المنشور رقم (78) رسالة من المسيح إلى سكان الميرم وبابنوسة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: “إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ”. صدق الله العظيم

رسالـة من المسيح المهدي/سليمان أبي القاسم إلى سكان المـيرم وبابــنوسة

(وذلك ردا على بعض الأقاويل حول أرض زراعية أملكها)

بتاريخ 1962م أي قبل 56 عاماً من تحرير هذا الرسالة كنت في مقتبل عمري . أرعى مع أهلي في منطقة فيض العيدان الواقعة غرب الميرم وعرفت قيمتها وقلت عندما أكبر ساقوم بزراعة الماريق فيها، وفي منتصف العام 2015م شرعت في تحقيق هدفي بالرغم من عدم توفر سبل العيش فيها وكان بصحبتي عبد الله إبراهيم وعيسى موسى وعبد اللطيف إبراهيم. وهناك وقع لي كشف رباني بموجبه تقرر لي الذهاب شمالاً مع عبد الله إبراهيم إلى منطقة الدبكر والتي تشمل دحل السعد-الدككوومناطق أخرى وهذه الواقعة هي مسالة خاصة لا ألزم أحد على قبولها. ومن ثم حطيت رحالي بها فوجدتها أرض خلاء فبدأت بعملية إستصلاح الأرض تمهيداً لزراعتها لتكون مصدر يؤمن لي معاشي . فوقع رهان بيني وبين الرعاة  السيارة بإستحالة البقاء فيها للأسباب التالية وذلك بشهادتهم وهي كالآتي:

  • أن هذه الأرض تابعة للرزيقات الذين سوف يجبرونني على زعمهم بتركها والتخلي عنها.

  • إستحالة البقاء فيها نسبة لشح المياه في الصيف وبُعدها عن منابع المياه ومع وجود الحشرات وكثرة البعوض والذباب في فصل الخريف كل هذه العوامل يرونها سبباً لأصرف النظر عنها.

وعليه فلما تجاوزت بعون الله وفضله ومن معي كل هذه التحديات بتعزيز وجودي بحفر بئر جوفية بمواد حديثة فكانت هي النقلة الكبرى في تحديد بقائي . فلما أتى هذا العمل ثمره وحان حصاده تسلل الطمع لقلوب الناس بعدما كان في السابق لا يجرؤ أحد على البقاء في الأرض مخافة من الرزيقات، وأخيراً إرتفعت أصوات منادية لنزع الأرض مني وطرد من معي، مع أن هناك أناس لهم مشاريع إستثمارية قائمة سواء بالميرم أو بابنوسة لم يُعترض عليهم أو يقدم على مقاضاتهم  أن تسول له نفسه أن يسلب منهم شيئا ، فبأي أي حق كان لهم هذا؟

وعليه أعلن بوصفي المسيح عيسى إبن مريم شخصي سليمان أبي القاسم موسى خليفة الله في أرضه ووليه وناصر دينه الآتي:

إن كان لهم ذلك فإنني سوف أسترد الأرض التي سُلبت مني وذلك عندما يؤول أمر البلاد لي، وحينها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والله يقول الحق ويهدي السبيل، فأنا على بصيرة من أمري ولي شاهدا يتلوه كتاب الله وسنة نبيه وتابعيه، فقد ذكرت في كتابي (السود يسودون العالم) في المنشور رقم (68) بالحديث الذي رواه أبو نعيم في الحلية قال صلى الله عليه وسلم : “خير هذه الأمة أولها وآخرها، أولها فيهم رسول الله وآخرها فيهم عيسي ابن مريم وبين ذلك ثبج أعوج ليس منك ولست منهم”.

أقول : فأمة الإسلام لا تسود العالم وتظهر على غيرها من الإمم إلا بقيادة ربانية في آخر الزمان بيد الخليفة الذي يخرج  من  قبائل العرب، فقد أورد الكاتب التونسي محمد بن غلام الدين نقلاً عن مخطوطة للشاعر الأندلسي لصخر بن سنان جاء في أبيات فيها:

” من بني عطية أمير منتحب *** رفعه لرابح ذكري من كتب

أقول : فبنو عطية يراد بهم المسيرية والحوازمة والرزيقات، والأمير المنتحب هو ذاته المهدي الذي يتم تعيينه بالامر المباشر من الله تعالى والإنتحاب أي الإختيار وهو شخصي سليمان لا غير الذي ناصبته العرب العداء فليس مستغرباً عليّ، وذلك جرياً على سنن الله التي لا تبديل فيها ولا تحويل. فالنصوص شاهدة  والمثال المضروب للأمة هو محمد صلى الله عليه وسلم في دعوته ليصبح جلياً تكرار المشاهد عينها في سيرة المهدي به . عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “لتتبعن سننَ من قبلكم شبرًا بشبرٍ ، وذراعًا بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحرَ ضبٍّ لسلكتموه . قلْنا : يا رسولَ اللهِ ، اليهودُ والنصارى ؟ قال : فمن؟”  اخرجه البخاري حديث رقم 3456  وفي مسلم حديث رقم 2669.

أقـول : دأُب الناس على تكذيب وتسفيه كل مرسل من عند الله ان كان نبي أو مهدي ، والأمة الإسلامية سلكت مسلك اليهود والنصارى بمواقفهم  المناؤة للدعاة فكان أشد الناس عداوة لهم هم أهليهم.

