بسم الله الرحمن الرحيم

الفهرست

المهدي من بني عطية ” المسيرية”.

الطارق على السندان في أخبار مهدي الزمان.

عيسى إبن مريم مهدي آل البيت..

دمشق(مجمع البحرين).

رعـــاة الابــل (اهل المغرب).

الاندلس ( جزيرة العرب(المسيرية ).

أرض المسيــرية بعيون الجفر.

الســودان إلى أين … ؟ بقـلم ميرغني محمـود مـيرغني..

الخاتمـــــــة.

 

 

قال تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء *تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}  (24- 25) سورة إبراهيم. 

إستفتاح ..  

هدم الكعبة (سد ذوالقرنين) وبيان المعنى من نصوص الكتاب لكشف اللثام عن ياجوج وماجوج

فالكلمة الطيبة المضروبة مثلا  هو المسيح عيسى إبن مريم علم الساعة والظاهرة الفكرية والدينية في تاريخ الخلق والتخصيص لهذة الدعوة. وقد أورد الكاتب محمد عيسى داؤود في كتابه المفاجأة ص378 نقلاً عن ابن عربي: “… وتستمر الكنانة في حصن الصيانة وتقوى شوكة قطانها حتى لا يدخلها دخيل ولا يتصرف فيها بديل رجالها الأعيان عدة الغين الجامدة غير المتحركة إذ آن أوانهم وتهيأت أعيانهم شيدوا أركانها وكشفوا أعوانها بالفرد القائم اذ ذاك هو الميم بن الميم الاول وابن الحاء الأول والحاء الآخر، فيه سليمان من الأحرار لا من العبيد رجاله رجال النجدة”﴿المفاجأة ـ صفحة 5- 378﴾.

  فقوله ” هول وهول” فما من كيان أممي مهما إختلفت مسمياته وفلسفته سواء ديني أو سياسي إلا وستتصدع قاعدته التنظيمية وتعصف به متغيرات الزمان إلا قطر الكنانة إلا هذا الطرح ( الشجرة الطيبة) الحجة البالغة والقائمة إلى الساعة وهي ذاتها الدابة التي جاء وصفها أن قوائمها في الارض  (قوائم التشريع الأربع( الكتب الأربع) وهو الاصل الثابت ( بانها ذات المسيح الذي يولد مرة ثانية وفي هذا الزمان وفي السودان وبأسم سليمان  بالتحديد وهو راسها (جوهر العقيدة الذي في السحاب) . جاء بكتاب الإخفاء لحين ظهور الأسماء للشيخ محي الدين إبن عربي” … فالكنانة مصونة وأسرارها مكتومة كلما طرقها أو قصدها سارق رمى بشهاب ثاقب من رب المشارق والمغارب لأن عمدها قائمة وإمدادها واعية وهي المباركة التي لاتقبل المشاركة)

فلما كانت الكنانة المحفوظة الاركان والمصونة في الحفظ والامان هي مصر ملتقى البحرين (الشجرة الطيبة) فإلتهويل يشير للحراك السياسي والعسكري والطائفئ  الذي أطاح بعروش الحكومات العربية والاسلامية  وهوت أنظمة جبارة كانت تحكم شعوبها بقبضة من حديد . وهذه العدوى لم يسلم من تداعياتها إلا قُطر الكنانة ( مصر ملتقى البحرين) أي السودان فهو المصر الوحيد الذي كان بعيدأ من أثآر (فتنة الدجال) الباعث الأول لهذا  الرعب (التهويل والتشريد) بطالعها (عاصمها) شخصي المسيح  عيسى إبن مريم  الذي خص بالصيانة من فتنته .قال الرسول صلى الله عليه وسلم  ( كل مولود حين يولد ينخسه الشيطان الا عيسى إبن مريم فاراد ان يطعن فطعن في الحجاب) فما من مصر إسلامي(أمام ) يرفع راية الدين و تجتمع عليه الأمة إلأ ويظهر عليه الدجال(ينخسه) ويورده موارد الهلاك والتقتيل إلا أهل هذا المصر أي أهل هذة الدعوة بوجه خاص والسودان بوجه عام  والوصف يتجلى بوقائع طيلة حكم الإنقاذ فمهما أحيط بها  وأنزلت عليها النوازل ( وهو الطعن في الحجاب) وتربصت بها العيون وضاقت عليها الدوائر فإن الله حفظ أهل السودان وحكومته من تنكيله ونخسه والمعنى نفسه يشير لهذة الدعوة المحفوظة الاركان(قائمة بنصوص صريحة من القرآن والسنة) وهي ذاتها الشهب (الحجة التي ترده) ولما كان مسمى ” مصر” يشير للمكون الديني لجماعة المسلمين وأمامهم (صاحب الوقت)  بالحديث النبوي( يكون للمسلمين ثلاثة امصار مصر بالحيرة ومصر بالشام ومصر بملتقى البحرين فيخرج الدجال في أعراض الناس فيهزم من قبل المشرق فأول مصر يرده هو مصر ملتقى البحرين)) فالأمصار الثلاثة هم افراد تجتمع عليهم كلمة الأمة زمن خروجه ولكن  هناك مصر واحد (أمام واحد) يعصمهم منه وإن كان الاثنان مهديين. فقد ذكر ابن عربي في باب المكاشفة عن المهدي خاتم الأولياء ما يلي:”..إذا برز نجمه وسطع نوره ادعى المقام الأسمى ثلاثة، أحدهم على حق واثنين متوهمان) الاثنان المتوهمان (المجذوبان) هما مهدي الشام ومهدي الحيرة  فاما الذي على الحق (الذي يرد فتنته) هو أمام ملتقى البحرين عيسى إبن مريم ( لم يسلط على قتل الدجال إلا عيسى ابن مريم)  فهو الأمام الرباني المقصود بمسمى  كلمة (مصر) فهو الجامع  لحقائق التوحيد فشهاد\ته خلصت من الشريك ( لا تقبل المشاركة)  فلا يدخل حضرته تدليس(تدجيل) لانها حضرة ظهور بطون الحق  بذاته الظهور الذي لا يتجلى إلا على هذا المصر (الخرطوم) أي على هذا الأمام الجامع.  في  قوله تعالى {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (16) سورة القلم. أي سنبين وجه الحق المطلق على هذا المصر(أمام ملتقى البحرين) بوصفه نقطة تجلى الأسماء في أعيانها (بصفاتها) والدجال  هو العقل المادي ( صورة الروح الكثيفة ) وخروجه نتاج لأثار الأسماء أي إنعكاس نفسي عنصري كامل  وما خرج إلأبنزول الروح (قائم الاحدية) بذاته على أرض الصفات (الخرطوم) روى السيوطي في الحاوي ص63. عن عبد الله بن عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يخرج المهدى والدجال كفرسي رهان فيغلب هذا على الذي يليه وهذا على الذي يليه حتى يلتقيان بفلسطين صرة الشام”..صرة الشام  هي دمشق (الخرطوم) هو مجمع إلتقاء حقائق الوجود(الروح والمادة)) ” فيغلب هذا على الذي يليه وهذا على الذي يليه ” فيغلب العقل الروحاني  على معسكر الايمان (عالم الروح) فيخلوا معسكره(بيت المقدس) أي الخرطوم من أي اثر للشرك والغيرية(المادة) ” ويغلب عقله الترابي الكثيف على معسكر الشرك (عالم الكثافة والعناصر) فتنقسم الحقائق لنصفين وتقع اعظم ملحمة بين الفسطاطين (العقلين) حتى تجتمع في نقطة واحدة . أورد نعيم بن حماد في كتاب الفتن حديث رقم ( 1340) (حديث مرفوع ) عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “: إذا ملك العتيقان عتيق العرب وعتيق الروم ، كانت على أيديهما الملاحم )  والعتق هو الانسلاخ(الإنفتاق) والخروج من دائرة النفس والمادة  فعتيق العرب هو ذاته المهدي (عيسى إبن مريم( عقل الروح)  وعتيق الروم هو الدجال(عقل المادة) ” تجري على ايديهم الملاحم” تشهد الخلق اكبر سجال ملحمي ومبارزة ورتق(جمع) لحقائق السماء(الروح) و (الارض(العقل). قال تعالى {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (30) سورة الأنبياء. فالسماوات هي تشير لسماء الألوهية(الأسماء)عالم الغيب والارض هي أرض العبودية والصفات (عالم الظهور)  ” كَانَتَا رَتْقًا ” كانتا حقيقة واحدة قائمة بهذة الاحدية “فَفَتَقْنَاهُمَا ” فنقطة الفتق هي ذاتها الكنانة ( عيسى إبن مريم) فهو النقطة التي تجتمع عليها هذة المظاهر (البرزخ القائم بينهما)  قال تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ يخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} (18-21) سورة الرحمن . مرجهما أي فتقهما والبحرين هما الولاية(الالوهية) و النبؤة(العبودية) فالبرزخ هو ذاته أمام مصر ملتقى البحرين أي الحجة الدالة لهذة الحقيقة( وحدة الوجود) فهو نقطة التجلي الأول (الرتق والفتق) أي كعبة التحقيق. وقوله “ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ”  فهو شاهد هذه الحضرة الذي لا تلتبس عليه تجلياتها  ولا تطغى حقيقة على آخرى ولا تختلط  الصفات بالأسماء ولا الألوهية بالعبودية فهما منفصلتان دون انفصال ومتصلتان دون إتصال  وهو من يبين هذة الشئون والمراتب ولذلك كان حافظاً لهذا المصر  وأهله من دعوة الكفر والشرك أي من دعوة الربوبية والألوهية ولذلك لم يرد الدجال مصر سواه(الأمام الجامع للصفات والأسماء والذات (الحقية والخلقية ).  فقد أورد محمد عبد الحليم عبد الفتاح في كتابه (الجفر للإمام علي بن أبي طالب) تحت عنوان (غلام يخرج من السجن ويحكم مصر) جاء فيه:”..ثم يخرج من السجن غلام يفني عددهم ويأسر مددهم ويهزمهم إلى بيت المقدس ويرجع منصوراً، مؤيداً مجبوراً فيوافي مصر وقد نقص نيلها… ويبست أشجارها، وعدمت ثمارها، فيظهر عند ذلك صاحب الراية المحمدية، والدولة الأحمدية، القائم بالسيف… الصادق في المقال  ويحي السنة والفرض وسيكون ذلك بعد أربع وثمانين من سنين الفتن بعد الهجرة ثم قال: أيها المحجوب عن شأني الغافل عن حالي إن به السودان ملاجاً لا يرجى خبراً به إلى أن يعودون ولمته تحت يديه ويهلك الله به بني الأصفر…” أهـ . فالغلام هو العقل الروحاني الذي يخرج من سجن الكثافة والعناصر أي ينفتق عن الأرض(العبودية( الصفات)  ” فيظهر عند ذلك صاحب الراية المحمدية، والدولة الأحمدية، القائم بالسيف”   فصاحب الراية المحمدية هو ذاته البرزخ  شخصي المسيح  (مصر ملتقى البحرين أي ملتقى التوحيد)الذي يبين (حقيقة الرتق والفتق(الفرق والجمع) .جاء جفره (المفاجأة) صفحة (252):( وتكون فتن يخرب منازل وديار وتتحرك عروش عن مواطنها عجباً لكم يا أهل مصر يجبر الله كسركم وينجز مواعيدكم ويغني عائلكم ويقضي مغرمكم ويرتق فتقكم مادمتم في سبيل الله مرابطينأقول: ” وتكون فتن يخرب منازل وديار وتتحرك عروش عن مواطنها ” هذة الفتن التي طالت البلدان(مصر الحيرة ومصر الشام) هي ذاتها أثار  ظهور هذة الراية (قائم الأحدية) الإنقلاب الكوني والظهور الأكبر للحق  و الذي من وطاته تخرب البلدان(العقول المادية) لتستوي حقيقته على كرسيه  (فسطاطين لا ثالث لهما) وتظهر الحقائق باعيانها وذواتها اي يتم التعريف بالدجال في عالم الكثافة والظهور بصاحب مصر (صاحب الخرطوم) ببيان أوصافه التي غابت عن عيون الأمصار الأخرى  وما تجلت إلأ بعين هذا الأمام (إن به السودان ملاجاً) عاصما لاهله فهو العقل الكامل (الكرسي) الذي وسع (تعقل) أثارالاسماء والصفات والذات . فكل عقل مادي(فهم خاطئ) هالك في هذة الحضرة الا العقل الروحاني(الفهم السليم)  فهوالظاهرعلى الحق اي فأحديته عينية لا تلتبس عليه تجليات الاسماء وتلون الصفات ومادونه فهو مدعي (دجال)   ويلاحظ بالحديث النبوي( يريهم دمه في حربته) وهو نفس المعنى الذي أشارت إليه الآية (16) من سورة القلم في قوله نعالى {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} .أي سيريهم دلالة هذة الذات  بذوق صاحب الخرطوم (عيسى ابن مريم )وهو ذاته الحربة  (البينة) والحجة الظاهرة لذات الحق بأوصافه البشرية (دمه )  والتي يراد بها(اي بالحربة) هي سلسلة منشوراتي التي جلت وجه الحق فصلا ونصا بالشريعة والحقيقة بنصوص صريحة لا ترد  .أورد الكاتب محمد عيسى داوؤد عن  ابن عربي (.. مصر محل كرسي صاحب الوقت المشار إليه دون غيرها من الامصار المتعلقة بها فهي تابعة لها فلا يصح إلأ لها وأنها لكونها نقطة حسن على خد ملامحه من منطق أقاليم البسيطة مما إختصت به من الأوصاف الكمالية) المصدر( المفاجأة بشراك يا قدس) أقول : فلما كان مسمى مصر يراد به (عيسى إبن مريم) بوصفه مهدي الساعة (الدال للذات العلية ولهذة الخصوصية كان هو كرسي صاحب الوقت أي مقام التعريف والتبين والشرح للأسماء والصفات والذات أي العقل الذي وسع هذة المعرفة بمراتبها وشئونها فدل للحق بأحدية ذاته أي دون شريك في الدلالة والامصار الأخرى لا يصح لها حتى الاطلاق فمعنى الأسم (مصر) هو مقام المهدي الحق الذي أختص بكمال الصفات الالهية فلا ينبغي السجود  لغيرها ( لكونه نقطة في خد ملامحه) ان كلامه هو كلام الحق لأن النقطة  والتي تشير لنقطة الذات لم  تتعين وتتجلى وتظهر على اي خد (روح من الأرواح ) إلا على روحه ولا يشهد الخلق مذاق الاحدية  إلا بذوقه المقدس (في حضرته وزمن دلالته) لأنه الروح القدس .(فقد اخرج الطبري عن أبى أُمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون بينكم وبين الروم أربعة هدن، يؤم الرابعة على يد رجل من آلـ هرقل، تدوم سبع سنين. قيل: يا رسول الله من إمام الناس يومئذ؟ قال: من ولدى ابن أربعين سنة كأن وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود عليه عباءتان قطوانيتان، كأنه من رجال بني إسرائيل يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك) كنز العمال ج14 حديث رقم 38680.). الخد الأيمن الذي فيه الخال هو مصر ملتقي البحرين الذي فيه الكرسي الذي وسع العرش (النقطة السوداء أي نقطة الذات  وصاحب هذا الخد (هذا المصر) هو عيسى إبن مريم  ومعنى كرسيه هو ان روحه (خده) هو ذاته روح القدس (الروح المطهر والذوق المرتفع عن المادة وعن الأهواء فلا يقربه(يشم ريحه) مشرك ولا كافر فهو وادي الأسماء المقدسة الذي تظهر فيه نقطة الذات بذاتها(بأن تتجلى في حضرته (بتأويله وذوقه ) حقيقة لا إله إلا الله  إذ يظهر العرش( النقطة) ). قال تعالى  {فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ *وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا } (99-100) سورة يوسف. فالسجود الذي لا يصح في أي مصر من الأمصار (مهدي من المهديين ) إلأ فيها دليل انها ذات مصر ملتقى البحرين(محل العرش) حيث الخد النوراني(الكرسي) الذي تجلى الله فيه بذاته فهو من يحمل ملامح هذة النقطة(علامة الحق) أي علامة السجود . قال تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ*خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ } (43-42) سورة القلم.  وروى أبو موسى: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: «عَنْ سَاقٍ» قال: ” يكشف عن نور عظيم يخرون له سجدا   . يقول الطبراني في التفسير الكبير معنى الآية( ان يكشف ربنا عن ساقه يوم القيامة فيدعون من كانوا لا يسجدون في ذلك اليوم)  يكشف عن ساق أي عن وجه ملامحه ( يتجلى تأويل التنزيل) وتتجلى أحدية الذات (النقطة ) على الخرطوم (الكرسي) ” فيدعون من كانوا لا يسجدون في ذلك اليوم”  يدعون لبيعة صاحب الوقت  الذي يحمل الأوصاف الإلهية (علامة السجود) العلامة  الدالة للأمامة العليا والخلافة المطلقة . جاء بسفــــر إشعياء(1:27) :” في ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي العظيم الشديد لوثيان الحية الهاربة ويقتل التنين ويقول السيد الرب “: أنا الرب حارسها أسقيها في كل لحظة كي لا يوقع بها أحرسها ليلاً ونهاراً) أقول : ففي الفقرة” في ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي ” فاليوم هو نفسه يوم يكشف عن الخد الأيمن(الروح الأعظم( مذاق الأحدية)  فتتجلى علامة الذات (الخال) وسيف الرب القاسي  والمسلط على التنين( الدجال) هو عيسى إبن مريم  وهو ذاته الحربة اي الحقائق العالية والفهوم المقدسة التي تتجلى فيها النقطة (الدم) والذي يشير للشهادة ” أنا الرب حارسها أسقيها في كل لحظة كي لا يوقع بها ” اي يفيض بذاته بمادة العلم لأهل هذا المصر زمن خروج الدجال(إذ يعصمهم من(العقل المادي) وهو نفس المعنى الذي ورد بخطبة الامام علي عليه السلام ” ..” ويرجع منصوراً، مؤيداً مجبوراً فيوافي مصر وقد نقص نيلها ”  يسقيهم ويفيض عليهم بذاته (علم التوحيد).جاء بكتاب الجفر للامام علي بن أبي طالب “. مصر مدد وسند ممسوكة بيد المؤمن وتغدو للمهدي جناحه الأيمن بعدما تقوم جموع. مصر سند المهدي” فقوله ” مصر ممسوكة بيد المؤمن”   فمصر الممسوكة اي المعصومة والمحفوظة هي ذاتها  قطر الكنانة السودان .ففي التوراة ” 49: 1-13: ” أنصتي إليّ أيّتها الجزائر، وأصغوا يا شعوب الأرض البعيدة:  قد دعاني (سمّاني) الربّ وأنا ما زلت جنيناً، وذكر اسمي وأنا ما برحت في رحم أُمّي، جعل فمي كسيف قاطع، وواراني في ظل يديه، فصنع مني سهماً مسنوناً، وأخفاني في كنانته) فالكنانة لغة هو الجراب الذي يجمع فيه السهام . ويقول (البسطامي) الكنانة هي كنانة الله فهي الأرض المقدسة  وقبلة الغرب التي اخفاها الله عن الخلق) ومن ثم فقوله ( وأخفاني في كنانته) أي في العرش بواقعة وفاته ببني إسرائيل اي في النقطة ذاتها اي (ملتقى البحررين) وقوله( وجعلني سهما مسنونا) أي مهديا بدلالته الذاتية لله بوصفه الحربة(سيف الله القاسي) الذي يعاقب به الحية(إبليس)

 المهدي من بني عطية ” المسيرية”

سبق وان بينت أن شخصي سليمان ابي القاسم موسى هو ذات المسيح عيسى إبن مريم بذاتي وروحي وقد بعثني الله تعالى أماما مهديا لهذه الامة ” الأمة الاسلامية” بإحياء جديد وميلاد ثانِ أكسبني الصفة الشرعية لخلافة النبي صلى الله عليه وسلم. ويعتبر وقائع هذا الميلاد هو جوهر العقيدة وقوام هذه الدعوة فلا يٌعرف الحق تعالى وذلك على قاعدة قوله تعالى {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (16) سورة القلم) إلأ بمهدية  عيسى إبن مريم وعودته بميلاد ثاني (بالصفات) فقد جاء في الأصحاح (3/3-5) من إنجيل يوحنا ” لن يرى أحد ملكوت الله إلأ إذا ولد من جديد) ملكوت الله هو ذوق الأحدية  الذوق المقدس الذي يسع تجلياته فهو عالم لا يدرك إلا بالفناء(موت العقل)  (لن تروا ربكم حتى تموتوا ) ولذلك لا يصح لعيسى (مقام المهدي) بوصفه الحربة(الفهم) الذي يريهم به هذا الملكوت(الدم( ذوق الأحدية) إلأ بولادة ثانية بكامل بشريته وبأسم هذا الملكوت (سليمان) فيكون هو ذاته المهدي  البيتي الخارج من المغرب الأقصى من بطون القبائل العربية بغرب السودان و من بني عطية (المسيرية – الرزيقات – الحوازمة) .فقد جاء بصحيفة المجهر السياسي بعنوان ” الاجاويد يرجمون الشيطان بالاعراف الاهلية من لدن عطية وحيماد وراشد الولاد) وهذه النشرة تتناول أربع نقاط هامة وهي ان المهدي يولد في بلاد الغرب(السودان) ومن  بني عطية ( العرب المسيرية (الحُمر) وهو ذات عيسى ابن مريم بميلاده الثاني في بيت آل النبي صلى الله عليه وسلم باسم سليمان أبي القاسم موسى

الطارق على السندان في أخبار مهدي الزمان

  أورد الباحث التونسي محمد علام الدين هذه القصيدة نقلا عن مخطوطة للشاعر الاندلسي عبد الرحمن بن سنان جاء فيها:الشرح فلما كانت أبيات القصيدة فيها تقديم وتأخير فإنني سالخصها بصورة تسلسلية إنتقائية ليسهل فهم فصولها ووقائعها المتداخلة بعضها بعض ففي الفقرة

من مغرب ارض ياتيك خبره    * * * زكر ورابح جده اكــــــرره

من جزائر يعرب يكون مظهره * * *   وحكيمها اول من سيصهره

هو الامير فيها علمه سيشهره    * * * بنو نائل والزواوة ستنصره

حمراء هي في بياض زد اخضره* * *  بها رقيم رقم يراه ناصــــره

سر دائرة باقطارها يقطره         * * *  هذا علم للاولياء وجب اعبره

وروح طير ببرباها صوره       * * *  حية تاج والعنـــقاء تـــــازره

واكسير كيمياء الى من ينكره    * * *  يحيي المواتا من بعد مقبــــره

علمه لا غيره اهلا لينشره        * * *  هو الرقطاء والعنقاء فانصره

فبالكنانة يصعد درج منبره       * * *  وتسمعون كلكم عجيب اسطره

كانه حسن في الحسن ناظره      * * * او براهــم او محمد في صـغره

هذه لك يا وليا علك تذكره         * * *  ان خالفت ليك وجوه تنــكره

صحيح علم فرض لا تحجره     * * *  يؤثم قلب من بلغه فحضره

من رزق اسم امه تستصدره      * * * ادغــام جر بتاليـــه تقـــدره

هذا مرسوم كم ملاك يخفره       * * * خفى على الاسماع من غافره

مباركه زيتونة برسم ظاهره      * * *  معروفة بايــات ما انــــوره

اسم النبي ابوه يستاثره   * * *  نفى الكتاب البنوة في سوره

انس وجن تشهد لاسطره * * * والله وارضه وسماه وابحره

كفيتك علما فارمي مجفره         * * * يقين حق قد فـــك معســـره

كم مستعجل فرج قد يكفره        * * *  على الال صلي وربك اشكره

كفاك علمي فلا تنتظره  * * *  ذنب المتولي ربك لا يغفره

——————————————————————–

وعسكر عرب وبربر يهب       * * * من تاء تبسة إلى واو غرب

رباطهم دماء صهر ونسب        * * * نائل وعبيد ادريســــــها اب

زواوة وتوات كلها تجب * * * فيشع نور جزائر العـــــرب

من بني عطية امير منتجب      * * *  رفعه لرابح زكري من كتب

بصره شرارة سريع الغضب     * * *  يلين للمسكين كطفل في لعب

هذا بعض مما في تلك الكتب     * * *  وخبئ سفر من اسفار الرهب

لحسن وحسين ينتهي النسب      * * * جمع الكمال حسبا ونســــــب

هو ذو القرنين كاشف الكرب     * * *  سليل الحسنين لحقه طلـــــب

هادم التقليد مذاهب وشعب        * * *  حكمه سديد بملاك منتـــــدب

وحيه الهام من الاله الرب        * * *  كانه نبي ناسوته غلــــــــــب

يعضده جبريل واملاك تذب      * * *  وميكال ظهير بجنده يصـــب

———————————————————————-

اسمه في السماء نجمه ثقب       * * *  اقرئ ماادراك ايته تجــــــب

طارق ما ادراكفي كتاب الرب   * * * ظاهر ممنوع عن المتعصب

قليل الكلام لا عذل لا عتب       * * * منطقه زؤاما ثم قطع الرقــب

سيد الاعلام وعلمه كتب * * * في رق منشور معلوم محتسب

يامر بالاشارة يغضب للرب      * * *  طاهر الازار حربه نشـــــــب

هذا زكاة علم كان قد حجب       * * * من جفر بني نائل ميقاته وجب

من شرق جزائر رحله نصب    * * * لحسن يعود حسبا ونســــــب

وادريس فاس ان كنت تحب      * * *  وادريس زرهون للنبي سبب

من بني فطيم وعلي منتجب      * * * وخبر اليقين جماد ورجــــب

طارق الاكوان نجمه ثقب         * * * اسمه في السماء ايته تجــــب

وللروح علوما يسطر بها كتب   * * *  ومدنا يبنيها تسبح كســـــحب

عمره مستطيل بالكهف حسب    * * * فان تعش ترى في امره عجب

صنعته جن لارض لا يجذب     * * *  يرمي بصواعق نيرانها شهب

يطلع الاسرار بالصدر والقلب    * * *  ان لم تجب سؤاله هو سيجب

مريام والمسيح حبهما غلب       * * *  بقلبه تتييما للام كم يحـــــــب

يسمعك القرانا باعجب طرب     * * * يس والرحمان صوته معذب

فمغرب الارض هي ذاتها المغرب الاقصى والتخصيص لجزائر العرب اي ديار المسيرية وقوله ” من جزائر العرب يكون مظهره” هو ميلاده الثاني بهيئته العربية . ومن ثم فالمغرب هي نفسها جهة مجئ عيسى إبن مريم بالحديث النبوي ( ثم يجئ عيسى إبن مريم من قبل المغرب مصدقا بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم انما هو قيام الساعة) على ملته  أي على دين الفطرة (الاسلام) الذي يقتضي ميلاده فيهم فينسب لابوين بشريين فيكون هو ذاته المهدي الذي يحمل الوصف الإسرائيلي بهيئته الجسمانية  ولونه العربي ( مظهره من جزائر العرب) أورد القرطبي في التذكرة (باب منه في المهدي من أين يخرج …): “ورُويَّ من حديث معاوية بن أبي سفيان في حديث فيه طول، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ستفتح بعدي جزيرة تسمى بالأندلس فَتَغلَّب عليهم أهل الكفر، فيأخذون من أموالهم وأكثرَ بلدِهم ويسبون نساءهم وأولادهم ويهتكون الأستار ويخربون الديار ويرجع أكثر البلاد فيافي وقفاراً، وتنجلي أكثر الناس عن ديارهم وأموالهم فيأخذون أكثر الجزيرة ولا يبقى إلا أقلُها ويكون في المغرب الهرج والخوف ويستولي عليهم الجوع والغلاء، وتكثر الفتنة ويأكل الناس بعضهم فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المهدي القائم آخر الزمان وهو أول أشراط الساعة” أهـ. فالمهدي الإسرائيلي والذي من ولد فاطمة(بمظهره العربي) والدال للساعة بخروجه من المغرب  هو ذاته عيسى إبن مريم  علم الساعة الأول وبالجمع بين الحديثين  هذا تأكيد على إنتسابه بآل البيت بظاهر التشريع   ويلاحظ ما جاء بحديث فتنة الاحلاس الذي رواه ابو داود واحمد “عن عبد الله بن عمر قال: كنا قعوداً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل وما فتنة الأحلاس؟ قال: “هي هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلاَّ لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً حتى يصير الناس إلى فسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده” رواه أحمد وأبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد ووفقه الذهبي.

هذا الرجل الفاطمي الذي ذُكر بالوصل (رجل من أهل بيتي) ثم بالقطع (وليس مني) هو عيسى إبن مريم والشاهد هنا هو زعمه أنه من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، وفي ذات الوقت ينفي صلته به(يزعم أنه مني)  إنتسابه إليه بظاهر التشريع بهذا الميلاد وهو الزعم (الإنتساب) وهي صفة لا يتميز بها مهدي من المهديين إلا عيسى وذلك ما أبرزه بالفقرة “وليس مني ” اي ليس بضعة منه لأن عيسى ابن مريم روح الله فلا ينسب إلأ لله بالتحقيق  .قال تعالى{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ } (171) سورة النساء . اي ليس بضعة من أحد  فتعلقه بذات الحق والمعنى تجمله الفقرة في قوله” هو روح الرحمن للمسيح آب ** هو صاحب مريام أقرئوا الكتب”  فروح الرحمن هو الروح الأعظم الذي تمثل لمريم بكامل بشريته وهو ذاته النقطة التي فاضت بروحها (عيسى) ” وهو للمسيح آب” فنسبته نسبة الأب من الأبن فهو  المسيح  الحقيقي(الآب) النافخ  بالتحقيق بالروح أي الفائض بذاته بالوجود . في قوله تعالى ” {فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} (17) سورة مريم. بشرا سويا اي بذاته بكامل الصفات ( صفات الرحمن) وعلى شاكلة تمثله لمريم ببشريته  ونفخه بالروح فيها فهو يولد بكامل هذة الهيئة الذاتية(السماوية) التي إنفتقت عنها  الهيئة التمثيلية الارضية (عيسى) اي ينسلخ من ظله (روحه( وهو معنى يخرج من سجنه)  قال تعالى(إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ)وَرُوحٌ مِّنْهُ  “ وجها منه وتجلي ذاتي للروح الاعظم  (سليمان) فهو الذات(النقطة) التي فاضت بروحها (ظهرت بخدها الأيمن)  . يقول ابن عربي “.

هو يس  المفقود الذي لا أب له ولا جدود

يعود من بعد الغياب بآية تذل الرقاب وسيف مامون

وعلم مخذون نون والقلم ومايسطرون

فتتراخى له الصعاب وتزل له الصعاب وتفتح له الأبواب

بمجئ شهنار العرب القرشي نسبه وللكنانة يمشي

صائد الفكر الذكي الختم بل قل الولي حفيد الامام علي

أقول: فالمهدي البيتي الذي ليس له نسبة اصل صريح بهم ( لا أب له ولا جدود) هو عيسى إبن مريم  شخصي سليمان فإبن عربي ينفي إنتسابه لآل البيت بالتحقيق كما نفى النبي صلى الله عليه وسلم صلته به بحديث الأحلاس ( رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني)  من أهل بيتي أي من ولد الامام علي بوصفه القرشي البيتي بلونه العربي وقوله” للكنانة يمشي” يمشي أي ينسب لأصله النوراني  أي ينسب لله فهو يسري بجسده الإسرائيلي روحاً إلى الله إلى الكنانة المخفية أي (سليمان ) الذات التي لا تظهر إلأ في الخد الأيمن ( الروح القدس) فهو ذاته مصر أي الروح الذي ظهر الله فيه بذاته ” هو يس  المفقود الذي لا أب له ولا جدود ” فالسين هو الحرف الأول من أسم سليمان الذات المفقودة في الجنس والمعدومة في الوصف ” يعود من بعد الغياب ”  غيبته في الكنانة (قبلة الغرب(العرش) والآية التي يحملها في عودته الثانية مهديا بالميلاد والتي تذل الرقاب ذلك أنه يحمل (صفة الذات( صفة الآب)  والعلم المخذون في النقطة وهو ذاته خاتم سليمان اي خاتم العلم بالله(اذ اصبح اوصافه من اوصافه ونعوته من نعوته).عن أبي جعفر عن أبا عبد الله عليه السلام، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي كعب في وصف القائم عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى ركّب في صلب الحسين عليه السلام نطفة مباركة زكية طاهرة مطهرة يرضى بها كل مؤمن ممن قد أخذ الله ميثاقه في الولاية ويكفر بها كل جاحد. فهو إمام تقي نقي بار مرضي هادٍ مهدي يحكم بالعدل ويأمر به. يصدق الله عز وجل يصدقه الله …إلى قوله “.. يخرج من تهامه حين يظهر الدلائل والعلامات وله كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مهطمة ورجال مسومة، يجمع الله له من أقصى البلاد على عدة أهل بدر. فقال له أبي بن كعب: وما دلائله وعلاماته يا رسول الله؟ قال:  له علم اذا حان وقت خروجه إنتشر ذلك العلم عن نفسه وأنطقه الله عز وجل يقيم حدود الله ويحكم بحكم الله يخرج عن يمينه جبرائيل وعن يسرته ميكائيل. وسوف تذكرون ما أقول لكم ولو بعد حين. وأفوض أمري الى الله فهو المستعان على ما تصفون وإن الحمد لله رب العالمين” المصدر:  كمال الدين وتمام النعم ” ج (1)  ص 380 وكما في بحار الأنوار  ص 52.  أقول :  ففي الفقرة” ان الله تبارك وتعالى ركّب في صلب الحسين عليه السلام نطفة مباركة زكية طاهرة مطهرة” فكون الله تعالى ركبه في الاصلاب بالفعل المباشر منه هذا يعني انه نُفخ روحا منه في الارحام وهذا يدل أن هذه النطفة تخالف سنة الخلق في الانشاء والحياء أذ لأ اب له (إبن المفقود) فهو مقطوع النسب بالخلق ليؤكد أنه مخلوق كامل (جوهرا نورانيا) تمت إضافته بصورة محدثة(نزوله وإنتسابه الظاهر بآل البيت (البيت القرشي) إلا أنه ينسب للحق تعالى ( للكنانة يمشي)  وكونه ينسب للحسين هو المدخل لأمامته الأمامة التي لا تصح إلأ في قريش بالميلاد الحسي والأشارة في الفقرة” لحسن والحسين ينتهي النسب جمع الكمال حسباً ونسب” فكونه ينتهي نسبه بالحسن والحسين وليس بعلي ولا النبي صلى الله عليه وسلم  يعني أنه ليس موروثاً جينيا فهو مقطوع النسب بهما وإلا ما خص به الحسين تحديد وبوجه الخصوص أي ليس له شق آدمي ليتبين بجلاء ان هذا المهدي هو عيسى ابن مريم الذي لا أب له ولا جدود اي ليس سليل الخلق(ليس بضعة من آدم) . قال تعالى {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (59) سورة آل عمران . الآية تتحدث عن الطور الخلقي الكامل والتام لعيسى إبن مريم عند الله والمنفصل إنفصالاً تاماً عن الخلق (مريم وآدم) لتنفي أمومتها الرحمية به كما نفت أبوة آدم له(لا اب له). ” لا تذهب الأيام والليالي حتى يقوم بأمر أمتي رجل من ولد الحسين) يلاحظ أن التعريف بهذا الرجل جاء بصيغة النكرة” رجل من ولد الحسين” وهونفسه الوصف بحديث فتنة الأحلاس” رجل من أهل بيتي”  فلا مدخل ليقوم عيسى بامر الدين وخلافته للنبي صلى الله عليه وسلم إلأ أن يولد ولادة فيهم  وأما في الفقرة” وما دلائله وعلاماته يا رسول الله؟ قال:  له علم اذا حان وقت خروجه إنتشر ذلك العلم عن نفسه وأنطقه الله عز وجل ” وكون هذا المهدي هو من خُصّ  دون غيره بالعلم الذي ينطقه الله عن نفسه ويجليه في زمانه فإن المقصود بالعلم هو علم الحقائق المكتومة ” علم الساعة( علم الذات” لما كان هو شرطها والدال عليها أي دال للنقطة (الآب) الذي تمثل ببشريته وهو ذاته النقطة التي لا تتجلى وتظهر إلا بروحها ( وهو المهدي القائم آخر الزمان وهو أول أشراط الساعة) أول اشراط الساعة أي أول الدالين لوحدة الوجود (لذات الحق بذاته) فهو اول التعيينات (تعينات النقطة)  ” وهوسيد الاعلام علمه كتب في رق منشور معلوم محتسب”  سيد الاعلام هوأخص الدالين للذات الإلهية ببيانه وتفصيله لاسمائه وصفاته وذاته  وهو  العلم المنشور على الكتب( سلسلة منشوراتي)  خاتمة هذة المعرفة ولا يصح له هذا المقام(الجلوس على الكرسي) إلا أن يولد في آل البيت بلسان عربي  مبين ليبين النقطة(العرش) الذي غاب فيه أي الكنانة ويختم المعرفة باسم هذة الدلالة (خاتم سليمان) بخروجه من مغربه  حاملا حقائقه (ملامح الآب(أسمه) بالحديث النبوي ( ولا مهدي إلا عيسى إبن مريم ) لا مهدي دال للذات غيره. جاء بخطبة البيان لامير المومنين علي عليه السلا م في الوجه الأول ” فهناك تنكشف الغطاء من الحجب وتطلع الشمس من المغرب هناك ينادي مناد من السماء أظهر يا ولي الله إلى الأحياء فيظهر قائمنا المتغيب يتلألأ نوره يقدمه الروح الامين وبيده الكتاب المستبين معه مواريث النبيين والشهداء الصالحين فيبايعونه في البيت الحرام ويجمع الله له أصحاب مشورته فيتفقون على بيعته فيحول وجهه شطر المسجد الحرام ويبين للناس الامور العظام ويخبر عن الذات ويبرهن على الصفات ) ” وتطلع الشمس من المغرب  ” تظهر النقطة(العرش)  ويستوي الحق على كرسيه (خده الإيمن) أن تتجلى على الفهم المقدس ” ويخبر عن الذات ويبرهن على الصفات ” يدل للآب ويبرهن عليه بذوقه بأن تتعقل الخلق ذات الحق. قال تعالى {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ*قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ} (57-58) سورة الأنعام ” ففي الفقرتين ” مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ به” وقوله ” لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْر” فهو يفتقر لهذة العلامة (خاتم الولاية المطلقة) (اي خاتم سليمان) العلم الأسود الذي تذل له الرقاب (تسجد له الخلق). وبمناسبة الحديث أذكر واقعة حدثت لي عندما تم نقلي إلى سجن نيالا في أغسطس 1981م  فقد سألني أحد المساجين واسمه محمد مصطفى قائلا: “أنت عيسى ابن مريم روحاً أم روحاً وجسداً؟ ” فأجبته بـ(أني عيسى ابن مريم روحا وجسدا) وفي الليلة التالية قال لي الحق عزّ وجلّ (انك تحمل خاتم النبوّة وانه في الجانب الأيمن من الظهر وانه يشبه اثر الكية بالنار) ليؤكد لي اني عيسى روحاً وجسداً ثم جاءني شخص وجلس أمامي وقال لي وأشار إلى صفحة جنبي الأيمن:( هذا هو خاتم النبوّة) فنظرت فإذا بالخاتم ينبعث منه نور ساطع أظهر الخاتم بصورة واضحة تحت ثيابي، ثم تقلص النور تدريجياً حتى توارى معه الخاتم خلف الثياب) وعندما التفت إلى الشخص لأساله اهو ملك أم من الصالحين فلم أجده، ولم أكن قد لاحظت تلك العلامة من قبل وعندما أشرقت الشمس كشفت ملابسي عن موقع الخاتم فرايته لأول مرة في حياتي . وقوله “يخرج عن يمينه جبريل وميكائيل”  فالمهدي الذي تشهد له الأثآر بالتأييد القدسي (أي بالملائكة)  هو عيسى إبن مريم. ( اذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم عن نفسه وانطقه الله عن نفسه ) فالعلم الذي ينطقه الله  هو ذاته التأييد القدسي بالحقائق العالية وتعريف الحق به قبل خروجه بذات السنة التي لازمته ببني إسرائيل في قوله تعالى({إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً } (110) سورة المائدة . .فقد أخرج الداني عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المهدي هُوَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ كِنَانَةَ مِنْ رِجَالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، عَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِيَّتَانِ ، كَأَنَّ وَجْهَهُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ فِي اللَّوْنِ ، فِي خَدِّهِ الأَيْمَنِ خَالٌ أَسْوَدُ ، بَيْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ ، فَيَخْرُجُ الأَبْدَالُ مِنَ الشَّامِ وَأَشْبَاهُهُمْ ، وَيَخْرُجُ إِلَيْهِ النُّجَبَاءُ مِنْ مِصْرَ ، وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَأَشْبَاهُهُمْ حَتَّى يَأْتُوا مَكَّةَ ، فَيُبَايَعُ لَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ مُتَوَجِّهًا إِلَى الشَّامِ وَجِبْرِيلُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ ، وَمِيكَائِيلُ عَلَى سَاقَتِهِ). أقول: ” هُوَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ كِنَانَةَ مِنْ رِجَالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ  ” فالكنانة تشير للنقطة الذات أي أن  تعلقه بالذات  وهو ذاته الشمس الخارجة من مغربها(كنانتها) اي هي ذاتها النقطة التي تجلت بروحها (بالجسد الأسرائيلي) ومعنى الجسدالإسرائليي هو مذاقه الروحاني(ظله التمثيلي) الذي يسري به لله( يتعقل ذاته) فهو ذاته الكرسي(الروح القدس الذي يسع العلم بالله) أي المعراج الذي كانت تعرج به أرواح الأنبياء للكنانة(لله) فهو المشكأة التي تاخذ  الأرواح مادة العلم منه  ولذلك لا تستوي شمس المغرب (يتجلى الحق بذاته تظهرالنقطة( العرش) إلا علي حضرته .وقوله” متوجها الى الشام “والشام اشارة لمقام الفرق(الشريعة(المسجد الحرام)  أي سائرا (متشرعا) بهذا الجسد الإسرائيلي (الذي يتجلى فيه التأويل وتظهر النقطة بذاتها في عالم الظهور والكثافة)  فهو سائر به خفية بالشريعة إلى الحقيقة لدمشق(مقام الجمع( المسجد الأقصى) أي للكنانة (لنقطة الذات) منارة الشام البيضاء (المصباح) وهي الخرطوم قال تعالى:” {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (35) سورة النــور..” وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ   والنار هي نار الشريعة) سجنه و ظله التمثيلي ويراد به جسده الإسرائيلي(عيسى) بغروبه وميلاده بهئيته العنصرية ” كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ“والمشكاه هي روحه أي خده الأيمن (الوادي المقدس) الروح المطهر الذي ظهرت فيه النقطة(الخال الأسود) أي المصباح.” فِي زُجَاجَةٍ والزجاجة كأنها كوكب درئ”  والزجاجة هي روحه ( وجه) الذي يعكس ما فاض من النقطة أي المتلون بتجليات الذات(الْمِصْبَاحُ) ” يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ” فتفاض عليه من قرار النقطة ” الزيتونة”  أي ان أحديته عينية(ذاتية)حجأحديتهاتلا ” لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ” ” لا أسمائية ولا صفاتية فهو القبلة الذاتية..   .أورد المجلسي بسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “… يا جعفر ألا أبشرك، ألا أخبرك قال: بلى يارسول الله فقال: كان جبريل عندي آنفاً، فأخبرني أن الذي يدفعها إلى القائم من ذريتك، أتدري ما هو؟ قال :لا، قال: ذاك الذي وجهه كالدينار، وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار، يدخل الجبل ذليلاً، ويخرج منه عزيزاً، يكتنفه جبرئيل وميكائيل”. المصدر – بحار الأنوار – ج رقم 51.   ( يدخل الجبل ذليلأ ويخرج منه عزيزاً يكتنفه جبريل وميكائيل) . (وَجِبْرِيلُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ ، وَمِيكَائِيلُ عَلَى سَاقَتِهِ) فالتاييد يعبر عن النقلة المعنوية والعناية المبسوطة المتلازمة والمدد الرباني بالملائكة في بيان حقيقته التي لا تسعها إلأ الخرطوم وهي منارة دمشق الشرقية (المصباح) أي منارة الهدي التي تشرق بالفهم الواسع و العالي والذي لا يتجلى إلأ فيها(يتجلى عليها التوحيد) .قال تعالى ({سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (16) سورة القلم. سنظهر العرش في الكرسي إذ يتجلى التأويل (تأويل الكتاب).والفقرة ” يعضده جبريل واملاك تذب وميكال ظهر بجنده يصب”  يعضده أي يؤيده بالحقائق الربانية من وحي القرآن وهو نفسه العلم الذي ينطقه الله زمن خروجه فهو العلم المقدس الذي يقارب للعقل حقيقته التي لم يسعها ويتذوقها  سواء ببني إسرائيل أوبكهولته في هذه الأمة مهديا بالميلاد فهو المخصوص لا غير بصفة الكلام (كلام الحق) الكلام الذي يتصدرالله الدلالة عليه والتعريف بهذا المهدي  قبل خروجه . قال تعالى( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) المائدة (111). فالرسول الذي تم التعريف عليه بالوحي والكشف الرباني (العلم الذي ينطقه الله )هو ذاته المهدي عيسى إبن مريم الذي يبائع  في البيت الحرام( أي يتم التعريف عليه بالتأويل أي بفهم الولاية وذوق الأحدية (الذوق المحرم لصاحب الحدود فهو يبايع ( يشهد عليه في زمن غيبته (في النقطة) ” علمه لا غيره أهلاً لينشره هو الرقطاء والعنقاء تأذره ” لا غيره أهلاً لينشره فهو فقط من يدل عن ذاته بذاته ويبين حقيقته بوصفه شمس المغرب  التي  تفيض بالعلم  بذاتها دون ستر (دون  شريك في الدلالة)” والعنقاء تأذره”  تشير لكنة ذات الحق في علياءه .واما قوله ” وهو الرقطاء” هو (صاحب العلامات) ومن جمع الشامات(الشرائع)  أي تعددت صفاته وملامحه العربية والاسرائيلية ” وحيه إلهام من الأله الرب كأنه نبي ناسوته غلب “فالمهدي العربي الذي يتلقى مادة علمه من الله ( ملهم ربانياً) هو في الاصل نبي من أنبياء بني إسرائيل (كانه رجال بني إسرائيل) فبإكتمال التشريع وختام النبؤة لا يوجد بيتي يرث العمل بالكتاب (محدث) أي يتلقى وحيا من الله  من مقام مرتبة النبؤة إلأ أن يكون في الأصل نبي صاحب شريعة سابقة (لاهوت) والوصف لا ينطبق إلأ على عيسى ابن مريم  بميلاده الثاني في آل البيت وينسب لأبوين بشريين(الناسوت) فتغلب مهديته في الأمة بدين الاسلام على شريعته بالإنجيل(تنسخها) . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لينزلن المسيح عيسى ابن مريم أماما حكما عدلاً مقسطاً يكسر الصليب ويقتل الخنزير). فالصليب هومفهوم الرفع الكلي بهيئته المحسوسة وخلوده بها في السماء ولا يكسره (ينسخ الإنجيل) إلأ بميلاده الثاني في الأمة مهديا فيكون به قد هدم هذا الفكر(كسره) بإطاحته لهذ الإعتقاد الباطل من خلال بيانه بفهمه لهذة الحقيقة وهو معنى الأسلام لا غير أي التأويل الحرفي للكتاب(التوراة والأنجيل والقرآن والزبور) بلسان العرب الفصيح وبقرأة عيسى إبن مريم  فلا يقبل أي دين خلاف هذا الفهم وهو دين الأسلام بالتحقيق (الفهم السليم) الذي به يهلك الله  كل عقيدة فاسدة ( فهم خاطئ خلده  ببشريته في السماء) ويراد بالتأويل الخاطي  هي ذاتها النار التي مست ذاته العلية  المقدسة ( المصباح) فطمست نوره وحرفت مقاصده وسودته والمسيح هو من يمسح عنه أثآر أيدي الناس (المتأولون والمتفيقهون) بفصاحته وجامعيته للغة العرب(لغة التأويل) فهي ذاتها النور الذي يبين وجه الحق كاملا بها في ميلاده  العربي وهو دين الفطرة (الناسوت) يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المرء يولد على الفطرة فأبواه أما يهودانه او يمجسانه اوينصرانه ) على الفطرة أي على الجوهر (نورا) مسلما وعربيا قدسيا ” فأبواه أما يهودانه او يمجسانه اوينصرانه ” يألهانه ويعبدانه ويعجمانه بالطبائع العنصرية الكثيفة المظلمة التي تحجبه عن الفطرة  ( ويجئ عيسى من قبل المغرب مصدقا بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة) ملته أي على الناسوت الحق(دين الأسلام( عربيا) (وقتله للدجال هو أنه( يقضي على اي فكر دل لله بالشريعة وحدود العقل المادي سواء عند المسلمين(هدمه للكعبة) أو المسيحيون (كسره للصليب )أوعند اليهود بقتله الخنزير) ولذلك يولد بالناسوت(بشرا سويا) تجتمع عنده كلمتهم(شرائعهم) ويدل لوجه الحق باللغة العربية الفصيحة  التي تظهر على كل الأديان(الدلالت)  ( يهلك الله في زمانه كل الملل ولا يبقى إلا الأسلام)” في زمانه” أي زمن تركيبه العنصري فناسوته (مهديته) لا تنسخ نبؤته(النصرانية) إلا أن يأتي باللسان العربي (النور) أي يأتي بالتأويل الحرفي للكتاب بأن يولد في آل البيت (قرار العرب) بشرط الحديث ( لا يؤدي عني إلأ رجل من أهل بيتي) لا يقارع الدجال زمن خروجه  ويدفع عن الامة فتنته وشره إلأ بيتي وامام جامع(له أم وآب) أبن شرعي ( وهو القائم الذي يقوم من غيبته فيقتل الدجال)  ولما كان الدجال لم يسلط عليه إلا عيسى إبن مريم وعلى وقاعدة التخصيص التي تنص أنه لا ينوب عنه في أمر أمته أحد مهما علأ شانه وسما مقامه ألا أن يكون مولودا بيتياً وهنا يقع التعارض والتضارب في امامته وخلافته بصريح الحديث  ( أنا اولى الناس بعيسى ابن مريم  ليس بيني وبينه نبي إلأ أنه خليفتي في أمتي من بعدي) فتخرجه هذة القاعدة من الحكم  إن عاد بالأعتقاد الراسخ في مخيلة الأمة ولذلك لا تصح له الخلافة ولا مدخل ليقوم بامر الأمة بأن تجتمع عنده كلمتها إلأ بهذا الفهم(ميلاده فيهم)  .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة: “والذي بعثني بالحق، إن منهما (الحسن والحسين)لمهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً، وتظاهرت الفتن، وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيراً، ولا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عند ذلك من يفتح به حصون الضلالة، وقلوباً غلفاً، يهدمها هدماً، ويقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به أول الزمان، يملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً” أخرجه الطبراني في الأوسط. أقول: فمهدي هذه الامة هو النطفة المركبة في الاصلاب بإستقلاليتها عن الخلق في النشأة والمضافة لآل البيت إضافة حسية (بالشريعة ) حيث ينتهي نسبه بالحسن والحسين وهو ذات المسيح عيسى إبن مريم شخصي سليمان  بميلاد ثانٍ من جزائر العرب المسيرية . وقوله “وهو الامير فيها  علمه سيشهره”  فهو الخليفة البيتي القائم بالدين آخر الزمان . ففي حديث جابر بن سمرة ( قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . يقول: يكون أثنا عشر أمير فقال كلهم من قريش) ” لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم أثنا عشر خليفة كلهم من قريش” وفي الجزء الثالث صفحة (1452) بكتاب  باب (الناس تبع قريش) عن جابر بن سمرة  قال :” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما الخلافة إلأ في قريش وما المهدي إلأ من قريش إلأ أن له نسباً في اليمن)

