
بسم الله الرحمن الرحيم
الفهرست
المقدمة
فتن تمهد لخروج المسيحين: الدجال والمهدي.
المسيح الدجال.
التعليق على مقالة الصحيفة الالمانية في وصف بوش الابن مقارنة بنصوص الكتاب والسنة….
اختيار الإمام
المخرج من التيه
الخـاتمة
المقدمة
قال تعالى: “اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ” الأنبياء1-2.
ليس من باب المصادفة أن تعقد القمة العربية الأخيرة بتاريخ 1/3/2003م الموافق السبت السابع والعشرين من ذي الحجة عام ثلاثة وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية، في شرم الشيخ في الموقع الذي تخاذلت فيه بنو إسرائيل وخرجت عن طاعة نبي الله موسى عليه السلام، لقتال الجبابرة الذين يحتلون فلسطين يومئذ بحجة أنهم لا طاقة لهم بقتالهم وهي نفس الحجة التي تذرعت بها القمة العربية، وتخاذلت عن مناصرة العراق وفلسطين بحجة أن لا طاقة لهم بمواجهة إسرائيل وأمريكا التي تقف من ورائها وتشد من أزرها وتشجع إهلاكها الحرث والنسل في القدس والأراضي المباركة حولها. فلم يغفل الرسول صلى الله عليه وسلم عن حالة التيه السائدة اليوم فقد روى الشيخان البخاري ومسـلم عن حــذيفة بن اليمان قال: ”كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلـت يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، قلـت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هدى، تعرف منهم وتنكر، قلـت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يارسول الله صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك”.
وحدد الله عز وجل حالة التيه الذي تعيشه الأمة وعاشته القمة العربية في شرم الشيخ في سورة الواقعة الآيات (7-14) بقوله تعالى: ”وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14)”.
صنفت هذه الآيات الأمة إلي ثلاثة أصناف هم:
1/ أصحاب ميمنة 2/ أصحاب مشأمة 3/ وسابقون مقربون .
كان هذا التصنيف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأشار إليهم الله تعالى بقوله: “ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ”.
ثم يتكرر هذا التصنيف:
1/ أصحاب ميمنة 2/ أصحاب مشأمة 3/ وسابقون ومقربون .
ويكون ذلك في آخر الأمة بدلالة قوله تعالى: ” وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ” ومن مجموع الأولين والآخرين تتكون الأزواج الثلاثة المكونة لأمة الإسلام وإشارته صلى الله عليه وسلم بقوله (نعم) يشير إلى الشر الواقع بين الخير على عهد رسول الله وهي ثلة الأولين في آية الواقعة والخير الممزوج بالدخن في حديث حذيفة الذي يشير إلى الآية ”وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ” وأسقطت الآية وسط الأمة ولم تلحقه بالإسلام وفي ذلك إشارة إلى حالة التيه الذي تعيشه الأمة اليوم.
ولمعرفة ثلة الآخرين هذه أورد ما رواه أبو نعيم عن عروة بن رويم مرسلاً يرفعه إلى الرسول قال: ”خير هذه الأمة أولها وآخرها أولها فيهم رسول الله وآخـرها فيهم عيسى ابن مريم وبين ذلك ثبج أعوج ليس منك ولست منه” التصـريح حديث رقم 64.
وجاء في أسباب النزول للنيسابوري عن عروة بن رويم أن رسول الله في شرحه لقوله تعالى: ” ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ” قــال: ”من آدم إلينا ثلة، ومـني إلى يوم القيامة ثلة ولا يستتممها إلا السودان من رعاة الإبل ممن قال لا إله إلا الله”.
وكفى بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بياناً عن اجتهادات العلماء فقد حدد فيه بالإشارة أن أنصار المسيح من السودان، وما رواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج11) حديث رقم 31497 عن عمار بن ياسر قال: ”ويسير صاحب المغرب فيقتل الدجال” لأنه صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” لم يسلط على قتل الدجال إلا عيسى ابن مريم” التصريح حديث(28).
