المنشور رقم (76) الرزيقات إلى سبدو والمعاليا إلى بارا ريفي دار حامد والدينكا إلى السوباط
بسم الله الرحمن الرحيم
الفهرست
مقدمــة.
أمير الأضية.
حدود المسيرية مع الدينكا( السوباط) ” منقول من منشور أبيي وخروج الدجال الأمريكي بالسودان “.
منقول من منشور أبيي ارض الحُمر المسروقة بتاريخ إغسطس 2005م أصدرت المنشور رقم(20):
تصــور الحــل.
تاريخ دخول دينكا نوك إلى منطقة أبيي (القرن التاسع عشر للميلاد):
الحدود الفاصلة بين شمال السودان وجنوبه:
مفوضية ترسيم حدود أبيي:
يقول الدكتور الطيب زين العابدين:
تقـرير لجـنة خـبراء أبيي عـلامة على خـروج المهدي المنتـظر.
الحدود بين دينكا نقوك والمسيرية.
مِلكية الأرض تحددها الوثائق التاريخية لا الدعاوى..
التاريخ السابق لهجرة المسيرية.
القبائل التي وجدها المسيرية في موطنهم الجديد.
مقدمــة
أورد الكاتب محمد عيسى داؤود في كتابه المفاجأة بشراك يا قدس نقلاً عن جفر الأمام علي (عليه السلام) جاء فيه الآتي نصه كما رواه رزق أبو بطة في كتابه (المهدي المنتظر يطرق الأبواب) صفحة (36) طبعة دار القلم: “فيخرج صاحب مصر من خفاء وصمت طويل ويفتح كهف الأسرار وينادي بالثار الثأر، يمهد للمهدي، وإنما الناس مع الملوك والدنيا والدين مع الغرباء، فطوبى لهم حتى يخرج مهدي آل البيت بعدما يزلزل الله أرض الحمر المسروقة ويتمنى الناس العدل. ويعلي الله شأن محمد ويظهر بلال من تحنف في نجوم خمسين ليست في السماء وإنما في الأرض العظيمة لكن نجمة بني إسرائيل المرسومة في خطوط الدرع تبلعهم جميعاً زمان وعد الآخرة ليعلم الذين يسؤون فيه وجوه كل العرب وتبكي أمة خالفت رسولها وأطفأت بيدها مصباحها.لا تفترق الأرض الجديدة وما هي بجديدة وإنما تعتصم بالمسيح ابن مريم لتنتظره “أهـ. أقول : فتعيين الأرض يفضي ضمنياً إلى التعريف بموقع الأمام الرباني وذلك لما كان الموقع هو ذاته الأرض المتنازع عليها بوصفها مهد الخلافة الربانية آخر الزمان والتي تشير لأرض المسيرية الحٌمر الممتدة من الشمال مع حدود الكواهلة الى الى أقصى الجنوب (السوباط) كحد يفصل بينهم وبين الدينكا لتشمل بحار المسيرية الخمس (الكور الخمس) وغربا إلى سبدو كحد فاصل بالرزيقات لتنضم إليها عريجة( عديلة) . ويتضح جلياً من النص أن العامل الرئيس وراء خروج المهدي هو لإسترداد حق شرعي مغتصب. وعليه فلما تواترت الروايات والأخبار في تعريفها بمسمى المهدي أو سر إنفراده به كما هو في الحديثين أدناه:- أخرج النيسابوري بإسناده عن جعفر الصادق انه قال: “إذا قام القائم عليه السلام دعا الناس إلى الاسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دثر وضل عنه الجمهور وإنما سُمي القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسُمي القائم لقيامه بالحق”. المصدر النيسابوري روضة الواعظين صفحة 264- 265. فعن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: أن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وان الأسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) المصدر الإرشاد المفيد صفحة (364).
أقول: فالإطلاق إستند على أنه يهدي لأمر خفي ويبين معناه ليصبح بيانه هو الدليل الذي تؤيده الأخبار والنصوص في إثبات شخصه لما كان هو الجوهر المختلف عليه وإن تعددت وجوهه وجهلته الناس. ولذلك فما ذكرت في كتبي( سلسلة منشورات المسيح المهدي المحمدي سليمان أبي القاسم موسى) فيما يخص أي حادثة من الحوادث المتعلقة بالأرض المعنية وأثبته في سمع السامع إلأ وكان القصد رفع الوعي العام عند أهل القضية وتنبيههم على أهمية التوثيق وضروريته سواء بالكتاب والسٌنّة أو بالخٌرط الجغرافية والمراجع التاريخية أو بالإستشهاد بأقوال شعبية ماثورة كان لها دور بارز وهام في إعادة رسم ملامح الواقع الآن . ومن ثم فما تخلص إليه النصوص السابقة وما يستفاد منها أن القرينة الدالة لعودة الإسلام إرتبطت إرتباطا وثيقا بالأرض(أرض المسيرية الحٌمر) بوجه التحديد ببروز دعوة توحيدية للإسلام دعوة تجديدية إيمانية تتجاوز كل المعتقدات ومخالفة لجميع مذاهب الأمة فهي تنتزعها من تراثها السلفي الذي كانت ترى به صورة الحق عبر صفحاته وتناقلته إلى عصر يشهد اكبر سطوة مادية مذيفة وتعددية فكرية وعقائدية مذيفة سلبت الدين عن الروح وغيبت الأسلام فأصبح غريبا عنهم . عن حذيفة بن اليمان عن جابر الانصاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه كان ذات يوم جالساً بين اصحابه اذ هبط عليه جبرئيل عليه السلام فقال: السلام يقرؤك السلام ويخصك بالتحية والكرام بالاسلام، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا اخي جبرئيل وما الاسلام؟ قال: هي الخمسة الانهر سيحون وجيحون والفراتان ونيل مصر وقد جعلت هذه الخمسة الانهر لك ولاهل بيتك وشيعتك ويقول وعزتي وجلالي كل من شرب منها قطرة واحدة وقام الخلائق للحساب يوم الحساب لن ادخل الجنة احد الا من رضيت عنه وجعلته من مائها في حل، فعند ذلك تهلل وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا اخي لوجه ربي الحمد والشكر، فقال له جبرئيل: ابشرك يا رسول الله بالقائم من ولدك لا يظهر حتى يملك الكفار الكور الخمسة فعند ذلك ينصر الله بيتك على اهل الضلال ولم يرفع لهم راية ابدا الى يوم القيامة، فسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم شكرا لله واخبر المسلمين وقال لهم؟ بدا الاسلام غريبا وسيعود كما بدا، فسُئل عن ذلك فقال: هي الخمسة الانهر التي جعلها الله لنا اهل البيت وهي سيحون وجيحون والفراتان ونيل مصر، اذا ملكت الكفار الكورالخمسة ملك الاسلام شرقاً وغرباً وذلك الوقت ينصر الله اهل بيتي على أهل الضلال ولم يرفع لهم راية أبداً الى يوم القيامة. فقد أورد أحمد في مسنده عن إبن مسعود بذات اللفظ بحديث الغرباء جاء آخره ” فطوبى للغرباء، قيل يا رسول الله : ومن الغرباء؟ قال : الذين يفرون بدينهم ويجتمعون بعيسى إبن مريم” . أقول : يعود غريباً كما بدأ أي عند إرتداد السواد الأعظم من االناس إلى بدائية وجاهلية كما في بداية الأسلام ” لا تفترق الأرض الجديدة وما هي بجديدة وإنما تعتصم بالمسيح ابن مريم لتنتظره” فالأرض التي لا تفترق هي ذاتها أرض الخلافة الأسلامية الثانية على منهاج النبوة ” ليست بجديدة ” كدعوة تجديدية لاسلام جديد بجوهر توحيدي سبق وإن دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم. ويلاحظ ان عودة الإسلام (رد غربته) مرهون بعيسى إبن مريم ليدل أن عودته هي عودة شريعة الله في الأرض وهو الأمر الذي دثر لتكون الحاكمية لكلمة الله أي أن يكون مصدر التشريع( ما إختلفت فيه الأمة ) من وحي القرآن وليس بأهواء الناس وعودة عيسى إبن مريم هي للقيام بتحقيق هذا الأنموذج الرباني ليتجلى الوعي الالهي الكامل(العدل) في الأرض بإعادته هيكلة بيت الله(تصحيح مسار العقيدة) ولذلك فعودة عيسى إبن مريم هو معنى عودة الأسلام عبر إعادته تفسير نبؤات الأنبياء تفسير يعيد الأمة لجادة الحق عبر توحيد الفهم مما يسمح بإزالة الإنقسامات المذهبية والطائفية. أخرج رزين العبدري في كتابه (الجمع بين الصحاح الستة) عن سنن النسائي، عن مسعدة، عن جعفر، عن أبيه، عن جده – في حديث – أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: كيف تهلك أمة أنا أولها، والمهدي أوسطها، والمسيح آخرها! ولكن بين ذلك ثبج (1) أعوج ليسوا مني ولا أنا منهم”.