أقول : هذه النصوص أبرزت حقيقة في غاية الأهمية وهي أن الدين قائم بهؤلاء القرشيين فهم خلفاء الله وأمناءه على خلقه ومن تجتمع عليهم الكلمة زمن الفتن  فالدين لا يكون عزيزا إلأ بهم وأمر الامة ظاهر إلى الساعة والساعة(تجلي الوحدة الذاتية)  بروز  بطون الحق بذاته(النور) والذي لا يدل عليه إلأ النور(التأويل الحرفي للكتاب بلسان قريش) أي ظهور المهدي القرشي الدال لهذا الفهم والذي لا يظهر إلأ بعد قتل الدجال أي تطهير القوابل(الأرض) من المفاهيم الخاطئة عن عقيدة وفاة عيسى وحسيته بإستبدالها بارض جديد(فهم سليم) وهو ذاته دين الأسلام (الفهم السليم) الذي يتجلى عليه الحق وتظهر هذة الوحدة(تقوم الساعة) أي دلالة الحق بذاته بعدما إرتفعت هذه الغيرية (مقتل الدجال) فآخر المهديين الذي يختم الله به أمر الامة  هو علم الساعة هو المسيح (تأويل الكتاب) وهو من يقتل الدجال بفهم الولاية الفهم المقدس  الدال للحق وخاتم الفهوم والهداية وبه يقفل باب القبول والعمل فهو فرد يوحى إليه من مقام مرتبة نبؤته فكما ختم الله نبؤة التشريع بنبي قرشي فالهداية أيضاً  تختم بنبي قرشي وهو القائم الثاني عشر فلا يوجد أحد من الخلفاء القرشيين الذين يرثون العمل بميراث النبؤة ليختم به أمر الامة  إلا عيسى إبن مريم( أنه لا نبي بعدي وأنه خليفتي في أمتي) ودليل ميلاده بالحديث( ما المهدي إلأ من قريش إلأ ان له نسباً في اليمن) وهنا إشارة صريحة أن عيسى ابن مريم هو ذاته المهدي الذي لا يولد إلأ فيهم بشرط حديث الخلافة الذي حدد مسبقا حصرها بآل البيت وبهؤلاء القرشيين الاثني عشر فهم من فتح الله بهم أمر الامة  وبهم يختمه . والخلاصة أن المسيح يولد لابوين بدين الفطرة أي يولد مسلماً بلسان العرب  الفصيح ولغة القرآن وبأسم سليمان أبي القاسم موسى وغير هذا  فهو باطل جملة وتفصيلا  . حدثنا الوليد بن مسلم ( يسمعون صوت ما قاله أنس ولا جان بايعوا فلان بأسمه واسم أبيه ليس من ذي ولا ذو ولكنه خليفة يماني . وقال الوليد وفي علم كعب أنه يماني قرشي) . وعن علي عليه السلام انه قال:” بعد الخسف ينادي منادي من السماء أن الحق في آل محمد في أول النهار ثم ينادي منادي في آخر النهار أن الحق في ىل عيسى وذلك نحوه من الشيطان) وعن الأمام الباقر عليه السلام قال:” الصوت في شهر رمضان في ليلة الجمعة فأسمعوا وأطيعوا وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي ليشكك الناس ويفتنهم فإذا سمعتم ذلك الصوت في رمضان فلا تشكوا أن صوت جبريل عليه السلام علامة ذلك أنه ينادي بأسم المهدي وبأسم ابيه )

الشـــــرح:فالنداء السماوي  باسم القائم هو كناية لتأيده القدسي  بالملائكة  وهو ذاته عيسى إبن مريم فكما نادت وبشرت به من قبل مولده في بعثته الأولى. في قوله تعالى {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (45) سورة آل عمران. وهي ذات الدلالة للتعريض بوقائع بني إسرائيل ليدل أن التعريف به هو ذاته (العلم الرباني الذي ينطقه الله عن نفسه) في قوله تعالى( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ) والتاييد هو ذاته النداء السماوي  قبل خروجه(تكليمه للناس) بالذوق والفهم العالي  للحقائق بالذوق الحرام( من البيت الحرام (مكة التأويل) وهو معنى صوت لم يسمعه أنس ولا جن قال تعالى{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} (34) سورة مريم. ” قَوْلَ الْحَقِّ ” أي أن الله دل عليه بذاته (بذوقه) لوقائع الميلاد الثاني بهذه الدلائل والشواهد (سلسلة منشوراتي) وهي سابقة أظهرت كثير من المفاهيم الغائبة والعقائد الباطلة من خلال إستدلالي وبياني وشرحي الذي أعجز فقهاء الامة وفلاسفتها بنصوص صريحة كانت آية ذلت لها الأعناق فلم يسبقني بها أحد من قبلي أو من بعدي. يقول حسن العدوي ( المهدي إذا ظهر يحكم بالدين الخالص عن الراي ويخالف في غالب أحكامه مذاهب جميع أهل الأرض فينقبضون لذلك ظناً منهم أن الله لا يحدث من بعد أئمتهم مجتهداً) أقول : فبإختصار فلما كان المسيح هو علم الساعة(تأويل الكتاب) اي تجلى أحدية الذات فهو معنى المهدي الذي  يهدي إلى هذة الوحدة(الشمس) الغائبة في الكثرة)العين الحمئة) بأن يمسح ويزيل كل إجتهاد عقلي  عنها فالمسيح هو  التأويل الحرفي للكتاب (التجلي الذاتي لله) بلسانه وفهمه الذي يخالف كل ما ذهبت إليه جميع أهل الأرض وهو ذاته الصوت (قول الحق ) الذي لم يسمع به أحد من قبل ” أقفالها حسبان وعلم محتجب هو من يجليه ويجيزه في الكتب** هذا ذكاة علم كان قد حجب من جفر بني نائل ميقاته وجب” فالعلم المحتجب  أي المنهي عنه والمكتوم هو علم التوحيد الدال لأسم الذات العلية وهو عين الساعة ” هو من يجليه ” فهو من يهدي الخلق لهذا العلم المنهي بالتصريح به ومن يحل لهم هذا الفهم المحرم(يستحل لهم بيت الله الحرام (فهوم الولاية المقدسة وحقائق الذات(علم الساعة)  هو شخصي المسيح عيسى إبن مريم  ” ويجيزه في الكتب” يجلي الساعة ويبين دلالاتها اومعانيها والفاظها  ويجيزها في الكتب ” ” أي في سلسلة منشوراتي ”  قال تعالى { وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ } (49-53) سورة آل عمران. ” وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ”  بعلامة الرب (خاتم سليمان) أي بالكتاب الأول (الفهم النوراني) وهو ذاته التأويل أي الفهم المستنير للكتاب باللغة العربية الفصيحة من جهة المغرب (مكة التأويل) وهي أرض العرب “وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ليستحل لهم فهوم الولاية ومذاق الأحدية (مذاق الحق ) المذاق الخاص والحرام وهي ذاتها الشجرة المنهي أكلها (شجرة الخلد(الزيتونة ) النقطة السوداء) التي لا تنبت(تتجلى) إلأ بالبقعة المباركة(الوادي المقدس( الزجاجة) فلا يشهدها إلأ بمشكأة(بروح) هذا المهدي  بجسده الإسرائيلي(معراج هذة المعرفة) وقائم التوحيد بوصفه العقل الروحاني(النور) الذي يتجلى عليه التأويل(التوحيد) { يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (35) سورة النــور. فالنار هي التأويل الخاطي الذي صرف مقاصد هذا العلم النفيس(الكنز) وطمس نورانيته ( ان الحجر الاسود نزل ابيضا كالثلج من الجنة فسودته أثام بني آدم) سودته اي بالتشويه والجهل باللغة(بالإجتهاد الخاطئ)  . وقوله ” من بني نائل ” وهم المجموعة الجهينية التي تنتمي إليها المسيرية . فقد جاء بكتاب (الزينة والازياء لقبائل غرب السودان (المسيرية) جاء بكتاب الزي و الزينة في قبائل السودان للدكتورة زينب عبد الله محمد” أن أصول البقارة تنتهي إلى جهينة اليمنية  وبعض المؤرخين يرجع أصولهم إلى عدد من القبائل اليمنية العربية ومنها تحديدا بنو نائل) أنتهي . ” شارح الفرقان والعارج بالسبب طارق السندان نجمه ثقب” شارح الفرقان  أي مبين وجه الافتراق والإختلاف في المعاني والنصوص فهو مجمع الفرقان أي الفرد الجامع الذي يكشف وجه الأختلاف ويجلي (الساعة) أي يبين الحقيقة بالتشريع” والعارج بالسبب ” أي السالك لله بالشريعة (مبين نقطة الذات) بميلاده الثاني فهو دال لله بمهديته وهو العروج بالشريعة أي القفز بالمعرفة واللغة العربية فوق العقل بعدما أبت وإستعصت أن تنزل في مفاهيم الخلق بكل أصحاب الشرائع وبمن فيهم حتى النبي صلى الله عليه وسلم(وذلك معنى صوت لم يسمعه انس ولا جن)  . ويلاحظ  في الفقرة( ينادي منادي من السماء أن الحق في آل محمد في أول النهار) فمنادي السماء(هو التاييد القدسي لعيسى بملائكته) بفهوم الولاية المرتفعة التي تخالف مفاهيم جميع مذاهب أهل الأرض للدلالة لهذا  الحق المشار إليه  الذي  يكون في آل محمد  والذي تؤيده أخبار السماء بالنصوص الشريفة وهذا الحق هو الميلاد الثاني لعيسى إبن مريم  في آل محمد وهي العقيدة الصحيحة التي تنافي خلوده بحسيته المزعومة في السماء وإنما الصواب(الحق) أن يولد في آل البيت بأسم سليمان  فلا تصح خلافة عيسى إلا أن يولد وارثا محمديا. واما في الفقرة” الحق في آل عيسى وهو صوت الشيطان ليفتن الناس ويشككهم)  والصوت الذي من الأرض هو صوت الشريعة والعقل المحدود الذي لا يرقى  لمستوى المعارف الذاتية والغيبية  ولما كان من الأرض أي جهة العناصر وعالم التصوير المادي (الإجتهاد الخاطئ)  فتشير للدعوة المضادة لأهل  التقليد  في الدفاع عن عقيدة بقاء عيسى ببشريته في السماء(عقيدة الصلب) التي تخالف الدين والفطرة السليمة وهو صوت الشيطان. وقوله ” الصوت يأتيكم أول النهار” فالوقائع تشير لحادثة إفراجي من الإعتقال الاخير بعد إعلاني عن شخصي باني أنا سليمان ابي القاسم موسى هو ذات المسيح عيسى ابن مريم  بذاتي وروحي وقد بعثني الله تعالى أماما مهديا في هذه الامة( في آل محمد) والواقعة هي نفسها تشير لهذا الفهم المستحدث في العقيدة الذي لم يسمع به أحد من قبل. وقوله ( والصوت الثاني الذي يأتي في آخر النهار  هو صوت إبليس ليفتن الناس ويشككهم) فبنهاية  ختام جلسات محاكمتي فقد أطلقت منابر الصحافة ووسائل الاعلام حملة وقفت من ورائها هيئة علماء السودان بسعيها لتشكيك الناس بدعوتي وردها بالقول أنني تراجعت عن أقوالي .بدفاعهم المستميت في نصرة عقيدة(الصلب ) أي الرفع المادي لعيسى وهي دعوة جاهلية وكفر صريح (صوت الشيطان) والحق هو أن عيسى ابن مريم ينزل من الله تعالى روحا منفوخاً في رحم إمرأة من بيت آل النبي من ذرية الحسين ومن ثم يولد مسلماً لأبوين بشريين فينادي بأسمه واسم أبيه الحسني  أي بأسم سليمان أبي القاسم موسى وهذا هو الحق بشهادة المسيح نفسه كما جاءت في إنجيل متى الأصحاح “24:23-26:فإذا قال لكم الناس: ها هو المسيح فى البرية فلا تخرجوا إليها أو ها هو فى الغرف الداخلية فلا تصدقوا، فكما أن البرق يومض فى المشرق فيضيئ فى الغرب هكذا يكون رجوع ابن الإنسان) فهو ينبه من الوقوع في هذا التلبيس وينفي مساله حسيته في السماء أي إذا جاء بكامل هيئته ونزوله بفلسطين(الغرف الداخلية) أو في البرية (الشام ) ليشير إلى ميلاده الثاني(بالناسوت ) أي بالفطرة  من المغرب( من السودان) ومن الانسان وهو والدي (أبي القاسم) ويحمل أسمه .  وكل من يعتقد بخلاف ذلك أو يذهب براي العلماء فهو شيطان ( لا تخرجوا إليه) و(لا تصدقوه) فهو تلبيس إبليس.. جاء بكتاب شرح القرآن للشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي  على الصفحة (113) في الجزء الثالث بعنوان ” كيف ينزل المسيح بنفسه” وذلك في شرحه للآيات (58و57) من سورة الزخرف في قوله تعالى {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (58-57) سورة الزخرف . يقول:” أعلم أن أتباع كل دين في الارض لا يصدقون بغير دينهم ولو أن المسيح عيسى ابن مريم جاء اليوم للنصارى لقالوا له كاذب وكذلك نحن معاشر المسلمين لو جاءنا عيسى وقال أنا المسيح أو أنا محمد لقلنا أنت مدع . ألأ ترى أن اليهود قد وُعدوا بمجيئه فلما جاءهم كذبوه والنصارى لما أرسل إليهم محمد كذبوه أيضاً وهكذا نحن معاشر المسلمين إذا جاءنا عيسى إبن مريم فإن شأن الجمهور لا يصدقونه وإنما يفعلون ما فعلته الامم السابقة مع الأنبياء. فلذلك فعندما ياتي عيسى سوف يتبعه قوم ويرفضه قوم آخرون وهذا هو الامر المؤكد الذي يكون وقوعه إذا نزل المسيح فلا ينال من النصارى واليهود والمسلمين إلأ ما ذكرته فيتبعه قوم ويخذله آخرون ويقولون انت لست الموعود به فإين ما أخبرت عنه الأحاديث فإين الهناء  وذوال التباغض والتحاسد والتنافر بين الناس وأين ثبوت المحبة في الخلق وغيره إلى ما لا يحصى من المسائل اللهم إلأ إذا حدث في عقول الناس حال غريبة فجائية أو يظهر أن الزمان المستقبلي يكون مداره علم الحقائق الباطنة لا على الظاهر فيكون الدجال هو رمز للدجل والشر وجهالة الناس والكذب والنفاق وعمى عن الحق. والمسيح إشارة لظهور الحقائق الباطنة لأن إنتشار الدين اليوم يسير بطريقة غير طريقة السيف بل بالإقناع بالحقائق فربما يكون المدار على الحقائق) إنتهي. أقول : فالامة حذت بحذو الامم السابقة من اليهود والنصارى فكان حالها هو بتكذيب كل مبعوث رباني يصدع بأمره وتناصبه العداء وهو ذات المشهد الذي صاحبني وواجهني بها جمهور العلماء أنهم جعلوا مراجعهم السلفية  الغابرة (عقيدة الرفع الكلي بالجسد العنصري ) هي عين الحق  ظناً بجهالتهم ان الله لا يبعث في هذه الامه من يحدث في العقيدة (ليبين  لهم خطأ هذا القول) . قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: أن الله يبعث في هذه الامة على راس مائة عام من يجدد لها أمر دينها) فهؤلاء المبعوثون   هم المحدثون الذين ياتون بالفهم الحديث للدين الفهم الذي تشهد به الأمة الحق في زمانها فهو من يربط العقل بالروح والعصر بلغة الوحي وبإنقطاع هذا الفهم للجهل بلغة التأويل (اللغة العربية الفصيحة) يرتفع العلم بالله وتظهر مسائل ترتفع عن شروح السلف  فيقع التعارض وإضطراب في الحقائق وإختلال في الموازين فيخروج الدجال فيهم.  ولذلك فالخلافة ما خصت إلا في قريش(أهل اللسان العربي الفصيح اللسان الذي نزل به القرآن)  فهم من يؤدون عنه أمر أمته(يقارعونه ويردونه خائبا بإستنباطهم دلالته من الكتاب ولأهميتهم كان تنصيصهم وتنصيبهم بالأمر المباشر(اي بالتعريف بهم بالكشف الألهي( بصوت السماء والتأييد الرباني)  ولما كان أخصهم هو الذي يعاصر الدجال أي تشهد الخلق أكبر سطوة مادية وتزييف للحقائق وإنقطاع تام عن الروح وغياب بمقاصد اللغة ولذلك فالتأييد الرباني الذي لازم عيسى إبن مريم  سواء ببعثته الأولى نبياً ببني إسرائيل أو الثانية في الأمة مهديا  للدلالة عليه هذا يؤكد حقيقة صادمة ومخيبة تبين وجود صدع في العقيدة (أي قصور وفهم مغلوط وجهل  باللغة سواء ببني إسرائيل أو في هذة الأمة أي جهل بمعاني الفاظ الغة بدلالتها الصريحة للحق فتكون الشريعة هي ذاتها العلة(لغة الحدود النجسة) التي لم تسع الدلالة عليه باي مبعوث وإلأ ما كان هناك تدخل بالحقائق العالية لبيان هذا الحق بذاته الذي تقاصرت عنه العقول حتى بدلالة النبؤة وخاتمها ( النبي صلى الله عليه وسلم ) ولذلك فالحق الذي لا يكون إلا في آل محمد  هو عيسى إبن مريم فهو من يرث العمل بميراث النبؤة(اللسان العربي الفصيح ليدل للساعة(التأويل) بفهم الولاية (بالنور) الذي لا يدل عليه إلأ بالنور(باللسان العربي الفصيح) فهي ذاتها اللغة المقدسة التي تسع الدلالة للحق أي أرض الله الواسعة (أرض العرب) التي يتجلى فيها وجه الحق كاملا  وهي نفسها الحجر الأسود (لولم تمسسه نارنور على نور) والنار هي التأويل الخاطي والأجتهاد الذي صرف مقاصدها ودلالتها فهي اللغة الدالة للحق بذاتها دون ستر (دون إجتهاد) قال تعالى 🙁أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء *  تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (25) سورة إبراهيم ” تُؤْتِي أُكُلَهَا كل حين”   ترتقي الكلمة فيها وتعرج من معنى إلى معنى وأكلها هو سعة طاقتها الإستيعابية  لكل زمان وعلى قدر المعرفة والمرتبة بدلالتها الفصيحة( شجرة زيتونة لا شرقية ولا غربية ) زيتونة اي أنها لغة الحق لغة الجنة وإستمدادها من معينه قال تعالى({يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ } (56) سورة العنكبوت. فأرض الله الواسعة هي ذاتها الشجرة الزيتونة(أرض العرب ( مكة التأويل) ويراد به الخليفة الأعظم بالتحقيق الفردالجامع للاسماء(السماء) والصفات(الأرض) بوصفه الكرسي الذي وسعها (تعقلها ) والمعني ذاته يشير للغة العربية الفصيحة التي وسعت العرش أي مضمون التوحيد (فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) أي يعرفوه  تحت هذة الشجرة أي بهذا اللسان الفصيح (الوسيع) الذي وسع دلالة ومضمون التوحيد (النقطة). قال تعالى ({لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (18) سورة الفتح. فالشجرة هي ذاتها فهوم الولاية باللغة العربية الفصيحة التي يتجلى فيها التأويل (يتجلى الحق فيها بذاته ).قال تعالى ({وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ} (20) سورة المؤمنون.  فالشجرة هي نفسها حقائق الولاية التي لا تنبت ألأ في الوادي المقدس (اللغة المقدسة من الحدود) لغة الكتاب (التأويل) ” وتنبت بالدهن ” بالحقائق الذاتية .” ودهنها هو زيتها(فهم الولاية ومذاق الأحدية) والآكلين هم أصحاب المائدة( فهرس علوم الحقائق) . قال تعالى {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ *  * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ *  قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (12-13-14) سورة المائدة. فمائدة السماء هي حقائقه الذاتية المطلسمة والتي آثرها في غيبه ( شجرة الخلد). ” نريد أن ناكل منها” أي أن نتذوقها بمادتها وعقلها ( عقل الذات)” لتطمئن قلوبنا” لتستقر أحوالنا ” ونكون عليها من الشاهدين ” إي من شهود حضرة الأسم الأعظم شهود شمس الذات (التأويل) ” مع الشاهدين” مع الأحياء أي  أكتبنا من شهود الملكوت (الأحدية) وهوسفر الحياة الأبدية وممن بعثوا ثانية بعد الموت بميلاد ثانٍ وبأسم جديد باسم مادة هذة الحقيقة (أسم الفطرة) التي أسمها سليمان.  جاء بسفر (دانيال 12-1)”.. ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلى ذلك الوقت وفي ذلك الوقت ينجوا من شعبك كل من يوجد أسمه مكتوب في السفر وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون هولاء إلى الحياء الأبدية وهم الفاهمون ويضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلى البر كالكوكب إلى أبد الدهور) قال تعالى{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ } (122) سورة الأنعام. فالميت الذي أحياه الله هو ذوق الأحدية (العجمي) أي الروح  الإسرائيلى  وأحياءه إذ أنطقه الله ببعثته  بميلاد ثاني مهديا ” وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا ” والنور هو التأويل باللغة العربية التي يعرج بها لله (يهدي إليه) فلم يتحقق بهذا النور(اللغة العربية) ببعثته الأولى وبلسانه العجمي  قال تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (52) سورة الشورى .” أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا” اي جعلنا لك وجها كاملاً من هذا الروح الأعظم (وهو للمسيح آب) وهذا الوجه هو عيسى أبن مريم (التأويل ) تاويل الكتاب فالنبي كان تاليا ومبينا لأعجمية عيسى بمشكأته  وكان قارئا للكتاب (بذوق عيسى إبن مريم) وبلغة الشريعة(اللغة العربية) فكانت قراته (أحديته ضلالية) لم يتجلى التوحيد في الارض( لم يهيمن الأسلام على كافة المعمورة في بعتثة) ذلك لان قرأته للكتاب قراة تنزيل لا تأويل  .ويلاحظ في الحديث (ان عيسى لم يمت وهو راجع قبل يوم القيامة) لم يمت لم يخرج من سجن الكثافة والعناصر وينسلخ من طبائع الاسماء وأثارها حتى تتقدس أرضه لأنه الأرض المقدسة(الكرسي) الذي يتجلى فيه التاويل(تظهر النقطة(العرش) ورجوعه  بالميلاد الثاني في آل البيت هو رجوعه بالآية الدالة لله (بالنور ) أي (باللغة العربية الفصيحة( مهديا) ليقرأ الكتاب بذاته لأنه صاحب الشهود الذاتي ولذلك  ما خرجت شمس المغرب من مغربها(تجلى التوحيد) إلأ بلسانه العربي الفصيح وهو ذاته الكرسي الذي تستوي عليه المعرفة (يموت الدجال( يفنى العقل) فتشهد الخلق الحق بعرشه (بتأويله)(في زمانه)  فهو من يقفز بالمفرده اللغوية وبحرفية الكلمة للمعنى الكامل(للأقصى) بجسده الاسرائلي(ذوقه الروحاني) الذي كان يعرج به خاتم النبؤة للحق ويبين (يقرأ الكتاب ) بما أخذه  وفاضت به مشكأة عيسى إبن مريم(روحه) فكانت  دلالته(شهادته) غير كاملة (صفاتية)  (فلم يتجلى التوحيد في الأرض بقرأته للكتاب(شهوده للحق)( فلم يعرف الخلق الحق بذاته(الساعة) أي لم ينزل الروح الاعظم(لم تظهر النقطة بذاتها عليه) لأنه  ليس كرسيه أي ليس بصاحب الجسد الاسرائلي (الخد الايمن) أي الروح المطهر الذي يظهر الله فيه بذاته  فهو من يبين هذا العرش (اي يزيل عن لغة الوحي (النور) اللغة العربية ما لحق بها من تحريف . قال تعالىوَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي “(هما مصادر التشريع الاثنين كتاب الله وسنة نبيه). والأكمة هو القرآن نفسه الذات النورانية المصمتة والملجمة الذي حجرت مفاهيمه وعطلت معانيه إذا تتجلى حقائقه ويقع التأويل وينطق بلسان الحال والمقال وهو الصوت الذي لم يقل به انس ولا جن فهو كلام الله بلسان عيسى كهلاً في هذه الأمة. ففي فقرة القصيدة ” يسمعك القرانا باعجب طرب      * * * يس والرحمان صوته معذب” ”  يسمعك القرآن بأعجب طرب ” أي بأفصح لسان وتبيان لحقائق الذات والصفات والأسماء . قال تعالى( لو أن  قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا } (31) سورة الرعد. والموتى هم جمهور العلماء والأبرص يراد به نصوص السنة النبوية باللغة العربية فيبرئها إذا يزيل عنها التشويه ويمسح عنها آثار أيدي الناس(المتأولون والمتفيقهون). وأما في الفقرة” اللهم إلأ إذا حدث في عقول الناس حال غريبة فجائية أو يظهر أن الزمان المستقبلي يكون مداره علم الحقائق الباطنة لا على الظاهر فيكون الدجال هو رمز للدجل والشر وجهالة الناس والكذب والنفاق وعمى عن الحق. والمسيح إشارة لظهور الحقائق الباطنة ” نعم المسيح يعني ظهور بطون الحق بالشريعة(باللسان العربي الفصيح) اللسان الذي يبين الحق بدلالة لم يدلها لسان والتي عميت عنها الابصار(( يأتي المسيح بقوم عصمهم الله من فتنة الدجال فيمسح عن وجوههم فيحدثهم بدرجاتهم في الجنة)  “يمسح” يزيل عن وجوههم عن فطرتهم التهويد والتمجيس والتنصيرحتى يردهم لحالة الصفا إذا يعيد تصحيح مسار الحقائق والتي تدور حول حقيقة هذا الميلاد الثاني الذي ينتفي به وجه الخلاف والمغالطات وتذوب مظاهر الشرك والتعددية والطائفية في الارض(الدجال) سواء عند اليهود بأسم سليمان( المسيح الحقيقي) الذي يولد ولادة طبيعية من أم وأب بنشأة لا تخالف ناموس التوراة( شريعة موسى) وهو الشرط القائم على إيمانهم به ولذلك كفروا  بمجيئه الاول ببني إسرائيل الذي ولد بالأهوت(بالحقيقة) أي من أم فقط وباسم عيسى أي ليس المسيح الحقيقي الذي يحارب الفساد و يملك البلاد والعباد  ويقيم المملكة العظيمة لله (هيكل سليمان أي يتجلى التوحيد المطلق في الأرض المقدسة ( ان يعرف الله بذاته دون شريك في الدلالة) قال تعالى{وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (159) سورة النساء.  ” إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ  ” يعرفوه بذاته قبل موته أي في بعثته الثانية بأسم سليمان عندما يولد بالناسوت ( ولادة طبيعية ويموت موتة طبيعية) أي يكون عارج بالشريعه باللغة العربية) وليس بصفاته(لأهوت(بلسانه الاعجمي)  قال النبي صلى الله عليه وسلم  ( أن عيسى لم يمت وهو راجع إليكم قبل يوم القيامة)  راجع إليكم بميلاد ثاني باللغة العربية(بالنور) الذي  يتجلى به التوحيد (تخرج الشمس من مغربها) أي يبين لهم  وجه الحق بها.  فقد أورد نعيم بن حماد في الفتن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “إنما سُمي بالمهدي لأنه يهدى الى جبل من جبال الشام يستخرج منه أسفار التوراة يحاج بها اليهود فيأسلموا علي يديه جماعة منهم“.. المصدر(الفتن- نعيم بن حماد.عقد الدرر: ص 147 ب 7). فعن نعيم بإسناده عن كعب قال: ﴿المهدي يبعث بعثا لقتال الروم، يعطى فقه عشرة يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية، فيها التوراة التي أنزل الله على موسى، والإنجيل الذي أنزل الله على عيسى، يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم﴾ ﴿العرف الوردي في أخبار المهدي ص117﴾.  أقول : فالمهدي الذي يستخرج الدلالة عليه من التوراة ويحاجج بها اليهود هو ذاته المسيح الحقيقي الذي يأتي بشرط الناموس(بشريعة موسى)إذ يولد لأبويين ولادة طبيعية وبأسم سليمان هو عيسى إبن مريم  في قوله ” فيأسلموا علي يديه جماعة منهم ” أي (ليؤمنن به) فيشهدوا الحق بقرأته وتأويله وبإستخراجه ( إستنباطه ) الدلائل والمعاني الدالة عليه من خلال مصادرهم وتعريفه باللغة العربية الفصيحة وكونهم يتركون العمل بشريعتهم ويتبعوه بالناسوت(الاسلام) أي مهديا يعني أنه يأتي بإسلام جديد  وفهم مغاير لجميع الفهوم ويختلف كل الإختلاف فهو يأتي بالوحي  في قلب العصر بطرح أممي يحتوي ويبتلع كل المذاهب فهو يأتي  بلغة الوحي (العربية الفصيحة) التي  بها يستخرج الحق الأبلج الذي لا يتعارض مع مثالية التوراة (بقرة بني إسرائيل الصفراء)  الفاقع لونها ولا شية فيها ( خالية من التحريف والتشوهات كما كانت فهو شمس المغرب التي يمسح الله بها آثام الخلق  ويمحو مظاهر التحريف في العقائد ويشهد للأنبياء بصدق دعواهم ويبرئهم مما لحق بأقوامهم. روى النعماني في كتابه الغيبة، ص 156 بسنده عن عمرو بن شمر عن جابر، قال: دخل رجل إلى أبي جعفر الباقر عليه السلام، فقال له: عافاك الله اقبض مني على هذه الخمسمائة درهم، فقال له أبو جعفر عليه السلام: خذها أنت فضعها في جيرانك من أهل الإسلام والمساكين من إخوانك المسلمين، ثم قال: إذا قام قائم أهل البيت قسم بالسوية، وعدل في الرعية، فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله، وإنما سمي المهدي مهدياً لأنه هُدي لأمر خفي، ويستخرج التوراة وسائر كتب الله عز وجل من غار، ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل القرآن بالقرآن، ويجمع إليه أموال الدنيا من بطن الأرض وظهرها، فيقول للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام، وسفكتم فيه الدماء الحرام، وركبتم فيه ما حرم الله عزَّ وجل، فيعطي شيئاً لم يعطه أحد كان قبله، ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً كما ملئت ظلماً وجوراً وشراً.

 روى أحمد عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى ـ عليهما السلام ـ فتذاكروا أمر الساعة … ألى قوله :” فردوا أمرهم إلى عيسى، فقال: أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا الله، وفيما عهد إلي ربي عز وجل أن الدجال خارج ومعي قضيبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص، قال: فيهلكه الله إذا رآني)هذا تأكيد أن القائم هو نفسه عيسى إبن مريم  فالقضيبان هما التوراة والانجيل المستخرجتا من غار إنطاكية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا الدنيا إلأ إدبارا، ولا الناس إلأ شحاً، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا مهدي إلا عيسى“. (التذكرة – القرطبي – صفحة 616).فالساعة ما إرتبطت بفرد أو علم دل عليها إلأ عيسى  قال تعالى {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} (61) سورة الزخرف.  وقال تعالى {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} (34) سورة مريم. فقول الحق هو كلامه الدال له . قال تعالى (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ } (171) سورة النساء. كلمته هو كلامه  وهو معنى المسيح أي الـاويل الحرفي للقرآن بلسان عيسى كهلاً في هذه الامة وهو ظهور بطون الذات(المسيح الحقيقي(روح الرحمن ) فالقول هو أقصى دلالة من الحق للخلق أي ان المتكلم هو عين الساعة(عين الذات(النقطة) التي لم تتعين و تتجلى إلا على هذا الكرسي الوسيع(اللسان العربي الفصيح) روي عن الأمام علي (عليه السلام أنه قال “:.. لا تسألوني عما يكون بعد هذا، فإنه عهد عهده إلي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله، أن لا أخبر به غير عترتي، هو الثاني عشر من العترة، التاسع من ولد الحسين بن علي وهو الشمس الطالعة من مغربها، يظهر عند الركن والمقام، فيُطهّر الأرض ويضع ميزان العدل). كمال الدين وتمام النعمة- للصدوق-صفحة رقم (527). فالتاسع من ولد الحسين هو عيسى ابن مريم شخصي سليمان أبي القاسم موسى الخليفة اليماني القرشي الثاني عشر الذي يختم الله به الدين(أي يدل لله دلالة لا يدلها احد بعده ) وقوله ” يطهر الارض ” أي ينزه الأرض المقدسة إذ يزيل ويمسح عن العقول الفهوم الخاطئة بكسره لعقيدة الصلب  (الرفع بالبدن العنصري( الشرك) و(وذبحه الخنزير( الكفر) اي بقتله الدجال( ياتي من قبل المغرب مصدقا بمحمد فيقتل الدجال ومن ثم قيام الساعة) قيام الساعة ( أي قيام الروح الأعظم(أي نزول الحق بذاته من العرش للكرسي) بعدما تطهرت الأرض المقدسة (لتسع فهوم الولاية)أي تسع النور(التأويل) تسع بطون الحق البطون الذي لا يظهر إلأ بعد السلام أي التسليم بهذة الرجعة بهذا الميلاد بإلغاء العقل (الإجتهادات)  أي قتل العقل المادي وهو معنى تطهيره  للأرض ” علمه لا غيره اهلاً لينشره هو الرقطاء والعنقاء تأذره” فلا تجمع الشريعة والحقيقة إلأ بعرشه الإسرائلي  فهو من يدركه بالعقليين (روحا وجسدا) لأنه صاحب السويقتين( الصفتين) الذي يستخرج (يستنبط علامة الحق من الخلق أي يدل للربوبية وسرها(كنزها) بالعبودية(بالشريعة).عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، ويسلبها حليها، ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أصيلعاً أفيدعاً يضرب عليها بمساحيه ومعوله“. وفي صحيح البخاري –بشرح الفتح. كتاب الحج صـ460) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” كأني به أسود أفحج يقلعها حجراً حجراً ”  وروى أبو داوؤد والحاكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال  ” قال اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة ”  فالحبشي هوالمهدي الأعجمي  وكنز الكعبة الذي يستخرجه(يحيه) هو غاية القصد(التأويل)  أي الفهم المقدس والذوق الروحاني(ذوق الأحدية) الذي أميت فهوالجوهر النوراني المضلول عنه  فهو يستخرج المعاني الدالة عليه بلسان العرب ( قريش ) بميلاد ثانِ في آل البيت في ذروة سنام قبائل العرب( فياتي بلسانهم وبلغة بيأنهم وبمفرداتها. ولما كان هو من يدل لذاته بذاته  ( بفهمه وذوقه) أي بجمعه للعربية بفصاحتها اللغوية والأعجمية (الروحانية) أي(السويقتين) فهو يستخرج معانيه ودلالاته من قلب مكة (من قلب الشريعة) وبلسان أهل مكة آخر الزمان ( مهد العرب وأهل الفصاحة والبلاغة( المسيرية الحمر بني عطية (أهل اليمن) بوصفه القحطاني الخارج من بطون أهل اليمن (المسيرية الحُمر) ويسوق الناس(يدلهم للحق بذاته) بعصاه(بالشريعة) أي عارج بالشريعة وهو ذاته نار اليمن التي تخرج من قعرها أي يخرج من بطون  قبائلها (عدنها) فنارها الخارجة من قرارها  هو  علمها ومهديها الدال عليها الذي يولد في قعر اليمن (العرب) ويخرج من جوفهم وقرارهم (عدنهم) أشرفهم (أولاد ريد) قال تعالى{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} (59) سورة القصص.. ” حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا ” ولما كانت مكة هي ام القرى فبعث نبيها صلى الله عليه وسلم في اشرف منازلها وافصحهم لسانا فعيسى إبن مريم يبعث في أم القرى (مكة العرب( مكة التأويل) أي معقل آل البيت آخر الزمان (أهل الفصاحة) وفي أشرف منازلهم (قرار اليمن)  .” يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ” يقارعهم الحجة والبيّنة في (مكتهم) فهم أفصح من يتحدثون العربية بلغة القرآن والبيان ”  يقول النبي صلى الله عليه وسلم :يخرج رجل من قحطان بفتح القاف وسكون الحاء يسوق الناس بعصاه وهو ابو اليمن ” أبو اليمن أي أنه أبوالعرب أي هو روح اللغة العربية الذي يخرج من جوفها فهو كنز اللغة وجوهرها .تورد الدكتورة زينب عبد الله في كتاب الزي والزينة عند قبائل البقارة بالسودان الأتي باب لهجة البقارة ما يميز لهجة البقارة من غيرها  1- سلامة مخارج الحروف 2- صحة وزن الكلمة 3- تفخيم الراء وترقيقها فيما يلزم الترقيق واهم ما يميز البقارة هي المفردة فهم يتحدثون بمفردات موغلة القدم في الفصاحة حتى الثمالة  وقل من يستخدمها  غيرهم حتى لتبدوا غريبة على غيرهم من القبائل العربية ولهجة الإستنطاء لهجة موغلة في القدم فقد صنف البعض لهجة البقارة من الإستنطاء فنجد أنه الإتجاه القديم  لبعض القبائل وهي قيس- تميم – قريش-  وكنانة –غطفان – خزاعة  وقد أورد الدكتور فضل العماري نقلا عن السيوطي  في المزهر أن الذين عنهم نقلت اللغة العربية وبهم إقتدى وعنهم أخذ اللسان العربي من بين قبائل العرب هم كنانة وبعض الطائين والبقارة هم القبيلة التي خرجت من ضيضن هذه القبائل  والملاحظ أن بلهجة البقارة كلمات نزلت في القرآن الكريم وينتشر إستخدامها في لهجة البقارة ويشيع إستخدامها بشكل ملحوظ ورغم تفرق البقارة فهي تتحتفظ ببعض السمات العربية  مثل اللهجة والثقافة والاسماء) 

ففي صحيح البخاري –بشرح الفتح. كتاب الحج صـ460) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” كأني به أسود أفحج يقلعها حجراً حجراً ”  وروى أبو داوؤد والحاكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال  ” قال اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة ذكر الحافظ ابن كثير في الفتن والملاحم عن الإمام أحمد بسنده إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، ويسلبها حليها، ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أصيلعاً أفيدعاً يضرب عليها بمساحيه ومعوله“. قال ابن حجر في فتح الباري: “عن علي رضي الله عنه قال: استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يحال بينكم وبينه، فكأني برجل من الحبشة أصيلعاً – أو قال أصمع حمش الساقين قاعد عليها وهي تهدم. رواه الفاكهاني. من هذا الوجه وقال: قائماً عليها يهدمها بمسحاته، والأصيلع من ذهب شعر مقدمة رأسه، والأصمع الكبير الأذنين، وقوله حمش الساقين بحاء مهملة وميم ساكنة ثم معجمة أي دقيق الساقين”.