وإنه يجيئ من المغرب كما رواه أحمد: ”ثم يجئ عيسى ابن مريم من قبل المغرب مصدقاً بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال”.
وإن هذا التيه والضلال طال قبائل المسيرية (البقارة) بغرب السودان لما رواه محمد بن إبراهيم الطرسوسي عن عبد الله بن عمر قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ”إذا ضن الناس بالدينار والدرهم واتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله، وتبايعوا بالغبن أنزل الله عليهم ذلاً فلم يرفعه عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم”.
لقد خرجت إلى بحر العرب مرتين عام 1994 م و1997 م ورفعت راية الجهاد، وطلبت من قبائل المسيرية الانضواء تحت لوائي والجهاد في سبيل الله ولكنهم أعرضوا عني واتبعوا أذناب أبقارهم وآثروا رعي الأبقار على الجهاد فأنزل الله عليهم الذل الذي فرضه عليهم المتمردون بأخذ أرضهم منهم وضمها إلى الجنوب ومن أسباب خروجي للجهاد دفع التمرد الذي يجاهر بعدائه للإسلام.
لقد وقع على المسيرية الذل باتباعهم أذناب البقر فهم الآن في كارن بكينيا يتفاوضون تحت ضغوط المتمردين للتنازل عن أحقيتهم في منطقة آبيي والتي كانت تسمي أصلا بـ(دار المسيرية). وإن هذا الذل الواقع عليهم لا يرفعه الله عنهم إلا بإتباعي وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ” أنزل الله عليهم ذلاً فلم يرفعه عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم”.
ولا يكون رجوعهم إلى دينهم إلا باتباع خليفة الله في الأرض الذي نص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الفتن: ”تلزم جماعة المسلمين وإمامهم”.
وبالرجوع إلى نصوص الآيات والأحاديث السابقة نتبين أن إمام المسلمين اليوم هو المسيح عيسى ابن مريم وظهوره مرتبط بظهور الدجال.
الفصــل الأول
فتن تمهد لخروج المسيحين: الدجال والمهدي
روى أبو داوود عن طريق عِمير بن هاني سمعت عبد الله بن عمر يقول: ”كنا قعوداً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها، حتى ذكر فتنة الاحلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الإحلاس؟ قال: هي حرب وهرب، ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني، إنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء، لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، حتى إذا قيل انقضت عادت، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده” المصدر: البداية والنهاية ومعه نهاية البداية ص 51 لابن كثير الطبعة الثالثة 1998م.
التعليق والشرح:
كل هذه الفتن تدور وقائعها في العراق:-
فتنة الاحلاس: هي حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران.
فتنة السراء: هي احتلال العراق للكويت وسميت بالسراء لاحتلال الكويت بلا خسائر تذكر في الأنفس أو العتاد وبلا قتال (وسر أناس بتعويضات لا يستحقونها لولا دخول العراق للكويت).
وقوله: ”دخلها أو دخنها” قال الشارح:
الدخل: الغش والعيب والفساد.
الدخن: الكدورة المائلة إلى السواد.
”دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني”.
أقـول: هذا الرجل هو عيسى ابن مريم بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر بنسبه إليه وفي ذات الوقت نفي أن يكون منه، وهذا التضاد لا ينطبق على أحد من هذه الأمة إلا على عيسى ابن مريم، وكفى بالله شهيداً بقوله تعالى: ”وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ” سورة البلد الآية 3. وهذا تأكيد على ميلاد عيسى ابن مريم مرة ثانية في آل بيت النبي. وقوله: ”دخلها أو دخنها من تحت قدمي…” أن تلك الفتن توطئ لظهور المسيح عيسى ابن مريم وإن لم يكن طرفا مباشراً فيها ولكنه من وراء أستارها المعبر عنه بـ” دخلها أو دخنها”.
