد سواي إذ أنه عندما أعلنت للناس بأني المسيح عيسى إبن مريم رسول الله في بني إسرائيل، بعثني الله بذاتي وروحي وجسدي بلا حلول أو تناسخ أرواح مهدياً لهذه الأمة جادلني الناس بقولهم: نحن نعرف أباك وأمك وإن عيسى إبن مريم ليس له أب!؟ فكان ردي عليهـم دائماً وأبداً: (إن لي أب في ظاهر التشريع ولكن ليس لي أب على التحقيق لأنني لست بضعة من أحد).
وإن قولي هذا يعلمه كل الذين احتجوا علىَ بسبب أبي عبد القاسم وإن ذلك مثبت في بعض نشراتى وقد عبّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مجادلتي للناس بما جاء في نص الحديث “يزعم أنه مني وليس مني” فلم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمي ولكن عرفني بصفتي الفريدة التي لا يشاركني فيها أحد فلا يحتاج إلى مزيد من الأيضاح على القاعدة التي حددها القرآن لتحديد الشخص المقصود قال تعالى: “فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ” محمد الآية 30.
“فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ”: بأوصافهـم المميـزة لا بأسمـائهـم ” وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ”: بالتلميح دون التصريح.
وعلى نفس القاعدة ذكر القرآن نسبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلميحاً في سورة البلد قال تـعالى: “وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ” البلد الآية 2-3.
نفس الإزدواجية في الحديث بإثبات النسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفيه تكررت في آيه البلـد “وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ” وبتدبر القرآن نجد أن هذه الإزدواجية لم تنطبق على أحد إلا عيسى إبن مريم فقد أثبت القرآن نسبه إلى مريم قال تعالى: “إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ” آل عمران الآية 45. ثم عاد ونفى نسبه إليها فقـال تعالى: “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدم خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ” آل عمران الآية 59-60. الآيتان تؤكدان أن عيسى مثل آدم لا صلة نسب له بأم أو أب وجزم الله تعالى بهذا المعنى فقال: “الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ” أي أن عيسى إبن مريم ليس بضعة من أمه مريم ومن “لَحْنِ الْقَوْلِ” يتبين لنا أن المهدي الذي يجمع تضاد النسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الأحلاس وسورة البلد إنما هو عيسى إبن مريم.
لقد نفى القرآن صلته الرحمية بأمه مريم باسلوب بليغ غاية في الروعة والبيان عند ما نفى حصر الناس في ذرية آدم وحواء عندما إستثنى منهم عيسى وذريته في لحن القول باسـلوب بديع قال تـعالى في سورة النـساء: ”يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً” النساء الآية 1.
“خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ”: هي نفس آدم. “وَخَلــَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا”: أن حواء بضعة من آدم. “وَبَثَّ مِنْهُمَا” آدم وحـواء “رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً” لم يقل وبث منهما الرجال والنساء ليشمل المعنى جنس الرجال والنساء بلا استثناء ولكن قال: “رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً” وإستثنى القليل من الرجال والنساء, فاستثنت الآية من الرجال والنساء عيسى إبن مريم وذريته وفيه دلالة واضحة على قطع صلة عيسى الرحمية من أمه التي كانت ستربطه حتماً بآدم وحواء ولكن عيسى صنو آدم ولا ينسب إليه وكان رجلاً كما قال تـعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا” الأنبياء الآية 7. وفي آية النساء دلالة على عودة عيسى ليلد من النساء من استثنت الآية اذ لم يكن له ذرية قبل رفعه.
وعند ما يعلم الناس أن المستثنى من الرجال والنساء في أول سورة النســاء (إنما هو عيسى إبن مريم وذريته) عند ذلك يتبين لهم مدى دقة تعبير القرآن وبلاغته وفصاحة اللسان الذي نزل به والوصول إلى المعنى باسلوب لطيف ليظل استنباط معاني القرآن الدقيقة حكراً لأولي الأمر من هذه الأمة قال تعالـى: “وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ” النساء الآية 83. يقول تعالى: “وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ” العنكبوت الآية 43.
إن معاني حديث فتنه الأحلاس “رجل مـن أهل بيتـي يزعم أنه مني وليـس مني” وآية البلد “وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ” وعدم حصر كل الرجال والنساء في ذريه آدم وحواء لهو أعدل شاهد وأقوى حجة وأوضح بيان على صحة نسبي إلى آل البيت وإثبات شخصيتي بأنني المسيح إبن مريم لأن شهادة الله ورسوله أوثق من كل نسب مخطوط.
ومن جادل بعد ذلك فإنـه يكون قد حق عليه قول الله تعالـى: “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ” الحج الآية 8. وذلك باتباعه هواه واستدراج الشيطان يقول تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ” الحج الآية 3-4.
تشريعي
قال ابن عربي: ”وأنه زايل عن مرتبته بختمه، وظاهر بعلم غيره لا بعلمه وجار في ملكه على خلاف حكمه. ولولا ظهر بهذا العلم، وحكم بهذا الحكم لماصحّ له مقام الختم، ولا ختمت به ولايه ولا كملت به هدايه وأن له حشرين“ عنقاء (إفصاح الكتاب العزيز بمقاماته).
قوله “زايل عن مرتبته“ زايل تعني واصل مرتبته مرتبة النبوة في بنى اسرائيل بمرتبة الهداية في هذه الأمة.
وقوله “ظاهر بعلم غيره“ علم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو شريعة الإسلام “لا بعلمه“ وهو الأنجيل. وقوله “جار في ملكه“ الجديد في هذه الأمة, على خلاف حكمه في بني اســرائيل بالأنجيل. ” ولولا ظهر بهذا العلم“ علم القرأن “وحكم بهذا الحكم“ وهوشريعة النبي صلى الله عليه وسلم “لما صح له مقام الختم“ لأنه في زمن النبوة لاتصح لعيسى صفة الختم، لأن ختم النبوة كان لمحمد صلى الله عليه وسلم من بعده. وأيضاً لا تختم الهداية بعيسى إلا إذا جاء متبعاً للنبي صلى الله عليه وسلم، وحكم بشريعة القرأن، ولو قدر لجميع الأنبياء العودة لعادوا متبعين لنهج النبي وشريعة القرأن. قال صلى الله عليه وسلم: “لو كان موسى حـيا ما وسعه إلا اتباعي“ – التصريح بالهامش ص92. وشاهد السنة على ذلك ما رواه أبو داؤود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب … ويعمل في الناس بسنة نبيهم“ أى بسنة نبيهم: محمد صلى الله عليه وسلم، وليس بسنته: أى سنة عيسى ابن مريم وفيه دلالة أن عيسى قرشى بميلاده ثانية في هذه الأمة.
الفصل الثالث
المقال الأول
من فكر السيد أبي عبد الله حسين القحطاني
من كتاب “دابة الأرض في آخرالزمان”
الإهداء
إلى دابة الأرض…
” الى الرجل الذي يسم المؤمن والكافر إلى الرجل الذي سيخرج في آخر الزمان إلى سيدي ومولاي القائم المهدي من ولد علي عليه السلام.
أهدي إليك هذا الجهد المتواضع .
