الغيب عند السَلف هو حاضر الخلَف ومفهوم تجديد الـدين
عن الامام الصادق عليه السلام قال: “إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبله رسول الله(صلى الله عليه وسلم) من جهالة الجاهلية، قلت: وكيف ذاك؟ قال: إن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به” المصدر: السابق ص 243.
والمعنى ان حجة المهدي القائم هوالكتاب كما ان حجة المعاندين هوالفهم الخاطئ لمعاني الكتاب. وإن مهمة المجدد هي أن يبعث الروح في الدين الذي وصل للجيل الحالي والذي أصبح كالترات الموروث، وأن يبعث فيهم الشعور وبأنه وحي من عند الله، ومهمة السلف كانت نقل هذا الوحي من غير تصرف بتعديل أو تحريف أو حذف أو إضافة فيربط بذلك الجيل المتأخر بالرعيل الأول الذي شهد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في رد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الفرقة الناجية من هم؟ قال : (ما أنا عليه اليوم وأصحابي) رواه الحاكم في المستدرك.
كما جاء في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها“. رواه ابو داؤود وأخرجه الطبرى وسنده صحيح وراوته ثقاة وصححه الحاكم واعتمده كل الأئمة. وعبارة (إن الله يبعث) الواردة في حديث المجدد تؤكد من معناها الظاهري أن المجدد يتلقى خبراً إلهياً مباشراً وأمراً خاصاً من الله لتجديد الدين. فهو ليس بمجتهد. وتبليغه تبليغاً من نوع خاص وتكليفاً بأمر خاص ومباشر من الحق عزّ وجلّ، لا يقوم على الاجتهاد واستئناس الكفاءة في النفس ليقوم داعية من عند نفسه، ولا باختيار الناس وإجماعهم لأن الله سبحانه وتعالى يقول: “وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا” الكهف الآية 26. وكما جاء في حديث “لا يؤدي عني إلا رجلٌ من أهل بيتي” البداية والنهاية لابن كثير. هذا الحديث يحمل معنىً واحداً لا غير. وهو أن لا مهدي إلا وهو من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بالنسب الطيني. ولا خلاف بين العلماء وعامة الناس في أن المهدي من بيت النبي صلى الله عليه وسلم بصلة النسب الرحمي. ولكن ما غاب على الناس والعلماء خاصة هي حقيقة أن عيسى ابن مريم هو أحد وأخص المهديين “لا مهدي إلا عيسى” رواه ابن ماجه في سننه (4039) “فمعناه لا مهدي كامل أو معصوم إلا عيسى ابن مريم . ذكره القرطبي وابن القيم وابن كثير”، ولطالما أنه مهدي فإنه (يؤدي – أي يبلغ) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتكليف خاص ولذلك لابد أن يكون عيسى إبن مريم من آل البيت بالنسب الطيني ولا يكون كذلك إلا بالميلاد الثاني في أمه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو يثنينها، ولا ينـزع بشـرع مبتدئاً فينسـخ به شريعتنا، بل ينزل مجدداً لما درس منها متبعها“. رواه مسلم . تفسير القرطبي ج 4 ص 100. فالمسيح يأتي مهدياً ومجدداً للدين الإسلامي .
معرفـة المجـدد من الأدعياء
يعرف المجدد بمنهجه المميز وفق شرعة ومنهاج الدين. ولكن ما هي هذه الشرعة وذلك المنهاج؟. قال تعالى ” يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ” النساء/26. فما هي سنن الذين من قبلنا التي يريد الله أن يبينها لنا لنسير علي خطاها؟ أجاب علي ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وأنه لا نبي بعدي وأنه سيكون خلفاء كثيرون، قالوا فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال:”فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم” متفق عليه . لقد بيّن رسول الله سنن الأنبياء في آية النساء بأن الدين هو السياسة لأنها وظيفة الأنبياء ولا فصل بينهما فالانبياء بُعثوا سياسيين ولا فاصل زمني بين نبي وآخر قال تعالى ”ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى” المؤمنون 44. وتترا تعني التواتر وشرحها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله “كلما هلك نبي خلفه نبي” هذه هي سنن الذين من قبلنا بأن السياسة والسلطة التنفيذية بيد الأنبياء ولا تهتدي الأمة الا اذا كانت سلطتها التنفيذية وسياستها بيد خلفاء الله من هذه الأمة “وأنه لانبي بعدي وسيكون خلفاء كثيرون” فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع هؤلاء الخلفاء الواحد تلو الآخر (فوا ببيعه الأول فالاول) وان هذه البيعة هي حق الخليفة على الامة فريضة من الله تعالى “أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ” النساء 59. وولي الأمر هو الذي تكون جماعته على ما كان عليه الرسول وأصحابه بنص الحديث الذي رواه الترمذي عن ابن عمر رضى الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة. قيل ومن هم؟ قال: الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي”. أي أن هنالك خليفة أو مبعوث من عند الله كـ(الرسول صلى الله عليه وسلم) وحوله جماعته كـ(صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم) فهذه هي مواصفات الفرقة الناجية. فأي فرقة لا تنطبق فيها هذه المواصفات هي ليست الفرقة الناجية. وعدم اتباع هذا الخليفة شقاق لله ولرسوله يخرج المرء من ملة الإسلام قال رسول الله صلى الله وسلم في حكمه: “من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية” أخرج البخاري بمعناه حديث رقم 7054 ومسلم بمعناه 1849. ولايوجد زمن كلالة يخلو من خليفة لله في الأرض بين النبي صلى الله عليه وسلم وعيسي ابن مريم “أمة أنا أولها وعيسي ابن مريم آخرها” رواه الحاكم. فكل أمريء يحاسب نفسه بهذا الميزان هل هو متبع الآن لخليفة الله في الأرض؟ فمن كانت إجابته بلا فهو من الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم “يتسمون به (أي الإسلام) وهم أبعد الناس منه” اخرجه الحاكم.
ومن تذرع بشهادة أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت بحجة أن من فعل ذلك فقد أقام الدين فأعلموا أن الدين نفسه لايقوم بأمر الناس الا بهذا الخليفة فقد روى أبو داؤود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة”.
وفي رواية “لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشرة خليفة قال فكبر الناس وضجوا ثم قال كلمة خفية فقلت لأبي ما قال؟ قال: قال: “كلهم من قريش” “. الفتن لإبن كثير ص36 رواه أبو داؤد وصححه الألباني.
وهذا الخليفة هو عاصم الأمة من الفرقة والشتات وإذا لم تهتد الأمة الى معرفته سيتفرق الناس على أئمة كُثر فتحدث الفرقة فلا ينفع عمل العبادات.
فقد روى أبو داؤود وأحمد وابن ماجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون العمل يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية” مطابقة الاختراعات للغماري صــ 105.وفي القرآن قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ” الأنعام 159 .
وروي الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: “يأتي على الناس زمان يجتمعون في المساجد ليس فيهم مؤمن”.
وروي أ بو شعيب الحراني في فوائده من طريق الفضل ابن عياض عن الأعمش بسنده فقال:”يأتي على الناس زمان يحجون ويصلون ويصومون وما فيهم مؤمن” مطابقة الاختراعات العصرية للغماري ص116.
ومرد خروج الناس عن الإيمان مع مزاولتهم لشعائر العبادة راجع إلى الشرك الظاهر بمخالفة منهج الإسلام في الخلافة واتباع الناس لأهوائهم فألهوها قال تعالى: “أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا” الفرقان43. فلو آمن الناس بنهج الإسلام لما ولوا أمرهم لغير خليفة الله .
قال الدكتور زكي نجيب محمود في هذا المعني: “ومن أهم تلك المبادئ أن الحكم يكون لصاحب القدرة عليه لا للوارثين ولا للأقوياء أو الأغنياء لأنه لا يجوز أن يكون بين العقيدة والعمل بها فجوة تفصلهما، فإذا آمن الإنسان بفكرة على أنها الأصلح وجب أن يفنى في سبيل تحقيقها” د. زكي – المعقول واللامعقول ص 47-48
أقـول:إن الدين وحي رباني تنزل إلي مرتبة إدراك العقل فيؤمن به الناس نتيجة قناعة العقل بعد تفكر وتدبر في التنزيل فمن آمن وأسلم من منطلق فكري فعليه أن يبحث عن القيادة في منهج الدين وللعقل المقدرة في التفكر في الأمور وتمييزها فمهمة الأنبياء تبليغ المنهج الرباني للناس وعلى الأمة الإتباع وفق المنهج المرسوم بمعالمه الواضحة “وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ” الرعد 7 “يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ” الإسراء 71 ولا يخلو منه زمان (كلما مات رجل أبدل الله مكانه آخر) أخرجه أبو نعيم عن ابن عمر. وهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته وهذا ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وتعارف عليه السلف .قال بسطامي محمد سعيد :”أشار السلف إلى مجال آخر من مجالات تجديد الدين هو وضع الحلول الاسلامية للمشاكل التي تطرأ في حياة البشر ذلك أن الحياة مليئة بالمتغيرات… لأنه سبحانه لما جعل المصطفى خاتماً للأنبياء والرسل وكانت حوادث الأيام خارجة عن التعداد ومعرفة أحكام الدين لازمة إلى يوم التناد ولم يفِ ظاهر النصوص ببيانها بل لابد من طريق وافٍ بشأنها اقتضت حكمة الملك العلام ظهور قوم من الأعلام في غرة كل قرن ليقوموا بأعباء الحوادث إجراء لهذه الأمة مع علمائهم مجرى بني إسرائيل مع أنبيائهم” المصدر:مفهوم تجديد الدين لبسطامي ص26 – 27.