وقوله: ”ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع” قال الشـــارح ”كورك على ضلع”: مثل للأمر الذي لا يستقيم لأن الورك لا يثبت على الضلع.
أقول: الرجل الذي اصطلح عليه الناس هو (صدام حسين) والناس الذين اصطلحوا عليه هم مناديب المنظمات الإسلامية الوافدة من شتى دول العالم الإسلامي التي بايعت صدام على حمل لواء الإسلام باسم المسلمين كافة، لأنهم أدركوا أن فتنة دخول صدام للكويت أخذت منحى آخر إذ تحولت إلى حرب صليبية بقيادة جورج بوش الأب الرئيس الأمريكي الأسبق مدفوعاً بأهداف يهودية صهيونية، ألب فيها العالم أجمع للقضاء على الإسلام والمسلمين، فلم يجد المسلمون بد من مبايعة صدام بالرغم من أنه بعثي يتعارض منهجه القومي العربي مع منهج الوفود التي بايعته، ذات التوجهات الإسلامية الأصولية، فعجز صدام عن الجمع بين منهجه ومنهج الوفود التي بايعته، لعدم انسجام المذهب الأصولي مع الفكر القومي العربي لذا جاء التعبير عن هذه البيعة بـ” كورك على ضلع”.
قوله: ”ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة حتى إذا قيل انقضت عادت” هي حرب الخليج الثانية التي اشتركت فيها قريباً من ثلاثين دولة من العالم أو أكثر وتأثر بها معظم الناس وهو ما عبر عنه بقوله: ”لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة” ولقد تجددت هذه الفتنة وتنوعت، وكلما ظن الناس إنها انقضت عادت تحت مسمى جديد وإسلوب في الحرب والقتال، فكانت في البداية عاصفة الصحراء. ثم تدمير سلاح العراق، ثم النفط مقابل الغذاء، ثم التفتيش عن أسلحـة الدمار الشامل العراقية ونزعها، ثم عملية ثعلب الصحراء، ثم مناطق حظر الطيران العراقي والقصف الدوري للطائرات الأمريكية والبريطانية للمواقع العراقية، واستمر هذا الحال من عهد بوش الأب مروراً بفترتـي رئاسـة بل كلنتون وبوش الابن الحالية.
قوله: ”يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه” وهذا ما حدده جورج بوش الابن في تصنيف الأمة بعد أحداث 11سبتمبر فقد أوردت صحيفة (الوطن) السعودية بتاريخ 11أغسطس عام 2002م صفـحة20 عن بوش قوله: ”إما أن تكونوا معنا وإلا فأنتم ضدنا”.
قوله: ”فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده”. لقد تجلى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث إلى واقع الحياة المنظور وقطع محاولات التأويل وأزال الشبهات عن الآتي:
أ/ إن المسيح عيسى ابن مريم يولد في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بقوله: ”رجل من أهل بيتي” وقوله ”أنه مني وليس مني”.
ب/ إن جورج بوش الابن هو المسيح الدجال المذكور في السنة بدليل قوله صلى الله عليه مسلم: ”فإذا كان ذاكـم فانتظروا الدجال من يومه أو غده” فلا عبرة بمن يعتبر جورج بوش الابن مخلص ومنقذ لهذه الأمة، وإن إتباع بعض الدول الإسلامية له والرضا بمخططاته شاهد أيضاً على أنه هو الدجال فقد روى أبو داوود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”من سمـع بالدجـال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات”. (وذلك بادعائه لنشره للديمقراطية وحقوق الإنسان …إلخ ).
أقول: لو جاء الدجال راكباً حماراً عرض ما بين أذنيه سبعين باعاً أو أربعين ذراعاً ويحمل معه جنة وناراً أو يحمل حروف هجاء الكفر على وجهه لما اشتبه أمره على أحد، وفي هذا الحديث دلالة على صــرف تلك الأوصاف إلى التأويل، وإلا ما اشتبه الدجال على أحد.