  فمكة التي ينقضها  هذا الحبشي هي أرض العرب  ( اللغة العربية لغة القرآن) يبين منها الدلالة فصلا ونصاً ويستخرج منها كلام الحق بذاته  الكلام  المكنون في جوفها وقوله” يضرب عليها بمساحيه ومعوله ”  والمسحاة كمفردة لغوية تشير للمسيح الحقيقي شخصي سليمان  والممسحاة التي تجرد مكة( الشريعة ) حللها وثوبها هو ذاته تأويل الكتاب أي سلسلة منشوراتي لا غير وأما المعول الذي يهدم وثنية العقيدة هي نفسها العصا أي عصا الدابة(راية الأحدية) التي تجلوا بها وجه الحق عن الخلق وهذا سبب فرارهم منها . يقول الامام علي عليه السلام  :” .. يفلق صحابي مصر الأمر فلق الخرزة ليصدق رائد أهله ” فصحابي مصر هو ذاته  ذو السويقتين الحبشي شخصي المسيح ” يفلق الأمر ”   والأمر هو الساعة  ويفلقه اي يجليها وهي ذاتها الكعبة(دمشق) إذ يفلقها ينقضها ( يبين دلالتها بأدق فصولها)  فهو الجامع لحقائق الخلق ومن يرد الدجال اي يبين الحق بالشريعة والحقيقة وهي السمة التي يفتقرها غيره من خلفاء الامصار الأخرى  (مصر الحيرة  ومصر الشام ) ولذلك لم يرده إلا هذا المصر ببرزخيته وثنائيته الجامعه  (بمرجه البحرين(علم التوحيد(التأويل) وعلم التشريع(التنزيل(اللغة العربية)) أي رتقه حقائق السماء والأرض وإستخراجه الجوهر المضلول منهما بصورة لا يعارض ظاهرها باطنها(لايبغيان)  لا تطغى حقيقة على آخرى سواء (بالخاتم  بالحقيقة) أوبالشريعة (عصا موسى) وهوذاته الدابة التي تخرج من صدع بمكة( غياب وجهل بمقاصد الشريعة بعد ضياع دلالات الألفاظ ومعاني اللغة ) ومكة تشير لمهد آل البيت ويراد بها  جزائر العرب (ديار المسيرية) أهل اللغة العربية التي غرب في دلالتها الحق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ويكون في المغرب الهرج والخوف ويستولي عليهم الجوع والغلاء، وتكثر الفتنة ويأكل الناس بعضهم فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المهدي القائم آخر الزمان وهو أول أشراط الساعة” أه) اخرج الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي:(ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة (والذي بعثني بالحق ان منهما – يعني الحسن والحسين عليهما السلام – مهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجا ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر كبيراً،  فعند ذلك فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان يملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً) عقد الدرر للشيخ يوسف بن يحي حديث رقم 323. اقول : فجملة ” إذا صارت الدنيا هرجا ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل ” اي في زمن إنقطاع تام عن لغة الوحي وتصدع في اللغة العربية فتغيب ملامح الدجال عن الأمة وتختلط الحقائق ويظهر الجهل ” فعند ذلك يبعث الله عز وجل منهما ” يبعثة في صدع (شح في العلم) وإنقطاع عن علم الحقيقة العلم الذي يرد الدجال فيبعثه الله(يحيه) من مكة الغرب (ديار المسيرية) بالميلاد مهديا ليعيد الخلق إلى جادة الحق ” يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به أنا أول الزمان” (كما قمت به ) أي خلافة على منهاج نبؤة يعني قائمها نبياً ليختم به الدين وهو مقام قراءة  الكتاب وختم الهداية . حدثنا الوليد عن علي بن حوشب سمع مكحولاً يحدث عن علي بن أبي طالب قال يا رسول الله: المهدي منا أئمة الهدى أم من غيرنا؟. قال: “ بل منا بنا يختتم الدين كما فتح بنا، وبنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما إستنقذوا من ضـلالة الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشرك” رواه نعيم بن حماد في الفتن برقم 1096 فصل نسبة المهدي. أقول: فجملة” منا أم من غيرنا” فهوفتح باباً للتاويل وصرف المعنى على إمكانية تركيبه و أضافتة لغيرهم ويراد بهم اليهود والنصارى ففيه دليل على الإستدلال بتكرار واقعة نزوله روحاً في الارحام على شاكلة ميلاده الاول من أمة (بني إسرائيل) ليشير أن المهدي ليس من سلالته الحسية فهو فرد واحد مستقل بنشأته فلا يمت بنسبة اصل صريح إليهم فهو روح الله . فقد جاء بكتاب تنبيه الأذكياء للشيخ إبراهيم إيناس الكولخي نقلاً عن الجزء الثاني من الفتوحات المكية لابن عربي الجزء الثاني صفحة (50) ما نصه: “والختم ليس من سلالته الحسية ولكنه من سلالة أعراقه وأخلاقه صلى الله عليه وسلم“.أقول:  فالختم هو عيسى ابن مريم المهدي القرشي بوصفه القائم البيتي الثاني عشر المولود فيهم و الذي يختم الله به الدين كما فتحه بهم . وقوله”ليس من سلالته الحسية” أي لا صلة رحمية له به  وإنما من جهة(سلالة أعراقه وأخلاقه)  ويجمل الفقرة ما جاء بحديث الأحلاس في قول النبي صلى الله عليه وسلم( رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني)  من أهل بيتي أي من سلالة أعراقه (سليل الحسنين)  بميلاده الثاني (وليس مني) إذ أنني ليس بضعة من أحد لأنسب إليه في الأصل فأنا روح الله  وفي الحديث فقرة أبرزت وجه الحكمة في سؤال الامام علي بن أبي طالب( المهدي منا أئمة الهدى أم من غيرنا) فيه تأكيد على إستقلالية نسبه. ويشير إبن عربي لهذه الحقيقة من كتابه عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب الأتي نصه ” ولا ينال هذا المقام الأجسم بعد النبي المصطفى الأعظم إلا ختم الأولياء الأطول والأكرم وإن لم يكن من بيت النبي فقد شاركه في النسب العلوي فهو راجع إلي بيته الأعلى لا إلى بيته الأدنى) عنقاء 62-63. فختم الأولياء هو ذات الختم  أي عيسى إبن مريم المهدي المقطوع النسب بالنبي ببيته الأدني(البيت القرشي) وقوله ” إن لم يكن من بيت النبي” أي ليس من سلالته الحسية . إلأ أنه شاركه النسب العلوي أي من سلالة أعراقه وأخلاقه من جهة الامام علي بن أبي طاب فهو يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم  في بيته الاعلى (الكنانة) أي إلى الحق تعالى . ليدل أن المهدي الذي يولد منهم هو عيسى ابن مريم (نحن معشر الانبياء أخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وأن عيسى ليس بيني وبينه نبي إلأ أنه خليفتي في أمتي ) أمهاتهم شتى وهو الننسب بالبيت الأدنى بظاهر التشريع سواء بالبيت القرشي من ذرية فاطمة أوبالنسب الاسرائيلي بمريم بنت عمران إلأ أنه يجتمع به في أصل واحد ( وهو الحق تعالى)  وهو البيت الاعلى أي (بيت المقدس)  عن أبي عبد الله عليه السلام فيما رواه عنه أبي بصير أنه قال: “ان الله أوحى إلى عمران اني واهب لك ذكراً سوياً مباركاً يبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى بإذن الله وجاعله رسولاً إلى بني إسرائيل فحدّث عمران إمرأته حنة وهي والدة مريم فلما حملت بها كان عند نفسها أن يكون غلام فلما وضعتها قال أني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى. أي لا تكون البنت رسولاً بقول الله عزّ وجلّ. {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ { فلما وهب الله لمريم عيسى كان الذي به عمران ووعده إياه فإذا قلنا في الرجل منا شيئاً فكان في ولده أو ولد ولده” المصدر: بحار الأنوار ج (52) – 120 ” الكافي ص35.. وهنا أيضا يعرض الامام عبد الله بعيسى إبن مريم ليشير إلى تكرار واقعة الميلاد الثاني . وجملة”  فإذا قلنا في الرجل منا شيئاً فكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك”  والرجل منهم هو الحسين بن علي (عليهما السلام)  فمن ولده أو ولد  ولده  أي من  صلبه يولد ذات عيسى ابن مريم غلام بني إسرائيل الذي كان يحى الموتى فكما نزل  من قبل روحا منفوخا من الله تعالى في رحم أمرأة من آل عمران(مريم)  فبذات السنة الإلهية التي لا تبديل ولا تحويل فيها فهو ينزل من الله روحا منفوخا ( يركب تركيباً في صلب ولد من ولد الحسين) أي في رحم أمرأة من آل محمد والرجل منهم هو والدي بظاهر التشريع (أبي القاسم موسى) ويلاحظ في الفقرة ”  بل منا بنا يختتم الدين كما فتح بنا، وبنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما إستنقذوا من ضـلالة الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشرك ” فالوصف رسم ملامح هذا الفاطمي.

أولا: هو من آل البيت

وثانيا: يختم الله به الدين

 وثالثاً : أنه يستنقذ  آخر الامة من فتنة الضلالة كما استنقذوا من فتنة الشرك  في اول الزمان  في صدر البعثة الاولى (أول الأمة) ليدل أن هذا المهدي هو عيسى شخصي المسيح.  والوقائع يجملهاالحديث التالي :”خير هذه الأمة أولها وآخرها أولها فيهم رسول الله وآخرها فيها عيسى إبن  مريم” وآخرها هي الخلافة على منهاج النبوة أن قائمها نبي لتقابل خلافة النبي صلى الله عليه وسلم في صدر الأسلام فهو من إستنقذ الامة من فتنة الشرك وآخرها هي خلافة  عيسى إبن مريم الذي يستنقذهم من فتنة الضلالة  أي (فتنة الدجال) وهي فتنة الدجال الامريكي .  ” مدمر الامارك وروم الصخب ** ومبيد الفرس وترك العرب) . أقول: فالقوميات الأربعة تمثل المكون الاثني لشعوب العالم اليوم ولما كان الدجال في معناه الشمولي يرمز للطغيان والجور فإن(الامارك) الولايات المتحدة  الأمريكية التي نصبت نفسها آلهة للشعوب تجسد هذه المعاني بهرمها السلطوي في شخص قيادتها (الدجال الأعور بذاته) الذي يمثل رأس الفتنة ومهد الفساد والشر في الأرض. وقوله ” روم الصخب” هي اوروبا السياسية معقل (النصرانية واليهودية)  . ” ومبيد الفرس” هي بلاد فارس وأيران ومن شايعهم من أصحاب المذهب الشيعي . ” وترك العرب ” هم عرب  الجزيرة أي المذهب السني. هذه الحقائق تبين أن المهدي الذي يخالف جميع مذاهب أهل الأرض الذي يكسر الصليب ( يطيح بالنصرانية ) ويقتل الخنزير( اليهودية ) في معاقلهم (الروم (أروبا الغربية) ومدمر الأمارك( الدجال)  هو عيسى ابن مريم شخصي سليمان أبي القاسم المهدي البيتي الخارج من المغرب الاقصى بطائفة أهل المغرب السودان رعاة الابل والوقائع لها شاهد من السنة فعن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: سألت نافع بن عتبة بن أبي وقاص قلت: حدثني هل سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يذكر الدجال؟ فقال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده طائفة من أهل المغرب أتوه يسلموا عليه وعليهم الصوف فلما دنوت منه سمعته يقول: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم ثم تغزون فارس فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الروم فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الدجال فيفتحها الله عليكم” رواه ابن حبان ج8 حديث رقم(6637). ” تغزون الروم” وهي اوروبا النصرانية المتهودة (روم الصخب) وذلك معنى” يكسر الصليب ويقتل الخنزير”  وتغزون الدجال”  اي مدمر الامارك ” ومن ثم فالمهدي الفاطمي الذي يخرج من جزائر العرب( المسيرية) هو ذاته المسيح عيسى إبن مريم  شخصي الذي يقتل الدجال ” ويجئ عيسى ممن قبل المغرب مصدقاً بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعةعن المفضل قال: قال الصادق عليه السلام. ان الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نوراً قبل الخلق بأربعة عشر ألف عام. فهي أرواحنا فقيل له: يابن رسول الله ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم” المصدر: بحار الأنوار (ج 51 – ص 145).. وعن الامام ذين العابدين (عليه السلام) قال : ان الله تعالى أعطانا الحلم والشجاعة والسخاوة والمحبة في قلوب المؤمنين ومنا رسول الله ووصيه سيد الشهداء وجعفر الطيار في الجنة وسبطا هذه الامة والمهدي الذي يقتل الدجال) المصدر(بحار الأنوار (ج 51 – ص 145).) أقول: هذين الاثرين هما أكبر حجة على أهل المذهب الشيعي في شخص قائم آل البيت الغائب وبحديث الأمام أبي عبد الله (عليه السلام) وتحديدا في جملة ”  آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ”  فالقائم الذي يقوم من بعد موته هو عيسى إبن مريم  (قائم الأحدية) أي الفهم النوراني الذي أميت وتوفاه الله  إليه من قبل  وقيامه هي الرجعة بعد الموت أي رجعة هذا العلم الدال لكنة ذات الحق  .فقد  روى ابن جرير (جامع البيان 6/420) عند تفسير الآية الأولى قال: حدثني يونس أخبرنا ابن وهب قال سمعته- يعني ابن زيد- يقول في قوله تعالى: “وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ” (46) سورة آل عمران, قال: قد كلمهم عيسى في المهد وسيكلمهم إذا قتل الدجال وهو يومئذ كهل.وقال ابن جرير (جامع البيان 6/457) أيضاً: حدثني يونس، أخبرنا ابن دهب، قال: قال ابن زيد في قوله تعالى: “إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ” (55) سورة آل عمران. قال: متوفيك قابضك، قال: متوفيك ورافعك واحد، قال: ولم يمت بعد حتى يقتل الدجال وسيموت وتلا قول الله عز وجل: “وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ” (46) سورة آل عمران، قال: رفعه الله قبل أن يكون كهلاً، قال: وينزل كهلاً.) ومن ثم  رجوعه ليقتل الدجال هي ذاتها الرجعة بالميلاد الثاني بأن يننفخ من الله روحا في هذة الأمة وينزل في رحم أمرأة من آل البيت النبوي على شاكلة ميلاده الاول ببني اسرائيل إلأ أنه يولد ولادة طبيعية(ينسب لأب وأم) اي يولد بالفطرة (بالشريعة) ليدل للحق بها (بلسان العرب) بالحديث المشهور( أن عيسى لم يمت وهو راجع قبل يوم القيام) لم يمت في الأصل لأنه جاء بروحانية (لأهوت) والموت للبدن لا لروح فيرجع ليشهد على الحق بذاته اي يموت بالناسوت (يموت بدين لفطرة). فقد  أخرج ابن عساكر عن أنس قال: “كنت أطوف مع الرسول صلى الله عليه وسلم حول الكعبة إذ رأيته صافح شيئا لا نراه قلنا يا رسول الله :رأيناك صافحت شيئا لا نراه؟ قال: ذاك أخي عيسى ابن مريم انتظرته حتى قضى طوافه فسلمت عليه”  فقول أنس ” إذ رأيته صافح شيئا لا نراه ” لم يدركه أنس بعيني راسه لأنه  كان  روحا مجردا من الأوصاف  وليرجع ويموت ألأ أن ينزل روحا في الأرحام  ويولد مرة ثانية ولادة طبيعة بالناسوت ببدن عنصري يحمل الخصائص البشرية الكاملة(خصائص الخلافة أي يحمل اللسان العربي) ليدل لله به دلالة ذاتية تبين حقيقته التي تقتل الدجال فهو يمر بكل أطوار الخلق ( أن يكتهل ويتزوج ويدركه الموت) والفقرة “آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم “بعد غيبته ” وهي رجعة عيسى مهديا بالميلاد وخروجه من قبل المغرب ” ويجئ عيسى من قبل المغرب مصدقا بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال”  اي يأتي بلسان العرب الفصيح (لسان أهل مكة آخر الزمان ( المسيرية )اللسان القرشي الذي يبين به الدلالة عليه من الشريعة والسنة النبوية ولسانه  هو ذاته حربته التي يريهم فيها دمه (اي يبينه بصفاته وذاته ) وبيانه هو معنى قتله للدجال  أي قتله بالحقائق الدالة لله بكلامه كهلا في الامة  بوصفه الشمس الطالعة من مغربها التي تجلي بالفصاحة العربية التأويل الحرفي والنصي للكتاب بقرأ تأويل.  جاء بخطبة البيان لامير المومنين علي عليه السلا م في الوجه الأول ” فهناك تنكشف الغطاء من الحجب وتطلع الشمس من المغرب هناك ينادي مناد من السماء أظهر يا ولي الله إلى الأحياء فيظهر قائمنا المتغيب يتلألأ نوره يقدمه الروح الامين وبيده الكتاب المستبين معه مواريث النبيين والشهداء الصالحين فيبايعونه في البيت الحرام ويجمع الله له أصحاب مشورته فيتفقون على بيعته فيحول وجهه شطر المسجد الحرام ويبين للناس الامور العظام ويخبر عن الذات ويبرهن على الصفات )  ” مواريث الانبياء (عصا موسى وخاتم سليمان) ويخبر عن الذات أي يبين النقطة ويظهرها في عالم الكثافة ( الخرطوم ) قال تعالى ” {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (16) سورة القلم سنبين نقطة الذات (دمه) صفاته لصاحب الجسد الاسرائيلي  فهو الكرسي (الفهم المقدس الذي يتجلى فيه الحق بذاته وهو ذاته مسمى الخرطوم الذي يهلك الله في زمانه كل الملل(اليهودية والنصرانية ما سوى هذا الفهم والذوق العالي الذي به تتوحد الكلمة(يتجلى التوحيد) ويرتفع التعارض في دلالة الشريعة  ويزول الإنقسام والتشرزم الطائفي (سنة وشيعة) وهذه الوقائع لا تتجلى إلأ على قدم نبي ووارث بيتي مولود فيهم ولادة حسية  عن أبي سعيد الخراساني قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: المهدي والقائم واحد؟ فقال: نعم. فقلت لأي شيئ سُمي المهدي؟ قال: لأنه يهدي الي أمر خفي وسُمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت أنه يقوم بأمر عظيم أنه يقوم بأمر الله” بحار الأنوار ـ 6 ـ 51. وأخرج عبد الرازق في مسنده عن معمر عن مطر الوراق عمن حدثه عن كعب قال:”إنما سُمي المهدي لأنه يهدي لأمر خفي ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية “.المصدر: عبد  الرازق الجزء 11 صفحة 372. اقول : فجملة ” لأنه يهدي الي أمر خفي ” فالامر الخفي الذي يهدي إليه هذا البيتي هو كنز الكعبة اي يهدي لجوهر اللغة العربية(التأويل) أي يبين عن الذوات بشخوصها بالشريعة (يبرهن على الصفات) وهذة سمة تفرد بها دون غيره من المهديين  لانه يهدي إلى الاسم الدال للذات العلية (الساعة) وهو الامر المضلول عنه .  وقوله ” لماذا سمي بالقائم ؟ لانه يقوم بعدما يموت ” يقوم أي يدل لله بالتوحيد(بالتأويل) والذي لا يُعرف إلا باللسان العربي الفصيح فرجعته هي للدلالة لله بهذا اللسان وليرد دعوة الألوهية عن قومه في هذة الرجعة (فلم تمت أي لم تتطهر أرضه  ) بشهادته بلسانه الاعجمي وعودته وبعثته باللغة المقدسة بوصفها النور(الحربة) التي تقتل الدجال(ترد دعوة البوبية) بإحياء جديد وبعث ثان فهو  الامر الذي لا يبينه إلأ هو وحده أي وحده لا شريك له في الدلالة .وقوله ” يقوم بامر عظيم يقوم بامر الله”  وهي قيامة عيسى من الأموات والظهور بالصفة (بالتأويل ) بلسان العرب الوسيع  لأوصافة ولذاته ولأفعاله لجامعية لغته .قال تعالى{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (122) سورة الأنعام .فالميت والذي أحياه الله هو عيسى إبن مريم  وهي ذاتها الرجعة لشخص القائم ببعث جديد وميلاد ثان يحمل النور (التأويل ) بلغة العرب .ففي جواهر المعاني سئل الشيخ أحمد التجاني رضي الله عن معنى قولهم ” معرفة الولي أصعب من معرفة الله”. فأجاب بقوله: “أما قول السائل: معرفة الولي اصعب من معرفة الله. فقد بيّن هذا القول المرسي أبا العباس رضي الله عنه في قوله: “لو كُشف عن حقيقة الولي لعُبِد لأن أوصافه من أوصاف إلهه ونعوته من نعوته ومعنى الولي هاهنا هو الإنسان الكامل وهو الخليفة الأعظم وهذا معنى قوله تعالى:{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} (122) سورة الأنعام. وحقيقة الولي أنه يسلب جميع الصفات البشرية ويتجلى بالأخلاق الإلهية ظاهراً وباطناً”. أقول:  فكون المرسي ابا العباس يستشهد بالآية (122) من سورة  الأنعام تحديداً وتخصيصها لهذا القائم الذي يبعثه الله من بعد موته إنما هو برهان على الميلاد الثاني لعيسى ابن مريم  عربيا فصيحا بوصفه الكنز (كرسي التأويل) الذي يبين ما أختلفت عليه الأمة. بما اشار اليه باللفظ الصريح “وهذا معنى قوله” ويعني معنى الآية التي يتناول شرحه لها عن (الصفات ) أي صفاته الإلهية(العلم بذات الحق) بعد موته وهو الكمال الأعظم لأنه أكمل مراتب الدين (ومنتهى التحقيق بالشريعة والحقيقة(السويقتين) بإن يكون “أوصافه من أوصاف إلهه ونعوته من نعوته”.  تحقق بسره أي بإسمه ووصفه بعد موته وهذا سر تسميته بمسمى المهدي الذي يهدي إلى الله تعالى وحده لا شريك له وذلك لا يكون إلأ بشرط واحد لا غير إلأمن بعد موته (أن يوتي العلم به (التـاويل) بفصاحة اللغة العربية وبلسان قريش ببعث جديد (لن يرى  أحد ملكوت الله إلأ من ولد مرة ثانية) . واما في الفقرة ” لو كُشف عن حقيقة الولي لعُبِد ”  فالولي هوذو السويقتين  أي صاحب الصفتين بأوصافه الألهية البشرية ) التي لا تكشف إلأ بالخرطوم  ( محل كرسي صاحب الوقت) أي عرش الصفات(هيكل سليمان ) روى أبو موسى: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: «عَنْ سَاقٍ» قال: ” يكشف عن نور عظيم يخرون له سجدا   أورد البخاري عن أبي سعيد الخدري .قال : سمعت رسول الله يقول في قوله تعالى( يوم يكشف عن ساق” فقال: وهو يوم يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء فيذهب ليسجد فيعود ظهره ضيقا” يقول الطبراني في التفسير الكبير معنى الآية( ان يكشف ربنا عن ساقه يوم القيامة فيدعون من كانوا لا يسجدون في ذلك اليوم) فالساق التي تكشف يوم القيامة هي ذاتها ساق ذو السويقتين(صاحب الملامح والأوصاف الإلهية) أي متجليا بالصفة الذاتية بتأويله الكتاب بالفصاحة العربية  أي بظهور سرالربوبية في أرض العبودية (ملتقى البحرين( بالشريعة ) وهو النور العظيم (شمس المغرب قبلة التحقيق ) وطلوع الشمس بذاتها هودلالة الحق بذاته أي كشفه لحجاب ذاته العلية المقدسة وذلك يوم لا ينفع إيمان نفس لم تكن آمنت من قبل (لم تسجد من قبل) لأن بطلوعها تهدم مكة وإرتفعت خيارات الإيمان من الشريعة إلى الحقيقة (بيت المقدس) بفهوم الولاية والأذواق العالية التي لا طاقة بالسجود فيها (فهمها وتذوقها) عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . يقول: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها . فإذا طلعت الشمس من المغرب آمن الناس كلهم وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خير)الطبري.  فقوله ”  لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها” أي لا تنتهي الحجة والسجال بين الحق والباطل حتى تخرج الشمس من مغربها أي أن يظهر الحق تعالى بذاته (يكشف عن ساقه( يتجلى التأويل) فهو الجوهر المضلول عنه .” فإذا طلعت الشمس من المغرب آمن الناس كلهم” ظهر التأويل بظهور الله . ففي بخاري ومسلم . عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “:إن الله سبحانه وتعالى. يتجلى لعباده المؤمنين في صورة ينكرونها، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: لست ربنا، ثم يتجلى لهم في أحسن صورة فيعرفونه فيكشف عن ساقه فيخرون له سجداحديث صحيح ثابت في الصحيح وفي رواية  “يأتيهم الله (تبارك وتعالى) في صورة غير صورته التي يعرفون) (متفق عليه). فالصورة المنكورة هو  ذاته العرش المنكور الذي لم تهتدي إليه الخلق أي أنه جاءهم بكامل بشريته وذات الهيئة التي تمثل بها لمريم وفاض بروحه(عيسى ) أي جاءهم بصورة الرحمن ({قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا} (18) سورة مريم. فإستعاذت به أي أنها نكرت ذاته (الفطرة) غير محجوب بصفاته ( بشريعة) لان الذات معدومة في الجنس وغير معينة بوصف. ” ثم يتجلى لهم في أحسن صورة فيعرفونه فيكشف عن ساقه فيخرون له سجدا ” يتجلى على هذة الأمة بالصفات بالتأويل (صورة يوسف) قال تعالى (قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ (89قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ) فيكشف عن خده(التاويل) فيظهر العرش(النقطة) فيسجدون له (يعرفوه )  في قوله تعالى (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)  فالغلام الذكي هو ذاته التأويل أي الفهم الذكي والذوق المقدس الذي لم يمسسه بشر(لم يتذوقه) وبه يعرفوه وهو الكرسي الذي يسع النقطة ومن ثم  ففي الفقرة ” فإذا طلعت الشمس من المغرب آمن الناس كلهم وذلك حين لأينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خير” سجدوا في ذلك اليوم أي بعد خروج الشمس بذاتها أي آمنوا بتأويله وهو يوم لا ينفع نفس إيمانها (لا ينفع نفس (حياة ) لنفس لم تمت( لم تؤمن) بالشريعة أن شخصي سليمان هو ذات عيسى إبن مريم ” وكانوا يدعون للسجود وهم سالمون” اي بالشريعة وللوقوف على هذة الدعوة وخروج الشمس هو معنى رفع علامة السجود(هدم مكة) أي رفع سقف الأيمان من (التشريع) إلى الحقائق العالية من المسجد الحرام بالتحقيق (اي بالفهم والذوق العالي ( ويحول وجهه للبيت الحرام ويخبر عن الأمور العظام ويبرهن على الصفات) ” يحول وجهه للمسجد الحرام” أي  أن مصدر العلم هو الروح الأعظم بذاته قائم الأحدية والذي لا يعرف إلا بعيسى  (بالغلام الذكي(النفس الذكية)والتي بخروجها (موتها) ( تكون إنعدمت الصلة وتهاوى الرابط بين الحق والخلق (إنهدام مكة ) إنسلاخه عن طابعه العيسوي فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يزداد الامر إلا شدة ولا الدنيا إلا ادباراً ولا الناس إلا شحاً ولا تقوم الساعه إلا على شرار الناس ولا مهدي إلا عيسى بن مريم” حديث صحيح عند ابن كثير كما جاء في كتابه النهاية في الفتن والملاحم. ” ولا تقوم الساعه ” لا تقوم البينة الكبرى والحجة الظاهرة (دلالة الحق بذاته( يتجلى التوحيد وتهدم مكة)إلأ في رؤوس أشرار أهلها  الذين رهنوا الحق  في حدود العقل فكلما كانت  البينة أظهر كلما تقلص نسبة القبول وكلما تمادت الامة في تكذيبها كلما إرتفعت الخيارات التي تعلوا سقفهم .قوله تعالى ({خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ } (43) سورة القلم. يدعون لهذة الصورة الرحمانية البشرية التي دلت عليه (مكة) سلسلة منشوراتي قال تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ} (158) سورة الأنعام   والآية التي لا ينفع نفساً إيمانها (لا ينفعها السجود في ذلك اليوم) هويوم الفلق ( يوم يفلق  الصحابي الأمر فلق الخرزة )اي يكشف عن ساقه.قال تعالى (ومانُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (48) سورة الزخرف.” “ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا ”  فالآية الصغرى هي ذاتها دلالة الشريعة والبرهان العقلي في بيان هذا الميلاد من خلال نصوص الشريعة وأما الآية التي أكبر من أختها هي الدابة (ظهور بطون الحق بذاته ليدل لهذا الميلاد) بذوقه الذي لا يسع الخلق فهمه ولذلك لا يقبل عمل ولا فعل لأنها لا تقوم إلأ على جهالة الناس .ففي صحيح مسلم بشرح النووي حديث رقم (1924) عن عبدالله عمرو بن العاص قال  لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم فبينما هم على ذلك أقبل عقبة بن عامر فقال له مسلمة يا عقبة اسمع ما يقول عبد الله فقال عقبة هو أعلم وأما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك فقال عبد الله أجل ثم يبعث الله ريحا كريح المسك مسها مس الحرير فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة “. فقوله ” هم شر من أهل الجاهليه”  والجاهلية هي جاهلية الامة  في صدر الاسلام (فتنة الشرك التي إستنقذوا منها)والواقعة يجملها  الحديث الذي رواه الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله صلى الله عليه وآله من جهال الجاهلية، قلت: وكيف ذاك؟ قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به، ثم قال أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقَرّ.” إثبات الهداة:(544/3) وعنه البحار(52/362.)  أقول : فقوله ” إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله صلى الله عليه وآله من جهال الجاهلية ” فكونه يلأقي أشد مما لاقاه النبي صلى الله عليه وسلم من جهالة الجاهلية الاولى في صدر الاسلام  ذلك لأنه لم يكن هناك مصدر تشريع منزل ورغم ذلك فهم خير من أهل الجاهلية الثانية (اشرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة (يتجلى عليهم التأويل ببروز الحق بذاته تخرج الشمس عليهم دون حجاب(ستر)  ورد بالحديث (أشقى الناس من أدركته الساعة وهو حي) (أن تتجلى أحدية الذات وتكون في نفسه غيرية (لم يمت) ” وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به  ”  يتأولون عليه كتاب الله وهو وجه الشر المطلق الذي فاق الجاهلية الاولى لأنهم جمعوا كل أسباب المعرفة والعلم التحصيلي فنكروا الحق لما جاءهم بذاته  وهذا يدل ان المهدي الذي يخالف جميع مذاهب أهل الارض هو المسيح عيسى إبن مريم القائم البيتي الذي يقوم بالدين  ( قيامته آخر الزمان بعد غيبته أي بعثته من بعد موته فيقتل الدجال  أي ( يسنقذهم من فتنته) فتنة الضلالة والكفر التي أعمت البصائر” هادم التقليد مذاهب وشعب* حكمه شديد بملاك منتدب “

وهو ذو القرنين كاشف الكربأقول :فذو القرنين  يشير لقرن نبؤته ببني إسرائيل وقرن مهديته في الأمة الأسلامية (البيت القرشي)  ولما كان ذو القرنين هو الذي إرتبط بشمس المغرب في سورة الكهف في قوله تعالى:{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} (86) سورة الكهف. بلغ مغرب الشمس أي بلغ  المعرفة (الشمس اليقينية) أي مقام الروح الرباني (سليمان)  فشمس المغرب هوالمهدي(التأويل الحرفي للكتاب(النور)والدال لله والغارب(الميت) في الشريعة (اللغة العربية) {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا} (90) سورة الكهف .دون سترا أي  بذاته بحقيقته(مهدياً) وبكامل بشريته غير محجوب بصفاته بالشريعة (نبؤة) وهو ميلاده الثاني بإحياء جديد  وبأسم جديد وقوله (كاشف الكرب ) فهو وحده من يهدم هذه الجدر التي ضرب عليها بحجاب الكتم( يبرهن على الصفات ) يقول أبن عربي في فصل (لؤلؤة التحام اليواقيت وانتظام المواقيت) بعنقاء مغرب :” فكان ياقوتة حمراء ، تجوّفت لها ياقوتة صفراء ، فأودعها سبحانه فيها وختم عليها بخاتم “إن الساعة آتية أكادُ أخفيها” فاختلت الياقوتتان في الظلمات لتعاين الصفراء ما غاب عنها من الآيات)إنتهى.

 أقول : فالياقوتة الحمراء هي ياقوتة الحقية أي العين الحمئة (الروح الأعظم) الذي تمثل ببشريته وهي ذاتها النقطة السوداء التي بطنت(تجوفت) فيها العبوديةأي الشريعة( عيسى إبن مريم) ” الياقوتة صفراء” فهو تجلى من عمائه (تمثل ببشريته) بالحمراء ومن ثم فاض بالصفراء(بالشريعة)(النقطة البيضاء) ” حمراء هي في بياض زد اخضره* * *   بها رقيم رقم يراه ناصــــره ”  وقوله ” فاختلت الياقوتتان في الظلمات لتعاين الصفراء ما غاب عنها من الآيات ”  فلما كانت الصفراء هي ياقوته الخلقية ( عيسى إبن مريم) فهو مرآة هذا البطون الاسود ولذلك غاب فيها (في العرش) أي في الحمراء ليقف على دعوة الإلوهية في شهادة قومه (ما غاب عنه من الآيات (صفات  الحمراء(سليمان) في قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ } (116) سورة المائدة  .وقوله “فأودعها سبحانه فيها وختم عليها بخاتم : “إن الساعة آتية أكادُ أخفيها  ” فاودع الحمراء(العين الحمئة) في جوف الصفراء(الشمس) وختم عليها  أي على الحمراء(الكتاب) خاتما للخلافة بأسم سليمان ” فالصفراء التي غابت في الظلمات (في الدنيا) أي في مقام النفس (جهة اليمن ). قال تعالى {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} (20-22) سورة النمل أقول :  فالصفراء إشارة  للهدهد (عيسى إبن مريم) ياقوته العبدية(الخلقية) التي تجوفت من الحمراء أي فاضت بها الذات الإلهية” فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ” اي غاب في الظلمات (الطبائع)  فجاء بالحقائق منه بعلاماته(صفاته) والنبأ اليقين هو النار التي تخرج من فم الهدهد فهي نار قعر عدن (الحقائق الذاتية) التي تسوق الناس(تهديهم للحق) بالشريعة أي  لياقوته الحقية الحمراء(للأسم الأعظم )  وغيبته في الظلمات بواقعة وفاته ليعاين ما غاب عن شهادته (للوقوف على دعوة الألوهية والربوبية التي برزت في عدن ) وذلك في قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} (116) سورة المائدة. و ليعلم ما غاب عنه من الأيآت وهي (صفات الحق(كلامه) الذي كان سبب لظهور الألوهية والربوبية في شهادة قومه فرفع  ليعاين أي يذوق بمذاقهم في زمن تركيبه العنصري  وليطهر شهادتهم ليدل لله بالشريعة فترتفع هذة الدعوة الباطلة(دعوة الشرك والكفر) .يقول إبن عربي في عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب ” إذا دنا الاجل وإقترب طلع هادياً من حيث غرب وهذا هو شمس التوجيه ومقام التنزيه باقواله يزول الإشراك وتنحل عقدة الاشتراك” عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب.  فقوله ” دنا الأجل ” أجل إنتهاء الغيبة في الظلمات طيلة فترة معاينته وتحققه بما غاب عنه من الصفات  “طلع هادياً من حيث غرب” هاديا ودالاً لهذة الصفات  أي أنسلاخه من ياقوتة الخلقية (الصفراء(نفسه) التي غرب فيها أي طوى حقائق النفس وأصبح عالما بمداخلها ولذلك يقارع الدجال ” وبأقواله تزول عقدة الأشراك” أي بكلامه في بعثته الثانية كهلاً  بميلاده مهدياً فهو من يزيل مظاهر الشرك والتعددية(يقتل الدجال) لأنه شمس التوجيه ومقام التنزيه فبكلامه يجلي الحقائق  ويراد بها سلسلة منشوراتي التي تبين أسباب الأختلاف (الاشراك) بين الشعوب والأمم في شخصية واحد متعددة الصفات ومتنوعة الألقاب والأسماء . ولا تتحقق هذه الوقائع إلا بميلاد ثانِ يحمل فيه هوية الحق المطلقة  فتنحل الأحجية والمغالطات والتضارب في النصوص التي أشكل على الناس فهم معانيها ودلالاتها ”  علمه لا غيره أهلاً لينشره هو الرقطاء والعنقاء تأذره ” فهو الشمس التي تخرج بذاتها بإعادتها الشروحات . يقول إبن عربي

” وقال لي أن شمس المغرب طالعة يمحو الله بها شركاً وعصيانا

وسورة الكهف تبين عن سرائرهم علماً لها في الكـــــــون قد بانا

وذكر اليتيمين في إخراج كنزهما فضلاً من الخالق البارئ أحسانا

من أهل بيت رسول الله عنصره **كما كتبنا لذاك البيت سلمانا

ولكنه من ديار الغرب فإنفتحت** به الأقاليم أعجاما وعربانا

وإذا طلبت منه علماً يجود به وينفذ المال جيرانا وسودانا

من نسبه الشرف الاعلى منازله **فسر بذلك نبينا وعدنانا

من الملائك إلأ أنه بشر ** يحي به الأقطار وبلـــــــدانا .