أقـول : فأول الأمة هي بدايته غريبا وآخر الأمة عودته كثورة تصحيحية لتكمل ما بدأه النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تفترق الارض الجديد وماهي بجديدة) فالارض الجديدة وفي ذات الوقت ليست بجديدة (ليست غريبة) فهي أرض الخلافة الثانية بقيادة المسيح ضد التقليد فهو جوهر الأسلام الذي لا تختلف عن غايته التوحيدية بشئ مما كان بالأرض الأولى( دعوة النبي صلى الله عليه وسلم)وحديث الغرباء يبين بصورة قاطعة أن عودة الإسلام لا تكون إلا بتقديم تفسير موحد للوحي (كلام الله) بلسان عيسى إبن مريم. فيصبح بيانه هو ذاته الأمر المضلول عنه( الذي تقاصرت عنه الفهوم) ووجه الغرابة في وقائع عودته الثانية في الأمة المحمدية مهديا التي لا تخالف في سنتها المجئ الأول ببني إسرائيل ولذلك فعودة الاسلام غريبا هو عودة عيسى إبن مريم بميلاد ثاني يخفى على الناس وقائعه ولذلك خالف فهومهم فاصبح شاذا عن عقيدتهم (الرفع والوفاة) فالمعنى اللغوي لغربة الأسلام هوببياني وإستشهادي بالنصوص بفهم مغاير لفهم السلف الذي تأسست عليه عقيدة الأمة . وإعادة تفسير المفردة اللغوية للقرآن هو معنى إعادة بناء بيت الله الحرام( هيكل سليمان) لتكون العقيدة سليمة ويتحقق فيها شرط الإيمان وتستأنف الأمة عروجها (يتم لها نورها) وفي الفقرة” يفرون بدينهم ويجتمعون بعيسى إبن مريم” فالغرباء هم من يحملون عرش ربك (حقيقة الترحيد) اي جل من يحملون الفكر المستنير للدين الفكر التجديدي الذي أصبح شاذا ليؤكد وجود شرخ في عقيدة الناس وهوة سحيقة تدور حول بقاءه بحسيته المزعومة في السماء والتي تنافي الدين جملة وتفصيلاَ بدليل إجتماعهم به في الأرض وليس في السماء والأرض هي أرض الخلافة (أرض المهدي البيتي شخصي المسيح سليمان) ولما كان وقائع الميلاد الثاني هو جوهر العقيدة السليم فالإيمان به من خلال أسانيد الكتاب التي أيدتها قولاً وفعلاً هو الأمر الخفي الذي ضلت عنه الأمة المحمدية وذلك على شاكلة مجيئه الأول ببني إسرائيل وضلت عنه ( كاان غريبا لهم) ولذلك فعودة الاسلام غريبا هي عودة المسيح ثانية بالميلاد وباسم سليمان بإستبدال الأرض “فهم السلف” بأرض مستحدثة ” فهم جديد فهم النبوة” ليتجلى تأويل التنزيل في أرض الخلافة الثانية بحدودها الجغرافية. ففي النشرة رقم (24) التي تحمل عنوان ” إختلاف المسلمين مع عيسى إبن مريم ماسببه ” وفي الفصل الرابع بصفحة (12) تحت عنوان” الوطن الثاني للمسيح” قال أمين الإعلام بالاتحاد العام للإعلاميين السودانيين بالخارج في رده على سؤال الصحفية مناهل يحي: “ما هو سر التدخل الصهيوني الصليبي في أزمة دارفور؟ أجاب: “مسبباته كثيرة ومعلومة تتلخص في الهيمنة والسيطرة على الإقليم وعلى موارده وثرواته، ثم يكون لهم موضوعاً قديماً جديداً لهم: خارطة الشرق الأوسط الجديد. وأمور عدة من مصالح سياسيه واقتصادية وغيرها. وأحسب إن أهَمَّ الأهم عندهم معلومة محددة وقراءة شاملة متأنية هو المفتاح إلى كنوز مستطرات وخاتم سليمان عليه السلام الذي أُكتشف أخيراً حسب (عهدهم القديم) أنه موجود في بقعة ما في أرض دارفور“. المصدر صحيفة إيلاف العدد (92) بتاريخ 18 – 24 ديسمبر 2006م صفحة 14.أقول : فخاتم سليمان هو ذات شخصي المسيح عيسى إبن مريم خاتم الخلافة في الأرض أي قائم هيكل سليمان ( قائم البيت بيت الله الحرام) الجوهر المنتظر عند اليهود بميلاد ثاني بوصفه المهدي السني والغائب الشيعي . وأما في الفقرة ” وحسب إعتقادهم أنه موجود في بقعة ما في دارفور” ذلك يؤكد أن الحدود القبلية لأرض المسيرية وهي القبيلة التي ولدتُ فيها تمتد إلى دارفور غرباً. ففي كتاب أبيي من شقدوم إلى لاهاي (الجزء الاول) لـ أ.د سليمان محمد الدبيلو . جاء فيه: بدأ المسيرية في الإنتقال من مملكة وداي، الواقعة بين دارفور والكفرة، إلى وطنهم الحالي خلال القرن السابع عشر لتجنّب دفع إتاوات إلى السلطان صابون وسلاطين صارمين آخرين بمملكة وداي. ذكر هذا كيه. دي. دي هندرسون في مقاله:”مذكرة حول هجرة المسيرية إلى جنوب غرب كردفان”، مذكرات السودان وسجلاته (اس.إن.آر) المُجلّد 22، عندما قال:”… كان الغرض من إنتقال البقارة (الذين يشملون المسيرية وغيرهم) هو تجنب دفع إتاوات إلى السلاطين.”.إن مخطوطة الفكي النور موسى المؤرخة 1110هـ (أية 1700م)، تعتبر أقدم أثر للمسيرية في وطنهم الجديد. فهي تفيد بأنه في ذلك التاريخ كان المسيرية قد إستقروا سلفاً في بلدهم الجديد وبدءوا في بناء المساجد. قال هندرسون عن تلك المخطوطة ما يلي:” النور موسى،…، يرجع بصورة ثابتة أبعد من أية شخص ويقدم تاريخاً محدداً”.
ورغم ذلك، رجّع هندرسون أن يكون العقد الممتد من 1765م إلى 1775م هو الوقت الذي إستقر فيه المسيرية بصورة نهائية في المُجلد بالعقد الممتد من 1765م إلى 1775م.” أقول : هذا الأثر يأصل بوجود حق للمسيرية بدارفور في فترة ترحالهم إلى المصايف جنوباً في القرن السابع عشر..#
كما أفادت بذلك الخرطة القبلية بين الحمر والرزيقات التي أشرف على رسمها (مستر دَيْبِسْ) عام 1932م. وجاء في وثيقة ترسيم الحدود:
(قتل دربان عام 1931م، رزيقي. وهذا سبب الشقة بين الحمر والرزيقات عام 1932م، حينها كان عُمْر ناظر الحمر (بابو نمر) 18 سنة, الدِّية بين الحمر والرزيقات 61 راس بقر رفعت إلى 71 نسبهً لإصرار الناظر إبراهيم موسى مادبو (ناظر الرزيقات) بحضور (مستر دَيْبِسْ) الهلجيجايه العويجة من الرقيل في الشمال ونحو الجنوب إلى بئر الحديد بين شارف والتبون وجنوباً إلى تبلدية أملس. وعراديب القنطور الطويل. ورهد الديدان ورهد الصهب. ورهيد العرديباية. رهيد ضب ورهيد الحطب ورهيد القنطور ورقبة شنيبة دباب جبور كركرية تمرتي. قردود السرحاية. قردود عبد الغني. قردود الزاناية. مرير الرقبة. وكلاقي الكتر. وفاوة الجاموس. تمرتيه. القرضاية. عرديباية تميس. الهلجيجاية العويجة. نحو الشرق: عرديباية الفهيم جوار الجرف حتى السميح). وأردفت:
(الشهود) من الرزيقات:
1. يحيى الزريزير | 2. إبراهيم موسى مادبو (ناظر) | 3. العمدة جوادة جمعة |
4. النور ود اللحو | 5. مادبو خشم الباحش | 6. يونس أبو الرضية |
7. حماد أبو كويسات (معلاوي) | 8. عيسى تبن (معلاوي). | |
(الشهود) من الحمر:
1. بابو نمر (ناظر) | 2. حامد جمعة أم بردب | 3. الحاج حمدان الهواري |
4. جبوحة حماد ريقيعات | 5. عيسى شرو | 6. عبد الله النسير |
7. الدودو تركب | 8. أبوه كُبُر | 9. الحريكة أبو بقادي |
10. ماريق أبو السُّرة | 11. كشابة ولد حبيب الله | |
المصدر: مخطوط محفوظ عند أحفاد حامد جمعة أم بردب عند حامد بن أَمْدامكي بن حامد جمعة أم بردب. ولقد شاهدت الوثيقة بنفسي عندما أخرجها لي أَمْدامكي رحمه الله.
بدأ المسيرية في الإنتقال من مملكة وداي، الواقعة بين دارفور والكفرة، إلى وطنهم الحالي خلال القرن السابع عشر لتجنّب دفع إتاوات إلى السلطان صابون وسلاطين صارمين آخرين بمملكة وداي. ذكر هذا كيه. دي. دي هندرسون في مقاله:”مذكرة حول هجرة المسيرية إلى جنوب غرب كردفان”، مذكرات السودان وسجلاته (اس.إن.آر) المُجلّد 22، عندما قال:”… كان الغرض من إنتقال البقارة (الذين يشملون المسيرية وغيرهم) هو تجنب دفع إتاوات إلى السلاطين. أقول: اما حدود المسيرية مع الرزيقات فهي من غرب الجوغان المكربج مسافة 18 كيلو غرباً وحتى غرب سفاها وقوقريال بمسافة تبعد 18 كيلو غرباً وإليكم الشواهد:
1/ توفي أب الحاج الصقر الأبيض في منطقة الجوغان المكربج وهو من المسيرية الحمر (عواني رحماي).
2/ وغرب هذه المنطقة تسمى سبدو وكانت تسمى رهد الناظر وذلك لأن الناظر موسى مادبو كانت له بها محكمة تحل فيها جميع قضايا القبيلة.والجوغان المكربج هذا يقع جنوب شرق منطقة النبق بقلول وجنوب غرب أبو جابرة. وهناك أبيات شعرية لأحدى الحكامات غنت بها في حادث بكول:- داك أبو إسماعيل * أبوقرناً سنين طعان
آدم الدليديم *شايلها من دارفور يا كردفان
وكنت أنا سليمان أبي القاسم موسى أقول في صباي مقولة يرددها الصبيان ” البار سارن بينا * دار بعيدة لينا .
أمير الأضية
كان أمير الأضية محمد أبو جليحة حاكماً للأضية وتزوج فاطمة أم زعفاية بنت حسب الله من أولاد ريد ووالدتها من قبيلة الرزيقات وذات مرة قالت لزوجها حسب الله ” أنا أم جريات ستة أولهم فلان وفلان وثالثهم أنت” أي أنها أنجبت ستة أفراد من ثلاثة رجال تعاقبوا في زواجها وثالثهم هو حسب الله وهو آخر زوج لها. فقال حسب الله وهو احد المشايخ البارزين:” أن فاطمة بنتي . فقالت والدة فاطمة :”هي ليست بنت صلبك. فأمر زوجها مواليه بإعداد نار . وقال :” آتوني بقش أحرق فيه فاطمة في جرن الفول (الموضع الذي يخزن فيه علف الفول) . فقال :” إن كانت أمها صادقة عادت سليمة وإن كانت كاذبة فأحرقها مع النيران. فحاولت والدة فاطمة إنقاذ بنتها من النار ولكن حال الموالي دون أن تصل لبنتها . فإحترقت أمام نظر الحضور. وبعد أن كشف الدخان وُجِدت فاطمة سليمة ومن ذلك الحال لُقِبت بـ(فاطمة أم زعفاية) فوالدها هو شرف الدين من أولاد ريد وهي والدة عبدالقاسم أبواسماعيل الولي بن علي أبوشعر والذي في حياته وقعت حرب بين قبيلتي الفيارين وأولاد كامل من العجائرة (المسيرية الحُمُر), وكان عبد القاسم (أبو إسماعيل الولي) وهو جدي الثاني قد عاش في الفترة من 1800م إلى وفاته عام 1879م ودفن بمدينة بابنوسة.