أقـول: قول السلف هذا تأصيل مرجعيتة قوله تعالى: “وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا” النساء 83 . وقوله (يَسْتَنْبِطُونَهُ) أي معرفة حكم الدين في مستجدات الأحداث التي لم يرد فيها نص ظاهر من الكتاب أو السنة وتكون مرجعية التشريع فيه لولي الأمر ومجدد القرن إذ هو – أي المجدد – مرجع من مراجع التشريع كالرسول صلى الله عليه وسلم بصريح هذه الآية لأن المجدد ركن من أركان الإسلام (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ) والمطلوب هو معرفة هذا المجدد من بين أدعياء التجديد .
ولما كانت سنة الله في الذين خلوا من قبل أن يبعث كل نبي ليتعامل مع ظرفه ويؤتيه الله من المعجزات بما يواكب مستجدات الأحداث في عصره (عصرنة المعجزات) لذلك نجد المعجزات تختلف من نبي لآخر لتناسب الظرف والعصر الذي بعث فيه كل نبي ورسول وعلى هذا المنوال فإن كل قرن يفرز مجدده وذلك لأن سمات القرن تحمل صفات المجدد التي تميزه عن أدعياء التجديد فلا يخفى على الناس ولا يلتبس أمره عليهم.
جاء في كتاب التصريح ص 359: “كان اذا ذكر شيئاً من ذلك (مواعيد الأحداث المتأخرة) لم يدل عليه الا بأشراطه دون تحديد وقته”.
أقـول: وفي رواية متفق على صحتها، واللفظ هنا للبخاري عن حذيفة بن اليمان قال: “لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئاً الى قيام الساعة الا ذكره، علمه من علمه وجهله من جهله إن كنت لارى الشيء قد نسيت فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل اذا غاب عنه فرآه فعرفه”. سنن أبي داؤود 4/ . وإن القرآن أيضاً غطى الأحداث الى يوم القيامة بقوله تعالى: “تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ” يوسف 111.وقوله تعالى: “وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا” الإسراء 12
وقد روي نعيم بن حماد في الفتن عن ابن مسعود في قوله عز وجل “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ” المائدة 105. قال: لم يجيء تأويل هذه بعد. ثم قال: عبد الله: إن الله انزل القرآن حيث أنزله فمنه آي قد مضى تأويلهنَّ قبل أن ينزل ومنه آي وقع تأويلهنَّ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومنه آي وقع تأويلهنَّ بعد النبي صلى الله عليه وسلم بقليل ومنه آي يقع تأويلهن بعد اليوم ومنه آي يقع تأويلهن يوم الحساب وذلك مما ذكر من الحساب والجنة والنار”الفتن لنعيم حديث رقم 37.
ضعف العلماء سند هذا الاثر ولكن معناه صحيح ومعانيه الصريحة مستمدة من صريح القران مثل قوله عز وجل “هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ” الأعراف 53. أي أن هناك آيات من القرآن ينتظر الناس تأويلهنَّ كما في قوله تعالى “وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ” يونس 39 .
هذا اعظم الآثار العلمية أنه فصّل القول في مسألتين كانتا مثار جدل وخلاف في هذه الأمة.
الأول: يعتقد بعض العلماء ان السلف الصالح استنطق كل ألفاظ القرآن وشرح معانيه وفهم مقاصده وكل فهم جديد للقرآن لم يقل به السلف فهو بدعة في الديـن و ضلالة تـؤدي الي النار فإبن مسعود صحابي مقرب من النبي صلى الله عليه وسلم ومن قراء القرآن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فهو أول من دحض حجة السلفيين. فإن الآيات التي لم يأت تأويلهن على عهد السلف تدخل في دائرة الغيب “إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ” يونس20 وتأويل القران علم خاص بالله “وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ” آل عمران 7. وذلك قبل ان يقع تأويله، وتأويل القرآن مآل مقاصده وهو تجلي معانيه في حوادث الأشياء والأفعال الصادرة منها في واقع حياة أهل ذلك الزمان فيدركونها بحواسهم الخمس وتفهمها عقولهم بعد أن كانت على عهد من سلفهم معانٍ مجردة فتخرج من دائرة الغيب الذي لايعلمه الا الله الى ظواهر كونية مشاهدة ومحسوسة ليتفكر فيها الناس أو كانت موجودة من عهد السلف ولكن لم تتسع دائرة علمهم الى معرفة اسرارها التي أودعها الله فيها ومبلغ علمهم منها “ربنا ماخلقت هذا باطلاً” آل عمران191. فهم يعلمون ان الله خلق الكائنات لحكمة يعلمها (ألا يعلم من خلق).الملك14
ثم تتعاقب الأجيال وبالمشاهدة والممارسة والتجربة تتسع معارف الناس ويكتشفون من اسرار هذا الكون ماجهله سلفهم وهو معني قوله تعالى ” سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ” فصلت 53. هذه الآيات التي يراها الناس في المستقبل دلت عليها صيغة (سنريهم) ليس قرآناً موحي ينزل لأول مرة وأنما هو تأويل الآيات التي أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ولم تظهر دلائلها الا في زمن متأخر فتتجلى معانيها لأول مرة متجسدة في ظواهر الكون مثل اخبار القرآن عن عودة بني اسرائيل الي الارض المقدسة وفسادهم للمرة الثانية فنوع الفساد الذي يحدثونه مجهول للسلف وكذلك تاريخ العودة والزمن الذي يحدث فيه الفساد.
وعندما تجلت معاني تلك الآيات في عودة اليهود بعد وعد بلفور 1917 وإقامة دولتهم والحروبات التي خاضوها في 1948، 1967م و1973م، ومانشاهده اليوم من قتل وتشريد وتهديم للمنازل يعلم أهل هذا الزمان نوعية الفساد المذكور في الآيات وتاريخ حدوثه، وحظ السلف منه التخمين والظن رجماً بالغيب “وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ” سبأ 53. ولنا أسوة حسنة في الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن هذه الآية الكريمة : “هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أما إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد” رواه احمد في مسنده عن حديث سعد بن أبي وقاص بسند حسن”. الاختراعات العصرية صفحة 16 للغماري.
والثاني : يعتقد العلمانيون أن الدين صلح لاناس بدائيين ومتخلفين ولايصلح لمواكبة الحياة العصرية المتطورة والقول الصحيح على العكس من ذلك تماماً فعلى العلماء أن يطوروا علومهم ليرقوا بمداركهم الى المستوى الذي يفهمون به القرآن فإن الكون الممتد الى ما لا نهاية أنما هو تأويل هذا المصحف المرتل الذي بدأ بفاتحة الكتاب وختم بسورة الناس وقد اعترف العلماء بجهلهم عن معرفة كثير من اسرار هذا الكون وما الكون الا تأويل القرآن وتجسد معانيه وتخلقها وبروزها للعيان في هذا الكون اللامتناهي وهو معنى قوله تعالى “قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي” الكهف 109.
فمهمة المجدد هي نفي الجفوة المفتعلة بين العلم والدين وإظهار الصلة الرابطة بينهما. وما يقال في تاويل القرآن يقال في السنة وخاصة في الدجال وخوارقه ودابة الأرض ويأجوج مأجوج وطلوع الشمس من مغربها وبشرية عيسى إبن مريم التي في السماء ونزوله منها بكامل بشرية ولسانه ودينه وغيرها من الآيات التي تحتاج إلى وقفة تدبر وتفكر وتجرد وذلك للوصول لعقيدة يطمئن لها القلب.
فقد بين القرآن المادة وخصائصها الكيميائية والفيزيائية قال تعالى : “رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى” طه /50 . خلقه الطبيعي “ثُمَّ هَدَى” طه 50، هدى عقل الإنسان لإكتشاف علوم الله التي أودعها في هذا الكون والتي اعترف العلماء بأنهم ما زالوا يجهلون منها الكثير، فعلماء الطبيعة من أعلم الناس بعظمة الله “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” فاطر28.
والذي يهمنا في هذا الفصل هو معرفة المجدد فـأشراط هذا الزمان تحمل صفات عيسى ابن مريم كمجدد لهذا الزمان تحديداً لانه يبعث في زمن الطغيان والجبروت والعلو والفساد الثاني لبني اسرائيل في الأرض فسيماء هذا الزمان تخصص عيسي ابن مريم للتجديد دون غيـره “تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ” البقرة 273.
عن ابي هريرة :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفجّ الروحاء حاجاً أو معتمراً أو يثنيهما ولا ينزع بشرع مبتدئاً فينسخ به شريعتنا بل ينزل مجدداً لما درس منها متبعها”.رواه مسلم. تفسير القرطبي ج4 ص100. فتأملوا معي هذه الكلمات “بل ينزل مجدداً لما درس منها متبعها” فالمسيح في عودته الثانية يولد ولادة طبيعية من إمرأة من آل البيت فيتدرج في المراحل العمرية والمراحل التعليمية فهو الإنسان بن الإنسان يدرس الشريعة ومجددا للدين الإسلامي. فعقيدة النزول من السماء باطلة ومبنية على الظن فإن الظن لا يغني عن الحق شيئا، وقد أفردت مساحات لدحض النزول من السماء في منشورات سابقة.