أقول: فالكهف هوعالم الظلمات المطلسم والعماء المطمطم(العين الحمئة) (ياقوتة الحقية الحمراء (عين الروح الاعظم ) فهو غاية بطون الذات أي عالم الأسماء(السماء ) والصفات(الأرض)قال تعالى( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } (35) سورة.  ونور بطونه هو ذاته شمس المغرب (شمس الكهف) أي مرآة هذا البطون الأسود هو عيسى إبن مريم(الياقوتة الصفراء)  وقوله ” من أهل بيت رسول الله عنصره كما كتبنا لذاك البيت سلمانا” أي يلتقي بالنبي في النسب الاعلى (بالبيت المسمى سلمانا)  أي بفهم الولاية المقدس وهو بيت الله الحرام  الفهم الذي يسع دلالة الحق فلا يستحله (يتذوقه ويظهر بهذا العلم إلأ بيتي). عن أَبَا هُرَيْرَةَ ، يُخْبِرُ أَبَا قَتَادَةَ،  عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،  قَالَ:  ” يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ , فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ،  ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَ خَرَابًا لَا يُعْمَرُ بَعْدَهُ أَبَدًا،  وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ   فالبيت هو ذاته فهم الولاية المرتفع الذي لا يستحله (يتذوقه) ويظهر به إلأ أن يكون الذائق هو الحق بذاته فالمهدي الذي يبايع في البيت الحرام  (يتم الدلالة عليه بالتأييد الرباني) هو ذاته المسيح عيسى إبن مريم الذي لا يعرف إلا بفهم الولاية(بالتأويل) .أورد محي الدين ابن عربي في كتابه الفتوحات المكية (1-6-10) “أعلم أيدنا الله. أن لله خليفة يخرج وقد إمتلأت الأرض جوراً وظلماً فيملأها قسطاً وعدلاً ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله من ولد فاطمة يواطئ اسم رسول الله صلى الله عليه وآله يشهد الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكا يبيد الظلم وأهله يقيم الدين فينفخ الروح في الإسلام بعد موته يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله لحكم به يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم ويبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي له رجال إلهيون) ” ويبايعه العارفون ” يشهدوه(يعرفوه) في البيت الحرام بذوق الأحدية الذوق  الحرام  الذي لا يستحله (يستسيقه ويتذوقه ) إلأ أهله أي أن الحق من دل عليه بذاته.جاء في أخبار الأيام الأول ﴿الإصحاح-22-الفقرة ﴿9-11﴾ ﴿هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ابْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ، وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ، لأَنَّ إسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَمًا وَسَكِينَةً فِي إسرائيل فِي أَيَّامِهِ هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا، وَأَنَا لَهُ أَبًا وَأُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ عَلَى إسرائيل إلى الأَبَدِ﴾ ﴿إنجيل لوقا 11: 31﴾” لأَنَّ إسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ ” فسليمان الذي يبني البيت (اي يدل لذات الله بذاته ( اذا آن اوانهم وتعينت اعيانهم وشيدوا اركانها بالقائم الفرد فيهم سليمان ) فالبيت هو ذاته كعبة التحقيق (بيت المقدس) القائم بفهم الولاية(فهم سليمان) وهو اسم عيسى إبن مريم بميلاد ثاني يحمل قوام هذا البيت(وجوهر العقيدة) اي قائم هذة الأحدية  العينية وهو ذاته بيته الحرام (مذاقه لهذة الأحدية التي لا يشرك فيها أحد ) عن أبي عبد الله الخزاعيّ، عن الأسديّ، عن سهل، عبد العظيم، الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى (عليهما السلام): “أني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملاً الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً فقال: يا أبا القاسم ما منا إلا قائم بأمر الله وهاد إلى دين الله ولست القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود وتملأها عدلاً وقسطاً وهو الذي يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته) بحار الأنوار صفحة .157 . عن أبي عبدالله (ع) قال: “صاحب هذا الأمر رجلٌ لا يسميه باسمه إلا كافر”. (بحار الأنوار-ج-(51) – صفحة رقم (31).” ويغيب عنهم شخصه ” أي لا ترى ذاته فهو جوهرا نورانيا لطيفا والفقرة ذاتها التي تبين أن هذا القائم الذي تغيب ذاته هو شمس المغرب (الروح الاعظم الغائب(الهدهد) أي ياقوتة الخلقية (عيسى إبن مريم) باجتماعه بالنبي صلى الله عليه وسلم في غير ليلة الإسراء بمكة فقد أخرج ابن عساكر من طريق آخر عن أنس قال ( كنت أطوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حول الكعبة إذ رأيته صافح شيئا ولا تراه فقلنا يا رسول الله رأيناك صافحت شيئا ولا نراه قال ذاك أخي عيسى ابن مريم انتظرته حتى قضى طوافه فسلمت عليه ) انتهى)  ” رأيناك صافحت شيئا ولا نراه  ” ليؤكد أنه ذات المهدي (روح الله) الذي لا يرى شخصه .وأما في قوله ” لا يحل لكم تسميته ”  فالاسم هو (سليمان الروح الاعظم (بيت الله الحرام اي (مذاق الأحدية) الذي ظهر فيه الله بذاته. قال تعالى{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة) كفروا أي إحتجبوا بحجاب الشريعة وقفوا في حدود الأسماء (عيسى) فالله هوالمسيح الحقيقي فهوالروح الاعظم  النافخ بوجه التحقيق وعيسى (روحا منه  اي ذوق وحال منه) أي مسيحا (مهدي) ولكن المسيح الحقيقي(المهدي الحق هو الله) الذي تعالى أن يرى شخصه ولا يحل التسمي باسمه الحرام(الظهور بمذاق الاحدية)  ولا يتسمى باسمه إلأ كافر (المسيح الدجال) ” يزعم أنه الله ” أي يزعم أنه المسيح الحقيقي . يقول إبن عربي  في كتابه (تفسير القران الكريم للآية (102)من سورة البقرة في قوله تعالى ” ﴿وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ…﴾ البقرة الأية ﴿102﴾. قال: “شياطين الجن: وهُم الأوهام والخيالات والمتخيلات المحجوبة عن نور القلب العاصية لأمرالعقل المتمردة عن طاعة القلب على عهد مُلك سليمان النبي أو سليمان الروح” المصدر /تفسير محي الدين ابن عربي-ج﴿1﴾. فسليمان الروح هو الروح الأعظم(القائم بروحانيته وأحديته هذا الوجود)صاحب الخلافة الذاتية  الممد لهذة الاحدية العينية فكل شريك  له فيها هو دجال (جاء في رؤيا يوحنا (2-13-11) وله أسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلأ هو وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى كلمة الله  ومن فمه يخرج سيف ماض يضرب به كل الأمم) ” يدعى كلمة الله”  لم يرد أي دليل ينص أن أحدا خلاف عيسى يدعى بهذا الأسم ” وهو متسربل بثوب مغموس بدم ” وهي دلالة لميلاده الثاني ببشريته وهوالظهور الاكبر بذاته(بدمه) والذي لشدته حتى غابت وقائعه عن الخلق والمعنى يبرزه حديث الامام محمد بن موسى (عليهما السلام) في قوله(وهو الذي يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته) ” ويغيب عنهم شخصه ” لا ترى ذاته فهو جوها نورانيا ولشده لطافته وظهوره  بذاته غاب عن العقل فكان هذا هو الامر الذي ضلت عنه الخلق(إرتفع عن العقل)  فهو اسم الله الاعظم (الروح سليمان (ذوق الأحدية) وهوالأسم العلم الدال للذات العلية(بيته الحرام) اي الذوق المحرم لصاحب الحدود  فلا يعرفه ويقربه (يتذوقه( يستحله) أحد إلأ أهله” ومن فمه يخرج سيف ماض يضرب به كل الأمم”  فالسيف هو الحجة والبينة التي تزلزل الشعوب والامم  اي كلامه كهلاً الكلام الذي يقتل الدجال(العقل) والفقرة ذاتها التي أشار إليها إبن عربي ( وباقواله تنحل عقدة الاشراك وتزول) يزول التلبيس وترتفع مظاهر الكفر والشرك وينتفي الخلاف لظهور الجوهر المضلول عنه وهو صوت السماء(الفهم المقدس ) الذي لم يقل به أنس ولا جن و الذي يأتي من جهة الشام (المغرب) من أرض اليمن (الحكمة الالهية)  ( يأتي صوت من جهة الشام فيه فرج  آل محمد) فرج أي نهاية هذة العقدة(العثرة)بوصفه علم التوحيد الذي يذهب التباغض ويرفع الخلاف(التلبيس) (اي يهلك ما سواه ولا يبقى إلا وجه الحق المطلق) بوصفه نار عدن التي تسوق(تهدي) الناس للحق فهو ذاته مهدي الساعة الغائب أي التأويل المرتفع والفهم الغائب (تأويل الكتاب ) كتاب سليمان)  قال تعالى :{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }سورة النمل (20-24) فالهدهد هو ذاته المهدي أي التاويل الذي غاب جهة سبأ (اليمن ( عدن) أي هو (الحكمة الألهية )الغاربة  في جنتها (عدنها) في أرض العرب (اللغة العربية) وقوله ” فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وهو المعنى الذي أبرزه أبن عربي ( كانت ياقوتة حمراء تجوفت لها ياقوته صفراء وإختلت الياقوتتان في الظلمات لتعاين الصفراء ماغاب عنها من الآيات) فالصفراء التي غابت في الظلمات هو ذاته هدهد سليمان (ياقوته الخلقية الصفراء المهدي العربي(الروح الاعظم) مرآة ذات الحق (مرآة الأحدية التي تسع ياقوتة الحقية الحمراء) التي يرى فيها الحق ذاته ( ما غاب عنه من الصفات) لانه الروح المطهر(الفهم المقدس) الذي يسع تجليات الاسماء والصفات فهو الروح الامين أمين على (كتاب سليمان) الذي لا يري شخصه إلا بمراة هذا الروح(بمشكأته) أي لا تتبين حقيقته إلا بقرأته (تأويله) وهوذاته النبأ اليقين وهو الصوت الذي لم يقل به انس ولا جن بوصفها النار الخارجة من قعر عدن (قرأة تاويل لا تنزيل)  قال تعالى {اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ} (28) سورة النمل . فهو القى الكتاب من مقام الجمع (بأعجميته  أي القاه  روحا)  ” فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ “(أي بواقعة  وفاته ورفعه) ” فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ  “فهو المنتظر لقرأة الكتاب(ليختمه) ولذلك لم يمت ليوفيه قرأته( دلالته) التي لا يدلها مهدي سواه لانه من ألقاه (ان عيسى لم يمت وهو راجع قبل يوم القيامة)  راجع إليهم ليقرأ الكتاب بالتشريع ( يبين تأويله) في قوله تعالى :{ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} (37) سورة النمل. وهي ذاتها رجعة عيسى  ليختم الكتاب ( يقرأه من مقام التفصيل والشرح بلسان الشريعة باللغة العربية الفصيحة أي لغة أهل مكة التأويل(أهل الكتاب) ( عرب اليمن ) فهو من القاه من مقام الجمع (التوراة والانجيل والقرآن والزبور) ( اذا قام القائم يحكم باهل الانجيل بالانجيل واهل القرآن بالقرآن وأهل التوراة بالتوراة وأهل الزبور بالزبور)  ليحكم أي ليبين لهم  تفصيله الذي أختلفوا فيه . قال تعالى {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} (6) سورة النمل . فالقرآن هو مقام قرأة  الكتاب قرأة تنزيل(المفصل)  والفرقان هو قرأة تأويل(الجمع) ومن ثم فالمتلقي هو ذاته نبي التشريع (الرسول صلى الله عليه وسلم فهو من تلقاه من الهدهد الغائب في اليمن بوصفه الحكمة الالهية الغائبة في عدن وهو ذاته الروح الأمين الأمين على الكتاب الذي لا يقرأ إلا به فهو النور الذي يدل للنور(يفصله و يشرحه ويبين دلالته) بلغة التنزيل العربية في رجعته بميلاد ثاني  لأنه من القاه روحا (بجامعيته) فيرده(يجمعه( لمجمع البحرين) لنقطة الفتق والرتق(نقطة التوحيد) نقطة الإلقاء الاول للكتاب) (اي الفطرة)  في قوله تعالى ” {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}  سورة القيامة (17-19) ” إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ “ أي رتقه ورده إلى أصله الأول ( إلى موضعه بمجمع البحرين ” فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ” فإذا قرآناه (نشرنا هذا العلم ) بقراة تأويل وفصلناه فاتيه.” ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ” علينا تأويله وإستخراج مكنونه. قال تعالى{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (3) سورة فصلت. فالكتاب هو الروح الرباني(التأويل)  وتفصيله هو قراة تنزيله  بإستخراج الدلالة بلغة العرب بقرأة الهدهد ذاته. قال تعالى ({وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} (37) سورة الرعد . وقال تعالى {قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (28) سورة الزمر . والقرأن هو البيان العربي والشرح المفصل بقرأة عيسى إبن مريم بنزوله في البيت العربي بلسانهم الفصيح الذي لا عوج فيه (ليس بالاعجمي)   . قال تعالى {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ *  بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ}  سورة الشعراء  (193-196) الروح الذي نزل به هو ذاته الهدهد الذي ألقاه روحا أعجميا ” لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ”  أي الدالين لله بالتشريع  (بللسان العربي) فهو ذاته (الحكيم العليم) صاحب التفصيل (التأويل و التبيين) وهوالفرد الذي يتجلى علي لسانه القول (تأويل القرآن( الكتاب) . قال تعالى {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (58) سورة الدخان. فاللسان هنا  لسان عيسى إبن مريم  في ميلاده الثاني بقرأة تأويل وهو كلامه كهلاً ” لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ” اي يهتدوا للحق بفصاحته وشرحه  بالفهم النوراني للكتاب بقرأته بوصفه الهدهد صاحب مقام القرأة (صاحب مصر). قال تعالى {وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} (24) سورة النمل والشمس التي تسجد لها الخلق من دون الله هي المعرفة العصرية والسطوة المادية الجامحة والانفتاح التكنلوجي والمراة هي ذاتها الحضارة الغربية التي اغرقت الشعوب في مستنقع الالحاد والكفر و(عرشها العظيم ) هي  صرحها التكنلوجي الذي  بهرت به الامم واحكمت قبضتها عليهم به  فافرغت الدين عن معانيه وتبدلت المفاهيم وإنقطعت الأمم عن الروح والأخلاق فأصبحت أسيرة لهذة الفلسفة المادية الطاغية فلا أحد يلتفت للحق ولما كان الهدهد هو ذاته المهدي الذي يهد هذة الحضارة فهو الفرد الذي يطفئ بريقها ويرد الخلق للجادة(يوقظهم) ويسلب للحق مكانته التي أنتزعت منه فهو من يلقي بالكتاب(بالروح) في قلب هذا العصر الميت(المقطوع عن الحق)  . قال تعالى {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} (29) سورة النمل فالكتاب الكريم هو ذاته الكلام (الخطاب الرباني) أي( الفهم العالي  الذي القاه في قلب العصر اي في ذروة هذا الشذوذ الفكري والتسلط الغربي  (قلب العقل المادي) وهو ذاته (قائم الاحدية ) الفهم المقدس الذي يفسد النظرة المادية والتقليدية للشريعة والنصوص فهو ابطل مفعولها إذ هدم كل الإجتهادات وطفى بريق هذة الآلهة المعبودة( فيراه الدجال فيذوب كما يذوب الملح) والدجال هو هذة الحضارة  فيجردها من روحانيتها(عرشها) لانه سرها سرالمادة المعبودة التي تسجد لها الخلق  فهو الكنز اي الروح الألهي المنفوخ في المادة (التجلي الذاتي لله) قال تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } (30) سورة البقرة.  فالارض هي ذاتها ارض الشريعة(مكة التنزيل) والخليفة هو(مكة التأويل) فهم الولاية العالي الذي بنزوله فيها يفسد الإجتهادات ويخربها ويهدما ويجردها من حللها وزينتها ويجعل أعزة أهلها(مقلدة العلماء) يجعلهم أذلة فهوسرهذا التحول والإنقلاب الكوني ومن دل لله دلالة ذاتية(بذوق الحق بذاته( بروحه) . قال تعالى({قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} (34) سورة النمل  فالملوك هم ذاتهم جنود سليمان ملوك الأحدية (أهل المدينة) أصحاب الاسماء العالية والحقائق العرفانية التي بدخولها للقرية نزولها لمكة (أرض الشريعة) فهم يخربونها ويهتكون أستارها ويفسدونها ويطيحون بكل قواعد الفقه والتفسير لعلماءالتقليد راسا على عقب(يجعلوهم أذلة)  فتتجرد عنهم هالة التقديس المضروبة عليهم وتبهت صورتهم وتذوب لأنه لا يبقى إلا تأويل الكتاب(ذوق الأحدية( لا إله إلا الله) بقرأة عيسى إبن مريم فقط(الهدهد) الذي يهد الجدر والسدود ( يهلك الله في زمانه كل الملل ولا يبقى إلا الأسلام وتكون الكلمة لله) يهلك ويرفع كل إجتهاد ودلالة ظلالية ولا يبقى إلأ تأويل الكتاب بقرأة عيسى إبن مريم شخصي المسيح  وهو التأويل الذي يخرب القرية ويفسدها( يهدم المسجد الحرام( مكة التشريع) و(المسجد النبوي(شهادة النبؤة ) وتخضع له رقاب الجبابرة والمارقين . قال تعالى {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} (37) سورة النمل) فلنأتينهم بحقائق الولاية ولنخرجنهم من هذا السبات والعماء أي لنخرجنهم من (الخرطوم) أي من الجنة (من عدن) قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) عرشها هو عرش المعرفة (اللغة العربية الفصيحة ) التي تستوي عليها الفهوم (النبأ الأتي من عدن) أن يأتية براية الاحدية وذوق الولاية الذوق الذي يحط عليها الهدهد (يستقر حاله ويصدق أمره ) فالمرأة التي تحكمهم هي ذاتها الشريعة وعرشها العظيم هواللسان العربي الوسيع  أي الفصيح (جوامع الكلم) الذي وسع الـتأويل(الفطرة)  بدليل أنه لما أظهره غاب عنها  .في قوله تعالى {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ} (41) سورة النمل. أي طمسوا هذا العرش (المهدي ) وأبدلوا مقاصد اللغة الصريحة ” نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ” تهتدي للحق(تهتدي هذة الأمة لمهديها بالـتأويل بفهم الولاية الغائب عنهم ولذلك فهو غيب العقل(قتل الدجال) وأظهره أي أظهر العرش(النقطة)  .(قالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} (37-40) سورة النمل . فالذي عنده علم من الكتاب هو ذاته صحابي مصر وعلم الكتاب أي علم التوحيد علم الرتق والفتق العلم المنزه والفهم المقدس الذي يسع(تجتمع عليه الحقيقة والشريعة) الأسماء والصفات {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ* يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} (19-22) سورة الرحمن) مرجهما أي رتقهما في قوله تعالى ({إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ *  ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} سورة القيامة (19-17) ” جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ” مجمله (تأويله ) وقرآنه أي مفصله ) رتقه وفتقه . يقول الأمام علي (عليه السلام)(عجباً لكم يا أهل مصر يجبر الله كسركم وينجز مواعيدكم ويغني عائلكم ويقضي مغرمكم ويرتق فتقكم مادمتم في سبيل الله مرابطين)  فأهل مصر هم ذاتهم  مصر ملتقى البحرين ويراد به شعب السودان إذ لا يوجد حاكم يضمد  جراحهم(يصدع هذا الشعب) ويلم شملهم  براي صائب وفهم مستنير تجتمع عليهم كلمتهم  إلأ بشخصي المسيح وهو ذاته البرزخ القائم (الامام الرباني) الذي لا تبغى(  تلتبس في حضرته) تجليات الأسماء( اللؤلو)  والصفات(المرجان) وهي ذات الفقرة فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ ” فالذي إستقر هو ذاته شعب السودان  ويشير للنفس التي تعقلت المعرفة وإستوت عليها الفهوم و ردت  لفطرتها الأولي  (لعرشها) لمكانتها وأخرجت من عالم الظلام   ومن ثم فالتكير الذي وقع لهذة المعرفة (للحقيقة) هو التزييف والتحوير في اللغة العربية (عرش المعرفة المقدسة)  والمراد يشير أيضا  لشعب السودان الذي تم تنكير حضارته وسرقتها باسم الدين وبلسان اللغة العربية المحرفة ومن ثم فالمعنى في الأصل يشير لجوهر الأيمان (الفطرة)  فهم الولاية (الفهم النوراني المقدس علم المرج والفتق والرتق ) الذي هودوه ونصروه ومجسوه أي ضيعت مقاصده وسودته الايدي بالتأويل الخاطي ومن ثم  فالعرش هو الفهم  الوسيع للنصوص باللغة العربية لغة الإستخراج والإستنباط(لغة الـتأويل) التي بها إستخرجت هذة النفس (ملكة سبأ( الذات) سرها وكشفت عن كنزها(ساقيها). جاء بإنجيل متى قوله في ﴿إنجيل لوقا 11: 31﴾  “ مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ رِجَالِ هذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُمْ، لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأرض لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ ههُنَا ” فملكة التيمن هي ذاتها الحكمةالالهية  الذات الغائبة في كنزيتها وعمائها والمنزه عن  والوصف والمفقودة في الجنس فلم تتعين برتبةلتتعقل ذاتها الخلق (لا يوجد عرش يسع الدلالة عليها وتستوي معرفتها  إلا بفهم سليمان الروح بذاته وهو مادة  العرش(قائم التوحيد الفهم الواسع لدلالة على هذة المعرفة الأتية من أقصى عوالم الذات(قرار عدن) ولما كان الهدهد هو من غاب بسره جهة سبأ فهو ذاته عيسى إبن مريم ­وهو ذاته النبأ اليقين(نفس الرحمن الذي من اليمن) اي العلم الذاتي النابع من غور الحق .فقد جاء في الحديث المروي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان بفتح القاف وسكون الحاء وهو أبو اليمن﴾ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ص394 . أبو اليمن اي الذي تنسب إليه المجموعة اليمنية(الجهينية) ولما كان قرارهم وأصلهم  لعدن فهي تشير إلى أن هذا الرجل الذي يخرج من قحطان أهل اليمن (بني عطية(المسيرية والرزيقات والحوازمة)  هو ذاته عدنان أصل العرب الذي تعود إليه إنسابهم وأعراقهم وهو المسيح  شخصي سليمان  والمعبر بقوله ” أني لاجد نفس الرحمن في  اليمن” ونفس الرحمن هو ذاته روح الرحمن  العدناني ابو اليمن أي ابو عيسى  ” هو  روح الرحمن وللمسيح آب وهو صاحب مريام أقرئوا الكتب” أصل هذا الروح  منبته  وميلاده يكون منهم  أي من أهل اليمن أي العرب وفي العرب من قرارهم( عدن( أولاد ريد) . ويقول إبن عربي ” من نسبه الشرف الاعلى منازله **فسر بذلك نبينا وعدناناأرض اليمن تشير لأرض المسيرية  وعدن هي قرارها هو قعر هذا البطون (اسرة بعينها يخرج منها هذا المهدي فهم قعر هذا البطون االذين غاب فيهم عيسى (الهدهد) وخروجه منهم بميلاد هي رجعته (رجعة الهدهد) بلسانهم العدناني ليقف في مقام القرأة  باللغة العربية الفصيحة ليدل بها لوجه الحق الذي غاب (إلتبس على الخلق) بوصفه القحطاني الذي يخرج من قعرها (أشرفها (قريش).قد ورد في كتاب الفتن – نعيم بن حماد المروزي – ص 231:عن شريح بن عبيد عن كعب قال: ( ما المهدي إلا من قريش وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلا ونسبا في اليمن.)  فيصبح عيسى ابن مريم  هو ذاته القحطاني أي القرشي بنسبه للعرب وهو ذاته روح الله الذي له نسبأ وأصلأ باليمن( يتعلق بالذات لا سواها ) وهو نارها المقدسة(علمها والدال عليها)  والتي تخرج من قرارها أي من قرار الحق و يسوق الناس(يدلهم)  (للمعرفة (لجنة عدن) بعصاه (سلسلة منشوراتي) “ فقال الرب كما مشى عبدي إشعياء معرى وحافياً ثلاثة سنين آية وأعجوبة على مصر وعلى كوش هكذا يسوق ملك آشور سبي مصر وجلا كوش الفتيان والشيوخ عراة حفاة ومكشوفي الأستار خزياً إلى مصر” إشعياء . فملك آشور الذي يسوق الناس إلى مصر أي إلى محل كرسي صاحب الوقت (للعرش ( ملتقى البحرين)هو ذاته القحطاني  شخصي المسيح سليمان الذي يسوق الناس بعصاه (بالشريعة)  للحقيقة والفطرة إذ يرد الخلق لجادة الحق

عيسى إبن مريم مهدي آل البيت

جاء في تحف العقول (171) عن سعيد بن زيد بن أرطـأة . قال : قال الأمام علي عليه السلام في مناصحته لكميل بن يزيد : يا كميل ما من علم إلأ وأنا أفتحه وما من سر إلأ والقائم يختمه يا كميل لا غزو إلأ مع أمام عادل ولا نفل إلأ مع أمام فاضل . يا كميل أن الدين لله فلا تقترن باقوال الأمة المخدوعة التي قد ضلت بعدما أهتدت وجحدت بعدما أقبلت . يا كميل الدين لله فلا يقبل الله تعالى من أحد القيام به إلأ نبياً أو رسولا . يا كميل إنما هي نبؤة ورسالة وأمامة وليس بعد ذلك إلأ متولون وضالون ومعتدون). أقول : فالامام علي (عليه السلام) هو فاتح لعلوم أصول الدين ( أول الخلفاء المهديين القرشيين هداة الأمة  و حجج الله على خلقه إلى قيام الساعة  فلقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ويكون عليكم إثني عشر خليفة وكلهم من قريش) رواه الشيخان. واخرج أبو داوؤد عن جابر بن سمرة قال ” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون أثنا عشر خليفة تجتمع عليه عليه الأمة كلهم من قريش) وأورد البخاري بالحديث رقم (7222) ومسلم واللفظ له أي للبخاري برقم (182)” لا يزال الاسلام عزيزاً إلى إثني عشر خليفة ) وفي مسلم( لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى إثني عشر خليفة) اقول : النصوص صريحة أن الخلافة في قريش إلى قيام الساعة وان أمر الامة قائم بأثني عشر خليفة  قرشي) أولهم هو الأمام علي (عليه السلام) ( فاتح لاصول علوم الدين أي أول المهديين) .قال صلى الله عليه وسلم:  (إن خلفائي أوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي أثني عشر أولهم أخي وآخرهم ولدي. قيل يا رسول الله من أخوك؟.  قال: علي بن أبي طالب، فقيل من ولدك؟.  قال: المهدي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً). أخرجه الجويني. وآخرهم هو عيسى إبن مريم المهدي الذي أضيف إليهم إضافة  حسية  بإنتسابه بظاهر الشرع  وهو المدخل الوحيد لأمامته وخلافته أي ختامه للدين (ختام الكتاب) بقراة تأويل  بفصاحة اللغة العربية في هذة الرجعة  بميلاد يحمل مادة هذة الحقيقة وعلمها (اسم الكتاب اي أسم الله الاعظم ( شمس التوحيد( الياقوتة الحمراء ) ليختم بها أصول الدين( يختم على الأسرار)  وهو ذاته (الشمس) الذي يقوم (يخرج من عمائه ) اي يقوم بالتوحيد المطلق(أعلم الخلق بالله فلا أعلم به منه (خاتم هذة المعرفة (ومنحققا باسماءه وصفاته ونعوته  )  من بعد موته ( أي من بعد إنقطاعه عن الروح  بغروبه الكلي في  العين الحمئة( النفس) ومن ثم مجيئه من جهة المغرب (طلوعه) من هذة الغيبة (الموت) فيأتي بالعلم الذاتي(النبأ اليقين) الدال للحق  بذاته وهو علم التوحيد المطلق الذي يقتل الدجال وما بعده إلا الساعة ( ويجئ عيسى إبن مريم من قبل المغرب وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما قيام الساعة) اي يجي من جهة البطون بطون الذات فياتي باللسان الفصيح للغة التأويل(اللغة العربية) وهي ذاتها العين الحمئة(العرش العظيم) الذي وسع الفهوم المقدسة فهي ذاتها العين الحمئة التي غابت فيها الشمس بذاتها أي وسعت الحق ومن ثم فالمهدي عين الشمس الخارجة بذاتها  من المغرب وتجري لمستقرها بالمشرق ( أي إلى الظهور( بالشريعة)(أي تنزل في المنارة البيضاء شرقي دمشق(الخرطوم) و هو ذاته الكتاب الذي يلقيه في قلب العصروفي زمن إنقطاع عن الروح فيتجلى نصاً وفصلاً فيربط السماء بالأرض (أي العقل بالروح( يرتق الحقائق)  فتتسيد اللغة العربية لغة الحقائق  فتذوب لغة المادة المهيمنة على نظرة الناس للخالق والدين والحياة فتقتلع حقيقة الإيمان بالله هذه المكانة( يرد البيت إلى موضعه ( بيت المقدس) وتتبدل المعايير وتتصدرها المعرفة بالله  المستمدة من الوحي فتنقلب المقاييس الموضوعة( مقايس الخلق) وهو العور  فتتلاشى هذه النظرة وتبهت بريقها إلى الابد في قوله تعالى قال تعالى {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} (29) سورة النمل. والكتاب الكريم هو ذاته الفهم النوراني (فهم سليمان)  الذي يطفي بريق هذة الحضارة المادية  وتذوب صورتها التي تفتقر لروح الألهي(روح القدس)  الذي يحي الموتى .ويلاحظ في الفقرة ” يحى أمواتا من بعد مقبره” أي يرد الناس للحق (يحيهم) أي(يقتل الدجال) من بعد مقبره اي في بعثته الثانية بالميلاد بعد واقعة وفاته ورفعه ببني إسرائيل وهو ذاته الكنز اي فهم الساعة الذي أميت(رفعه الله إليه) وإنقطع عن الخلق (غاب في النقطة ) ورجعته هي أحياءه.  قال تعالى {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (122) سورة الأنعام . ” كَانَ مَيْتًا ” كان مقطوعا عن الروح والشريعة أحييناه ( رجعته) أي رفعه فأدخله الحق في دائرة الرحمة(في بيته الحرام( ذاق بمذاقه) ومن ثم جعل له وجها شرعيا يدل عليه للحق (التأويل ) وهو ذاته النور (الحربة) أي البينة. قال تعالى {وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ} (39) سورة النحل} (38) سورة النحل . أقول هذة الآيات وبالتحديد ” وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ” فهي تبين مسألة غاية الخطورة جهلتها اكثر الناس بل كان سبب ضلالهم وهي تتعلق بحقيقة هذة النفس التي أمسكها الله (أنظرها) أميتت من قبل إذ إنقطعت عن الحق ومن ثم بعثتها (إحياءها) ببعث جديد وأدخلتها العناية (الرحمة) لحضرة التوحيد(لبيته الحرام( مقامه)  فهي ذاتها النفس التي أقيم عليها الرهان (وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ) أقسموا أن لا تتداركها الرحمة بعد الضلال  ولكن الله بعثه (رحمه) ورده إليه ليبين أن رحمته (بيته) يسع جميع خلقه (لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ) أي ان يتوب الله عليه  وهو معنى ( افمن كان ميتا فأحييناه) ميتا أي مطرودا من رحمته فاحييناه (البعث والرجعة) ” لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ” ليبين لهم أن رحمة الله واسعة تسع المؤمن والكافر أي ان الحق لا يعرف بوجه دون وجه ” وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ ”  وهم أهل الحدود ليعلموا أن أرض الله واسعة (معرفته ودلالته لا تسعها العقول) ( المهدي منا آل البيت يصلحه الله في ليلة) فالمهدي هو ذاته الكنز الذي يصلحه أي يتوب عليه (يبعثه) ويخرجه في ليلة صلاحه ( وذلك معنى خروجه ( فهو ذاته شمس المغرب(شمس التنزيه (المعرفة التي ضلت عنها الخلق ) فلا تذهب الايام حتى تخرج (تبعث) وترجع للحق لتدل لله بالشريعة ( وليس الحقيقة ) ({فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (22) سورة الأعراف. ذاقا الحقائق الذاتية والمنهى عنها التي كشفت عورتهم وهدمت الشريعة فبرزت الأوهية والربوبية في الجنة وهو العور(سؤتهم)  ومن ثم فقوله (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ) اي دل دلالة للحق لم يدلها غيره ولذلك فهو ذاته شمس المغرب(المعرفة الغائبة( الميتة) التي تعرج  لله أي ترجع إليه (تهدي  إليه بالشريعة وليس الحقيقة اي بالفطرة) أي إنعكست دورة حكمه  . قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يزال بالمغرب باب مفتوحا للتوبة لا يغلق حتى تخرج الشمس عن نحوه)  فالباب المفتوح هو ذاته باب التوبة(باب الجنة)  أي الرجعة للحق بالشريعة (السجود لآدم( مكة التحقيق)  فالتوبة قائمة (العهد قائم (الشريعة لآخر حجر ينقض منها)  و الباب  مفتوحا في إنتظار خروجه منه ( رجعته للحق بالشريعة) والتي ما اقيمت إلا لتقومه(تطهره) وترده  لبيته  الاعلى(فطرته ) بعدما غابت عنه زمن تركيبه العنصري في كثافته (ناره)   قبل توبته (خروجه من  الطبائع وإنسلاخه عن عقله الترابي(الدجال) أي خروجه من مغربه ( إتصاله بالروح) فهو شمس المغرب اي المعرفة الغائبة التي تخرج دون ستر من عمائه وخروجه من مغربه هي رجعة هذة النفس للشريعة (الأسلام) وخروجها من عالم العماء(الموت) والكنزية لعالم الروح(بالشريعة) والسجود لله بالتحقيق (صاحب مقام التأويل) وهو مقام الدلالة للحق (للعرش)  ويلاحظ في الحديث النبوي ( ايآت لو ظهرت لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خير طلوع الشمس من مغربها فإذا طلعت آمن الناس جميعا وذلك يوم لا ينفع نفس إيمانها ) فبخروجه من هذا التلبيس(اي هي رجعته للحق) وهي توبته بخروج الشمس من مغربها فلا تقبل توبة احد من بعده دليل ان التوبة اي الشريعة ما أقيمت إلا لأخراجه من تلبيس عقله وعيسى هو من يخرجه أي يحيه وينفخ فيه بالروح ( وتخرج الموتى )  فهو ذاته علم الاحدية ( يحي امواتا من بعد مقبره ) اي يقوم بالدلالة للحق من بعد ضلاله وجهله به ))  (لماذا سمي المهدي لانه يهدي لامر خفي امر ضلت عنه الجمهور) لانه يهدي لذات الله  وهو وحده لاشريك له في هذة الدلالة فيهدي لكل امر غاب دلالته عن الناس وذلك معنى أبرزه  في البيتين” هو من الملائك إلأ أنه بشر يحي به الاقاليم عجمانا وعربانا ” من الملائك أي أنه جوهرا نورانيا (ينسب للحق) إلأ أن بشر بصلته بالخلق (بقريش)  بميلاده الثاني فيهم الميلاد الذي غيبه بتركيبه العنصري بجسده الكثيف (الزجاجة)  وقوله يحي به (اي يجمع الله به الخلق وتحديد اهل السودان عربهم وعجمهم) وان القرائن تدل أن المهدي الذي يجتمع عليه الكلمة ويرفع الله به التباغض (أي يزيل الأنقسامات المذهبية ) هو امام جامع (خليقة قرشي يماني) وهو شخصي المسيح سليمان آخر خليفة يختم الله به الدين ويلاحظ بجملة الأمام علي عليه السلام  ( انها امامة ونبؤة ورسالة ) هي سمة لا يتفرد بها إلا عيسى إبن مريم  وإن كان على الفرضية القائلة أن المهدي هو غير عيسى فلا يوجد مهدي قرشي يقتل الدجال إلأ المهدي القرشي الذي له أصل ونسب باليمن (أي بالحق تعالى) وهو ذاته المهدي المحاصر ببيت المقدس (اي التأويل )الذي حاصرته المفاهيم الخاطئة والتقليد وإعتصامه ببيت المقدس أي أعتصامه بفهم الولاية المقدس المرتفع عن الحدود  وهو ذاته مهدي الساعة  الغائب(الميت) أي المسجون في عقله ولذلك لا يخرج من كنزيته(سجنه)  إلا بعد صلاح أرضه (قتل الدجال ) اي ذهاب الغيرية وهو معنى خروجه من غيبته ( موته) وعيسى  الذي ينزل عليه ويفك عنه هذا الحصار هو التأييد الرباني له  بالروح القدس إتصاله بالحق في ليلة صلاحه(توبته) ورجعته وتحققه بالأسم بالأسم الأعظم  وهي ليلة قدره معرفته بذاته التي لم يدل عليها ألف نبي صلى ببيت المقدس(وقف في مقام التعريف بالحق)  قال تعالى{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} سورة القدر (1-4)  ” لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ  ” فليلته القمرية الواحدة اي ليلة صلاحه و دلالته بالعربية الفصيحة هي خير من تعريف  ودلالة الف ولي ووارث محمدي لأنها دلالة الروح بذاته (الخليفة الأعظم النازل ببيت المقدس أي مقام الدلالة لله . ففي كتاب الفتن لنعيم بن حماد  روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال( ينزل خليفة قرشي من بني هاشم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويبني بيت المقدس بناء لم يبن مثله ) فبيت المقدس هو ذاته مقام التعريف بالله بالفهم المقدس والأحوال اللطيفة التي لا تدرك إلا بالاذواق والخليفة القرشي اليماني هو ذاته شخصي المسيح(الروح الأعظم) اذ يدل لله دلالة لم يدلها الف ولي لأ قبله ولا بعده فكان تعريفه (عبادته) هي خير من عبادة (تعريف) الف ولي من أولياء هذة الأمة ولذلك كان خاتمهم  ). يقول الأمام علي بالجفر”:  فيوقظ الصحابي أهلها من سبات ويبعثهم الله بعث أموات، فلكل أجل كتاب ولكل غيبة إياب يفلق صحابي مصر الأمر فلق الخرزة ليصدق رائد أهله وليجمع شمله وليقوم بقدره ) فجملة ” وليقوم بقدره ” يعرف بذاته ويستوي على عرشه  بدلالته لوجه الحق المطلق وهو البناء لبيت المقدس (التعريف بالذات) الذي لم يبينه أحد  . ” ليصدق رائد أهله ”  أي أهل بيته فيشهد لهم بالإيمان( مصدقا بمحمد) (ويجئ عيسى إبن مريم من قبل المغرب مصدقا بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة)   ومن ثم فالامام الصالح المعتصم ببيت المقدس هو ذاته الحق تعالى المعتصم ببيته الاعلى (بفهم الولاية (بالافق المبين)  وهو الروح الاعظم بذاته (سليمان) فلا يخرج حتى تتطهر القوابل ولذلك فعيسى هو التمهيد(الشريعة) لهذا التجلي اذ يقرأ الكتاب قرأة تاويل ليشهد الخلق بطون الحق (اي يبني بيت المقدس بناء لم يبنى مثله البيت الذي ينزل فيه الروح بذاته( المسيح الحقيقي ) بقرأة تأويل باللغة العربية الفصيحة ويستخرجه من مكنونه (قبره) وهي القرأة التي لا تسعها قرأة الف ولي عربي  لانه صاحب هذه المشكاة دلالة الذات  (علم الساعة ) الذائق لهذا الذوق بذاته  وأما في الفقرة ( فيقول له تقدم يا روح الله صلى فيقول عيسى تقدم فإنها ما أقيمت إلأ لك) ما أقيمت الصلاة (الشرائع) إلأ لتخرجه من هذا العماء والتلبيس (الكنزية) ليعُرف بذاته فهو(قبلة التحقيق) عيسى هو الشريعة (كعبة الظاهر) التي ما أقيمت إلأ لنزول هذا الروح في الارض أي نزول هذا الفهم المقدس(فهم الأحدية )الذي لا يقبل غيرية(دجال) ولذلك عيسى هو المسلط عليه فهو الممهد له الأرض (القوابل) ففي خبر لأمير المؤمنين قال في خطبة له ” ثم أن المهدي يعيش أربعين سنة ويموت ويدفن في المدينة بقرب قبر جده رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقبض الملك روحه بين الحرمين وكذلك يموت عيسى إبن مريم والخضر ويموت جميع أنصار المهدي وتبقى الدنيا إلى حيث ما كانوا عليه من الجهالات والضلالات وترجع الناس إلى الكفرفعند ذلك يبدأ الله  تعالى بخراب المدن والبلدان “خطبة البيان الوجه الاول . فالمهدي الذي يدفن بقبر النبي صلى الله عليه وسلم هو عيسى إبن مريم . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينزل عيسى إبن مريم ويمكث خمساً وأربعين سنة ثم يموت ويدفن معي في قبري فأقوم أنا وعيسى إبن مريم من قبر واحد” رواه إبن الجوزي ومن ثم فعيسى هو آخر المهديين

 ولذلك فعيسى هو المهدي أي الدال لسره فقتله للدجال هو معنى مسحه لأثآر الأسماء ببروز بطون الحق(في الصفات) اي ظهور المسيح الحقيقي الامام الاعظم بذاته وهو ذاته الشمس (الحجة الكبرى) والوجود المنتظر التي لا يقبل إيمان نفس لم تكن آمنت من قبل دلالته التي تهدم الدنيا (الشريعة(الكعبة) ومن ثم يموت ويدفن ببيت المقدس ويقفل باب التوبة بعدما طلعت الشمس من مغربها وبموته فلا خير في العيش من بعده  كما إقتضت المشيئة . يقول الشيخ إبراهيم الكولخي رضي الله عنه :

فيختم عيسى لا تكون ولاية وبعيد ممات الروح فالخير يدفن  به ختم المولى كمال ولاية كما ختمت راساً بروح وكلمة  سينزل خاتماً ظهور ولاية فليس ولي بعده بالمشيئة.