إن خروج الدجال دلالة على خروج المهدي، روى السيوطي في الحاوي ص63. عن عبد الله بن عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يخرج المهدى والدجال كفرسي رهان فيغلب هذا على الذي يليه وهذا على الذي يليه حتى يلتقيان بفلسطين صرة الشام”.
ويؤكد معنى حديث الاحلاس السابق حديث الأحلاس اللاحق ما أخرجه الشيخ يوسف ابن يحيي في كتابه (عقد الدرر في أخبار المنتظر) الطبعة الثانية 1989 ص 119.حديث رقم 89 جاء فيه: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسـلم: ”ستكون بعدي فتنة الاحلاس يكون فيها حرب وهرب ثم بعدها فتن أشد منها كلما قيل انقضت عادت حتى لا يبقي بيت من العرب إلا دخلته ولا مسلم إلا وصلته حتى يخرج رجل من أهل بيتي” أخرجه الحافظ أبو محمد الحسين في كتابه المصابيح.
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية ( ج5) ص33. عن أبي إسحاق بسنده قال: قال رسول الله: ”لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي” وفي رواية: ”لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي” وفي نفس المصدر ص 34. عن عبد الله بن أحمد (بالمسند) عن علي أن رسول الله لما أردف أبا بكر بعلي فأخذ منه الكتاب بالجحفة رجع أبو بكر فقال: يا رسول الله أنزل فيً شيئ؟ فقال: ”لا لكن جبريل جاءني فقـال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل من أهل بيتك”.
لما كان عيسى ابن مريم عند عودته يقوم بمهام رسول الله بتبليغ رسالة القرآن إلى الناس كافة، فإن نصوص الأحاديث السابقة تحتم أن يكون من آل بيت النبي وإنه هو سليمان أبو القاسم موسي بالتحديد، لأنني الشخص الوحيد الـــذي ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم: ”يزعم أنه مني وليس مني” فأنا وحدي المعني لأن ما أقوله بالنص الصـريح ذكره رســول الله بالنص الصريح. وإن دعوتي تقوم أساساً على كوني (أني منه وليس منه).
أما الذين يعتقدون أن عيسى ابن مريم موجوداً في السماء بشراً فلا يستندون في ذلك على دليل من الكتاب أو السنة، ففي الطبعة الثالثة لكتاب البداية والنهاية لابن كثير بتاريـخ 1419هـ، 1998م (ج10) ص130 قـال الشيـخ سليـم عبداللطيف يوسف معلقاً على نزول عيسى ابن مريم قال بالهامش: ”امتداد حياة عيسى عليه السلام حتى الآن ليس موضع اتفاق بين علماء المسلمين، ولم يرد نص قاطع في هذا الأمر“. وكل شواهد الكتاب والسنة تؤكد أن عيسى ابن مريم أحد المهديين المنتسبين إلى أهل البيت وهو أخصهم جميعاً.
كما جـاء في حديث ابن ماجة ”ولا مهدى إلا عيسى ابن مريم” فهل خرج الدجال بالفعل؟ الإجابة في الفصل التالي.