كيفية نزول عيسى إبن مريم
إعتقد كثير من الناس أن عيسى ابن مريم ينزل بشراً سوياً من السماء، يراه الناس وهو هابط علي جناحي ملكين. فقلت لهم: هل هناك نص صريح من الكتاب أو السنة بذلك؟.فقالوا: لا. فقلت:إذن يكون هذا الاعتقاد اجتهاداً؟ فقالوا: نعم.قلت: كل اجتهاد يخالف ظاهر الكتاب والسنة فهو باطل. ولا خلاف في ذلك يقول تعالى: “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ” التوبة الآية115. فالحق في ميزان القرآن محجة بيضاء ليلها كنهارها لا تلتبس بالباطل أو الشك والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “القرآن حجة لك أو عليك” ويقول تعالى:”وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ” الشورى الآية10. فكل شيئ أشكل على الناس ورجعوا به إلى كتاب الله وجدوا له حلاً شافياً. يقول تعالى: “وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ” يس الآية12. ويقول تعالى:”(وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ” النحل الآية64. ويقول تعالى:”(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ”النحل89.
إذن القرآن هو المرجع الأول والأخير للتمييز بين الحق والباطل. لا المعجزات الظاهرية. فالقرآن هو أكبر معجزة أنزلها الله للناس وأن المعجزات لا تكون سبباً للهداية – بل العكس- سبباً لهلاك أهل الكفر والعصيان. يقول تعالى: “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ(1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْـرٌ مُسْتَمِـرٌّ” القمر الآية1-2. ويقول تعالى: “وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ” الإسراء الآية59.
فالمرجع الأول والأخير هو القرآن لأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يقول صلى الله عليه وسلم: “ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله” رواه احمد. فكل ما وافق القرآن حق يجب أن يتبع وعليه فلننظر بمنظار القرآن والسنة لمعرفة كيف ينزل عيسى ابن مريم؟.
فالمهدي يتلقى الأمر المباشر من الله للقيام بتجديد الدين الإسلامي خلفاً للرسول صلى الله عليه وسلم. وعبارة ( إن الله يبعث ) في الحديث الواردة في حديث المجدد :” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها“. رواه ابو داؤود. ومن المعلوم أن هناك أكثر من مهدي وكلهم من آل البيت. وقد أفاضت السنة بذكرهم. ولكن ما يجب ملاحظته هو أن أحاديث المهدي أحياناً تكون مفصلة، بأن يخص كل واحد منها مهدي دون الآخر، وأحياناً تكون مجملة، يشمل الحديث الواحد صفات وأحوال أكثر من مهدي. وهذا أدى إلى اضطراب في فهم العلماء. ورأوا أن في أحاديث المهدي تناقضاً صريحاً فالأحاديث مجملة ولا تناقض فيها ولكن أشكل على العلماء التشابه. وعيسى ابن مريم هو أحد المهديين الوارد ذكرهم في أحاديث المهدي إجمالاً أو تفصيلاً. ويفهم ذلك من ظاهر حديث: “لا يؤدي عني إلا رجلٌ من أهل بيتي” البداية والنهاية لابن كثير. فهذا الحديث مثبت بنفي النفي – أي أن لا مهدي إلا وهو من آل بيت النبي بلا استثناء لأحد من المهديين، وعيسى هو أحد المهديين لأنه لا نبي ولا رسول بعد النبي صلى الله عليه وسلم. يقول تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) الأحزاب الآية40. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (وأنه لا نبي بعدى) متفق عليه. والمهدي هو الذي يحكم بكتاب الله إحياءً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاً له، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (ألا إن عيسى ابن مريم ليس بيني وبينه نبي ولا رسول إلا أنه خليفتي في أمتي من بعدي) أخرجه الطبراني.
ويحكم بالقرآن والسنة. فهو الدين الذي يدين به المسيح عند عودته بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (مصدقاً بمحمد وعلى ملته) رواه احمد. أي دين الإسلام. وعيسى ابن مريم لا يكون من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ما لم تلده إمرأة من آل البيت. ولا يكون ذلك ما لم يكن غير خالد بشراً سوياً في السماء. أي لم تكن بشريته خالدة. وهذا ما أكده القرآن يقول تعالى: ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ) الأنبياء الآية34. وعيسى بشرٌ وليس إلهاً ولا ملك، وكان قبل الرسول صلى الله عليه وسلم. إذن فإن بشريته لم تكن خالدة ولا باقية بدليل القرآن، والبقاء لروحه التي أفنى الله فيها جسده كلية. وهذا المعنى وحده الذي تتفق فيه كل نصوص القرآن والسنة وأقوال العلماء، قال العلماء أن دليل القرآن على نزول عيسى آخر الزمان، قوله تعالى: ( وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا) آل عمران الآية 46.
جاء في التصريح الأثر (21/96): ( (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ) قال: (قد كلمهم عيسى عليه السلام في المهد وسيكلمهم إذا قتل الدجال وهو يومئذ كهل). أخرجه ابن جرير بقوله: (إذا قابل الدجال) في تفسيره. والكهولة هي العمر ما بين الأربعين إلى الخمسين عاماً. وعيسى رفع وعمره ثلاث وثلاثون عاماً، يقول صلى الله عليه وسلم: (يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستون ذراعاً بذراع الملك، وعلى حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثون، وعلى لسان محمد) أخرجه ابوبكر بن أبي الدنيا عن أنس. وبكل تأكيد لو كان عيسى باقياً روحاً وجسداً فإن عمره الآن قد تجاوز الفان وعشرون عاماً.أي تخطى مرحلة الكهولة وصار شيخاً هرماً. وقـد قال رسـول الله صلى الله عليـه وسلم: (المهدي من ولدي ابن أربعين سنة كأنه من رجال بنى إسرائيل يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك) أخرجه الهيتمي في القول المختصر. لاحظ هذا التطابق التام بين هذا الحديث والآية السابقة!!.فالمهدي ابن أربعين ليوافق سن الكهولة. و(كأنه رجل من بنى إسرائيل) أي ستكون له ولادة في آل بيت النبي من العرب. وهذا ما أكده حديث النبي إذ يقول عن المهدي: (لونه لون عربي، وجسمه جسم إسرائيلي) والمهدي بهذا الوصف بتأكيد قاطع هو عيسى المسيح وهو الذي يجمع بين العرب وإسرائيل. ولا يكون ذلك إلا أن تكون له ولادة في العرب. ولابد أن يكون ذلك لأنها سنة الله التي لا تبديل فيها. فقد نزل من الله روحاً في رحم امرأة من بني إسرائيل هي مريم. ولأن العهد الذي قطعه الله على نفسه ألا يرسل إلى قوم مبعوث إلا من أنفسهم. لقوله تعـالى: ( إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) الأعراف الآية35. ولا بد أن يكون بلسان القوم الذين أرسل إليهم ليبين لهم، وبلغة الكتاب الذي يحكم به. فعيسى مبعوث إلى أمته صلى الله عليه وسلم. وبشرط القرآن لا بد أن يكون من العرب. ولو نزل من السماء بشراً سوياً يكون مخالفاً لسنة الله. ويكون أعجمي لا يعرف لغته أحد. فإن اللغة التي يتكلمها اندثرت تماماً. فكيف يبين للناس؟!. وكيف ويحكم بالقرآن العربي وهو أعجمي؟!..وهذا يخالف القرآن يقول تعالى: “وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ” فصلت الآية44. إذن نزول عيسى من السماء بشراً سوياً يناقض القرآن جملة وتفصيلاً، وكذلك السُّنة. بل السُّنة أن ينزل من السماء روحاً في الأرحام وتلده أمرآة من جنس القوم المبعوث إليهم. والى هذا المعنى تشير الآية: (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) ق الآية15. والقول الفصل في هذا أن ينزل عيسى ابن مريم من الله كما رفعه إليه روحاً في الأرحام لتلده امرأة من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، من القبائل العربية. وأي فهم غير هذا سيناقض القرآن بعضه بعضاً، والسنة كذلك سوف تناقض بعضها وتناقض القرآن، وهذا مستحيل فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضاً). ويقول الله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) النساء الآية82. وقد فهم العلماء ذلك: يقول عبد الرازق القاساني في كتاب (فصوص الحكم) لإبن عربي عن عيسى ابن مريم: “وصيّره مثلاً له بتكوين الطير من الطين، وتكوين الأعراض من الحياة والصحة في الموتى والمرضى في نشأته الأولى، ويكون- يعنى عيسى- خليفة الله وخاتم الولاية في نشأته الثانية“.
فأقول: لا يمكن أن يكون عيسى كهلاً يكلم الناس بعد بعثته صلى الله عليه وسلم وخليفة له، بدون هذه النشأة الثانية، فالقرآن نزل في بداية القرن السابع الميلادي بعد تخطى عيسى لسن الكهولة لو كان محفوظاً بشراً. إذن لا بد أن يولد مرة ثانية وينشأ حتى سن الكهولة ليكون من هذه الأمة وليس من الأمم التي يقول تعالى عنها: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ) البقرة الآية141.
بطلان عقيدة نزول عيسى إبن مريم من السماء بكامل بشريته:
تأملوا هذه الأحاديث التي تبين بطلان عقيدة النزول من السماء: روى الإمام أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنـه قـال : (وينحاز المسلمون إلي عقبة أفيق… وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر فيقول له أميرهم: يا روح الله تقدم صلّ فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم علـى بعض فيتقـدم أميرهم فيصلى، فإذا قضي صلاته أخذ حربته فيذهب نحو الدجال. فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص فيضع حربته بين ثندوتيه فيقتله وينهزم أصحابه) التصريح حديث رقم 16.عقبة أفيق على الضفة الشرقية لنهر الأردن.
عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فقال:
“…. فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين…” رواه مسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”العرب يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قدتقدم يصلى بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشى القهقرى”.أخرجه بن ماجة.