   فعيسى إبن مريم هو ختم الولاية  أي خاتم المهديين (الورثة المحمدين العرب )  ” وبعيد ممات الروح  ” فالروح هو ذاته المهدي شخصي سليمان الروح الاعظم قائم التوحيد. وقوله سينزل خاتماً ظهور ولاية ” سينزل الروح بذاته “ظهور ولاية” ظهور الحقيقة الإلهية (النبأ اليقين ) اي ظهور الهدهد  فيختم على هذا المقام بختمه (أي يمسح ) عنه أثار هذة الغيبة والعناصر بالروح أي بالخاتم سليمان بالحقيقة ” كما ختمت بروح وكلمة” بالروح أي بالياقوتة الحمراء وهو الحقيقة والكلمة هو عيسى وهو الشريعة (الياقوتة الصفراء) فختم الولاية هو الروح بذاته الذي ظهر بالكلمة أي بمظهر( عيسى إبن مريم) ” فليس ولي بعده بالمشيئة”  هو شخصي سليمان ” {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (35) سورة ص.فالملك الذي لا ينبغي لاحد من بعد سليمان هي المعرفة و الكمال الأكمل والظهور بالحقيقة الإلهية ولا يحل لغيره او بعده وذلك معنى” بعيد ممات الروح فالخير يدفن” أي لا خير في العيش بعد المسيح الحقيقي (سخصي سليمان) وقد جاء في رواية الترمذي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا حياة بعد المسيح” فالمسيح  هو الروح سليمان يقول إبن عربي  في كتابه (تفسير القران الكريم للآية (102)من سورة البقرة في قوله تعالى ” ﴿وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ…﴾ البقرة الأية ﴿102﴾. قال: “شياطين الجن: وهُم الأوهام والخيالات والمتخيلات المحجوبة عن نور القلب العاصية لأمرالعقل المتمردة عن طاعة القلب على عهد مُلك سليمان النبي أو سليمان الروح” المصدر /تفسير محي الدين ابن عربي-ج﴿1﴾. فقد جاء بكتاب تفسير القرآن الكريم لشهاب الدين محمد الألوسي “دار إحياء التراث العربي – باب الإشارة.  في تفسيره للآية ذاتها من سورة البقرة “واتبعوا ماتتلو“وهم اليهود: وهي القوى الروحانية والشياطين هم من الإنس المتمردون الأشرار ومن الأشرار هم الجن الأوهام والتخيلات المحجوبة عن نور الروح. المتمردة عن طاعة القلب العاصية لأمر العقل والشرع والنفوس الأرضية المظلمة على عهد مُلك سليمان الروح الذي هو خليفة الله تعالى في أرضه” عهد سليمان الروح هو ذاته الخليفة القرشي النازل ببيت المقدس (مقام الدلالة لله( أرض الخلافة الذاتية) والذي في عهده (حضرته )  وزمن خلافته يبرز وجه الخلاف إذ يتجلى التأويل (التوحيد) تأويل الكتاب وهي سلسلة منشوراتي  أي خاتم الولاية(المعرفة). الذي يختم على اصول علوم الدين (يختم الأسرار)  وما بعده إلا متولون ومعتدون( أشرار الخلق )والذين تقوم عليهم الساعة أي لا خير في العيش من بعده ويلاحظ في الفقرة الأخيرة من حديث الأمام علي في جملة” إنما هي نبؤة ورسالة وإمامة” ولما كانت الخلافة الأخيرة أي الخاتمة هي على قدم نبؤة ومنهاج رسالة وأمامة فهي جمعت أصول الدين ولا ينطبق شرطها إلا بأهل المغرب ” لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة”  هذا الحديث يكشف مسائل جوهرية  هو أن هذه الطائفة  تتوافق عليها شروط الخلافة على منهاج النبؤة  أي الخلافة الخاتمة للدين بآخر الزمان فهم المتمسكون بأصول العقيدة لقيام الساعة(دلالة الحق بذاته) وأصل الدين هو أمام رباني (نبيا ورسولا وأماما)  و أن يكون قرشيا بالميلاد  ليقوم بالدين آخر الزمان بشرط الحديث ( لا يزال هذا الدين عزيزا إلى قيام الساعة ويكون عليكم إثي عشر خليفة كلهم من قريش) وكل هذه الأوصاف لا تجتمع في مهدي من آل البيت صاحب نبؤة ورسالة إلأ عيسى إبن مريم بميلاد ثان له بوصفه الخليفة القرشي الثاني عشر بطائفته (ملته)  أهل المغرب الثلة الاخيرة التي تكمل الدين  ( لن تستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان رعاة الابل ممن يشهدون لا إله إلأ الله وحده لا شريك له) ثلتنا أي (عدتنا) عدة الاثني عشر قمرا عربيا قرشيا ليدل أن السودان هو المغرب معقل أهل الأسلام آخر الزمان حيث  موقع القمر العربي الثاني عشر الذي تنزل الشمس في برجه أي أنه ذات الروح الاعظم الروح الذي يتجلى فيه التاويل فتجتمع عليه الكلمة  في زمن الفتن  وأهله هم الثلة الظاهرة على الحق اي المتمسكون باصل العقيدة (أمام الوقت) .وأخرج الإمام الحاكم في مستدركه ج 4 ص 495 ح 8387 عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “ستكون فتنة أسلم الناس فيها، (أو قال: لخير الناس فيها)، الجند الغربي” ؛ فلذلك قدمت مصر وأخرجه الطبراني في معجمه الأوسط  ج 8/ص 315 /ح 8740؛ والبزار ج 6/ص 314 /ح 2026. عن الوليد عن أبي لهيعة  قال: ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” تكون فتنة تشمل الناس كلهم لم يسلم منها إلا الجند الغربي” أخرجه نعيم بن حماد ـ الفتن. وقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم : “إذا وقعت الملاحم بعث من دمشق من الموالي هم أكرم العرب فرساً وأجوده سلاحاً يؤيد الله بهم الدين” رواه نعيم بن حماد في الفتن حديث رقم 1326. أقول : وبقاعدة شرح الحديث بالحديث فزمن وقوع الملاحم هو زمن الفتن التي عصفت بالامة على إمتداد أمصار المسلمين ( مصر الحيره) أي  العراق و مصر الشام التي تشمل الشرق الأوسط  سوريا وفلسطين ولبنان .وهي ذاتها فتنة الدجال الامريكي الذي مزق وحدة الصف وأورد الأمة موارد الهلاك والتنكيل والتشريد . فلم يسلم منها إلأ مصر ملتقى البحرين ( الجند الغربي) السودان أهل المغرب الطائفة الظاهرة على الحق وهو المصر المشار إليه  لان عاصمها من فتنته هو آخر خليفة قرشي تجتمع عليه الأمة  في زمن خروجه وهو   عيسى إبن مريم شخصي سليمان والموالي أي الاعاجم الذين ينحدرون من أصول عربية ويؤيد الله بهم الدين هم ذاتهم السودان رعاة الابل الذين يستكملون ثلة الاسلام ” بعث من دمشق”  وهم الذين يبعثهم الله من دمشق (الخرطوم) فهي معقل أهل الاسلام في آخر الزمان (مدينة الأنصار) بوصفها المنارة  البيضاء التي ينزل فيها الروح (يتجلى التاويل) ودمشق يراد بها عيسى إبن مريم ذاته فهو نفسه بيت المقدس الذي تتجلي فيه الحقائق في قوله تعالى({سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (16) سورة القلم.  فالخرطوم ودمشق هو معنى ومسمى لعيسى فهو منارة الهدى(علم الدلالة للساعة (ذات الحق) روى أبو داود عن أبى الدرداء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشامأقول :فسطاط المسلمين ” هم طائفة عيسى إبن مريم  أهل المغرب أنصاري إلى الله  أي (الجند الغربي) فهم الجماعة المتمسكة بأصول العقيدة (الظاهرين على الحق والمعتصومن ببيت المقدس (بالحق بذاته) ” يوم الملحمة ” هو زمن الفتن وخروج الدجال. والغوطة هي ذاتها الشام  بلاد المغرب . والمدينة التي يقال لها دمشق التي بجانبها( أي شرقها) هي ذاتها المنارة البيضاء (الخرطوم) معقل اهل الاسلام وهي خير مدائن الغرب(الشام) بوصفهاوالارض المقدسة التي تجتمع عليها الناس (أرض المحشر) جاء في الأثر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: “أحب شيئ إلى الله الغرباء. قيل: أي شيئ الغرباء؟ قال: الذين يفرون بدينهم ويجتمعون إلى عيسى ابن مريم” أخرجه نعيم بن حماد فـي  (الفتن) المصدر: التصريح – حديث رقم 52ص 228.) فالغرباء هم طائفة اهل المغرب أي انصاري إلى الله الذين يفرون بدينهم زمن وقوع الملاحم ( زمن خروج الدجال) ويلاحظ أن الحديث لم يحدد جهة بعينها تجتمع فيها الناس بعيسى  لان عيسى هو ذاته الجهة(دمشق) أي الخرطوم العاصمة من فتنته  وطائفته هم فسطاط المسلمين الظاهرين على غيرهم من أهل الأمصار الاخرى( مصر الشام  ومصر الحيرة)  فلما كانت الأحاديث دلت أن أهل الغرب هم الفئة الظاهرة على الحق حتى ينزل عيسى هذا تأكيد ان الشام والذي يراد به المغرب (هو قطر السودان) و خير مدائنها هي المدينة التي يقال لها دمشق( هي مدينة الخرطوم) فهي منارة الشام (السودان) الشرقية(التي يشرق منها الأسلام التي تهدي للحق بذاته) وروى مسلم في صحيحه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ، قيل : ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : الذين يصلحون عند فساد الناس . وفي لفظ آخر: الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي )  فالغرباء الذين يجتمعون بعيسي وفي رواية الذين يصلحون ما أفسده الناس أي ما أفسدوه من سنته فهم ذاتهم الموالي أي الأعاجم ذوي الاصول العربية العميقة  والذين لا يتحدثون إلا العربية ((إذا وقعت الملاحم بعث من دمشق من الموالي هم اكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا ) فجملة ” اكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا ” أي أفصحهم لساناً وأبلغهم بياناً من العرب المستعربة  فهم ذاتهم السود الجعد الذين يجددون الدين ومفاهيمه آخر الزمان و يؤيد الله بهم الدين بوصفهم  رعاة الأبل الثلة المستعان بها لإكمال الدين ( لاصلاح ما افسده الناس من السنة) “من دمشق” أي من(الخرطوم)   عن عبدالله بن الحارث (يخرج ناس من الشرق، فيوطئون للمهدي (يعني سلطانه)). التذكرة (514) ناس المشرق هم ذاتهم الموالي(الأنصار) أي العرب العاربة الذين لا يتحدثون إلأ العربية والمشرق هي الخرطوم (دمشق)  ومن ثم فالغرباء هم اهل المغرب الذين يفرون بدينهم في زمان الفتن ويجتمعون بآخر خليفة قرشي وهو الذي يستنقذ آخر الامة من فتنة الضلالة( فتنة الدجال) كما إستنقذوا من فتنة الشرك في أولها . والتخصيص للجند الغربي (جنود سليمان) شخصي المسيح  لا سواهم. جاء بمعجم أحاديث الأمام المهدي لعلي الكوراني في باب مسالة نزول عيسى إبن مريم ” فلم يحدد أي حديث عن أهل البيت عليهم السلام مكان نزول عيسى وهذا يصحح إحتمال نزوله في بلاد المغرب في إحدى عواصم أتباعه وحواريه) أقول : ما أشكل على الكوراني وبقية شراح الروايات البيتية هو في صعوبة تحديد مكان نزول عيسى إبن مريم من خلال النصوص والاحاديث لأنه في الأصل لم ترد أي رواية من أهل البيت تشير إلى أن عيسى ينزل بكامل بشريته وإنما كل المصادر الشيعية تبين ان عيسى إبن مريم هو ذاته المهدي القائم البيتي الثاني عشر الذي ينزل روحا  منفوخاً من الله تعالى في رحم آمراة من آل  بيت النبؤة  من ذرية الحسين من ولد فاطمة ببلاد المغرب(الشام) ومن ثم يولد فيهم بوقائع لا يؤبه لها احد من الخلق وبأسم سليمان .ومن ثم يتوجه لصرة الشام أي عاصمتها(دمشق) أي الخرطوم معقل أهل الأسلام ( مدينة الأنصار( الحواريون) ونزوله فيها هو مجيئه من الشام (المغرب) أي نزوله روحا من الله في ديار الغرب(الشام) بالشريعة أي ميلاده لابوين بكامل بشريته ومن ثم يتوجه لله بالحقيقة لصرتها أي منارتها الشرقية(عاصمتها الخرطوم) محل الظهور والتجلي الأكبر للروح  في قوله تعالى ({سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (16) سورة القلم.  قال النبي صلى الله عليه وسلم (ويجئ عيسى إبن مريم من قبل المغرب مصدقا بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة) من قبل المغرب( من الشام) ويقتل الدجال في الخرطوم  .  فقد أخرج الداني عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المهدي هُوَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ كِنَانَةَ مِنْ رِجَالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، عَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِيَّتَانِ ، كَأَنَّ وَجْهَهُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ فِي اللَّوْنِ ، فِي خَدِّهِ الأَيْمَنِ خَالٌ أَسْوَدُ ، بَيْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ ، فَيَخْرُجُ الأَبْدَالُ مِنَ الشَّامِ وَأَشْبَاهُهُمْ ، وَيَخْرُجُ إِلَيْهِ النُّجَبَاءُ مِنْ مِصْرَ ، وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَأَشْبَاهُهُمْ حَتَّى يَأْتُوا مَكَّةَ ، فَيُبَايَعُ لَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ مُتَوَجِّهًا إِلَى الشَّامِ وَجِبْرِيلُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ ، وَمِيكَائِيلُ عَلَى سَاقَتِهِ ) فالمهدي الاسرائيلي هو عيسى إبن مريم وأبدال الشام هم أهل الغرب (دارفور الموالي الاعاجم) ونجباء مصر هم أهل كردفان ( العرب بني عطية وعموم القبائل العربية ) وعصائب أهل المشرق هم النزاع من القبائل (الغرباء) اهل المشرق ( الخرطوم ) “ومتوجها إلى الشام “أي متوجها للمغرب من شرقها  أي من المنارة البيضاء(الخرطوم) فهي ملتقى الحقائق  حقائق الخلق  وهي النقطة التي تجتمع فيها المتضاضدات (المسيح والدجال) أي إقتران الصفات بالاسماء( مقرن النيلين أي مجمعهما)   ففي حديث طويل لنبي صلى الله عليه وسلم جاء فيه(. فبينما هو كذلك(أي الدجال) إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ. فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله) ومن ثم فطائفة أهل المغرب(أهل الشام) الظاهرين على الحق إلى يوم القيامة هم موالي دمشق أي فسطاط المسلمين ( أنصاري إلى الله) أي حواريه بعاصمتهم (دمشق) الخرطوم  خير مدائن الشام (المغرب) ظاهرين إلى يوم القيامة أي مستمسكون بأصول الدين إلى.يوم القيامة أي قيامة عيسى من غيبيته ومجيئه من قبل المغرب (الشام)ونزوله عليهم ( ليرتبط بالحديث ( لا يزال اهل الغرب ظاهرين على من نأواهم حتى ينزل فيهم عيسى) ففي كتاب الأعلام بين الهجرة إلى الشام . تأليف برهان الدين إبراهيم البقاعي ” ففي صحيح مسلم من حديث سعد بني أبي وقاص رضي الله عنه  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة” . قال أحمد بن حنبل أهل المغرب هم أهل الشام ( المغني مع الشرح لإبن قدامة (ص377-5) وقال إبن تيمية : ” وهو كما قال لوجهين أحدهما أن سائرالحديث بيان أنهم أهل الشام فالإعتبار في كلام النبي صلى الله عليه وسلم لما كان غرباً وشرقاً له حيث تكلم بهذا الحديث وهو في المدينة وكان أهل المدينة يسمون المغربي من أهل المغرب بالشامي والثوري بالشرقي. وفي ذات المصدر يقول يقول الامام أحمد” ان ارض الشام هي ارض المحشر ودمشق هو موضع يجمع إليه الناس إذا غلبت الروم وقال أرض المقدس اين هي ” ولا يزال اهل الغرب ظاهرين ” فقال هم أهل الشام)فارض الشام هي ارض المغرب وذلك بالاعتبار الصحيح لموقع صدور الحديث.أقول: فالشام هي السودان ودمشق التي  يجتمع عليها الناس يوم تغلب الروم هي ذاتها الأرض المقدسة (بيت المقدس أرض المحشر( هو ذاته الخليفة) مصر ملتقى البحرين(الخرطوم) الأرض الممتنع ان يدخلها كافر أو يمسها ولأبن عربي فهم ودلالة عميقة في قوله ” وقبل ظهور الامام وقت خراب الشام وهدم بيوتها ودمار دمشقها ولقد صدق الامام علي حين قال بمنبر بمصر وخراب دمشق وطرد يهود ونصارى من بلاد العرب وظهور صاحب عصا موسى بالعدل علمه ليس له مثيل ومنصبه جليل ومن أراد التاويل فهو محمد العمل وعيسى الروح وسليمان الجن ”  فمن أراد التأويل ” الحقيقة ” فهو محمد العمل أي الشريعة بمظهره وخلقه وشمائله وأسمه . ” وعيسى الروح” أن روحه هو عيسى ” وسليمان الجن” والجن هي  الذات الغائبه التي لا تدرك غورها ودمشق التي ينقضها هي ذاتها الحقيقة العيسوية (كعبة الظاهر(الشريعة) التي يلغيها

دمشق(مجمع البحرين)

 قال تعالى :(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) النساء”. فالنفس الواحدة هي الخلية الاولى(الرتق الاول)(دمشق)   والكلمة مركبة من لفظين أي الدم الذي تفرعت من الدماء (الخلق) وهوالروح الرباني شخصي سليمان  الذي منه “خلق منها زوجها” أي أشتق (فتق منهما الخلق (عالم الأسماء (السماء(الأرواح وعالم الصفات (الأرض) (الروح والمادة) ويراد بهما عيسى وقرينه (آدم) قال تعالى (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (59) سورة آل عمران . فآدم مخلوق على مثال الروح (صورةعيسى) اي على فطرته على صفات الحق إلأ أن عيسى هو الكامل لأنه روح إلهي من عند الله  (وجها ذاتيا منه)  “وبث منهما”  إي إشتق منهما أي إستخرج منهما (الكنز) بالجمع بين الروح والمادة (بث) منهما  الخلق العلوي والسفلي العجمي والعربي  قال تعالى (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} سورة الشمس(7-8) (فُجُورَهَا) أي طابعها الطيني(الأرضي ووالدها العنصري (آدمها )  ” وَتَقْوَاهَا” صورتها الإسرائلية الروحانية  أي عيساها (مهديها) حقيقتها السماوية(أبيها)  فكل حقيقة تريد الانفراد بذاتها والأستقلال بكيانها فيقع التجاذب للنفس تارة لجهة العناصر والكثافة (لفجورها ) وتارة لجهة اليمين والروح وعالمها الأسرائيلي(لبيت المقدس) وهو الصراع القائم بين الأسماء وتجليها بصفاتها (بين عقل الروح وعقل المادة) .عن عبد الله بن عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يخرج المهدى والدجال كفرسي رهان فيغلب هذا على الذي يليه وهذا على الذي يليه حتى يلتقيان بفلسطين صرة الشام”..صرة الشام  هي دمشق (الخرطوم) هو مجمع إلتقاء حقائق الوجود(الروح والمادة))) فمع ذروة الإشتداد والجذب لكل طابع بطبعه فيجتمعان في صرة الشام (دمشق) الأصل الاول الذي فتقا منه (النقطة نقطة الإنفتاق) شخصي المسيح فهو أرض المحشر اي ارض الجمع أي فهو الآب الحقيقي ويقول إبن عربي في كتاب كشف الستر  ” وأعلم أن للكنانة اب روحي ستر عن العوام والغز للخواص وفاز بمعرفته الندرة) فالآب الروحي هو ذاته الروح الأعظم  الأرض المقدسة الجامع للأجناس والطبائع  (العجمي والعربي والاسود والأبيض والأحمر) .قال تعالى{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ} (20-19) ( مرج ) اي رتق (جمع الوجود لنقطة واحدة(البرزخ(الأب الروحي) وردهم للأصل الجامع (دمشق) اي الكتاب الاول ( النفس الأولي التي منها إنفتقت حقائق الخلق( السماء والصفات (الروح والمادة) أي آدم وعيسى ومنهما (بث) أي خلق الأجناس وساحت في الارض(إنتشرت) ولذلك هو الحافظ لهذة الحدود بين الجنسين (الجن) والأنس فلا يبغى جنس على جنس ولا لون على لون  في حكمه ولذلك فهو المنتظر قيامته للخلافة والحكم فيما إختلفوا فيه  عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري، اللون لون عربي والجسم جسم إسرائيلي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً يرضي في خلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجو يملك عشرين سنة“. أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي والطبراني في معجمه.

ترضى بخلافته أي بدلالته وإستخراجه (بجمعه (مرجه) للشريعة والحقيقة ) ومن ثم فدمشق هو ذاته الخليفة الأعظم شخصي المسيح وهو ذاته مصر ملتقى البحرين (ملتقى الأسماء والصفات)اي الكتاب المبين (كتاب الأنساب) المحفوظ من التحريف(التلبيس  والتدجيل ) فلا تختلط عليه الأجناس والأنساب الفرد الذي يستخرج الحقائق بصورة ثنائية لا يعارض بعضها بعضا (لا يبغيان) ولما كانت دمشق هي مصر ملتقى البحرين وهو المصر الذي يفتح الله عليهم مشارق الاض ومغاربها والفتح هو الفتح المعرفي هو ذاته الكنز المستخرج اي الحكم الرباني الراشد والراي الذي يجتمع عليه هذا الشعب والذي لا يستخرجه إلأ بالجمع بينهما بين أهل السودان (العرب والعجم) أي برتق الصدع في هذا الشعب  (لن يستخرج كنز الكعبة الا ذو السويقتين من الحبشة) الإستخراج هو إستنباطه الحكم الرباني العادل من جوف الشريعة أي بجمعه بالسويقتين (علم الحقيقة والشريعة) وهي سمة ما تفرد بها إلأ أهل هذا المصر (فالكعبة يراد بها كعبة التحقيق (النفس الأولى ) أي دمشق وهو عيسى إبن مريم(آدم الأراوح) كعبة الأرواح  والكنز المستخرج منها هو(اللؤلؤ(الياقوتة البيضاء( الكرسي) و(المرجان(الياقوتة الحمراء(العرش) أي صفات وأسماء  وهم أنصاري إلى الله ( إذا وقعت الملاحم بعث من دمشق من الموالي هم أكرم العرب فرساً وأجوده سلاحاً يؤيد الله بهم الدين“) فالموالي هم ذاتهم الرجال (اللؤلؤ ) المستخرج من (دمشق ) من الكعبة (وقعت الملاحم ) تظاهرت الفتن وإختلطت المفاهيم فإن الله يبعثهم (يخرجهم من مكنون غيبه) فهم من يستخرجون الحقائق بفصاحتهم ولسانهم الذي قارعوا به أهل اللغة والفصاحة ( هم أكرم العرب فرسا) أفصح من يتحدثون بلسان العرب ) فعنعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، ويسلبها حليها، ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أصيلعاً أفيدعاً يضرب عليها بمساحيه ومعوله“. وفي صحيح البخاري –بشرح الفتح. كتاب الحج صـ460) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” كأني به أسود أفحج يقلعها حجراً حجراً  ويقلعها حجرا حجراً أي يكشف  الحقيقة (وهي ذاتها دمشق) ” ( يستخرج) دلالتها(كنزها) فصلاً فصلاً وحرفاً حرفاً . وقوله” يضرب عليها بمساحيه ومعوله ”  المسحاة  هي سلسلة منشوراتي التي تمسح عن هذة اللغة التحوير والتزييف الذي طالها(التأويل الخاطي وهي ذاتها الحلي والكسوة) ففي حديث طويل بصحيح مسلم “عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فأمرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيئ من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل” فالقوم الذين يردونه (يردوه بالحجة اي يردوا دعوة ربوبية العقل المادي هم ذاتهم طائفة أهل المغرب المعتصمون بدمشق (ببيت المقدس اي المعتصمون ببيت الولاية (الفهم المرتفع والمنزه من الحدود ومن خلصوا من رق عبودية وسلطان عقل المادة) فهم أهل مصر ملتقى البحرين الذين يردوه من  بين جميع الامصار  لأن امام هذة الطائفة هو الفرد الجامع لحقائق الخلق واعلمهم بالله وبتجليات أسمائه وصفاته(بالأجناس)  فهو ذاته الخليفة اليماني القرشي الذي ينزل ببيت المقدس(عقل الروح) ويبنيه بناء (يعمره) بدلالته للحق بذوقه العالي والفهم المقدس) وهو معنى عمران بيت المقدس (عمران معسكر الروح (فسطاط الايمان )اي إنفتاقه من الشريعة (إنسلاخه من عقل المادة (معسكر الكفر) ولذلك فمع بنيانه لبيت المقدس (باذواق الولاية ) تخرب دلالة الشريعة وتفقد مكة(كعبة الظاهر) عصمتها لإرتفاع سقف المعرفة للأقصى(للفهوم المقدسة والحقائق الذاتية الممتنعة للكافر)  ففي الفقرة (ويقول للخربة اخرجي كنوزك فتتبعه) هي القوة المادية الفاقدة للروح وهو فسطاط الكفر(معسكر الدجال) والخربة التي تتبعه هي ذاتها الخرطوم ونظامها الحاكم فهي آخر معقل لأهل الأسلام فكانت معصومة بسرها فمع إستخراج كنزها (اللؤلؤ والمرجان)اصبحت هدفا مكشوفا للدجال الامريكي الذي سيوردهم موارد الذل والهلاك والتشريد ومن ثم وبذات الثنائية في المعنى فلما كان ذو السويقتين هو من يستخرج دلالتها (غايتها) مهديها الذي كان غائباً فيها فهو أفرغ الشريعة من سرها سرها المقدس فتتلاشى هذة الحصانة منها فتصبح الخرطوم ونظامها الحاكم أشباحا لا روح فيهم  فتقع المقتلة والتشريد والتهويل ( فياتون الحبشة فيخربونه خراب لا يعمر بيت بعده ابدا) لا يعمر اي لا يلتفت احد للخرطوم ( لمكة ) وحتى لعيسى بوجود هذة الاذواق (ذوق الاحدية) علم الساعة العلم الدال لكنة ذات الحق الذي لا يهوي به على شئ إلا هلكه ( ذاب كما يذوب الملح) إذ يفقد مذاقه لانه علم التأويل (علم التوحيد) الذي يهدم وثنية العبادة (يهد بيت الشريعة) اي يهد العقلية المادية (مكة العرب) اي مكة النبؤة والتشريع)  ولذلك تكون في مرمى منه (من الدجال) الذي كان لا يراها (لا يلتفت إليها) أي إلى هذة الدعوة(دمشق) ويراد بها أيضاً السعودية فكانت بمنأ من الخطط الغربية من فترة الغزو الغربي  للبلاد الأسلامية ” فيأمر الخربة” هي نفسها مكة العرب ( المملكة السعودية) بالتسلط في سياستها الداخلية وفرض هيمنته وسيادته ” وكنوزها المستخرجة هي  تركة آل سعود ( عوائد الحج) التي دفعتها المملكة لإدارة الرئيس الامريكي ترامب عقب زيارته الاولى  للمملكة  بفرضه حزمة من العقوبات المالية الكبيرة لصالح ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر ومن ثم فالقوم الذين يردون عليه قوله ” اي الدول التي ترفض التصويت في القرار بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فيقطع عنهم المساعدات المالية فيصبحون ممحلين ليس بإيديهم شئ . أوردت  قناة الجزيرة الاخبارية على موقعها الالكتروني تحت عنوان ” ترمب يهدد بقطع المساعدات عن معارضيه بشأن القدس ” هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الأربعاء بقطع المساعدات عن الدول التي ستصوت في الأمم المتحدة على مشروع يبطل قراره اعتبار القدس عاصمة إسرائيل، وقال ترمب في تصريحات أدلى بها للصحفيين في البيت الأبيض “إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا. حسنا، سنراقب هذا التصويت. دعوهم يصوتون ضدنا. سنوفر كثيرا ولا نعبأ بذلك)

المصدر(http://www.aljazeera.net/news/international/2017/12/20/ ) ويشير المعنى أنها لا تتبعه في سياسته ولا تزعن لقراره ويراد بها دولة قطر وتحديا للوقائع الاخيرة للمؤتمر الاخير الذي عقد بالعاصمة الرياض ما يسمى القمة الأمريكية الاسلامية” بحضور الرئيس الأمريكي(الدجال)  “فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بايديهم شئ ) فالوقائع تجلت بأدق التفاصيل فعقب مقادرته تبدلت المواقف العربية مع  دولة قطر فهي الدولة التي عارضت المشروع الأمريكي الصهيوني ولذلك تعتبر تهديدا للسياسة الغربية في الشرق الاوسط فتم تصنيفها على قائمة الدول الغير مرغوب بتوجهها الذي لا يخدم المصالح الامريكية والعربية المشتركة فتم قطع العلاقات الدبلوماسية معها على اعلى تمثيل وبضرب حصار جائر عليها فإنهار الأقتصاد الداخلي وتهاوت الأسواق المالية وتم تجميد الأرصدة بالخارج (ليس بايديهم شئ من أموالهم )  “ثم يقول للخربة أخرجي كنوزك فتتبعه كيعاسيب النحل” فمن أجل نيل ثقة المارد الامريكي المتهود ولرفع الحصار عنها وتطبيع علاقاتها به فأن السعودية(الخربة) تتدفع باموالها للغرب وتتصدر  المواجهة وتوسع حربها بالوكالة لتشمل عدد من الدول المشاركة في الحملة ضد ما يسميه الغرب الأرهاب أي ضد (الأسلام) فتألب عدد من الدول ضد قطر وتتبعها بقية الدول العربية في المشاركة في حربها (كيعاسيب النحل) واليعسوب هو قائد السرب والزعيم وتشير للسعودية فهي صاحبة المبادرة بإنشاء هذا التنظيم  ( التحالف العربي ضد الإرهاب أي ضد الاسلام) فقد أوردت قناة (داو الالمانية) على صفحتها الإخبارية بعنوان ( ترامب يطالب السعودية بـ”ثمن الحماية

قال المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب إنه سيدرس وقف شراء النفط من السعودية إذا لم تقدم الرياض قوات لقتال تنظيم “داعش”، معتبراً أن مشكلة بلاده الحالية هي تنظيم داعش، وليس بشار الأسد.اعتبر المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب أن سياسته الخارجية ستتبع نهج “الولايات المتحدة أولاً” التي ستمنع “استغلال” بلاده، ملمحاً في مقابلة مطولة نُشرت السبت إلى إمكانية وقف شراء النفط من السعودية.وقال ترامب إنه ينبغي للولايات المتحدة أن تحصل على تعويض عما تنفقه من الدول التي توفر لها الحماية حتى الدول التي تملك موارد ضخمة مثل السعودية، مضيفاً: “ومع ذلك ما كان للسعودية أن تبقى لفترة طويلة بدوننا”.

رعـــاة الابــل (اهل المغرب)

فلما كانت مصر ملتقى البحرين هي ذاتها دمشق والتي تمثل فسطاط اهل الاسلام (معسكر الايمان) بوصفها الأرض المقدسة زمن الفتن (فتنة لا يسلم منها إلأ الجند الغربي) فهي فتنة الضلالة(فتنة ترامب) الذي إلتبس واشكل على بقية ألأمصار(مصر الشام ومصر الحيرة) فهي تمثل الفرق والطوائف الأخرى التي رفعت رايات باسم الدين والتجديد و تبنت مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبؤة وما غفل عنها أنها غير مخصوصة بامر الدين لأن الدين لله ولا يقبل الله من أحد القيام به إلأ نبياً ورسولا ويكون بيتياً وهوشرط لحمل لواءه فالمجدد هو مبعوث رباني من الله تعالى (أن الله يبعث في هذه الامة على راس مائة عام من يجدد لها أمر دينها )  ولما كان زمن الفتن (إختلاف المفاهيم وجهل بمقاصد التشريع لغياب لغة التنزيل ) فخرج الدجال في أعراض الناس وهزم أهل المشرق(طالبان وتنظيم القاعدة) ومصر الشام (سوريا (تنظيم الدولة ) فيلاحظ بالحديث ( عند وقوع الملاحم يبعث من الموالي هم اكرم العرب فرسا واجوده سلاحا يؤيد الله به الدين) يؤيد الله به الدين أي يبينون ما أشكل فهمه من السنة زمن خروجه أي زمن هذه الملاحم (التجليات) وقوله يؤيد الله بهم الدين أي (يصلحون ما أفسده الناس من سنته ) أي ليردوا غربة الاسلام(يردوا الدجال)  فهم ذاتهم  الحبشة الذين يخربون الكعبة (الشريعة) بالمفاهيم العالية  ليبينوا(يستخرجوا) الجوهر(الكنز) المختلف حوله و المقتتل عليه (ليصلحون الدين ويقومونه)  ومن ثم فبعث دمشق هم ذاتهم أهل المغرب و المغرب  هو كل ما غرب عن العقل وأرتفع عنه بالفهم  فهم أهل الأيمان الغيبي (فهم الولاية) (التأويل)الذي يكشف عن وجه الحق .ويلاحظ بحديث سمرة ( تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم وتغزون الدجال ) لانهم جمعوا أصول الدين إي أن قائم هذه الطائفة هو أمام رباني  وهو آخر الآئمة ليؤكد انهم طائفة عيسى إبن مريم الطائفة الظاهرة على الحق (القوم الذين يردون الدجال ) اي يردون ربوبية العقل المادي بالمفاهيم المقدسة دون سواهم من الطوائف الأسلامية الاخرى {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (55) سورة آل عمران.” وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ” فهم ذاتهم الثلة المستمسكة بأصول العقيدة والظاهرة على الحق  (المعتصمون ببيت المقدس(بذوق الحق) والذين كفروا هم من وقفوا في حدود الشريعة والظاهر فخرج الدجال فيهم وغابت عنهم صفاته ” لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة) (لاتزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى ياتي امر الله وهم كذلك ) متفق عليه واللفظ لمسلم وفي صحيح البخاري (وهم على ذلك)  ( لا يزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك . قال وأين هم : قال ببيت المقدس)  فطائفة المغرب هم معسكر الايمان (دمشق)  وهي الخرطوم(المنارة البيضاء) حتى يأتي أمر الله أي حتى يقوم الروح بذاته (خروج الشمس بذاتها للدلالة للحق (قيامته ليحكم بينهم فيما إختلفوا فيه) يأتي من المغرب (الشام) بالحقيقة وتوجهه لدمشق (لمنارتها البيضاء الخرطوم) بالشريعة بخروجه من غيبته(جذبه وسكره) وفناه بعد واقعة وفاته(موت عقله وغيابه) ونزوله هو تدليه من المقام بخروجه بحسيته لعالم الظاهر(لحالة الصحو) فهو القائم الذي يقوم(بالتوحيد (أمر الله  بعد موته(غيبته) بوصفه شمس المغرب الطالعة من مغربها بالحقيقة والجارية لمستقرها  بالشريعة ومن ثم .فإتباع عيسى الذين لهم الظهور في صدر الآية هم طائفة مخصوصة من أهل المغرب(الشام) أي من أهل السودان ويراد بهم( بعث دمشق) فهم على الحق الذي يخالف في وجوهه جميع  مذاهب الشام أي اهل المغرب  الذين كفروا بعيسى  .قال الرسول صلى الله عليه وسلم” عصابتان من أمتي أحرزهما الله  من النار عصابة تقاتل في الهند وعصابة تكون مع عيسى إبن مريم) فعصابة الهند هي  الطائفة  المرحومة من أهل الهند و ليس عمومها  ويراد بهم رفقاء الجهاد الأسلامي تنظيم القاعدة وحركة طالبان بقتالهم الدجال الامريكي “. والعصابة الأخرى التي تكون مع عيسى هم أيضاً طائفة مرحومة وقلة من اهل المغرب أي من أهل الشام (السودان وليس عمومه وإنما التخصيص لدمشق  (لأتباع عيسى إبن مريم) والأشارة في حديث الثلة ” لن تستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان رعاة الأبل ممن يشهدون لا إله إلأ الله وحده لا شريك له)  فالأثر النبوي حدد أولاً جهة السودان  (المغرب) ومنها تم التخصيص ( ممن يشهدون ) (ليس كل المغرب) أي ليس عموم الشام  وإنما هناك من يشهد بالتوحيد  وغيره كافر.{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (55) سورة آل عمران) فالذين إتبعوه هم (العصابة التي تقاتل معه الدجال) هم أهل المغرب بالتحقيق أي اهل الحقائق العالية والمرتفعة عن العقل و التي غربت عنها الطائفة الأخرى (اصحاب التشريع) ولذلك  فهم فقط الذين يذوقون مذاق الأحدية الحضرة التي لا يذوقها كافر (محجوب)  الذين كفروا بعيسى في بعثته الثانية بميلاده الثاني وليس المقصود بوقائع بعثته الأولى ببني إسرائيل لأن الحجة عليهم قائمة إلى الساعة (فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) فهم جماعة المسلمين آخر الزمان  لأن شرط الشهادة قائم على أمام الوقت وهم ذاتهم الثلة التي تكمل عدة الاثني عشر خليفة من الخلفاء القرشيين (يكون هذا الدين قائما إلي يوم القيامة ويكون عليكم أثني عشر خليفة كلهم من قريش) فالدين الذي يكون قائما إلى يوم القيامة هو فقط الدين الذي تدين به هذة الطائفة اي بالإيمان بهذة البعثة الثانية (الرجعة) لعيسى إبن مريم بالميلاد وباسم سليمان وهو دين الفطرة (العقيدة الصحيحة التي كفرت بها الملة وقاتلته عليها ودافعت لردها وتشكيك الناس بها حتى يتصدر الحق تعريفه لوقائع هذا الميلاد(حتى يأتي أمر الله) ولا يراد بوقائع بني إسرائيل لأن الخلافة قائمة إلى يوم القيامة بدين الاسلام  بهؤلاء القرشيين ولم يظهر الاسلام على بقية الأديان إلأ بالدين الحق  الذي ياتي به عيسى إبن مريم  فهو الدين الذي يخالف  في وجوهه جميع المذاهب فيكون غريبا عن العقول والمفاهيم التقليدية ولذلك تجفل منه الناس خوفا لنفاذه حدود أرضهم المقدسة ومن ثم فالفوقية والظهور لهذة الطائفة المؤمنة التي  تكمل ثلة الامة ( يصلحون ماأفسده الناس من السنة ) بتصحيحهم المفاهيم المغلوطة عن عقيدة الرفع فتكون هي ذاتها النصرانية المستنسخة برداء الاسلام التقليدي  فالظهور لأهل المغرب  دون غيرهم .فلما كانت نبؤة التشريع ختمت فإن الامة تستمد علومها من مشكاة الولاية (لا يشهد على الحق إلأ رعاة الابل في كل زمان و(الأبل) ورعاته هم أصحاب الاسم العظم أهل الحقائق والاذواق العالية الغاربة عن بقيه الخلق ولذلك فالهداية باقية  بإنقطاع  النبوة ومستمرة  إلى  يوم القيامة  وتختم بآخر المهديين وهو عيسى إبن مريم شخصي سليمان ليدل ان أهل المغرب الذين كفروا بعيسى هم أفراد لهم مرجعية به اي أوتوا علم الحقائق وحديث الامام ابي عبد الله  التالي يكشف هذه الوقائع ” لا تشتري من السودان احد فإن كان لا بد فمن النوبة فهم من الذين قالوا إنا نصارى فاخذنا ميثاقهم  فنسوا حظا مما ذكروا به وانهم سيذكرون ذلك الحظ وسيخرج عصابة منهم مع القائم منا) فقوله لا تشتري من السودان (أهل الغرب ) فإن كان لا بد فمن النوبة” فالسودان الذي نهي من أن يختلط به انسابهم هم الذين كفروا بعيسى فإستثني الطائفة المؤمنة منهم  ” هم  الموالي (بعث دمشق” هم العصابة التي تخرج مع القائم منا ” وهي ذاتها العصابة الذين من أصلابهم سيخرج من يكون من أنصار المسيح . يقول الأمام علي في كتاب الجفر”… أصحاب بلال أصحاب آدم فيهم سر الأيمان خبئ يوقظه المهدي من أرض السودان” فسر الايمان الذي خبئ فيهم هي شهادتهم وقرأتهم للكتاب(للأبل)  ويلاحظ في قوله ” ممن قالو انا نصارى” أي أن من اهل الغرب كانوا رعاة إبل(أصحاب بيعة سابقة لامام رباني) وهوالأمام محمد أحمد المهدي ويراد بهم أنصار المهدية) “ممن يشهدون ”  أي ممن قالوا أنا نصارى ” فهم ذاتهم رعاة الأبل) أي أنصار صاحب الوقت الذي يرد عنهم فتنة الدجال في زمانه  فهو (عيسى الزمان) صاحب الاسم الاعظم في وقته (الإبل) الذي بمشكاته تهتدي الامة للحق. كما في الآية في قوله  ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (14) سورة الصف. فعيسى هو مقام محمد أحمد المهدي فالذين آمنوا هم رعاة الابل السودان (أهل المغرب عامة (أنصار المهدية) وفي زمن أمامهم هم الطائفة الظاهرة على الحق (على جميع المذاهب) حتى يأتي امر الله أي حتى ياتي صاحب المقام أصالة (عيسى إبن مريم ) ولذلك فهم كانوا على هداية وبيّنة من أمرهم (ظاهرين على غيرهم) فالحواريون هم أهل المغرب في كل زمان (أهل الحقائق(رعاة الإبل) أصحاب صاحب الوقت ولذلك هم مجموعتين(طائفتين) مجموعة عاصرت الامام محمد أحمد المهدي وبايعته ونصرته “هم الذين أخذ عليهم الميثاق ” العهد بنصرة عيسى إبن مريم في زمنه” فآمنت طائفة منهم” أدركوا عيسى في زمانه وبايعوه ” ممن قالوا ” من أصلابهم وهم ( عصابة الافارقة)  الطائفة الأخيرة من أهل المغرب  أي من ذرية الانصار الأوائل “سيخرج منهم مع القائم منا عصابة منهم” أي من ذريتهم أي من ذرية الأنصارالاعاجم  الأوائل الذين عاصروا الامام  سيكون هناك بقية منهم مع عيسى  فهم الظاهرين على  أبائهم أي على المجموعة الثانية من الحواريين الذي آمنوا بمحمد أحمد المهدي وكفروا بعيسى (وهم عموم أهل الشام أي عموم الأنصار أي أباؤهم ) الذين أخذ عليهم الميثاق (بيعة لامام وقت) ولا يوجد أمام ظاهر يسبق عيسى إبن مريم ببلاد المغرب(السودان) إلأ الامام محمد أحمد المهدي الذي بعث في اهل الغرب (رعاة الابل)  (وهو ذاته يعتبر صاحب الخرطوم الذي يسبق خروج المهدي عيسى إبن مريم شخصي سليمان المهدي الخارج من المغرب الأقصى شرط الساعة  أي الذي يختم الله به الدين) ولا يقصد بالنصارى مفهوم المسيحية وأنما انصار المهدي شخصي المسيح  وقولهم نسوا حظا نسوا هذا العهد بان يكونوا على هذا الحق
(البيعة) حتى يأتي أمر الله بأن ياتي  عيسى) وينصروه ( يبايعوه ) وعيسى نفسه منهم من الانصار (من أهل الغرب )  والوقائع يجملها قول الأمام علي (عليه السلام) ” يا كميل الدين لله فلا تغترن باقوال الامة المخدوه التي ضلت بعدما إهتدت وجحدت بعدما أقبلت يا كميل الدين لله فلا يقبل الله تعالى من أحد القيام به إلأ رسولاً أو نبياً ” فالامة التي ضلت بعدما أهتدت هم أهل المغرب  وتحديدا أنصار المهدية اليوم بعدما قالوا أنا نصارى فإهتدت بمهديها وأمام زمانها وضلت وكفرت بعيسى لما جاءهم فالطائفة الظاهرة هم طائفة عيسى إبن مريم (العصابة التي تقاتل معه الدجاللهم الظهورر والفوقيةعلى الطائفة الأخرى (أتباع الأمام محمد أحمد الذين لا زالوا على بيعته(شهادته) بعد وفاته الشهادة التي لا تغني بظهور صاحب الوقت وحجة الزمان  فهو من يهدمها(يلغيها) وليستأنف بهم أمر وهم ذاتهم اصحاب المائدة المرتدين( وسقوط طائفة من مسجد دمشق الغربي ) أي إرتداد طائفة من الانصار الذين قالوا أنا نصارى فأوخذ عليهم العهد بالنصر فخرجت من طاعة هذا الخليفة (مسجد دمشق الغربي  ويراد بهم انصار الامام محمد احمد المهدي فهم المشار إليهم ”  وسيذكرون ذلك الحظ” والحظ أن عيسى يبعث فيهم ويخرج منهم”  فالدين الذي يقوم على قدم نبيا ورسولا هو في الأصل نبي ولا نبي يخلف مهدي إلا عيسى إبن مريم ( لن تهلك أمة انا أولها والمهدي وسطها وعيسى آخرها) فمهدي الوسط هو الامام محمد احمد المهدي وذلك بشهادته هو نفسه ” من مهديتنا وإلى عيسى وعيسى منا ” وعيسى منا وهو الحظ المشار إليه الذي نسوه . فمن مهديتنا أي ان عيسى هو آخر المهديين فكما بعث الامام محمد أحمد المهدي في راس قرن (أي صدع بامره  سنة( 1881م) والقيد الزمني بشرط الحديث (إن الله يبعث لهذه الامة على راس مائة من يجدد لها امر دينها) ومن بعد المائة التي بعث فيها الامام محمدد أحمد المهدي والذي وافق (1981م) هو نفسه العام الذي صدعت فيه بامر دعوتي إلى الله  .يقول الأمام الحافظ جلال الدين بن عبد الرحمن السيوطي في رسالته المسماة ” كشف في مجاوزة هذه الأمة الالف ”  فإن الذي دلت عليه الاثاربخروج المهدي المنتظر على راس المائة إحتمالاً قويا أي على راس المائة الرابعة عشر بعد الف هجرية ) يعنى تحديد 1401 هجرية الذي يوافق 1981ميلادية. وأذكر أنه في منتصف ثمانينات القرن الفائت وفي مشهد جمعني به ” بالامام فسألته عن قومه” الانصار” فقلت له : أولم تخبرهم بمجيئ ؟ فاجاب قائلأً: بلى” ومن ثم في آخر الحديث في قوله ” وسيخرج عصابة منهم مع القائم منا”  فالقائم منا والذي يخرج من الانصار (من أهل المغرب) هو المهدي الفاطمي عيسى إبن مريم شخصي سليمان . ” لا تزال ظائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتل بقيتهم الدجال ) فأهل الغرب هم الأنصار الذين عاصروا الأمام المهدي وبقيتهم التي تقاتل الدجال هم ذريتهم أي ذرية ممن قالوا انا نصارى وهم أنصار عيسى إبن مريم أي الذين يخرجون من أصلاب الانصار الأوائل الذين كفروا (الطائفة المؤمنة ) والظاهرة على غيرها من أهل المغرب والقتال والظهور لهم فهم اهل الحق وقتالهم هو في بيان حقيقة عيسى نفسه انه شخص سليمان بذاته وروحه دون حلول أو تناسخ أرواح وهي تطيح بأمال الأنصار الذين يحومون حول فكرة تناسخ الارواح وبعث عيسى بروح أئمتهم وهي ذاتها الوصفة التي تطبخ  لتقديمها على المائدة المرجوة بأن يكون منهم من يولد بروح عيسى(مهدي الساعة)  وهو الإجتهاد الباطل الذي لا يرقى لمستوى الغيبيات” وهو ذاته صوت الشيطان” فعيسى يولد بذاته وروحه من ام واب بشريان بكامل صفاته ومن المسيرية الحُمر وهو الحق الظاهر الذي تقاتل عليه هذه الطائفة بدلائل نصية محمكة لا يمكن الظهور عليها لانها من ثوابت العقيدة واصل التوحيد .فهم الفئة الظاهرة على غيرها الذين يمثلون فسطاط المسلمين (بدمشق) معقل اهل الاسلام زمن وقوع الملاحم في صدر النصوص( فتنة تصيب الناس لا يسلم منها إلا الجند الغربي) والاجند الغربي هم طائفة عيسى إبن مريم شخصي المسيح. ويلاحظ بالحديث الذي رواه ابن ماجة في سننه عن أبي امامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:﴿إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم، أعظم من فتنة الدجال، وأن الله لم يبعث نبياً إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج كل مسلم….. وأنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة، لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة، حتى ينزل عند الظُّرَيْب الأحمر، فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله، فأين العرب يومئذ؟فقال: ﴿هم يومئذ قليل، وجُلُّهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح،)) فبيت المقدس (دمشق)  هو آخر خليفة قرشي تجتمع عليه الأمة وهي خير مدائن الشام (السودان) خير المذاهب بوصفها منارة أهل  المغرب البيضاء(منارة الهدي) الدالة للحق (حيث ينزل الروح بذاته على عروشه ( هيكله( كرسيه) ( ينزل عيسى إبن مريم على أربعمائة رجل وثمانمائة إمرآة خيار من على الأرض وصلحاء ممن مضى) “خيارمن على الأرض”  فالأربعمائة رجل والثمانمائة إمرأة هم فقط جل المسلمين  في الأرض آخر الزمان المعتصمون بدمشق (بالحق) فلهم الفوفية والظهور على بقية مذاهب أهل المغرب ” وصلحاء ممن مضى ” فاتوا في الفضل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمل (الشهادة) (ياتي المسيح قوما عصمهم الله من فتنة الدجال فيمسح على وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم بالجنة) عصمهم الله ببيته الحرام (بذوق الاحدية) من الفتنة التي لم يسلم منها إلا أهل المغرب (أهل الفهم العالي والمقدس فهم الاحدية ) (فيأتي المسيح) أي يأتي من جهة المغرب كغيره من الأرواح التي تحط رحالها ببيت المقدس (بيت الله الحرام) البيت الذي لا يشهد فيه إلا الله ولا يقبل الغيرية (كفر وشرك) و الممتنع الكافردخوله والكافر هو ما سوى هذه الطائفة المسلمة بأن عيسى إبن مريم هو ذاته شخصي المسيح سليمان بميلاد ثانٍ وهولاء هم المسلمين بوجه التحقيق  الذين سلموا من فتنته ( وتجليات هذة الوحدة) وإسلامهم هو خلوصهم من الشرك والكفر وهو المدخل للإيمان للإسراء لبيت المقدس (لفهم الولاية) وإستحلال فهومها المقدسة(مذاق الاحدية) المحرم للكافر(العقل المادي) أن يشم ريحه (يدرك تجلياته( ولذلك لا يستحله(يتذوقه )إلا بيتي فهو البيت المقدس (الفهم المقدس الذي يتجلى فيه التأويل) اي التوحيد ولما قلت أن الله عصمهم ببيته( بذاته) وشهدوا على التوحيد بذوقه فإن الله أخلف عيسى فيهم إلى أجل عودته من غيبته ويلاحظ أنه بعد تعريف عيسى للناس بهذا الأمام (بتقديمه ) إنما هو تعريفه بالحق الذي كان خليفة عليهم في زمن غيبة عيسى ووفاته ولذلك فنزول عيسى فيهم  وتقديمه  لأمام بيت المقدس للصلاة ( ما أقيمت إلأ لك )  لان الشريعة (الصلاة )  ما أقيمت إلأ للتعريف بالحق  المعتصم ببيت المقدس فهو  الجوهر المختلف وعيسى  هو الشريعة الدالة  عليه  فهو هيكله المقدس(كرسيه) الذي يتجلى عليه سليمان الذي لا يرى شخصه(لا تدركه العقول) ولا يحل تسميته ) فلا تتجلى الذات إلا بروحها(الاحدية) فهي حضرته ولما قلت أن الله كان خليفة لعيسى في أهله(أتباعه) طيلة غيبته في مغربه ونزوله هو مجيئه من المغرب ومن ثم يخلف عيسى الحق في هذة الطائفة أي يخلف المهدي (أي الله تعالى) الذي كان عوضا عنه في أهله وتغيب المشاهد بتوليه الخلافة عن الله تعالى أي عن هذا الأمام فإن هذا المشهد هو الساعة بذاتها التي دل عليها عيسى  بظهور الحجة الكبرى على الخلق ويتجلى وجه الحق الكامل الذي كانت عليه هذه الطائفة ظاهرة دون غيرهم و الوقائع أشار إليها الكوراني “بنزول عيسى في بلاد المغرب في أحدى عواصم حواريه وأتباعه ” فالعاصمة من فتنة الدجال هي (دمشق) المنارة البضاء  فهو قطعا ينزل فيها ليخلف الحق تعالى فيهم (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) جاعلهم فوقهم أي عاصمهم بالفهم العالي في زمن غيبته اي غيبة الروح عن الجسد وخروج العقل وتسلطه على الحواس الخمس(الكور الخمس) ولذلك فالحق أفناه عن نفسه وخلفه في أهله بذاته ” إذا خرج المهدي بالمغرب على ما تقدم كان على مقدمته صاحب الخرطوم صاحب الناقة الغراء وهو ولي الله وناصر دينه) فالمهدي الذي يخرج من المغرب هو ذاته (الشمس التي تخرج من عمائها وطمسها (من بيت المقدس) وقوله على مقدمته ” أي مقدمة وإرهاص لهذا الظهور هو نزول عيسى الدال للنقطة (سليمان) وهو ذاته الساعة التي ما دل  عليها إلأ صاحب الناقة الغراء(الأبل) صاحب الخرطوم في قوله {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (16) سورة القلم  سنبين بطون الحق(العرش) على الخرطوم(الكرسي) فهي حضرة الأحدية التي لا يدخلها تدجيل ولا تلبيس لأنها شهادة الناقة الغراء (الإبل) أي شهادة الروح الاعظم بذاته الشهادة التي أخرجت الشمس(الذات) من كنزيتها فكانت خير المدائن (خير من من شهادة الف ولي) لانها الدلالة العظمى( القيامة). قال تعالى ({يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} (38) سورة النبأ . يوم يقوم الروح بأمر الله وهي ذاتها قيامة عيسى إبن مريم (أي كلامه كهلا في الامة الكلام المنتظر(الساعة)) والذي على مقدمته أي علم لهذا الكلام المقدس هو صاحب الخرطوم (راعي الإبل (صاحب الأسم الاعظم) ورعاته هم أهله اهل البيت(أهل هذا الكلام والفهم) وعلى شاكلة إلتفافهم ونصرهم للمهدي السوداني فذريتهم هم الطائفة التي تكون مع عيسى إبن مريم) بوصفها إمتداداً للمهدية الأولى وإستكمالاً لدعوته التي كانوا هم أبكارها(السابقون ) ومن ثم فرعاة الابل هم ذاتهم العرب البقارة بني عطية ( أي المسيرية والرزيقات والحوازمة) جاء بكتاب الزي و الزينة في قبائل السودان للدكتورة زينب عبد الله محمد:” ان قبائل البقارة في غرب السودان هم في الأصل (أصحاب إبل) أي رعاة إبل في الاساس ونسبة للتغيرات الإقتصادية والإجتماعية والعوامل البيئية والسياسية فقد إستبدل  كثير منهم سعيتهم من الإبل إلى الأبقار والبعض إستبدل بإغنام بل ترك بعضهم حرفة الرعي ” المسار” وإستقر بالقرى والمدن…..”