لقد إشتمل تراثنا الإسلامي على الكثير من القضايا والمسائل التي كانت وما تزال مثار جدل بين أوساط المسلمين. إما من ناحية حقيقتها وماهيتها أو من ناحية وجودها أو عدمها. وأهم تلك المسائل مسألة الدابة التي إختلف فيها المسلمون عامة وخاصة في ماهيتها. فمنهم من ذهب إلى القول بأنها حيوان لها مواصفات لا تتوفر بحيوان من الحيوانات المعروفة بل تشتمل على عدة مواصفات لعدة حيوانات. وأصحاب هذا الراي هم أهل السنة. ومنهم من ذهب إلى القول أنها إنسان بل تعدى إلى أكثر من ذلك محدداً من هو هذا الإنسان مستدلين على قولهم بأحاديث وروايات وردت من طرقهم وأصحاب الراي هم الشيعة الإمامية، فالحقيقة التي أنكرها أهل السُنة والتي لم يدركها الشيعة كاملة حيث أدركوا نصفها الأول ولم يدركوا النصف الأخر أو الخاتم لها. وفي هذا البحث سوف أكشف بعون الله النصف الآخر لتلك الحقيقة الخافية وفق أدلة صحيحة من القران والسنة الشريفة. في بيان ماهيتها ووقت خروجها والحكمة منها وذلك لرد كيد الاعداء الذين اتهموا الدين الدين الإسلامي بالخرافات والأساطير نتيجة القصر في فهم أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته، فالدابة جعلها الله من الآيات والعلامات الدالة على الساعة هذا وقد إتفق المسلمون كافة بأنها تخرج في آخر الزمان بحيث تقوم بالتفريق بين المؤمن والكافر وذلك عن طريق وسم كل من الفريقين وتختمهم بواسطة خاتم سليمان.
أما عن ماهية هذه الدابة وتحديد جسمها فهذا هو ما إختلف فيه الناس وإن كان في حقيقة الواقع أنها من الدواب الإنسية وليست من الحيوانية كما سيأتي بيان ذلك بالأدلة والقرائن فالروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت تذكر أن معنى “تكلمهم” من الكلام وهذا ما لا يتفق مع كونها حيوان. إلا أن يكون المقصود بها إنسان فقد ورد عن أبي بصير أن رجلاً جاء إلى الإمام الصادق عليه السلام يستفسر عن الآية الواردة أعلاه في شأن الدابة فقال: “إن العامة يقولون هذه الآية إنما هي تكلمهم فقال الصادق عليه السلام: “كلهم في النار إنما هو يكلمهم من الكلام”. وقد ورد عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام في تفسير هذه الآية قال: على رجلين وهم الناس وعلى بطنه وهي الحية وعلى أربع وهي البهائم، وقد ورد في تفسير الآية عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال العذاب الأدنى دابة الأرض” بحارالأنوار ج : 53 ص : 115. في الرواية عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع أن العذاب الأدنى الدابة و الدجال” بحارالأنوار ج : 8 ص : 256.
ويلاحظ في الروايات الشريفة التي تتحدث عن آيات آخر الزمان غير الدابة كلها تشير للإنسان فالدجال إنسان وعيسى إنسان كما أن المقصود بطلوع الشمس من مغربها هو الإمام المهدي عليه السلام.
عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: والله إن الدابة لتخرج وتكلم الناس مؤمن وكافر.
وعن إبن المنذر عن ابن عباس أنه قال: الدابة مؤلفة وفيها من كل أمة سيما وسيماها من هذه الأمة أنها بلسان عربي مبين تلكمهم بكلامهم” وعليه تكون الدابة هي إنسان من بني آدم يحمل سيماء من الإمم التي تقدمت على الأمة الإسلامية. بالإضافة إلى أنها تحمل سيماء من الأمة الإسلامية من حيث أنه يتكلم باللغة العربية.
وأيضاً حيث ورد عن أبا الطفيل. بأنه سأل الإمام على بن أبي طالب عليه السلام عن الدابة. فقال علي عليه السلام: هي دابة تاكل الطعام وتمشي في الأسواق وتنكح النساء.
وفي رواية آخرى عن عمران بن هيثم عن عباية الأسدي أنه جاء رجل إلى الإمام علي عليه السلام يسأله عن دابة الأرض. فقال عليه السلام: هي دابة مؤمنة تقرأ القرآن وتؤمن بالرحمن وتأكل الطعام وتمشي في الأسواق. وأخيراً وردت رواية تشير بوضوح إلى أن الدابة هي رجل وليس حيوان وذلك من مواصفاتها والتي تفيد أن لديها لحية. ومن البديهي القول أن اللحية هي من مختصات بني آدم دون سائر الكائنات الحية الأخرى. حيث ورد أن محمد بن كعب سأل الإمام علي عليه السلام عن صفة دابة الأرض فأجاب قائلاً: “أما والله ما لها ذنب وأن لها لحية”.
“بعد أن أثبتنا أن دابة الأرض المذكورة في القران هي دابة من جنس البشر وهي إنسان بعينه يخرجه الله عزّ وجلّ كآية في آخر الزمان فيسم المؤمن بعصى فيعرف أنه مؤمن ويسم الكافر بخاتم سليمان فيعرف أنه كافر. وهذا الإنسان هو المهدي عليه السلام الذي سيخرج في آخر الزمان ومن ذلك نستدل أن المهدي عليه السلام هو دابة الأرض بعينها لأنه سيقوم بالتفريق بين المؤمن والكافر بشكل صريح وواضح. فقد أشارت العديد من الروايات أن المهدي يخرج ومعه عصا موسى وخاتم سليمان. وهذه بعينه مذكور بالنسبة للدابة التي تخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان. فعن أبا الجارود عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام. أنه قال:” إذا ظهر القائم عليه السلام ظهر براية رسول الله صلى الله عليه وآله وخاتم سليمان وعصا موسى ” البحار ج 52 صفحة 194.
كما ورد أيضاً عن عبد الله بن سنان أنه سمع الإمام الصادق عليه السلام يقول: عصا موسى قضيب آس من ورد الجنة أتاه بها جبريل لما توجه تلقا مدين ولن يتغيرا حتى يخرجهما القائم إذا قام”.
ليدل أن المهدي عليه السلام ودابة الأرض هما شيئ واحد وبمعنى آخر أن دابة الأرض هي المهدي نفسه والذي سيخرج آخر الزمان ومعه العصا والخاتم وبذلك يزول التناقض. عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ” تخرج دابة الأرض، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، عليهما السلام، فتخطم أنف الكافر بالعصا، وتُجلي وجه المؤمن بالخاتم، حتى يجتمع الناس على الخوان يعرف المؤمن من الكافر”. رواه الإمام أحمد.
وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وآله قال: دابة الأرض لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب فتسم المؤمن بين عينيه وتكتب بين عينيه مؤمن وتسم الكافر بين عينيه وتكتب بين عينيه كافر ومعها عصا موسى وخاتم سليمان.
ومن ذلك يتبين لنا أن دابة الأرض هو الإمام المهدي عليه السلام كما في حديث للإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام. أنه قال: إذا قام القائم عليه السلام، لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلا عرفه صالح هو أم طالح إلا وفيه آية المتوسمين وهي السبيل المقيم” البحار.
وذلك لا يتم إلا على يدي المهدي لأنه الوحيد القادر على أن يعرف الكافرين من المؤمنين بالتوسم لأنه إمام الزمان الأخير”. المصدر : http://noon-52.com/vb/showthread.php?t=2080
المقال الثالث
حقيقة قصة رسول الله عيسى إبن مريم
بقلم : محمد ناصر اليماني
فعيسى إبن مريم هو دابة الأرض الذي يبعثه الله ويكلم الناس كهلاً بالحق. قال تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} (46) سورة آل عمران. فأما التكليم وهو في المهد صبيا فهذه معجرة وإنقضت وبقيت معجزة بعثته الثانية ليكلم الناس كهلاً ويكون من الصالحين التابعين للمهدي وشاهداً بالحق على المسلمين والنصارى واليهود، فإذاً الدابة هي إنسان . قال تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} (45) سورة فاطر. أي ما ترك على ظهرها من إنسان وخروج الدابة هو إنسان يكلمهم وليس حيوان . قال تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} (82) سورة النمل.