أقول: بالجمع بين الأحاديث الثلاثة نجد ان النزول تكرر في ثلاثة مواقع مختلفة ( القدس – عقبة افيق بالاردن – المنارة البيضاء شرقي دمشق) كما أن الوقت الذي ينزل فيه هو وقت صلاة الصبح ، وهذا فيه إستحاله فكيف ينزل في ثلاث مناطق مختلفة في وقت واحد؟. كما يرجي الإنتباه إلى أن الأحاديث الثلاثة تتحدث عن النزول وليس فيها عبارة (من السماء).
إن اكبر خطأ أرتكبه العلماء في حق هذه الأمة هو فهمهم الخاطئ لهذه الأحديث، إذ استوحوا من (نزول عيسى ابن مريم) وخاصة حديث المنارة البيضاء (على جناحي ملكين) أن الملكين أنزلاه من مكان رفعه عن بني إسرائيل أو ظناً منهم أن الملائكة لا تتنقل في الأرض من مكان إلى آخر. ونسوا الآية :” وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (248) البقرة. فالتابوت على حسب الروايات أنه سُلب من بني إسرائيل وأنه كان في أحدى القرى مع أختلاف المسميات أي انه كان في الأرض وليس في السماء فحملته الملائكة وردته إلى بني إسرائيل وكان بركة وآية مُلك طالوت، مفاد هذه القصة هو أن الملائكة تتنقل من مكان إلى آخر في الأرض وليس بالضرورة من السماء. ونزول عيسى إبن مريم على أجنحة ملكين ليس بالضرورة أن يكون من السماء فافهموا يرحكمكم الله. فعيسى إبن مريم هنا هو مثله مثل (تابوت السكينة) الذي يمشي على رجلين ويرافقه جبريل عليه السلام في حله وترحاله بين معسكرات المسلمين. وجامع مما ترك آل موسى وهرون (عصا موسى) و(ورضاض الألواح). في الحديث عن مما ترك آل موسى وهارون فقد إستوقفني الحديث:عن تميم الداري قال: قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رايت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها إنطاكية. ما رايت أكثر منها مطراً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم وذلك ان فيها التوراة وعصى موسى ورضاض الالواح ومائدة سليمان في غار… الى ان قال: لا تذهب الايام ولا الليالي حتى يسكنها رجل من عترتي اسمه اسمي واسم ابيه اسم ابي يشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي ، يملآ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً “
المصدر: كتاب من هو المهدي ؟ للشيخ أبي طالب التبريزي – ص 95
معلوم ان التوراة وعصا موسى ورضاض الالواح متعلقات ورد ذكرها في القرآن إختص بها نبي الله موسى بن عمران عليه السلام، أما المائدة فهي لنبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام وبنسبة المائدة الى سليمان فهو دليل على أنه هو المسيح قائم أهل البيت الذي يستخرج تللك الأشياء من غار بانطاكية. فالمائدة واحدة فهي لعيسى المسيح واصحابه في بني اسرائيل نبياً وهي للمسيح المهدي سليمان وأصحابه في الأمة المحمدية والى المعنى أشار القرآن بدقة بقوله تعالى: “ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَايَةً مِّنكَ ۖ وَٱرْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ “ المائدة الاية 114.
فأولنا هم حواري المسيح في بني إسرائيل وآخرنا هم أصحاب المسيح الأواخر في بعثته مهدياً في الامة المحمدية، فقائم أهل البيت صاحب مائدة سليمان هو شخصي سليمان ابي القاسم موسى ولله الحمد. عن الإمام الباقر عليه السلام انه قال: “ان قائمنا اذا قام دعا الناس الى أمر جديد كما دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن الاسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدا فطوبي للغرباء “ المصدر : ذلك يوم الخروج – ص 152.
واعتقدوا تبعاً لذلك الظن أنه باقٍ ببشريته ولو تدبر العلماء القرآن لأدركوا هذا الخطأ الفاضح لأن نزول عيسى ابن مريم في المنارة البيضاء أو الشام عامة لا يمهل فيه اليهود، ولا يتوقف للتبليغ والإنذار بل يدخل في الحرب، ويقتل اليهود بعد أداء ركعتي الصبح وهذا يتناقض مع منهج الدين ومخالف لتشريع الله الذي حدد لذلك مراحل هي: قال تعالى: “وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا” الاسراء الآية 15. وهذا الرسول سواء كان نبياً أو مهدياً لابد أن يبشر من يؤمن به وينذر من خالفه يقول تعالى: “وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكـْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ” الشعراء الآية 208 – 209 . وإذا أخذنا في الاعتبار أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطر اليهود بعودة المسيح في الحديث (إن عيسي لم يمت وانه راجع إليكم قبل يوم القيامة) ذكره ابن كثير في تفسيره لسورتي آل عمران والنساء .
فلابد للمسيح أن يعلمهم بعودته، وذلك لا يتم في نزول الشام لانه ينزل ليلا وبعد الصلاة يبدأ في قتل اليهود، ولو تم هذا لاحتج اليهود على المسيح بقوله تعالى: “وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِـهِ“– أي قبل الأنذار – “لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَـا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى “ طه الآية 134. ولكن المسيح المهدي لن يقع في هذا الخطأ الشنيع بل يتبع تشريع الله في قوله تعالى: “وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا “ بتكذيبهم لعيسى عندما يأتي بالإسلام لاعتقادهم أنه يأتيهم بالتوراة “فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا” الإسراء الآية 16.
فشل الحركات الإسلامية بعدم إتباعهم للمنهج الصحيح
لا شك أن سبب فشل الحركة الاسلامية في السودان على الرغم من أنها اتيحت لها فرصة لم تتح لغيرها من الحركات الاسلامية الاخرى في العالم الاسلامي لانها انفردت بحكم السودان لعدد من السنين، فشلت في كل شيئ حتى في تحقيق المشروع الاسلامي الذي نادت به – وفشلت حتى في الحفاظ على سيادة الدولة وحدودها السياسية فضلاً عن حدود الاسلام التي كانت قائمة قبل الانقاذ ويرجع سبب الإنتكاسة الى ان الحركة الاسلامية لم تعرف المنقذ الحقيقي لقيادة وانقاذ الأمة من الفتن المحيطة بها فاضطرت الحركة الاسلامية للتراجع والتقهقر ثم النكوص والانهزام أمام جحافل الأمريكان والنصاري التي يحركها اليهود.
لقد جهلت الحركة الاسلامية قدرها واستفزت الأمريكان بشعارات مثل (الأمريكان لكم تدربنا) ومثل ( لن نذل ولن نهان ولن نطيع الأمريكان) فكانت هذه الشعارات وبالاً على الانقاذ فسقطت راية الاسلام من قعقعة السلاح الأمريكي ورفرف علم الأمم المتحدة (التدويل) في ربوع السودان و اختفى من وسائل الإعلام شعار الانقاذ المفضل (تكبير- تهليل) وللاسلام رب يحميه وخبأ له طائفة ما هم منكم (لا من الانقاذ) ولامنهم (ولامن أعداء الانقاذ) إنما (أخيراء من على الارض وصلحاء من مضى) هم أصحاب المسيح المهدي سليمان ابي القاسم الذين يعز الله بهم المسلمين ويظهر دينه.
إن دعاة الحركات الاسلامية في العالم الاسلامي العريض قد الهبوا حماس المسلمين بالخطب الرنانة ورفع الشعارات الاسلامية ( يحسنون القيل) فـ(تعرف منهم) ولكنهم (يسيئون العمل)، (وتنكر) فإن لم يصححوا خط سيرهم ويتبعوني ستكون خاتمة أعمالهم (محض كلمات طنانة).
أنصار المهدي من الأعاجم لا من العرب.
عن عباد بن عبد الله الأسدي قال: كنت جالسا يوم الجمعة وعلي عليه السلام – يخطب على منبر من آجر وابن صوحان جالس فجاء الأشعث فجعل يتخطى الناس فقال: يا أمير المؤمنين غلبتنا هذه الحمراء على وجهك فغضب. فقال ابن صوحان: ليبين اليوم من أمر العرب ما كان يخفى، فقال علي عليه السلام من يعذرني من هؤلاء الضياطرة يقيل أحدهم يتقلب على حشاياه ، ويهجر قوم لذكر الله؟! فيأمرني أن أطردهم فأكون من الظالمين؟ والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت محمدا صلى الله عليه وآله يقول: ليضربنكم والله على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدءا. “ الغارات – إبراهيم بن محمد الثقفي – ج ٢ – الصفحة ٥٠٠”
في الكافي : ٨/١٦٧ ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كأني بالقائم عليه السلام على منبر الكوفة عليه قباء، فيخرج من وريان قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب، فيفكه فيقرؤه على الناس فيجفلون عنه إجفال الغنم فلا يبقى إلا النقباء، فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتى يرجعوا إليه، وإني لأعرف الكلام الذي يتكلم به!
وذكر بعض علماء السنة أن جميع أصحاب الإمام المهدي عليه السلام من الموالي وليس فيهم عربي ! قال ابن عربي في فتوحاته المكية : ٣/٣٢٨: “وهم على أقدام رجال من الصحابة، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وهم من الأعاجم ما فيهم عربي لكن لا يتكلمون إلا بالعربية، لهم حافظ ليس من جنسهم ما عصى الله قط ، هو أخص الوزراء وأفضل الأمناء، فأعطاهم الله في هذه الآية التي اتخذوها هجيراً وفي ليلهم سميراً، أفضل علم الصدق حالاً وذوقاً فعلموا إن الصدق سيف الله في الأرض، ما قام بأحد ولا اتصف به إلا نصره الله لأن الصدق نعته والصادق اسمه، فنظروا بأعين سليمة من الرمد وسلكوا بأقدام ثابتة في سبيل الرشد، فلم يروا الحق قيد مؤمناً من مؤمن، بل أوجب على نفسه نصر المؤمنين “ .انتهى.
