بسم الله الرحمن الرحيم
الفهرست
المقــدمة:
فـتح الـقسـطنطينية.
(لـكل قـوم هـاد)
دور سوريا وإيران في نصرة الدين.
حـرب السبايا
أدوات النصر على الـروم واليهـود
صلة عيسى ابن مريم الرحمية بآل البيت..
الخــاتمة.
المقــدمة:
مجلة (رؤى) التي تصدر عن المركز العالمي للدراسات والبحوث نشرت في العدد الثالث 2005م دراسة للدكتور عبد الله الشيخ سيد احمد جاء فيها: ” اتضحت الصورة الاستراتيجية المرسومة للعالم الإسلامي من قبل قادة المشروع الصهيوني… والغرب ممثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية وغرب أوربا أو المشروع الغربي بجلاء لا يريد أي إضافة. وهي استراتيجية تسعى لتقسيم العالم (الإسلامي – العربي) إلى دويلات صغيرة وهزيلة تسهل السيطرة عليها انطلاقاً من منظور (أمني – أيديولوجي – مواردي) وقد بدأ المخطط الاستراتيجي للتقسيم والسيطرة يأخذ واقعاً عملياً في أفغانستان… والعراق… والسودان … والنذر تدور حول إيران وسوريا … ومصر… والمملكة العربية السعودية وغيرها.
لقد اعد قادة المشروع الصهيوني والغرب ممثلاً في الولايات المتحدة وغرب أوربا استراتيجيتهم ونشروها في هذا الصدد في وسائل الإعلام … ودور البحوث… ومراكز النشر ومراكز الدراسات الاستراتيجية كافة وبدؤا فعلاً في التنفيذ… والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي خيارات العالم الإسلامي إذاء مخطط التقسيم والسيطرة الجاري الآن ؟ ” المصدر: (رؤى) السنة الثانية العدد الثالث 2005م.
أقـــول:
هنالك إجابة فيها شبه الإجماع من علماء الأمة ومفكريها وهي: (الإسلام هو الحل) ولكنهم وللأسف لا يعلمون كيف يكون الإسلام هو الحل من الناحية التطبيقية وفق المنهج الإسلامي فأحسنوا القيل واساؤا الفعل وذلك بسبب جهلهم أو تجاهلهم للمشروع الاستراتيجي الذي رسمه الرسول صلى الله عليه وسلم وأعد دراسة إستراتيجية لهذه الأمة الإسلامية في مواجهة المشروع الاستراتيجي الصهيوني الغرب أوروبي والأمريكي.
لقد رسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخطة وحدد محاورها والدور الذي تلعبه الدول الإسلامية والعربية (أفغانستان – إيران – العراق – سوريا والسودان) والدور الذي تلعبه هذه الدول في تنفيذ خطة الرسول صلى الله عليه وسلم وحدد القيادة السياسية للعالم الإسلامي التي تقوم بتنفيذ خطة الرسول صلى الله عليه وسلم الإستراتيجية في مواجهة إستراتيجية الصهيونية الغرب الصليبي والوثني لهذه المنطقة.
قال تعالى “وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ” (42) سورة إبراهيم. وقال عز وجل “وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” (21) سورة السجدة. وقال عز وجل “فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ” (47) سورة إبراهيم.
الـفصل الأول
فـتح الـقسـطنطينية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال” رواه احمد وأبي داود.
قال يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل في تأليفه (اشرط الساعة): ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “…لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق … وقد أشكل قوله في هذا الحديث: (يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق) والروم من بني إسحاق لأنهم من سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، فكيف يكون فتح القسطنطينية على أيديهم؟”.
قال القاضي عياض: ” كذا هو في جميع أصول (صحيح مسلم): من بني اسحق” ثم قال: ” قال بعضهم: المعروف المحفوظ : (من بني إسماعيل). وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه، لانه إنما أراد العرب” اهـ. المصدر: أشراط الساعة ليوسف الوابل الفقرة 52 فتح القسطنطينية.
أقـــول:
القسطنطينية هنا إشارة إلى (الكويت) وقد غزاها الجيش العراقي (بني إسماعيل) بقيادة صدام حسين، ثم غزاها بني إسحاق (الروم) بتأليب العالم الغربي بقيادة أمريكا لإخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991م لانه جاء في بعض المصادر (لا قسطنطينية لكم) أي انها الكويت وليست قسطنطينية الروم حتى تقاتلوا المسلمين من أجل استعادتها واحتلالها بعد إخراج القوات العراقية (بني إسماعيل) منها.
هذا الحديث يفسر لنا الحديث السابق: عمران بيت المقدس خراب يثرب. لان الجيوش الرومية اتخذت من دخول القوات العراقية للكويت ذريعة للقضاء على قوة المسلمين لصالح إسرائيل فعبر عن ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم (عمران بيت المقدس – الذي اتخذه اليهود عاصمة لهم خراب يثرب أي المدينة العاصمة الدينية للمسلمين فصارت القدس عاصمة لإسرائيل هي القوى العظمى في المنطقة . وقال: وخروج الملحمة أي بين المسلمين والروم – فتح القسطنطينية أي احتلال العراق للكويت الذي كان السبب المباشر في الملاحم التي لم تهدأ إلى اليوم – وفتح القسطنطينية أي الكويت – خروج الدجال الأمريكي في أعراض المسلمين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سيكون رجل من بني أمية رجل أخنس بمصر يلي سلطانا يغلب على سلطانه أو ينزع منه فيفر إلى الروم فيأتي الروم إلى أهل الإسلام فذلك أول الملاحم) رواه نعيم بن حماد في الفتن حديث رقم 1333.