وتقول الرواية المتداولة شفاهة عند الفيارين وأولاد كامل (دار أم شيلة الزرقة):
“كان لسليمان ليل بن ساغة بن مدني –فيراني- مولى يسمى كواك أبو حريرة. له بنات حصل شجار بينهن وبين بكْوَل من موالي أولاد كامل. فقتلّن بنات كواك بكْوَل مولى أولاد كامل. وقبل الطرفان – الفيارين وأولاد كامل- الإحتكام إلى العرف القبلى السائد بأن يدفع الفيارون الدية لأولاد كامل, واشترط أولاد كامل أن تكون الدية كاملة -أي دية رجل حر. ورفض الفيارون ذلك والتزموا بدفع دية عبد مملوك, ولم يقبل أولاد كامل ذلك, فوقع الخلاف, وحصل إنشقاق وسط عشائر أولاد كامل, إذ وقفت عشيرة دار أم شيبة الزرقة مع الفيارين, وبقيت دار أم شيبة الحَمرة مع باقي أولاد كامل. ودارت رحى الحرب بين الطرفين الفيارين ومعهم دار أم شيبة الزرقة من أولاد كامل من جهة, وباقي أولاد كامل ( كلابنة- دار أم شيبة الحَمرة- دار سالم…) من جهة أخرى, وانتصر الفيارون وحلفائهم من دار أم شيبة الزرقة في الحرب.
وأدناه طرف من الأشعار المحلية التي تصف تلك الحرب وفرسانها:
داك أبو إسماعيل أب قرن سنين طعّان.
وأبو شنوبة التور أبو ضرعان.
وآدم الدليديم شالها من دارفور لكردفان.
وسليمان ليل الليل الغطّى الجبال.
وداود العاملي بَطْرَد ويقبل بالتِنبَار.
وين الكاملي الجيعان ببيعه بموصة ومرجان.
هذه الأبيات لفاطمة الملقبة بأم زعفاية ومعها أم لوم جدة بركة عبد الباقي حامد من أولاد ريد, وثالثة هنية من أولاد أم هاني.
عندما تغلب الفيارون ودار أم شيبة الزرقة على باقي أولاد كامل, دعا أولاد كامل باقي قبائل الحُمُر إلى مناصرتهم, واستجابوا لذلك وهنا رأى الفيارون ودار أم شيبة الزرقة أن لا طاقة لهم بقتال كل قبائل الحُمُر, فانضموا إلى الرزيقات بدارفور ورحلوا عن دار المسيرية الحُمُر. وبِخُلوِّ الدار من الفيارين ودار أم شيبة الزرقة, شنّ المزاغنة حرباً على أولاد كامل وبسطوا سيطرتهم على أرض الحُمُر بالقوة فتأكد لأولاد كامل أن لا سبيل لوقف هيمنة المزاغنة إلا بعودة الفيارين ودار أم شيبة الزرقة من ديار الرزيقات. فقام أعيان من الحُمُر بالذهاب إلى الرزيقات وعقدوا معهم إتفاقية عاد بموجبها الفيارون ودار أم شيبة الزرقة إلى ديارهم السابقة.
وقالت يومها إحدى الشاعرات في فارس اسمه أبو حورية من أولاد كامل – دار أم شيبة الزرقة – الآتي رجزاً:
قالوا أبو حورية جاء.
إن قال جاء أعطيته شاه.
وإن قال جاء النقعة أعطيته جضعة.
وإن قال حط الحقو أعطيته فلو.
وإن قال حط الكندية أعطيته غلة حليوه.
المصدر العمدة سعيد بن العمدة حمدين إيدام – عمدة دار أم شيبة الزرقة.
ما سبق بيانه طرف من وقائع الصراع الذي نشأ بين الفيارين وأولاد كامل باستثناء دار أم شيبة الزرقة الذين ناصروا الفيارين, لم يكن الصراع سببه لمن الأرض؟ كما يقال اليوم إنما سببه حادث قتل بكْوَل بواسطة بنات كواك أبو الحريرة.
لقد جاب الفيارون أرض الحُمُر بأطرافها كافة كأصحاب أرض أُسوة بالآخرين وليس من شاهد يدلل على ذلك أقوى من الأضرحة والمزارت لعدد من الأولياء الصالحين من الفيارين نذكر منهم الآتية أسماؤهم:-
عبد الصادق أبو ضيلح توفي في جليبة العرضة جنوب شرق الميرم.
كواك وسمى كواك باسم الرجل الذي قَتلت بناته بكْوَل, ودفن جنوب طوال.
ماحي الإحيمر وتوفي في طوال جنوب ناما.
سالم أبو جرائد دفن بهجليج وهو جد هدية بت مسعود من أولاد ريد.
علي أب شعر ودفن بالمجلد من أولاد ريد.
عبد القاسم “أبو إسماعيل الولي” ودفن ببابنوسة عام1879م.. ورد بكتاب تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان ” تأليف محمد بن عمر التونسي . صفحة (103) وكتب مواشيه . دكتور خليل محمود عساكر ودكتور مصطفى محمد سعد . وراجعه دكتور مصطفى زيادة . صفحة (103) ” المسيرية” :- إحدى قبائل البقارة وكانوا هم والحمَر قبيلة واحدة في وقت من الأوقات . وقد ورد ذكرها في كتب الرحالة الذين زاروا دجارفور وما يليها غرباً. وقالوا أنها تتألف من شعبتين ” المسيرية الحُمر والمسيرية الزُرق” ثم إنفصل الحُمر عن الزُرق وأصبحت كل منها قبيلة مستقلة ومواطنهم في الجنوب الغربي من كردفان . راجع صفحة (147) جدول يبين كيفية دارفور ووضع مناذل القبائل واتلأعراب بها- راجع مديرية دارفور لمعرفة كردفان منها صفحة(479) . ومن الخرطين (147) والخرطة (479) يبين ذلك أن المسيرية الحُمر إلى الجانب الشرقي من الجناتبة إلى الجنوب الغربي من كردفان وإلى بحر العرب وإلى بحر الغزال كل ذلك من أرض الحُمر وهناك رواية تفيد زمن وصول المسيرية) أقول: وتقول الرواية عن: (آدم اسماعيل أبو بقادي ويعقوب اسماعيل أبو بقادي وموسى أبو القاسم موسى) أن أول من وصل من المسيرية إلى دار المسيرية الحالية هم سبعة أشخاص اقتفوا أثر ثور لحمدان أبو هزلة فقادهم إلى كردفان-دار المسيرية وهم:-
بلايل أبو سنبلة –فيراني كميلي حنبلي.
علي أبو الفضل جد عبد الله الدحيش –فيراني من أم هاني.
رجل من الجنامتة –فيراني أيسري.
عبيد أبو شيبة – كاملي شيباني (دار أم شيبة).
كلبون وهو كاملي كلبوني.
حامد الأحيمر -فيراني- من أولاد زبراجي .
وآخر من حضر من الفيارين أولاد عوانة وآخر من حضر من أولاد كامل دار سالم.
ومن ثم واستنادا على هذه الرواية فإن الفيارين وأولاد كامل هم أول من حطّ الرحال بدار المسيرية الكائنة اليوم. وفي كتاب أبيي من شقدوم إلى لأهاي للأستاذ الدكتور سليمان الدبيلو “ التاريخ القديم : قال هندرسون:
“القبائل التي وجدها المسيرية في وطنهم الجديد هم الداجو والشات. هاجم المسيرية ملك الشات وطاردوه جنوباً إلى إن قُتل في حسوبة، وهو جبل قرب أبيي. تحقق هندرسون من هذه الواقعة، التي تُروى في تراث المسيرية، وقال:
“دينقا البيجاي، ملك الشات،…، هُزم في أول معركة وهرب عن طريق التُردَة. عينة القادم (قائد المسيرية) طارده وقتله بجوار حسوبة… إلى هذا اليوم يشير المسيرية الحُمر إلى ريف المجلد بإسم دار دينقا.”
لاحظ المسيرية، عند مطاردتهم الملك دينقا، خلو أرض بحر العرب وجاذبيتها وبدءوا فوراً في إرتيادها سنوياً خلال موسم الجفاف. وحقيقة أن ضريح الشيخ على أبو قرون، الزعيم الروحي للمسيرية وهو من المسيرية الزرق قبيلة العنينات، موجود في “أبو نفيسة” جنوب بحر العرب، هي دليل مقنع على وصول المسيرية إلى تلك المناطق منذ أيامهم الأولى في كردفان.
قال هندرسون إن الشيخ على أبو قرون تزعّم المسيرية (حُمر وزرق) لسبعين عاماً بعد طرد الملك دينقا البيجاي.خلال العهد التركي، كان زعيم المسيرية هو قائدهم الأسطوري الأكبر الناظر على مسار. تمكن على مسار، الذي حكم حوالي عام 1850م واتخذ رجل الفولة مقراً له، من توحيد دار، أية وطن، المسيرية بأكملها تحت حكمه وأنهى الإنقسام الداخلي الذي ساد حقبة على أبو قرون. وفي عهد علي مسار إمتدت دار المسيرية جنوباً حتى نهر اللول، الذي كان يسمى في ذلك الوقت بحر الحُمر حسبما كشفت الخرائط القديمة (على سبيل المثال خرائط ماردون لعامي 1901م و1903م). وحتى عهد الناظر على مسار لم يكن دينكا نوك قد وصلوا إلى المنطقة، ومدينة أبيي لم تكن قد تأسست بعد”.إنتهى. أقول : على هذا الأساس فإن أرض الحُمْر من سفاها إلى قوقريال إلى الجوغان المكربج إلى الشمال إلى الحدود مع الكواهلة.إن ما يقال أن بابو نمر علي الجلة والناظر إبراهيم موسى مادبو وافقا على إقتسام أرض الحُمْر بين المسيرية والرزيقات، فإن الحُمْر إعترضوا على ذلك وكادت أن تدور بين الحُمْر والرزيقات معركة إلا أن الناظر ابراهيم موسى مادبو إنسحب من المعركة وكانت المعركة مُعدة في (تميس) التي تمس أرض المسيرية الحُمْر والخط الفاصل بين المسيرية والرزيقات يحدد الأرض .
![]() |
والخريطة السابقة توضح مناطق المسيرية( الأبيض –أبوزبد- الأضية – الخوي – الحميضاية – الفولة – لقاوة – الدبكر – سفاها – الجوغان المكربج – الرقيل – التبون – شارف – اللعيت جار النبي – عريجة (عديلة ) – بابنوسة – المُجلد – قناة جونغلي – والأخيرة فيها الحدود من طرف المسيرية شمال غرب الأبيض إلى الحميضاية وشرقها الحوازمة وغربها المسيرية إلى القناة لتعرج منها للغرب إلى قوقريال. وأشير إلى أن عريجة(عديلة) هي أرض تابعة للمسيرية ومنها شرق الحبانية إلى سفاها والمعاليا ليس لهم أصل في دارفور بوفادتهم إليها وإنما الحق أن أصلهم دارحامد ريفي بارا أما سبب إستيطانهم فهو يعود للسياسة الخاطئة للنظار . فمحمد زين عندما وصل بعشيرته إلى دارفور للإقامة رفضه ناظر الرزيقات موسى مادبو . فلجأ إلى ناظر المسيرية بابو نمر علي الجُلة . فأرسل موسى مادبو رسالة تنبيه لناظر المسيرية يحزره من عواقب وجود محمد زين وإقامته فلم يهتم الناظر بابو نمر علي الجُلة أو يكترث . فأقام محمد زين في الأرض إلى أن إستوطن إلى اليوم . والخلاصة أنه لا يوجد أي لدى الرزيقات أي حق في التموضع ببحر العرب وشرق النهود لوجود الحمَر شرقا وجنوب شرق الحُمر وشمال الهبانية فهم بتوغلهم لأرض الحُمر قد تجاوزوا الهبانية .