عن نافع بن عتبة -رضي الله عنه-، قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة، قال: فأَتَى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قومٌ من قِبَل المغرب، عليهم ثياب الصوف، فوافقوه عند أَكَمة، فإنهم لَقيامٌ ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعد، قال: فقالت لي نفسي: ائتِهم فقُم بينهم وبينه لا يَغتالونه، قال: ثم قلتُ: لعله نَجِيّ معهم، فأَتَيتُهم فقمتُ بينهم وبينه، قال: فحفِظتُ منه أربع كلمات أَعُدُّهن في يدي، قال: «تَغزون جزيرة العرب فيَفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدَّجَّال فيفتحه الله» قال: فقال نافع: يا جابر، لا نرى الدجال يخرج، حتى تُفتح الروم” صحيح – رواه مسلم. فطائفة أهل المغرب هي التي تغزو الجزيرة العربية والروم وفارس والدجال وتقضي عليه. وهي المعنية في الحديث الآتي: عن سعد بن أبى وقاص قال: قال رسـول الله صلي الله عليه وسلم :”لا يزال أهل الغرب ظاهريـن على الحق حتى تقـوم الساعة” رواه مسلم. وبالنظر لحديث ابن حبان الذي سبق تخريجه بنص الحديث الآتي: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:”لم يسلط على قتل الدجال إلا عيسي ابن مريم“التصريح حديث رقم 28. وبذا تكون نجدة الأمة في طائفة أهل المغرب. وتحديداً في قائد هذه الطائفة سر النصر على أعداء الأمة، لذلك أوجب الرسول صلى الله علي وسلم على كل مؤمن نصرته أو إعانته. وهذه الطائفة هي جنود القرشي الذي أخواله كلب، فيفتح بهم الجزيرة العربية ويخلصها من الأعداء والدجال.
عن عمار بن ياسر قال:)إن لأهل البيت بينكم أمارات فألزموا الأرض حتى ينساب الترك في خلافة رجل ضعيف فيخلع بعد سنتين من بيعته، ويخالف الترك بالروم، ويخسف بغربي مسجد دمشق ويخرج ثلاث نفر من الشام، ويأتي هلاك ملكهم من حيث بدأ. ويكون بدء الترك والروم بالجزيرة والروم وقسطنطين، فيتبع عبد الله عبد الله، فيلتقي جنودهما بقرقيساء على النهر، فيكون قتال عظيم ويسير صاحب المغرب فيقتل الدجال( كنز العمال ج11 حديث رقم 131497. فمن هو صاحب المغرب الذي يقتل الدجال غير عيسى إبن مريم؟ فلم يسلط على قتل الدجال إلا عيسى إبن مريم لعلكم تعقلون.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): “سيأتي الله بقوم يحبهم الله ويحبونه، ويملك من هو بينهم غريب، فهو المهدي، أحمر الوجه، بشعره صهبة، يملأ الأرض عدلاً بلا صعوبة يعتزل في صغره عن أمه وأبيه، ويكون عزيزاً في مرباه، فيملك بلاد المسلمين بأمان، ويصفو له الزمان، ويسمع كلامه ويطيعه الشيوخ والفتيان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً “(ينابيع المودة للقندوذي: صفحة 467).
أقـول: فأنا عيسى بن مريم المهدي سليمان الغريب الذي جاء من بعيد فيناصرني السودان رعاة الإبل ( ثوار دارفور) بعد أن كفر بدعوتي غيرهم. أما المسيرية أهلي الذين نشات وسطهم ليعلموا أن الفضل بيد الله يهبه لمن يشاء من عباده.
بقية أهل الإسلام هم ثوار دارفور أنصار شخصي المسيح المهدي المحمدي سليمان أبي القاسم موسى ـ وهم السودان رعاة الإبل صفوة ثلة الآخرين يقول تعالى في محكم التنزيل: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ” سورة الجمعة الآيات (2- 4) . الآخرون الذي لم يعاصروا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي، هم أنصاري لله عز وجل، السودان رعاة الإبل ـ ثوار دارفور وشخصي سليمان المسيح المهدي هو هادي ثلة الآخرين كما كان النبي الأمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم هو هادي ثلة الأولين .
حديث رقم(9) عن جابر الجعفي قال: قال لي محمد بن علي الباقر( عليه السلام): “يا جابر ان لبني العباس راية ولغيرهم رايات فإياك ثم إياك ثلاثاً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (عليه السلام) يبايع له بين الركن والمقام معه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ومغفر رسول الله صلى الله عليه وآله ودرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسيف رسول الله صلى الله عليه وآله”. ( معجم أحاديث الامام المهدي – ج -3- حديث رقم 772).
أقول: إن الرايات التي تتصارع بالكوفة دار المسيرية اليوم هي رايات بني العباس الثلاثة ثم تعقبها راية السفياني الدجال الأمريكي، ثم تجيئ راية شخصي المهدي سليمان. وهي الراية السوداء القادمة من خراسان الغرب وبرفقتي السود الجعد ثوار دارفور وهذه هي راية الرجل من ولد الحسين(عليه السلام) شخصي الذي يبايع بين الركن والمقام (دارفور مكة القائم) بعد أن يكتمل الصف ببيعة الثوار لشخصي المسيح المهدي سليمان ولله الحمد. وإكتمال الصف الإيماني هو المعبر عنه بالأثر المروي. عن الأمام الباقر(عليه السلام) بقوله: “لا يخرج المهدي حتى يكتمل بيته” (بشارة الأسلام).
البيت هنا هو طائفة أهل الإيمان السودان رعاة الإبل. ويشير إلى معنى البيت كصف إيماني قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) الصف الآية (4). وأذكر أثناء وجودي بقرية الحريكة مابين عامي (1997م – 1998م) خاطبني الحق عزوجل بقوله: “سأمسك بالعدو لحين إكتمال الصف ثم أقذف به في جهنم”. وسأجئ على قدر وأمر من الله عزّ وجلّ من دارفور (مكة القائم) إلى الكوفة لأدفع عن أهلها شر الدجال وبطشه ليتحقق الخبر المروي عن الصحابي حذيفة بن اليمان بقوله: “يا أهل الكوفة أنتم أسعد الناس بالمهدي” ( كنز العمال-ج14) .
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في باب اسباب النزول لسورة الواقعة لـلـ(نيسابوري) “… لن تستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان السود الجعد اصحاب الجلاليب رعاة الإبل من شهد أن لا إله إلا الله”. المصدر:(النيسابوري- أسباب النزول). فعند وصولي إلى دارفور يجب على أهل دارفور أن يبايعوني على السمع والطاعة متى ما ذهبت إليهم، عند مكة (دارفور).
فقد أثبتُّ في منشورات سابقة أن الكوفة هي ليست كوفة العراق بل هي كردفان وأن مكة هي ليست مكة المكرمة في الجزيرة العربية بل هي دارفور(مكة القائم)
ملامح الدعوة من منظور تحليلي للسيد أبي عبدالله الحسين القحطاني بكتابه (اليماني ص 71)
لقد ذكرت تلك الملامح في عدة منشورات سابقة ولدقتها في وصف حالي اليوم وأصحابي وما نلاقيه اليوم من تسفيه وتنكيل سواء من عامة الناس أو من العلماء، فلا ضير فإنها من سنن الأنبياء والمبعوثين. قال أبي عبد الله الحسين القحطاني:
“أما كيفية بدء اليماني لدعوته فالظاهر والله العالم انه سيقوم بالدعوة أولاً بشكل سري حيث يقوم بدعوة بعض الناس مشافهة أو عن طريق إصدار بعض المنشورات تحت عناوين ثانوية ورمزية يظهر من خلالها أعلميته على غيره من العلماء في عدة مجالات وخاصة في العلوم الإلهية الغير تحصيلية.
ومن خلال هذه الدعوة يستطيع أن يجمع الأنصار وبعض المؤمنين الممحصين ليكوّنوا النواة الأولى والحقيقية لبقية الأنصار الذين يأتون تباعاً حتى تقوى الشوكة وتكثر الأنصار والمؤيدين عند ذلك تبدأ مرحلة الدعوة العلنية حيث يعلن عن نفسه انه اليماني الموعود وأنه يدعو إلى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام) ويدعو الناس إلى الحق والطريق المستقيم.
ويبدأ بنشر دعوته في عدة دول إسلامية لأجل توسيع القاعدة وإتمام الحجة، إلا إن الأمر ليس سهلاً كما قد يتصور البعض فإن الكثير من الحكومات الجائرة والعلماء الخونة والفقهاء الفسقة وأتباعهم من أصحاب التقليد الأعمى كل هؤلاء سوف يقفون بوجه الداعي وأنصاره وأتباعه، حيث يحاولون تكذيب هذه الدعوة وردها والتشكيك فيها وذلك يكون بعدة طرق:
1- اتهام شخص الداعي بالكذب والافتراء من أجل تشكيك الناس به وحرفهم عن الطريق الذي يدعو له.
وهذا الأمر مما وقع مع جميع أصحاب الدعوات الإلهية كالرسل والأنبياء وأوصيائهم (سلام الله عليهم أجمعين).