ذلك الرجل هو أمير الكويت الذي استغاث بالغرب الرومي الصليبي فأعادوا له سلطانه بقيادة الدجال الأمريكي. فالحرب في ظاهرها لإعادة السلطان إلى جابر لكن في حقيقتها تدمير قوة المسلمين فتكون الغلبة والقوة لليهود وهو معنى (عمران بيت المقدس خراب يثرب).
لقد خرج الدجال في إعراض المسلمين وحمى اليهود بأسلحته النارية الحارقة فالمنتظر بعد ذلك المسيح المهدي سليمان أبي القاسم بصفته الإمام لنصرة المسلمين. ومعرفة الإمام لا تتم إلا بالعودة للمنهج الإسلامي بعد أن فارقته الأمة بخروج معاوية ابن أبي سفيان أول الخوارج عن الإسلام.
الفصل الثاني
(لـكل قـوم هـاد)
منهج الإسلام الذي خرجت عنه الأمة سنة كانوا أم شيعة هو حديث (وسيكون خلفاء كثيرون قالوا فما تأمرنا؟ قال فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم …) متفق عليه.
فالخلفاء تعاقبوا على طول عمر هذه الأمة منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم لأن كلام رسول الله وعد صادق من الله وجاري التنفيذ على الواقع قال تعالى “وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ” إلا أن جمهور العلماء أنكروا على هؤلاء الخلفاء كلما جاء أحد منهم وجهر بأمر خلافته واتبعت الأمة الكبراء والأمراء فضلت الأمة بأسرها إلا فئة قليلة ناجية مستضعفة في الأرض بنص قوله “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ” (144) سورة آل عمران.
فالأمة ضلت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم مع جمهور علمائها وساداتها وأمرائها. وبقيت فئة قليلة ممسكة بمحجة الإسلام بإتباع هؤلاء الخلفاء الذين لا يخلو منهم زمن بنص الحديث (ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر) وهم الوارد ذكرهم في الآية ﴿ وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ فهم يمثلون الفرقة الناجية الظاهرة على الحق إلى يوم القيامة وإمام هذه الفرقة الناجية هو المهدي الوارد ذكره في القرآن…” وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ” (7) سورة الرعد. إن السنة والمتصوفة على اختلاف طوائفهم لازالوا ينتظرون مهدياً واحداً آخر الزمان وهذا اعتراف ضمني بأنهم في ضلال إلى حين إشعار آخر بظهور المهدي ليهديهم إلى سبيل الرشاد بعد أن ظلوا في ضلال مبين وتجاهلوا المهدي الذي لا يخلوا منه زمن بنص الآية ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ (7) سورة الرعد فالآية صريحة بوجود المهدي في كل قوم على امتداد هذه الأمة وما مات منم مهدي إلا أبدل الله مكانه مهدي آخر فكان أول المهديين علي بن أبي طالب وقد صرح بمهديته في خطبة البيان فقال: (159) أنا مهدي الأوان، (260) أنا عيسى الزمان، (267) أنا ليث بني غالب، (268) أنا علي بن أبي طالب). المصدر: الإنسان الكامل للدكتور عبد الرحمن بدوي.
أما خلافة الصديق وعمر وعثمان هي خلافة صحبة أجازها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم مهديون حكماً أما المهدي شرعاً هو الإمام علي ولذلك ان أبابكر الصديق نهى ان يلقب بخليفة الله وأجاز لقب خليفة رسول الله.
وكان المهدي قبلي هو الشيخ إبراهيم الكولخي وقد أعلن للناس عن مهديته فقال:
حمدت اله العرش حمداً لذاتــه | لما كنت محموداً وحمداً لعرفتي |
وخلفني في ملكه بعد غيبتـــي | وصرت أنا الهادي وفزت ببقيتي |
ما في حمى الماحي سوائي منادياً | وكل الذي تحت التجاني بفيضتي |
ولا عــــــارفاً إلا ببـــابي واقفــــاً | أدير واسقي القوم طراً بفيضتي |
فأنا حبيب الله والكنز والعـــلا | وانّ صلاتي في أرض مكـة |
ليس مرادي الفخر فيما ذكرتــه | بل الإذن من عند الجليل بقولتــي |
يقول الشيخ الكولخي في البيتين انه بلغ المقام المحمود ومقام الحمد وهو مقام خلافة الله وخلافة رسوله وصرح بأنه الهادي في ملك الله أي خليفة لله.
وقد نلت الخلافة بعده مباشرة عند وفاته عام 1975م وقد بيّن الشيخ إبراهيم الكولخي أن المهدي الذي يخلفه هو المسيح ابن مريم كما جاء في قوله:
واني وان كنت الأخير زمانــه | لأرجو بشارات الأمين لصحبــه |
سيأتي زمان لا يزال وأمتـــي | وما قال في عيسى سلواً لحزبــه |
فيارب فاسلك بي وحزبي صراطه | ولو كان قبض الجمر في قفو نهجه |