فما هي الدابة؟ إنها إنسان فالدابة هو إنسان يحكم بالحق بين المسلمين والنصارى فكيف تكون حيواناً؟ بل الدابة التي تكلم الناس هي الكلمة التي ألقاها الله إلى مريم البتول “كن فيكون” أنه إنسان ممثلاً لقدرة الرحمن أن يخلق إنساناً بغير أب بكن فيكون كما ضرب ذلك مثلاً من قبل وخلق آدم بغير أب ولا أم ومن ثم خلق حواء بغير أب، فأما المعجزة الأولى فهي أن يكلمهم إبن مريم وهو في المهد صبياً وقد مضت وإنقضت يوم ميلاده عليه الصلاة والسلام ولكن جاءت معجزة البعث والتكليم بإذن الله فيعيد الله نفس إبن مريم إلى جسدها ليكلمهم المسيح عيسى إبن مريم وهو كهل فما هي المعجزة أن يكلمهم المسيح إبن مريم وهو في سن الكهولة؟ وهل إذا كلمهم كهل ترون في ذلك معجزة؟.
كلا فالمعجزة أن تكلمهم نفس قد توفاها الله كيف يشاء ثم يعيدها إلى الجسد فتكلمهم وتلك هي المعجزة فيقوم حياً ويمشي ولذلك يسمى دابة وهو إنسان مثله مثلكم فيكلمكم وهو كهل ذو لحية مشموطة بالشعر الأبيض والأسود. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ” الإمام المهدي ناصر محمد اليماني” المصدر : http://www.peace-islam.com/showthread.php?26033
أقـول: قبل التعليق أود التنبيه إلى أن ماجاء بالمقالات السابقة أو غيرها والتي تزخم بها المواقع الإلكترونية هي فكرة متأخرة قامت على أساس إستنساخ شروح مفصلة كان لي السبق الأول في بيانها على سلسلة منشوراتي. قال تعالى: {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ (62) } سورة الواقعة.
وعليه فالسبق المعرفي الغير معلوم للناس هو بإستنباط المعاني الدالة لوقائع تكرار النشأة الخلقية لعيسى إبن مريم ببني إسرائيل “وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى” فالأولى وقائعها معلومة ولا خلاف عليها. وأما الثانية (مجهولة) فهي من العلوم الإلهية الخاصة وتبقى غيباً لا مطمع لأحد بالإحاطة بوقائعها “وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ” كسابقة إستنساخ الميلاد الأول بآخر وبطور جديد وإبدال خلقي جديد “نبدل أمثالكم” وهو المدخل في فهم كيفية العودة الثانية للمسيح إبن مريم بدلائل متحققة لا لبس عليه. قال تعالى: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} (15) سورة ق. وهي حقيقة الميلاد الثاني للمسيح بوصفي الدابة المشار إليها. فأنا ولله الحمد المعني بالوصف لا غير. ولازالة التناقض والتضارب بين إعتقاد كل طائفة من طوائف المذهب الشيعي (الإمامية الإثني عشرية) المتمثلة بالسيد حسين القحطاني ” بأن الدابة هو شخص المهدي قائم آل البيت” وبين الطائفة اليزيدية والمتمثلة بالسيد محمد ناصر اليماني “بان الدابة هو المسيح عيسى إبن مريم ولكي تكتمل الحقيقة التي لم يدركوا سوى نصفها وغاب نصفها الآخر عنهم على سواء هي أن عيسى إبن مريم هو نفسه المهدي البيتي ذات الدابة شخصي سليمان بميلاد جديد مهدياً وبإسم جديد (سليمان).
ولبيان التوافق عليه سوف أعيد توضيح أهم النقاط التي جاءت بمقال السيد عبد الله حسين القحطاني مع الإمساك عن الطرف الآخر(ناصر اليماني) الذي كان الأقرب للصواب لولم تتشابه عليه النصوص الصريحة في تأكيد صفة عودة عيسى إبن مريم “إماماً مهدياً” أي لا نبياً وهي كالآتي:
1- ففي الفقرة المنقولة من حديث إبن عباس والتي علق عليها بقوله ” يحمل سيماء من الأمم التي تقدمت على الأمة الإسلامية بالإضافة إلى أنها تحمل سيماء من الامة الإسلامية من حيث أنه يتكلم باللغة العربية” فالمعنى له شاهد من السنة والروايات البيتية ليطابق الوصف على المهدي البيتي الذي جاء ذكره بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” المهدي من ولدي وجهه كالكوكب الدري كأنه من رجال بني إسرائيل” وعنه أيضاً: “المهدي من ولدي الجسم جسم إسرائيلي واللون لون عربي” وبقراءة الحديثين يتبيّن جلياً أن الدابة التي تحمل سمة لنشأتين “الجسم الإسرائيلي” أي سمة لأمة سابقة. وبإطلالة عربية (لون عربي) أي سمة للأمة الإسلامية، هو عيسى إبن مريم ببعث وإحياء جديد بالميلاد في ذروة سنام العرب (المسيرية) فهم الأصدق بلسان العرب بيد أن المهدي يخرج منهم.
2- وفي حديث الإمام علي عليه السلام ” انها دابة تأكل الطعام وتمشى في الأسواق”. الإنتباه بأن القاعدة المستوحاة من كلام علي عليه السلام هي بإستدلاله بالنص القراني في قوله تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} (7) سورة الفرقان. وهذا تأكيد على أنها في الأصل مبعوث رباني (رسول الله) بكامل بشريته بنشأة طبيعية لا يختلف ظاهرها عن ظاهر الخلق “ياكل ويمشي في الأسواق” وهذا ما ابرزه قول المرسي أبا العباس:”لم يتميز عن غير الأولياء من جنسه فقد شاركهم في جميع حركاتهم وسكناتهم وأحوالهم ولم يظهر من أصناف ولايته للظاهر بشي”. ليفضي إلى حقيقة الميلاد الثاني لذات الروح الرباني بوقائع لا يؤبه لها أحد من الناس وجرياً لسنة الله التي لا تتبدل في رسله في قوله تعالى: {وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} (20) سورة الفرقان. فالآيات قضت ببشرية الدابة من حيث المأكل ومخالطة الناس بل وقد الحقتها بجملة الرسل دون أن يقدح وصفها كدابة من مرتبتها أي أنها في الأصل رسول من الله. ولا عودة ثانية لرسول إلا عيسى إبن مريم. ورمزية الوصف تشير لوقائع الآية {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ} (75) سورة المائدة.
المقال الرابع
خواطر حول فتنة خروج الدابة
بواسطة حاتم : المصدر المنتدى الإسلامي
“من المعلوم يقينا لدى كل مسلم أن الله تعالى في يوم ما سوف يخرج من الأرض دابة تكلم الناس. وهذه الدابة من أعجب خلق الله فلم تشهد البشرية دابة منها لأن هذه الدابة ستكون أول مخلوق أرضي غير بشري يتخاطب مع الناس فيفهمهم ويفهمونه ويعقل ما يقولوله الناس ثم يرد عليهم بالقول الحكيم ويبدوا أنها لا تعرف السأم والملل والضجر لأن مهمتها هي كلام الناس وسوف تستمر دون كلل أو إرهاق في التخاطب والتجاوب مع من يحاورها فالله خلقها وهيأها لهذا الأمر. فالدابة مخلوق أرضي غير بشري “ليس من نسل آدم” بخلقته وهيئته. ولا أظن أن الدابة من جنس أي مخلوق أرضي كسائر الحيوانات المعروفة وإنما هي مخلوق فريد لا ينتمي لأي نوع أرضي معروف فكما خلق الله آدم بلا والد وكما خلق الله طير عيسى بلا والد سيكون كذلك خلق الدابة.