فقد أتهم الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بالكذب حاشاه من ذلك بعد أن كان يسمى من قبل متهميه بالصادق الأمين قال تعالى: {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ}.
إذاً فلا بد أن يتهم صاحب دعوة الإمام (عليه السلام) بالكذب وإلا لم يكن صادقاً في دعواه إذا لم يجر عليه ما جرى على الأنبياء.
2- اتهامه بالجنون كما اتهم الأنبياء والأوصياء والأولياء بذلك فقد أتهمهم أقوامهم بالجنون كذلك أتهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بهذه التهمة فلا بد إذن أن يتهم الداعي لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) بها.
3- اتهامه بالجِنَّة ( نحو تسخير الجن وما إلى ذلك ) وهذه التهمة أيضاً اتهم بها الكثير من الأنبياء ومنهم رسول اله. (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال تعالى:
ونحن على اعتقاد تام بأن اليماني الموعود سوف يتهم بهذه التهمة
4- اتهامه بالسحر والشعوذة ومال إلى ذلك من الأمور وهذا الشيء نفسه وقع مع الكثير من الأنبياء والرسل (عليهم السلام) وخاصة مع موسى وعيسى ومحمد عليهم أفضل الصلاة والسلام قال تعالى:
5- اتهامه بعدم العلم والمعرفة أو انه لا يحسن من العلم شيئاً أو ما إلى ذلك، حيث أتهم بعض الأنبياء (عليهم السلام) بذلك ومنهم الرسول الكريم حيث قالوا إن شخصاً يعلمه القرآن، قال تعالى:
فاليماني حتماً سوف يتهم بهذه التهمة وهذا لعمري هو الشاهد له فالرسول اتهم بمثل هذا وجاءهم بالقرآن فهذا دليل على إنه لم يكن علمه تحصيلي كسبي بل هو علم إلهي.
6- اتهام أنصاره بالسفاهة والجهل وعدم التمييز بين دعاة الحق ودعاة الضلالة فهذا الأمر وقع مع أصحاب الأنبياء وأتباعهم قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ}.
7- اتهامهم بأنهم أراذل الناس.
فقد أتهم أنصار الأنبياء وأتباعهم المؤمنين بدعواتهم بهذه التهمة قال تعالى: {فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ}.
وعليه فإن أتباع وأنصار المهدي والمؤمنين بدعوته سيتهمون بهذه التهمة.
فكل هذه التهم سوف يتهم بها أصحاب وأنصار الإمام المهدي (عليه السلام) المؤمنين بدعوته التي يقودها اليماني الموعود وهي في الحقيقة بقدر ما يراد بها من رد الدعوة وتكذيبها وتشكيك الناس بها تكون عامل قوة للدعوة وباعث لتصديقها وإيمان الناس بها وذلك جرياً على السنن وتصديقاً لقوله تعالى:
{وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }.
ثم يستمر اليماني الموعود هو وأنصاره بدعوتهم للناس بصورة علنية فيزداد عدد المؤمنين بتلك الدعوة الإلهية، إلا إن ذلك لا يروق للحكومات الجائرة في تلك البلدان التي تظهر فيها الدعوة كما إنه لا يروق للكثير من علماء وفقهاء السوء والضلالة.
حيث يحركون أتباعهم لمواجهة تلك الدعوة وأنصارها بشتى السبل فتشترك الجبهتين في محاولة منهما للسيطرة على تلك الدعوة والحد منها وتكذيبها وذلك يكون عن طريق الإعلام المعادي والمنشورات المكذبة والفتاوى الباطلة، بل إن الأمر سيصل إلى الاعتقالات والتعذيب بل ربما محاولة اغتيال المبرزين في تلك الدعوة كاليماني وبعض الخاصة من أصحابه.
فيقوم عندها اليماني بدعوة أنصاره للهجرة إلى مكان يأمن فيه على الدعوة وأنصارها والمؤمنين بها وذلك للحفاظ على ضمان استمراريتها وضمان أمن المؤمنين بها وحفظ نفوسهم وإيمانهم من التزلزل وعقيدتهم من ما يشوبها.
وهناك في المهجر ستأخذ الدعوة إطاراً أوسع وأكثر انتشاراً مما كانت عليه في السابق.
بل ربما يتمكن اليماني وأتباعه من الوصول لحكم تلك البلاد وبالتالي تأسيس جيش بكافة معداته مهيأ لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) وهذا يظهر من سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
وقد بينا إن لدعوة الإمام المهدي (عليه السلام) شبهاً كبيراً بدعوة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، ثم انه ما أن تتاح الفرصة لليماني ويحين الوقت الملائم حتى يبدأ بحركته العسكرية باتجاه الكوفة ( مكة الإمام المهدي حسب التأويل ).
أقول: لقد قدم الكاتب قراءة تحليلية مذهلة ذات قيمة معرفية حقيقية متأصلة بالنصوص الشريفة بكشفه لدقائق تفاصيل أمر دعوتي بمحيط أحداثها ووقائعها التي صاحبتني ولمن حولي، لسيناريو آت لمشهد مرتقب بالسودان. لا صلة بوقائعه بالعراق التي اعتمدها الكاتب لمسميات مدنها ولتفصيل الوقائع، فقد أعُتقلت ثمانية مرات وعندها فكرت في الهجرة إلى مكان أأمن فيه على الدعوة وخوفاً على السطوة الجائرة على أنصارها وكان غرب السودان (دارفور) هي البقعة الوحيدة التي تحتضن دعوتي لأنها خارج نفوذ الحكومة ولا يمكن إحتواها وإعتراضها كما هو الحال في العهد الأول للنبي الكريم الذي لم يجد المؤاذرة من أهله “قريش” فقابلوه بكل جحود وتكذيب بل لقد حيكت عليه المؤامرات للقضاء عليه بالرغم مما تجمعهم به أرحام وأنساب فهاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فإلتفت عليه جموع الانصار فكانت نقطة محورية في تاريخ الإسلام. فأمري هو أن موطني “دار المسيرية – قريش” قد صدت عن ما جئتهم به فأدركت يقيناً أن الأنصار بدارفور وهم من يحملوا راية هذه الدعوة الإلهية وبهم أفتح كردفان “كوفة المهدي” شخصي المسيح المهدي ومن ثم أحرر كل أرض المسيرية، استشهد بجملة من الأخبار:
حديث رقم(52)
عن أبي بكر الحضرمي عن الأمام الباقر(عليه السلام) في حديث له يمتدح فيه الكوفة.جاء قوله: “… ومنها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده)(التهذيب مجلد-6-صفحة-31).
حديث رقم(53)
عن الامام الباقر (عليه السلام) انه قال: كأني أنظر إلى القائم قد ظهر على نجف الكوفة، فإذا ظهر على النجف نشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله …) كمال الدين مجلد-2- صفحة-672).
ملحق (خطاب مفتوح الى المنتظر بقلم / سعد أحمد سعد)
المهدي.. مهدي الهدى لا مهدي الضلالة.. المهدي المعني لا المهدي الشخص بل المعنى.. المنتظر للنصر وللعدل وللبر ولليسر.. المهدي الذي نقرأه في الكتب وفي الأحاديث وفي الملاحم.. المهدي الأمل والرجاء والوعد الحق.. المهدي الشخص.. الرجل الانسان ليس هو المخاطب لأنه ربما لا يعرف نفسه حتى كتابة هذه السطور بل هو حقاً وصدقاً لا يعرف نفسه حتى كتابة هذه السطور لأنه لو عرفها إذن لكان مهدياً وغياً مثل مهدي الضلالة.. مهدي الرافضة.. وحتى مهدي الرافضة الكذب الذي لم يولد ولم يوجد لا يعرف نفسه لأنه لا وجود له أصلا.. ثم هو ليس محمدًا بن عبد الله بل هو ابن الحسن العسكري.
ان المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ينتظرون خروجك أيها الولي التقي النقي.. انهم يتوقعون خروجك في كل لحظة وفي كل آن..
أتدري يا سيدي الولي التقي الفقي يا صاحب البشارة والنذارة كما ورد عنك في أحاديث جدك المصطفى صلى الله عليه وسلم.. اتدري كيف ينتظرونك وما هي دلالة هذا الانتظار؟.. انهم ينتظرونك ويعلمون انك قادم وانك قائد وانك مقاتل وانك خليفة راشد وانك تأتي لاقامة الدين كله ولاقامة العدل والقسط.. نعم يا خليفة رسول الله.. يعلمون أنك تأتي لتملأها عدلاً كما مُلئت جورًا ويعلمون أنك قد تقلدت الخلافة والأمرة فلا ينازعك فيها أحد.. قلدك إياها جدك المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم يقلدها أحداً بعدك!!
نعم سيدي الولي التقي النقي يعلمون أنك تأتي ليوم الملحمة!! لذلك ينتظرونك في كتائب وعصائب وجماعات وجيوش وكلهم يحملون السلاح ويقاتلون مِلَل الكفر والجحود كلها.. انهم لا ينتظرونك كما تنتظر ربات الخدور وربات الحجال.. انهم لا يلقون السلاح ولا يبكون ولا يلطمون ولا يندبون انهم يقاتلون ويستشهدون وينتصرون ومع كل ذلك هم ينتظرونك.
وهل هناك دليل على هذا الانتظار أقوى وأنصع من انهم ينتظرونك وقد تكتبوا في كتائب وتجيشوا في جيوش وتسموا بالأسماء التي يعرفون انك تحبها وكأنها علامة بينك وبينهم والمدهش في هذا الأمر أن جل هذه الجيوش والكتائب والجماعات المقاتلة في أرض الملحمة في أرض الشام والعراق حيث ينزل مسيح الضلالة الدجال خُلة بين الشام والعراق ياعباد الله فاثبتوا.