الفصـــل الثاني
المسيح الدجال
نقلت صحيفة الاسبوع المصرية في عددها الصادر بتاريخ 23 ذي الحجة 1423هـ الموافق 24 فبراير 2003م على الصفحة الخامسة مقالاً من برلين بقلم وليد الشيخ نقلاً عن مجلة (دير شيبجل) الألمانية جاء فيه ما يلي: ”إن أمريكا ملتزمة بالوقوف بجانب إسرائيل… إنها وصية إنجيلية، والإنجيليون يؤمنون بأن الله وعد الشعب اليهودي بهذه الأرض المقدسة. ترى المجلة أن هذا التحالف اليميني كان له أكبر أثر في الدعم الامريكي لرئيس الوزراء الاسرائيلي شارون، فوجود دولة إسرائيل بالنسبة لهم دليل على اقتراب معركة آرمجدون … إنهم يعتقدون أن الحرب قائمه وستؤدي إن آجلاً أو عاجلاً إلى وقوع معركة آرمجدون… إنه رغم التاريخ الحافل لجورج بوش الأب … إلا أن جورج بوش الابن أكبر أولاده ظل فاشلاً وضائعاً… حتى يوم 27/7/1986م حين أكمل عمره أربعين عاماً حيث يقول أنه ركع على ركبتيه وأقسم لزوجته (لورا) بألا يعود إلى ذلك أبداً – إلى الخمر – مرة أخرى طالباً مساعدة الله في تحقيق ذلك وتعلق المجلة بأن أمريكا تحب مثل هذه القصص والحكايات عن عودة الابن الضال. وتضيف المجلة إن من تولى إعادة تأهيل بوش هو القس (بيلي جراهام) النجم الأكبر لحركة البعث البروتستانتي اليمينية المتطرفة، وهو واعظ ذو شخصية كارزيمية يذهب إلى بوش وعائلته وأصدقائه بصورة دورية ليست فقط للصلاة بل للحديث عن قيادة العالم. وفي البداية كان جورج بوش يتابع ذلك بلا أدني اهتمام وتدريجياً بدأ اهتمامه في الازدياد إلى الحد الذي قال فيه يوماً ما ”هناك حبة نبتت في قلبي وبدأت أشعر بأنني أتغير“ وكان ترك الخمر هو أول قرار يتخذه بعد التحول وتقول (دير شبيجل) أنه منذ ذلك الوقت أصبح بوش واحداً من الستين مليون أمريكي الذين يؤمنون بالولادة الثانية للمسيح… ويقول (توني ايفانز) الواعظ من تكساس وأحد مستشاريه الروحيين ”تعاليم الإنجيل كانت سبباً رئيسياً لاتخاذ بوش قراره بالتقدم لانتخابات الرئاسة“، إنه شعر إن الله يكلمه وإن واجباته قد حددت بتكليف من الله بقوله ”إنني اقتنعت بأن ثقافتنا بكاملها يجب أن تتغير بصورة جذرية وإلى الأبد فنحن نحتاج إلى تجديد روحي في امريكا“ وبذا تحول بوش من إنسان غبي غائب عن الوعي بفعل الإدمان على الكحول إلى رئيس أمريكي ثم إلى قائد عسكري يسعى إلى شن الحرب. وقد كانت الولادة الثانية لبوش يوم 11سبتمبر حيث كان حتى هذا اليوم مجرد حاكم بلا هدف ولكن الهجوم على نيويورك وواشنطن أعطيا رئاسته الهدف والسبيل وبعدها بدأ في الحديث بمصطلحات دينيه مثل (معركة الخير ضد الشر)، (العدالة الأبدية)، (الحرب الصليبية)… (إن أفكار الولادة الثانية للمسيح سيطرت عليهم تماماً) معتبرين أن أحداث 11 سبتمبر مثلت إشارة لنهاية العالم بعد عودة المسيح ليحكم لمدة ألف عام بعد انتصار الخير على الشر في المعركة الشهيرة (أرمجدون) بجانب القدس والتي ستشهد القضاء على الاشرار في العالم (المسلمين) “. أهـ.
التعليق على مقالة الصحيفة الالمانية في وصف بوش الابن مقارنة بنصوص الكتاب والسنة:
سُمي الدجال بالمسيح لأنه يدعي النصرانية وهو كاذب في دعواه وينصر اليهود على المسلمين قال تعالى: ” وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا” الإسراء 6.
وعد الله اليهود بالعودة إلى الأرض المقدسـة في قوله تعالى: ”وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخـــِرَةِ جِئْنَا بِكــُمْ لَفِيفًا” الإسراء 104. بالعودة الجماعية.