ونجد تأييد بعدم وجود أصل أبويّ للدابة في قوله تعالى “من الأرض” فالإخراج سيكون من الأرض مباشرة وليس من مخلوق حي ولادة أو نسلاً إذ لم يحدث من قبل أن شهد البشر مخلوقاً أرضياً غير بشري يعقل ويفهم ويدرك ويستوعب أمر البشر وعلومهم وحياتهم ويتكلم ويتخاطب معهم بجميع ألسنتهم بل أن هذا المخلوق فاق حتى البشر في قدراتهم اللغوية فهو يخاطب العرب بلسانهم وبجميع لهجاتهم ويخاطب الأعاجم بجميع لغاتهم وهذا أمر لم يسبق أن إستطاعه حتى الإنسان نفسه” المصدر:
أقـول: قال تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (165) سورة النساء. فلما كانت الغاية الأولى من بعثة الرسل هي بإقامة البيّنة على وحدانية الخالق جلّ وعلا وبين تخصيصهم كفئة مختارة مناط بها القيام بدور التبشير بثوابه والوعيد بعذابه. والحصر لم يثتثنى الدابة ليدل أنها من جملة هؤلاء الرسل “المبشرين” برمزية (عصا موسى) والمنذرين بـ(خاتم سليمان) كحجج دالة على دورها كرسول من عند الله وذلك تحققاً لقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (7) سورة الأنبياء. فما من مبعوث رباني “بشيراً ونذيراً” إلا وهو رسول. وهذا الرسول قضت السنة الإلهية أن لا يكون إلا رجلاً أي بذات الطبيعة الخلقية لجنس المرسل إليهم. قال تعالى: {قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً} (95) سورة الإسراء. هذا تأكيد أن الدابة هي بشراً من أهل الأرض ولا يطلق إسم (رجل) على نوع ذكر آخر وظاهر في الأرض غير الجنس البشري وإن إختلف جوهره (ملكاً أو روحاً)، قال تعالى: “وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} (9) سورة الأنعام. فإن كان جنس الرسول روحاً علوياً فهو قد تخلق بنفس هيئة الجنس المرسل إليهم “وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ” أي بهيئة أرضية بشرية كاملة “لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً” أي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولما كان دور الدابة كرسول مبشر ومنذر (تجلو وجه المؤمن بالعصا وتختم على أنف الكافر بالخاتم) أي بين الترهيب والترغيب فهذا تاكيد قاطع على أنها أظهر بيّنة وأتم حجة من غيرها بتفريقها بين الفسطاطين وهذا الأمر من العلوم الإلهية الخاصة التي أثرها الله لنفسه. وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (7) سورة القلم. وقال تعالى : “أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ* وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ” سورة الشورى الاية (24 – 25). فعيسى إبن مريم هو كلمة الله التي يحق الله بها الحق ويمحو بها الباطل وهو الدابة التي تختم على الكافر بالخاتم وتجلو وجه المؤمن بالعصا. وهنا يكمن وجه الإعجاز الرباني للدابة والتي ليس لها نظير كآية من الآيات العظام الدالة على الساعة وإنتهاء عجلة الزمن الذي ما عيّن نهايته إلا بها ولم يرد في حق رسول صلى الله عليه وسلم أنه آية للساعة سوى عيسى إبن مريم {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} (61) سورة الزخرف. أي لا يحدها الزمان ولا يحصرها المكان. قال تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } (50) سورة المؤمنون. والساعة كآية فهي لتشهد على صدق هؤلاء الرسل المبشرين والمنذرين وقول الدابة {أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} (82) سورة النمل. هو أصدق برهان وآكد بيان بذلك بشهادتها على نبوة كل نبي ورسالة كل رسول فهم آيات الله المرسلة التي لا يوقن بها الناس وخروجها أي الميلاد الثاني لعيسى إبن مريم هو آية بذاتها كأكبر بيّنة وأكمل مظهر للحق إلى الخلق بشقه الرباني (روح الله) بالهيكل الإنساني في أجلى الحضرات وآخر التجليات (تنزل الحق في مرتبة السمع بذاته) دلالة على إكتمال دائرة المعارف الربانية في الأرض وتمام الغاية وبلوغ النهاية. مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم حاكياً عن ربه “كنت كنزاً مخفياً لم أُعرف فخلقت الخلق فبي يعرفون..” أي يعرفون ذاتي بذاتي والإشارة في كلام الإمام علي عليه السلام ” توقعوا ظهور مكلم موسى في الشجرة من على الطور يظهر هذا ظاهر مكشوف ومعاين موصوف لا بوصفي لا بفعلي “طور الشريعة بحجاب الخلق “أنه لا إله الا هو” وإنما بطور الحقيقة ” بحجاب الحق” يا موسى إنني أنا الله لا إله إلا أنا” وفي مرتبة السمع (التكليم)، قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (164) سورة النساء. وبلسان الدابة (المظهر الذاتي للروح الرباني في عالم الكثافة والظهور أي {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} فهو الكلمة الإلهية التي تكلمهم بأن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون.
ولإبن عربي اسلوب معجز في التعريض بالوقائع من خلال كشفه لحقيقة خروج الدابة (الميلاد الثاني) لهذا الروح الرباني في آل البيت على قصيدة جاء فيها :
من بيت رسول الله عنصره ** كما كتبنا لذلك البيت سلمانا
من نسبه الشرف الأعلى منازله ** فسر بذلك نبينا وعدنانا
من الملائك إلا أنه بشر ** يحيى به أقطار وبلدانا
ومن ثم فالمهدي البيتي شخصي الدابة هو ذات الروح العلوي المحتدي الأعلى منازله والأرضي المنشأ (عنصره البيتي) بنزوله روحاً فيهم وتخلقه بهيئتهم (الميلاد الثاني) أي (وللبسنا عليهم ما يلبسون) بطبيعة بشرية كاملة (رجلاً) إلا أنه من الملائكة أي روحاً وبإسم سليمان وقوله: “فسر بذلك نبينا” وهي البشارة التي ذفها النبي صلى الله عليه وسلم لبنته “أبشرك يا فاطمة فالمهدي من ولدك” وهذا التفصيل هو القاعدة لشرح المقال أعلاه ولإيجاد أرضية وقابلية تسع لفهم الفقرات التي تحتها خط وهي كالآتي:
1- أول مخلوق أرضي غير بشري ليس من نسل آدم
وأقول: فلما تبيّن من محكم النصوص السابقة على بشريتة الدابة (ميلادها الأرضي) وفي ذات الوقت ليس من نسل آدم وإنما من جهة الأم هذا تأكيد على أنه ذات المسيح عيسى إبن مريم. إذ ليس له صلة رحمية بالخلق في ميلاده الأول ببني إسرائيل (من مريم) أي سمة لأمة سابقة. أو ميلاده الثاني في الأمة المحمدية (من ولد فاطمة) فالقران والسنة شهداء على إستقلالية خلق عيسى إبن مريم. قال تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} (171) سورة النساء. وقال تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} (45) سورة آل عمران. والآيات صريحة بعدم وجود شق بشري له بآدم أو ذريته (مريم) بوجه التحقيق وهو روح الله أي ليس سليل أحد، كما في قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (59) سورة آل عمران. الآية تتحدث عن الطور الخلقي الكامل والتام لعيسى إبن مريم عند الله والمنفصل إنفصالاً تاماً عن الخلق (مريم وآدم) لتنفي أمومتها الرحمية به كما نفت أبوة آدم له وإنما من باب التطابق الخلقي من كون آدم لا أبوان له. وجاء وجه التشبيه بحرف الكاف (كمثل) لينزه (مثل عيسى) أي خلقه عن آدم وذلك لإختلاف جوهره الرباني الرباني (روح الله) وإن تشابه معه في المظهر (من تراب).