هل أسرد على مسامعك بعضاً من هذه الكتائب والجيوش والعصائب والجماعات المقاتلة؟ ذلك لنعلم ان المسرح قد أُعد وهيء والكل حضور، وأنت الغائب المنتظر.
أول هذه الكتائب تنظيم القاعدة الأم وجبهة النصرة لتحرير الشام والجيش الحر الذي يقاتل التنصيرية اللئام ومن قادته أبو بصير اللاذقاني الذي قتله جيش دولة العراق والشام الاسلامية.. وهناك كتائب أحرار الشام.. أما في العراق حيث بدأت الحرب قديماً ضد الوجود الامريكي المحتل.. أولها الجيش الاسلامي في العراق 2003 جيش المجاهدين – كتائب ثورة العشرين- الجبهة الاسلامية للمقاومة العراقية «جامع» -جيش أنصارالسنة- جيش الراشدين-جيش المجاهدين-الجماعة السلفية المجاهدة-جيش الطائفة المنصورة-جيش أبي بكر الصديق-جيش أهل السنة والجماعة- جيش رجال الطريقة النخشبندية.
تأكد سيدي الامام المنصور اننا لن ننتظرك في البيوت ولا في الدور ولا في القصور.. بل ننتظرك في الساحات وفي ميادين القتال.. هؤلاء هم جنودك في انتظارك هم أهل السنة والجماعة- السلفيون أنصارسنة جدك المصطفى حتى الصوفية هي أيضاً في انتظارك بذات المعنى وذات الدلائل.. الرافضة يلطمون ويندبون ويقطعون أبدانهم بالمدي والسكاكين ينتظرون مهدياً لن يأتي.. ونحن ننتظر مهدياً قرب زمان خروجه وننتظره شاهري أسلحتنا في وجه العدو.
عندما تخرج سيدي الولي التقي النقي المنتظر فان كل هذه الجماعات والكتائب سوف تبايعك إماماً وقائدًا وخليفة راشدًا.. ستجمع شتاتهم وتلم شملهم وتوحد كلمتهم وتقوي شوكتهم.. ولسوف يخرس عددهم ولسوف يعلم من الصادق ومن الكاذب..!
هذه الكتائب الاسلامية الجهادية المجاهدة لن تختلف ولن تتشاق ولن تتصارع ولن تتقاتل بعد خروجك سيكونون جميعاً تحت إمرتك.. وسوف يدينون جميعاً بشريعة السماء وستكون حكماً في كل ما شجر بينهم ولن يجدوا في أنفسهم حرجاً فيما قضيت وسوف يسلمون تسليماً وسوف يعلم عندها من هو قاتل أبي بصير اللاذقاني وسنعرف وتدفع ديته وان تعفو أقرب للفضل.
والآية التي بين يدي ظهورك الميمون وخروجك المرتقب خسف بالجيش الذي يخرج لقتالك لعله جيش الروم أو جيش الشام فإن كان جيش الشام فأرجو أن يكون جيش بشار و إن كان هو السفياني أو لم يكن. والبشريات تأتي من مالي احدى أعظم وأعرق الممالك الاسلامية في افريقيا حيث انبعثت بين يدي ظهورك الميمون حركة أنصار الدين التي لا تدعو فقط الى تطبيق شرع الله بل قامت فعلا بتطبيقه في اقليم أزواد شمال مالي ولقي مالقي من الفرح والسرور والاقبال من الجماهير لما رأوا شريعة الله سبحانه تخرج من الكتب والأضابير وتمشي حاكمة بين الناس!! ولا نذكر نيجيريا ولا اثيوبيا ولا المغرب ولا الجزائر ولا تونس ولا السودان ويكفي أهل السودان عزًا وشرفاً أن يكون صاحب ميمنتك وناصر جيوشك هو صاحب السودان راكب الناقة الغراء.
أيها القائد المنتظر ها نحن في الميدان وفي الساحات فهلم الينا.. هلم استعرض كتائبك وجنودك وأبعث البعوث وارسل الكتائب إلى حيث أردت وحيث شئت هلم أيها العلامة الفارقة.. يا خليفة الله المهدي سوف تعلم الدنيا معنى العدل. . سوف تقيم ميزان العدل حتى لا تخيس شعيرة في مدة لا تتجاوز سبع أو ثماني سنوات تملأ الأرض كلها عدلاً كما مُلِّئت جورًا لا تملأ السودان وحده.. ولا مصر وحدها ولا العراق ولا جزيرة العرب ولا الأمريكتين ولا أوربا ولا آسيا الكبرى ولا آسيا الصغرى وكم من ملك ظل يبحث عن العدل في هذه الدول والممالك عشرات السنين بل أكثر من ثلاثين وأربعين وخمسين.
أيها المهدي المنتظر كل الدلائل تشير الى أنك قادم وأعظم ما في قدومك هذا وخروجك !! انك لا تعلم متى؟ ولا كيف ولا أين..؟؟ فالأمر ليس اليك بل الى الذي كون الأكوان وخلق الانسان وأنزل القرآن لذلك فأنت خارج وقادم لا محالة.
ونحن ننتظرك لأن انتظارك عبادة.. انتظار الأهبة
والإستعداد..لاإنتظاراللطم واللدم والحداد..” المصدر: صحيفة آخر لحظة بتاريخ 16/7/2014م
في عام ١٩٠٧م دعا السيد كامبل بانرمان رئيس وزراء بريطانيا لمؤتمر حضرته سبع دول أوروبية ليس من بينها ألمانيا، وقال لهم نحن الآن في مرحلة انحدار وبيننا خلافات كبيرة وبيننا تنافس خطير، ولكن هل تريدون البقاء في القمة ام تريدون السقوط والانحدار، قالوا نريد البقاء على القمة وعند تلك اللحظة وزّع على كل الوفود خريطة العالم العربي، ثم قال لهم هذه المنطقة من الخليج الى المحيط هي سر قوتنا وسر ضعفنا، هذه المنطقة الآن ضعيفة ومهلهلة وجاهلة ومتشرزمة، يتقاتلون على قطرة ماء ولكنهم يمتلكون كل مقومات النهضة، يمتلكون ما لم نمتلك، كلهم إلا بعض الاقليات البسيطة يتبعون ديناً واحداً ويتحدثون لغة واحدة، بينما في اوروبا عشرات وعشرات المذاهب واللغات، وقال لهم من يذهب من الكويت الى نواكشوط ومن اليمن حتى المغرب لا يحتاج الى مترجم، يتحدثون لغة واحدة مع شاسع المساحة.
هذه المنطقة تشرف على اوروبا من الشمال وعلى أفريقيا من الجنوب وعلى شبه القارة الهندية وعلى آسيا، هذه المنطقة تحتوي على المواد الخام التي يحتاجها الغرب.
هذه المنطقة تستطيع ان تخنق العالم كله من خلال مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس ومضيق جبل طارق.
إذن هذه المنطقة يجب أن تظل ضعيفة، ولتنهض تحتاج فقط لقيادة صالحة لأن لديهم كل مقومات النجاح.
إذن قالوا له ماذا نفعل، قال لهم يجب زرع جسم غريب يفصل المشرق العربي عن المغرب العربي، هذا الجسم الغريب لديه ثلاثة أهداف، الهدف الأول ان يفصل المشرق العربي عن المغرب العربي، والهدف الثاني ان يكون ولاؤه للغرب، والثالث ان يجعل المنطقة في حالة لا توازن لأن التوازن يُولد الاستقرار والاستقرار يولد النهضة، ونحن نُريد أن نخلق أجواءً تمنع النهضة، إن نهضة هذه المنطقة تأتي على حسابنا.
لهذا قرر الغرب إنشاء جسم غريب له ثلاثة أهداف، وهي فصل المغرب العربي عن المشرق العربي ويكون ولاؤه للغرب ويعطل نهضة الأمة العربية.
ومن هذا المؤتمر ومعرفة مقرراته، قام اليهود بقيادة جاييم وايزمان وذهبوا الى بريطانيا والى ألمانيا والى كل دول اوروبا، وقالوا قرأنا المقررات وما رأيكم نحن نكون الجسم الغريب ونعاهدكم أن ولاءنا لكم في الغرب. ولكن يجب ان لا تتركونا وتعطوننا كل ما نطلب ويكون دورنا تعطيل النهضة في هذه المنطقة.
وهنا جاء العقد بين اوروبا واليهود لإقامة هذا الجسم الغريب وهو (اسرائيل) والذي شرطه الولاء للغرب وتعطيل نهضة الأمة، وكذلك عدم التوازن في المنطقة، لان التوازن يولد الاستقرار، والاستقرار يولد النهضة، والغرب لا يريد نهضة الأمة العربية.
عليه، لا يمكن ان تسمح اوروبا أو أمريكا بهزيمة (اسرائيل) لأن هزيمة اسرائيل تعني هزيمة مشروع أوروبا الذي وضع عام ١٩٠٧م، ومن هذا المؤتمر جاء وعد بلفور في عام ١٩١٧م، الذي وافقت بموجبه بريطانيا بمنح فلسطين لتكون وطناً لليهود ولتكون دولة اسرائيل، وتقوم بالمهام الثلاثة التي قررها مؤتمر لندن في عام ١٩٠٧م وهي الولاء للغرب وتعطيل نهضة الأمة وعدم التوازن والاستقرار حتى لا تولد النهضة.