اقول: ومن ثم  فرعاة الإبل المشار إليهم في حديث الثلة ” لن تستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان رعاة الإبل ممن يشهدون لا إله إلأ الله” فهذه الفقرة تعتبر من أهم عمد هذه النشرة لأنها الباعث وراء تخصيصها بطابع أهل  الحديث ” المسيرية وعموم البقارة ” بني عطية ”  فهم عرب الغرب الذين يخرج منهم مهدي آل البيت  ” من مغرب أرض يأتيك خبره  * * *من جزائر عرب يكون مظهره

 هو الامير فيها علمه سيشهره * * * من بني نائيل والزواوة تنصره” فجزائر العرب هي جزائر المسيرية وبني عطية هم المسيرية الحُمر وخبره الذي ياتي من المغرب هو علمه وكتبه رسائله التي يبعث بها لأهل المغرب وبني نائل هم المجموعة الجهينية التي تنسب إليها المسيرية . فتقول الدكتورة زينب عبدالله محمد في كتاب الزي والزينة عند قبائل البقارة في السودان  (عدد الصفحات 216) . ان أصول البقارة ينتهي إلى جهينة وينسب المؤرخون المسيرية إلى بنو نائل فهم الذين يرجع إليهم نسب اليمن “

أقول: فالمهدي الذي يجمع النسب القرشي اليمني (من بني نائل وهم ذرية الحسين) أي المسيرية من بلاد المغرب بالتحديد والتخصيص لجزائر العرب هو عيسى إبن مريم شخصي سليمان ” رباطهم دماء صهر ونسب من بنو نائل عبيد وراسها أب” رباطهم دماء صهر ونسب ” أي أنه يجمع نسب الحسن والحسين فامه حسينية ووالده حسني ” وتبايعه الوف بطوع ورهب بضريح نائل ” فالضريح يشير للمقام الذي يبايع عليه المهدي وضريح نائل أن الغالب على بيعته هم أهل الحسين( بنونائل) معقل المسيرية  العرب واشرفهم . فقد ورد بدلائل الامامة . قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فراى علي فوضع يده بين كتفيه . ثم قال : يا علي لو لم يبقى من الدنيا إلأ يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من عترتك يقال له المهدي يهدي إلى الله عز وجل ويهتدي به العرب كما هديت أنت الكفار والمشركين من الضلالة . ثم قال مكتوب بين راحتيه بايعوه فإن البيعة لله عزوجل.

أقـول: فكون الدنيا لا تنقضي (أي لا تقوم الساعة) حتى يملك هذا البيتي فمن الثابت من النصوص أن عيسى إبن مريم هو الفرد الوحيد الذي دل للساعة والتي ما عينت إلأ به(وانه لعلم للساعة فلا تمترن بها)  ليؤكد أنه ذاته المهدي الفاطمي الذي يخرج من المغرب الأقصى بآخر الزمان وهو شرطهاالدال لهذة الذات) كما بحديث معاوية عن سفيان الثوري ( يخرج رجل من المغرب الأقصى من ولد فاطمة بنت سول الله صلى الله عليه وسلم وهو المهدي وهو أول أشراط الساعة)  يلاحظ في اللفظ ” وهو المهدي” أي الدال عليها وإن كان هناك مهديين كثر في زمانه فهو مهدي الساعة المنتظر  كما في الاثر السابق” يقال له المهدي يهدي إلى الله تعالى “دال لله دلالة ذاتية .يقول الامام علي (عليه السلام) ” وبكنانة الله سيوف صوارم هي أعظم أجناد الأرض ،فيها قلم آل بيتنا بادي صاحب حجة على المشركين يصدع بامرنا ينصح لأصحابنا بمصر ينصحنا في ارض اذن الله ان ترفع فيها منبر فيها لنا يلقي الضر والسحر والقتل والتثريب لكنه منصور ولا يخاف في الله لومة لائم وبسر أسماء الله قائم ماضي بنون والقلم ومايسطرون فهو المهدي للعقول ويسل سيفاً ليعلم به الناس سيفاً للعٌلا مسلول) فالكنانة هي ذاتها السودان وسيوفها الصوارم الذين هم أعظم أجناد الأرض هم ذاتهم الجند الغربي(أهل الحقائق) وقلم آل محمد ” هو قائم  الكنانة شخصي المسيح. وقوله ” يرفع منبر فيها يصدع بامرنا” فالمنبر هو هذه الدعوة والقيام بأمر الدين ” والأرض التي أذن الله أن يرفع فيها منبر” ترفع فيها راية الأحدية (الراية السوداء)  وتشيرللخلافة الربانية  والصدع بامر الحق ليؤكد أن  هذا الامام هو نبي ووارث محمدي ( لا يؤدي عني إلأ رجل من اهل بيتي) فلا يصدع بأمرهم إلأ يكون منهم والمنبر المرفوع هو علم الكتاب وذوق الولاية وفهومه المقدسة التي لا يستحلها (يذوقها) إلا بيتي أي إلا رعاة الابل (أهل هذا الفهم (أهل البيت بالتحقيق)  ” علمه لا غيره أهلاً لينشره * * *  هو الرقطاء والعنقاء تأذره” وعلمه هو ذاته  علم الكتاب (التأويل) وهو الراية السوداء التي لا ينشرها إلا بيتي فهي الحقائق التي ضٌرب عليها بحجاب الكتم والنهي لحين ظهور صاحب هذة الرآية  .يقول إبن عربي ” لا تقوم الساعة حتى يظهر صاحب الراية  الظاهرة أمره حميد وسعده سعيد إبن المفقود لا أبأ له ولا جدود” لا تقوم الساعة حتى تخرج محجتها وعلامتها وشرطها الأول الدال عليها وهو عيسى أبن مريم ” بن المفقود” ينسب للذات .يقول الأمام علي بالجفر”:  فيوقظ الصحابي أهلها من سبات ويبعثهم الله بعث أموات، فلكل أجل كتاب ولكل غيبة إياب يفلق صحابي مصر الأمر فلق الخرزة ليصدق رائد أهله وليجمع شمله وليقوم بقدره..مصر مدد وسند ممسوكة بيد المؤمن وتغدو للمهدي جناحه الأيمن بعدما تقوم جموع… مصر سند المهدي، ويعضهم البلاء حتى يقولوا ما أطول هذا العناء يسميها اليهود عدوهم الذي بالجنوب… لهم البشرى بدخول القدس بعدما يَسرِّج الله فيها السراج المنير صحابياً يغدو فيها على مثال الصالحين ليحل فيها ربقاً ويعتق فيها عتقاً ويصدع شعباً ويشعب صدعاً لا يبصره أحد وهو معهم، يلبس للحكمة جُنّتها، وهي عند نفسه ضالته التي يطلبها يصبر صبر الأولياء، ويرفع الراية السوداء والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه للمهد للمهدي) أهـ.

أقول : فصحابي مصر هو المسيح عيسى إبن مريم شخصي سليمان الذي يوقظ اهل مصر” أهل الكنانة ” أي السودان رعاة الأبل من سبات أي من بعد موتهم وينفخ فيهم الروح فهو من يلغي بالكتاب (التأويل في قلب العصر) ” أصحاب بلال اصحاب آدم فيهم سر الأيمان خبئ يوقظه المهدي من السودان ” يوقظ سر الإيمان في النفوس اي يوقظ الحق فيهم ويعيد بأهل المغرب (رعاة الابل) مجد المهدية الأول وفتوحات الاسلام ويذكرهم بحظهم الذي نسوه(ميثاقهم)  ” لكل غيبة أياب”  هي رجعة  الهدهد القائم البيتي الذي يبعثه الله بعد موته (بعد غيبته في العين الحمئة) أي في مغربه ” وقوله “يفلق الصحابي الامر فلق الخرزة”  أن يأتي بالشمس من مغربها و يبين الحقائق  فصلا ونصا (حجرحجرا). وجملة” ولهم البشري بدخول القدس” ولما كانت القدس تعبر عن كمال التحقيق وغاية القصد (الثريا).فإن النصوص خصت بالبشارة لأهل المغرب السودان رعاة الابل(الحبشة) ودخولهم القدس أي دخولهم للأرض المقدسة(أرض الولاية) وإستساقتهم لغة الحق . وقوله ” يلبس للحكمة جنتها ولا يراه احد وهو معهم ” والحكمة هي الحقيقة وجنتها(الشريعة) هي لباسها وسترها ” وهي عند نفسه ضآلته المنشودة” أي مبتغاه ” وهو معهم ولا يراه احد” فالشريعة ضالته(جنته) التي يتستر بها لانها المدخل الذي يسع فهم وقائع ميلاده  ويبين بها امره فهي الحجة الشرعية المنصوبة في ميزان العقل الظاهر” وصاحب مصر علامة العلامات” أي اخص الاعلام(الأشهر الأثني عشر) الدالة لله من كل علم(من الف علم ) أي الف شهر) لأنه صاحب العلامة (الخال الاسود) النقطة السوداء(نقطة الذات فأحديته عينية أي فهو عين الروح الأعظم الذي كان يشهد النبي صلى الله عليه وسلم الحق بمشكاته(بذوقه) ” وقوله ” فإن خرج صاحب مصر فإن المهدي يطرق أبوابكم ) يخرج من غيبته ولما كان هو الممهد للعظيم (لله تعالى) أي للساعة فما أن يخرج من غيبته وعمائه( من مصره) فإن المهدي يطرق أبوابكم وهو ببروز بطون عيسى المهدي سليمان المهدي العظيم “ويرفع الراية السوداء” أي ينشر العلم المكنون العلم الاسود المطلسم  ” والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه الممهد للمهدي ” والفقرة ذاتها التي جاءت بكلامه وقوله ” هو المهدي للعقول يمهد للعظيم ” أي يمهد الخلق لتستوي عليها حقيقة الحق وللتجلي الاكبر للحق بذاته غير محجوب بصفاته (الساعة) فالمهدي للعقول والذي لا مهدي سواه  هو عيسى إبن مريم  شخصي سليمان أبي القاسم موسى فهو من يحرر العقل من الفكر الوثني والتقليد الاعمى أي يحرره من قبضة الفهم السلفي المتوارث وبإصلاحه المفردة اللغوية وإعادة ترميم اللغة العربية ونفخ الروح في الحروف ” وهو بسر أسماء الله قائم” فهو قائم بروحانيته في حروفها والنافخ بسره في هياكل الأسماء(الخلق) فالكنانة هي هذه الدعوة فهي الحصن الحصين للعقيدة لأنها تمثل الهوية العربية الأسلامية لانها هوية الحق المطلقة   وسيوفها الصوارم هم ذاتهم  جندها الغربي (رعاة الأبل الذين يؤيد الله بهم الدين .”  يقول إبن عربي ” . أعلم أيدك الله ان المولى عزسلطانه ستر الولاية لعظيم شأنها وجلال قدرها فهي كامنة فوق العقل والمعقول وخارجة عن الاهواء والميول لها درجات لطيفة تعطي لذوي النفوس العفيفة خاتمها العليم وحاتمها الكريم ووارثها السليم الذي يولد في خفاء وينشأ في ستر الآباء لا يعلم بولايته ولا يدرك حكمته ولا يعي كلمته أول أمره بلا شأن حتى يحين زمانه ويتجلى مكانه وتطلبه أكوانه فيدخل جبل الأسود ويمشي في قفر الذئاب بلا سيف ولا عزيمة سوى ذاته الكريمة فتتجلى له الحكمة فما يلبث أن يصير بها مجذوب ومن أسرارها محبوب ولحكمها مطلوب فيطوي سبيل الغبش بالتطهير  يحوز الفص السليماني الصافي معه علم داؤود وفهم سليمان

 ” فوارث الولاية السليم  هو شخصي سليمان الذي يولد في خفاء  أي لا يدرى أحد بامره  ويفهم من كلام إبن عربي  أن هذا الخاتم هو ذاته المسيح بإشارة تحدد وقائع مولده الخفي ” ونشأ في ستر الآباء” وهي إشارة بليغة وغاية اللطافة فستر الآباء دليل لميلاده لابوين بشريين وهو إنتسابه بظاهر التشريع وهو الستر (الحجاب )الذي خفيت من وراه وقائع هذة النشأة فكان هو السترالذي أشكل فهمه فغابت دلالته عن اهله وجهله العلماء والفقرة ذاتها بحديث الامام محمد بن موسى عليه السلام ” وهو الذي يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته) بحار الأنوار صفحة .157 ويغيب شخصه اي بهذا الميلاد (الستر) ولشده ظهوره  فغاب وإرتفع عن العقول(الابصار) وهي ذات الفقرة التي اشار اليها الامام علي ( وهو معهم ولا يبصره أحد ويلبس للحكمة جنتها) اي يتستر بالشريعة فهي من تدل العقل عليه ويفهم بها لغته (ولا يعي كلمته) لانه ذاته الروح الرباني الذي لغته غير لغة الخلق ومحله غير محلهم (ليس منهم) . الوصف المتقدم  هو نفسه الذي يبينه حديث الإحلاس الذي جاء فيه( دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما أوليائي المتقون) رجل من أهل بيتي وهي نشأته التي في خفاء بميلاد لابوين بظاهر التشريع وهو الستر والغيبة ولا مدخل ليضاف عيسى لآل البيت إلأ بهذه النشأة (بميلاد فيهم) ” ويزعم أنه منى  وليس مني ” لا نني في الأصل لست بضعة منه . ” أول أمره بلا شأن ” وهي حياتي الطبيعية ونشأتي التي لا يختلف ظاهرها عن الخلق ” حتى يحين زمانه ويتجلى مكانه” زمان دلالته وقيامه بالدعوة وبيانه للحق وصدعه بأمره “ويتجلى مكانه ” تنكشف مرتبته”مهديته” وإذكر واقعة تشير للسياق ففي نوفمبر1979م أيام احتفال العالم الإسلامي بالقرن الخامس عشر الهجري كنت مع أخي عيسى آدم حمدان في مسكنه في (شمبات الأراضي) وفي حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء (سقط عليّ نور من السماء شمل جزءاً من السرير الذي كنت أحمله في تلك اللحظة مع عيسى لندخله في الغرفة فاندهشت لذلك النور النازل من السماء كما اندهش عيسى أيضاً، لأنه شاهد النور وهو نازل من السماء ولم يكن نوراً لطائرة في الجو فعلمنا أن هذا أمر غير عادي).(وفي تلك الليلة خاطبني الحق عز وجل بقوله تعالى:(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا) فعلمت يقينا اني مهدي هذه الأمة.وقوله ” يحوز الفص السليماني الصافي “هو خاتم سليمان(فهمه ) 

الاندلس ( جزيرة العرب(المسيرية )

 جاء بدلائل الامامة . قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فراى علي فوضع يده بين كتفيه . ثم قال : يا علي لو لم يبقى من الدنيا إلأ يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من عترتك يقال له المهدي يهدي إلى الله عز وجل ويهتدي به العرب كما هديت أنت الكفار والمشركين من الضلالة . ثم قال مكتوب بين راحتيه بايعوه فإن البيعة لله عزوجل) . أقول : فلما كان الامام علي (عليه السلام) هو فاتح لأصول علوم الدين( ما من علم وأنا أفتحه وما من سرإلأ والقائم يختمه” فعيسى إبن مريم هو الختم ( خاتم الأسرار) الذي يحوز الفص السليماني الصافي(يحمل مواريث الأنبياء)  وهو الرجل الذي من عترته (من سلالته ) والذي يملك ويهتدي به العرب والعرب يراد بهم رعاة الأبل أي عرب المسيرية ( بني عطية ) وذلك بالحديث التالي .عن عباية الأسدي قال “سمعت أمير المؤمنين علي بن أبى طالب وهو تكٍ وأنا قائم عليه قال: لأبنين بمصر منبرا، ولأنقضن دمشق حجرا حجرا، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب، ولأسوقن العرب بعصاي هذه، قلت: كأنك تخبر أنك تحيا بعد ما تموت؟ فقال: هيهات يا عباية قد ذهبت في غير مذهب. يفعله رجل مني”.  البحار (60/58). فهذا الحديث يعتبر هو بذاته فاتحة علوم الدين ولذلك يعتبر خاتم لاصوله وفصول هذه النشرة ففي قوله ” لانقضن دمشق حجرحجرا” فدمشق التي ينقضها هذا البيتي هي إشارة لهذا المولود فهو ذاته دمشق أي الخليفة الذي تجتمع عليه الناس عندما يخرج الروم ( زمن وقوع الملاحم بخروج الدجال) فلا عاصم منه إلأ هذا الفتي القرشي( دمشق)  وهو عيسى إبن مريم شخصي سليمان أبي القاسم موسى وينقضها أي يبين حقيقته وجوهره فصلا ونصاً وهو نفسه صحابي مصر الذي يفلق امره  أي يبين جوهره إذ بهدم الشريعة ( مكة التشريع) . وعليه فلما كانت دمشق تشير لآخر خليفة قرشي يجتمع عليه المسلمون فهو ذاته الأرض المقدسة( الذات الكريمة) أي كعبة التحقيق التي يفصلها صاحبها بأدق التفاصيل التي كانت غائبة عن الخلق بعصاه ( وهي سلسلة منشوراتي) وسؤال عباية في قوله ” كأنك تخبر بعدما تموت” أي الرجعة التي نفاها الامام علي عن نفسه فأصبح هو المذهب الذي تحوم حوله الشيعة اليوم مع ان الامام علي كلامه صريح في أن الرجعة من بعد الموت هو لآخر أمام يقوم من بعد غيبته فيقتل الدجال  وهي الرجعة لشخص الامام الغائب عيسى إبن مريم شخصي سليمان أبو القاسم موسى .وقوله ” ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب ” فكور العرب هي جزائر العرب ” والكور هو الاسم المحلي والعربي لقبائل المسيرية الذي تطلقه لأنهارها الخمس (بحر الغزال، بحر الزراف، بحر الجبل، بحر العرب(الجور ( (jur)، بحر الرقبة الزرقاء) ” وقوله “لاخرجن اليهود والنصارى منها” أي من أرض الحُمر” دلالة أنها ملك للعرب وثانيا تشير إلى أنها سلبت من أصحابها فالرجل الذي من ولده وتحديدا من صلب الحسين ( بوصفه النطفة المركبة) والذي يستردها هو المهدي البيتي نفسه الذي تهتدي به  عرب البقارة (بني عطية ) ” وتبايعه ألوف بطوع ورهب في ضريح بنونائل ” فضريح بنو نائل هي معقل المسيرية ولما كانت بنو نائل هم أصل اليمن  فمن ثم فهذا البيتي الذي يخرج منهم هو ذاته القحطاني الذي ينسب لليمن ” وما المهدي إلأ من قريش إلأ أن له نسبا في اليمن” أي بالمسيرية والذي يسوقهم أي يسوق العرب بعصاه ويسوق بمعنى يدلهم للحقوقهم التي سلبت وأرضهم التي نهبت ( يهديهم للحق الذي غاب عنهم) والعصا هي الدلائل والمراجع التاريخية التي تثبت أهليتهم بالأرض وهي الوثائق المدرجة والمقيدة على سلسلة منشوراتي وهو معنى إخراجه لليهود والنصارى الذين سرقوا الأرض وهو القحطاني الذي يسوق الناس (العرب) بعصاه ( بقلمه ) إلى المحشر(الحقيقة) فعن حذيفة اليماني عن جابر الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان ذات يوم جالساً بين أصحابه إذ هبط عليه جبريل عليه السلام فقال: …. لى قوله :فقال له جبريل أبشرك يارسول الله بالقائم من ولدك لا يظهرحتى يملك الكفار الخمسة الأنهر فعند ذلك ينصر الله اهل بيتك على أهل الضلال ولم يرفع لهم راية أبدا الى  يوم القيامه فسجد النبي صلى الله وآله وسلم شكراً، وأخبر المسلمين وقال لهم بدأ الإسلام غربياً وسيعود كما بدأ فسُئل عن ذلك فقال هي الخمسه أنهر التي جعلها الله لنا أهل البيت وهي سيحون وجيحون والفراتان ونيل مصر اذا ملكت الكفارالخمس ملك الإسلام شرقاً وغرباً وذلك الوقت ينصر الله أهل بيتي على أهل الضلال ولم يرفع لهم راية أبداً الى  يوم القيامة” (الملاحم والفتن لإبن طاؤوس الفصل (23) صفحة(163) الطبعة الثالثة). اقول : وبالجمع بين الروايتين في قوله ” لأنقضن دمشق حجراحجرا” ولما كان المشار بالواقعة هو الرجل الذي من عترته ( من ولده ) والذي يبين الحقيقة فصلا ونصا  الحقيقة التي يعلمها اليهود والنصاري وجهلها المسيرية فاليهود والنصارى هم ذاتهم الكفار الذين ملكوا الأنهر الخمس (كور العرب)  التي جعلها الله لآل البيت (المسيرية) ولمزيد من الدلائل فقد ذكر القرطبي في التذكرة  “فإن المهدي إذا خرج بالمغرب على ما تقدم جاءت إليه أهل الأندلس فيقولون يا ولي الله: أنصر جزيرة الأندلس فقد تلفت و تلفت أهلها و تغلب عليها أهل الكفر و الشرك من أبناء الروم فيبعث كتبه إلى جميع قبائل المغرب و هم قزولة و قذالة و غيرهم من القبائل من أهل المغرب أن انصروا دين الله و شريعة محمد صلى الله عليه و سلم فيأتون إليه من كل مكان و يجيبونه و يقفون عند أمره و يكون على مقدمته صاحب الخرطوم و هو صاحب الناقة الغراء و هو صاحب المهدي و ناصر دين الإسلام و ولي الله حقا فعند ذلك يبايعونه ثمانون ألف مقاتل بين فارس و راجل قد رضي الله عنهم ﴿أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون﴾ “.  أقول :يقول عزاري المراكشي في كتابه المسمى البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس والمغرب”.. يراد بالاندلس في التلريخ الأسلامي هي الحقيبة الزمنية لفتوحات العرب في صدر الاسلام أي فهي البلاد الاسلامية والأندلس المسمى تختلف  عن مايشاع عن البلاد التي تقع جنوب إسبانيا فالأندلس التي حكمها المسلمون تختلف عن إندليسيا” التي حورت للأندلس والتي تضم ثمانية اقاليم جنوب أسبانيا فهي الأرض الاولى بعد الطوفان . أقول : فجزيرة الاندلس هي ذاتها جزائر العرب المسيرية بوجه التحديد(الكور الخمس) ووصف الجزيرة لا ينطبق قط مع شبه الجزير الأيبيرية جنوب أسبانيا لأن بلاد الاسلام وارض آل البيت التي ملكها الكفار لها علاقة مباشره بالمهدي البيتي الذي يخرج من جزائر العرب  نفسها فالأندلس التي تغلب عليها أهل الكفر (وهم اليهود) والشرك (النصارى ) ومن أبناء الروم ( القوي الغربية الصليبية المتهودة) كما بحديث الأمام علي  (عليه السلام)” لأخرجن اليهود والنصارى من كور العرب) وهم أبناء الروم  والغرب المسيحي الكافر من أبناء أمريكا وإسرائيل الذين سرقوا بلاد الاندلس (الكور الخمس) والمهدي الذي من ولد الحسين من ذرية علي عليه السلام والذي يخرجهم منها  بعصاه هو ذاته ولي الله شخصي المسيح  الذي يستنصرونه أهلها (العرب) لما لحق بهم من ظلم بعدما إستولت الحركة الشعبية (الذراع الداخلي للدجال الامريكي) على أنهارهم الخمس التي جعلها الله لهم . أورد الكاتب غريق كمبال ادم   بالموسوعة الأكترونية بمكتبة التوثيق الشامل في  السودان(قبائل البقارة)   ” فقبائل البقارة لم يدخلوا السودان من جهة النيل وإنما دخلوا من جهة تونس وكانوا كشأن بقية مجموعتهم الجهينية أصحاب أبل في الأصل فلم يتحولوا إلى رعي الأبقار إلا بعد خراب الأندلس وهي دولتهم والتي لم نجد لها أثرا موثقا تاريخيا يستحق الذكر)فالذي يوثق ويأصل لهم هذه الحقيقة ويستردها هو المهدي البيتي . وقوله ” فيبعث كتبه إلى قبائل الغرب ” وهي سلسلة منشوراتي  وقبائل الغرب  التي ستناصره قزالة وغزولة “” من مغرب أرض يأتيك خبره ** من جزائر العرب يكون مظهره

هو الامير فيها علمه سيشهره**      بنو نائل والزواوة ستنصره ) أي رعاة الابل (بني عطية) ” لن تستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان رعاة الأبل ممن يشهدون لا إله الأ الله وحده لا شريك له) فلن تستكمل ثلة الامة إلا بإسترداد بلاد الاسلام (جزيرة الاندلس) ” أن انصروا دين الله و شريعة محمد صلى الله عليه و سلم فيأتون إليه من كل مكان و يجيبونه ” وهذا تأكيد أن إستعادة أرض المسيرية هي قضية إسلامية ومسؤلية أخلاقية وواجب ديني لنصرة الاسلام وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم  فهي حرب صليبية ورسائل المهدي لقبائل الغرب يحثهم لنصرته وإلتفافهم حوله تعتبر هي النقلة الروحية لأهل الغرب وهو ذات المعنى الذي بينه الأمام على ” ويوقظ الصحابي أهل مصر من سبات ويبعثهم الله بعث أموات” وايضا بالفقرة”  جند مصر يكسرون رقبة أسرائيل الكذاب ولهم البشرى بدخول القدس ” يوقظهم  أذا ينفخ فيهم روح الأيمان ليقوموا بدورهم الذي خصاهم الله به فهم جند الله الذين يكسرون رقبة أسرائيل الكذاب (المسيح الدجال) الذي دجل وحرف الحقائق بتبعية ارض الحمر(أبيي ) وضمها للجنوب  فجند مصر هم طائفة المغرب (رعاة الابل ) الذين يغزون الدجال ( يردوه أي يبينوا زيفه وكذبه ودعوته ملكية أرض المسيرية العرب وذلك بوقائع حديث سمرة ” تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم … وتغزون الدجال فيفتحه الله عليكم ) فجزيرة العرب التي يغزوها أهل المغرب بحديث سمرة والتي يفتحها الله عليهم (هي  جزائر العرب المسيرية لا غير) أي هي ذاتها جزيرة الأندلس التي يستولى عليها المشركين والكفار ولا يراد بالجزيرة العربية التي تطلق على الصحراء العربية التي تضم مجموعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي  وحتى وقائع حديث القرطبي في قوله ” يا ولي الله انصر جزيرة الأندلس لقد تلفت وتلفت أهلها وتغلب عليها أهل الكفر والشرك من أبناء المشركين) وهذا دليل قاطع أن جزيرة الاندلس يقصد بها جزيرة العرب (المسيرية )حيث أنهارها الخمس ففيه حقيقة أخرى أن الكور الخمس هي أنهار آل البيت الخمس التي أستولى عليها الكفار  والأستيلاء على أرض الحمر هو العامل الأول لخروج المهدي ” لا يظهر المهدي حتى يملك الكفار الأنهر الخمس )أي بعدما يتغلب اهل الكفر (اليهود ) والشرك(النصارى) من أبناء الروم  على كامل أرض المسيرية(جزيرة الاندلس) ” يا ولي الله أنصر جزيرة الاندلس قد تغلب عليها أهل الكفر  والشرك من أبناء الروم” تغلب عليها أي ملكوها بطولها وعرضها وهو شرط لخروج مهدي آل البيت بطائفة أهل المغرب(الاعاجم) فيغزون جزيرة العرب ويستردون للمسيرية أرضهم ويعودون بالاسلام ” أبشرك يارسول الله بالقائم من ولدك لا يظهرحتى يملك الكفار الخمسة الأنهر فعند ذلك ينصر الله اهل بيتك على أهل الضلال ولم يرفع لهم راية أبدا الى  يوم القيامه فسجد النبي صلى الله وآله وسلم شكراً، وأخبر المسلمين وقال لهم بدأ الإسلام غربياً وسيعود كما بدأ فسُئل عن ذلك فقال هي الخمسه أنهر التي جعلها الله لنا أهل البيت وهي سيحون وجيحون والفراتان ونيل مصر اذا ملكت الكفارالخمس ملك الإسلام شرقاً وغرباً وذلك الوقت ينصر الله أهل بيتي على أهل الضلال ولم يرفع لهم راية أبداً الى  يوم القيامة” فقوله بدا الأسلام غريبا وسيعود غريبا وطوبى للغرباء  وهنا حقيقة أخرى فالاسلام الذي سيعود هو ذاته القدس (الأندلس جزيرة العرب ) فكما فتحها من قبل الغرباء رعاة الابل(أنصار المهدية) في عهد المهدي السوداني (صحابي مصر ) سيعود المسجد الاقصى( جزائر العرب) مع صاحبي مصر أيضا شخصي المسيح(يسيرون وراء كذاب إسرائيل ويكون منهم أئمة الضلالة والدعاة إلى جهنم، يركب مركبهم ملوك وأمراء جعلوهم حكاماً على رقاب فأكلوا بهم الدنيا والله لو شئت لسميتهم بأسمائهم وآل فلان وآل النون وآل العود، والمتبرك والمتعرف والمتيمن والمتمصر والقاذف بالكلام والصادم بالنار والفاتن بالفتن ومنهم الملك والقيل والأمير والرأس والوالي والزعيم في زمنهم يضيع المسجد الأقصى ويعود مع صحابي مصر” فارض الحمر ” ما سرقت وضاعت وتم التفريط فيها إلا في عهد هؤلاء الحكام والملوك الذين ساروا وراء كذاب إسرائيل (الدجال الامريكي)ولما كانت الأندلس تشير لعهد فتوحات أهل الأسلام  فالاسلام لا يعود إلأ باهل المغرب (الغرباء) الذين لهم البشرى بدخول القدس (جزيرة العرب المسيرية )  التي أحاط به الكفار أحاطة السوار بالمعصم ويشير الحديث ان معقل الأسلام آخر الزمان بالغرب فشرط عودته مرهون بتحرير القدس(جزيرة العرب) أي الاندلس فمنها تبدأ المسيرة الجهادية الكبرى وتطهير كامل الأرض فلا تقوم راية بعدها لدولة الكفر والطغيان إلى قيام الساعة. فقد جاء في بيان للأخوان المسلمين _ الاصلاح – ورقة عمل  مقدمة بمركز كادقلي للدراسات الإسلامية تحمل عنوان ( رؤية حول إستفتاء تقرير مصير الجنوب  نقتطف منها الاتي ” تأتي هذه الرسالة المقتضية في هذا المنعطف التاريخي الخطير الذي يمر به السودان  الذي بأت  ممتحناً في وجوده وهي تسجيل لموقفنا البيّن حول هذه الجريمة التاريخية التي تقترف بحق السودان والاسلام والمسلمين  حين يتم التفريط في أرض من أراضي المسلمين وثغر من ثقور الأسلام بكل سهولة ويسر وتسليمه للكافرين  والأخوان المسلمين الاصلاح حينما يصدرون هذا الكتيب فذلك لانهم أرادوا أن يعذروا إلى ربهم ولعل الله يٌيسر صحوة توقف تلك الكارثة قبل وقوعها بين يدي التاريخ ,ولما كان الإستفتاء الذي سيحدد شكل السودان وخارطته هو محطة تاريخية حاسمة كان لا بد من تجليه بعض الحقائق الشرعية والمنطقية شهادة لله وللحق والتاريخ وهذه الحقائق هي : أولاً أرض الجنوب جزء من العالم الأسلامي بل ولا يجوز التفريط فيه  و في البدء لا بد لنا ان نقرر أن جنوب السودان هو ارض  إسلامية فتحها المسلمون من قبل وإتبعوها لحكمهم وكونت مع غيرها من أجزاء السودان المختلفة هذا القطر الأسلامي بحدوده الجغرافية بل إن الجنوب سبق لإنتمائه للسودان بعض الأقاليم التي لا يشك أحد في إنتمائها الأن مثل إقليم دار فور الذي لم يكن يتبع للسودان إلأ في العام 1874م. على يد الزبير باشا .وأبان الثورة المهدية شاركت القبائل الجنوبية في ثورة المهدي وبايعته ودخلت في طاعته وأصبحت جزءاً من الدولة الإسلامية التي أقامها المهدي في السودان وعلى هذا فإن الجنوب هو جزء لا يتجزأ من العالم الأسلامي وهو أرض إسلامية وقفية ولا يملك أحد شرعا حق التنازل عن أرض إسلامية ولا تملك سلطة في الأرض نزع سيادة المسلمين عنها ومنحها لغير المسلمين . كما عرف الجنوب الأسلام مبكراً على يد العرب المسيرية الرعاة الذين وصلوا إلى المناطق الحالية من الجنوب في القرن السابع عشر فهم اول الوافدين إليها في فصل الشتاء عند منطقة أبيي وبحر العرب وذلك قبل وصول الدينكا لتلك المناطق . وفي عهد الحكم التركي المصري  اقام الزبير ود رحمة دولة أسلامية في عمق الجنوب في بحر الغزال وهو الذي أخضع دارفور للنفوذ التركي وأصبح واليا على بحر الغزال ودارفور معا وورثت المهدية الجنوب من الحكومة التركية وأدخلته ضمن نظامها الإداري فالجنوب دولة قامت على الأسلام وتحكيم الشريعة وقد أمتدت دولة المهدية جنوبا حتى جبل الرجاف الذي يقع في الجنوب الشرقي من مدينة جوبا خلاصة القول أن الجنوب قد تم إخضاعه لحكم المسلمين خلال العهود المختلفة التي تعاقبت على السودان ومن ثم سقط في يد المحتل الإنجليزي ثم تم تحريره مع بقية أجزاء الوطن وهذا فتح صحيح يصبح به المصر مصراً إسلامياً فهو ملك لكل المسلمين ولا يجوز لأحد التفريط فيه أو التنازل عنه بإستفتاء أوغيره… لأن في ذلك خيانة لله ورسوله وللمؤمنين . فإن أحد المبررات التي تساق لتسويغ فصل الجنوب عن الشمال أن العلاقة بين الشمال والجنوب لم تكن على وفاق دائما وإنما هي تاريخ من الحروب الطويلة ولهذا الأجدر بأن يتوقف شلال الدم بأن ينفصل الجنوب  والحق المكذوب عليه هو أن العلاقة بين الشمال والجنوب لم  تكن على الدوام علاقة حرب صحيح انه كانت تنشب حروب في بعض فترات التاريخ كالحرب بين الشلك والفونج أو بين القبائل العربية والقبائل الجنوبية إلأ أن ذلك لم يكن أمرا شاذا عما كان يحدث في بقية السودان بين المشيخات والممالك وبين االقبائل العربية فيما بينها بل حتى بين القبائل الجنوبية نفسها  وما اكثر الشواهد على طيب العلاقة في التاريخ  وتحديدا في تاريخ المسيرية  القديم في منطقة أبيي نجد أنهم هم الذين إستضافوا ” دينكا نقوك” في أبيي بعدما نزحوا  مطرودين من أهليهم بسبب الحروبات المتتالية ولم يجد من يقبلهم ويستضيفهم سلماً إلأ المسيرية العرب في أبيي . وعلى هذا فإن الأخوان المسلمين – الأصلاح_ يرفضون إستفتاء تقرير مصير جنوب السودان إستنادا إلى الشريعة من حيث الشكل والمضمون ومالآت الواقع لأن هذا المشروع مرفوض وتوقف عليه قوة معادية للإسلام وتسعى بذلك لحصار المسلمين وإبعاد الإسلام وما هو معلوم أن القوى التي وقفت خلف تمرد الجنوب ودعمته بالمال والسلاح طوال عقود الحرب هي نفسها التي رعت إتفاقية نيفاشا التي جاءت لأول مرة في تاريخ الحرب الاهلية في السودان بمبدأ تقرير مصير للجنوبيين ونود أن نشير إلى جملة من المفاسد التي ينطوي عليها إنفصال الجنوب عن السودان وهي 1- فقدان أرض إسلامية ونزع سيادتها  منها 2- إضعاف مسلمي الجنوب وتقف نموهم 3 عودة الحرب من جديد حيث لم يحصل وضع سلمي بعد الإنفصال خاصة مع وجود كثير من الملفات العالقة مثل ترسيم الحدود ووضع قبيلة المسيرية العربية في إستفتاء أبيي مع أن التاريخ يشهد بملكيتهم لها قبل الدينكا 4- والضغط الكبير على قبيلة المسيرية والقبائل العربية الرعوية الأخرى والذي يمثل الجنوب أمتداد طبيعي لحركتها لأن الإنفصال يؤدي لسد مسارات الرعي جنوبا وهذا سيعيق توغل العرب جنوبا إلى مراعيهم مما سيزيد فرص  إندلاع حرب في المستقبل 5- وسيؤدي الانفصال إلى الخطر الحقيق والأكبر على الشمال والمتمثل في القواعد الامريكية والإسرائيلية  التي تنشأ بأرض الجنوب ويمكن تلخيص الخطر العسكري فيما يلي: 1- القواعد العسكرية 2- الحلف اليهودي الأمريكي الجنوبي3 الصراعات الحدودية المسلحة 4- مياة النيل . وقد إستسلم حكامنا لهذه الاوضاع البعض منهم عن رضا وخضوع والآخر عن خوف وترهيب والحق أنه ما كان لهم أن يقبلوا بهذه الإتفاقية الإجرامية وهاهم يقضون في حق الأجيال الحاضرة والأجيال القادمة بغير تفويض وقد تصرفوا فيما لا يملكون لصالح من لا يستحقون وإننا نعلن شهادتنا للتاريخ برفضنا نيفاشا وما قررته من إستفتاء باطل ونطالب الحكومة أن تتولى مسؤلياتها بكل حزم في الحفاظ على البلاد التي ورثتها عبر حقب التاريخ بلاداً مسلمة وموحدة  والله من وراء القصد وهويهدي السبيل ( الاخوان المسلمين) – الأصلاح) نوفمبر 20011م) إنتهى اقول :  فلما كانت جزيرة الاندلس ( جزائر العرب المسيرية ) قد غزاها المسلمون وفتحوها على يد الأمام محمد احمد المهدي فهي ذاتها القدس التي ستعود لحضن الاسلام في عهد صحابي مصر شخصي المسيح عيسى إبن مريم  بطائفة اهل المغرب رعاة الأبل  يقول القرطبي في التذكرة (ذكر القرطبي: “قلت: لعل فتح المهدي يكون لها مرتين مرة بالقتال و مرة بالتكبير كما أنه يفتح كنيسة الذهب مرتين) مرتين فالمرة التي بالقتال هو بفتوحات الامام محمد أحمد المهدي لها والمرة الثانية بالتكبير (بالرعب) هو بيد شخصي المسيح ذات المهدي السوداني قال تعالى  “وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً  * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا  * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} (4-9) سورة الإسراء . فبني إسرائيل الذين فسدوا في الأرض يراد بهم اليهود والنصاري والأرض التي فسدوا فيها وتغلبوا عليها وأتلفوا أهلها هي تمثل مقدس إسلامي (أرض الاسلام) هي جزيرة الاندلس   ” لَتفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ” فالمرة الأولى بعهد الحكم التركي والانتداب الإستعماري للسودان أبان المهدية ”  “ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد عليه السلام وتنزل الترك الجزيرة وتنزل الروم فلسطين ويسبق عبدالله حتى يلتقي جنودها بقرقيسيا على النهر ويكون قتال عظيم ويسير صاحب المغرب فيقتل الدجال  ” فالرجل الذي خرج بجزائر المسيرية وكان يدعو لآل محمد(يمهد للمهدي) أي فاتح الاندلس الاول بالقتال وسبق خروج مهدي الغرب الذي يقتل الدجال  هو الامام محمد أحمد المهدي صاحب الخرطوم الذي يمهد للمهدي سلطانه فهو من  عاصر الفساد الاول والأحتلال التركي للجزيرة (الأرض المشار إليها في صدر الآية) والعباد الأولي بأس الذين جاسوا خلال الديار وهي ديار المسيرية هم رعاة الابل في عهد المهدية الاول التي كانت إمتدادا لمهدية عيسى إبن مريم  وتوطئة له ” ثم رددنا لكم الكرة عليهم ” وهي سقوط المهدية ( سقوط حائط مسجد دمشق الغربي) بغلبة الروم الغرب المسيحي على أهل الجزيرة وإستيلاءهم عليها ” فإذا جاء وعد الاخرة ” وهو المسيح عيسى إبن مريم شخصي سليمان ” ليسؤؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة” سوف تهزمكم بقية من ذرية الأنصار الاوائل (العباد الأولي باس) الذين دخلوا المسجد ( فتحوا جزيرة العرب من قبل وأقاموا دولة الاسلام) فكما فتحوه أسلافهم فهم على وعد بدخولها فهم ثلة اهل الغرب التي ستغزوا جزيرة العرب( الأندلس) وفارس والروم والدجال). جاء بعقد الدرر على الأثر التالي “عن كعب الأحبار قال :”وعلامة خروج المهدى ألوية تقبل من قبل المغرب على مصر، فبطن الأرض يومــئذ خير لأهل الشام “فالالوية هم الاعاجم  أهل المغرب (دارفور) (قزالة وقزولة الذين يستنصرهم المهدي لفتح القدس(جزيرة العرب)  ومصر هي  كردفان دار العرب  ” وقوله بطن الارض خيرها فبطن الأرض هو عيسى إبن مريم وبطن الأرض هي دمشق ( الخرطوم) ويراد ايضا بالألوية التي تقبل من الغرب هم القوات الغربية بقيادة الدجال الامريكي التي ستحط رحالها بأرض كردفان (مصر) وسيقع تقتيلاً وتشريدا بأهل مصر (أهل كردفان )  وبطن الأرض الذي يعصم من فتنه لعموم أهل السودان (الشام) ولما كانت بطن الشام هي دمشق(بيت المقدس) فزمن الفتن لا عاصم إلا بالحقائق الباطنة (الفهوم المرتفعة )