الفصل الثاني
حدود المسيرية مع الدينكا( السوباط) ” منقول من منشور أبيي وخروج الدجال الأمريكي بالسودان “
منقول من منشور أبيي ارض الحُمر المسروقة بتاريخ إغسطس 2005م أصدرت المنشور رقم(20):
(أبيي ارض الحُمر المسروقة) فليُراجَع بالموقع على شبكة الانترنت، وأستعير ذات العنوان بهذا الفصل لأُبيّن بإختصار حقيقة الصراع على أبيي وسرقتها مذكراً بأن هناك منشورات خصصتها لموضوع أبيي منها المنشور رقم (37)بتاريخ أغسطس2007م بعنوان (كيف يحافظ السودانيون على وحدة السودان) والمنشور رقم(45) بتاريخ31/ مايو2008م بعنوان(صراع أبيي يكشف عن وجه الحقيقي ).
وأوجز أدناه ملخص لحقيقة الصراع والسرقة الكبرى في الفقرات التالية:
أولاً: إن أكبر خطأ ارتكبه وفد الإنقاذ المفاوض في نيفاشا هو التسليم بحدود مديريات السودان 1956م كأساس لتحديد حدود الجنوب عند ممارسته لحق تقرير المصير وذلك لأن حق تقرير المصير قام ويقوم على سبب عرقي وإثني فقط فيتميز الجنوب الإثني افريقياً عن الشمال العربي، وهذا بدوره يستوجب رسم حدود للمديريات على أساس قبلي وليس كما قام بها الإنجليز أثناء إستعمارهم للسودان بغرض تسهيل السيطرة والإدارة على موارد البلاد وسكانها.
ثانيــاً: ان أول خرطة للمديريات بالسودان وضعها الأتراك في عهد الخديوي إسماعيل باشا. أنظر “أبيي أرض الحُمر المسروقة” صفحة رقم (17) وكانت خرطة تحدد حدود المديريات وفق المكون القبلي، وفي تلك الخرطة كانت حدود مديرية كردفان تمتد جنوباً لتضم الضفة الجنوبية لبحر الغزال وبحر العرب، وان حدود مديرية بحر الغزال تقع جنوب بحرالعرب، وبحرالعرب هو(نهرالجور) الذي يقع جنوب بحر الغزال وليس الذي يلتحم بنهر الغزال من الجهة الشمالية الشرقية وكلمة(جور) عند الدينكا معناها العرب والمقصود هنا المسيرية الحُمْر، ومن ثم فبحر الجور يقع جنوب بحر الغزال لتصبح حدود مديرية كردفان يومها داخل بحرالغزال اليوم وتشمل النهر(بحرالغزال بضفتيه الشمالية والجنوبية وتضم منطقة قوقريال بأكملها حتى ديم بشير.
ثالــثاً: تلك الحدود ظلت على وضعها الإداري أبان دولة المهدية فقد جاء في كتاب الآثار الكاملة للإمام المهدي تحقيق وجمع الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم المجلد الأول تفويض الإمام المهدي للشيخ الرقيق بالإمارة بالنص الآتي:
(أما بعد فإن الفقيه محمد الرقيق أحد منكم ومن أنصار الدين وأمرناه بإقامة السنن وإحياء الملة المحمدية وأجزناه في قتال المشركين والجهاد في سبيل الله وفي دلالة الخلفاء إلى الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. حكم الإمضاء عليكم وجعلته خليفة في قومه لتعليم شرائع الإسلام وأتبعناه من جانقي من بعض فرقة ماريق الشيخ الـ(روب) ولد بيونق وأتباعه وقبيلة روينق أيضاً. الجميع تبعاً للمذكور في الأمر والنهي). انتهى الاقتباس.
وواضح من خطاب التكليف أن العرب الحُمْر، أهل الأمير محمد الرقيق، كانوا يستوطنون حتى بحر العرب وتقع جنوبهم مناطق سلطان روب وقبائل دينكا روينق، ولذلك تم تكليف الأمير الرقيق بإدارة منطقة العرب وما يليهم من مناطق الجانق(روينق ونكوك).جنوب بحرالجور(بحر العرب).
رابعــــاً: عندما دخل المستعمر الإنجليزي السودان عقب القضاء على دولة المهدية بدأت السرقة الكبرى لأرض المسيرية الحُمْر فتم إقتطاع مثلث كردفان داخل بحر الغزال وضمه إلى مديرية أعالي النيل، ثم لحق ذلك بتغيير حدود كردفان الداخلية لترسم حدود كردفان مع بحرالغزال عند منطقة أبونفيسة (46 ك.م) جنوب أبيي المدينة، فذهبت كل أنهار المسيرية (بحر الغزال، بحر الزراف ،بحر الجبل، بحر العرب”الجور”، بحر الرقبة الزرقاء) من سيطرتهم وأصبحت جزء من بحر الغزال.
خامساً: جاء برتكول أبيي ليقنن ما سُرِق سابقاً وليُضيف إليه أبعاداً جديدة، بأخذ أبيي المدينة وما يحدها من الأرض شمال وجنوب وشرق وغرب، ولم يكن للدينكا وجود فيها قط وكان قرار لجنة خبراء ترسيم حدود أبيي ثم قرار محكمة التحكيم الدولية بلاهاي وإكتملت صورة السرقة الكُبرى ،والحكومة والمسيرية غافلون عن الحقيقة الجوهرية وهو أن الصراع لم يعد صراع على أرض أو بترول وإنما صراع عقائدي بين الدجال الأمريكي الصهيوني والإسلام ) وقد أوردت في النشرة رقم (71) التي تحمل عنوان ” أرض الحٌمر من سفاها إلى قوقريال إلى الجوغان المكربج” على صفحة(28-31) الأتي :” إن مخطوطة الفكي النور موسى المؤرخة 1110هـ (أية 1700م)، تعتبر أقدم أثر للمسيرية في وطنهم الجديد. فهي تفيد بأنه في ذلك التاريخ كان المسيرية قد إستقروا سلفاً في بلدهم الجديد وبدءوا في بناء المساجد. قال هندرسون عن تلك المخطوطة ما يلي:” النور موسى،…، يرجع بصورة ثابتة أبعد من أية شخص ويقدم تاريخاً محدداً”.
ورغم ذلك، رجّع هندرسون أن يكون العقد الممتد من 1765م إلى 1775م هو الوقت الذي إستقر فيه المسيرية بصورة نهائية في المُجلد بالعقد الممتد من 1765م إلى 1775م.”وفي نفس الكتاب مواصلاً…
ذكر التونسي، الرحّالة والمؤرخ الذي زار المنطقة في القرن الثامن عشر، إن المسيرية تحالفوا مع السلطان هاشم سلطان المسبعات في كردفان لرد عدوان السطلان تيراب سلطان درافور في 1785م. وهذا يشير إلى انه بحلول التاريخ المذكور كان المسيرية قد إستقروا سلفاً في كردفان لفترة معقولة مكّنتهم لا من أن يفهموا الأوضاع السياسية لوطنهم الجديد فحسب، بل كذلك من أن يشاركوا في صنع الأحداث. قال التونسي إنه بعد مقتل السلطان تيراب انضم إلى مغتصب العرش عبد الرحمن الرشيد في عودته إلى دارفور “عدد من شيوخ الرزيقات والمسيرية بلغ عدة آلاف”.
القبائل التي وجدها المسيرية في وطنهم الجديد هم الداجو والشات. هاجم المسيرية ملك الشات وطاردوه جنوباً إلى إن قُتل في حسوبة، وهو جبل قرب أبيي. تحقق هندرسون من هذه الواقعة، التي تُروى في تراث المسيرية، وقال:
“دينقا البيجاي، ملك الشات،…، هُزم في أول معركة وهرب عن طريق التُردَة. عينة القادم (قائد المسيرية) طارده وقتله بجوار حسوبة… إلى هذا اليوم يشير المسيرية الحُمر إلى ريف المجلد بإسم دار دينقا.”
لاحظ المسيرية، عند مطاردتهم الملك دينقا، خلو أرض بحر العرب وجاذبيتها وبدءوا فوراً في إرتيادها سنوياً خلال موسم الجفاف. وحقيقة أن ضريح الشيخ على أبو قرون، الزعيم الروحي للمسيرية وهو من المسيرية الزرق قبيلة العنينات، موجود في “أبو نفيسة” جنوب بحر العرب، هي دليل مقنع على وصول المسيرية إلى تلك المناطق منذ أيامهم الأولى في كردفان.
قال هندرسون إن الشيخ على أبو قرون تزعّم المسيرية (حُمر وزرق) لسبعين عاماً بعد طرد الملك دينقا البيجاي.
خلال العهد التركي، كان زعيم المسيرية هو قائدهم الأسطوري الأكبر الناظر على مسار. تمكن على مسار، الذي حكم حوالي عام 1850م واتخذ رجل الفولة مقراً له، من توحيد دار، أية وطن، المسيرية بأكملها تحت حكمه وأنهى الإنقسام الداخلي الذي ساد حقبة على أبو قرون. وفي عهد علي مسار إمتدت دار المسيرية جنوباً حتى نهر اللول، الذي كان يسمى في ذلك الوقت بحر الحُمر حسبما كشفت الخرائط القديمة (على سبيل المثال خرائط ماردون لعامي 1901م و1903م). وحتى عهد الناظر على مسار لم يكن دينكا نوك قد وصلوا إلى المنطقة، ومدينة أبيي لم تكن قد تأسست بعد.
بينما وصل المسيرية إلى وطنهم الجديد في القرن الثامن عشر، فإن دينكا نوك وصلوا إلى المنطقة نحو نهاية القرن التاسع عشر. لعقود من الزمن، ظل دينكا نوك مستقرين حول الزراف، مع دينكا آخرين. وفي مطلع القرن التاسع عشر، أُجبروا على الرحيل شمالاً ثم غرباً، لسببين متداخلين هما: عبور النوير العظيم للنيل والفيضانات التي اجتاحت وادي الزراف. اتفق المؤرخون والرحالون أن الحدثان وقعان في مطلع القرن التاسع عشر. فقد قال جيه. أي. دو سي. هاملتون في كتابه، السودان الإنجليزية المصري من الداخل:
“خلال القرن التاسع عشر عبر النوير النيل من وطنهم في الضفة الغربية وطردوا معظم الدينكا إلى شرق النيل أو إستوعبوهما”.
وقال إيان كينسون:
“دينكا نوك الذين كانوا يقطنون الجزء الشمالي من جزيرة الزراف بأعالي النيل تم تفريقهم وطردهم خارج وطنهم من قبل نوير لاو. ومنذ القرن التاسع عشر إستعملوا الأرض حول أبيي كموطن لهم.”.