الآن مواردنا مع كثرتها مُهدرة، وكل الأمة العربية تتقاتل مع بعضها وليس في الأمة قائد صالح ليقوم على جمع صف الأمة وتوحيدها والنهوض بها، ولكن الأمل موجود في الشباب العربي الجديد، ويؤيد ذلك كل آيات القرآن.
أقول: إن الحراك السياسي والصراع المتواصل على صعيد المنطقة العربية والإسلامية خصوصاً هو حالة إستثنائية لمشهد مرتقب إكتملت فصوله وتهيأت أرضية مسرحه لمواده المعروضة أحداثاً بوقائعها المخبر عنها في الاحاديث النبوية نصاً وفصلاً والتي يجسدها واقع الأمة اليوم لحالة الفُرقة والشتات وسوء ذات البين بإتساع هوة خلافها المتأجج بنار فتن لا تبغى ولا تذر وثورات إنقلبت في أطوارها وتعددت مساراتها فإختلط حابلها بنابلها فكل ما قيل عنها إنقضت وأخمد لهيبها تستعر شرارتها وتشب لتحصد عصارة أجيالها وتمحو حضارة خُلدّت فيها رجالها لتشير إلى أوان ظهور من كان دخنها من تحت قدميه والذي يسدل الأستار على مشهدها النهائي كمعلم وعلامة لها فهو حتماً خارج مهما طال الأمد والإنتظار، “لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي”.
{يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} (42) سورة ق.
تأملات في سورة ق وعلامة الخروج:
قال تعالى:”ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ” سورة ق من (1-2). إن التعجب والذهول في كيفية نزولي من الله روحاً وولادتي من الارحام، فيقول لي الناس كيف تكون أنت عيسى إبن مريم الذي رفع في بني إسرائيل ونحن نعرف أباك وأمك؟ فأقول لهم أني عيسى إبن مريم روحاً وجسداً تم نفخي في رحم إمراة من آل البيت في هذه الأمة لتتم ولادتي مرة ثانية، فتعجب القوم من هذا القول. فالمنذر هنا هو سليمان أبو القاسم موسى . وقال الحق على لسانهم “أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ” يقصدون أن يكون سيلمان أبو القاسم هو عيسى إبن مريم ذلك شيئ مستحيل ولا يصدق، وقول الحق عز وجل : يقول:”بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ” .وقول الحق عز وجل :”رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ” 11 سورة ق . المقصود هو أن إستقرار سليمان منطقة بشقادي الدبكر يكون سبباً في خروج الماء بها مما يجعل العباد يسترزقون منها بعد أن كانت بلدة ميتة، وقوله تعالى :”كذلك الخروج” أي أن خروج المهدي الأخير من منطقة شقادي الدبكر والذي يكون فيه النصر للإسلام والمسلمين عموماً يجعل من شقادي الدبكر قبلة للناس يجيئون إليها من كل حدب وصوب كما يذهبون إلى المدينة المنورة ،فتكون أكثر حياة وأعظم رزقاً لأهلها ببركة المسيح المهدي سليمان (عيسى إبن مريم) . قال الحق عز وجل “وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ” سورة ق الآية 41 – 42.
لقد آن أوان هذه الصيحة فهي قريبة جدا قد تكون في اي وقت ولكن يومها وساعتها لا يعلمها إلى الله فاليوم الذي تسمعون فيه تلك الصيحة “هذا يوم الخروج” خروجي إلى جبل مرة، وفي ذلك اليوم يأتيني جبريل ويأخذني إلى جبل مرة في دارفور وتلك هي علامة النصر لهذه الدعوة .
أقول: إن ذكر الإنسان هنا إشارة للميلاد الثاني للمسيح عيسى إبن مريم ومراحله العمرية في هذه الامة وأنه سيتزوج ويولد له وأنه مسلماً على ملة محمد صلى الله عليه وسلم.
الخاتـمة
خاتم سليمان هو(سليمان أبي القاسم) وهو موجود في قبيلة المسيرية وهي قبيلة من قبائل البقارة مع الإعتذار للبقارة لأنهم يكرهون أن يتسموا به وأنا أتجاوب معهم ولي العذر لأنني واحد منهم وهذا مبرر لي أدرأ به حرمة ” وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ” (11) سورة الحجرات ودرئ للشبه لأن البقارة أشار إليهم الحديث الصحيح.
10/ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد إلاّ سلط الله عليكم ذلاً لا يرفع عنكم أبداً حتى يرجعوا إلي دينهم” صححه الألباني.
فأنا من قبيلة المسيرية الآخذة بأذناب البقر وأن حدود أرض المسيرية تشمل أراضٍ من كردفان ودارفور وبحر الغزال على طول نهر الجور الواقع شرق أويل وشمال قوقريال مروراً ببحيرة (نو) إلى بحر الزراف في أعالي النيل في الشرق، وشمالاَ إلى حدود جنوب كردفان. كل هذه الأرض هي حيازة وحكر للمسيرية وبالتالي هي حيازة وحكر للمسيح وبما أن المسيح هو المأمور والمكلف المباشر من الله وداعياً إلى الله بإذنه لإقامة دين الإسلام في الأرض. فإنه من الأولى أن أبدأ بأرضي أرض المسيرية موطنه الأصلى. فاسماء الأنهار :(الجور وبحر الغزال وبحيرة نو وبحر الزراف) هي بطاقة إثبات شخصية المسيرية لا يمكن سرقتها) لأنها أسماء عربية ولا تنطق اللغة العربية في المنطقة إلا قبيلة المسيرية.
فإن هذه الحدود المذكورة إذا تبعت للجنوب فإنه المبرر الأول لي أن أزيل الكنائس في الإقليم الجنوبي وأعيد قساوستها لإعتناق الإسلام ولا اعترف في الجنوب بأي دين غير الإسلام.
فلا يمكن للمسيحيين أن يكونوا مسيحيين أكثر من المسيح.
فإن اتباع أي جزء من نهر الجور شمال قوقريال وشرق أويل وامتداد بحر الغزال مروراً ببحيرة (نو) إلى بحر الزراف علي مشارف التقاء بحر الزراف والغزال ببحر السوباط فإن ذلك سيكون المبرر الرئيسي لي في إعادة الجنوب إلي الشمال في حال قرر الجنوبيون الإنفصال في حق التقرير المرتقب إذا ضموا هذه الأرض الخاصة بالمسيرية واعتبروها أرضهم وأتبعوها إلى الجنوب. باعتباري مواطناً من الجنوب.
وأيضاً وقوع جزء من أرض المسيرية في إقليم دارفور يعطيني حق المواطنة في أن أزيل النصارى الذين نشطوا مع عمال الإغاثة في دارفور وأيضاً اتباع أرض المسيرية لجبال النوبة سوف يعطيني حق تطهير الجبال من كل الكنائس الموجودة فيها وإعادة سكانها وقساوستها إلى الإسلام لأنني مواطن من جبال التوبة والنوبة كان لهم دور أساسي في احتضان وترعرع ونصرة المهدية الأولى ولهم دور مرتقب مماثل في المهدية الثانية فالمسيح لا يدين باليهودية لتحكم العالم أجمع لأن اليهودية عنصرية انتقائية ولا يعود بدين النصارى فالنصرانية طائفة من اليهود وتؤيد عنصريتهم قال تعالى في بيان ذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} (51) سورة المائدة فالنصرانية كاليهودية ديانة خاصة ببني إسرائيل وليس لكل أجناس العالم قال تعالى في تبيان رسالة المسيح بالإنجيل: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ*وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ …} (48 -49) سورة آل عمران.
فالديانة اليهودية ترى أن بني إسرائيل جنس مميز لا يتساوى مع بقية الأجناس الأخرى في الحقوق والعدالة . وأما النصرانية فلقد شكلت عقيدة الصلب عقدة لديهم حاولوا تبريرها بأن جعلوا في العدالة عندهم ان يعاقب البرئ بجريرة المجرم ويكرم المجرم بمعاقبة البرئ نيابة عنه. هذه العقيدة أصبحت عرفاً عندهم في قتلهم الأبرياء والأطفال والعجزة في أفغانستان والعراق والصومال وتهديمهم منازلهم على رؤسهم. وسرقتهم خيرات العالم في افريقيا وآسيا وإبادة الهنود الحمر في الأمريكتين لأن الله لا يحاسبهم على جرائمهم بل يتحملها الهنود الأبرياء الذين أبيدوا ولا يؤنب النصارى ضمير يشعرهم بالذنب.
ولعقد مقارنة بسيطة بين الأديان: كيف عاش اليهود والنصارى في أمن وسلام عندما ساد الإسلام في القرون الوسطى وكيف عانى المسلمون من ويلات الحروبات والقتل والأسر والدمار عندما ساد اليهود والنصارى في هذا الزمان.
فالأسباب السابقة لا تؤهل الديانتين اليهودية والنصرانية إلى إرساء قواعد الأمن والسلام بين أجناس البشر أما الإسلام فهو الدين الوحيد المؤهل لإرساء قواعد الأمن والسلام لأنه يساوي بين الشعوب والقبائل في الجنس البشري قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (13) سورة الحجرات. وقال عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ} (11) سورة الحجرات. وجاءت رسالة الإسلام للناس كافة قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ} (28) سورة سبأ. ولذلك جاءت شاملة لمتطلبات المجتمع المدني سياسياً واقتصادياً واجتماعياً فلا يسود أحد العالم ويحقق العدل فيه إلاّ بتشريع الإسلام فبالإسلام يدين المسيح وبه يقيم العدل في العالم وبالعدل يعم السلام فلا سلام بلا عدل.