 أرض المسيــرية بعيون الجفر

 قال محمد عيسى داؤد في كتابه (المفأجاة بشراك يا قدس) ووجدت في الجفر للأمام علي:” معشر آل البيت إني أبيّن لكم وأفهمكم يبعث الله مهدينا عدواً لمن ذمه الله ولعنه ألا إنه هو المنتقم من الظالمين فاتح الحصون وغالب كل قبيلة من أهل الشرك وهاديها لدين الله ولا غالب له ولا منصور عليه فافهموا أنه رشيد سديد، مشيد لأمر الله آياته، يزلزل الله له الأرض زلزالاً عظيماً، يقذف باطنها ناراً وترمي السماء شهباً وجبالاً ونحاساً وحديداً “وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ”. أقول : فالمهدي الذي يغلب ناسوته أي تنسخ مهديته بدين الإسلام على  نبؤته بدين الانجيل هو عيسى إبن مريم شخصي سليمان أبي القاسم موسى بقرينة الحال في الفقرة” هاديها لدين الله” لدين الأسلام في قوله تعالى {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (159) سورة النساء. اورد القرطبي في التذكرة صفحة 570 و571 “فيصعد المهدي المنبر في المسجد الجامع و يخطب خطبة بليغة فيأتي إليه أهل الأندلس فيبايعه جميع من بها من أهل الإسلام ثم يخرج بجميع المسلمين متوجها على بلاد الروم فيفتح فيها سبعين مدينة من مدائن الروم يخرجها من أيدي العدو عنوة).  فالمسجد الجامع هو ذاته مقام سليمان (محل إقامتي ) وأهل الأندلس(جزائر العرب) هم  بني عطية (المسيرية والرزيقات والحوازمة) وقوله ” يزلزل الله له الأرض ” فالأرض هي أرض الحمر بوجه عام وعيسى إبن مريم بوجه التحقيق والجملة هي إقتباس لوقائع سورة الزلزلة التي هي مشاهد لهذه النصوص الملحمية التي ستتجلى فصولها بأرض المسيرية وآيات السورة تتناول هذه الحقائق من بدايتها إلى نهايتها  قال تعالى {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ” فالأرض بالمعنى الحقيقي  هو عيسى إبن مريم (الأرض المقدسة (مكة التحقيق) أرض التأويل) أي دمشق {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا } وأخرجت أثقالها (حقائقها ) وكنوزها (كنز مكة)  والزلزلة ” تشير لبروز بطون عيسى إبن مريم  أي بخروج الدابة( الروح الأعظم شخصي سليمان(مكة التحقيق(التأويل) التي تخرج من مكة التشريع(التنزيل) وهو الثقل(الكنز المشار إليه) الذي يخرج من باطن عيسى” ويقذف باطنها نار” النار التي تخرج من باطن الأرض (أرض اليمن)  أي باطن  عيسى هي ذاتها نار عدن (الحقائق الذاتية النابعة من قرار الذات)  وهو ذاته القحطاني الخارج من قراراليمن  (من عدن) والذي يسوق الناس (يهديهم للحق) أي يدلهم بعصاته(الشريعة) إلى (المحشر(الحقيقة) {وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا* يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} وهو حديث الدابة تبين حقيقتها ودلالتها التي لم يوقن بها الناس  بوصفه الروح الأعظم القائم في هياكلها{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} أي اذن له بالكلام في هذة الحضرة ” وخروجها هو معنى مشرق الأسلام أي إسلام جديد  بفهم غريب “ولا يمضي ساعة الليل والنهار حتى يشرق أمر الله في جزائر كثيرة، ” هي جزائر المسيرية بلاد الاندلس. وقوله  ” واقرأوا إن شئتم “هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ” يعلمهم المهدي قرآن الله، ويعلم شعوباً وقبائل ذرأهم الله في الأرض كثيرين كالحب ذي العصف والريحان في بلاد جوينان وغرناطات، يحارب النور الحق فيها يهود أعاجيب وعبدة الصليب الذين يهديهم الله لنوره وأمره ” هم اليهود والنصارى الذين يهديهم الله للإسلام  بعيسى إبن مريم  ” وأقلون لابن مريم منتظرون” والاقلون هم أنصاري إلى الله الطائفة المؤمنة والظاهرة على الحق ( المعتصمون ببيت المقدس أي على العهد قائمون حتى يأتي امر الله ” وأما في الفقرة” بالجانب الغربي من مشرق الإسلام يرى أهل المغرب هولاً وتسمع الجن والإنس قرقعة وصداماً تهتز له الدوائر وتنحرف المحاور وتخرج العذراء من خدرها ويبكي الجنين في جوفها، وتصم أسماعها وتنثقب طبولها وتحشد نساؤها وتهرب رجالها، فقد أعذر الله الأرض إعذارها وأنذرها إنذارها وبدأ النجم الثاقب يرونه أهل المشارق والمغارب. وأقروا إن شئتم “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ * وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ” سورة الحج (1 – 4).  هنا يخنس المجادل الكاذب ويتحير أولي الألباب فلا تشكوا ولا تجحدوا فقد جاءكم الفرج يمحو الله بالمهدي كل الهرج والمرج ومن بايع فإنما يبايع الله تراه الأرض في كل زواياها في وقت واحد وليل أو نهار وتطوى له الأرض ولأصحابه يرفع الله له كل منخفض من الأرض ويخفض له كل مرتفع حتى النملة في جحرها تعلم أنه جاء زمن ولي الله. وما يكون من باب مغلق إلا يفتحه الله للمهدي ” أقول :” ” بالجانب الغربي من مشرق الإسلام  ” فالجانب الغربي هي الشام (السودان) ومشرق الاسلام هي ذاتها الخرطوم منارة الهدى البيضاء التي يتجلى فيها التأويل ويسمع أهل المغرب (السودان( الشام) الهول والأعاجيب والأمور العظام هو ذاته الصوت الذي لم يسمعه انس ولا جان (والفرقع والصدام هي ذاتها الملحمة العظمى(بين العقل والروح) بين المهدي والدجال في صرة الشام (نقطة الرتق والفتق) نقطة الجمع والتجلي (تجلي الأحدية) وتخرج العزراء من خدرها ” والعزراء هي الذات (سليمان) الشمس التي غابت في خدرها (مغيبها) وخدرها هو عيسى ابن مريم والجنين الذي في جوفها هو الحق بذاته الروح الأعظم  وبكاءه في جوفها هو ذاته كلام الحق بلسان عيسى اي كلام الدابة الذي يصم أذان أهل المغرب والمشرق الذي يهول له الأنس والجن لانه كلام الله بذاته غير محجوب بصفاته ” هنا يخنس المجادل الكاذب ويتحير أولي الألباب فلا تشكوا ولا تجحدوا فقد جاءكم الفرج ” وهو ذاته الصوت(التأييد القدسي باسم القائم وأبيه) الذي فيه الفرج(البشرى)  لآل محمد (بنهاية دولة الكفر والشرك) وقوله لا تشكوا ولا تجحدو (  ومنادي ينادي من السماء باسم القائم واسم ابيه في آخر النهار فلا تشكوا انه صوت جبريل) . ” وتضع كل ذات حمل حملها” ذات الحمل هي العزراء (الأمة ) وهي الروح )  والحمل هو (الذات (الجنين) ويراد به عيسى إبن مريم (حامل السر الرباني (الأسم الأعظم) وهي الأمانة أي قائم الاحدية(فهم سليمان) الفهم والذوق المقدس الذي لا طاقة للخلق بحمله(إستحلاله). ففي بحار الأنوار عن أبي أبي حسن الرضا(عليه السلام قال : سيفضي هذا الأمر لمن يكون له الحمل”  إي يختم الله هذا الدين لمن يحوز على الفص السليماني الصافي(الفهم الذكي(العقل السليم)  أي فهم الولاية المرتفع. قال تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (72) سورة الأحزاب. فالامانة هي الخلافة (الولاية) تعقل معرفة ذاته و أسماؤه وصفاته وأفعاله (صورته الجامعة) التي لم تسعها اهل السماء(ملائكة) ولا أهل الارض(الاولياء) ولا الأنبياء(  الجبال) فهي ذوق الأحدية  (ذوق الحق بذاته(الفهم) الذي لا طاقة للخلق به وهو ذاته الحمل(الامانة) أي صورة عيسى إبن مريم   في ميلاده الثاني بالصورة الجامعة(المسجد الجامع ) البيت الجامع لحقائق الخلق( الفهم الوسيع) الذي جهلته الأمة لشدة ظهوره به وتمكنه وسعته لها فأرتفع عن  العقل فاصبح (جهولا) لا يدرى بأمره. ووجه الظلم الذي لحق به هو الجهل به فمن لم يعرفه فقد مات ميتة جاهلية (جهل بالحق) ومن عرفه فقد عرف الله .وذلك المعنى الذي تبرزه الفقرة ” فمن بايع فإنه يبايع الله” فالمبايع هو الحق بذاته  ” ويظهر النجم الثاقب يرونه أهل المشارق والمغارب ” فالنجم الثاقب هو ذاته عيسى إبن مريم صاحب الخرطوم الذي يرونه أهل المشارق (أهل الشريعة وعالم الظاهر( الأنس) بنصوص صريحة و”يرونه أهل المغارب”  وهم أهل الحقائق وعالم الجذب ( الجن). واما في الفقرة ” وحتى النمل تعلم أنه زمن ولي الله” فعلم النمل بالأسماء وشخوصها لم يرد في حق فرد إلأ سليمان قال تعالى {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } (18) سورة النمل. ليؤكد أن أسم خاتم الولاية ووارثها أسمه سليمان وقوله” يزلزل الله له الأرض زلزالاً عظيماً، يقذف باطنها ناراً وترمي السماء شهباً وجبالاً ونحاساً وحديداً “وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ . ولما قلت ان الأرض التي تخرج باطنها نار هي أرض اليمن (أرض التجليات)  واليمن هو عيسى إبن مريم ويراد بها أرض المسيرية وخروج نارها هو خروج مهديها( سرها) وهو ذات المعنى لخروج رجل من قحطان(من اليمن)  وهو  في الأصل أبو اليمن ( فهو ذاته عدنان ابواليمن أي ابوالعرب وهو للمسيح أب) أورد الكاتب: غريق كمبال آدم  في المكتبة الأكترونية لموسوعة التوثيق الكامل في السودان (البقارة) الأتي ” البقارة يحملون عادات أهل اليمن وصفاتهم وبالذات الحلف بالنار فلا يوجد عند عرب تقديس للنار إلا نار اليمن  التي كانت تعبد وتقدس مع أن الحديث النبوي يشير ” الإيمان يماني والحكمة يمانية ” إنتهى. فنار اليمن المقدسة هو شخصي المسيح سليمان الروح الرباني الذي يخرج من قرار اليمن (من بطون أهلها (المسيرية الحمر(أولاد ريد). ومن ثم  فالأرض التي تخرج أثقالها هي ذاتها مكة وثقلها هو الكنز المستخرج بأرض المسيرية الحمر هو سليمان ذاته ( بيت المقدس ) الذي بجزائر العرب  ” إنما الناس مع الملوك والدنيا، والدين مع الغرباء فطوبى لهم حتى يخرج لهم مهدي آل البيت بعدما يزلزل الله أرض الحمر المسروقة ويتمنى الناس العدل ” الغرباء هم طائفة عيسى إبن مريم الطائفة الظاهرة على الحق حتى الساعة ( حتى يخرج لهم مهدي آل البيت بعدما  يزلزل الله أرض الحمر المسروقة ” فلما كان شرط خروج مهدي آل البيت هو بزلزلة ارض الحمر (جزيرة الاندلس) أي ان تستحكم دولة الكفر عليها وذلك ” لا يظهر القائم من ولدك حتى يملك الكفار الأنهر الخمس انهر آل البيت” كامل الجزيرة ” ويتمنى الناس العدل ” هم العرب المسيرية ويتمنوا العدل التقسيم العادل للثروة والسلطة   وهي ذات الفقرة بحديث القرطبي ” فيأتوه أهل الاندلس فيقولون يا ولي الله لقد تلفت جزيرة الاندلس وتلف أهلها وتغلب عليها أهل الكفر والشرك من أبناء الروم”  تغلبت عليها أي تم سرقتها بموجب إتفاقية نيفاشا وإستحكمت فيها القوى الغربية  بقيادة أمريكا وإسرائيل من الكفار والمشركين (اليهود والنصارى )  ومن شايعهم من فصائل الحركة الشعبية والمشهد يبين أن أرض المسيرية بوجه الخصوص ستكون هي نهاية أمريكا والغرب لانها النقطة التي تبرز المهدي القائم والخارج من المغرب الاقصى بمعية الأعاجم ( العباد الأولي باس شديد). ” بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً” . وجاسوا خلال الديار يراد بها ضمنياً غزو أهل المغرب(الغرباء) لمشارق الأرض ومغاربها   والديار هي ديار المسيرية(جزيرة العرب) التي لهم موعد بفتحها كما بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بحديث سمرة  . (تغزون جزيرة العرب وفارس والروم والدجال) وكونهم يغزون جزيرة العرب فهذا يؤكد أنهم الذين يستخرجون كنزها  . بالحديث ”  أتركوا الحبشة ما تركوكم هم الذين يستخرجون كنزه ” فالحبشة هم ذاتهم الاعاجم (العباد الاولي باس شديد) الباس الشديد اصحاب الهمم  والمقاصد العالية التي لا تحور والعزائم التي لا تخور والكنز المستخرج من جزيرة العرب هو شخصي المسيح خليفة الله “فجاسوا “أي جاسوا في الحقائق وبعثروها ونثروها  (وذلك معنى ( لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة ينقضها حجرا حجرا” وخرابه للكعبة (للشريعة) هو بنقضها حجراحجرا باستخراج اليهود والنصارى منها) أي بيان الحقائق فصلا فصلا و ذو السويقتين هو ذاته عيسى إبن مريم المهدي البيتي  الذي جمع الحقيقة والشريعة. وهنا نقطة اود الاشارة إليها ولما كان هذا البيتي هو ذاته القحطاني الذي يسوق الناس( يدلهم ويهديهم للحق) كما في الحديث (  رجل من عترتك يقال له المهدي يهدي إلى الله عز وجل يهدي الله به العرب ) وبقراءة حديث الامام على عليه السلا م  الذي يشير إلى القائم الذي من ولده والذي يخرج اليهود والنصارى من كور العرب ويسوق الناس بعصاه)  فلما كان هو ذاته الذي تهتدي به العرب أي يسوقهم ( يدلهم ) للمحشر (للحقيقة) فالعصا تشير للدلائل والشواهد المثبتة التي يبرزها قلمه (عصاته) يبين به أحقية العرب الحمر بملكية هذه الارض أي بملكية آل البيت لهذه الانهر الخمس من خلال تقديم نصوص يحاجج بها كل من اليهود والنصارى  أي فهو يستخرج (التوراة والانجيل ) ويقيم بها الحجة عليهم وفيه دليل أن المهدي الذي يخرج اليهود والنصارى بعصاه (بالحجة الظاهرة )هو عيسى إبن مريم شخصي سليمان  وذلك بالحديث التالي وأخرج الكوراني عن محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قال : “إنما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي إلى أمر خفي، يهدي إلى ما في صدور الناس، ويخرج التوراة من مغارة في أنطاكية ويُعطى حكم سليمان”. المصدر : الكوراني : المعجم ج 3 حديث رقم 748.

وأخرج عبد الرازق في مسنده عن معمر عن مطر الوراق عمن حدثه عن كعب قال:”إنما سُمي المهدي لأنه يهدي لأمر خفي ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية “.المصدر: عبد  الرازق الجزء 11 صفحة 372.

أقول: مما لا يختلف فيه  من من النصوص أعلاه  أن سر تسمية المهدي تستند على أنه يهدي لأمر خفي والأمر الخفي المُهدىَ إليه موجود في النصوص المقدمة من أسانيد أهل الكتاب(التوراة والانجيل)  ولكن ضلّ عن ذلك الجمهور(اليهود والنصارى) كما أشار لذلك كلام الإمام جعفر الصادق (ع) بقوله: “إنما سُمي بالمهدي لأنه يهدي الى أمر مضلول عنه”.

ومن ثم فالمهدي حقيقة من يكشف الستار عن ذلك الأمر الخفي ويبيّن مضمونه ومعناه ليُصبِح بيانه هو الدليل على أنه المهدي بدليل قوله ” يستخرج التوراة والإنجيل” والأستخراج لغة هو الأستنباط بأسانيد من خلال هذه المصادر ببيان دال عليه  وهذا البيان  هو ذاته الخطبة البليغة في المسجد الجامع أي الفهم المستنير للكتاب الذي يجتمعون عليه وهو(سلسلة منشوراتي ) ولما كانت هما مصادر تشريعهم فهو يقيم عليهم الحجة ويبين أحقية الحمر بالارض بهذه العصا وذلك معنى قول الأمام (لاخرجن اليهود والنصارى من كور العرب بعصاي ) فالعصا التي يخرجهم بها هي دلائل عقلية مستخرجة من التوراة والانجيل والتي تسترد للعرب ارضهم(تسلب قريش ملكها) ان تتصدر اللغة العربية دلالة الحق وترد لها القيمة المعرفية ( لن تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب ذات مروج وخضراء) والمهدي الذي تؤمن به اليهود والنصارى بإستنباطه من خلال تشريعهم هو عيسى إبن مريم شخصي سليمان .قال تعالى {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} (48) سورة آل عمران.”ويعلمه الحكمه” هي حكمة سليمان ( فهمه) ومن ثم فلا احد يذوق بذوق سليمان (يفهم بفهمه) إلأ أن يكون هو ذات سليمان. قال تعالى{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (35) سورة ص. فالملك هو الفهم الواسع الذي يتجلى فيه عدل الله وحكمه المطلق بذاته فقد روى الشعبي عن تميم الداري قال: قلت يا رسول الله: ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها إنطاكية، ما رأيت أكثر منها مطراً فقال صلى الله عليه وسلم : (نعم وذلك لان فيها التوراة وعصا موسى ورضاض الألواح ومائدة سليمان فلا تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من عترتي اسمه إسمي وإسم أبيه اسم أبي خلقه خلقي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت ظلماً وجوراً ) المصدر (المهدي الموعود) حديث رقم 9 للكاتب: عبد الحسين دستغيب.  فإنطاكية هي ذاتها أرض الحمر بانهارها الخمس وأرضها التي لا ينقطع عنها المطر طول العام والتي تغلب عليها أبناء الروم  ” لا تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من عترتي”  يستردها المهدي البيتي من اليهود والنصارى من أبناء الروم  بعصاه أي بالدلائل والشواهد (بالتوراة والأنجيل) ” لان فيها عصا موسى ورضاض الاواح ومائدة سليمان” فهي كلها مواريث أنبياء بني إسرائيل أي مصادر التشريع لاهل الكتاب  ومن ثم فالمهدي الذي  يأسلم على يديه جماعة منهم( يخرجون من جزيرة العرب) يؤمنن به ويهتدوا لدين الله (للإسلام)  قطعا هوذات عيسى إبن مريم. قال تعالى ({وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (159) سورة النساء.  إلا ليؤمنن بدلالته من مصادرهم كونه ذات المسيح الذي يحمل خاتم سليمان وهوالأسم الذي يرفع التعارض في النصوص حول شخصية واحدة متعددة الاسماء ومتنوعة الألقاب وهو ماأبرزه النبي في الفقرة ” فيها مائدة سليمان” فلم يات التصريح بأسم عيسى مع أن المائدة  في القرآن لم ترد إلا في سياق بعثته الأولى ليتبين بجلاء ان عيسى إبن مريم هو ذاته مائدة السماء المنزلة على الأرض (فهرس علوم الحقائق) الأرض المقدسة التي يتجلى فيها التأويل وهي ذاتها أنطاكية التي لا يقف مددها( مطرها)  فعن عبدالله عليه السلام . قال : إذا قام قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم آل داؤود لا يحتاج بيّنة يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما إستنبطوه ويعرف وليه من عدوه) المصــــــــــدر / من كتاب يوم الخلاص في ظل القائم المهدي (391 الطبعة السابعة 1991 دار الكتاب اللبناني بيروت لبنان كامل سليمان) وكما في البحار. وقد روي أيضاً عن أبي عبدالله أنه قال:” إذا قام قائم آل محمد يحكم بحكم داؤود وسليمان لا يسأل الناس بيّنة) أصول الكافي . أقول: فحكم القائم الذي لا يسأل فيه الناس بينة هو حكم سليمان فهو (حكم الكتاب) ولا ياخذ بينة أي يلغي الشريعة ( يهدم مكة) وهو نفسه الدابة التي تحمل خاتم سليمان  “ويخبر كل قوم بما إستنبطوه  ويعرف وليه من عدوه ” أي تميز بين المؤمن(تجلو وجهه بالعصا( بالشريعة)  وتختم على أنف الكافر  بالخاتم(بالحقيقة) بفهم سليمان ” يخبر كل قوم بما إستنبطوه ” هذا دليل قاطع أنه عيسى إبن مريم ” يطلع على الأسرار بالصدر والقلب إن لم تجب سؤاله هو سيجيب ” يطلع على الاسرار أي يخبر كل قوم بما أستنبطوه والقوم هم أهل الكتاب المسلمين واليهود والنصارى .” إذا قام القائم قسم بالسوية، وعدل في الرعية، واستخرج التوراة وسائر كتب الله تعالى من غار بأنطاكية، حتى يحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل القرآن بالقرآن” (الغيبة للنعماني: ص157، بحار الأنوار: 52/351).  ومن ثم فالقائم الذي يجمع الحكم بالكتب الأربعة أي يخبر كل قوم بما إستنبطوه  هو ذاته (الدابة التي تحمل خاتم سليمان (فهمه) بقوائمها الاربع (قوائم التشريع) في قوله تعالى{وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} (48) سورة آل عمران. وحكمه لأهل كل شريعة هو إستخراجه البيّنة من مصادرهم . قال تعالى({وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (49) سورة آل عمران. ولما كان الاكل محله البطن فهو ذائق لكل الاذواق ومطلع على سرائرهم(بواطنهم) . ”  وَأُنَبِّئُكُم ” أي يخبر كل قوم بحالهم ويستخرج مافي بطونهم (ما غاب عنهم) في بيوت عبادتهم  وهي مراجع تشريعهم ( التوراة والانجيل والقران والزبور)  ” إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ  ” لتكون دلالة عليه وشهادة يحاججهم  بها وهي ذاتها العصا ( الشريعة) التي يجلو بها (يكشف بها عن النقاب) أي  يبين بها أحقية العرب المسيرية بالارض  ليدل ان القائم الذي يحكم بحكم داود واعطي فهم سليمان هو سليمان بذاته فلا أحد يرث سليمان في الفهم (علم الأستنباط) في قوله تعالى {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ} (79) سورة الأنبياء. وسليمان إنفرد بالفهم (لا ياخذ بينة) فقد جاء بسفرالملوك أخبار الايام الثاني (8-12)”. فقال سليمان لله انك قد فعلت مع داود ابي رحمة عظيمة و ملكتني مكانه  فقال الله لسليمان من اجل ان هذا كان في قلبك و لم تسال غنى و لا اموالا انما سالت لنفسك حكمة و معرفة تحكم بهما على شعبي الذي ملكتك عليه*   قد اعطيتك حكمة و معرفة و اعطيك غنى و لم يكن مثلها للملوك الذين قبلك و لا يكون مثلها لمن بعدك” فالغني الذي لم يكن للملوك أي لداؤد هو الفهم في إستخراج دلالات النصوص من الشريعة  في قوله تعالى ” وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (49) سورة آل عمران . تكون آية دالة لميراثه (خلافته) ” وما تدخرون في بيوتكم” فالبيوت هي مراجع التشريع ولما كانت مكة هي بيت من البيوت (بيت المسلمين” فعيسى هو من يستخرج مالها (كنزها) بعدما(يهدمها) يجردها من حليها(بعصاه) اي معوله) ومن ثم فهو يستخرج ما أدخر في البيوت(البطون) أي الخلاصة والزبدة (الغاية والجوهر) والكعبة التي يستخرج ما في جوفها هي أرض الحمرُ بصفة عامة فهي تمثل كنز الأرض ( بيت المقدس بالتحقيق) وهي نفسها كنانة الله ومسجده الأقصى أقصى عوالم الخفاء وهي جزيرة الاندلس التي سيفتحها اهل الغرب رعاة الإبل (قزولة وقزالة) بالوقائع التي ذكرها القرطبي في  التذكرة قال: (وروى من حديث معاوية بن أبي سفيان في حديث فيه طول عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:”ستفتح بعدي جزيرة تسمى الأندلس فتغلب عليهم أهل الكفر فيأخذون من أموالهم وأكثر بلدهم ويسبون نسائهم وأولادهم ويهتكون الأستار ويخربون الديار ويرجع أكثر البلاد فيافي وقفارا وتنجلي أكثر الناس عن ديارهم فيأخذون أكثر الجزيرة ولا يبق إلا اقلها ويكون في المغرب الهرج والخوف ويستولي عليهم الجوع والغلاء وتكثر الفتنة ويأكل الناس بعضهم بعضا فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المهدي القائم في آخر الزمان وهو أول أشراط الساعة) فالجزيرة التي تسمى بالاندلس والتي ستفتح بعده هي ذاتها جزيرة العرب (المسيرية العرب)التي وردت في حديث سمرة (تغزون جزيرة العرب وتغزون فارس والروم والدجال) فلا يقصد بجزيرة العرب او الاندلس سوى جزائر العرب المسيرية بالتحديد لانها أرض آل البيت التي تجري فيها ألأنهر الخمس (كور العرب) وذات طبيعة ممطرة ولا يكاد تنقطع عنها الامطار طول السنة ففيها  كل ذخائر الحياة وأسباب العيش فهي الكنز المقصود لانها قلب الأرض وزبدة العالم بارضها البكر(العزراء) ولذلك كانت محط  أطماع العالم الغربي المتهود ” فيغلب عليها أهل الكفر  والشرك ” تغلب عليها الديانة النصرانية واليهودية  والمتمثل بالوجود الأمريكي الأسرائيلي  وقوله ” وياخذون أكثر بلدهم ” هو بإقتطاع الأرض في إتفاقية نيفاشا وضمها لدولة الجنوب ومن ثم سد مسارات الرعي والضغط على العرب وحصر مناطقهم في حزام ناري وتطويقه بالالغام . ” ويسبون نسائهم وأولادهم ويهتكون الاستار ويخربون الديار ويرجع أكثر البلاد فيافي وغفار” المشهد يشير لمرحلة  غزو لأرض المسيرية من قبل اليهود والنصارى وهو يمثل الإفساد الثاني لهم فيها أي في ( الأرض المقدسة) والأستيلاء الكامل  على(الأنهر الخمس) فيقع الخراب والتقتيل ” فياخذون أكثر الجزيرة ” وهو الإستحكام التام على لبلد العرب(أن يملكوا الكور الخمس(أنهر المسيرية بحر الغزال ـ بحر الزراف ـ بحر الجبل ـ بحر الجُر(jure) ويعني بلغة الدينكا(الوافدين (العرب)  واما في الفقرة” ويرجع أكثر البلاد فيافي وقفار” بإبادة المراعي وتقليص الأرض بإقتطاعها ” لن تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروج خضراء) ” أي تعود جزيرة الأندلس(بيت المقدس لأهله) بعدما أتلفت مراعيها وأصبحت فيافي وغفار(تعود خضراء)  وتعمر بعدما خربت  وإنجلى أكثر أهلها  من ديارهم  ” وهي حالة النزوح والهجرة بعيدا من مرمي الحرب الهوجاء ” فياخذون أكثر الجزيرة  ولا يبقى إلا اقلها” وهو الواقع اليوم والحقيقة التي غفل عنها أهل السودان بصفة عامة والمسيرية العرب  بصفة خاصة  وقوله ” فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى ” أي بعد إكتمال فصول هذه المشاهد وإستحكام الغرب على أرض المسيرية هو أذان بخروج المهدي البيتي شخصي المسيح غوث الأمة المنتظر ومن ثم فوقائع النصوص يدل على أن خروج المهدي مشروط بحراك سياسي وعسكري وتدخل صليبي في أرضه  ” أورد الكاتب محمد عيسى داوؤد في كتابه المفاجأة بشراك يا قدس نقلاً عن الجفر للأمام علي عليه السلام . في خطبه له بالكوفة جاء فيها الأتي نصه: وإذا فاضت اللئام بأرضها غارت السماء لكنانتها بعدما غار الصدق وفاض الكذب وصار العفاف عجباً فزلزل زلزالها، وبعد دهر قام لها قائمها صاحب لا هرج له ولا  حس بعدما كان ملء السمع والبصر، إسمه معروف وبالحسن موصوف، ينشل مصر من شجرة الحنظل ومن عين عين له نداء مبغوض كرائحة الثوم، يخرج سيده بهوان، بعدما صال يهود على الكنانة صيال  كلب عقور . فيوقظ الصحابي أهلها من سبات ويبعثهم الله بعث الأموات، فلكل أجل كتاب ولكل غيبة إياب، يفلق صحابي مصر الأمر فلق الخرزة.” أقول : ” إذا فاضت اللئام بارضها ” فاللئام يراد بهم اليهود والنصارى وفاضت بهم ارض العرب وإستحكموا عليها . ” وغارت السماء لكنانتها ” وهو بخروج المهدي لإسترداد الكنانة ( بيت المقدس) فالكنانة هي أرض المهدي موطن شخصي المسيح وفيه إشارة للتدخل الرباني المباشر وهوببروز بطون الحق لا غير وذلك ما أبرزه في الفقرة السابقة من الخطبة ” زلزلت الارض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها)  وقوله” بعدما صال يهود على الكنانة صيال كلب عقور ” إستباحة الارض والعرض “وهو المعنى المشار إليه ” لقد تلفت جزيرة الاندلس وتلف أهلها ” ويشير النص لحراك سياسي وعسكري وغزو صليبي  تزامناً مع صحوة روحية واسعة تعم البلاد وتلهب العباد للدفاع عن مقدسات الأمة ” يوقظ الصحابي أهل مصر من سبات ويبعثهم الله بعث أموات ” أي يلهب فيهم حمية الدين وأهل مصر هم أهل المغرب ( قزالة وقزولة) الذين ينصرون الحق  والصحابي الذي يوقظهم أذ ينفخ فيهم روح الدين وذلك معنى ” يرسل كتبه لقبائل الغرب أن أنصروا دين الله وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم  فياتوه) ” ويسمونها اليهود عدوهم الذي بالجنوب” فعدو اليهود الذي بالجنوب تحديدا هم ذاتهم المسيرية (أبكار المهدية) بوصفها القوة الضاربة في جيش المهدية والتي إستعان بها المهدي في فتوحاته وتحديداً الجنوب فكانت المسيرية هي يد المهدي اليمنى ” ومصر تغدو للمؤمن جناحه الأيمن مصر سند ومدد” والمهدي الذي تغدوا مصر (المسيرية) جناحه الأيمن  هو عيسى إبن مريم قائم دولة آل البيت بآخر الزمان في الجنوب. واما في الفقرة ” يصول يهود على الكنانة صيال كلب عقور” فمعنى الكلب العقور في معاجم اللغة  يعني الكلب المسعور وهو الاسم نفسه الذي تصدر عناوين رئيسة لعدد من القنوات الأخبارية والصحافة العالمية  . فعلى صدر الصفحة الاولى لموقع الجزيرة الإخبارية  مقالا يحمل العنوان التالي :-

الرئيس الامريكي المنتخب  دونالد ترامب يعين( الكلب المسعور) وزيراً للدفاع

“.. أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ليلة الخميس ، أنه سيعين الجنرال المتقاعد(جينس ماتيس) على رأس وزارة الدفاع في خطوة تعتبر إيذاناً بعودة الخطاب التصعيدي الأمريكي في العالم ، فالجنرال الذي سماه ترامب  بـ” الكلب المسعور” هو من أصل يهودي مولعاً بالحروب وقد أثار كثيراً من الجدل خلال مسيرته المهنية ويعرف بمواقفه المناهضة للأسلام . ويقول ترامب على حسابه بتويتر: أن تعيين الجنرال “الكلب المسعور” ماتيس كان مبهراً جداً أنه جنرال الجنرالات.وقد سبق قيادته وحدات من قوات النخبة الأمريكية للسيطرة على جنوب أفغانستان عام2001م. ومطاردة مقاتلي تنظيم الدولة وحركة طالبان.فإن الكلب المسعور هو أفضل ما لدينا أنه أقرب إلى الجنرال جورج باتون القائد بالحرب العالمية الثانية”)  جاء في الجفر نقلا عن كتاب المفاجأة للكاتب محمد عيسى داؤود “دعاوى رؤوس على أبواب جهنم وكلام كثير يسمعه الناس في كل مكان ويرون المتكلم به وقائل يقول: العالم الجديد وما هو بجديد وداع من أرض يقال لها الجديدة وما هي بجديدة لكنها قديمة سكانها أصحاب الوجوه الحمراء واسم الرجل منهم احمر يعرفهم بعوث”. أقول : فالعالم الجديد وماهو بجديد هو دولة جنوب السودان الوليدة  وماهي بجديدة لأنها في الاصل أرض المسيرية فهم أول من حطوا فيها رحالهم فإكتشفوا أغوارها وسموا أنهارها ” سكانها أصحاب الوجوه الحمراء ” هم المسيرية الحمُر ” واسم الرجل فيهم أحمر” أي يغلب عليهم  أسم ( أحمر وإحيمر) والرجل الذي منهم ويسمى أحمر يقصد به عيسى إبن مريم المهدي البيتي شخصي سليمان بوجه التحقيق”رَأَيْتُ عِيسَى ومُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ فَأَمَّا عِيسَى فَأَحْمَرُ جَعْدٌ عَرِيضُ ﴾ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) وهوعلى المنبر: (يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون، مشرب بالحمرة”  ابيض اللون هو ذاته الياقوتة البضاء التي تجوفت من الحمراء . وفي الفقرة “لا تفترق الأرض الجديدة وما هي بجديدة وإنما تعتصم بالمسيح ابن مريم لتنتظره ويكذبون على الله فما اتخذ من ولد وما كان معه من إله ولكن الكذاب الدجال يدجل تدجيلاً ويزيّن القواطع الخمسين بزهرة الدنيا ويربط المدائن الخمسين بحبل بني إسرائيل الآتي من جبل صهيون يبغي الفساد في الأرض  “” ستفشل كل الجهود لإسدال الستار على مسرحية السرقة وإن تم الاعتراف بالانفصال في أروقة الساسة والدبلوماسية فالقضية على طاولة الانتظار فهي حبر على ورق( يدجل تدجيلا)  فلا يتحقق سلام  كامل وإستقرارإلا على يدي   ” ويزين القواطع الخمسين بزهرة الحياة الدنيا ” فالقواطع الخمسين تشير لعدد مقاطعات دولة الجنوب الخمسين وتزينها هو بالوعود الزائفة التي قطعتها امريكا لحليفها (الحركة الشعبية) بتحسين وضع البلاد في حال الأنفصال عن الشمال وفتح الإستثمار للنهوض بالإقتصاد مما ينعم الجنوب بحياة الرفاهية بان يعيش أهله الحلم (أي الوهم والدجل الامريكي “ويربط المدائن الخمسين بحبل بني إسرائل ” وهو بتطبيع العلاقات مع إسرائيل على أعلى تمثيل دبلوماسي وتحويله إلى دولة يهودية  ” لكن نجمة بني إسرائيل المرسومة في خطوط الدرع تبلعهم جميعاً  “

الســودان إلى أين … ؟ بقـلم ميرغني محمـود مـيرغني

” من كان يظن أن إنفصال جنوب السودان يمشي على درمكة بيضاء لا عوج فيها ولا امتا أو يتهادى على كفوف الأمن و الراحة فقد أبعد الشقة وانساقت به الأوهام وثمة جم غفير من أهل الشمال بدأ يقتنع بنظرية المؤامرة ضد سودان المليون ميل بعد فوات الأوان وثمة من تكونت لديه الآن قناعة كقناعة القانط من أن يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين، بأن الوحدة لن تتحقق في هذا الإستفتاء حتى يلج الجمل في سم الخياط !

فمن أسوأ العناد عناد المخالف عند ولاة الأمر حين تغذيه بؤرة الكراهية ويقوده عشى الإحساس بالتهميش ومن أسوأ السوء أن تسلم مقاليد الأمور لمن لا يضع حسابا للأمور و أسوأ أخطاء الأمم حين تعطي القلم لمن يصر على أن يكتب نفسه شقيا ولا يشقى وحده … فمن كان يظن أنه في أعلى السفينة ولا يعنيه من بأسفلها أن قام بخرقها أو ذهب بشطرها فليمدد بسبب في السماء ولينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ. ولا فرق بين إستغلال (المحرضين) وإستقلال (المقوضين ) فغين الغبن هي نفسها قاف الصد لرياح تغيير الوحدة الجاذبة وهي نفسها عين الحمأة لمن يأمل أن يشرب وحده الماء صفواً. كلتا القبلتين شمالا وجنوبا تتلاطمهما العواطف وحيالهما تقف الحكمة مكتوفة الأيدي ويغيب العقل في غيبوبة (نفاذ الصبر) الذي إمتد لنصف قرن … ومن كان يظن أن فصل التوأم السيامي بلا عواقب وأنه مضمون النتائج فليعد العدة منذ الآن لغرفة الإنعاش وليحضر الحنوط بعدئذ تحوطا… فجبل الثلج دائما لا يكشف إلا عن قمته.

والمعضلة في الشمال ليست في أن تكون الوحدة جاذبة ولكن في أن يكون الإنفصال هو الخيار الأمثل للجنوب لضمان التعايش السلمي. فعدم إستقرار الجنوب ينسحب على أمن الشمال الذي سوف يتحمل كل هذه التبعات ولن يكون بوسع الشمال الذي خرج لتوه من عملية الإنفصال المضنية أن يتحمل أي إنتكاس أو فشل لنظام الحكم بالجنوب الذي بات مؤكداً.

والمعضلة في الشمال في إمكانية قبول من لا يود الذهاب للعيش بالجنوب بعد الإنفصال وفي حركات إنفصالية أخرى تتظاهر بالنوم وهي تتأهب لاقتناص أي فرصة لإعلان التمرد وتقرير المصير بأي وسيلة.

والمعضلة الأكبر أن لا أحد من الشمال مقبول بالجنوب لو حدث الإنفصال ولا حتى حلفاء اليوم مع الحركة الشعبية من اليساريين.