حاول بي. بي هاول، في بحثه المعنون مذكرات عن دينكا نوك بغرب كردفان الذي نشر في عام 1951م في المُجلد 30 اس. ان آر.، تحديد الوقت الذي بدأت فيه هجرة دينكا نوك، فقال:
يتعذر تقديم تاريخ دقيق لهذا الحدث. ولكن من خلال الدراسة المقارنة لأجيال ومجموعات عمرية (وسط النوير)، وخرائط الرحّالة الأوائل، فإن غزو النوير لوادي الزراف لابد أن يكون قد تم في القرن التاسع عشر”.
ذكر دينكا نوك، في قصص تراثهم الشعبي، الفيضانات التي إجتاحت وطنهم القديم كسبب لهجرتهم. فقد أورد بي. بي هاول ما يلي: “يقولون إنهم عاشوا في الشرق لكن أُجبروا على الرحيل لأن المرعى كان فقيراً وأن وطنهم إجتاحته الفيضانات.”
لم يأتِ دينكا نوك مباشرة إلى أبيي. فقد عدّد هندرسون وهاول ستة قادة تزعموا دينكا نوك خلال هجرتهم. الزعيم الأول، جوك، وإبنه أويل دي جوك، قادا قبيلتهما لعبور بحيرة نو والإقامة جنوب بحيرة أبيض. وقال هندرسون: في وقت لاحق، “تحت قيادة كوال ديت من فرع أبيور، رحل دينكا نوك غرباً على إمتداد أنوك (الرقبة الزرقا)، وطردوا الشات أمامهم واستقروا في المنطقة الممتدة من تبساية إلى حُقنة أبو عرف”. وفيما بعد “رحل ألور، حفيد كوال ديت، جنوباً إلى كيريتا لكي لا ينفصل عن توج ولا يعلق بين النوير والبقارة “. وقال هندرسون: بعد ذلك أيضاً” عندما تم طرد الرونق أجوبا من بحيرة أبيض بسبب عداوات داخلية أو هجمات الحوازمة، قام بيونق بن ألور بتسليمهم كيريتا، وهي الجزء غير المحبذ من المنطقة، ورحل غرباً إلى الموقع المسمى الآن سلطان أروب تيمناً بإبنه”. إستمرت هذه الهجرة المتطاولة لقرن تقريباً. وحتى عندما همّ دينكا نوك بالقدوم إلى أبيي، لم يذهبوا إليها دفعة واحدة. أشار مستر/ دي. هو كيسوورث، الذي درس مجتمع دينكا نوك، إلى أنهم قدموا في مجموعتين على الأقل”المجموعة الأولى أسموها كويجي وتعني “الطمّاعين”، حسبما قيل لي، والمجموعة الثانية أسموها باشينق وتعني “القادمين مؤخراً” أو اللاحقين “.
في الحقيقة، بقي السلطان أروب في المكان الذي سُمّي تيمناً به، جنوب بحر العرب. إلى أن أُعلن في عام 1904م أنهم “يتبعون” لكردفان وليس لبحر الغزال. فقد أشار تقرير إستخبارات السودان رقم 128 بتاريخ مارس 1905م إلى أنه: “لقد تقرر أن يتبع لمديرية كردفان السلطان روب الذي وطنه على نهر كير والشيخ ريحان شيخ التوج، الذي ذُكر في آخر تقرير للإستخبارات”
في عام 1905م، تم إبرام ميثاق إخاء بين زعيم المسيرية الناظر نمر على الجُلّة والسلطان كوال أروب حيث عبر بموجبه دينكا نوك بحر العرب ليستقروا حول منطقة قرية أبيي الحالية. المصدر: أبيي من شقدوم إلى لاهاي صفحة (48 – 52). منقول من (ارض الحُمر من سفاها إلى الجوغان المكربج إلى سفاها) وعلى صفحة (4-6) من المنشور رقم () عنصر الوحدة الجذاب في إتفاقية نيفاشا أورد التالي”… قال السيد عبد الرسول النور إسماعيل:
“في عام 1902م أورد مدير مديرية كردفان في تقريره السنوي المودع في الجريدة الرسمية عند حديثه عن حدود مديريته ما يلي: والذي يهمنا هو حدود كردفان الجنوبية تحت عنوان جانبي: الحدود
Boundaries: Southern: Bahr EL Arab And Bahr EL Ghazal to Lake No.
جنوباً بحر الغزال وبحر العرب حتى بحيرة (نو) أما مدير مديرية بحر الغزال فقد أورد في تقريره السنوي لعام 1902م
Mudiria Boundairie: On North: Bahar EL Ghazal And Bahr EL Arab as for as Hofert Nahas.
شمالاً بحر الغزال وبحر العرب إلى حفرة النحاس.
قال السيد عبد الرسول النور: قال البمباشي (بيرسيفال) في ملاحظاته عام 1905م
a) Sultan Rob appears to exercise amount of authority over along area of country extending from the shilluk boundary in the East to chak chak in the West. With the bahr EL Arab as his arab frantier on the north and the lol river both bank and the bahr El Ghazal on the south)
هنا حدد البمبابشى نفوذ سلطان روب تحديداً قاطعاً إذ يقول فيما ترجمته الآتي:
(يبدو أن سلطان روب يمارس سلطات واسعة على منطقة شاسعة في بلده الممتدة من بلاد الشلك في الشرق(أعالي النيل) إلى شاك شاك في الغرب (بحر الغزال) يشكل بحر العرب حدوده الشمالية مع العرب ويشكل نهر اللول بكلتا ضفتيه وبحر الغزال حدوده الجنوبية. هذا الوصف يحدد تماماً حدود المنطقة المراد ترسيمها بواسطة المفوضية). المصدر: صحيفة أخبار اليوم الأحد 23 محرم 1428هـ الموافق 11 فبراير 2007م العدد (4432) ص12.
الشرح والتعليق:
جاء في كتاب إتفاقية السلام: الفصل الرابع: حسم نزاع أبيي نيفاشا كينيا في 26 مايو 2004: ص(44-45)
(1-3) بالتزامن مع الإستفتاء في جنوب السودان يدلي أهالي أبيي بأصواتهم بصورة منفصلة ويعطي المقترح الذي يتم التصويت عليه بصورة منفصلة أهالي أبيي الخيارين التاليين بصرف النظر عن نتيجة استفتاء الجنوب
أ) أن تحتفظ أبيي بوضعها الإداري الخاص في الشمال.
ب) أن تكون أبيي جزءاً من بحر الغزال.
(1-4) الخط بين الشمال والجنوب الموروث منذ الأول من يناير 1956 غير قابل للتعديل إلاّ كما اتفق عليه أعلاه.
أقول
هذه فرصة لإعادة قراءة الاتفاق ومراجعة الوثائق من دون خروج على برتكول أبيي واعتماداً على الوثائق فإننا نجد أن المنطقة المذكورة هي أرض المسيرية الحمر بتوثيق الإنجليز. فالأسماء التي تحدد هذه الأرض هي تسمية المسيرية لمعالم الأرض (بحر الغزال – بحيرة نو – حفرة النحاس) وهذه الأسماء كتبت بالحروف الإنجليزية كشهادة للإنجليز باعتماد العرب سكاناً لهذه الأرض وحتى كلمة chak chak الواردة في الحدود هي لهجة الحمر وهناك مكان ما اسمه (الجغجاغة): المذكور في التقرير لأن حرف الغين المعجمة ساقط من اللغة الإنجليزية وعندما تجاوز الإنجليز حدود العرب ووصلوا إلى أرض الدينكا استخدموا في تحديد الأماكن لغة الدينكا ولغتهم الإنجليزية فأطلقوا (river) على النهر وأطلقوا لغة الدينكا (lol) عليه و(lol) في لغة الدينكا معناه (الفيض) أي النهر الذي يسح الماء على جانبيه فيغمر مساحات واسعة.
وشرق نهر (لول) نجد نهر (الجور) وكلمة جور عند الدينكا تعني العرب فيكون بالترجمه نهر الجور الذي يقع جنوب بحر الغزال هو (بحر العرب) عند الدينكا وبذلك فإن نهر الجور هو حدود المسيرية باعتراف التوج وشهادة الإنجليز فالمطلوب الآن من كل جهات الإختصاص الرسمية حزم أمرها فقد عوضها الله غفلتها نتيجة لحسن ظنها في لجنة مفوضية الخبراء واستغلالهم الخبيث للتفويض باعتبار قرارهم نهائي وملزم أن تجاوزوا حد التفويض فأصبح قرارهم غير ملزم بنص البروتوكول وعليه يجب مراجعة نصوص الإتفاقية لتحديد أصحاب الأرض حسب الوثائق.
والوثائق تؤكد أن الأرض شمال نهر بحر الغزال إلى حدود الشلك شرق بحيرة نو هي أرض الحمر موثقة من قبل الإنجليز بلغة المسيرية Bahr EL GHazal-Bahr ELarab- Hofret Nahas
مع ملاحظة أن الجانب في أقصى الغرب يتبع إلى القبائل العربية في دارفور ومنهم جاءت تسمية حفرة النحاس بلغة العرب هناك، فأسماء المناطق ناطقة بلسان أصحابها.
إن محاولة سرقة أرض الحمر بدأت ما بين 1902-1905م حين جرد الإنجليز الشيخ علي الجلة من إدارة هذه الأرض باعتباره أحد أمراء الحمر وأنصار المهدية وزجوا بها إلى السلطان روب فسرعان ما شعر أنه لا يستطيع إدارة تلك الأرض الواسعة فتمً تقسيمها بين أربع مديريات هي بحر الغزال و أعالي النيل وكردفان ودارفور.
فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وإن إعادة النظر بالوثائق ثبت أن الحمر هم أهل هذه المنطقة وهم الذين يحق لهم تحديد مصيرها من بحر الزراف في أعالي النيل في الشرق مروراً ببحيرة نو إلى نهر الجور في الجنوب إلى حفرة النحاس في الغرب إلى بحر العرب في الشمال وليس الشلك أو النوير أو التوج أو نقوك وإن تواجد هؤلاء في هذه المنطقة كانت خطة مدبرة من الإنجليز في تلك الفترة وحرموا المسيرية من بحر الغزال في عملية تهجير قسريه ولذلك عندما خرج الإنجليز سنة 1956م من السودان عاد المسيرية إلى أراضيهم الممتدة على طول ضفاف بحر الغزال نهاية 1957م وبداية 1958م وهو ما يؤرخ له المسيريــة بـ (سنة براليل). هذه هي أرض الحمر المسروقة في كلام علي كرم الله وجهه وهي موطن مهدي آل البيت وهو الذي يحول دون تفريق هذه الأرض وتجزئتها وهو المسيح ابن مريم كما جاء في قوله “ولا تفترق الأرض الجديدة وما هي بجديدة، وإنما تعتصم بالمسيح ابن مريم لتنتظره” أي تنتظر خروجه. وفي االمنشور رقم ( ) بعنوان كيف يحافظ السودانيون على وحدة السودان وفي الفصل الحدود الفاصلة بين قبيلة المسيرية وقبائل الدينكا
قال المهندس فاروق جاتكوت كام: تحت عنوان (د) حدود جنوب السودان:
“رغم ان الأتفاقية نصت على أن تنشأ حكومة جنوب السودان على أساس الحدود القائمة منذ 1/1/1956م، إلاّ أن ما يحدث على أرض الواقع في الشريط الحدودي لولايات الجنوب (غرب وشمال بحر الغزال وشمال كردفان وجنوب دارفور وولايات الشمال الغربي والجنوبي، النيل الأبيض وسنار) تعكس دون ذلك. هذا لأن الشريط الحدودي الذي يمتد من الشمال الغربي حتى الجنوب الغربي ظل مسرحاً للنزاعات القبلية حول استغلال الموارد الطبيعية المتجددة كالكلأ والماء وغيره. الجدير بالذكر أن هذا الشريط الحدودي هو ضمن مناطق السافنا الغنية للولايات الجنوبية التي تتمتع بمنسوب عالي من الأمطار والأنهار حيث الغابات الكثيفة التي تنتج أجود أنواع الصمغ العربي والأعشاب الطويلة والسهول الفيضية المناسبة جداً للمرعى والصيد”.