إقامة دولة إسرائيل وعاصمتها القدس هي علامة قرب معركة (أرمجدون) وتحرير المسلمون للقدس بقيادة المسيح المسلم، وليس المسيح المتهود بوش، وإلى معركة آرمجدون أشار الله تعالى: ”فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)” الإسراء 7. لقد دخل المسلمون المسجد الأقصى أول مرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويدخلونه هذه المرة بقيادة المسيح المهدى وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: “العرب يؤمئذ قليل وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم، إذ نزل عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى، ليقدم عيسى ليصلي فيضع عيسى عليه السلام يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى عليه السلام: افتحوا الباب، فيفتح ووراءه الدجال ومعه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلي وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هارباً: ويقول عيسى: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود…” رواه ابن ماجة واسناده قوي.
وجاء في نزول عيسى ابن مريم في القدس بعد ميلاده الثاني في المغرب ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”يجئ عيسى ابن مريـم من قبل المغـرب مصدقاً بمحمد وعلي ملته فيقتل الدجال”.
قوله: ”وقد كانت الولادة الثانية لبوش يوم 11سبتمبر“ وأيضاً يؤكد القرآن على الميلاد الثاني للمسيح فالقرآن يمتاز بميزة تفرد بها عن الأديان السماوية الأخرى فالتوراة والإنجيل اندثرت أصولها ومراجعها الأصلية بسبب اندثار لغة تنزيلها ولم يبق منها إلا شرحها المنقول بالترجمة التي تعتمد على فهم المترجم، وهو يختلف من شخص لآخر لذا لحقها التحريف. خلافاً للقرآن الذي حفظت اللغة العربية أصوله إذ لا تحتاج آياته إلى ترجمة يقول تعالى: ”اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ” الشورى الآية 17. والقرآن ميزانه اللغة العربية الفصيحة التي تبين مقــاصده، يقول تعالى: “ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ” الزمر الآية 28.
وقوله ”غَيْرَ ذِي عِوَجٍ” يعني فصيحاً. وإذا قسنا قوله تعالى في عودة عيسى ابن مريم: ”ويكلم النـاس في المهد وكهلاً” آل عمران الآية 46.
ومعنى الكهولة في اللغة العربية الفصيحة: هي السن ما بين الشباب والشيخوخة أي ما بين الأربعين والخمسين سنة ولما كان هذا عام ألفين وثلاثة من ميلاد عيسى ابن مريم فإنه لا يكلم الناس كهلاً في هذه الأمة إلا بميلاد جديد. ولو تدبرنا القرآن نجد إن هذا الميلاد الجديد حتمي لقوله تعالى: ”وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ” يس الآية68. فلو عاد عيسى ابن مريم بميلاده الأول وعمره 2003 سنة سيأتيكم في أرذل العمر الذي تعوذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصلح للإمامة التي تقتضي كمال العقل والجسم. وإذا لم يتعقل المسلمون ميلاد المسيح ثانية من نصوص القرآن والسنة فإن اعتقاد (ستين مليوناً) من النصارى بميلاده ثانية بفهم ظاهري تصبح عقيدة للمسلمين وملزمة لهم شرعاً بنص القرآن، قال تعالى: ”فَاسْأَلُوا أَهـْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ“ النحـل الآية 43-44. فأهل الذكر في هاتين الآيتين هم اليهود والنصارى.
قوله ”الهجوم على نيويـورك وواشنطن أعطيا رئاسته الهدف والسبيل… “أي أن غضب بوش الابن على تدمير برجي التجارة كان السبب المباشر لخروج الجيوش الأمريكية لغزو العالم الإسلامي وقد ذكر مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر إن سبب خروج الدجال”إنـما يخـرج من غضبة يغضبها”.
وقوله ”بعد عودة المسيح … بعد انتصار الخير على الشر في معركة أرمجدون الشهيرة بجانب القدس … للقضاء على الأشرار (المسلمين) “.