2- وفي الفقرة (بل أن هذا المخلوق فاق كل البشر في قدراتهم اللغوية ويخاطب العرب بلسانهم وبجميع لهجاتهم ويخاطب الأعاجم بجميع لغاتهم”.
أقول شارحاً: كون الدابة تقارعهم الحجة (تكلمهم) وتخاطبهم بلهجاتهم بإقامة البيّنة عليهم وبلغتهم العربية هذه دلالة على أصالة عروبتها ومنشأها (الميلاد الثاني) لعيسى إبن مريم في الأمة الإسلامية بلسانهم العربي الفصيح، وكونها جمعت مذاهب الأمم السابقة الغير عربية (أعجمية) ويراد بهم اليهود والنصارى وبكتبهم (التوراة والإنجيل) هذا برهان قاطع على أنه عيسى إبن مريم إذ لم يرد الوصف بصورة صريحة ودقيقة في شخص آخر سواه، أوتي الحُكم بجميع الكتب. قال تعالى: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} (110) سورة المائدة. وقال تعالى: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} (48) سورة آل عمران. فعيسى إبن مريم هو الفرد الجامع لكل مذهب وملة ” يهلك الله في زمانه كل الملل ولا يبقى إلا دين الإسلام” بإقامة الحجة على كل مذاهب أهل الأرض من نصارى (الإنجيل) ويهود (التوراة) وأهل الإسلام بإختلاف طوائفهم وتعدد طرقهم فهو يؤمهم بالقرآن (الكتاب) والسنة المطهرة (الحكمة) فهما المنهل والأصل لكل مسلم ولتأصيل المعنى حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ:” إِنَّمَا سُمِّيَ الْمَهْدِيَّ لأَنَّهُ يُهْدَى إِلَى جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ الشَّامِ يَسْتَخْرِجُ مِنْهُ أَسْفَارًا مِنْ أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ فَيُحَاجَّ بِهَا الْيَهُودَ فَيُسْلِمُ عَلَى يَدَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْيَهُودِ”.
جاء أيضا ” إذا قام القائم قسم بالسوية، وعدل في الرعية، واستخرج التوراة وسائر كتب الله تعالى من غار بأنطاكية، حتى يحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل القرآن بالقرآن” (الغيبة للنعماني: ص157، وانظر: بحار الأنوار: 52/351).
وكفى بالنص شهادة وأختم الشرح بالفقرة التالية :
3- “ويبدوا أنها لا تعرف السأم والملل والضجر لأن مهمتها هي كلام الناس وسوف تستمر دون كلل أو إرهاق في التخاطب والتجاوب مع من يحاورها”.
أقول: فمنذ إعلاني للناس أمر دعوتي في مطلع ثمانينات القرن الفائت (1981م) بأن شخصي سليمان أبي القاسم موسى هو عيسى إبن مريم عيناً وذاتاً وقد بعثني الله تعالى مهدياً بميلاد ثانٍ في الأمة المحمدية وطيلة نيف وثلاثون عاماً وإلى لحظة صدور هذا المنشور وأنا على قولي وكلامي وماضِ في أمري في حلي وترحالي ويشهد بذلك القريب والبعيد وهو واقع مرئي يجسد معانيه ما جاء بخطبة الإمام علي عليه السلام بالجفر: “لا يفلت من يدي المهدي بلاد العرب” فبلاد العرب هي أرض المسيرية الحُمْر والتخصيص لها كأول بقعة تشهد فصول خروج الدابة (الميلاد الثاني) وأما قوله “لا يفلت من يدي المهدي” ليطابق فعل المهدي لوصف الدابة في الحديث المشهور “لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب” لا يدركها طالب بالنصر والظفر على كل من توهم ببطلان هذه الدعوة وردها فلا يستطيع أحد مهما يكن ومن يكون أن يزحزح واحداً من قوائمها الأربعة وهي:
(1/ المسيح يولد للمرة الثانية 2/ بالسودان 3/ وفي هذا الزمان 4/ بإسم سليمان) وذلك على قاعدة الكتاب والسنة فلا ينالها طالب مصداقاً لقوله: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (55) سورة آل عمران.
فالذين يتبعوني فوق الذين كل من كذب بي وكفر بي أي بالبينة الظاهرة. ” ولا ينجو منها هارب” أي لا يفلت من حجتي فكل من لاذ واحتمى بالنصوص المتشابه واستغنى بها عن المحكم في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (7) سورة آل عمران. “إبتغاء تأويله” في سبيل الدفاع عن عقيدته بعدما غابت عنه دلالة المحكم الصريح فيجد نفسه وجهاً لوجه في معاداة الحق. فالنص حجة عليه لا له وإن أنكر المنكرون وتأول المتأولون فلا يعلمه إلا الله وخاصته (الراسخون في العلم) فيستنبطون معانيه ومقاصده. وحجتي قائمة لا أحيد عنها طرفة عين إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً فكفى به شاهداً وكفى به نصيراً والله يقول الحق ويهدي السبيل وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المقال الخامس
بقلم العربي جمال
بعنوان : المهدي المنتظر والمسيح الموعود آخر الزمان شخص واحد
“أخبرنا المولى عزّ وجلّ أن عيسى إبن مريم رسول إلى بني إسرائيل وأخبرنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين أنه خُص بست خصال لم يعطهن نبي قط وذكر منها: “كان النبي يبعث إلى خاصة قومه وبعثت للناس كافة”.
وعلى فرض رجوع مسيح بني إسرائيل آخر الزمان بلحمه وروحه سيصبح كلام الله وكلام رسول الله باطلاً. فعيسى سيصبح رسول للناس كافة وليس فقط لبني إسرائيل لذا جاءت الأحاديث النبوية الشريفة لتؤكد أن المسيح الموعود نزوله آخر الزمان هو نفسه المهدي المنتظر الحكم العدل. وبهذا قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبل التدليس على علماء غثاء السيل. فقد روى أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدباراً ولا الناس إلا شحاً ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا المهدي إلا عيسى إبن مريم” فهل من رد على هذا النص الصريح. مهما حاول العلماء تضعيف هذا الحديث فلن يتسنى لهم ذلك لأن الأحاديث التي تتكلم عن نزول عيسى إبن مريم تتضمن عبارة ” وإمامكم منكم” وهذا يؤكد أن المسيح النازل آخر الزمان إنما هو من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وليس من بني إسرائيل”. المصدر: http://www.maqalaty.com/47323.html
أقـول: إن كلام الأخ القادياني بأن المسيح الموعود به في آخر الزمان هو عيسى إبن مريم هو عين الحق والصواب على شرط أن يكون بذاته وروحه. وهذا الشرط يخالف إعتقاد الجماعة الأحمدية القاديانية وما يلمح إليه الأخ. وأما إن كان إعتمادك على خطأ فرضية رجوعه بدمه ولحمه فإن القرآن والسنة أكدا بصراحة على صحة هذه الفرضية وبشرطهما لا بشرطك في أن واقعة وفاة عيسى ورفعه كان روحاً وجسداً وشتان بين المعنى وفارق لهجة الإنسان ولغة القرآن. وإنما مبرءآن من عقيدة الرفع الكلي ببشريته وآدميته المزعومة عند الناس لأنهما نفيا عنه الطابع الآدمي. وهذه الحقيقة التي جهلتها لا يمكن ردها على فرضيتك لتكون كحجة لك بإستدلالك في إثبات أن روح عيسى إبن مريم غير جسده بتلحينك إلى عقيدة الحلول والتناسخ الكلي للروح في شخص غيره وهي جوهر القاديانية الباطلة التي نفاها القران جملة وتفصيلاً فالقول الصحيح هو أن وفاة عيسى إبن مريم كانت كلية (روحاً وجسداً) أي فناء ذاتي. قال تعالى: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (55) سورة آل عمران. وقال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) } سورة النساء. فآية سورة آل عمران أكدت واقعة الوفاة لعيسى إبن مريم (متوفيك) مع نفي القتل والذي يعني الموت في سورة النساء. ولإزالة الإشكال حول حقيقة وكيفية وفاة عيسى إبن مريم هو بالرجوع إلى قاعدة القرآن الكريم في الحكم على متشابه عيسى إبن مريم. قال تعالى:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (42) سورة الزمر. الآية تحدد أنواع الوفاة إلى:
1- وفاة النوم وهو بتعطيل نشاط الإحساس (البصر ، السمع ، اللمس ، الشم ، الذوق) مع بقاء النشاط الحيوي للجسد دون إنفصال.