تعتبر بداية دعوته صلى الله عليه وسلم وإرهاصات الوحي والخبر الذي روته السيدة عائشة عن السيدة خديجة عندما جلبت النبي صلى الله عليه وسلم إلى إبن عمها الراهب ورقة إبن نوفل لتعرض عليه حال النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان رد ورقة :” هذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى. يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعا. يَا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: “أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟” قَالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِيَ…”.

أقول: فقوله : ” لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِيَ ” فقد جاء بالحق الذي يخالف أهواءهم فكانت بداية الإسلام غريبة على عالمهم شاذة عن فكرهم وفلسفتهم ويلاحظ بالحديث ويفهم كما جاء في الحديث التالي :

“بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدا فطوبى للغرباء” أخرجه مسلم برقم 145.

أقـول : بدأ غريباً لهم عن واقعهم ومفاهيمهم فكانت قريش هم أول من كذبوه وألحقوا الأذى به فكانت الخيرية في الأمة أولها وفي آخرها ، وأولها كبدايته غريباً وآخرها عودته لما بدأ أي عند إرتداد الأمة إلى حيوانية بدائية وجاهلية مفرطة أحط من جاهلية قريش لانها جاهلية مسلحة بكل وسائل العلم المادي المحسوس الذي يفتقر لروح الدين والأخلاق فالنبي صلى الله عليه وسلم تعرض لتضييق والتسفيه والطرد والمقاطعة بل حيكت عليه المؤامرات لقتله إلى أن أذن الله له بالهجرة من مكة فإستعان بالغرباء في عصره أهل المدينة الذين نصروه وآووه. بذات السُنة فإن أهل الغرب (دارفون) هم الذين سينصرونني وسيأوونني ومن معي بعدما هجرني قومي كما فعلت قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم.

فقد أورد أحمد في مسنده عن إبن مسعود بذات اللفظ بحديث الغرباء جاء آخره ” فطوبى للغرباء، قيل يا رسول الله : ومن الغرباء؟ قال : الذين يفرون بدينهم ويجتمعون بعيسى إبن مريم” . وفي حديث لمسلم قيل ما الغرباء : قال صلى الله عليه وسلم : ” قال النزاع من القبائل”.

أقـول: أما الغرباء هم من وقف معي وإلتف حولي في دعوتي إلى الله وكانوا معي في السجن عدة مرات فهم غرباء عن الخلق بإيمانهم في زمن لا إيمان لأحد إلا بإتباعي بوصفهم الفرقة الناجية وصلحاء هذا الزمان ومن سيكملوا ثلة الأولين ” أول الأمة” فهم الفرقة الناجية سُئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجاب : ” مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي”. فشرطها قائم بوجود خلافة ربانية بيد إمام زمانه وهادي ثلة الأولين لتقابلها الخلافة الربانية على منهاج نبوة وعلى قدم نبي في آخر الأمة.

وقد ذكرت في منشورا رقم (54) عن الترابي وهي أحد عمال السكة حديد بنيالا في أوائل تسعينيات القرن الماضي  بأن موشي ديان لما زار إنجلترا أبان حرب أكتوبر عام 1967م قد بثت الإذاعة البريطانية لقاء له وسأله أحد الصحفيين لقوله هل من العرب ما تخشونه ؟ فأجاب موشي ديان: ” لا إلا إذا حارب السودان بإسم الدين”.

أقـول: فالزمن الذي يهيمن فيه الإسلام على الأرض هو زمن حكم المهدي وبشعب السودان، وقد جاء بصحيفة أخبار اليوم بعددها (352) تحت عنوان (قدر أهل السودان) للكاتب محمد طنون، قال : ” وفى الستينات من هذا القرن طاف العالم البريطانى مونتجمرى واط بعدد من الدول الاسلامية وجاء إلى السودان وقالإذا كان للإسلام عودة جديدة كدعوه إيمانية ونظام إجتماع فإن السودان هو المرشح لذلك” . وفي نفس المصدر تذكر الأستاذة نجاة محمود فى (أخبار اليوم) إن عالماً كنديا جاء إلى السودان قبل عشرين عاماً وكتب فى إحدى الصحف الغربية عن إنطباعاته فى السودان وقال:” أن شعبه سيحكم العالم يوماً ما”.

قد وصل إلى آذاننا أن هنالك مؤامرة تحاك بليلٍ وهي خلق نزاع في أرضي بحجة أنها غير مسجلة بصورة رسمية، وأن الهدف سياسي بغرض إبعادي عن المنطقة.

قال تعالى : وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” سورة الآية (30).

وقال تعالى : ” وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ” سورة الرعد الآية(7).

قال تعالى : “يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)” سورة الجمعة الاية (1-3). وهذا يؤكد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” خير أمتي أولها وآخرها فأولها فيهم رسول الله  وآخرها فيهم عيسى إبن مريم وبين ذلك ثبج ليس مني ولست منهم”.

ويقول الحق عز وجل في سورة الإسراء الآية (59) :” وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا”. فهذا يؤكد أن الرسول المرسل غير مطالب بالإتيان بالمعجزة ولا المهديين من بعده  فعليهم فقط أن يخبروا بما بعثوا به من قِبل الحق عزّ وجلّ”.  قال تعالى :”وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ” سورة النور الاية (54).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسيح المهدي الخاتم/

سليمان أبي القاسم موسى

 نوفمبر 2018م – شقـــــادي الدبكر