إن الإتجاه السائد في الماضي هو ان مواطني هذا الشريط كانوا يتعاملون بالرضى مع جيرانهم البقارة ويتبادلون السلع في تجارتهم ويتراضون في استخدام الموارد الطبيعية المتجددة بالإضافة إلى أن الحدود كانت تشكل لهم مناطق للإلتقاء والتسوق والعبور الآمن للجميع. ولكن مع ظهور النفط في مناطق الجنوب التي تحازي هذا الشريط الحدودي سعت الأنظمة المركزية لضم هذه المناطق لولايات الشمال الجنوبية الغربية أو على الأقل جعلها مناطق محايدة أو قومية منذ الإستقلال لتمهد لها الطريق لتقنين سيطرتها على الأرض والموارد الطبيعية والثروات المعدنية في باطنها وهذا كما نصت عليه كل الدساتير- وبالذات دستور 1998م المادة (115م+ن) وعلى ضوء ما ذُكر قامت هذه الأنظمة بممارسة سياسة تعريب وأسلمة الجنوب وأهله ومناطقهم والأنهار وأماكن تواجد البترول حديثاً تمهيداً لإعادة رسم حدود جنوب السودان والتي أُعيد بالفعل رسمها لضم المناطق المستهدفة لولايات الشمال الجنوبية الغربية والنيل الأبيض وسنار وذلك على النحو التالي:
1- منطقة كافيا كنجي (حفرة النحاس) وتقع في الشريط الحدودي بين ولاية غرب بحر الغزال وجنوب دارفور.
2- منطقة أبيي: تقع في الشريط الحدودي بين ولاية شمال بحر الغزال/ أعالي النيل وغرب كردفان.
3- منطقة الينج (الهجليج) ومنطقة جاو (بحير أبيض) وتقعا في الشريط الحدودي بين ولاية الوحدة وغرب كردفان.
4- المناطق شمال غرب كاكا التجارية وودكونا وفاما وتقع في الشريط الحدودي بين ولاية أعالي النيل وشمال كردفان والنيل الأبيض.
5- منطقة وانطو شرق وغرب النيل (جودة شرق وغرب) وتقع على الشريط الحدودي بين ولاية أعالي النيل في الشمال (الرنك) والنيل الأبيض وسنار.
أما بخصوص تعريب أسماء المناطق والأنهار وآبار البترول والغابات فهو على النحو التالي:
نقول (بحر العرب)، جاو (بحير أبيض) نام (بحر الغزال)، أقيرقر (القيقر)، بيتم (بانتو)، كوج لوال طوان (الناصر) فاندا كويل (منقة)، نيونق ليث/ نيونق ريال (التور) قونق ياك/ قونق دي ويل (الخرصانة)، الينج (الهجليج)، نوكفود (آبار الوحدة)، ليج/ بيتم (ولاية الوحدة)، كافيا كانجي (حفرة النحاس) أنتهى الأقتباس. المصدر: أوراق ومداولات ورش عمل مبادرة المجتمع المدني للسلام حول إتفاقية السلام الشامل مراجعة وتقديم الدكتور عدلان الحردلو.
يجب أن يعلم الجميع أن المسيرية استوطنوا في حِلهم وترحالهم بحكم طبيعة حرفتهم الرعوية على ضفاف نهر الجور ويعني بلغة الدينكا (بحر العرب) وبحر الغزال وبحيرة نو وبحر الزراف على إمتداد بحر الغزال إلى مشارف التقائه بنهر السوباط الرافد من الجهة الشرقية للنيل الأبيض. والسافنا الغنية هي الوطن الجغرافي لأبقار المسيرية وتسمية المسيرية بالبقارة تدل على أن هذه المنطقة هي موطنهم الجغرافي.
تاريخ وصول الدينكا إلى منطقة أبيي كان بعد وصول المسيرية لهذه المنطقة وإن كانت رحلتهم إمتدت بهم من الجزيرة العربية عبر شمال أفريقيا وجاؤا إلى هذه المنطقة – بحر الغزال وأعالي النيل وبحر الزراف قبل الدينكا الذين بدورهم جاؤا من الجزيرة العربية لأن كل القبائل الأفريقية دخلت من جزيرة العرب عبر باب المندب إلى أفريقيا في فترات متفاوتة وان الدينكا دخلوا السودان مؤخراً وجاؤا إليه من الهضبة الأثيوبية وسبقتهم قبيلة المسيرية إلى منطقة النزاع الحالية ولا نعني بها أبيي بل ضفاف بحر الغزال والزراف في أعالي النيل. والحقائق تؤخذ من المراجع الموثقة بكتب المؤرخين.
جاء في صحيفة الشارع السياسي عدد الأربعاء 2رجب1428هـ الموافق 18يوليو 2007م ص (14) النوير أمدرمان.كوم
(النوير نيليون فهُم والدينكا ينتمون إلى أصل وجد واحد… وأساطير النوير شبه المقدسة تحكي أن جدهم الأكبر (لانجور) قد عبر النيل الأبيض عند منطقة فشودة ثم سار بهم إلى شرق ملكال حيث استقر بهم المقام هناك وهم ينحدرون أصلاً من الجد أبينوينق شقيق دينق وهو جد الدينكا… ويعتقد النوير أن تاريخهم يبدأ من حكى وبالتحديد في منطقة ليج المقدسة لديهم حيث شهدت هذه المنطقة نشأة جميع فصائل النوير ثم تفرقوا منها إلى جميع مناطقهم الحالية. والنوير نزحوا غرباً واستقروا بمنطقة ميوم ثم ذهبوا شرقاً ثم سار كثير من النوير إلى أكوبو وواط والناصر وميورد وأيود ومن فروع النوير هناك ليك وجكناج بمحافظة ربكونة ونوير جنلقي وأروك وإدوار ونونق بمحافظة اللير وهناك فروع شتى للنوير بمركز فنجاك ويمتدون إلى داخل الحدود الحبشية) أهـ. من المصدر أعلاه.
فإن المعلومة الصريحة من هذه النبذة أن النوير نزحوا إلى منطقة ميوم مؤخراً وهي بالقرب من مجرى بحر الغزال وداخل حدود مديرية أعالي النيل وهذا ينسجم مع وثائق المؤرخين التي تؤكد وصول النوير إلى هذه المنطقة في وقت قريب. ففي رده على أسئلة مراسل صحيفة الشارع السياسي عدد 28يوليو 2007م ص (12): قال ناظر المسيرية الحريكة عز الدين: “الدينكا وفي مرحلة من المراحل وبعد أن عبروا البحر شمالاً بعد استشارة وموافقة نظار المسيرية بعد مشاكلهم مع النوير وحديثي هذا ليس لمجرد الحديث وإنما توثيق أكده المؤرخون الأجانب فمثلاً أندرسون كتب في كتابه ص (57) يقول فيه:
(The Nok Dinka negrated to the sudan with other Dinks four sentionres. The nok Dinka seted in ELzraf island. However later on they moved nourth )
وهو يقول أن الدينكا نزحوا إلى السودان ومعهم مجموعات أخرى من بحر الزراف للجزء الشمالي.
هذا اعتراف سطّره أندرسون وكذلك هنا واضح حيث يقول:
(Delegation of Nok Dinka took place in the nineteen century and wasted by tow hegemony of them west the faumous newer choosing of the nile).
وكذلك هاملتون في كتابه صفحة 89 قال عن الدينكا نزوحهم كان في القرن التاسع عشر وهذا لمشاكل بينهم والنوير فعبروا البحر بالجهة الشمالية. والسبب الثاني يقول:
(Another confirmation of nineteen century in time when the newer attak the Zaraf island and demarcation of the Nok Dinka as treated) .أهـ كما جاء في الحوار.
أقـول: إن المعارك كانت تدور بين النوير ودينكا نوك في جزيرة الزراف المحصورة بين تفرع مجرى النيل الأبيض الرئيس إلى فرعين فرع غربي هو بحر الجبل وشرقي هو بحر الزراف عند التقائهما ببحر الغزال المتدفق من الغرب إلى الشرق وتتكون بحيرة نو في الطرف الشمالي الغربي من الجزيرة عند إلتقاء بحر الجبل ببحر الغزال وفي ذلك الوقت كان المسيرية يستوطنون في الجهة الشمالية من هذه الأنهار قبل تواجد النوير في ميوم وقبل أن يعبر دينكا نوك بحر الغزال شمالاً بعد أن أخرجتهم منها قبيلة النوير في تلك الحروبات وآوى المسيرية دينكا نوك المهزومين كلاجئين وواسووهم، ثم عبر النوير النهر شمالاً في أعقاب دينكا نوك هذه هي الحقائق التي يشهد بها التاريخ في سبق المسيرية لدينكا نوك والنوير معاً لهذه المنطقة .إذ لو كان النوير في شمال جزيرة الزراف لما لجأ دينكا نوك إلى شمالها على شمال نهر بحر الغزال.