2- وفاة الموت وهو بتعطيل تام لهذا النشاط وتوقف عمل القنوات الوظيفية بإنفصال الروح وعروجها إلى بارئها مخلفة الجسد ليعود إلى عنصره الأول (التراب) وفناءه فيها. قال تعالى:{وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18)}سورة نوح. وقوله تعالى:{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} (55) سورة طـه. وحكم الآية لا يستثنى منه آدمي إلا أن يكون من غير الجنس مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم:” كلكم من آدم وآدم خلق من تراب” أي من تراب وهو أصل النشأة الآدمية الطبيعية. قال تعالى:{وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (9) } سورة السجدة. الآية تشرح بوضوح الطور الإنشائي للإنسان بدءاً بأصله (من طين) ثم تكوينه الخلقي في الرحم ” ماء مهين” أي نتاج إلتقاء ماء الأب بماء الأم بإكتماله تنفخ فيه الروح بمعنى أنه سليل أبويه وذلك خلافاً لعيسى إبن مريم فهو خارج السرب نسبة لطبيعته الروحانية المغايرة لهم. قال تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} (171) سورة النساء. وقال تعالى:{إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} (45) سورة آل عمران. فلا يجري عليه ناموس الخلق فهو روح الله فبشريته وآدميته (لحمه ودمه) إنما صورة لروحه أي جسده هو عين ذاته وقد أشار الشيخ الأكبر إبن عربي إلى الوقائع تفصيل دقيق في الفتوحات المكية في فصل خلق الأجسام (باب طبيعة عيسى الروحية):
“النوع الرابع من الأجسام هو جسم عيسى إبن مريم فيختلف في نشأته عن الأجسام الأخرى من حيث تكوينه في الرحم وتولده على الهيئة المعتادة والإختلاف المهم الذي يجعل جسد عيسى نوعاً مغايراً للأجسام هو أنه اندرجت تسوية جسمه وصورته البشرية بالنفخ الروحي أي أن أجسام الجنس البشري كلها في حدود معرفتها ودت قبل وجود أرواحها أي تسوية البدن والنفخ الروحي هما حدثان متتابعان لم يتما دفعة واحدة فالله سبحانه وتعالى إذا سوى الجسم الإنساني نفخ فيه الروح. أما جسد عيسى فلم يسوى قبل نفخ الروح فيه بل حدث لحظة نفخ الروح” وعليه فلما كان حكم آية سورة الزمر في أن وفاة الموت للنفس وعيسى نفس والتي تقر قاعدتها على أن الموت بهذا المعنى هو فناء تكوينه البشري في روحه ليعود إلى أصله الأول (روحاً) كما نزل روحاً في البدء. قال تعالى: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} (91) سورة الأنبياء.
وقوله تعالى ايضا: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا} (12) سورة التحريم. فالآيات تشرح الطور الخلقي لعيسى إبن مريم أنه نزل روحاً من الله ثم تخلقه في بطنها أي هيئته وتكوينه البشري كان بفعل الروح نفسه ولا صلة به بمريم. قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} (17) سورة مريم. وعلى نفس مقتضى إختلاف حكم عيسى إبن مريم عن سُنة (موته) في قوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} (11) سورة السجدة. وقال تعالى: {حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} (61) سورة الأنعام. يلاحظ أن فعل قبض الروح الآدمي تقوم به الملائكة بأمر الله وعلى قاعدة قوله تعالى:{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } (104) سورة الأنبياء. الآية تصرح أن الطور الإنشائي في الخلق لا تتبدل سنته ولا تتحول حكمته كما بدأ وإنتهى وقصدي أن الذي ينفخ الروح هو الذي يقبضها كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في مسنده (43 . 26).
فعن إبن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح”.
وكما بلفظه في البخاري (3208) . فيتبيّن ان واقعة وفاة عيسى تختلف كيفيتها “بل رفعه الله إليه” و” إني متوفيك ورافعك إلي” أي أن القبض بالفعل المباشر هو الله تعالى كما نُفخ منه، فقد قال لي الحق عزّ وجل “أنا سوف أقبض روحك” وعلى ذات القاعدة والسُنة الجارية فيه فلا مدخل لعودته وإن أُخلد في السماء بصورته وبشريته على اسوأ الفروض إلا أن ينزل روحاً منفوخاً في الأرحام وبولادة جديدة، فكما بدأ يعود وغير ذلك باطل.
جاء في كتاب ( الانسان الكامل في الاسلام ) – للدكتور عبد الرحمن بدوي، ص 119- 120 ما يلي :
“كان علي الانسان الكامل ان يتجنب قانون الانساب هنا الاسلام يفضل اليهودية في ادراك هذا الجانب ولهذا، فانه أي الاسلام يري في الانسان الكامل – من الترمذي حتي ابن سبعين – انه خاتم ولاية روح عيسي: اما علي صورة احد حوارييه الملهمين به (المقدسي ج2 ص 172) ، مثل ابن هود المتوفي سنة 699 قارن عند الدروز الابداليه : سلمان – حمزه، او علي #هيئة قيامته امام الاولياء ( ثم الصلحاء) لوحدهم، ثم امام الملأ اجمعين (في راي الحلاج) روايات الحلاج 23 #سورة النساء 157 وقيامة عيسي للحكم بين الناس قد ربطها القرآن ثماني مرات بكلمة الحضرة (كن) الخالقة لنسبه الي يوم الحساب فيكون عيسي مجرداً مثله مثل التصور لبكر عذراء طاهر ، او مثل ذلك الحق الذي هو خاتم الخلق “لا مهدي الا عيسي “.
أقـول: فخاتم ولاية روح عيسى هو ذات عيسى دون حلول أو تناسخ أرواح وبإسم سليمان.