والطامة الكبرى أن قبيلة الدينكا القبيلة المهيمنة على الحركة الشعبية ليست وحدها في الجنوب ولو قدر لقبيلتي الشلك والنوير أن يتحدا ضدها فلن يستقر لها الأمر في الجنوب …

وفوق هذا وذلك إشتداد الحصار الإقتصادي على الشمال وحداثة عهد الجنوب بالحكم المطلق لبلد يبدأ تقريبا من الصفر. وهكذا تمر أزمة الجنوب بكل هذه العقبات وكل عقبة هي في حد ذاتها أزمة قائمة بذاتها تحتاج إلى معالجة خاصة.

وكبرى المعضلات في (أبيي) القنبلة الموقوتة التي ستؤدي بالشمال والجنوب إلى فتنة لا تبقي ولا تذر… ثم مشكلة الحدود التي لم تحسم بعد ونحن على بعد أيام معدودات من الإستفتاء.

الإنفصال ليس حلا ولا الوحدة بشكلها الحالي هي المخرج حيث يربو كل يوم الإحتقان وسط أهل الجنوب ويتنامى الغبن و تكبر عدم الثقة و يكبر معها الإحساس بالتهميش ولكن للإنفصال قصة آخرى أكثر إثارة تسمى (كوش).

وقد ورد ذكر (كوش ) السودان الآن بحدوده الحالية فى سفر أشعياء عليه السلام الإصحاح 37 عندما ذكر بأن ملك السودان ترهاقا قد خرج بجيشه لمناصرة الملك حزقيا ملك المملكة الجنوبية فى إسرائيل حوالي (715-697) ق. م وقد تكرر إسم (كوش) حوالي 30 مرة في التوراة أو ما يسميه أهل الكتاب اليوم (بالعهد القديم).

والسودان كان يطلق على المنطقة من البحر الأحمر وحتى المحيط الأطلسي ولحكمة أرادها الله تعالى أصبح السودان هو الرقعة المعروفة الآن والبلد القارة وأكبر قطر عربي و إفريقي.

وأطماع أهل الكتاب في هذا البلد لا تحد ولا يكاد لعابهم يتوقف من السيلان مذ أن قرأوا في التوراة في سفر التكوين (15-18): في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام (إبراهيم ) ميثاقا قائلا: لنسلك اعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات.

وكيف ينام الطمع والجشع بقلوب اليهود أو يهدأ لحظة والسودان جزء من (أرض الميعاد )… ؟

وقد إجتهد من إجتهد من أهل السودان ليثبت أن الحبشة المذكورة في الآثار الاسلامية هي السودان بحدوده الحالية أو جزء منه وأن السودان هو بعينه (مجمع البحرين ) المذكور في سورة الكهف كما ورد في تفسير القرطبي عن قوله تعالى مجمع البحرين ورد أنه بإفريقيا حيث قال: “قَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب. وَرُوِيَ عَنْ أبي بْن كَعْب أَنَّهُ بِأَفْرِيقِيَّة” وأننا لا زلنا نطلق على النيل كلمة (بحر).

وتبقى ثمة معالم لابد أن نقف عندها بتأمل… ففي سورة الواقعة معلم أول رواه الإمام أحمد، عن أبي هريرة ورواه الحافظ ابن عساكر عن جابر بن عبد الله، عن النبي – صلى الله عليه وسلم: لما نزلت: “فيومئذ وقعت الواقعة”، ذكر فيها (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين)، قال عمر: يا رسول الله، ثلة من الأولين وقليل منا؟ قال: فأمسك آخر السورة سنة، ثم نزل: ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين )، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “يا عمر، تعال فاسمع ما قد أنزل الله: ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين)، ألا وإن من آدم إلي ثلة، وأمتي ثلة، ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل، ممن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له) كما أورد ذلك ابن كثير في تفسيره ج4. فرعاة الإبل هم (العرب) بلا جدال … فمن هم العرب الذين يتميزون باللون الأسود الذين يستعين بهم المسلمون (غير السود) لإدخال مليارات البشر إلى الإسلام حتى تكتمل ثلة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي بشر بها في سورة الواقعة. . .؟ وأترك الإجابة لفطنة القاريء وألفت النظر إلى أن هذا الحديث من دلائل النبوة وأنه بشرى عظيمة لهذا البلد ودوره الكبير القادم بإذن الله في فتوحات آخر الزمان . . . !!!

قال تعالى: “يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ” (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ” (9) الصف.

فالقدر المحتوم من الله بإتمام نوره واقع ولن يكون برضاء الكافرين … (أي الدجال وشياطينه) ولن يكون الفتح الأكبر للإسلام برضا أعوانهم من المشركين (اليهود والنصارى).

“يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ” (33) التوبة.

وما يحدث في السودان خطوة أولى لتحقيق الآيات السابقة بحذافيرها فيا بشرى لهذا البلد قائد ثورة الفتح الأكبر.

وهل يعلم أهل السودان أن أول بلد سيطأه الدجال هو السودان؟

عن عُثْمَانَ بْنَ أبي الْعَاصِ قال: “سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةُ أَمْصَارٍ مِصْرٌ بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ وَمِصْرٌ بِالْحِيرَةِ وَمِصْرٌ بِالشَّامِ فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلَاثَ فَزَعَاتٍ فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ فَيَهْزِمُ مَنْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ فَأَوَّلُ مِصْرٍ يَرِدُهُ الْمِصْرُ الَّذِي بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرْقَةٌ تَقُولُ نُشَامُّهُ نَنْظُرُ مَا هُوَ وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالْأَعْرَابِ وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ وَمَعَ الدَّجَّالِ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ السِّيجَانُ وَأَكْثَرُ تَبَعِهِ الْيَهُودُ وَالنِّسَاءُ ثُمَّ يَأْتِي الْمِصْرَ الَّذِي يَلِيهِ فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرْقَةٌ تَقُولُ نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالْأَعْرَابِ وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ بِغَرْبِيِّ الشَّامِ وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ إلى عَقَبَةِ أَفِيقٍ فَيَبْعَثُونَ سَرْحًا لَهُمْ فَيُصَابُ سَرْحُهُمْ فَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَتُصِيبُهُمْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ وَجَهْدٌ شَدِيدٌ حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُحْرِقُ وَتَرَ قَوْسِهِ فَيَأْكُلُهُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ السَّحَرِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَتَاكُمْ الْغَوْثُ ثَلَاثًا فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّ هَذَا لَصَوْتُ رَجُلٍ شَبْعَانَ وَيَنْزِلُ عِيسَى ابن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ فَيَقُولُ لَهُ أَمِيرُهُمْ رُوحَ اللَّهِ تَقَدَّمْ صَلِّ فَيَقُولُ هَذِهِ الْأُمَّةُ أُمَرَاءُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَيَتَقَدَّمُ أَمِيرُهُمْ فَيُصَلِّي فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ أَخَذَ عِيسَى حَرْبَتَهُ فَيَذْهَبُ نَحْوَ الدَّجَّالِ فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فَيَضَعُ حَرْبَتَهُ بَيْنَ ثَنْدُوَتِهِ فَيَقْتُلُهُ وَيَنْهَزِمُ أَصْحَابُهُ فَلَيْسَ يَوْمَئِذٍ شَيْءٌ يُوَارِي مِنْهُمْ أَحَدًا حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ لَتَقُولُ يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ وَيَقُولُ الْحَجَرُ يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ”.

أخرجه أحمد ( 4 / 216 – 217 ) والحاكم ( 4 / 478 – 479) والطبراني في المعجم الكبير ج9 برقم 8392.

لاحظوا أن الدجال بعد دخوله بلد (مجمع البحرين ) السودان يلجأ الناس هربا منه إلى البلد المجاور له وهو مصر وعندما يطاردهم فيها أيضا يخرجون منها إلى العقبة بالأردن ولا يتحقق الوصف السابق لموقع مجمع البحرين إلا أن يكون هو السودان مصداقا للحديث:

عن حذيفة قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرجت السودان طلبت العرب ينكشفون حتى يلحقوا ببطن الأرض أو ببطن الأردن، فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني بستين وثلاثمائة راكب، يأتي دمشق . . .” (كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر الحديث رقم 128 ).

والواضح أن هذا الخروج قبل المهدي بقليل لأن خروج السفياني بين يدي المهدي كما ورد في حديث عمار بن ياسر أنه قال: “إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان، ولها أمارات فإذا رأيتم فالزموا الأرض وكفوا حتى تجيئ أماراتها، فاذا إستثارت عليكم الروم والترك” حتى يقول “ويخرج أهل الغرب إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني” فخروج أهل السودان إلى مصر بسبب الحروب علامة لخروج السفياني وخروج السفياني علامة لخروج المهدي عليه السلام..

وسوف نصل بالقاريء لأسباب دخول الدجال هذه البلد من خلال هذه المعالم باذن الله.

أما المعلم الثاني: فالحديث “اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة: لقمان الحكيم والنجاشي وبلال” جامع السيوطي ج1 ص 66 رقم 249 كما جاء في (الجواهر الحسان في تاريخ الحبشان ص45) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “سادات السودان أربعة: لقمان الحبشي والنجاشي وبلال ومهجع” وفي النهاية والبداية ج2 ص 123 و124 أن لقمان (نوبي ) قصير أفطس . . . ! فقارن بين حبشي ونوبي . . . ! علما بأن دولة علوة المسيحية وعاصمتها سوبا هي جزء من الخرطوم عاصمة السودان الآن وقد ذكر المسعودي المتوفى سنة 356 هـ في مروج الذهب ومعادن الجوهر ج2 ص 383: “ووراء علوة أمة عظيمة من السودان”.

ومهما يكن ففي هذا المعلم وصية عظيمة للمسلمين بموالاة السودانيين سيما وأن التاريخ يحدثنا بأن كلمة حبشة كانت تطلق أيضا على جزء من السودان الحالي بل أن الإسلام ظهر ودولة اكسوم الحبشية تحتل السودان الحالي . !!

أما المعلم الثالث: فالحديث: “خير الناس العرب وخير العرب قريش وخير قريش بني هاشم وخير العجم الفرس وخير السودان النوبة وخير الصبغ العصفر وخير المال العقر وخير الخضاب الحناء والكتم” جامع السيوطي ج 1 ص 108 رقم 11885.

وهي إشارة واضحة إلى تفضيل السودانيين على غيرهم من أصحاب البشرة السوداء في العالم وهو بعلم الحديث (شاهد) على حديث الثلة السابق ومفسر له والأحاديث يفسر بعضها بعضا.

أما المعلم الثالث: فهو حديث: “الخلافة في قريش والحكم في الأنصار والدعوة في الحبشة والهجرة في المسلمين والمهاجرين بعد” رواه أحمد ج 4 وابن أبي عاصم والبزار وإبن عساكر.

وما يهمنا هو قوله صلى الله عليه وسلم: “الدعوة في الحبشة” ولنتساءل وقد مر أكثر من 14 قرنا على الإسلام هل للحبشة بحدودها الحالية دور ذي بال في الدعوة للإسلام ؟

وهل أقيمت أي دولة إسلامية على أرضها حتى الآن … ؟

وما موقف أثيوبيا وأريتريا الآن من الإسلام والمسلمين … ؟

ولنعيد الأسئلة السابقة بطريقة أخرى:

هل للسودان بحدوده الحالية أي دور في الدعوة للاسلام ؟

هل أقيمت عليه أي دولة إسلامية ؟

وما موقف السودان الآن من الإسلام والمسلمين … ؟

وغني عن القول أن للسودان دور هام و متعاظم ولا زال في الدعوة الإسلامية وكثير من الطرق الصوفية والدعاة السلفيين أسهموا في نشر الإسلام خارج حدود القطر في غرب أفريقيا وشرق آسيا وأمريكا وأروبا علما بأن المذهب الشيعي لا يكاد يذكر في السودان.

وقد تأثرت كثير من الحركات الإسلامية الإصلاحية بالثورة المهدية كما كان للسلطنة الزرقاء رواق بالأزهر الشريف وكانت كسوة الكعبة المشرفة ترسل من سلطنة دارفور في عهد السلطان علي دينار الذي قام بحفر (ابيار علي) عند الميقات بالمدينة المنورة… بل أن الإسلام دخل السودان في القرن الأول الهجري بالإقناع وليس بالفتوحات ودونكم إتفاقية البقط الشهيرة ولنتذكر كيف قامت الدنيا ولم تقعد بعد إعلان الرئيس السابق جعفر نميري الشريعة في السودان 1983 كأول قطر أفريقي في العصر الحديث يطبق الشرع…, زد على ذلك تأثر الحركات الإسلامية في العالم بالنظام الإسلامي السني الحاكم في السودان الآن وانبثاق عدد من الفعاليات والأنشطة الإسلامية والمنظمات وعلى رأسها منظمة الدعوة الإسلامية .. يكفي أن نعلم أن مقرها بالسودان وأن أمينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السوداني السابق… !

ولنتذكر كيف خصص الحديث الشريف (الدعوة ) وخص بها الحبشة أي السودان كما سبق وأشرنا إلى ذلك بالأدلة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد…

المعلم الرابع: في صحيح مسلم حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ قَالَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الصُّوفِ فَوَافَقُوهُ عِنْدَ أَكَمَةٍ فَإِنَّهُمْ لَقِيَامٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ قَالَ فَقَالَتْ لِي نَفْسِي ائْتِهِمْ فَقُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ لَا يَغْتَالُونَهُ قَالَ ثُمَّ قُلْتُ لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعَهُمْ فَأَتَيْتُهُمْ فَقُمْتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ قَالَ فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ أَعُدُّهُنَّ فِي يَدِي قَالَ تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ قَالَ فَقَالَ نَافِعٌ يَا جَابِرُ لَا نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ.

درج كثير من العلماء من ذكر الحديث السابق مع إغفال قصته رغم أنها مفتاح السر … فقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم قوم من (المغرب) وليس جهة الغرب ومن كانت بين يديه خريطة فلينظر أين هو المغرب من المدينة أو مكة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهو المغرب الأقصى أم الأدنى؟ إن كان الأدنى فهو مصر والسودان … وبم أن مصر لم تدخلها الدعوة الإسلامية بعد فقد عرف الآن من أين أتى القوم سيما وأن طائفة من أقارب النجاشي رضي الله عنه كانت لهم صحبة وقاتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم … ولكي نفهم ما مغزي كلمة (المغرب) هنا: ذكر الطبري المتوفى سنة 310 هـ في تاريخ الأمم والملوك ج 1 ص 52: “وبالمغرب من السودان البجة والنوبة” .

ولنعد للحديث وكيف أن الصحابي رأى (من بعيد) أناسا قادمين على الرسول صلى الله عليه وسلم فشك فيهم لغرابة أشكالهم وزيهم فلو كانوا من عرب الجزيرة العربية لما أنكرهم ولو كانوا عربا في سحنتهم لما ميزهم من بعيد أو شك فيهم ولذلك الراجح أنهم كانوا مختلفين في سحنتهم وفي زيهم ولذلك قال (من المغرب) أي من إفريقيا فبماذا بشر الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء القوم من أفريقيا… ؟

بشرهم بفتح جزيرة العرب ولو كانوا عربا لما بشرهم بذلك ثم بفتح فارس ولو كانوا فرسا لما بشرهم بذلك وبشرهم بفتح الروم ولو كانوا من الروم لما بشرهم بذلك وبشرهم أخيرا بفتح الدجال في إشارة واضحة إلى حدوث كل تلك البشريات في زمان واحد وأنهم من يقوم بكل تلك الفتوحات ولنرجع فنعيد قراءة حديث الثلة بعد هذا الحديث . . !!

أما المعلم الخامس: فليس ببعيد من سابقه وإنما هو شاهد له …فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه ج 3 ص 1525 ح  1925 عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة . . .”  لقد كانوا كذلك ولا زالوا منذ أن دخل الإسلام أرضهم حتى فترة الحكم الإنجليزي المصري. . .

وأخرج الإمام الحاكم في مستدركه ج 4 ص 495 ح 8387 عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “ستكون فتنة أسلم الناس فيها، (أو قال: لخير الناس فيها)، الجند الغربي” ؛ فلذلك قدمت مصر وأخرجه الطبراني في معجمه الأوسط  ج 8/ص 315 /ح 8740؛ والبزار ج 6/ص 314 /ح 2026.

وهنالك من فسر الغرب بالشام رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الشام تمام المعرفة حتى قبل البعثة وقد ذكرها في عدة أحاديث باسمها فلم لا يسميها هنا باسمها بدلا من أن يشير إليها بوجهتها؟ وهل الشام في تجاه الغرب فعلا؟

لقد حدثت الفتنة فعلاً وهي فتنة الشرق الأوسط وكان أأمن ما فيها الجند الغربي بإستثناء مصر التي لا زالت غارقة في مستنقعها حتى الآن منذ حروبها وحتى إتفاقية سلامها… في إشارة واضحة إلى المقصود بالجند الغربي . . !!

المعلم السادس:

ذكر القرطبي: “قلت: لعل فتح المهدي يكون لها مرتين مرة بالقتال و مرة بالتكبير كما أنه يفتح كنيسة الذهب مرتين فإن المهدي إذا خرج بالمغرب على ما تقدم جاءت إليه أهل الأندلس فيقولون يا ولي الله: أنصر جزيرة الأندلس فقد تلفت و تلفت أهلها و تغلب عليها أهل الكفر و الشرك من أبناء الروم فيبعث كتبه إلى جميع قبائل المغرب و هم قزولة و خذالة و قذالة و غيرهم من القبائل من أهل المغرب أن أنصروا دين الله و شريعة محمد صلى الله عليه و سلم فيأتون إليه من كل مكان و يجيبونه و يقفون عند أمره و يكون على مقدمته صاحب الخرطوم و هو صاحب الناقة الغراء و هو صاحب المهدي و ناصر دين الإسلام و ولي الله حقا فعند ذلك يبايعونه ثمانون ألف مقاتل بين فارس و راجل قد رضي الله عنهم ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) فباعو أنفسهم لله و الله ذو الفضل العظيم فيعبرون البحر حتى ينتهوا إلى حمص و هي إشبيلية فيصعد المهدي المنبر في المسجد الجامع و يخطب خطبة بليغة فيأتي إليه أهل الأندلس فيبايعه جميع من بها من أهل الإسلام ثم يخرج بجميع المسلمين متوجها على البلاد بلاد الروم فيفتح فيها سبعين مدينة من مدائن الروم يخرجها من أيدي العدو عنوة الحديث” التذكرة صفحة 570 و571 الموسوعة الشاملة islamport.com ص 706.

فمن هو صاحب الخرطوم صاحب المهدي الذي يبايعه 80 ألف مجاهد … ؟ وهل هنالك خرطوم غير عاصمة السودان أوخرطوم الفيل … ؟

ثم أنظر كيف وصفهم الحديث بأنهم (حزب الله ) وأنهم المفلحون … !! وذكر فتوحات أروبا من المحور الغربي أسبانيا والبرتغال (الأندلس).

المعلم السابع:

ذكر الخرطوم مرة أخرى … في الآية “{سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (16) سورة القلم” (16) سورة القلم والوسم هو العلامة وحتى لا يذهب القاريء بعيدا كما ذهب المفسرون أن المعني هو الوليد بن المغيرة نلفت النظر إلى أن ما ورد من آيات لا يترابط مع سابقه إلا أن يفهم بأن ما بعد كلمة (الخرطوم ) متعلق بها فلو كان كذلك فلم يأت الوصف بصفة الجمع وهي صفة تعظيم لمن سبق ووصف بأبشع العبارات؟ مما يدل على أن الآية تتحول إلى الحديث عن مجموعة من الناس وأن القرينة الدالة عليهم هي كلمة (الخرطوم) والتي تأتي بعدها مباشرة ذكر قصة أصحاب الجنة فما أشبه الليلة بالبارحة وما أشبه أهل الخرطوم بأصحاب الجنة … فالإشارة هنا والله أعلم لغائب معلوم تكون علامته خلاف أهل الخرطوم حول الثروة وهو ما هو حادث الآن ولو عدنا للأحاديث سوف نعلم ببساطة من هو هذا الغائب المنتظر … إنه المهدي عليه السلام… وهل هنالك جنة في الأرض كمثل أرض السودان وخيراتها الزراعية والحيوانية والمعدنية وعلى رأسها البترول والذهب وكيف بأقلية تريد أن تستأثر بالحكم والنعمة وحرمان الآخرين لا سيما الغالبية المسكينة من الشعب فكانت النتيجة إحتمال راجح بتشرذم السودان وتمزقه ونذر حرب لا تبقي ولا تذر وتحيل كل هذا الخير وعلى رأسه البترول إلى صريم أي (حريق ).

قال تعالى: “إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إلى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” القلم 17-33.

وبعد هذا الخلاف الكبير والمتمثل الآن في قوم في الشمال يودون الإنفصال ويرونه نعمة وآخرون يرونه نقمة سيكون الحل في أهل الرأي الوسط الذين لا يرونه هذا ولا ذاك وإنما إعادة تقسيم الثروة بين جميع أهل السودان بكل عدالة … وهو الرأي الذي سيتم تسفيهه ويعودون فيكتشفون بعد فوات الأوان واشتعال الحرب أنه كان الحل الأمثل لأهل السودان ولكن لابد مما ليس منه بد وقد ورد ذكر السودان في التوراة في أشعياء الأصحاح (18).

1/ يا أرض حفيف الأجنحة التي في عبر أنهار كوش.

2/ المرسلة رسلا في البحر وفي قوارب من البردي على وجه المياه. إذهبوا أيها الرسل السريعون إلى أمة طويلة وجرداء، إلى شعب مخوف منذ كان فصاعدا، أمة قوة وشدة ودوس، قد خرقت الأنهار أرضها.

3/ يا جميع سكان المسكونة وقاطني الأرض، عندما ترتفع الراية على الجبال تنظرون، وعندما يضرب بالبوق تسمعون.

4/ لأنه هكذا قال لي الرب: إني أهدأ وأنظر في مسكني كالحر الصافي على البقل، كغيم الندى في حر الحصاد.

5/ فإنه قبل الحصاد، عند تمام الزهر، وعندما يصير الزهر حصرما نضيجا، يقطع القضبان بالمناجل، وينزع الأفنان ويطرحها.

6/ تترك معا لجوارح الجبال ولوحوش الأرض، فتصيف عليها الجوارح، وتشتي عليها جميع وحوش الأرض .

ترى ما هي أرض حفيف الأجنحة … ؟ أليست أمريكا التي ظهرت بها الطائرات أول مرة ثم تطور الأمر حتى أصبح كل من هب ودب يملك طائرة حتى كان البشر طيورا … والتي تأتي جيوشها على (حاملة طائرات) وترسل الرسل المسرعة (الطائرات والصواريخ ) لتضرب أرض السودان أرض طوال القامة و الشعب الأبي الشجاع الذي لا يهاب الموت وتشهد تلك المعركة كل الدنيا عبر البث المباشر … التي تنتصر فيها راية الحق فوق جبال (النوبة) وما حولها قبيل الحصاد بقليل حتى تشبع الوحوش.

وفي نفس الإصحاح:

7/ “في ذلك اليوم تقدم هدية لرب الجنود من شعب طويل وأجرد، ومن شعب مخوف منذ كان فصاعدا، من أمة ذات قوة وشدة ودوس، قد خرقت الأنهار أرضها، إلى موضع اسم رب الجنود، جبل صهيون”.

وذلك وعد الله القائم بالنصر والتمكين لهذه الأمة التي سترعب القاصي والداني والتي سترسل الإمدادات الغذائية لجيوش (الملحمة الكبرى ) بالشام من السودان.

وفي مزامير داود (مزمور: 68 ـ 38): “ستأتيك يا الله! أشراف مصر، وتسرع كوش بهداياها إليك، إنشدوا لله يا ممالك الأرض، رتلوا للرب كل الترتيل”.

وتدخل الإسلام كل شعوب الأرض وترتل القرآن الكريم … وهل ثمة هدايا أقيم عند الفتح الأكبر من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا…؟

فهل من يقاتل الروم بالشام هم نفسهم أهل السودان …؟

ففي الحديث:

“إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثا من الموالي أكرم العرب فرسانا وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم الدين” رواه ابن ماجة والحاكم وحسنه الالباني في الصحيحة 2666.

فمن هم العرب ذات أصول غير عربية (الموالي ) الذين يؤيدون الدين؟

ولو تمعنت في حديث إبن مسعود دون النظر إلى جملة (ونحاها نحو الشام ) ستكتشف أن المعركة هذه غير معركة الملحمة الكبرى المذكورة بعد الهدنة مع الروم وسنعود إلى ذلك بعد قراءة الحديث:

“هاجت ريح حمراء بالكوفة. فجاء رجل ليس له هجيري الا يا عبد الله بن مسعود! جاءت الساعة. قال فقعد وكان متكئا. فقال: إن الساعة لا تقوم، حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة. ثم قال بيده هكذا ( ونحاها نحو الشام ) فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام. قلت: الروم تعني؟ قال: نعم. وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة. فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل. فيفيء هؤلاء وهؤلاء. كل غير غالب. وتفنى الشرطة. ثم يشترط المسلمون شرطة للموت. لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون. حتى يحجز بينهم الليل. فيفيء هؤلاء وهؤلاء. كل غير غالب. وتفنى الشرطة. ثم يشترط المسلمون شرطة للموت. لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون حتى يمسوا. فيفيء هؤلاء وهؤلاء. كل غير غالب. وتفنى الشرطة. فإذا كان يوم الرابع، نهد إليهم بقية أهل الإسلام. فيجعل الله الدبرة عليهم. فيقتلون مقتلة – إما قال لا يرى مثلها، وإما قال لم ير مثلها – حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم، فما يخلفهم حتى يخر ميتا. فيتعاد بنو الأب، كانوا مائة. فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد. فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟ فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس، هو أكبر من ذلك. فجاءهم الصريخ؛ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم. فيرفضون ما في أيديهم. ويقبلون. فيبعثون عشرة فوارس طليعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لأعرف أسمائهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم. هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ. أو من خير فوارس على ظهر الأرض” (رواه مسلم 2899 عن يسير بن جابر).

والملاحظ أن الكوفة جهة الشرق وغربها هو الشام وأنه بعد ما أشار إبن مسعود نحو ذلك فهم الراوي مباشرة أنه لا يعني الشام بل ما وراء الشام من نفس الجهة وهو الروم أو أروبا وأمريكا اليوم مما يدل أن الإشارة تعني الروم وليس الشام كما فهم المفسرون وما يؤكد ذلك فعلا أن الراوي سأله ( قلت: الروم تعني ؟ قال: نعم).

ومن مميزات هذه الملحمة التي نرى أنها ليس شرطاً أن يكون موقعها في الشام:

1/ أنها بين الروم (أهل الكتاب) والمسلمين.

2/ .وأن كلي الطرفين يعد العدة للقتال.

3/ أن فيها ردة وخزلان شديد للمجاهدين الصابرين.

4/ أنها تبدأ بقوات محدودة من الطرفين لمدة 3 أيام حتى تهب بقية الجيوش للنجدة في اليوم الرابع.

5/ وهو الأهم: أن هذه الحروب تقوم بين قبيلة أو مجموع قبائل مرتبطة بأنساب فيما بينها ويجمعهم مكان واحد لدرجة أن في الأسرة الواحدة يموت 99 من 100 من أب واحد…! وأن النزاع على أرض يطمع فيها الكفار.

6/ لا يقسم فيها ميراث لأن ما تبقى من الأسرة رجل واحد أو أن لا ميراث يتبقى ليقسم بعد الدمار الشامل لكل شيء ولا يفرح فيها بغنيمة لأن وقع الموت لا يترك بالقلب مساحة للفرح .

7/ النصر في النهاية للمسلمين وهذه من عجائب هذه المعركة رقم التوقعات وفرق الجيوش والعتاد والقوة.

8/ لم تحدث من قبل ولن يحدث مثلها فيما بعد مما يدل على أنها مرصودة بالأقمار الإصطناعية وكل العالم يتابعها.

9/ تتساقط فيها الطائرات بكثرة وتتدخل في المعركة العناية الإلهية لترجح كفة المسلمين “إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.

10/ تستعمل في المعركة الخيول.

11/ يشيع أعداء الإسلام أن الدجال قد خرج إلى أرض المتقاتلين وتلك كذبة حتى يشغلونهم من المعركة ولكن قائد المعركة يعلم تماما حيل الكفار فيستطلع الأمر ويتم إرسال قوة استطلاع مكونة من 10 فوارس على خيولهم . . . !

بعد هذه المميزات فلنتساءل واضعين في الإعتبار منطقة (أبيي) وطريقة قتال المسيرية (بنو الأب الواحد) بالأحصنة ووصول المدد لهم بعد 3 ايام.

هل من الممكن أن يكون ميدان المعركة هو (أبيي) … ؟

ألا يعد أهل شمال السودان العدة للجهاد ؟.

ألم تعلن أمريكا أنها مستعدة وجاهزة للتدخل بقواتها في السودان ؟.

ألم تطلق القمر الإصطناعي (الحارس) بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات كنسية ويهودية مشبوهة وجامعة هارفرد للتجسس على السودان ؟.

من يستعمل الخيول في المعارك الآن ولا زال غير المسيرية ؟

من هو المستعد لخوض معركة حتى آخر فرد من العائلة وغير مستعد للتفريط في شبر من الأرض؟.

وكم تبعد (أبيي) من الخرطوم أو الشمال ؟.

ولو افترضنا أن تلك المعركة هي قوات المهدي كما يقول المفسرون من أين للمهدي بقوات فيها من الأب الواحد 100 فرد؟ والثابت أن أهل بيعته من مناطق وقبائل شتى؟ وأن جيشه الذي يقاتل معه من جميع الجنسيات بل أن القبلية إنحسرت في العالم إلى درجة أنها أصبحت محصورة جدا وفي بلدان بعينها ولا أظن أن للقبلية تأثير شديد الآن في مناطق الشام كما أن الدفاع عن الوطن لا تدخل فيه النعرات القبلية ولكن ما يمكن أن يحدث بأبيي مختلف جدا. . !!

فهم أصحاب الوجعة وأهل الحارة وهم من يشعلون فتيل النزاع دفاعا عن أرضهم وعرضهم . .

وفي صفنيا (2ـ 12): “وأنتم أيها الكوشيون! تسقطون صرعى سيفي، ثم يبسط يده نحو الشمال ويبيد آشور، ويجعل نينوى قفراً موحشاً أرضاً قاحلة كالصحراء، تربض في وسطها القطعان وسائر وحوش البر، ويأوي إلى تيجان أعمدتها القوق والقنفد، وينعب الغراب”.

فمن هو (سيف الله) الذي يبسط سيطرته على السودان ويبيد آشور (عراق أمريكا ) أو السفياني. . أهو المهدي المنتظر أم صاحب الخرطوم أم كلاهما معا؟

فى سفر النبي صفنيا عليه السلام: “لأني حينئذ احول الشعوب إلى شفة نقية ليدعوا كلهم بإسم الرب، ليعبدوه بكتف واحدة من عبر أنهار كوش المتضرعون إلى متبدديّ يقدمون تقدمتي) صفنيا 3.

يا لها من نبوءة عظيمة لأهل السودان; فمِن هذا البلد سيهدي به الله تعالى كل الأرض من أجل عبادته بكتف واحد (أي في صفوف لآداء الصلوات الخمس في جماعة).

ونختم هذا البحث بتلك النبوة التي أوردها الباحث كمال عوض في بحثه (السودان في الكتاب المقدس ) والتى لم يجروء أحد على تفسيرها ليس لصعوبة ذلك ولكن لأن هناك فهم عقائدى بُنيَ على غير ذلك فى الطوائف الإنجيلية فيما ذكر فى سفر الرؤيا عن مدينة أورشليم القدس فقد ذكر أشعياء النبى والذى سبق وأن زار السودان وقضى فيها قرابة الثلاث سنوات قال: “فترى عيونكم أورشليم، تراها مسكناً مطمئناً، خيمة لا تنقل من مكانها وأوتادها لا تقلع إلى الأبد، وحبل من حبالها لا ينقطع حيث الرب يظهر عظمته وحيث الأنهار والضفاف الواسعة” أشعياء 33. فنجد تعبيراً دقيقاً عن مكان تلك المدينة. فقد وصفها أشعياء بأنها فى مكان لا يخطر على بال وأنها لا تنقل من مكانها إلى الأبد وأن مكانها سيكون فى أرض الأنهار والضفاف الواسعة (السودان). وكما هو معروف فالسودان هو القطر الوحيد الذى وصف في التوراة بأنه أرض واسعة تقطع الأنهار أرضها. وهناك عدة شواهد تؤكد ذلك نذكر منها:

 – يا أرض حفيف الأجنحة التى عبر أنهار كوش “السودان” المرسلة رسلاً فى البحر وفى قوارب من البردي على وجه المياه. إذهبوا أيها الرسل إلى أمة طويلة وجرداء إلى شعب مهاب أينما كان إلى أمة قوية وجبارة قد خرقت الأنهار أرضها. أشعياء 18: 1-2 .

– فى ذلك الزمان تقدم هدية للرب القدير ويحملها الشعب الطوال الجرد ( السودان) الشعب الذى يهابه القريب والبعيد ( السودان) الأمة القوية الجبارة التى تقطع الأنهار أرضها) أشعياء7:18 .

فهل أدرك الآن أهل السودان سر المؤامرة وسر تقسيم السودان إلى دويلات؟ هل أدركوا لماذا الإستفتاء ولماذا دارفور ولماذا الشرق؟ ولماذا أمريكا وإسرائيل والدجال . .؟

ثمة فرصة نادرة لكتابة التاريخ والعبرة بالخواتيم ولا ثمة فرصة بعد ذلك إلا قراءته حينما تتحقق الأحداث فيما بعد وتصبح جزء من الماضي وحينما يقع الفأس في الرأس لا ينفع الندم ولات حين مناص . . !”.

المصدر: موسوعة التوثيق الشامل.

http://www. tawtheegonline. com/vb/showthread. php?t=16596

وأقول معلقاً على ما أشرت إليه بالأرقام من (1-8) على بعض فقرات مقال ميرغني محمود ميرغني. كالآتي:-

على الفقرة رقم (1) قوله: “فرعاة الإبل هم العرب بلا جدال” رعاة الإبل المعنيّن في الحديث النبوي”… حتى تستعينوا بالسودان رعاة الإبل الذين يشهدون أن لا إله إلأ الله” هم عرب اليمن ( بني عطية (المسيرية الحوازمة والرزيقات)

وعلى الفقرة رقم (2) قوله: “الدجال بعد دخوله السودان مجمع البحرين يخرج أهل الغرب إلى مصر ثم إلى العقبة بالأردن” بداية فإن القراءة الصحيحة لصدر الحديث هي “أول مصر يرُده هو الذي بملتقى البحرين “وليست “يرَده” كما فهم ميرغني محمود ويعتقده عامة المسلمين. ويرُده بمعنى يهزمه فيرتد على أعقابه. ولما لم يُسَلط على الدجال إلأ المسيح عيسى ابن مريم كنص السُنّة يصبح جلياً أن المسيح سوداني من السودان” ملتقى البحرين” وهو شخصي سليمان لا أحد غيره.

وعلى الفقرة رقم (3) قوله: “فخروج أهل السودان إلى مصر بسبب الحروب علامة لخروج السفياني”. لم يرد في الحديث تصريح بخروج أهل السودان إلى مصر “جمهورية مصر العربية”. والأثر المروي عن عمار بن ياسر الوارد بالمقال وفيه “يخرج أهل الغرب إلى مصر فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني”. فأهل الغرب هنا هم “الروم النصارى” المسيح الدجال ممثلاً في أمريكا والكيان الصهيوني ومصر هو السودان لأن كلمة مصر غير معرفة تعني أي قطر عربي أو إسلامي والحديث ذاته حدد ثلاث أمصار للمسلمين هي – السودان (ملتقى البحرين)- والحيرة (العراق)- والشام على إطلاقه يشمل كل بلاد الشام فلا علاقة لجمهورية مصرالعربية بوقائع الحديث ومن ثم فخروج أهل الغرب إلى مصر هو مجيئ المسيح الدجال للسودان والدجال هو السفياني صاحب الحرب ومجيئ الدجال السفياني علامة على ظهور المهدي وهو المسيح المحمدي شخصي سليمان.

على الفقرة رقم (4) قوله: “في حديث جماعة أهل المغرب “صحيح هم أهل السودان يومذاك وقد بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم. بفتح جزيرة العرب وفارس والروم والدجال. ولم يشارك السودان في صدر الإسلام في فتح أي من جزيرة العرب أو بلاد فارس أو بلاد الروم. لتصبح تلك البشارة متحققة مستقبلاً وستتحقق اليوم بقيادتي للسودان رعاة الإبل (جماعة أهل المغرب السوداني) فأحرر كامل أرض العالم العربي والإسلامي الواقعة الآن تحت سيطرة وهيمنة الدجال عسكرياً وإقتصادياً وسياسياً.

على الفقرة رقم (5) قوله: “من هو صاحب الخرطوم”. صاحب الخرطوم هو شخصي سليمان المسيح المهدي المحمدي. الذي يبايعني السودان رعاة الإبل البربر(المسيرية) أهل الأندلس حقاً، فهم الذين فتحوها ابان المهدية وأخرجهم منها الروم النصارى في حروب صليبية أبان الإنتداب الغربي. وعلى الفقرة رقم(6): “{سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (16) سورة القلم” الآية. المراد الخرطوم العاصمة السودانية. والمعنى أن الله عزّ وجل سيجعل بالخرطوم علامة بارزة دالة على خروج الدجال ودامغة لطغيانه والعلامة هي شخصي المسيح سليمان المصوّب من السودان (الخرطوم) لقتال الدجال وهزيمته.

على الفقرة رقم (7) قوله: “يا أرض خفيف الأجنحة هي أمريكا” خفيف الأجنحة هو المسيح شخصي سليمان. والجناح بمعنى اليد بلغة القرآن وخفيف الأجنحة أي نحيل الساعدين والنبوءة تشير إلى خروج المسيح من السودان أرض كوش(جزائر العرب) حيث الأنهار السياحة والرجال الأشداء(الأولي بأس شديد)

على الفقرة رقم(8) قوله: “الحديث: هاجت ريح حمراء بالكوفة” يقصد بالكوفة هنا كردفان والمعركة هي معركة أبيي ولن يتم النصر إلا عندما يجيئ شخصي المسيح المهدي سليمان. وبرفقتي السودان رعاة الإبل من دارفور ولله الحمد

 الخاتمـــــــة

جاء بخطبة البيان للامام علي بالوجه الأول ” ثم بعد ذلك يقيم الرايات ويظهر المعجزات ويسير نحو الكوفة وينزل على سرير سليمان ويحلق الطير على راسه ويتختم بخاتمه الأعظم فيه وبيمينه عصا موسى وجليسه الروح الامين وعيسى إبن مريم متشحاً ببرد متقلد بذي الفقار ووجهه كدائرة القمر في ليالي كماله يخرج من بين ثناياه نور كالبرق الساطع على راسه تاج من نور راكب على أسد من نور أن يقل للشئ كن فيكون بقدرة الله تعالى ويبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى ويميت الأحياء وتخرج الارض له كنوزها حوى حكمة آدم ووفاء إبراهيم وحسن يوسف وملاحة محمد .جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله وإسرافيل من وراه والغمام من فوق راسه والنصر من بين يديه والعدل تحت أقدامه ويظهر للناس كتاباً جديدا وهو على الكافرين صعب وشديد يدعو الناس إلى أمره  فمن أقر به هدي ومن أنكره غوى فالويل كل الويل لمن أنكره رؤوف بالمؤمنين شديد الإنتقام على الكافرين ويستدعى إلى بين يديه كبار اليهود وأحبارهم ورؤساء دين النصارى وعلمائهم ويحضر التوراة والانجيل والزبور والفرقان ويجادلهم على كل كتاب بمفرده يطلب منهم تأويله ويعرفهم بتبديله ويحكم بينهم كما أمر الله ورسوله ثم يرجع بعد ذلك إلى الأمة شديدة الخلاف قليلة الإيتلاف وسيدعى إليه  من ساير البلاد الذين ظنوا أنهم من علماء الدين وفقها اليقين والحكماء فيحكم بينهم والمتفلسفين والاطباء الضالين بالحق فيما كانوا فيه مختلفون ويتلوا عليهم بعد إقامة العدل بين الأنام وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ويتضح للناس الحق ويتجلى الصدق وينكشف المستور ويحصل مافي الصدور ويظهر الحكمة الألهية بعدما أخفاها ويشرق بشريعة المختار بعد ظلمائها ويظهر تأويل التنزيل كما بسره الأزل القديم يهدي) إنتهى أقول : النص هو اول أثر من أخبار الأئمة الذي وصف حال عيسى إبن مريم بوصف لم تصفه رواية أخرى لأن فيه تأكيد قاطع أن عيسى إبن مريم والمهدي البيتي هو ذات واحدة  اسمها سليمان فتخصيص الوقائع غلب عليها ذكر عيسى بأوصاف المهدي ففي الفقرة ” ويسير إلى الكوفة ” وهي كردفان ارض المسيرية والكوفة تشير لمحل إقامتي بغرب الميرم ( شقادي الدبكر) وقوله ” ينزل على سرير سليمان ” والسرير هو مقام المهدي سليمان وهو العرش الذي تحفه الملائكة ” ويحلق الطير على راسه ويتختم بخاتمه الأعظم فيه ” أي خاتمه الاعظم هو هيكله البشري وصورته الأدمية ويتختم بها اي يتستر بها. والنص افرد قرائن وإن دلت تدل ان المهدي وعيسى هما شخص واحد وذلك في الفقرة ” يكون على يمينه جبريل وشماله ميكائيل وخلفه إسرافيل والغمام من فوق راسه ” وهذا يؤكد ان المهدي هو ذات المسيح عيسى إبن مريم الذي تستظله الغمام ويخرج بصحبة الملائكة (ذكر أبو نعيم المذكور في كتابه الذي سماه نعوت المهدي فاسند فيه حديثا إلى عبد الله بن عمر قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة على رأسه غمامة فيها مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه).المصدر: الصراط المستقيم ـ تأليف علي بن يونس الباب الحادي عشر فصل 13. فكرعة هي الخرطوم فقد جاء في كتاب (السراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) تأليف محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي. في الفصل الحادي عشر فيما جاء في المهدي وتملكه وبقاءه عليه السلام:  قال محمد بن احمد: ان والده لما سمع ان المهدي يخرج من كرعة كان يكثر السؤال عنها… كان والدي كثير الأسفار فحمّل جماله وسرت معه… فأشرفنا على قباب وخيام من الادم فخرجوا إلينا فحكينا لهم امرنا… فلما كان الظهر خرج… فصلى بهم الظهر…  فلما سلم، سلم عليه والدي وحكا له قصتنا… ثم طلبنا منه المسير فبعث معنا شخصا… فسأله والدي عن الرجل من هو ؟ فقال:  هو المهدي.  الموضع الذي هو فيه يقال له كرعة مما يلي بلاد الحبشة من بلاد اليمن مسيرة عشرة أيام مفازه بغير ماء).فبلاد الحيشة هي السودان واليمن أرض المسيرية الحمر (أهل اليمن) فقد روى عن أبي عبد الله جعفر الباقر عليه السلام في تأويل قوله تعالى ” {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ} (210) سورة البقرة .قال : ينزل القائم في سبع قباب من نور في ظهر الكوفة وهذا حين ينزل)  المصدر ( تهذيب الاحكام ج4 صفحة  144) العياشي ج2ص87) وقد أورد  إبن كثير في التفسير عن ابن مسعود عن النبي  صلى الله عليه وسلم – قال ” يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي )

المسيح المهدي المحمدي سليمان أبي القاسم موسى

/4/23/2017