أما عن مسألة تعريب أسماء الأنهار فهذا لم يحدث حتى الآن فأسماء الأنهار ما زالت مكتوبة بألفاظها الإنجليزية واحرفها اللاتينية عن المؤرخين الغربيين فكتبوا ألفاظ (Zaraf island) جزيرة الزراف وكذلك الحال مع أسماء الأنهار ووثقها الإنجليز على معالم الأرض لتكون شواهداً وأعلاماً على ملكية وحيازة المسيرية لهذه البقعة من مساحة السودان فجاءت الأسماء على النحو التالي:
(1) حفر لنحاس لفظها وليس ترجمتها (hofrel Nahas)
(2) جزيرة الزراف لفظها وليس ترجمتها (زراف آيلاند) (Zaraf island)
(3) لفظه وليس ترجمته (بحر الغزال) (Bahr El Ghazal)
(4) واللفظ وليس الترجمة (بحر العرب) Bahr El Arab) )
(5) ولفظها وليس ترجمتها (ليك نو) (Lake No)
فالأسماء لا تتعرب ولا تتأفرنج لأنها أعلام والأعلام تدل على شخصية وهوية صاحبها وهي المرجع الأوثق لدى المؤرخين وعلماء الآثار فبحر العرب وبحر الغزال وجزيرة الزراف لا تحتاج إلى شرح في دلالتها على ملكية وحيازة المسيرية لأنها لغتهم وليس لغة الدينكا أو النوير والذي يحتاج إلى شرح من هذه المعالم هي (lake no) وليس المراد بها كلمة النفي (NO) الإنجليزية لوجود البحيرة كما أن السياق الإنجليزي يراد به الاسم العلم وليس النفي فلو كان المراد النفي لجاء السياق (NO Lake) فيكون المراد بها الكلمة العربية (نوء) فقد جاء في مختار الصحاح للرازي في شرح الكلمة:
و(النوء) سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كل ثلاثة عشر يوماً ما خلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوماً وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها. أهـ
ولا زال عرب السودان يحتفظون لهذه الكلمة بمعناها الأصيل فقد أورد أسعد العباسي في صحيفة ألوان عدد 8يوليو 2007م ص (9) قصيدة لشاعر سوداني بالإنشاد الشعبي جاء فيها:
البارح بشوف بشلع برق النو
وحس رعادو بجرح في الضمير كَوْ كَوْ
داك طير القطا دور مشارعو الهو
وفرقان البطانة اتماسكن بالضو
ولما كانت القبائل العربية لا تزاحم المسيرية في بحيرة (نو) فإن اسمها يوثق ملكية وحيازة المسيرية لها دون عرب السودان وعجمه.
أما ما ذكره المهندس/ فاروق جاتكون كام من اسماء فلا وجود لها في معالم الأرض الوثائقية مما يؤكد حداثتها والحيازة تكون بالأسبقية.
ولكن أريد أن أوضح للمهندس شيئاً هاماً عن مدينتيّ أويل وبانتيو فإن أويل كانت محطة تلاقي بين القبائل العربية والدينكا بعد أن بعدت الأسواق مثل النهود وقد أطلق عليها المسيرية اسم (مدينة) لأنها كانت أكبر قرية للدينكا وقد أخذ الدينكا نفس اللفظ العربي وأطلقوه عليها فكانوا يسمونها (مَدِنْ أويل) أي مدينة أويل أما (بانتو) فهي تركيب مزجي من كلمتين عربيتين (بان) وهي من البيان أي الظهور و(تو) من الحال الراهن فيكون معناها المدينة الحديثة لأنها ظهرت مؤخراً. فهذه الشواهد تدل على عمق تواجد المسيرية في بحر الغزال ويكفي اسمها بحر الغزال لتكون حيازة للمسيرية دون سائر الدينكا.
وأما عن الدينكا وتاريخ وصولهم إلى الجنوب وإلى النيل فقد جاء في صحيفة الشارع السياسي في نفس العدد السابق ونفس الصفحة 18 يوليو 2007م.
نقلاً عن موقع الدينكا سودان.كوم ما يلي:
الدينكا هم أكبر المجموعة النيلية… والمجموعة النيلية جاءت عموماً من سفوح الهضبة الأثيوبية وإستقروا في الجزء الجنوبي من البيبور الحالية وتحلقوا حول الأنهار وخاضوا معارك ضد من هدد وجودهم من قبائل عاشت قبلهم. وقد قسم النيليون إلى قسمين:
نيليين وننيليين والدينكا نيليون… والدينكا ينقسمون إلى قسمين كبيرين هما: دينكا(كوي) ويحلف أحدهما قائلاً (أوك كوي) … ويفهم أن القاسم بذلك من دينكا كوي وسمي الجد كوي بالصقر الذي يسميه البقارة (بولي) وينقسم دينكا كوي إلى ثلاثة أقسام كبيرة تربطها معاً عادات وتقاليد وأقسامها هي:
دينكا ريك ومركزهم التونج.
ودينكا قوقريال وهم خليط من دينكا ريك ودينكا توج .
دينكا ملوال وهم أكبر مجموعات الدينكا قاطبة وأهم مراكزهم أويل. اهـ ملخصاً .
والحقائق التي وردت في هذه النبذة أنهم جاءوا مهاجرين ونازحين الى مناطق النيل وأن هنالك من سبقهم اليها وبكل تأكيد فإن المسيرية سبقوهم الى النهر الذي يسميه التوج بـ(جور) فهي تعني في لغتهم (عرب) وهو النهر الذي يقع شمال قوقريال موطن التوج. فأي توثيق لحيازة المسيرية لهذا النهر أكبر من إعتراف التوج أنفسهم ؟!
ومن الوثائق الهامة لإثبات حيازة وملكية المسيرية لهذه الأرض وأعني النهر المستعرض وما لحقه من أسماء متعددة في مجراه إلى إلتقائه بالسوباط من جهة الشرق، تعيين الإمام المهدي (1881 ـ 1885م) للشيخ محمد الرقيّق حاكماً لهذه المنطقة وسنبيّن ذلك في موضعه. ونعود لمشكلة أبيي لقد أكد أحد قادة الجنوب وهو المستشار بونا ملوال قائلاً:
“لا وجود لمشكلة في أبيي والخبراء تجاوزوا الصلاحيات الممنوحة لهم”
المصدر : المركز السوداني للخدمات الصحفية _ الثلاثاء 17 يوليو 2007م .
فكل الظروف مواتية لإسقاط بروتوكول أبيي وإعطاء الأرض لأصحابها المسيرية وفق الوثائق الرسمية .
مـلاحظة
كلمة (كير) في لغة الدينكا لا تدل على نهر بعينه إلاّ بإضافة تعريف لاسم علم لذلك (النهر) فهي مثل كلمة (نهر أو بحر) في لغة العرب وكلمة (River) في اللغة الإنجليزية فلا يعرف النهر أو البحر إلاّ بإضافة اسمه العلم فتقول: بحر العرب، بحر الزراف، بحر الجبل وهكذا.
ولما كانت الأنهار في المنطقة معرفة: بحر العرب، بحر الجور، بحر لول أصبح (كير) اسماً علماً لنهر بعينه هو الواقع جنوب بحر العرب بمسافة (50) ميلاً وهو مقر دينكا نوك.
تصــور الحــل
لا يمكن حل مشكلة أبيي إلا إذا تحددت ملكية وحيازة هذه الأرض موضوع النزاع وعرف كل ذي حق حقه.
والملكية تحددها وثائق المؤرخين لا دعاوى الطامعين والمتنازعين، ولما كان الصراع يدور حول الحدود ما قبل 1905م فإن الوثائق التي تعتمد لتحديد ملكية وإحتكار الأرض وحيازتها يجب أن تكون للوثائق ما قبل تاريخ 1905وليس بعده وأهمها:
وثيقة ويلكنسون (1902م) بقلم عبد الرسول النور.
لقد قام الميجورويلكنسون في شهر يناير وفبراير 1902م برحلة لعلها كانت إستخباراتية وإستكشافية بدأت من الأُبيض وإنتهت ببحر الغزال، دوَّن فيها ملاحظاته الدقيقة على كل المناطق التي مر بها … ولم يجد أثراً للدينكا حتى عبر بحر العرب جنوباً فوجد سلطان روب ومناطق نفوذه. المصدر صحيفة أخبار اليوم 11 فبراير 2007م صفحة 12.
فهذه الوثيقة حددت أن سلطان روب زعيم الدينكا نوك يسكن جنوب بحر العرب بمسافة مقدرة وليس على ضفافه.
وثيقة البمباشي برسيفال (1905م) بقلم عبد الرسول النور
a) Sultan Rob appears to exercise amount of authority over along area of country extending from the shilluk boundary in the East to chak chak in the West. With the bahr EL Arab as his arab farther on the north and the lol river both banks and the bahr El Ghazal on the south) المصدر صحيفة أخبار اليوم 11فبراير 2007م صفحة (12).
لقد حددت الوثيقة أن الشغشاغة مع بحر العرب وعربه تقع بعيداً عنه إلى الشمال وهي من أسباب اعتذاره للسلطات عن عدم استطاعته لإدارتها بسبب هذا البعد.
إن هذه المنطقة وبما فيها حتى منطقة تواجد الروب كان يديرها قبله الشيخ محمد الرقيّق في زمن المهدية قبل سقوطها على يد المستعمر الإنجليزي.
جاء في كتاب الآثار الكاملة للإمام المهدي تحقيق وجمع الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم المجلد الأول تفويض الإمام المهدي للشيخ الرقيق بالامارة بالنص الآتي:
“أما بعد فإن الفقيه محمد الرقيّق أحد منكم ومن أنصار الدين وأمرناه بإقامة السُنن وإحياء الملة المحمدية واجزناه في قتال المشركين والجهاد في سبيل الله وفي دلالة الخلفاء إلى الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. حكم الإمضاء عليكم وجعلته خليفة في قومه لتعليم شرائع الإسلام وأتبعناه من جانقي من بعض فرقة ماريق الشيخ الـ (روب) ولد بيونق وأتباعه وقبيلة روينق أيضاً. الجميع تبعاً للمذكور في الأمر والنهي…” انتهى الاقتباس.
تحديد الميجور برسيفال لمنطقة أروب بيونق (1904م) بقلم أمير عبد الماجد (تقرير الخبراء)
(فقد ذكر الميجور برسيفال أثناء سفره من واو إلى منطقة أروب بيونق عام 1904م أن نهر الكير يبعد مسافة (50) ميلاً جنوب بحر العرب).المصدر صحيفة الصحافة بتأريخ 25يوليو العدد (4360).
لقد ذكرت الوثيقة روب بيونق عند الحديث عن نهر الكير لأن اسم النهر يدل على لسان قاطنه واللغة تدل على قبيلة ناطقها فكلمة كير تعني في لغة الدينكا: النهر.
فيكون بحر العرب للعرب ونهر كير للدينكا. وبما أن الشغشاغة تابعة لبحر العرب بإعتراف روب بيونق (chak chak in the West. With the bahr EL Arab) فإن الحدود السياسية والجغرافية بين المسيرية والدينكا تكون في منتصف المسافة بين الشغشاغة ونهر الكير.
5.وثيقة الإتفاق حول بروتوكول أبيي
1-3 نهاية المرحلة الإنتقالية:
(وبناء على ما جاء في مبادي الإتفاق بشأن أبيي بالتزامن مع الإستفتاء في جنوب السودان يدلي أهالي أبيي بأصواتهم بصورة منفصلة ويعطي المقترح الذي يتم التصويت عليه بصورة منفصلة أهالي أبيي الخيارين التاليين بصرف النظر عن استفتاء الجنوب):
(أ) أن تحتفظ أبيي بوضعها الإداري الخاص في الشمال.
(ب) أن تكون أبيي جزءاً من بحر الغزال.