قال تعالى : {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (125) سورة الأنعام. فالعبرة ضربت مثالاً لعالم الحس والكثافة في وصف حال الطبيعة البشرية وخصائصها في حال صعودها في السماء (صدره) كناية عن عدم القدرة على التنفس بصورة طبيعية (ضيقاً حرجاً) وبلاغة العبارة القرآنية فيها وصف بياني كآية دالة على إستحالة بقاء الجنس البشري في الفضاء (السماء) ولتكون كذلك دليل ينفي خلود عيسى إبن مريم ببشريته وآدميته الإفتراضية (لحماً ودماً) على أساس القول أنه من جنسهم بوصفه بضعة من أمه الآدمية فتصبح عملية تنفسه أمراً ضرورياً لحاجة جسده الآدمي للأوكسجين للقيام بعملية إختراق الطعم ليمد الجسد بالطاقة الحرارية لتجديد خلاياه كغيره من البشر كإبن مريم وليبقى بحالته الأولى التي رفع بها لينزل بكامل شبابه ونضارته “كأنه خارج من ديماث” فيصبح هناك تعارض بين القرآن والسنة وحاشا لله ورسله من هذا فعيسى بهذه الفرضية لا تخرق له العادة كي يتجاوز قانون الكثافة والمادة . وبقاءه حياً في السماء يخالف سنة الله في الخلق مادام من جنسهم. قال تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ} (68) سورة يــس. فإذا كان على الفرضية القائلة ببشريته فإن حكم الآية يجري عليه بإنتكاس في الخُلق بالضم وهي كحالة تشخيصية تعني اللا وعي أي غياب العقل الحسي المكلف وذلك لإكتمال دورة نموه ونضجه لإنخفاض أداء العقل لنفاذ طاقته (ديناميكية المخ) وتراجع نشاطه الإدراكي بصورة عكسية. فتصبح إمامة عيسى إبن مريم غير جائزة قولاً أو فعلاً لإخلالها بأهم شرط من شروط الشريعة والتي ما قامت إلا على ظواهر الأشياء (المحسوسات) أي عقل السمع كالفرائض ومناسك العبادة لأن الشرع أوجب تمام العقل وصحة الحواس في شخص الإمام بوصفه عقل الأمة الكامل والملزم لكل عاقل بإتباعه والإقتداء بهديه. قال تعالى: {أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (35) سورة يونس. هذا من جانب وأما أن كان شرط آية سورة يس في قوله “ننكسه في الخلق” الخَلق بالفتح دون أن يثتثنى عيسى وأجمله بالخلق وعلى فرضية بقاءه حياً بجسده العنصري يكون هذا تكذيب بالقرآن والسنة. فهما قد نفيا ثلاثة مسائل جوهرية تعارض هذا القول ولا يمكن بناء عقيدة له .
المسألة الأولى: أن الصعود من وإلى السماء لا يكون إلا للروح لا للجسد قال تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} (4) سورة المعارج.
وقال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} (4) سورة القدر.
وجاء بحديث المعراج باللفظ “مع تنبيه النصوص أعلاه أن مفرده “عروج” هو لفظ ما أطلق إلا في سياق دال لأحوال اللطافة وعالم الروح والقران أسمى وأجل أن يصف بمعاني تصرف الدلالة والمقصد. فالصعود إلى السماء (عالم الروح) لا ينبغي ان يوصف لغير اللطافة. قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (10) سورة فاطر. فمجمل الآيات ينفي الحسية المعنوية (التجسيم) عن الذوات في حال صعودها ونزولها والأمثلة القرآنية خير شاهد. قال تعالى: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (93) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً (94) قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً (95) }سورة الإسراء.
أقـول: فوجه الإستغراب بجواب النبي صلى الله عليه وسلم هو ليس من باب الإستحالة في إمكانية الإتيان بمعجزة، فالله جلّ وعلا قادر على إظهارها على يده. كما أن هناك من جاء بمعجزة ضاهت قولهم (نزول المائدة وإحياء الموتى لعيسى إبن مريم) وإنما الغرابة في أن الصعود (الترقي) لا يمكن أن يتم ببشريته (لحمه ودمه) بشراً رسولا وبصورة محسوسة مدركة (نقرأه) وإنما يكون روحاً منسلخاً عن مظاهر البشرية بالوفاة والرفع، والوقائع بحديث لعائشة رضي الله عنها عن النبي صلى عليه وسلم حينما أدركه الموت. قال: بل الرفيق الاعلى بل الرفيق الأعلى”. فالرفع بروحه لا بجسده الذي اقبر في الأرض.
وثالثاً وعلى فرضية أن عيسى باقٍ على ما عليه (بلحمه ودمه) فسوف يعود في سن عمرية لا يمكن قط تحديد معيار نسبي لتصنيفه كونه فاق كل الأطوار البشرية والسنة تؤكد على كهولته، والكهولة كما هو معلوم سن ما بين 60 – 70 عاماً فالآية السابقة من سورة يس قطعا لا تنطبق عليه لو إثتثنى من التصنيف العمري في قوله “ننكسه في الخلق” (بالضم) وأخرجته من النسبة لوقع التعارض في وصف السنة لعيسى إبن مريم “إماماً حكماً عدلاً” وعلى ذات القاعدة يكون قد خالف حكم الآية على شرط الحديث بل وخالف التشريع (صحة العقل والفكر) ومن ثم فلا يمكن إزالة التناقض من عقيدة قامت الإيمان ببشريته المحسوسة في السماء والتي لا أصل لها من الكتاب ولا السنة فلا مناص سوى بالإعتراف بأن عيسى إبن مريم هو في الأصل روحاً إلهياً ليس له نسبه أصل صريح بأحد فهو كائن مستقل كروح علوي المحتد (روح الله) بجوهر رباني يخالف سُنة الخلق (البشر) في الأنشاء والموت والحياة وقولي “يخالف سنة الخلق” أي كجوهر (روح) يجري عليه حكمها وأما كمظهر روحاني (بشريته وآدميته) فهو يتقيد لها لبروزه بثوبها {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (59) سورة آل عمران. التراب هو مظهر لتجليات مثل عيسى (الروح) من عالم العماء واللطافة إلى عالم الظهور والكثافة. ولذا ينزل روحاً في رحم إمراة بشرية من تراب فيولد ثم يتدرج في الأطوار الترابية الخلقية والعمرية، طفولة، شباب وكهولة، وبعقلية فكرية صحيحة وبنية جسدية سليمة لخلافة المصطفى في أمته وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم “تعرج به أروح الأنبياء” فكل طبع تختلف أحكامه ومقتضياته فالعروج والنزول ليس بالطبع بالجسد وإنما باللطافة كـأرواح. قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ} (8) سورة الأنبياء.
فالآية تقر بقاعدة الحديث النبوي وتشرح دلالته القاطعة على إستحالة بقاء الأنبياء بأجسادهم العنصرية في السماء بوجه عام وذلك خلاف ما هو معتقد ومسلم به في كل من (إدريس وعيسى إبن مريم) والتخصيص لعيسى وجملة “وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ” أي بأجسادهم فرد العلة إلى الأصل “يأكلون” وليس إلى الفرع فقط (الجسد) لتنفي وجود عين ذوات الأشياء بهياكلها العنصرية (الأجساد والطعام) بحسيتها الأرضية في السماء (عالم الروح) حيث الأطلاق والأرتفاع عن النسب خلاف عالم الكثافة والأرض حيث التقيد. قال تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} (55) سورة طـه. وقال تعالى: {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18)} سورة نوح. “منها خلقناكم” أي أن مادة تكوينهم وبشريتهم (التراب) يكون هو نفسه مصدر حياتهم وسبب عيشهم (الأكل والشرب) كعلة لوجودهم العنصري كأجساد عكس الروح فلا يشترط عليه على التجسيم (الأكل) ليبقى فالحياة وجودية له. قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27)} سورة الذاريات. وضعف الطالب والمطلوب فالأجساد لا تتطبع إلا بطبعها العنصري ولا تألف إلا جنسها العضوي فالوقائع لا تبيّن بطلان عقيدة بقاء عيسى إبن مريم بآدميته كبضعة من أمه وحسب بل فهي تنفي صلته بها من الناحية العضوية في فترة تخلقه وتكوينه كروح مستقل في بطنها قبل التجلي ببشريته وظهوره بها (الميلاد) فكان يتم بصورة منفصلة اي أن طاقته التكوينية ليست نتاج مواد عضوية لجسد مريم وإنما كانت نورانية (سماوية)، قال تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} (37) سورة آل عمران. فالرزق هو وصف للنعمة في حال لطافتها النورانية كفيض رباني على الخلق فاض من اسمه تعالى (الرزاق) دون تقييد بالأنساب العنصرية المدركة والمحسوسة. قال تعالى: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} (22) سورة الذاريات. فأرجع الأصل (الرزق) الى عالم الإطلاق والروح (السماء) كما في قوله تعالى: {فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} (19) سورة الكهف.
فقد رد النسبة والقيد (الطعام) إلى الأصل اللطيف “رزق منه” فهو أعم ولا يُحصر بالطبائع الكثيفة “بغير حساب” كالطعام والشراب، والنسل. فاما حصره هو إنتقاصا لصفة من صفات الله الأزلية والواجبة فيه وتعالى الله عن ذلك علواً كبيرا، فهو الرازق قبل إيجاد الخلق وقبل إيجاد أسبابهم. فكل ما يؤكل ويطعم هو رزق وليس كل رزق هو جنس ما يؤكل بالضرورة وللمعنى في قول النبي صلى الله وعليه وآله وسلم “كل ميسر لما خلق له” قد يكون منه ما هو معنوي (العلم – والمحبة) وقد يكون منه ما هو كثيف وعنصري. قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (49) سورة القمر. أي على قدر قوالب الخلق وقوابلهم. وكحقيقة جلية لوقائع آية سورة آل عمران في قوله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا} (37) سورة آل عمران وجملة “أنى لك هذا” ؟ لأنه خارج عن الكيفية والماهية العنصرية فلم يحدده بجنس “طعام” ولم يحصره بصنف (أكل). وإنما هو نوع رزق من عند الله بحالة اللطافة والإطلاق ولا يألفه إلا الجسد الروحاني لهذا الروح العلوي المنفوخ في بطنها أي عيسى إبن مريم.
يلاحظ أن في لحظة ميلاده إنتفت عنها الغاية وتبدلت الأحوال اللطيفة إلى العنصر (رطباً جنياً) وعالم القيد والكثافة الأرضية “فكلي واشربي” دلالة أن عيسى إبن مريم هو ليس بضعة من مريم وحسْب، وإنما لا صلة له بها من ناحية عضوية “أكل وشراب”.
المقال السادس
منتدى الفتوى – من طرف: فهد 13-8-2015
بعنوان المهدي هو المسيح الملك المنتظر
“فالمهدي كما عرفناه من الكتب الصحيحة هو رجل من آل البيت يصلحه الله في ليلة وقد تكون ليلة واحدة أو أكثر وسيعطيه الله علم البيان من القرآن ولن تكون له من المعجزات إلا إتباع المسلمين له وبأسه على الكفرة والملحدين يؤيده الله بالنصر وسواء عرفناه أو لم نعرفه فلن يتبعه أولاً من المسلمين إلا قليل. وبعد أول نصر له. هناك سيعلم المسلمين صدق خلافته ودعواه ويأتوه من كل بقاع الأرض أما مسألة أنه نبي أو رسول فهذه لا نجزم عليها”.
المصدر: http://alfatw7.7olm.org/t1231p75-topic
المقال السابع
مسيح آخر الزمان في كتاب النبي اينوخ
بواسطة: عبد الله مسلم
النبي اينوخ هو أحد أبناء سيدنا نوح عليه السلام. وورد في الكتاب أن إينوخ صعد مع الملائكة إلى السماء وكلم الله وتكلم مع الملائكة. وقد ورد ان الله أخبر إينوخ أنه سيرسل أول من خلق في آخر الزمان، وقد ورد في التوراة أن أول مخلوق هو النور أي روح القدس ومما ذكر في مخطوطات البحر الميت أن الله سيرسل أمير النور (روح القدس) وهو روح الله إلى الأرض في آخر الزمان ليحارب أمير الظلام (إبليس) وهو عدو المسيح (روح الله) لذلك يتجلى هنا أن روح القدس هو المسيح عيسى إبن مريم. ومما ورد أن المسيح سيولد كأي إنسان عادي جداً لكنه سيُبتلى بإبتلأت مؤلمة جداً جداً.
فبلاء المهدي المسيح مذكور بكثرة في الزبور وسفر أشعياء وهناك رواية تطابقت في كثير من الكتب “أن خروج المهدي المسيح سيكون فجأة وبغتة والناس غافلة”.
المصدر :http://alfatw7.7olm.org/t1231p60-topic
جاء بمنتدى الملاحم والفتن – المشاركة بواسطة: القديم زمانه
بعنوان المهدي هو عيسى إبن مريم وليس ابن الحسن العسكري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
“أخي الكريم الأستاذ انت تقول ان علمائك يقولون بتعنيف من يقول القران برايه وانا اقول لك قال رب العلماء ورب القران وجادلهم بالتي هي احسن كما قلت انت رحم الله امرءا تكلم بعلم او سكت بحلم فبالحجة والمنطق وليس كما تقول بالتعنيف والترهيب الذي اقول لك بل هو الذي جعل الناس تنفر من العلماء اصلا حسنا ساتنازل عن تلك الاية واقول لك الله هو يعلم اذا كانت تلك الصفة يمكن ان تنسب الى سيدنا عيسى عليه السلام ويمكن ان يستدل منها على تلقيبه بالمهدي ام لا وقد قال الله تعالى عن الانبياء والمرسلين الذي من بينهم عيسى عليه السلام فبهداهم اقتده فقد جعل الله الانبياء والمرسلين منارات للهدى فهم مهديين من الله تعالى وانا لم اقل ذلك لمجرد راي شخصي انما عندي اكثر من فكرة قادتني الى ان عيسى عليه السلام هو المهدي المنتظر الاخير الذي سيصلي خلف المهدي المحمدي الذي يعود نسبه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدفي كان من الموضوع هو بيان زيف فكرة المهدي المنتظر عند الشيعة الذي يخفيه الله من اعدائه ويغيب مدة طويلة من الزمن يطول انتظاره ثم يعود وهو المهدي عيسى عليه السلام وان اليهود الذين دخلوا في الاسلام ضللوا الشيعة وطبقوا قصة المهدي عيسى عليه السلام على محمد العسكري ثم جعلوا صفات له تنطبق على عيسى عليه السلام ومنها احياء الموتى التي كانت على زمن سيدنا المسيح ثم ابتدعوا صفات تنطبق على المسيح الدجال الذي سيضلل الناس انه هو المسيح الحقيقي والمهدي فاريد ان اؤكد ان اساس فكرة المهدي الغائب عند الشيعة لها اصل واساس وحقيقتها انها تنطبق على المهدي عيسى عليه السلام وليست على ابن الحسن العسكري الذي سيساند المهدي من ال بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن هنا جاء التلبيس ولم يكن هدفي بيان ان عيسى عليه السلام هو المهدي ولا مهدي سواه او لا يوجد مهدي من ال بيت النبي محمد عليه الصلاة والسلام الذي قال عنه النبي يواطئ اسمه اسمي واكدت الاحاديث عليه.
الخـــاتمة
عندما نزل قول الله تعالى (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين) سوره الواقعه 13.
قال عمر : يا رسول الله، ثلة من الأولين وقليل منا ؟ قال : فأمسك آخر السورة سنة ، ثم نزل : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” يا عمر ، تعال فاسمع ما قد أنزل الله : )ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) ، ألا وإن من آدم إلي ثلة ، وأمتي ثلة ، ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل، ممن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ” . منقول من تفسير ابن كثير سورة الواقعة.
أقـول: فهذه بشرى للسودانيين وعلى وجه الخصوص أهل البادية من رعاة الإبل الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأن المسيح عيسى إبن مريم هو سليمان أبي القاسم موسى فهم الذين ينصرون هذه الدعوة ويلتفون حولها وليس أهل الحضر ممن كفر وكذب بها.
قال صلي الله عليه وسلم: }إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين{ رواه احمد.
وقال أيضاً: }بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا{ رواه مسلم.
وقال أيضاً }فانه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيـراً فعليكم بسـنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين{رواه الترمذي.