1-4 : الخط بين الشمال والجنوب الموروث منذ الأول من يناير 1956م غير قابل للتعديل إلاّ كما اتفق عليه أعلاه. المصدر اتفاقية السلام سلسلة قضايا سودانية للنقاش (1) صفحة (44-45).
واضح هذا التمييز والإنتقاء لدينكا نوك ودور فرانسيس دينق في صياغة هذا البروتوكول وإقصاء المسيرية من طرح أي اقتراح مما يذهب بحيادية البروتوكول.
وجاء في نفس مصدر اتفاقية السلام صفحة (16).
الجزء (أ) : المبادئ المتفق عليها:
1-5-5: تخطيط وتنفيذ اتفاقية السلام بغية جعل وحدة السودان خياراً جذاباً وبصفة خاصة لشعب جنوب السودان. أنتهى.
إذا عملت الحكومة بموجب المواثيق الدولية التي بينها الدكتور معاذ أحمد محمد تنقو المستشار العام، رئيس إدارة القانون الدولي والإتفاقيات بوزارة العدل تحت عنوان (أبيي… هل تكون كشمير السودانية؟ قال فيما يخص الحدود:
(ومن الأمور المعتبرة في صناعة الحدود: الوثائق الخاصة بالحدود المعنية والخرائط المبينة للحدود والممارسات الإدارية يتم بعد هذه العمليات إعداد التقرير النهائي والتوصيات العامة. وما فجر مشكلة في ترسيم حدود أبيي بعض السلبيات التي صاحبت تشكيل اللجنة وتقريرها النهائي… منها:
لم يتم تمثيل مهندسين مساحيين ورجال الإدارة الأهلية والحكم المحلي والقانونيين.
وضع الخبراء ينبغي أن يكون استشاري ولا يجوز لهم قانوناً وضع التقرير بصفة منفردة في الموضوع لأن المسئولية تقع على عاتق الأعضاء بصورة أساسية.
كان هناك نوع من الإستعجال والتسرع وهذا منافي لعمل مثل هذه المفوضيات.
فترة اسبوعين لا تعطي سماع الأطراف والإدارة الأهلية حقها من التمحيص.
رفض الوثائق القانونية الصادرة عن السلطة المختصة والخرائط الرسمية الصادرة عنها لأن مثل هذا الرفض بلا شك سوف ينتج عنه تبني وصف لخط حدود جديد لمشيخات دينكا نوك قد يتطابق مع الخط التاريخي أو لا يتطابق.
ضعف الصيغة القانونية لمفوضية ترسيم حدود أبيي وعدم الحيادية.
المصدر صحيفة المحرر 30يوليو 2007م صفحة (2).
بناءاً على تقرير رجل مختص في القانون الدولي فإن تقرير الخبراء يسقط من تلقاء نفسه وليس ملزماً لأحد.
لقد كان أبناء أبيي يعولون على ذلة المسئولين التأريخية وليس على أحقيتهم في ملكية الأرض جعل القرار النهائي للجنة الخبراء عند اختلاف المسيرية ودينكا نوك حول الحدود أغرى الخبراء بتجاوز حد التفويض وإعطاء الدينكا أرضاً لا يملكون الحق في ملكيتها – فإن هذا التجاوز أقال عثرة الحكومة لتعيد الأمور إلى نصابها وقانونيتها. وتحكم الوثائق.
تاريخ دخول المسيرية إلى منطقة أبيي (1700م) :-
وثيقة أندرسون المجلد (22) بقلم آدم العميراني
(إن مخطوطة الفكي النور موسى المؤرخة عام 1110هـ –1700م تعتبر أقدم أثر للمسيرية في الإستقرار في أبيي قال أندرسون في كتابه مذكرات هجرة المسيرية إلى جنوب غرب كردفان المجلّد (22) إن النور موسى هو أقدم شخص يؤرخ لهجرة المسيرية من مملكة وداي بين دارفور والكفرة إلى وطنهم الجديد – ذكر التونسي، الرحالة والمؤرخ الذى زار المنطقة في القرن الثامن عشر أن المسيرية تحالفوا مع السلطان هاشم سلطان المسبعات في كردفان لصد عدوان السلطان تيراب سلطان دارفور عام 1785م مما يؤكد بأن فى ذلك الوقت كان المسيرية استقروا سلفاً فى كردفان لفترة طويلة مكّنتهم من أن يتفهموا الأوضاع السياسية ويشاركوا فى صنع القرار) المصدر صحيفة الشارع السياسي الأحد 18 ديسمبر 2005م صفحة 6
تاريخ دخول دينكا نوك إلى منطقة أبيي (القرن التاسع عشر للميلاد):
وثيقة هاول عام 1951م المجلد (30) بقلم آدم العميراني
(قال بي _ بي ـ هاول في كتابه مذكرات عن دينكا نوك بغرب كردفان الذى نشر مقتطفات منه سنة 1951م فى المجلّد(30) أ س – أ ن – أر : يصعب تحديد الوقت الذى بدأت فيه هجرة دينكا نوك فقال: يتعذر تقديم تاريخ دقيق لهذا الحدث، ولكن من خلال الدراسة وخرائط الرحالة الأوائل فإن هجرة الدينكا لمنطقة أبيي يمكن تحديدها بأنها لقد حدثت فى القرن التاسع عشر الميلادي). المصدر صحيفة الشارع السياسي الأحد 18 ديسمبر 2005م صفحة 6 .
الوثائق المعتمدة أكدت تواجد المسيرية في منطقة أبيي بتاريخ محدد منذ (1700م) .
والوثائق المؤكدة حددت وصول دينكا نوك إلى منطقة أبيي بـ(القرن التاسع عشر الميلادي)
فأصبح بالوثائق الحق في ملكية وحيازة منطقة أبيي للمسيرية وليس لدينكا نوك .
الحدود الفاصلة بين شمال السودان وجنوبه:
ترسيم الحدود بين شمال السودان وجنوبه بناءً على الوثائق الرسمية، قبل عام 1905م التاريخ المحدد لترسيم الحدود وفق بروتوكول أبيي
الحدود على امتداد بحر العرب حتى مصبه في نهر الغزال إلى بحيرة (نو) تحددها الوثيقة الآتية:
قال عبد الرسول النور:
” في عام 1902م أورد مدير مديرية كردفان في تقريره السنوي- والذي يهمنا هنا هو حدود كردفان الجنوبية- تحت عنوان:
الحـدود (Boundaries)
(South: Bahr El Arab and Bahr ElGhazal to Lake No)
جنوباً: بحر الغزال وبحر العرب حتى بحيرة نو.
أما تقرير مدير مديرية بحر الغزال فقد ورد في تقريره السنوي لعام 1902م تحت عنوان جانبي.
مديرية باوندري: (Mudiria Bounddirie)
(on north: Bahr El Ghazal and Bahr El arab as far as Hofrel Nahas
شمالاً: بحر الغزال وبحر العرب
ونلاحظ أن التقريران متطابقان تماماً فمدير مديرية بحر الغزال من الشرق إلى الغرب، فالحدود بين المديرتين هي بحر العرب وبحر الغزال حتى بحيرة (نو) شرقاً وحفرة النحاس غرباً.
وظلت الحدود كما هي حتى عامي 1903، 1904م فقد أورد مدير مديرية بحر الغزال تقريره السنوي لعام 1903 ما يلي:”Province Boundaries: No alternation”.
أي لا تعديلات أو لا تغيير في الحدود.
أما مدير مديرية كردفان فقد أشار في تقريره السنوي حول حدوده الجنوبية وحدود مديريته عامة بأنه لا تغيير.The Boundaries of The province have not altered
هذا يطابق تماماً تقرير مدير مديرية بحر الغزال لعام 1904م وبعد توضيحه للحدود بين مديريتي كردفان ودارفور إلى أقصى نقطة جنوبية غربية ذكر بأن حدود مديريته تمر جنوباً غرب دار الحُمْر إلى بحر العرب حيث الحدود الشمالية لمديرية بحر الغزال. والتقرير يعبِّر بدقة متناهية في وصف الحدود ولأهمية نص الوثيقة نورد النص باللغة الإنجليزية
(pi – 1 ,)
Thence it rinse southward west of dar homr to the bahr El arab which is the northern Boundary of the bahr El Ghazal province.
أما البمباسي بيرسيفالElbimbashi Percival:
فقد زار المنطقة وسجل ملاحظاته في الفترة من 24 مارس إلى 26أبريل 1905م أي متزامناً مع قرار السير ونجت باشا حاكم عام السودان بنقل مناطق من بحر الغزال إلى كردفان عام 1905م.
قال البمباشي في ملاحظاته:
a) Sultan Rob appears to exercise amount of authority over along area of country extending from the shilluk boundary in the East to chak chak in the West. With the bahr EL Arab as his arab farther on the north and the lol river both banks and the bahr El Ghazal on the south
هنا حدد البمباشي نفوذ سلطان روب تحديداً قاطعاً إذ يقول فيما يقول ترجمته الآتي:
(يبدو أن سلطان روب يمارس سلطات واسعة على منطقة شاسعة في بلده الممتد من بلاد الشلك في الشرق(أعالي النيل) إلى شاك شاك في الغرب(بحر الغزال) يشكل بحر العرب حدوده الشمالية مع العرب ويشكل نهر اللول بكلتا ضفتيه وبحر الغزال حدوده الجنوبية).
الأسباب والدوافع التي أدت إلى القرار الإداري الذي أصدره السير ويخت باشا حاكم عام السودان بنقل المنطقة إلى كردفان سجلها تقرير استخبارات السودان السري وهي أن الشيخ ريحان قوركوي شيخ منطقة… اشتكى لبمباشي بيلدون في التاسع والعشرين من يناير عام1905م بان جماعة من عرب الحمر تحت قيادة الشيخ علي الجلًة مسلحين بحوالي 15بندقية وحراب كثيرة جاءوا ونهبوا المنطقة وإدعوا بانهم أرسلوا لجمع الأبقار للحكومة.
الشيخ ريحان بعد رحلة استغرقت 23 يوماً جاء إلى كدوك لمقابلة ممثل الحكومة ولكن الحاكم أرسله إلى الخرطوم التي وصل إليها يوم 26 فبراير عام1905م وهناك كرر قصته عن نهب الحمر للمنطقة وأضاف بانهم أسروا حوالي 16 صبياً من دينكا توج عندما كانوا يصطادون السمك.
وأضاف التقرير معلقاً على الواقعة بأن السلطات الآن هي في بحر الغزال وانها سوف تتحرى في الواقعة في طريق عودتهم إلى كردفان. وفي أغلب الظن ان أولئك المسئولين قد أوصوا بضم تلك المنطقة إلى كردفان لسهولة اتصالها بكردفان ولتكون قبائل الشاكي(الشيخ ريحان) والمشكو ضده (الشيخ علي الجلة) شيخ الحُمْر تحت إدارة موحدة لتتمكن من حل المشاكل بصورة نهائية. المصدر: صحيفة أخبار اليوم بتأريخ 11فبراير 2007م صفحة (12).
قال أمير عبدالماجد: وقال الخبراء:
