الإخبار بالمستقبل أهم صفات الكتب المنزلة كدلالة على صدق أنها من عند الله لأنه لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ومن ناحية أخري لتنوير الأمة بما يعترضها من أحوال في المستقبل وترشدهم إلى ما ينبغي عليهم أن يفعلوه حتى لا تصدمهم الأحداث فتقعدهم الحيل ولذلك جاء القرآن حافلا بأحداث مستقبل هذه الأمة.
وفي البخاري عن طارق بن شهاب، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم، وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه.
وفي هذا دليل أن الأحداث الجارية هذه الأيام والتي نعاصر أحداثها ونتفاعل معها مسطرة في الكتاب والسنة ولكن الناس حيالها فريقين فريق يتبين حقيقتها فيؤمن بها وعن هؤلاء يقول تعالى: “سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ” (فصلت : 53 ).
والفريق الآخر يغفل عنها ولا يرى أي علاقة لها بالقرآن والسنة وبين الله موقف هؤلاء فقال تعالى: “وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ” (يوسف : 105 ).
وجمع الله تعالى موقف المؤمنين بالآيات والمكذبين بها ويحسبون أنهم مؤمنون فقال تعالى: “أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ” (الأنعام : 89 ).
ومعلوم أنه ما من نبي يبعث إلا وقد جاء ذكره في كتاب من سبقه وعندما يبعث يكذبه قومه قال تعالى: “أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُون” (المؤمنون : 69 ).
ويجري سنن ذلك في تعامل الأمة مع المهديين فتضل الأمة بسبب مخالفتهم المهديين ويحسبون أنهم مهتدون كما قال تعالى: “وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ” (التوبة : 115 ) وقال تعالى: “الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعا” (الكهف : 104 ).
لقد نبه القرآن الأمة إلى كل ما تمر به في حياتها عبر العصور المتعاقبة إلى يوم القيامة وكذلك بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وأهم تلك الأحداث هي الآيات العشر بين يدي الساعة وأهم أشخاصها المهدي والدجال والمسيح بن مريم وهؤلاء الأشخاص هم موضوع هذا المنشور (المسيح الدجال رئيس أمريكا وقائد الغرب في صراع الحضارات ضد الإسلام والمسلمين (أفغانستان وإيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والسودان)) لأن اليهود والنصارى يتوقعون خروج قيادة المسلمين من هذه الأقطار فبادروا بإحداث حرب إستباقية وهو صراع عقائدي يُحسّم لصالح الإسلام كعقيدة تنفرد بالسيادة على العقائد التي أفسدها اليهود والنصارى وعفا عليها تشريع الدين الإسلامي.
جاء في دراسة أعدها محمد عبد الله عبد السيد تحت عناوين:
1/ خارطة الطريق إلى الخلافة الإسلامية الراشدة آخر الزمان.
2/ نبوءات آخر الزمان تحدثنا عن حصار الشام والواقع اليوم يؤكدها.
3/ اليهود كانوا وراء الحملات الصليبية.
جاء في الدراسة:
وفي إفتتاحية مجلة البيان تقرأ الآتي:
“إقامة إسرائيل الكبرى حتى تتحول بعد إلى مملكة مهيأة لمجيء المسيح لم تعد هذه الخرافات مجرد أساطير يطير بها أساطين الديانة اليهودية والنصرانية في عالم الأحلام بل إنها أصبحت واقعا تحركه الأساطيل الحربية والأحزاب السياسية والأحلاف الدولية ولا أدل على ذلك من أن قائد طلائع الدجال جورج بوش قد صرح أكثر من مرة أنه جاء لينفذ إرادة الله” [1] صحيفة الانتباهة عدد الثلاثاء 9 شوال1427هـ الموافق 31 أكتوبر 2006م صفحة 8.
الفصل الأول
حملة بوش الصليبية
تحت عنوان: الأسرار الخفية لحملة بوش (الصليبية) جاء في صحيفة رأي الشعب تحت عنوان: حملة بوش الصليبية ما يلي:
(سقوط الأقنعة) … هذا عنوان الكتاب الذي صدر بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الغزو الأمريكي للعراق، ويتتبع فيه المؤلف السفير (محمد والي) ملامح المشروع الصهيوني الأمريكي للسيطرة على العالم … فإن الحركة البروتستانتية عندما قدمت الكتاب المقدس، لكل مسيحي فقد أعطت الفرصة لفتح المختوم وهو سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي – أحد أسفار العهد الجديد – وكان هذا السفر يعد مختوما أي مغلقا لا يقرأ ولا يفسر من قبل الكنيسة الكاثوليكية. وهذا السفر يمثل الآن الأساس الأكثر تفصيلا لنظرية الملك الألفي، وتعني هذه النظرة – عند التيارات المسيحية المؤمنة بها أنه عندما يتجمع اليهود من الشتات في فلسطين، ستقوم معركة عالمية بين قوى الخير والشر، يعود المسيح لينتصر لقوى الخير… ويشدد الكتاب على أنه من الأهمية بمكان استظهار الدور الذي لعبته صهيونية البروتستانت والأصوليون المسيحيون في تمكين الصهيونية من بدء تنفيذ مشروعها الكوكبي الكبير بإقامة محطتها الأولى ومنصّة قفزها، إسرائيل وفي رفع مظلة حماية بالغة الشراسة والتصميم ممعنة في العنف الدموي فوق تلك المحطة الأولى: إسرائيل، ودرء أيًّ خطر أو شبهة خطر يمكن أن يتهددها أو ينتقص من وضعها كقوة عظمى إقليمية في المنطقة الأولى لنشاط الصهيونية ويضيف إلى ذلك قوله إنه من الضروري أن تظل على وعي بوضع تكافؤ الضدين في منطلقات ومواقف الصهيونية المسيحية، والضدان هنا: هما ما لا سبيل إلى تسميته إلا بصادة إسرائيل ومن هنا يفخر الأمريكيون بأن كل من أمريكا والكيان الصهيوني صنعهما الرواد، وها هو الرئيس الأمريكي جيمي كارتر يعلن هذه الحقيقة في ربيع 1979م من فوق الكنيست الصهيوني بقوله: “لقد آمن سبعة رؤساء وبرهنوا أن علاقة أمريكا ب (إسرائيل) أعمق بكثير من مجرد علاقة خاصة، فهي كانت دائما وستظل أبدا علاقة فريدة لا نظير لها، وهي علاقة لا سبيل إلى القضاء عليها لأنها ضاربة بجذورها بعمق بالغ في وعي الشعب الأمريكي وقيمه الأخلاقية وديانته ومعتقداته فكل من إسرائيل والولايات المتحدة صنعهما الرواد لأن أمتي أنا أيضا أمة من المهاجرين واللاجئين، فكلا الأمتين تكونتا من أناس اجتمعوا من أراض عديدة فنحن نشترك في ذلك كما تشترك في تراث التوراة” فهذا هو موقف الولايات المتحدة الثابت منذ ظهورها على المسرح الدولي كقوة عظمي، ففي سنة 1952م وبعد سنوات قليلة من انتهاء الحرب الكبرى الثانية أعلن الرئيس الأمريكي (هاري ترومان) (أن الولايات المتحدة استجابت لإلحاح العناية الإلهية!! فقبلت أن تأخذ عبء زعامة العالم على عاتقها) وكانت أوربا قبل أن تبزغ أمريكا بوقت طويل – قد أخذت على عاتقها تلك المهمة الكوكبية التي أطلق عليها الشعراء والمفكرون الأوربيون اسم: عبء الرجل الأبيض، وتحت ذلك الإضطلاع الأوربي الخيّر بذلك، بدأ عصر الإمبراطوريات الأوربية التي غزت أجزاء بأكملها من العالم وتنازعت ذلك العالم وتطاحنت عليه وفرضت على سكانه قيمها ومؤسساتها ونظرتها إلى ما ينبغي أن تكون عليه الحياة ومصالحها (10) وفي حين كان المبرر (الأخلاقي) لاندفاع الأمم الأوربية إلى ما وراء حدودها الوطنية لتبسط النفوذ الأوربي على العالم ونهب ثرواته بادعاء الرغبة في توسيع نعمة (التحضر) (11) فإن القوة الدافعة المحركة لذلك التوسع نبعت مما كانت أوربا قد توصلت إليه من تقدم تقني في ظل موقف فكري أنبنى على أن الإنسان الأوربي كان قد وصل إلى مرحلة من التقدم بات متعينا عليه – كيما يواصل ذلك التقدم – أن يفرض النظام العقلاني ألإنسي على فوضى الطبيعة وعشوائيتها غير العقلانية ومن الشعور الأوربي بأن منجزات التقدم التقني والتنظيم الاجتماعي شكلت انتصارا على فوضى الطبيعة وعشوائيتها نبعت قناعة أوربية بأن الإنسان الأوربي إنسان أعلى، وأنه بوصفه ذاك مكلف أخلاقيا برسالة تحضير العالم، أي بعبارة أخرى إعادة خلق العالم على الصورة الأوربية تأمينا لتحقيق العالم مصالح أوربا ويرى المؤلف أن هذه الرسولية الأوربية، امتدت كأنما في جينات الوراثة إلى أمريكا وليدة أوربا فتشبعت بها أرواح وعقول مفكريها وصفوتها الحاكمة، وحصل جون آدمز، أحد الرؤساء الآباء المؤسسين يعلن – سنة 1765م أن الله ما أوجد أمريكا إلا لتنفيذ مشيئته المتمثلة في القيام بعبء تنوير وقيادة الشعوب الرازحة تحت نير الجهل والتخلف والعبودية والأخذ بأيديها صوب التنور والتقدم والحرية … إلا أن النزوع في حالة أمريكا – في رأي المؤلف – نشأ داخلا عليه عنصر لا عقلاني – إيماني – مثالي أو بيورتاني هو كون الرسالة ألقيت على عاتق الأمة الأمريكية التقية إلهياَ التي وصفها ايزنهاور فيما بعد بأنها تحب الله كثيرا ويبادلها الله حبا بحب مكلفة – تبعا لذلك – بتنفيذ مخطط الله تعالى: في الخليقة.
ذلك المخطط ورد بحرفيته في التوراة وسائر أسفار العهد القديم … قد حمل الشعب المختار إسرائيل، مهمة تنفيذه، لكن الشعب لم يتمكن من القيام بعبئه لظروف عديدة يوضحها العهد القديم تفصيلا… والأدلة على ذلك الإعتقاد لا تكاد تحصي، وقد أجملها الكاتب الأمريكي هيرمان مليفيل خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، في مقولة مهمة له: إننا الأمريكيين شعب أخص، شعب مختار جديد وإسرائيل هذا الزمان وبذا فإننا نحمل على عواتقنا عبء تحقيق الخلاص لكل البشر.
وقبل أكثر من قرنين ونصف أعلن المهاجرون الأوئل إلى أرض القارة الأمريكية الشمالية أنهم استوطنوا تلك الأرض لينشئوا أورشليم الجديدة، وأكد لهم قساوستهم المعبرون أن أورشليم كانت، لكن نيو أنجلاند هي الموجودة الآن واليهود كانوا، لكنكم أنتم الآن شعب الله، وهو ما علق عليه أحد الباحثين اليهود بقوله: إن أولئك الناس لم يطاولهم الشك في أنهم اليهود الحقيقيون والورثة الحقيقيون والآخيرون لكل ما تعهد به الله في العهد القديم.
وإصباغا لهوية إسرائيل التوراتية على أمريكا … فهم استهلوا وجودهم عامة بعملية إبادة جماعية لشعب بأكمله، كان شعب الهنود الحمر (سكان أمريكا الأصليون) ، باعتبار أن تلك الإبادة كانت من أجل المسيح وقياما بعمل الله تعالى: على الأرض…
في ضوء ذلك يقول السفير محمد والي: (13) نستطيع أن نفهم سر الحملة الصليبية الجديدة التي استفتحها الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بغزو أفغانستان ثم العراق، والبقية تأتي ولتحقيق هذا الهدف الاسمي تسعى أمريكا لتقسيم المنطقة العربية والإسلامية – المقسمة أصلا – وزيادة تفتيتها حتى يكون الكيان الصهيوني هو القوة الإقليمية العظمى في المنطقة، وبذلك يمكننا أن نفهم سر إشاعة الفوضى في المنطقة وإثارة النزاعات العرقية والطائفية، وصولا إلى التفتيت المنشود.
ويؤمن المؤلف (14) أن هذا المخطط لن يتوقف إلا بهزيمة كبرى تلحق بأمريكا فتستفيق من عقدة غرور القوة وتأثيراتها المدمرة وهو ما يؤشر إليه صراحة تعثر المشروع الأمريكي في العراق…”. المصدر صحيفة رأي الشعب بتاريخ السبت 28 أكتوبر 2006م صفحة 7.
أقول:
وفي هذا المنشور (28) أوضح للأمة من الذي يهزم أمريكا في معركة فاصلة ونهائية ومن أي جهة يأتي هلاكها المرتقب.
الفصل الثاني
تعريف الدجال بلغة العرب 1-2
قال القرطبي في التذكرة (باب) ذكر الدجال وصفته ووصفه ونعته:
قال ابن دحيه: قال العلماء الدجال في اللغة يطلق على عشرة وجوه:-
الأول: أن الدجال الكذاب، قاله الخليل وغيره وأنها دجلة بسكون الجيم ودجلة لفتحها كذبة لأنه يدجل الحق بالباطل وجمعه دجالون ودجاجلة
الوجه الثاني: أن الدجال مأخوذ من الدجل، وهو طلاء البعير بالقطران سمى بذلك لأنه يغطي الحق ويستره بسحره وكذبة واسمه إذا فعل به ذلك المُدَجًّل قاله الأصمعي.
الوجه الثالث: إنما سمي بذلك لضربه في نواحي الأرض وقطعه لها يقال: دجل الرجل إذا فعل ذلك.
الوجه الرابع: إنه من التغطية لأنه يغطي الأرض بمجموعة، والدجل التغطية، قال ابن دريد: كل شيء غطيته فقد دجلته ومنه سميت دجلة لانتشارها على الأرض وتغطية ما فاضت عليه.
الوجه الخامس: سمي دجالا لقطعة الأرض إذ يطأ جميع البلاد إلاّ مكة والمدينة والدجالة الدفقه العظيمة.
الوجه السادس: الدجال: سمي دجالا لأنه يغر الناس بشره كما يقال لطخني فلان بشره.
الوجه السابع:المخرق.
الوجه الثامن: الدجال: المموه قاله ثعلب، ويقال سيف مدجل إذا كان قد طلي بالذهب.
الوجه التاسع:الدجال: ماء الذهب الذي يطلى به الشيء فيحسن باطله وداخله خرق أو عود سمي بالدجال لأنه يحسن الباطل.
الوجه العاشر: فرند السيف، والفرند هو جوهر السيف وماؤه ويقال بالفاء والباء إذ أصله عين صافية على ما تنطق به العجم، فعربته العرب ولذلك قال سيبويه: هو عندهم خارج عن أمثلة العرب.
ذكر هذه الأقوال العشرة الحافظ أبو الخطاب بن دحيه رحمه الله في كتاب (مرج البحرين في فوائد المشرقين والمغربين) التذكرة للقرطبي طبعة 1999م ص 547.
هذه الصفات معلومة الدلالة اللغوية للعامة والذي يحتاج إلى مزيد من الشرح:
الوجه السادس: كلمة (يغر) فهي أما من الغرر – الغش أو الإغراء بالمكر والخديعة أو الاستدراج لإيقاع المرء في شره مستوحى من قوله (لطخني فلان بشره).
الوجه السابع: المخرق: ومعناه الذي لا يحسن التصرف بجهله وحمقه أو الكذاب نتيجة لذلك كما جاء في قوله تعالى: “وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ”.
الوجه الثامن:المموه: المزيف للحقيقة الذي يخدع الناس وقد جاء شرح ذلك في الوجه التاسع.
الوجه العاشر:(فرند السيف) وفرند هو جوهرة وماؤه ومعناه أن الدجال يحارب الأمة عند خروجه من غضبته فالسيف هو رمز للحرب وكناية على الآلة الحربية في كل عصر وإن استبدل السيف في الحرب بآلة عصرية وبنظرة شاملة لصفات الدجال هذه نجدها مجتمعة في سورة القلم في قوله تعالى: “هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ” يجوب الأرض ويقطعها شعبا للفتنة أمثال فتنة الشيعة والسنة في العراق وفتنة مجموعة 14آزار وحزب الله في لبنان وفتنة الصومال وأثيوبيا في القرن الأفريقي.
“مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ” يمنع الناس من أموالهم بالحصار. (معتد) بالحرب التي افتعل أسبابها بتمويه وتزييف الحقائق.
(أثيم) مبالغ في الإثم بتشجيعه للفساد باسم الحرية (عتل) غليظ القلب بلا رحمة يقتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة (زنيم) بتزوير فعله ذلك بأنه يريد محاربة الإرهاب لنشر السلام والأمن والحرية والديمقراطية وهو الذي يثير الرعب والخوف ويستعبد الناس ويسلبهم حريتهم.
“أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ” يمتلك الثروة الضخمة وتطيعه شعوب الأمم المتحدة.
“إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ” كافر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم “سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ” سنعًّرف حقيقة الدجال لصاحب الخرطوم وعلى يده يذل الله الدجال.
وبالإضافة إلى سورة القلم فإن الأحاديث النبوية جاءت بشيء من التفصيل التي توضح سيرة الدجال وأفعاله الشريرة.
الفصل الثالث
أوصاف الدجال الخلْقية
ذكر القرطبي في التذكرة (باب) ذكر الدجال ونعته:
عن الفلتان بن عاصم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“فأما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة ممسوح العين اليسرى عريض المنحر فيه اندفاء”.
وعن حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار”.
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما رأي ماء أبيض والآخر رأي نار تأجج، فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ويطأطئ رأسه فيشرب فإنه ماء بارد، وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفره غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب”.
وعن عبد الله بن عمر: قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بين ظهراني الناس المسيح الدجال فقال:
“إن الله ليس بأعور ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمني كأن عينه عنبة طافيه”.
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أراني الليلة في المنام عند الكعبة فإذا رجل آدم كأحسن ما تري من آدم الرجال تضرب لمته بين منكبية رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت فقلت: من هذا؟ فقالوا: هو المسيح ابن مريم، ورأيت وراءه رجلا جعدا قططا أعور العين اليمني كأشبه من رايت من الناس بابن قطن واضعا يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت فقلت من هذا؟ قالوا هو المسيح الدجال”.
وخرج (أبو داود الطيالسي) عن أبي بن كعب قال ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم أو قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الدجال فقال: “إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء وتعوذ بالله من عذاب القبر”[1] رواه أحمد التذكرة للقرطبي.
وجاء في البداية والنهاية لابن كثير: روى أحمد، والحارث بن أبي أسامة وابن أبي يعلي من طريق هلال عن عكرمة عن ابن عباس في حديث الإسراء قال: ورأى الدجال في صورته … فسئل عن الدجال فقال: “إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري كأن شعره أغصان شجرة”.
عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “حدثتكم عن المسيح الدجال حتى خشيت إلا تعقلوا أن المسيح الدجال قصير أفجج جعد أعور مطموس العين ليس بناتئة ولا حجراء فإذا التبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور”. أخرجة أبو داود.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إني خاتم ألف نبي وأكثر وما من نبي يتبع إلا وقد أنذر أمته الدجال، وإني قد بين لي من أمره ما لم يبين لأحد، إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وعينه اليمنى عوراء جاحظة ولا تخفى كأنها نخامة على حائط مُجَصَّص وعينه اليسري كأنها كوكب دريُّ، معه من كل لسان ومعه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء وصورة النار سوداء تَدْخُنُ” تفرد به أحمد.
التعليق:
أقول: بالنظرة إلى هذه الأحاديث التي تصف الدجال كشخص لا يمكن التعرف على شخصه وذلك للتباين الواضح في هذه الصفات إذ لا يمكن أن تتجسد في شخص واحد يتعرف عليه الناس بتجسمها فيه واستشهد في قولي هذا بأقوال السلف من العلماء فقد أورد القرطبي في التذكرة في باب: ذكر الدجال ونعته (فصل).
وجاء في حديث حذيفة: أعور العين اليسري، وفي حديث ابن عمر: أعور العين اليمني، وقد أشكل الجمع بين الحديثين على كثير من العلماء قال: وحتى أن ابن عمر بن عبد البر، ذكر في كتاب التمهيد له:
“وفي حديث سمرة بن جندب أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: “إن الدجال خارج وهو أعور العين الشمال عليها ظفرة غليظة وأنه يبرئ الأكمة والأبرص ويحيي الموتى ويقول للناس أنا ربكم فمن قال أنت ربي فقد فتن ومن قال ربي الله عز وجل حتى يموت على ذلك فقد عصم من فتنته، ولا فتنة عليه ولا عذاب، فيلبث في الأرض ما شاء الله، ثم يجئ عيسى بن مريم عليه السلام من قبل المغرب مصدقا محمد صلى الله عليه وسلم وعلي ملته فيقتل الدجا ل ثم إنما هو قيام الساعة”.
قال أبو عمر بن عبد البر: ففي هذا الحديث أعور العين الشمال، وفي حديث مالك: أعور العين اليمني والله أعلم وحديث مالك أصح من جهة الإسناد قال أبو الخطاب بن دحيه: ليس كما قال بل الطرق كلها صحيحة في العينين.
أقول: في خلاصة مقالي في هذا الشأن أن الدجال أمره متشابه على الناس بصريح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “…حتى خشيت ألا تعقلوا… فإذا التبس عليكم…” فاستحال بذلك التشابه إجماع الناس على تحديد شخصيته وفي هذه الحالة فإن التعويل على تعريف الدجال بصفته اللغوية السابقة في الفصل الثاني وصفاته الخلقية أي أفعاله وسلوكه التي جاءت في الكتاب والسنة ومما يزيد التعرف على شخص الدجال تعقيدا وتشابها الأحاديث التي تذكر معاصرة الدجال لعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الرسول عليه الصلاة والسلم أن معاصريه سيفنوا خلال قرن من الزمان وبالطبع فإن ذلك الفناء يشمل الدجال لأنه لم يستثن أحدا من البشر.
عن أبي عبيدة بن الجراح قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أنه لم يكن نبي إلا أنذر قومه الدجال وأنا أنذركموه” فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي. قالوا يا رسول الله كيف قلوبنا يومئذ؟ قال: مثلها اليوم أو خير” صحيح رواه الترمذي.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعله يدركه من رآني وسمع كلامي” رواه أحمد وابوداود والترمذي.
أقول: (لعَّل) في لغة العرب للرجاء المأمول تحقيقه وأورد ابن كثير في البداية والنهاية.
وقال أبو سفيان بن عيينه عن علي بن زيد عن الحسن، عن عمران بن حصين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقد أكل الطعام ومشى في الأسواق” يعني الدجال[1] البداية والنهاية فصل حديث النواس ين سمعان.
هذا الرجل الذي مشي في الأسواق وأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يلتقيه وإن كان من معاصريه فإنه هلك حتما في قرنه روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر قال: صلي النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
“أرايتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد فَوَهلَ الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مئة سنة وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يبقي ممن هو اليوم على ظهر الأرض) يريد بذلك أنها تخرم ذلك القرن).المهدي وفقه أشراط الساعة للدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدم صفحة 339-341.
الفصل الرابع
إرهاصات خروج الدجال
تلك النصوص قطعية الدلالة على هلاك الدجال الذي يعتقد الناس أنه كان موجودا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ما ينتظر ظهوره في زمن المهدي هو جنس دجال الذي تنطبق عليه صفة الدجل بلسان العرب وهو الذي يقتله المسيح بن مريم فقد روى الإمام أحمد عن عمرو بن العاص قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“سيخرج ناس من أمتي من قبل المشرق يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج منهم قرن قطع حتى عد زيادة علي عشر مرات كلما خرج منهم قرن قطع حتى يخرج الدجال في بقيتهم”. أقول: هذا الدجال الذي يخرج في الناس ويمشي في الأسواق ويأكل ويشرب بعد أكثر من عشرة قرون من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم غير ذلك الدجال الذي مشى في الأسواق وأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا الدجال الذي يخرج بعد أكثر من عشرة قرون في أهل المشرق الذين لا تجاوز قراءتهم للقرآن تراقيهم يعاصر المهدي ويخرج في زمن حكمه فيه دلالة على أنّ الناس في زمن المهدي يعيشون في حالة تردى الإيمان لأن أسوأ عهد تعيشه الأمة في تاريخها يكون في فترة حكم المهدي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إن أمام الدجال سنين خداعه يصدق فيها الكاذب ويُكذبّ فيها الصادق ويُؤمنّ فيها الخائن، ويُخونَ فيها الأمين وينطق فيها الرويبضه؟ قيل وما الرويبضه؟ قال: الفويسق يتكلم في أمر العامة” رواه أحمد باسناد جيد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“يخرج الدجال في خفة من الدين وإدبار من العلم” رواه أحمد وصححه الحاكم.
وذلك لأن الدجال يخرج في فترة حكم المهدي فيشهد عن المهدي الدرك الأسفل للأمة من الإنحطاط الأخلاقي وسوء ذات البين فيمهد بذلك الأرضية لخروج الدجال.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقه فبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يوما الله أعلم ما مقدارها؟ الله أعلم ما مقداراها؟ – مرتين- وينزل عيسى بن مريم فيؤمهم فإذا رفع من الركوع قال: سمع الله لمن حمده قتل الدجال، وأظهر المؤمنين” أخرجة بن حبان في صحيحه.
والحقيقة الغائبة عن المسلمين هي أن المهدي غير عيسى لا يقيم الدين ولا يوحد المسلمين بل العكس يشهد عهده تردي أخلاق الناس، وسوء ذات البيّن وفساد في العقيدة وفي زمانه تتوالى الفتن وتتعاظم حتى تخرج أعظم فتنة في الأرض هي خروج الدجال.
وأما مهدي أهل البيت الذي يملأ الدنيا عدلاً هو عيسى بن مريم بميلاده الثاني في آل البيت فينسب إليهم كما جاء في حديث فتنة الأحلاس وسنتناوله بعد قليل.
عن هشام بن عامر الأنصاري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال” أخرجه أحمد.
لقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الفتن التي تعاصر المهدي فتنة الأحلاس:
عن عمير بن هاني العنسي، سمعت عبد الله بن عمر يقول:
“كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الاحلاس؟
قال: “هي حرب وهرب، ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته حتى إذا قيل انقضت عادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس، إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه فسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده” رواه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم ووافق الذهبي.
وجاء في التفسير: كورك على ضلع: مثل للأمر الذي لا يستقيم لأن الورك لا يثبت على الضلع.
حديث فتنة الأحلاس يؤكد ما جاء في الأحاديث التي سبقته التي توضح فساد الأمة في دينها وأخلاقها في زمن المهدي وقبيل زمن عيسى إلى درجة يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا وكل ذلك قبيل خروج الدجال إرهاصا لخروجه.
والدليل على أن الرجلين المشار إليهما في الحديث – رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني (هو المسيح بن مريم) و – يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع (المهدي صدام حسين) فإن وصف الرجل الأول لا ينطبق إلا على عيسى بن مريم بميلاده الثاني في هذه الأمة دل عليه الوصف (يزعم أنه مني وليس مني) وذلك لأن عيسى وإن ولدته امرأة متزوجة برجل من أهل البيت إلا أنه أي عيسى ليس نطفة من أحد فإن هذا الوصف يستحيل على أي مهدي غيره لأن نص الآية “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ” (59) سورة آل عمران. تفسير الحديث ويبّين المقصود بـ( يزعم أنه مني وليس مني) إن المراد هو عيسى بن مريم وذلك لأن آدم ليس من نطفة أحد.
والشاهد على أن الرجل الذي يصطلح عليه الناس (كورك على ضلع) هو المهدي لأن الدجال يخرج في زمنه وينزل عيسى بن مريم فالأمر لا يستقيم لذلك المهدي لأن الدجال يأسره كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“فيأمر الدجال به فيشج فيقول: خذوه وشجوه فيوسع ظهره وبطنه ضربا قال فيقول: أوما تؤمن بي؟ قال فيقول أنت المسيح الكذاب، قال: فيؤمر به فينشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه، قال ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له: قم فيستوي قائما قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول ما ازدت فيك إلا بصيرة، قال: ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس مثل الذي فعل بي قال: فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل الله ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا، قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس إنما قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين” رواه مسلم في صحيحه.
وفي رواية أخرى لمسلم قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم:
” … فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون لا قال: فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه: والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن، قال: فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه”[1] رواه مسلم.
هذا الرجل هو صدام حسين الذي اصطلح عليه علماء المسلمين في شتي أقطار الأرض وبايعوه على حمل راية الإسلام دفاعا عن عقيدة الإسلام وعرض المسلمين وأرضهم في وجه الهجمة الصليبية اليهودية على المسلمين في حرب الخليج الثانية باسم تحرير الكويت عام 1991م ولنا لها عودة.
الفصل الخامس
بيعة المهدي بين الركن والمقام
لقد اختلط شخص المسيح ابن مريم بشخص المهدي ولُبِّس أمره على علماء الأمة وخاصة في هذا الحديث الذي تعتبره الأمة هو الأساس في تحديد شخص مهدي آل البيت على الرغم من ضعفه فقد ضعف علماء الأمة كل الأحاديث التي جاء ذكر المهدي فيها صريحا فقد ذكر المتقي الهندي في كتابه (البرهان في علامات مهدي آخر الزمان) الطبعة الأولي 1412هـ – 1992م صفحة (69)
أخرج نعيم بن حماد والحاكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“في ذي القعدة تحارب القبائل، وعامئذ بنهب الحاج فتكون ملحمة بمني، حتى يهرب صاحبهم فيبايع بين الركن والمقام وهو كاره، يبايعه مثل عدة أهل بدر يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض” ضعيف أخرجه الحاكم 4/503.
وأخرج أيضا عن قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“يخرج المهدي من المدينة إلى مكة فيستخرجه الناس من بينهم فيبايعونه بين الركن والمقام وهو كاره” عزاه السيوطي في (العرف الوردي- من الحاوي للفتاوى)2/76 إلي نعيم بن حماد.
وأخرج أيضا عن على قال: إذا خرجت الرايات السود من السفياني الذي بها شعيب بن صالح، تمني الناس المهدي، فيصلي فيطلبونه، فيخرج من مكة ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيصلي ركعتين بعد أن يئس الناس من خروجه لما طال عليهم البلاء، فإذا فرغ من صلاته انصرف، فقال: أيها الناس، ألحَّ البلاء بأمة محمد وبأهل بيته خاصة قهرنا وبغي علينا.
وأخرج الداني عن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“سيكون في رمضان صوت وفي شوال معصمه بمنى، يكثر فيها القتلى، ويسيل فيها الدماء، حتى تسيل دماؤهم على الجمرة، حتى يهرب صاحبهم فيؤتى بين الركن والمقام فيبايع وهو كاره ويقال له: إن أبيت ضربنا عنقك، يرضى به ساكن السماء وساكن الأرض”. عزاه في عقد الدرر (ص 104) إلي الإمام عمرو الداني.
وأخرج الداني عن قتادة قال:
“يجاء إلى المهدي في بيته والناس في فتنة تهراق فيها الدماء فيقال له: قم علينا، فيأبى، حتى يخوف بالقتل، فإذا خوف بالقتل فأقام عليهم، فلا يهراق بسببه محجمة دم”.
وأخرج نعيم بن حماد عن ابن مسعود قال:
“إذا انقطعت التجارات والطرق وكثرت الفتن، خرج سبعة نفر علماء من أفق شتى على غير ميعاد يبايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، حتى يجتمعوا بمكة، فيلتقي السبعة، فيول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه الفتن، وتفتح له القسطنطينية، قد عرفناه باسمه واسم أبيه، وأمه، وجيشه بمكة، فيتفق السبعة على ذلك فيطلبونه فيصيبونه بمكة، فيقولون له أنت فلان ابن فلان؟ فيقول: بل أنا رجل من الأنصار، حتى يفلت منهم فيصفونه لأهل الخبرة والمعرفة به، فيقال: هو صاحبكم الذي تطلبونه قد لحق بالمدينة، فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة، فيطلبونه بمكة، فيصيبونه فيقولون أنت فلان ابن فلان، وأمك فلانه بنت فلان، وفيك آية كذا وكذا وقد أفلتّ منا مرة، فمد يدك نبايعك، فيقول: لست بصاحبكم حتى يفلت منهم، فيطلبونه بالمدينة، فيخالفهم إلى مكة، فيصيبونه بمكة عند الركن، ويقولون: أثمنا عليك، ودماؤنا في عنقك إن لم تمد يدك نبايعك، هذا عسكر، السفياني قد توجه في طلبنا، عليهمم رجل من حزم، فيجلس بين الركن والمقام، فيمد يده فيبايع له، فيلقي الله محبته في صدور الناس فيصير مع قوم أسد بالنهار، ورهبان بالليل”.
اقول في التعليق والشرح:
السبب الرئيسي في طلب هذا الرجل هو: أن تهدأ على يديه الفتن وهي أهم صفاته وأنه معلوم الاسم والأب والأم من غير تصريح بأسمائهم مما يجعل الباب مفتوحا في مجال أسمائهم.
ويلاحظ أن هذا الرجل قال للرجال السبعة (لست بصاحبكم) وفي هذا دلالة قاطعة على أنه ليس المهدي الذي تتنظره الأمة المعلوم الأب والأم ويلاحظ أنه تعلل في نفيه بأنه رجل من الأنصار أي من المدينة وفي هذا أكبر دليل وأقوى برهان أن المهدي معلوم الأب والأم والذي تهدأ عليه الفتن ويجيء من السودان إلى مكة وليس من المدينة للتصدي لجيوش السفياني المتوجه إلى مكة.
فقد أخرج الداني عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن هذا الرجل المذكور في هذه الأحاديث والآثار هو مهدي آل البيت المعتمد عندهم شرعا. ولما كانت كل هذه الأحاديث والآثار ضعيفة فإنها لا تبنى عليها عقيدة ما لم تؤيدها أحاديث صحيحة أو قوية السند وأخذت حديث الداني عن حذيفة كمثال لأنه جامع لكل ما ورد في الأحاديث التي تتحدث عن بيعة مهدي آل البيت بين الركن والمقام وأخذت نقاط جوهرية فيه أوضحها بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقوم الحجة بما صحَّ من أصول مراجع التشريع.
وهذه النقاط هي:
إذا خرجت السودان طالبة العرب ينكشفون حتى يلحقوا ببطن الأرض وبطن الأرض هي مكة لأنها أم القري وأول بيت وضع للناس فالرجل المطلوب البيعة له بين الركن والمقام يأتي إليها من السودان وهذا سبب اعتراض ذلك الرجل بقوله: “أنا رجل من الأنصار” أي من المدينة أي أن الذي يبايع بين الركن والمقام لا يأتي إلى مكة من المدينة بل من السودان لأن أهل السودان القادمين من قبل المغرب هم الذين يقتلون السفياني (عميل الدجال) والدجال معا.
فقد أخرج ابن حيان بسنده عن جابر بن سمرة قال سألت نافع بن عتبة بن أبي وقاص قلت حدثني هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الدجال؟ فقال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده طائفة من أهل المغرب أتوه يسلموا عليه وعليهم، الصوف فلما دنوت منه سمعته يقول: “تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم، ثم تغزون فارس فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الروم فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الدجال فيفتحها الله عليكم” ابن حبان ج 8 حديث رقم 6637 وهذا الحديث يؤكد صحة حديث مسلم ويستذكره في وصفه.
وعن عمار بن ياسر قال إن لأهل البيت بينكم إمارات فالزموا الأرض حتى ينساب الترك في خلافة رجل ضعيف فيخلع بعد عامين من بيعته ويخالف الترك بالروم ويخسف بغربي مسجد دمشق ويخرج ثلاثة نفر من الشام، ويأتي هلاك ملكهم من حيث بدأ، ويكون بدأ الترك بالجزيرة والروم وقسطنطين فيتبع عبد الله، عبد الله فيلتقي جنودهما بقرقيسياء على النهر فيكون قتال عظيم، ويسير صاحب المغرب فيقتل الدجال.
ملاحظة مهمة: ورد في المنشورات السابقة ( فيقتل الدجال) وبنفس رقم الحديث ( 31497) وفي هذه الطبعة (الرجال) بدلاً عن (الدجال ) وقد يكون الخطأ (مطبعي) أو (مني) وعليه أرجو تحييد الإستشهاد بهذا الأثر في منشوراتي مع أن ذلك لا يغير الحكم في أن صاحب المغرب هو الذي يقتل الدجال من مصادر أخرى صحيحة السند وأهمها “يجيء عيسى ابن مريم من قبل المغرب فيقتل الدجال” رواه أحمد، ويسبي النساء ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة إلى السفياني [1]” كنز العمال ج 11 حديث رقم 31497 طبعة بيروت 1979م الذي يقود السودان لغزو جزيرة العرب ويقتل الدجال هو رجل أهل البيت بدلالة قوله: “إن لأهل البيت بينكم أمارات” وهو الذي يبايع بمكة بين الركن والمقام غازيا لجزيرة العرب من الخرطوم العاصمة السودانية قال القرطبي في التذكرة:
“تقدم من حديث أم سلمة وأبي هريرة أن المهدي يبايع بين الركن والمقام وظاهر أنه لم يبايع وليس كذلك فإنه روي من حديث ابن مسعود وغيره من الصحابة أنه يخرج في آخر الزمان من المغرب الأقصى… والحديث بطوله وفيه: فيأتي الناس من كل جانب ومكان فيبايعونه يومئذ بمكة وهو بين الركن والمقام وهو كاره لهذه البيعة الثانية بعد البيعة الأولى التي بايعه الناس بالمغرب” التذكرة فصل: من أين يخرج المهدي.
وروي من حديث معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“ويكون في المغرب الهرج والخوف ويستولي على الناس الجوع والغلاء وتكثر الفتنة ويأكل الناس بعضهم بعضا فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المهدي القائم آخر الزمان وهو أول أشراط الساعة” التذكرة فصل من أين بخرج المهدي.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يجيء عيسى بن مريم من قبل المغرب مصدقا بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة” رواه أحمد.
وقال القرطبي في التذكرة: “فإن المهدي إذا خرج بالمغرب على ما تقدم… فيبعث كتبه إلى جميع قبائل المغرب … أن انصروا دين الله وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيأتون إليه من كل مكان… ويكون على مقدمته صاحب الخرطوم وهو صاحب الناقة الغراء وهو صاحب المهدي وناصر دين الله وولي الله حقا” التذكرة فصل أشراط الساعة وعلاماتها.
أقول:
صاحب الخرطوم الذي يكون على مقدمة المهدي ويمهد له هو الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير.
ولما كان هذا المهدي الفاطمي الذي يقتل الدجال كما بين القرآن في قوله عز جل:
“سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ” القلم (16 ) – والخرطوم في الآية هي العاصمة السودانية – وأنه لم يسلط على قتل الدجال إلا عيسى بن مريم كما دلت على ذلك مجمل الأحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم:
“لم يسلط على قتل الدجال إلا عيسى بن مريم” أخرجه أبو داود كما في التصريح حديث رقم8 فإن عيسى بن مريم هو مهدي آل البيت الذي يبايع له بين الركن والمقام بمكة ولكن يأتي قادما إليها من الخرطوم العاصمة السودانية وليس من المدينة.
يؤكد هذا الدليل ما جاء في الفقرة (2): “… ثم يسيرون إلى مكة فإذا كانوا بالبيداء بعث الله جبريل فيضرب برجله ضربة يخسف الله بهم” والخسف آية من الله آتاها لعيسى ابن مريم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “…فينزل عيسى ابن مريم … فيقولون من أنت فيقول أنا عبد الله ورسوله وروحه وكلمته عيسى بن مريم، اختاروا بين إحدى ثلاث: بين أن يبعث الله على الدجال وجنوده عذابا من السماء جسيما أو يخسف بهم الأرض أو يسلط سلاحكم عليهم ويكف سلاحهم عنكم…” أخرجه معمر ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
ولنا عودة لقول عيسى ابن مريم في هذه الحديث (ورسوله) عند الكلام عن سورة الدخان في الآية “أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ” الدخان ( 13 ) وأواصل شرح الفقرة: عمل جبريل هذا هو الدليل على أن مهدي آل البيت هذا هو عيسى بن مريم لتأييده بالملك جبريل في قوله تعالى: لعيسى ابن مريم: “إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً” المائدة (110). وروح القدس هو جبريل عليه السلام.
وفي الفقرة (3) فيبعث السفياني إلى عظيم الروم وعظيم الروم هو الدجال والسفياني عميله من العرب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو دابق فيخرج إليهم جيش من المدينة فيفتحون قسطنطينية فبينما هم يقسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيوت إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذاك باطل فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لأنذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته” أخرجه مسلم.
وقد سبق أن طائفة أهل المغرب هي التي تعزو الروم وتنتصر عليهم وتغزو الدجال وتنتصر عليه بقيادة المسيح لأنه يجيء من قبل المغرب ولم يسلط على قتل الدجال غيره.
وقوله في الفقرة (4): “إن الله قد قطع عنكم الجبارين” وفي (5): “والمنافقين وأشياعهم فالحقوا به في مكة فإنه المهدي”.
أقول:
قطع الجبارين لا يكون إلا بقتل الدجال وهو أعظم جبار في الأرض وكذلك المنافقين وأشياعهم وقد سبق في فتنة الأحلاس: “يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال”.
فإن مهدي آل البيت الذي يقطع به الله الجبابرة والمنافقين وأشياعهم إنما هو عيسى ابن مريم لأن ذلك لا يحصل إلا بقتل الدجال ولا يقتله إلاّ عيسى ابن مريم.
وفي الفقرة (6) اسمه (أحمد بن عبدالله) يقول الدكتور عداب محمود الحمش في كتابه (المهدي المنتظر في روايات أهل السنة والشيعة الإمامية: “الروايات التي تنص على اسم المهدي واسم أبيه وإنه من ولد فاطمة ومن جهة( حسن أو حسين) كلها منكرة أو واهبة أو ضعيفة ولم تصح منها أي رواية”
أقول: وبهذا فلا تبني على اعتماد اسم (أحمد بن عبد الله) عقيدة صحيحة.
والسنة خالفوا اسم (أحمد) نقل محمد بيومي في كتابه (المهدي المنتظر وأدعياء المهديه) طبعة 1995م ص 6 عن كتاب (لوامع الأنوار البهية) للسفارييني: “الإيمان بالمهدي من جملة عقيدة أهل السنة والجماعة… منها الإمام الخاتم الفصيح محمد المهدي والمسيح” والشيعة أيضاً خالفوا اسم أحمد ففي نفس المصدر ص 48: “وتزعم الشيعة الإمامية الإثنى عشرية أن المهدي المنتظر (محمد بن الحسن العسكري)”.
وفي الفقرة (7) “هو رجل من ولدي، كأنه من رجال بني إسرائيل” يفصٌّل له الحديث الصحيح في فتنة الأحلاس “رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني” يؤصٌّل له في القرآن قوله عز وجل: “وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ” (البلد : 3-2 ) لقد همت قريش بهدر دم الرسول صلى الله عليه وسلم وأباحت قتله في البلد الحرام وقد ذكر القرآن ذلك قال تعالى: “وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ” الأنفال (30) فأنبأه الله بالمؤامرة وأمره بالهجرة منها تفاديا للقتل أخذا بالأسباب قال عز وجل في هذا الخروج الإضطراري “إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أخرجهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ” التوبة ( 40 ).
وأحل الله يوم الفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم القتال في مكة في قوله: “وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ” (البلد : 2 ) وكذلك أحل الله القتال لولدك الذي يبايع بين الركن والمقام المتصف بصفة النسب إليك بـ” وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ” (البلد : 3 ) بالإثبات والنفي آية البلد (3) وبالإثبات والنفي في الحديث الصحيح ” رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني” في حديث فتنة الأحلاس وفي حديث حذيفة وفي حديث البيعة “رجل من ولدي كأنه من رجال بني إسرائيل”. وفي عقد الدرر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يبايع لرجل بين الركن والمقام ولن يستحل هذا البيت إلاّ أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب…”عقد الدرر حديث رقم 487.
وفي الفقرة (8) “يخرج متوجها إلى الشام وجبريل على مقدمته وميكائيل على ساقته”. ويكون خروجه من المغرب قبل البيعة بمكة وفي الأثر عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال: “وتكون في رمضان هدّة توقظ النائم وتفزع اليقظان، وفي شوال مهمهة وفي ذي القعدة المعمعة وفي ذي الحجة سلب الحاج، والعجب كل العجب بين جمادى ورجب.وقيل: ما هو؟ قال: خروج أهل المغرب على البراذين الشهب يسبون بأسيافهم حتى ينتهوا إلى اللجون وخروج السفياني فيكون له وقفة بقرقيسياء يُسبى فيها الولدان يقتل فيها مائة ألف كلهم أمير وصاحب سيف محلي” أخرجه أبو عمرو الداني في سننه. عقد الدرر حديث رقم 173.
وفي معجم البيان 13:5 اللجون: بلد بالأردن بينه وبين طبريه عشرون ميلاً وإلى الرملة مدينة فلسطين أربعون ميلاً واللجون فيها عيسى يقتل الدجال وجيوشه أيضاً موضع في طريق مكه من الشام قرب تيماء فاللد قرب الرملة وعقبة أفيق قرب بحيرة طبرية.
أقول: وفي هذا تأكيد على أن هذا المهدي البيتي الذي يبايع له بين الركن والمقام هو عيسى ابن مريم فينزل على جناحي ملكين في المنارة البيضاء زحفا بجيشه قادما من مكة وليس من السماء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثم يدعو رجلا فيضربه بالسيف فيقطعه جِزلتين رَمْيَة الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو – أي الدجال – كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة الملكين” رواه مسلم.
أقول: وهذا الرجل الذي يضربه الدجال بالسيف هو المهدي صدام حسين وأما قوله” واضعا كفيه على أجنحة ملكين “دلالة على تأييده بالملكين جبريل مقدمته مقدمة جيشه، وميكائيل على ساقته أي مؤخرة جيشه ويؤكد ذلك ما جاء في الفقرة (9) قوله “تزيد المياه في دولته، تمد الأرض بركتها وتستخرج الكنوز فلا تزيد المياه وتظهر الأرض بركتها وتستخرج كنوزها إلاّ لعيسى ابن مريم أو الدجال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف الدجال (في زمن المهدي) “فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت عليه ذراً وأصبغه ضروعا وأمده خواصر لكل من (الدجال وفارق المهدي).
ثم يأتي على القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين لي بأيدهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل” رواه مسلم.
وقبل الدجال يكون زمن المهدي وهو زمن جفاف وقحط وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“وإن قبل الدجال ثلاث سنين شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها. ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها لا تقطر قطره ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا يبقي ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله) أخرجه ابن ماجة.
هذا هو المهدي غير عيسى بن مريم أما الحال فيختلف في زمان عيسى ابن مريم فقد جاء في شأن هلاك يأجوج ومأجوج “فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطراً لا تكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرِّسِْل حتى إنّ اللقحه من الأبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس” رواه مسلم.
وبهذه الشواهد فإن صفات مهدي آل البيت الذي يبايع بين الركن لا تنطبق إلا على عيسى ابن مريم ويكون بذلك عيسى ابن مريم هو مهدي آل البيت ولا يكون ذلك إلا بميلاده الثاني في هذه الأمة وهذا ما قضت به الأحاديث والآيات القرآنية وهو حكم الله ورسوله ويحق فيمن خالف هذا الإعتقاد قوله تعالى: “وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً” النساء (115) فأي اعتقاد يخالف ميلاد عيسى في آل البيت الذي أثبتته النصوص الصحيحة المرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون شقاقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعاً لغير سبيل المؤمنين ولنا عودة لصفات الدجال المتمثلة في أفعاله.
الفصل السادس
أسباب غزو أمريكا للعراق
جاء في كتاب حرب أمريكا المقدسة على العراق لمحمود النجيري:
أ- “فإن اعتماد أمريكا لخيار الحرب على العراق على الرغم من أنف العالم يدل دلالة واضحة على فشل الدبلوماسية الأمريكية التي ثبت فشلها في مواقف كثيرة اعتمدت فيها على خيار العصا الغليظة بوجه من يتمرد على إداراتها الكونية، في وقت كان يمكن فيه أعمال العقل واعتماد الحوار ونشهد به لأمريكا هو غباؤها في إدارة الأزمات فتدخلت بغباء تدخلا مباشرا في أفغانستان وفي العراق” المصدر صفحة 21.
أقول: هذا هو وصف الدجال في اللغة (7) المخرق ولنا عودة لهذا في سورة الكهف في قصة ردم ذي القرنين.
ب-وجاء في كتاب (حرب أمريكا المقدسة):
“ولا بد أن يثير ذلك أي غزو أفغانستان والعراق شعوب العالم الإسلامي واستنكار الرأي العام العالمي ومن المحتم أن تقوم ثورات شعبية جهادية للخلاص من الاستعمار الأمريكي الجديد، ومن المحتم أن ترفض أمتنا الإرتباط بالعجلة الأمريكية السياسية، ولن ينخدع أحد في العالم بالذرائع التي تختلقها السياسة الأمريكية ولا محاولة أمريكا تهيئة الجو لعدوانها على الدول الإسلامية الواحدة بعد الأخرى..” نفس المصدر 21-22.
وجاء في نفس الكتاب صفحة (9):
“إن أمريكا تحاول أن تخدع العالم حين تتكلم عن محاربة الإرهاب وهي تعني محاصرة الإسلام” المصدر السابق.
أقول: وفي هذا تحقيق لصفة الدجال لغة (8) المموه باستخدام إسلوب الخداع.
ج- جاء في كتاب حرب أمريكا المقدسة:
“أن عهودا طويلة من الاستعمار والتراجع أورث اللاهثين وراء الغرب شعورا بالعجز والإنسحاق، وانتزعت من قلوب المتغربين كثيرا من عزتها وقوتها واستغلالها وبينما كان المسلم ينظر إلى الغربي قديما من أعلى إلى أسفل فقد انقلبت النظرة اليوم رأسا على عقب عند الكثيرين وصار مزيجا من الإعجاب والإنبهار، وبعد أن كان الغربي في نظر المسلم هو (الصليبي الكافر) صاحب العقيدة المشوهة والباطلة والجهل المخيم، صار الغرب هو منبع النور ومصدر العلم والمعرفة ورائد التقدم عند الضائعين منا وما على المسلم في نظر هؤلاء إذا أراد هذه المعاني إلا أن ينسلخ من عقيدته ويتبع الغرب”.
إن لدى الغرب اتفاق عام على ضرورة تحطيم البني الحضارية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية لدول الشرق وإلحاقها بقطار الحضارة الغربية ويظهر ذلك في المحاولات الدائبة التي يبذلها الغرب لفرض نفوذه وسعيه المحموم لبث أفكاره وثقافته في مواجهة ثقافة الإسلام ويجند لذلك مفكروا الغرب ورجال الدين والمؤسسات الثقافية والاقتصادية التي صنعتها أوربا وأمريكا في الشرق” نفس المصدرصفحة 15-16.
أقول: وهذه صفة الدجال في اللغة (6) يغر الناس بشره (يلطخ الناس بشره).
وجاء في كتاب حرب أمريكا المقدسة:
“إن كبار السياسيين في الحكومات الغربية أفصحوا عن انتهاء الحرب الباردة بين الشرق والغرب وسقوط الشيوعية سيفتح باب صراع جديد بين الشمال والجنوب وعلى وجه التحديد بين الشمال الإستكباري وما أسموه (الخطر الإسلامي) أو الإرهاب القادم من الجنوب.
وهكذا يتفادى الغربيون اليوم مفكرون وساسة تحت زعم محاربة الإرهاب، ويستنفرون قواهم لتحطيم قوى الإسلام وسحقه، وربما تكون أفضل السبل هي دفع العرب والمسلمين ليبيد بعضهم بعضا كما تم بين العراق وإيران أو تباشر الدول الغربية ذلك بنفسها – كما تم ذلك في حرب الخليج الثانية والعدوان الأمريكي على العراق” نفس المصدر ص 26.
اقول: ما ورد في هذه الفقرة هي صفة الدجال الواردة في الآية “هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ” (القلم : 11 ) والآية “مُعْتَدٍ أَثِيمٍ” (القلم : 12 ).
وفيه تحقيق لصفة الدجال (10) فرند السيف – أي رفع السيف (الحرب) في وجه المسلمين.
يقول توماس في افتتاحية (النيوزويك): لقد أصبح فشل بوش في تقديم دليل على وجود أسلحة الدمار الشامل قصة كبيرة جدا… لقد أعلن قبل الحرب أن صدام لا يملك أسلحة دمار شامل وليست له علاقة بالقاعدة ولا يجب أن ندخل الحرب بهذه الكذبة … السبب الحقيقي لهذه الحرب وغير المعلن هو أحداث سبتمبر … فأمريكا كانت بحاجة إلى ضرب هدف- أي هدف – في العالم العربي والإسلامي … فضرب أفغانستان لم يكن كافيا … كانت الطريقة الوحيدة أمام الجنود الأمريكين رجالا ونساء هي ضرب قلب العالم العربي الإسلامي وقتل المسلمين والعرب من منزل إلى منزل … ما حدث في العراق درس لسوريا والسعودية لقد ضربنا صدام لسبب واحد بسيط – هو أننا قادرون على ذلك ولأنه يقع في قلب العالم العربي والإسلامي. لا تصدقوا أن ضرب العراق لم يحدث التأثير المطلوب. كل جيران العراق والدول الإرهابية تخشي ما حدث ووصلتها الرسالة بوضوح تام … إذا تحدثت مع أي مسئول أمريكي عن أسباب حرب العراق فسيقول لك هذا هو السبب وليس شيئا آخر”. نقلا عن صحيفة الأسبوع المصرية 9 يونيو 2003 ص 13.
أقول: هدف الدجال الأول في العالم الإسلامي القضاء على مهدي المسلمين، ومقال (توماس) بيُّن أن ضرب صدام القصد منه ضرب قلب العالم الإسلامي وهذا هو دليل على ان صدام حسين هو المهدي. فإن لم يكن قائد قلب العالم الإسلامي هو المهدي فمن يكون المهدي إذن؟!
كما إن قتال أمريكا للعراق فيه دليل السنة أن قائدها جورج بوش الإبن هو الدجال لأن الدجال يحارب العراق يقول سعيد أيوب في كتاب (المسيح الدجال) فصل: خطة هجوم الدجال: ( معارك المحور الثاني): “وعند شط العراق تدور المعارك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يفترق الناس عند خروج الدجال ثلاث فرق: فرقة تتبعه، وفرقة تلحق بأرض بها منبت الشيح، وفرقه تأخذ بشط العراق يقاتلهم ويقاتلونه”. أهـ. المسيح الدجال لسعيد أيوب.
وقد بيّن (توماس) أن من أهداف ضرب العراق إثارة في الدول العربية سوريا، السعودية والرعب آية من آي الدجال ونفرد لها الفصل القادم.
الفصل السابع
رعب المسيح
من صفات الدجال أنه يبث الرعب في قلوب الشعوب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أما بعد ففي شأن هذا الرجل الذي قد أكثرتم فيه وإنه كذاب من ثلاثين كذابا يخرجون بين يدي الساعة وإنه ليس من بلدة إلا يبلغها رُعْب المسيح” رواه أحمد.
وروى أحمد أيضا عن أبي بكرة فذكره وقال فيه:
أقول: لقد فرضت أمريكا هيمنتها على العالم بالقوة اعتمادا على قوتها الضاربة وبسطت نفوذها على البر والبحر والجو.
قال الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن:
“لم يحدث أبدا في تاريخنا أن كانت القوة الأمريكية متفوقة مهابة ومحترمة ومقبولة في العالم كما هي عليه اليوم. فالقوات الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالى والعلم الأمريكي في أكثر من (100) دولة لضمان السلام والتحرر من الخوف والإرهاب” أخبار اليوم 8 مايو 2003م الصفحة 5.
وقال زوليك (روبرت زوليك) مساعد وزير الخارجية الأمريكية في خطاب أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ:
“إن حكومة السودان بعد هجوم11 سبتمبر اعترفت بالمخاطر التي واجهتها وذلك لأن البشير يخاف من أية صلة مع بن لادن والإرهابيين بالإضافة إلى أنه اقتنع بصعوبة هزيمة جون قرنق عسكريا وقادت كل هذه التطورات إلى اتفاقية السلام في بداية هذه السنة” الصحافة 7 أكتوبر 2005م صفحة 3.
أقول: لقد تحققت صفة (رعب المسيح) في مقال جورج بوش وزوليك كما أن في مقال بوش تحقق وصف الدجال لغة (3) بضربه في نواحي الأرض و (4) لأنه يغطي الأرض بمجموعة و (5) يطأ جميع البلاد.
وهذا معلوم فالقواعد الأمريكية موزعة على كل القارات وفي معظم بلدان العالم والأساطيل الأمريكية تملأ البحار وأقمار الرصد التجسسيه تغطي الأرض من سمائها تغطية شاملة وكاملة فهي ترصد المكالمات عبر الشبكة (الإنترنت) ورسائل الفاكس وهذا الرصد الدقيق لكل ما يدور في العالم سماه أحد قادتهم العسكريين ب (عين الله) تشبيها لعين الله التي لا يخفي عليها شيء في الأرض ولا في السماء هذه العين هي التي توجه الطائرات (حمار الدجال) لضرب الأهداف في ظلمات البر والبحر.
الفصل الثامن
حمار الدجال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يخرج الدجال في خفة من الدين وإدبار من العلم وله أربعون يوما يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم، وله حمار يركبه، عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا…”.
وفي ذكر الدجال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قلنا يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: “كالغيث استدبرته الريح” أخرجة مسلم.
أقول: سرعة الدجال هي سرعة حماره وتنطبق هذه السرعة والوصف على الطائرة فقد قال أحمد بن محمد بن الصديق الغماري في كتابه “مطابقة الإختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية” فصل الإخبار بمخترعات العصر إجمالا: صفحة (14).
فهذا كناية عن سرعة ذهابه في الأرض بمن معه من جند، وأعوانه ذلك بالسيارات وقد تكون فيه إشارة إلى الطائرات أيضا ويكون الدجال يجمع بين السير في الأرض على السيارات وعليه تحمل رواية تطوى له الأرض كما في حديث جابر وبين ركوب الطائرات وعليه يحمل هذا الحديث الذي يشبه سيره بالغيث استدبرته الريح فإن هذا مشابه لسير الطائرة تمام المشابهة وعلى هذا فكثير من أحاديث المهدي وعيسى والدجال تشير إلى حدوث السيارات والطائرات والسفر بها … وقال تعالى: “قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ” الأنعام (65) فإنها واردة في إلقاء القنابل من الطائرات.
فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقال:
“أما إنها كائنة ولم يأت تأوليها بعد” رواه أحمد في سنده من حديث سعد بن أبي وقاص بسند حسن.
فهذا يفيد القطع بأن المراد بالعذاب من فوق في الآية المذكورة هو القنابل النازلة من الطائرات… وأما العذاب من تحت الأرجل فإشارة إلى الألغام التي تنصب تحت الأرض” مطابع الاختراعات العصرية للغماري.
أقول: إن الذين يتمسكون بحرفية أن يكون الحمار من جنس المألوف فأقول إن كان كذلك فإنه ذهب مع ذلك الدجال الذي عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المائة سنة فحماره مقرون به.
أما الآن فإن الحمار المألوف – أي الذي يريده الناس حرفيا – فإن ذلك أقل منفعة فالطائرات قاذفات القنابل والغواصات والسفن المدمرات حاملات الطائرات والسيارات المدرعة والمجنزرات هي أعظم من ذلك الحمار فلا يمكن أن ينافس حمار الدجال مخترعات إنسان هذا العصر وبذلك تنتفي أهم صفات الدجال التي يغري بها الناس لاتباعه، فلا أحد من الناس يستخدم الحمير في السفر إلا المتخلفون الذين يسخر منهم العالم المتحضر وكون الطائرة هي حمار الدجال برهنها صاحب الطائرة.
الفصل التاسع
ادعاء الدجال الألوهيه
كتب الطيب صالح تحت عنوان (أحلام الجبارين):
“كل بداية لا بد لها من نهاية وكل قوة لها حدود ولا يبقى في النهاية إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام”.
يقول الدكتور (ريتشارد دريتن) أستاذ التاريخ في جامعة (كيمبردج):
“بدأ يطفو على السطح مؤخرا في الأكاديميات العسكرية الأمريكية أحلام عجيبة مثل الكوابيس … أخذ منظروا ما يسمى بـ(الثورة في الفكر العسكري) يتباهون بأن التكنولوجيا المتقدمة سوف تمكن أمريكا من السيطرة على العالم بسهولة وقال ضابط كبير من أساتذة الكلية الحربية الأمريكية اسمه (رالف بيترز) إن السلاح المتقدم سوف يتيح لأمريكا الدخول في حروب مستمرة في المستقبل.
وتنبأ الجنرال (جون جمبر) من سلاح الطيران الأمريكي أن أمريكا تستطيع السيطرة على الكرة الأرضية بأكملها من الفضاء لأنها تملك ما اسماه الجنرال دون خجل (عين الله) وذلك بسبب ما تملكه من أقمار صناعية ووسائل رصد متقدمه وقال دون خجل أيضا إن الآخرين سوف يضطرهم الخوف إلى الخضوع لإرادة أمريكا.
في عام 1996م صدر تقرير خطير عن ما يسمي بـ (الصدمة والرعب وكيف تحصل على سيطرة سريعة) مثلا بضرب (هيروشيما) بالقنبلة الذرية وقال إنه حتى دون استعمال السلاح النووي فإنه يمكن إشاعة الإحساس بالقوة اللا محدودة والقدرة المتناهية على البطش و إذا ظهرت من العدو أي قدرة على المقاومة فيجب الرد عليها بمنتهي القسوة وبلا رحمة” صحيفة آخر لحظة العد 65 الصفحة الاخيرة بتاريخ 19 سبتمبر 2006م.
أقول: لقد جمع هذا المقال عددا من أوصاف الدجال في الشرع:
الرد على المقاومة بمنتهى القسوة وبلا رحمة هو وصف الدجال في سورة القلم “عُتُلٍّ” القلم: 13.
ادعاؤه أنه يملك عين الله هو ادعاء صريح للألوهية.
الأقمار الصناعية في مظهرها وطبيعة عملها تطابق وصف الرسول صلى الله عليه وسلم لعين الدجال:
“فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال: “رأيته قليما نيا أقمر هجانا إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري” رواه أحمد.
وإثارة الرعب أيضا علامة من علامات المسيح الدجال.
الفصل العاشر
ادعاء الدجال النبوة
جاء في كتاب (علامات القيامة وأشراطها) للدكتور السيد الجميلي الطبعة الأولي 1992م – بيروت: “يقول الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “سيكون في أمتي دجالون كذابون، يأتونكم ببدع من الحديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آبائكم فإياكم وأباهم أن يفتنوكم” المسند 2/349، 5/278.
بيد أن هؤلاء الدجالين الكذابين كلهم كان يزعم أنه نبي وهذا أقبح الفري، وأفرق الكذب، وأبين للتخريص والإرجاف فقد ورد في صحيح مسلم من حديث أبي قلابة عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“سيكون في أمتي ثلاثون كذابا كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين ولا نبي من بعدي” علامات القيامة صفحة 58.
أقول: لقد ادعى بوش الابن أن له علاقة مباشرة مع الله.
وأوردت مجلة الشاهد عدد ابريل 2004م صفحة 72:
“كيف يمكن مواجهة رجل يدعي إقامة علاقة مباشرة مع الله الكلي القدرة؟
ومع من يعتبر نفسة رسول السموات إلى الأرض ومن يبشر بقرب الدينونة الأخيرة وماذا يمكننا القول إذا عرفنا أن هذا الرجل هو رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية.
ففي نهاية شتاء 2003 وقبل بضعة أسابيع من دخول القوات الأمريكية أرض العراق حاول الرئيس الأمريكي جورج بوش وللمرة الأخيرة إقناع الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالإنضمام إلى حملته ضد العراق ذلك أن ما يحاول تحقيقه في بلاد الرافدين أتاه عبر نداء سماوي من وحي إلهي للقضاء على محاور الشر – ممثلا في الدول التي وصفها بـ (هاجوج ومأجوج) وهي تفاصيل لم يستوعبها الرئيس شيراك ما حدا به إلى الإستعانة بأحد مستشارية الذي التجأ هو الآخر إلى الإتحاد البروتستانتي الفرنسى لاستيضاح المعنى فتبين له أن كلام الرئيس بوش يتناول آخر الأزمنة حسب نبوة حزقيال وحين يغزو هأجوج ومأجوج إسرائيل من مدينة بابل وبهذا المعنى فإن هأجوج ومأجوج يمثلان قوى الشر وبابل جارة بغداد أعيد إحياؤها من قبل صدام حسين”.
أقول:هذا ادعاء تلميح من جورج بوش الابن للنبوة وهو شرط من شروط أوصاف الدجال جاء في صحيفة الصحافة: “وصف شعث لقاءه الأول مع بوش إلى جانب رئيس الوزراء الفلسطيني في حزيران (يونيو) 2003م بالقول: “قال الرئيس بوش: إن ما يحركني هو تكليف من الله، كان الله يقول لي: جورج اذهب وحارب أُولئك الإرهابين في أفغانستان وقد فعلت. ثم قال لي الله: جورج، اذهب وانه الطغيان في العراق وقد فعلت، والآن مرة أخرى، أشعر بكلمات الله وهي تصل إليّ، اذهب وأعط الفلسطينيين دولتهم وأحصل للإسرائيليين على أمنهم وحقق السلام في الشرق الأوسط، وأقسم بالله إنني سأفعل ذلك” الصحافة عدد 8 أكتوبر 2005م الصفحة الأخيرة.
ومعلوم أن الدجال يركز همه الأول على المهدي المسلم وفي ذلك تأكيد أن صدام حسين هو المهدي وإن جهل المسلمون ذلك “فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ” (النحل : 43) من اليهود والنصارى “إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ” (النحل : 43 ).
والدجال لا سلطان له على هذه الأمة إلا باستخدام أيادي عملائه لضرب هذه الأمة من الداخل وهؤلاء العملاء أطلقت السنة على الواحد منهم لقب (السفياني).
الفصل: الحادي عشر
السفياني (عميل الدجال)
جاء في كتاب (حرب أمريكا المقدسة على العراق) لمحمود البحيري.
كانت من نتائج الحرب العالمية الثانية 1945 أن برزت “قوتين تتنازعان سياسياً وعسكرياً لاستحواذ مناطق نفوذ العالم، وقد امتد هذا الصراع داخل العالم الإسلامي نفسه … وحاولت أمريكا أن تقف – بمذهبها الداعي إلى الليبرالية السياسية والرأسمالية الاقتصادية – في وجه المد الشيوعي – سواء بقوة السلاح كما في فيتنام وكوريا، أو عن طريق اجتذاب ولاة الحكم أنفسهم.
وفي مرحلة الحرب الباردة كان يدور صراع بين القوتين العظيمتين لاحتلال مراكز النفوذ في العالم بطرق ملتوية، وبينما تعلن إحداهما عن اتباعها مبادئ النزاهة والاستقامة في العلاقات الخارجية وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى، فإن هنالك مسالك خفية مبتكرة قائمة على الغدر والخداع، وتكون عادة خارج الجهاز التنفيذي التقليدي حيث تسخر الحكومة عدة قوى موالية لها تتكفل بالأمر وتحقق مصالحها العليا دون الحاجة إلى التورط مباشرة مع الحكومة المعنية وتعد منطقة الشرق الأوسط هي النموذج الأكثر تعبيراً لهذه السياسات الخفية والأدوار المستترة فيما عرف بدبلوماسية ما وراء الكواليس.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن ربي عز وجل قال: “يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، ولا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها أو قال من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضا …” رواه أحمد ومسلم والترمذي وابو داود وابن ماجه.
لقد أثبتت الأيام صحة نبوة هذا الحديث في واقعنا المعاصر فقد نقلت لنا وسائل الإعلام دور السفيانيين العملاء أمثال حامد كرزاي في دخول الأمريكان لقتل المسلمين في أفغانستان ودور برفيز مشرف باعترافه في تسليم أبناء المسلمين في باكستان إلى الأمريكان ودور أحمد الجبلي في تدمير واحتلال العراق فقد جاء في كتاب (حرب أمريكا المقدسة).
وأظهرت الدول الكبرى براعة فائقة في تسخير زعامات كثيرة في تلك المنطقة (الشرق الأوسط) … ولكي تتم المسرحية فصولها كان لابد من البحث دائماً عن “زعيم” له صفات معينة ليلعب دوره في الخداع والتمويه الرسمي … فهم من الغالب من الغوغائيين الذين يجمعون حولهم الشعوب والإتباع بطرق حماسية مفتعلة ويركزون جهودهم في محاربة طواحين الهواء، أو ربما أعداء مغفلين أو حتى معاداة الولايات المتحدة نفسها … في الظاهر طبقاً، على حين يكون كل ذلك جزءاً من اللعبة التي حددتها أمريكا سلفاً.
وهذا الحاكم أو الزعيم أبرز سماته أنه “مجنون سلطة” بمعنى أنه لديه الإستعداد أن يفعل كل شيء حتى لا يتخلى عن مقعد الحكم، ولو أدى ذلك إلى ذبح شعبه وتضليله مع ذلك الذبح.
و”مايلزكوبلاند” يبين لنا جانباً من هذه السياسة بقوله: “يظهر الحاكم العميل بمظهر يستحيل القول معه أنه صنيعة لنا، وأنه يتصّرف بطريقه لا تظهر انسجاما مع أذواقنا وميولنا … وهي أنه لا بد له من توجيه بعض الإساءات لنا حتى يتمكن من المحافظة على السلطة ويضمن استمرارها، كما أن هيكل النظام السياسي الذي يتبع ذلك الحاكم لابد أن يكون طبيعياً فطرياً غير مصطنع وبالتالى يجب أن يتضمن بعض العناصر التي تضمر عداءً لمصالحنا”.
يقول “كوبلاند” في كتابه لعبة الأمم:
“نفعل ما نريد دون أن نظهر بمظهر المتدخل في الشئون الداخلية للدول المستقلة” المصدر حرب أمريكا المقدسة لمحمود النجيري فصل-1 “أمريكا والعودة إلى الإستعمار القديم”.
أقول: إن هولاء الحكام العملاء هم الذين ذكرهم الإمام على في قوله:
“لكنه جلّ جلاله يضلّ من يشاء فيعلم أقواماً لا يتأثم أحدهم من الذنب … يسيرون وراء كذاب إسرائيل، ويكون منهم أئمة الضلالة والدعاة إلى جهنم يركب مركبهم ملوك وأمراء جعلوهم حكاماً على رقاب فأكلوا بهم الدنيا والله لو شئت لسميتهم بأسمائهم وآل فلان وآل النون وآل العود والمتبرك والمتعرٌّف والمتيمن والمتمصر والقاذف بالكلام والصادم بالنار والفاتن بالفتن ومنهم الملك و(القيل) والأمير و(الرأس) والوالى والزعيم، في زمنهم يضيع المسجد الأقصى” المصدر: المهدي المنتظر يطرق الأبواب لرزق أبو بطة ص 36.
أقول: أقوى الإشارة إلى هؤلاء الحكام هو ضياع المسجد الأقصى باحتلال اسرائيل له عام1967م.
الفصل الثاني عشر
صراع الحضارات في سور القرآن سورة الروم
قال تعالى: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ( سورة الروم الروم2-4 وتقرأ الآية بروايتين “غُلبت” بالضم و “غَلبت” بالفتح فيتغير معنى الآية مع كل قراءة.
هذه الآيات من سورتي الروم والصف تتحدث عن صدام الحضارات القاتم هذه الأيام بين (الروم) الغرب النصراني المتهود فحملت السورة اسم (الروم) في مواجهة المسلمين وجاءت سورة الصف لتعبئة المسلمين والوقوف صفاً واحداً في وجه الغزو الصليبي في حرب صراع الحضارات الحالي، الذي أعلنه العالم الغربي ولم يكن الكلام عنه تخريصاً أو رجماً بالغيب.
فقد أورد محمود النجيرى في كتاب (حرب أمريكا المقدسة على العراق هل تمهد لهرمجدون وعودة المسيح)
جاء في فصل: الإسلام النقيض الحضاري والعدو الأول:
“سقط الإتحاد السوفيتي سقوطاً مروعاً، وخلفته روسيا على الساحة الدولية فظهرت حقيقة المواقف تجاه العرب والمسلمين، حيث صارت روسيا على الساحة دولة كاثوليكية غربية انضمت إلى حلف شمال الأطلنطي، وكان ثمرة هذا الوفاق هي إعطاء الإسلام مركز العدو الأول للغرب … لذا فهو ينظر اليوم إلى الإسلام بحذر بزعم أنه يهدد حضارته (الإنسانية) … إن الغرب في بناء حضارته ومحافظته على قيادته للعالم ينبغي أن يسحق قوى الشرق لأنها المهدد الفعلي لسؤدده … ولعلنا نفهم ذلك جيداً إذا استعرضنا المقولة الصريحة للرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون “إن على روسيا مساعدة أمريكا لمواجهة الخطر الإسلامي الذي سيظهر في المستقبل القريب في شكل ثورة إسلامية، وإن الثورة الإسلامية يمكن أن تشكل خطراً على مصالح روسيا في العالم الثالث، لأن ثلث سكان روسيا من المسلمين … وأن على الدولتين أن تواجها القوى الإسلامية” المصدر: (حرب أمريكا المقدسة).
وكان واضحاً أن الغرب يضع العراق في مركز الهدف … وأتت بعد ذلك مقدمات أزمة العراق – الكويت حلقة حاسمة في السلسلة التي استهدفت المنطقة وأمنها، فلم يفجر الأزمة إلاّ النميمة الغربية بين الطرفين، سواء فيما يتعلق بالنفط وحصصه وأسعاره أو فيما يتعلق بالحدود بين البلدين، ومن الممكن إثارة التشاحن بين طرفين بإمداد كل طرف بمعلومات عن تآمر الآخر ضده، وهذا ما كان واضحاً بين كل من العراق والكويت … وتبادلت الإتهامات: فاتهم العراق الكويت بسرقة بترولية من حقل “الرميلة” وطالب بحقه في ذلك واتهم الكويت بإقامة منشآت عسكرية على أرض داخل حدوده، مما يعنى عدواناً عسكرياً، … وقد عمدت أمريكا إلى الإيحاء لصدام حسين بفكرة اجتياح الكويت وأوعزت إليه بأنها لا تتدخل، وأن الأمر لا يعنيعها وإن صرحت رسمياً بغير ذلك”.
أقول: وهنا تبرز صفة الدجال في الآية “مشاء بنميم” “القلم” وأوردت صحيفة أخبار اليوم عن الرئيس بوش قوله:
“… أن أمامنا طريق طويل بعد تحرير أفغانستان ينبغي أن نسيره في العديد من الدول العربية والإسلامية.
أولاً: تجريد أي دولة عربية أو مسلمة متمردة من تفوقها العسكري ونشر ثقافتنا ومعتقداتنا التحررية وتشكيل تلك الشعوب على صورتنا، ولن يخضع رجالهم بعد اليوم لشرط إطلاق اللحية، كما لن تخضع نساؤهم لشروط تغطية وجوههن”. صحيفة أخبار اليوم 8 مايو 2003م الصفحة الخامسة.
أقول: إن حرب صراع الحضارات بين المسلمين والعالم الغربي المسيحي “الروم” تقوم على ركيزتين إحداهما دنيوية تقوم على الجانب السياسي والإقتصادي ليبسط الغرب نفوذه على العالم العربي والإسلامي بالقوة العسكرية ونهب ثرواته.
والركيزة الثانية هدفها ديني عقائدي وهو التحضير لعودة المسيح ولا يتحقق ذلك إلا بالقضاء على مملكة بابل الجديدة وهم يرون فيها عراق صدام فصدام عندهم هو الأشوري ويعني عندهم الدجال وفي المعادلة الدينية فإن الدجال عند اليهود والنصارى يمثل المهدي عند المسلمين والدجال عند غير المسلمين يمثل المسيح المهدي لدى اليهود والمسيحيين والقضاء على صدام هو السبب كمدخل لعودة المسيح المنتظر وقد اتضح ذلك من عنوان كتاب محمود النيجيري “حرب أمريكا المقدسة على العراق هل تمهد لهرمجدون وعودة المسيح؟” وهذا التساؤل أجاب عليه الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بـ “الإيجاب” بما يوحيه هذا النص:
“في نهاية شتاء 2003وقبل بضعة أسابيع من دخول القوات الأمريكية أرض العراق … إن ما يحاول تحقيقه في بلاد الرافدين أتاه عبر نداء سماوي.. من وحي إلهي للقضاء على محور الشر … التي وصفها بـ هأجوج ومأجوج” … حسب نبوة حزقيال، وحين يغزو “يأجوج ومأجوج” إسرائيل من مدينة بابل، … جارة بغداد أعيد أحياؤها من قبل صدام، وللإيضاح من المؤكد أن الرئيس الأقوى للنظام الأقوى وربما الأوحد في العالم ليس مجنوناً وليس بالتأكيد روائياً يكتب في عالم الخيال … وإنما بكل بساطة هو رجل يؤمن بـ (كنيسة فضولية) جديدة برتستانتية تنتظر مجيء المسيح ليقيم مملكة الأحبار” الشاهد عدد أبريل 2004م صفحة 72.
أقول: لقد نفذ الرئيس الأمريكي حربه على العراق ودخل العراق واحتلها عام 2003م وأسر الرئيس العراقي صدام حسين وهنا يبرز لنا صراع الحضارات (حرب الروم على المسلمين) الواردة في سورة الروم فقد “غَلبت” الروم برواية الفتح – المسلمين بقيادة صدام حسين – هذه القيادة خّولتها لصدام حسين بيعة علماء المسلمين له من شتى أقطار العالم الإسلامي عام 1991م في حرب الخليج الثانية – وغلبت الروم، بقيادة جورج بوش الابن المسلمين في حرب الخليج الثالثة، وأسر صدام في هذه الحرب المشار إليها قوله صلى الله عليه وسلم:
“سيكون في بني أمية رجل أخنس بمصر يلي سلطاناً، يغلب على سلطانه أو ينتزع منه فيفر إلى الروم فيأتى بالروم إلى أهل الإسلام، فذلك أول الملاحم”.
لقد انتزع صدام حسين سلطان الأمير جابر في مصر الكويت ففر إلى الروم (العالم الغربي بزعامة أمريكا) فأعادوا له سلطانه فقد نقل الأستاذ/ أمين محمد جمال الدين في كتابه آخر بيان نقلاً عن كتاب “المهدى المنتظر على الأبواب” لمحمد عيسى داود نقلاً عن مخطوط منسوب إلى “كلدة بن زيد بن بركة المدني” من علماء القرن الثالث الهجري نقلاً عن مخطوطة (أسمى المسالك لأيام المهدي الملك لكل الدنيا بأمر الله المالك) جاء منه: “وحرب في بلد أصغر من عجب الذنب يجمع إليها أهل الدنيا كأنها أغنى بلد أولم عليها الوالمون وأمير فيها سلم رايته لزعيمة الشر الآتية من الشواطئ البعيدة الغربية بداية آخر الزمن فتجمع له صريخها من كل الدنيا وترد له عرش الملك، يخرب عراق في ملاحم بداية آخر الزمن، ويحارب أمير الذنب الصغير جيوش المهدي” آخر بيان (هرمدون) لأبن محمد جمال الدين صفحة 20-21.
وفي عراق الشام رجل متجبر …و… سفياني في إحدى عينيه كسل قليل واسمه من الصدام وهو صدام لمن عارضه الدنيا جمعت له في كوت صغير دخلها وهو مدهون ولا خير في السفياني إلا بالإسلام، وهو خير وشر والويل لخائن المهدي الأمين” نفس المصدر صفحة 39-40 نقلاً عن أبي هريرة.
أقول: النصوص صريحة أن صدام حسين هو المهدي لأن المهدي هو الذي يقاتل جيوش الذنب الصغير وهو “الكويت” وأما ما جاء من وصفه أولاً بالسفياني هو آكد دليل على أنه المهدي وذلك لأن المهدي يصلحه الله في ليله وكان سفيانياً قبل تلك الليلة ولكنه صُلِح بعدها بالإسلام كما جاء في النص “ولا خير في السفياني إلا بالإسلام” فالمهدي عند جمهور العلماء لا ينشأ نشأة صلاح وتقوى واستقامة وإنما يحدث له ذلك بصورة مفاجئة في ليلة أو ليلتين ولذلك نجد العلماء اعترضوا على مهدية الإمام محمد أحمد المهدي بسبب نشأته الصالحة والمستقيمة يقول الدكتور عبد الودود إبراهيم شلبي في كتابه (الآثار الفكرية لحركة المهدي السوداني).
فصل: المهدي السوداني في ميزان الإسلام: يقول الدكتور عبد الودود:
والمهدي يصلحه الله في ليله – بعد أن لم يكن كذلك – ولو لم يبقى من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي، وقد عرف عن محمد أحمد أنه نشأ صالحاً وعاش ورعاً وكان في تقواه وزهده متشدداًً”.
أقول: فإذا كان الصلاح والتقوى سبباً سالباً في حق المهدي السلفي فإن نقيض ذلك سبباً موجباً لإثبات مهدية صدام حسين.
وأورد أمين محمد جمال الدين في تحديد زمن خروج المهدي عن أبي هريرة قال: “وفي عقود الهجرة الألف وأربعمائة وأعقد أثنين أو ثلاثة … يخرج المهدي الأمين ويحارب كل الكون يجمعون له الضالون والمغضوب عليهم والذين مردوا على النفاق في بلاد الإسراء والمعراج عند جبل مجدون وتخرج له ملكة الدنيا والمكر، زانية اسمها (أمريكا) تراود العالم يومئذ في الضلال والكفر ويهود الدنيا يومئذ في أعلى عليين يملكون كل القدس والمدينة المقدسة وكل البلاد تأتي من البحر والجو إلا بلاد الثلج الرهيب وبلاد الحر الرهيب، ويرى المهدي أن كل الدنيا عليه بالمكر السيئ وكل الدنيا شجرة له أن يملكها فرعاً وجذراً … فيرميهم الله بأكرب رمي ويحرق عليهم الأرض والبحر والسماء وتمطر السماء مطر السوء ويلعن أهل الأرض كل كفار الأرض ويأذن الله بزوال كل الكفر” المصدر آخر بيان يا أمة الإسلام (هرمجدون) لأمين محمد جمال الدين صفحة 40.
النص صريح في أن المهدي يحارب أمريكا في العراق ولكنها تتغلب عليه وتأسره وهو صدام حسين وجاءت الإشارة إليه في الأحاديث الموثقة منها حديث مسلم عن النواس بن سمعان: “غير الدجال أخوفني عليكم … إنه خارج خله بين العراق والشام … ثم يدعوا رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف … فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم … فيطلبه حتى يدركه بباب فيقتله… ويبعث الله يأجوج ومأجوج يصير نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النفق في رقابهم فيصيحون فرسي كموت نفس واحدة … ” الحديث رواه مسلم.
وأما المهدي الآخر الذي يقاتل أمريكا وينتصر عليها في حديث النواس لمسلم فهو يخرج من أرض النيل فقد أورد محمد عيسى داود في كتابه (المهدي المنتظر على الأبواب) في الفصل “18” جاء فيه:
“وبين أيدينا ما جاء في مخطوط بدار الكتب خانة بتركيا – الدار القومية بالعاصمة أنقرة – تحت مسمى أو تصنيف (2664/تراث المدينة المنورة) لعالم مدني يقال أنه كان يعيش بالمدينة المنورة في القرن الثالث الهجري، وهو (كلدة بن زيد بن بركة المدني) بعنوان (أسمى المسالك) لأيام المهدي الملك لكل الدنيا بأمر الله المالك)… ومما جاء فيه من قول هذه العلامة:
“… وتخرب المدينة المنورة على يدي امرئ سوء لا يدانيه سوء، امرؤ من أهل الشهادتين، وهو رجل حام حول الحمى وكاد يقع فيه، ولكن الله رد كيده إلى نحره، في زمن خراب الأمة، وخراب الدين وولاة أحسنوا في الظاهر … وأيام فتن عجب بدخول جزيرة العرب التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجتمع فيها دينان، ويحكمون ستة أو سبعين لا يبلغون ثمانين ولا تسعين ويحين زوالهم بخروج فَتيّ النيل وخروج صاحب البيت يعوذ به …” ولفظ (فَتْيَّ النيل) ينطق بتشديد الياء فهو من الفتوة بمعنى القوة التي لا تلين. الطبعة الأولى بدون تاريخ صفحة 292.
وقول: وامرؤ السوء الذي يخرب المدينة هو السفياني المتوجه إلى المهدي العائذ بالبيت – الذي يبايع بين الركن والمقام – ويرد الله كيد السفياني في نحره بالخسف – وهذا العائذ هو فَتىّ النيل – وهذا نص صريح أن المهدي يخرج من النيل وهو صاحب الخرطوم كما في قوله تعالى: “سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ” وهو الذي يقضي على أمريكا بالمقارنة بين النصيين السابقين “… تخرج له ملكة الدنيا والمكر زانية اسمها أمريكا … ويرى المهدي أن كل الدنيا عليه بالمكر السيئ … فيرميهم الله بأكرب رمي … ويأذن الله بزوال كل الكفر في قوله “ويحين زوالهم بخروج فَتيّ النيل”.
وما جاء في أثر أبي هريرة من ذكر أمريكا والمهدي وفتى النيل يوثقه القرآن في “سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ” (القلم : 16 ) وفي ذلك توثيق بأن سورة القلم تتحدث عن المهدي (سليمان أبي القاسم) (فَتيّ النيل) من الخرطوم في سودان النيل للقضاء على الدجال الأمريكي.
وسنعود إلى ذلك عقب هذا الفصل ونعود إلى سورة الروم التي تقرأ فيها الآية “غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ” (الروم : 3 ) وبرواية الضم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم غلبها الفرس ثم عادت وغلبتهم في بضع سنين: روى ابن كثير في تفسيره عن ابن سعود قال:
“كانت فارس ظاهرة على الروم وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب وهم أقرب إلى دينهم فلما نزلت “ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين”، قالوا يا أبا بكر إن صاحبك يقول أن الروم تظهر على فارس في بضع سنين، قال صدق، قالوا هل لك أن نقامرك فبايعوه على أربع قلائص إلى سبع سنين فمضت السبع ولم يكن شيء ففرح المشركون بذلك فشق على المسلمين فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال “ما بضع سنين عندكم؟” قالوا دون العشر قال “اذهب فزايدهم” وأزدد سنتين في الأجل قال فما قضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس ففرح المؤمنون بذلك وأنزل الله تعالى: “ألم * غلبت الروم – إلى قوله تعالى: – وعد الله لا يخلف الله وعده”.
أقول: هذه رواية (غُلبت الروم بالضم) هي التي تحققت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما رواية “غلبت” بالفتح هي التي تحققت للروم بالنصر على المسلمين في العراق – علماً بأن منطقة عراق الشام كانت هي أرض المعركة والآن يتكرر المشهد – وأن المغلوب وهم المسلمون – سيغلبون الروم في بضع سنين”.
وإن التاريخ يعد ابتلاءً من هزيمة العراق عام 2003م والمأمول نصر المؤمنين على الأمريكان (الروم) في فترة أقصاها 2012م.
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وعسى الله أن يجعل من دون ذلك فتحاً قريباً ويكون ذلك على يد سليمان أبي القاسم وهو الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله في آيتي براءة والصف فيهلك الله في زمانه كل الملل ويبقى الإسلام وهو أيضاً نفس المهدي المذكور في سورة القلم إلى جانب الدجال.
هذه الآيات جاءت شاملة لكل صفات الدجال الذميمة، وهذا ما اعترف به المسئولين الأمريكان عندما ثبت أن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل كان محض كذب حتى أعلنوا أمام العالم قولتهم المشهورة في ذل وخضوع (كنا جميعاً مخطئين).
هماز كشف عيوب الغير بقصد الإعابة والتحقير وعادة ما يرتبط بالفتنة بين صديقين أو حتى خصمين وينقل ما يضمر أحد الأطراف من شر للآخر فيكتسب صفة “مَّشَّاء بِنَمِيمٍ” – كما فعلت أمريكا في إثارة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة بعد احتلالها العراق.
مناع للخير: الحرمان من الرزق: هذا ما فعلته أمريكا ضد المسلمين جاء في كتاب (المؤامرة) للدكتور مهندس محمد الحسيني إسماعيل:
“عقب أحداث 11سبتمبر 2001م قامت الولايات المتحدة الأمريكية بحملة هجومية واسعة النطاق ضد كل ما هو إسلامي بزعم محاربة الإرهاب …” حيث قامت الولايات المتحدة بوضع 27 منظمة وجمعية إسلامية على قائمة المنظمات التي تدعم وتموّل الإرهاب ومارست ضغوطاً شديدة على الدول العربية والإسلامية حتى تضع تلك الجمعيات التي تؤدي دوراً مهماً في محاربة الفقر ورعاية الأيتام تحت الرقابة الأمنية الصارمة … واللافت للنظر أن الحرب المعلنة على العمل الخيري الإسلامي تتزامن مع تردى الأوضاع الإقتصادية داخل الكثير من البلدان العربية والإسلامية”، المؤامرة: فصل الأهداف الأمريكية الخفية لمحاربة الإرهاب. معتد: تعتمد أمريكا سياسة التدخل العسكري في العالم العربي الإسلامي:
فقد جاء في كتاب (حرب أمريكا المقدسة) المقدمة: “أن أمريكا تحاول أن تخدع العالم حين تتكلم عن محاربة الإرهاب، وهي تعني محاصرة الإسلام وتتلمظ لاتهام خبرات العالم الإسلامي والإحتلال المباشر له بالقوة على الساحة الدولية دون أن يكون هنالك قطب آخر يحدث التوازن ولم تعد ألأهداف الأمريكية الإستعمارية خافية على أحد وإن تذرعت أحيانا (بالشرعية الدولية) وحماية أمن العالم والحد من انتشار (الأسلحة النووية والكيميائية)”.
المصدر:مقدمة حرب أمريكا المقدسة.
أثيم: جاء في كتاب حرب أمريكا المقدسة- فصل حضارة الغرب حضارة حرب:
“أما الحضارة الغربية فتقوم على اللا أخلاقية، والإرتباط الوثيق بالحرب والإتساع الهائل للجريمة ومن جهة أخري، نجد أن أسلوب العمل الرأسمالي يثير أطماعا مادية استهلاكية لا حدود لها، ويعمل بعض الناس على تحقيقها عن طريق الجريمة, بالقتل, أو السرقة, أو الإختطاف، أو الإغتصاب، أو تجارة المخدرات والمسكرات والرقيق الأبيض، وبيع الأطفال لممارسة الشذوذ.
عتل: الغليظ القلب الخالي من الرحمة والشفقة بارتكاب المذابح الجماعية شاهدنا ذلك في حرب جنوب لبنان الأخيرة والقتل الجماعي تمارسه إسرائيل بمباركة أمريكا جاء في كتاب (المؤامرة) للدكتور المهندس محمد الحسيني- تحت عنوان مذبحة مخيمي صابرا وشاتيلا:
“وتعتبر مذبحة مخيمي صابرا وشاتيلا واحدة من أكبر الأحداث البربرية في التاريخ المعاصر ففي 16 سبتمبر / أيلول 1982 قامت الدبابات الإسرائيلية الساعة الخامسة والنصف مساء ومعها القوات اللبنانية (المسيحية) باقتحام مخيمي صابرا وشاتيلا وذبح حوالي (3500) من اللاجئين الفلسطينيين العجائز والنساء والأطفال في طقوس عربيدة ووحشية كما تصفها الأمم المتحدة. وقد أدانت الأمم المتحدة المذبحة وأعلنت بأنها فعل من أفعال الإبادة الجماعية”.
أقول:
ولما حاولت محكمة جرائم الحرب محاكمة إرئيل شارون المسئول الإسرائيلي عن هذه الإبادة كمجرم حرب قامت المخابرات الأمريكية باغتيال (إلى حبيقة) الذي أبدى استعداده لإثبات التهمة الموجهة ضد شارون – لإخفاء جريمة شارون قبيل الإدلاء بشهادته أمام المحكمة البلجيكية”.
زنيم: من معانيها في اللغة: الدعي واللئيم المعروف بشره ولؤمه: وسمي الدجال (بالمسيح الدجال) لأنه يدعي النصرانية ويناصر اليهود بالإنتساب إليهم زورا (بالبروتستانتية) المسيحية المتهودة, وهو يدعو إلى السلام بالإدعاء وفي الحقيقة يثير الحرب في البلاد الآمنة والوادعة التي تنعم بالسلام.
ذا مال: وهذا لا يحتاج إلى برهان: فأمريكا أغني أقطار الأرض وتهيمن على الإقتصاد العالمي وأصبح الدولار الأمريكي يقوم مقام الذهب في الإقتصاد العالمي.
وبنين: لقد أصبحت أمريكا تتحكم في العالم عن طريق حمل الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتحقيق أهدافها ومشاريعها على الكرة الأرضية- أي مناصرة العالم لما تصبو إليه.
إذا تتلي عليه آياتنا قال أساطير الأولين: أي أنه كافرا بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
سنسمه على الخرطوم: يحصل للدجال الأمريكي الإذلال والخزي والهزيمة على يد صاحب الخرطوم “تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ”” البقرة: (273 ) وهو المهدي المذكور في الآيات من أول القلم إلى الآية (9) وهو سليمان أبو القاسم ومنها إلى الآية- 15 وصف للدجال الأمريكي بدلالة قوله تعالى: “يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ” الرحمن: 41 )وقوله تعالى: “أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ” (محمد: 29 -30) فالله يعلم أعمال الدجال فبينها في سورة القلم ليتعرف عليه الناس من خلال أعماله أي (بسيماه).
وقوله تعالى: “سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ” (16) سورة القلم .فيه تعريف للمهدي وتعريف للدجال “سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ” بيان للمكان “سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ” (16) سورة القلم العاصمة السودانية وفيه إذلال الدجال “سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ” (16) سورة القلم القرآن مثاني أي حمّال وجوه كلها صحيحة.
الفصل الرابع عشر
مكان وتوقيت وأسباب خروج الدجال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا” قالوا وفي نجدنا, قال: “هنالك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان” رواه البخاري ومسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في حديث تميم الداري:
“والله إني ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت حدثتكم عن المسيح الدجال … ألا انه في بحر الشام أو في بحر اليمن لا بل من المشرق, و أومأ بيده إلى المشرق” رواه مسلم.
وروى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ألا إن الفتن هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان أو قال قرن الشمس”.
لقد دخلت أمريكا جزيرة العرب عن طريق نجد وبنت قواعدها في حربها على العراق والمسلمين في دول الخليج العربي وذلك لأن هدف الدجال الأول القضاء على المهدي إمام المسلمين في العراق باعتبار أنه المدخل لكسر شوكة المسلمين.
وقد بينت السنة أن خروج الدجال يكون في رأس قرن من الزمان فقد أورد محمد السعيد سلامة في كتابه (المسيح الدجال أكبر فتن الأرض) باب خروج الدجال.
(وقته – سببه – مكانه) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“… ما كان منذ أن كانت الدنيا رأس مائة سنة إلا كان رأس المائة أمر, فإذا كان رأس مائة خرج الدجال” رواه أبو حاتم في تفسيره الحاوي 89/2.
وسبب خروج الدجال غضب يغضبه كما أورد محمد السعيد في المصدر السابق:
“يخرج الدجال من غضبة يغضبها أو عند غضبة يغضبها ويقول صلى الله عليه وسلم:
“إن أول ما يبعثه على الناس غضبة يغضبها” رواه مسلم عن ابن عمر.
أقول:
لم تفصح السنة عن سبب الغضبة ولكن بكل تأكيد نتيجة عمل استفزه من المسلمين وما ذلك الفعل إلا تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001م لأنها طابقت رأس قرن من الزمان وأنها أحدث غضباً واضحاً على المسلمين من العالم الغربي والولايات المتحدة بصورة خاصة ورئيسها جورج بوش الإبن بصورة أخص بصفته المسئول الأول عن أمن وسلامة أرواح الأمريكيين وممتلكاتهم فلا أحد يستطيع أن ينكر تفجير برجي التجارة في (مانهاتن) بنيويورك كان السبب المباشر والمبرر للهجمة الأمريكية على العالم الإسلامي وضربه في كل مكان وبقساوة بحجة محاربة الإرهاب عقابا للمسلمين على فعل القاعدة وحتى لا يفكروا في تكرار ذلك مستقبلا – وهذا لا ينفي إن نوايا الأمريكان ضرب الإسلام والعرب كان مبيته ولكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أهدت لهم أسباب الغزو ومبرراته.
جاء في كتاب (المؤامرة) للدكتور مهندس محمد الحسيني إسماعيل تحت عنوان (ومن الأهداف الأمريكية لمحاربة الإرهاب):
“عقب أحداث 11 سبتمبر 2001م قامت الولايات المتحدة الأمريكية بحملة هجومية واسعة النطاق ضد كل ما هو إسلامي بزعم محاربة الأرهاب حيث أصبح مصطلح (الإرهاب) في القاموس الأمريكي والإسرائيلي تورية سياسية للهجوم على الإسلام كما طالبت بتغيير مناهج التربية الإسلامية وحذف العديد من الآيات والأحاديث”.
أقول: أن الدخان المنبعث من برجي التجارة بسبب تفجيرات القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وباعترافه واعتراف المنفذين في أشرطة الفيديو – والذي غطي سماء نيويورك وتناقلته شبكة الفضائيات عبر الأقمار الصناعية وشاهده الناس في مشارق الأرض ومغاربها هو الدخان المذكور كأحد علامات الساعة الكبرى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات طلوع الشمس من مغربها والدخان والدابة وخروج ياجوج ومأجوج وخروج عيسى ابن مريم والدجال وثلاثة خسوف خسفا بالمغرب وخسفا بالمشرق وخسفا بجزيرة العرب ونارا تخرج من قعر عدن تسوق الناس أو تحشر الناس تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا” رواه مسلم.
لقد جاء ذكر الدخان في الحديث مجملا وجاء مفصلاً في سورة الدخان.
جاء في كتاب (أشراط الساعة)، تأليف يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل (فصل الدخان)). قال تعالى: “فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ” الدخان من 10-11. والمعنى: انتظر يا محمد بهؤلاء الكفار يوم تأتي السماء بدخان مبين واضح يغشي الناس ويعميهم، وعند ذلك يقال لهم: هذا عذاب اليم، تقريعاً وتوبيخاً أو يقول بعضهم لبعض” أنظر تفسير القرطبي (16/130) وتفسير أبن كثير (7/235).
وفي المراد بهذا الدخان ؟ هل وقع؟ أو هو من الآيات المرتقبة؟
الأول: “أن هذا الدخان هو ما أصاب قريشاً من الجوع عندما دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم حين لم يستجيبوا له، فأصبحوا يرون في السماء كهيئة الدخان”.
الثاني: “أن الدخان من الآيات المنتظرة، والتي لم تجئ بعد، وسيقع قرب قيام الساعة” وإلى هذا ذهب بن عباس وبعض الصحابة والتابعين ..
قال بن كثير … مما فيه من مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة، مع أن ظاهر القرآن، قال الله تعالى: ” {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} (10) سورة الدخان. أي: بين واضح يراه كل أحد، على أن ما فسر به أبن مسعود رضي الله عنه إنما هو خيال رآه في أعينهم من شدة الجوع والجهد. وهكذا قوله “يَغْشَى النَّاسَ”، أي يتغشاهم ويعمهم ولو كان أمراً خيالياً يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه: “”يَغْشَى النَّاسَ””. تفسير بن كثير (7/235).
وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صياد: “إني خبأت لك خبأ *. قال: هو الدُخ. فقال له: “أخسأ، فلن تعدو قدرك” وخبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم “فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين، وفي هذا دليل على أن الدخان من المنتظر المرتقب، فإن بن صياد كان من يهود المدينة ولم تقع القصة إلا بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة. المصدر أشراط الساعة ليوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل.
أقول: ان إختبار الرسول صلى الله عليه وسلم لابن صياد بآية الدخان “{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} (10) سورة الدخان.” لعلمه أن خروج الدجال مرتبط بهذا الدخان وخروج الدجال مرتبط بالمهدي وعيسى بن مريم وبالعودة إلى آيات سورة الدخان فإننا نجد:
على ضوء تفسير ابن كثير مقروناً بحديث البخاري عن ابن صياد إن الذين قالوا: “رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ”، ليس هم كفار قريش وإنما هم أهل هذا الزمان من المسلمين بعد العذاب الذي أصابهم من قبل الدجال الأمريكي بعد تفجيرات 11 سبتمبر2001م. وذلك لأن كفار قريش لم يقولوا: “إنا مؤمنون” بل قالوا: ” وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” الأنفال: 32 ) ولا يمكن أن يكون القول: “رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ” الدخان: 12 ). من المؤمنين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يقولوا له معلم مجنون في قوله: ” أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ* الدخان: 13 ). ولا يمكن أن يصدر هذا من مشركي هذا الزمان لأن الدخان لم يصبهم بالعذاب حتي يقولوا: “رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ” بل هم يتمنون استمرار العذاب لأنه واقع على المسلمين. هذه القرائن تصرف معنى الآية: “أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى” (الدخان: 13 ) إلى أهل هذا الزمان الذين عاصروا أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وأن الرسول المبين في الآية “وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ” (13) سورة الدخان ليس المراد به النبي صلى الله عليه وسلم وإنما المراد به عيسى أبن مريم عند بعثته مهدياً لهذه الأمة لأن السنة أطلقت عليه صفة (رسوله) عند عودته. فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله على لسان عيسى ابن مريم عند نزوله في جبل الدخان على المقاتلين المسلمين الذين يحاصرهم الدجال: “أنا عبد الله ورسوله وروحه” وكلمته عيسى ابن مريم…” أخرجه معمر وأبن عساكر. وبما أنه لا نبي ولا رسول من الناحية الشرعية بعد ختمها بمحمد صلى الله عليه وسلم فإن كلمة “رسوله” في حق عيسى عند عودته تعني دلالتها اللغوية أي مبعوثاً كما جاء في حديث أبي داود وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها”. فعيسى ابن مريم هو أحد هؤلاء المبعوثين الوارد ذكرهم إجمالاً في الحديث. فيكون معنى الآية: “أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ” (الدخان: 13 ) هو عيسى ابن مريم متجسداً في شخصية “سليمان أبي القاسم” ويؤكد ذلك قولهم: “ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ” (الدخان: 14 ) لإعتقاد كثير من الناس بأني تلقيت تعليماً خاصاً بزعمهم على أيدي اليهود مستدلين على ذلك بتفوقي الواضح على علماء المسلمين وعامتهم في المناظرات وإثبات البرهان بدليل القرآن والأحاديث بأني أنا المسيح عيسى ابن. مريم رسول الله في بني إسرائيل ومهدي هذه الأمة المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالنسب الطيني ولما كانت سنة الله التي لا تتبدل في خلقه أن يصيب من خالف الأنبياء والمرسلين بالعذاب والعقاب مثل قوله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ * ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ” (الأعراف * 94-95).
لقد أنذرت الناس منذ عام 1981 بأن أمريكا هي الدجال وأنا سليمان أبو القاسم موسى هو المسيح المهدي وقائم أهل البيت المهدي المنتظر لهذه الأمة وحاميها من عذاب الدجال ولكنهم تمادوا بنذري حتى خرج فيهم الدجال يسومهم أقسى أنواع العقاب وأشد العذاب. وعند ذلك تضرعوا إلى الله وتوسلوا إليه بأيمانهم المزعوم “رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ” فإيمانهم هنا هو قولهم بأفواههم، وما هم بمؤمنين لأنه من كذب بالمهدي (سيلمان أبي القاسم موسى) فقد كفر وجاء رد الله سبحانه وتعالى يكذب دعوى إيمانهم فيقول: “أني لهم الذكري وقد جاءهم رسول مبين” هو سليمان أبو القاسم المهدي المسيح ثم تولوا عنه وقالوا “معلم مجنون” فإن الله لا يرفع عنهم عذاب الدجال وعذاب دخان أسلحته النارية التي تحرق أبدانهم ويتصاعد دخانها ويغطي سماء مدنهم المقذوفة بالقنابل التي تشوي أبدانهم وتلوث بيئتهم فتورثهم أمراضاً وبائية وأجنة مشوهة ولن يرفع عنهم العذاب إلا باتباع سليمان أبي القاسم. “هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ” (49) سورة ص فإن سليمان يمثل في الأمة [ ردم] ذي القرنين وأكثر في حماية المسلمين من فتنة الدجال زعيم يأجوج ومأجوج وهذا يستدرجنا للحديث عن سورة الكهف.
الفصل السادس عشر
ذكر الدجال في سورة الكهف
(مدخل لصراع الحضارات)
قال ر سول الله صلى الله عليه وسلم:
“غير الدجال أخوفني عليكم” … فمن أدركه منكم فليقرأ فواتح الكهف … ثم يدعو رجلاً ممتلئ شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه وهو يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق… فيطلبه حتى يدركه بباب لد… فيقتله، ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويخبرهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله تعالى إلى عيسى أني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور، فيبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون… فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة… ” رواه مسلم.عن النواس بن سمعان.
وروى مسلم قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم “من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال” وفي رواية “من آخر سورة الكهف” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال” صحيح – رواه أحمد ومسلم وأبي داود.
أقول: وما يعصم من فتنة الدجال من هذه الأحاديث: –
1″ فواتح الكهف.
2″ عشر آيات من أول سورة الكهف.
3″ عشر آيات من آخر سورة الكهف.
4″ عشر آيات من سورة الكهف.
فأول الكهف فيه آيات تنذر اليهود والنصارى “الذين قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا” “4” سورة الكهف. ذكر الله تعالى: “وَقَالَتِ اليهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ” “18” سورة المائدة وقال تعالى: ” وَقَالَتِ اليهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ” التوبة “30 ” وفي أواخر الكهف جاء تحذير المغرورين من هذه الأمة قال تعالى: “وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا” سورة الكهف [100-101] وهذه الآيات يفسرها قوله تعالى: “وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ” “105” سورة يوسف فالآيات شرحها ظهور المهدي وخروج الدجال وبعث المسيح ابن مريم وهي أهم أشراط الساعة والناس عنهم معرضون فلا يعترفوا لأحد منهم ويظلون ينتظرون ظهورهم وهذا هو السبب الرئيسي لتباغت الأمة بالساعة قال تعالى: ” فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ” محمد: 18″ فيعضون أصابع الندم لقد كان مع سليمان أبو القاسم هو المسيح ابن مريم فأعرضنا عنه وقلنا “معلم مجنون” حيث لا ينفع الندم. ولـ ” فواتح الكهف” معنى آخر فهي تعني رؤوس المواضيع التي تناولتها السورة.
فقد أوردها الدكتور عبد الرحمن في كتاب “الإنسان الكامل في الإسلام” وأصالته النشوريه تأليف لوي سينيوك بترقيم “3” جاء فيه:
“فسرعان ما أدرك القوم في المدينة, الأهمية المنقطعة النظير لاحدى السور القرآنية وهي سورة (أهل الكهف) فكانت تقرأ للعياذ من “شر” الدجال حتى صارت النص الشعائري الثابت الذي يقرأ منذ ثلاثة عشر قرنا في بلاد الإسلام كلها في الصلاة الكبرى الجامعة كل يوم جمعة “حديث نافع” وهنا يشاهد أن أول موضوع تعرض له هذه السورة، هو موضوع أهل الكهف السبعة في افسوس يبين كيف أن هؤلاء المؤمنين الفتية – وقد أووا إلى الكهف- رافضين الإرتداد عن دينه – قد أرضاهم الله وهيئا لهم أمرهم رشدا…”.
والموضوع الثاني:
” هو موضوع موسى ورسول الله “الخضر” – يبين لأحد الأنبياء “موسى” أن سر الله نما يتكون من كل أسرار القلوب التي لا يطلع عليها إلا الأولياء الواحد بعد الآخر وهم في الحضرة أللدنية “قارن سورة ” ق” : 36″.
والموضع الثالث:
يبين السد العظيم الحافظ للعالم المتمدن … السد الذي تهود باختراقه جحافل “الترك” يأجوج ومأجوج “الدجال” راجع سورة الأنبياء [96] “حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ” الأنبياء: 96 ” وفي سائر القرآن كانت ثمة آيات مفردة ذات رنين نشوري تشبع الآمال الثورية في قلوب المستضعفين وبخاصة “الموالي” وكانوا غير عرب دخلوا الإسلام، وكان على أن يكون وحده الذي حماهم ودافع عن حقوقهم” أهـ.
أقول: إن كل أحداث سورة الكهف تدور حول شخص المسيح عيسى ابن مريم عند عودته متجسدا في شخص المهدي المنتظر قائم أهل البيت روحا وجسدا وهذا ما يشهد عليه تفصيل مشاهد سورة الكهف في مختلف فصول أحداثها.
ففي الفصل الأول قصة “أهل الكهف” فقد أورد القرطبي في التذكرة “باب” وجاء في أن حواري عيسى عليه السلام – إذا نزل – هم أصحاب الكهف وفي حجهم معه:
“حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا ابن أبي أويس قال: حدثنا كثير بن عبد الله ابن عوف عن أبيه عن جده قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم … الحديث وفيه “ولا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى ابن مريم عبد الله ورسول حاجا أو معتمرا أو ليجمعن الله ذلك له ” قال كثير / فحدثت بهذا الحديث محمد بن كعب القرظي فقال: ألا أرشدك في حديثك هذا؟ فقلت: بلى, فقال: كان رجل يقرأ التوراة والإنجيل فأسلم وحسن إسلامه فسمع هذا الحديث من نص بعض القوم فقال: ألا أبشركم بهذا الحديث, فقالوا: بلى, فقال: إني أشهد انه لمكتوب في التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام وانه مكتوب في الإنجيل الذي أنزله على عيسى ابن مريم عليه السلام عبد الله ورسوله وإنه يمر بالروحاء حاجا أو معتمرا أو يجمع الله له ذلك فيجعل الله حواريه أصحاب الكهف والرقيم”.
ذكرت هذه الواقعة لطالب جامعي فقال: من براعة القرآن ذكره الإرتداد على آثارهما فإنهما “موسى وفتاه” كانا سائرين من الشمال إلى الجنوب فظهر لهما افتراق البحر الواحد وعند ارتداهما سائرين من الجنوب إلى الشمال شاهدا “مجمع بينهما” (مجمع البحرين) أقول: هذا الملتقي هو ” الخرطوم” .
أرجو أن أنبه أن البعض يعتقد أن المقصود التقاء بحرين مالحين فلفظ البحر يطلق على العذب قال تعالى: “وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ” “12” سورة فاطر “وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ” “53” سورة الفرقان. لفظ الآية “مجمع البحرين” يوحي بحركة السير والالتقاء مما يدل أنهما بحران ملتقيان وهذا حال البحرين الأزرق والأبيض عند الخرطوم وليس المقصود به مصبا النيل في فرعي دمياط ورشيد في المتوسط لأن ذلك يمثل افتراق البحر الواحد “النيل” إلى بحرين فيكون افتراقا وليس التقاء ففرعا رشيد ودمياط يتدفقان مفترقين والنيل الأبيض والأزرق بحران يتدفقان نحو الملتقى في المقرن وهو الخرطوم وفيه يذل الله تعالى: “الدجال” “سنسمه على الخرطوم” القلم 16. ولا يفعل ذلك إلا عيسى ابن مريم.
وأما الموضوع الثالث:
“ردم يأجوج ومأجوج الذي بناه ذو القرنين” أود أن ابنه هنا إلى أن سؤال اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم كان المقصود منه اختبار صحة نبوته والنبوة تختبر بالإخبار بالمستقبل الذي يظهر الغيب الذي لا يعلمه إلا الله فإذا علمه محمد صلى الله عليه وسلم استيقنوا من صدق تلقيه من الله عز وجل أما العلم بأخبار الأمم السابقة فيمكن تلقيه من دروس التاريخ فلا ينم عن النبوة فأمر المستقبل لليهود أهم من الناحية العملية, وذو القرنين الذي يظهر في المستقبل هو المسيح “ملكهم المنتظر وهو عيسى ابن مريم عند النصارى والمسلمين وسمي ذو القرنين لأنه إمام لقرنين” أحد القرنين رسولا نبيا بالإنجيل في بني إسرائيل والآخر إماما مهدياً في هذه الأمة وكل من أهل الكتاب “اليهود والنصارى والمسلمين” يرجون ظهوره يقول محمد عيسى داود في كتاب (المهدي المنتظر على الأبواب) فصل: حقائق لمن يريد الحقائق والحق “والمفاجأة في الأمر أن هذه الأحداث كتبها من قرون طويلة كتاب التوراة وأسفار الأنبياء … فصدق قول الله عز وجل “أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ” الشعراء: 197 ” .ومن هؤلاء عالم يهودي كان يعيش في شبة جزيرة العرب أيام بعثة المسيح –عليه السلام- ولما علم بمكر اليهود بالسيد المسيح عليه السلام وانجاء الله عز وجل له ورفعه إلى السماء إلى موعد لن يخلفه دوَّن عدة مخطوطات . . وهذا العالم اليهودي الذي دون ما دون اسمه “امس بن حرشل الرومي” ومما جاء بمدونات “ابن حرشل” هذا: “ذلك وحابه موسى لبني إسرائيل أن مسيح الرب يضحي إلى سماء الرب مرفوعا وحار يهود في شأن الرفع فأذاعوا أن الرب لم يرفع وإنما أبدل الحراس حار يهود في أمر الحراس وخرجوا إلى البرية وعادوا أن مسيحا لم يدفن”.
وفي خماسية أخري لـ ” ابن حرشل”:
” خرج السر، وخرج الشر … نار ولهب . . كل الكرب حر جدا الم وذل… وحر وذل – ذل – إنه شر ولا رأس لإسرائيل – حر، وحرب الكون، وحفيد حامد الله ملك الدنيا كان له قرنان حرسه السر اله إسرائيل غار وأبي أن يحرس إسرائيل”.
وفي خماسية ثالثة لـ ” ابن حرشل”:
“حفيد المحمد يوافق زمن الرجل الدجال وكل ذلك إذلاله حام بنجم وكرب”.
أقول: ان حفيد حامد الله وحفيد الحمد في هذه المخطوطات هو عيسى بن مريم لأنه – “كان له قرنان” وهو ذو القرنين الذي سأل عنه اليهود وهو حفيد “حامد الله، الذي يقتل الدجال” ولا رأس لإسرائيل” لأن حفيد المحمد يقتل الدجال رأس إسرائيل.
ومعلوم أن الدجال وجيشه اليهودي هو الذي يذل المهدي ويحاصر المسلمين أما الحفيد المحمدي الذي يذل الدجال ويذل اليهود بتخلي الإله عنهم “إله إسرائيل غار وأبى أن يحرس إسرائيل ” هو عيسى ابن مريم كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم ” هم يومئذ قليل – أي العرب – وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عيسى ابن مريم الصبح… فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى عليه السلام افتحوا الباب فيفتح ووراء الدجال ومعه سبعون ألف كلهم ذو سيف محلي وساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا ويقول عيسى: إن لي فيك ضربة لن تبقي بها, فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقي شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا انطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الفرقدة فإنها من شجرهم لا ينطق إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال أقتله” رواه ابن ماجة.
إن الحفيد الوحيد الذي يسود العالم من آل البيت هو عيسى ابن مريم مجسما في ذات سليمان بن عبد القاسم وهو هيكل المسيح الذي ينتظره اليهود والنصارى فلا يسود حفيد العالم إلا الذي يقتل الدجال ولا يقتله إلا عيسى ابن مريم وهو مهدي آل البيت المنتظر وهو ذو القرنين الوارد ذكره في سورة الكهف وأخذ لقب المنتظر من انتظار كل الملل لخروجه ولكن القرآن مزج بين ذي القرنين السابق واللاحق ولا يمكن التفريق بينهما إلاّ بالإستنباط كفصل الزبد عن اللبن ويمكن ملاحظه ذلك في سد يأجوج ومأجوج وعلاقته بعيسى ابن مريم في الكتاب والسنة جاء في كتاب (الإنسان الكامل)، إذ نجد أن الردم “السد الحافظ للعالم المتمدن “إشارة إلى الحضارة الغربية الأوربية فهم يأجوج ومأجوج وقائدهم الدجال فمخترعات الحضارة الغربية تمثل خوارق الدجال، مخترعات الأمم الأوربية وعصر السرعة الذي أحدثته وهذا يفسر لنا تسمية يأجوج ومأجوج.
ففي اللغة “في مشيته أجَّ” أجوجا: إذا أسرع وهو يطابق لما جاء في وصف سيرتهم “حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ” الأنبياء: 96 “. أي يسرعون في السير.
ولها معنى آخر له علاقة بالأول: “أجج النار” بمعناها الحسي: إذا أشعل لهيبها أو المعنوي: إثارة الفتن وشرورها وكل ذلك ينطبق على فعل الدجال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني خاتم ألف نبي وأكثر وما بعث نبي إلا وقد حذر أمته من الدجال … معه من كل لسان ومعه صورة الجنة خضراء يجري ماؤها, وصورة النار سوداء تدخن” رواه احمد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض، والآخر رأي العين نار تأجج” رواه مسلم. أقول: “جنة الدجال هي وسائل التنعم التي وفرتها الحضارة الغربية” – تبريد في الصيف وتدفئة في الشتاء”لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا” “13” سورة الإنسان والزراعة طول أيام السنة باستخدام وسائل الري الحديثة “أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا ” “35” سورة الرعد ويرفعون مستودعات المياه في أسنمة المباني لينساب إليهم الماء من عل “وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ” “27” سورة المطففين بخلط العصائر من هذه المياه تمثيلاً للآية “يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ” “25” سورة المطففين. مختوم بختم الشركة المصنعة وإما نار الدجال فعلامة ناره “نار تأجج” باسم يأجوج ومأجوج فواضحة من قولهصلى الله عليه وسلم ” سوداء تدخن”.
تدخن بعلاقة دخان المصانع ووسائل النقل في عصر السرعة التي تستخدم الاحتراق في تحريك الآلات هذا في جانبها الخيٌّر من هذه الصناعة أما جانب الشر فيها, فالأسلحة النارية الفتاكة وأسلحة الدمار الشامل قال الإمام على في الأثر “ولكن الكذاب الدجال يدجل تدجيلا ويزين القواطع الخمسين بزهرة الحياة الدنيا يربط المدائن الخمسين بحبل بني إسرائيل الآتي من جبل صهيون، يبغي الفساد في الأرض وعلو الظالمين ويسمونها بلاد ” الامارك” فهم حكام إلى أطراف الأرض, يعرفون ما يجري فيها في مسارات الطول والعرض، وتكون لهم عيون تتلصص من فوق السحاب وجوار بالبحار كالأعلام يخزنون النار بها بهيئة ماء وتراب تنشر نشرا وترمي كالقصر لهبا وتفرق الأمر فرقا وتطمس الخير طمسا … تهلك بشرا وتهدد المستضعفين في الأرض ويجعل الله حجته على بلاد الأمريك … وينزل المهدي في بلاد الأمريك … وينزل الكذاب إلى الأرض … ويسير الرعب بين يدي مهدينا، لا يلقاه عدو إلا هزمهم بإذن الله” ويكون منهم أئمة الضلالة والدعاة إلى جهنم يركب مركبهم ملوك وأمراء جعلوهم حكاما على رقاب الناس فأكلوا بهم الدنيا والله لو شئت لسميتهم بأسمائهم آل فلا وآل النون وآل العود والمتبرك والمتعرف والمتيمن والقاذف بالكلام والصادم بالنار” كتاب المهدي المنتظر يطرق الابوبا – رزق الله ابو بطه.
هذا الأثر جمع بين أمريكا وصدام “الصادم بالنار” والمهدي وذكر بنص صريح أن المهدي هو الذي يهزم أمريكا ووصف أمريكا بالدجال الكذاب “الكذاب الدجال يدجل تدجيلا” وحمايته لإسرائيل “ويربط المدائن الخمسين” هي الولايات المتحدة الأمريكية بحبل إسرائيل وذكر نار الدجال “يخزنون النار … وترمي كالقصر لهبا” وهي نار الدجال التي يقهر بها “المستضعفين في الأرض” وجاء وصفهم في كتاب ” الإنسان الكامل” أنهم يثورون وينتصرون وهو ما يعرف بثورة المهمشين من غير العرب فمن قبل انتصر لهم الإمام علي ومن بعده سينتصر لهم المهدي في السودان. والدجال هو فرعون زمانه قال تعالى: “إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ” القصص:4.
يقول الشيخ محمد عبد الرحمن تحت عنوان: ويل للـعرب من شر قد …:
“الطريق التي سلكها أمراء السوء قديما وحديثا متشابهة لأن طبيعة القهر التي يصدرون عنها وإن اختلفت الأزمان والأديان: إنهم مهرة في تقسيم الأمة, يفرقونها شيعا ثم يسلطون حزبا على آخر أنها الدبلوماسية الفرعونية كما سطرها الكتاب الحكيم صحيفة السوداني – واحة الجمعة عدد 10 نوفمبر 2006م “إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ”. القصص 4.
أقول:
إن أمريكا هي فرعون هذا العصر ورأينا كيف تقدس دماء اليهود وتهدر دماء المسلمين باستخدامها حق النقد “الفيتو” لحماية إسرائيل من إدانتها بمذابح العرب في فلسطين فجاء النذير من البشير النذير عن زينب بنت جحش t قالت: استيقظ رسولصلى الله عليه وسلم من النوم وهو محمر الوجه وهو يقول:
“لا اله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب, قد فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج من هذه” وعقد سفيان عشرا – فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث ” نعيم بن حما في الفتن 164 متفق عليه.
إن علامة إنهيار السد “دكه” في قوله عز وجل “قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً ” الكهف: 98. هو إحراق أفغانستان وأعماله فيها قتلا وتشريدا حتى فرت طالبان حاملة مشعل الإسلام في بلاد الهند إلى الجبال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليفرن الناس من الدجال حتى يلحقوا برؤوس الجبال ” أخرجه مسلم في صحيحه.
وقد فرت طالبان واحتمت بجبال تورابورا.
وقد أقام ذو القرنين الأول الردم لحماية طالبان من فساد يأجوج ومأجوج والعلامة الثانية هي الذبح والتشريد الذي يواجهه العرب في الجزيرة العربية وفي أفريقيا في السودان وتشاد والنيجر والصومال وزنجبار والسبب في ذلك تحريض يأجوج ومأجوج للأقطار الأفريقية للقضاء على العرب المسلمين في أفريقيا في حين أن أفريقيا هي أول من آوت الإسلام حين رفضته الجزيرة العربية فكانت هجرة المسلمين قبل هجرة الصحابة الأوائل إلى المدينة ولكن عما قريب ستفيق أفريقيا من غفلتها وتنتبه إلى دورها المرتقب وهو أن هذا الدين سوف تتحمل أفريقيا السوداء مسؤلية بعثة وتجديده عندما ترفضه الجزيرة العربية كما رفضته أول البعثة.
وفي الحديث “إنما يجدد هذا الدين آخر الزمان, السود الجعد أهل الجلابيب من وراء البحر، “ويقوم بهذه الثورة” الزرقة “في السودان أو ما يعرف بالمهمشين: “المستضعفين في الأرض” كما أشارت إلى ذلك آية القصص ” 5″ في مواجهة فرعون هذا الزمان بنص آية القصص “4” وينص الحديث “لتتبعن سن كان قبلك شبرا بشبر”.
وقد أشار إلى ذلك كتاب “الإنسان الكامل في المقال السابق” “وفي سائر السور كان ثمة آيات مفردة ذات رنين نشوري تشيع الآمال الثورية في قلوب المستضعفين في الأرض وكانوا غير عرب دخلوا الإسلام”.
وهؤلاء هم المهمشون “الزرقة” الذي يجددون الدين سيبدأ من السودان لتحرير العالم من شر الدجال وشر الروم.
اختلف المفسرون في المقصود بالفساد الأول, يعتقد كثير من المؤرخين أن ذلك كان قبل بعثة المسيح ابن مريم في عهد “بختنصر البابلى” فهو الذي يعتبره المؤرخون دخل عليهم المسجد الأقصى ويري البعض أن ذلك بعد بعثة المسيح ابن مريم وفسدوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب الله عليهم الجلاء من المدينة ودخل عليهم المسلمون في عهد عمر بن الخطاب المسجد الأقصى وغاية ما يعلم من هذين التفسيرين هو أن الفساد الأول انقضي وما يحدث الآن من فساد بني إسرائيل هو الثاني والأخير بدليل قوله تعالى:
وصفة العودة لفيفا أي العودة الجماعية لليهود الذين يحملون جنسيات مختلفة – هي التي تدل على أن هذه العودة التي تمت بموجب وعد “بلفور” هي عودة الفساد للمرة الأخيرة في تاريخ اليهود.
جاء في كتاب (حرب أمريكا المقدسة على العراق هل تمهد لهرمجون) للمؤلف محمد البحيري طباعة: دار البشير القاهرة – بدون تاريخ
جاء فيه:
وتقرر الكاتبة الأمريكية (جريس هالسل) في كتابها القيم: (النبوة والسياسة: الإنجيليون العسكريون في الطريق إلى الحرب النووية) – الذي يذكر أن اصابع الموساد نشطت في جمع نسخه من الأسواق- إن البروتستانت الإنجليز لعبوا دورا أساسيا في التخطيط لقيام الكيان الصهيوني قبل “هرتزل” بعشرات السنين واتخا الخطوات العملية لنشوء ذلك الكيان, ففي عام 1845م اقترح “إدوارد بتفورد” من مكتب المستعمرات في لندن: “إقامة دولة يهودية في فلسطين, تكون تحت حماية بريطانيا على أن ترفع الوصاية عنها بمجرد أن يصبح اليهود قادرين على الإعتناء بأنفسهم” وقال “بتفورد” في تعليل ذلك: “إن دولة يهودية ستضعنا في مركز القيادة في الشرق الأوسط بحيث نتمكن من مراقبة عملية التوسع والسيطرة على أعدائنا والتصدي لهم عند الحاجة”.
وتقول “جريس هالسل” في كتابها المذكور:
“كما حث المسيحيون الصهيونيون الأوائل يهود اوربا على التوجه إلى فلسطين لمصادرة كل ما يستطيعون مصادرته من الأرض… كذلك فإن المسيحيين الصهيونيين أمثال “فولويل” (المبشر المسيحي الصهيوني) يحث اليهود اليوم على أن يذهبوا إلى ما يتعدي فلسطين وإن يطالبوا بكل الأراضي العربية التي تمتد من نهر الفرات في الشرق حتى النيل في الغرب” حرب امريكا المقدسة ص س31-32.
أقول: إن العلو اليهودي الحالي هو الأخير من نوعه وأبرز علاماته:
العودة من الشتات “جِئْنَا بِكُمْ ” الإسراء: “104”.
يحمل أبناء اليهود جنسيات مزدوجة “أمريكية ويهودية وعندما تنشب حرب بين اليهود والعرب فإن اليهود الذين يحملون الجنسية الأمريكية يدخلون الحرب مع إسرائيل باعتبارهم أبناء إسرائيل.
“وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ” الإسراء: 6 “. وذلك بتسخير الولايات المتحدة الأمريكية الرأي العالمي العام ممثلا في الأمم المتحدة للنفرة لخدمة إسرائيل فقد جاء في الجفر عن الإمام علي: قوله: “ولكن الكذاب الدجال يدجل تدجيلاً ويزين القواطع الخمسين بزهرة الحياة الدنيا ويربط المدائن الخمسين بحبل بني اسرائيل الآتي من جبل صهيون يبغي الفساد في الأرض”.
“ويجعل الله حجته على بلاد الأمريك فيلعنهم بما علوا وكانوا يعتدون ولا عن منكر يتناهون وفي الأرض يفرحون عتوا وعلوا يبغون الفساد في الأرض منهم الأشد بغيا على من يقول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم:المهدي المنتظر يطرق أبواب تأليف رزق ابوبطه صفحة 36.
وفي أثر عن أبي هريرة “وفي عقود الهجرة الألف وأربعمائة وأعقد اثنين أو ثلاثا يخرج المهدي الأمين ويحارب كل الكون يجمعون له الضالون والمغضوب عليهم والذين مردوا على النفاق في بلاد الإسراء والمعراج عند جبل مجدون وتخرج له ملكه الدنيا والمكر زانية اسمها أمريكا تراود العالم يومئذ في الضلال والكفر، ويهود الدنيا يومئذ في أعلى عليين يملكون كل القدس والمدينة المقدسة” هرمجدون آخر بيان يا أمة الأسلام لأمين محمد جمال الدين.
أقول: لقد جمع الأثران عن الإمام علي وأبي هريرة بين علو اليهود وأمريكا وبين المهدي وهذا العلو هو الوارد في الآية “ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ” الإسراء: “6”, وهي علامة تغلب اليهود على المسلمين والعرب في فلسطين أما الخطوة التالية هي انتصار المسلمين في الآية ” لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ” الإسراء: “7” ولا يتم ذلك إلا بنجدة صاحب الخرطوم “سليمان” للفلسطينيين.
مع ملاحظة إن أثر أبي هريرة حدد زمن خروج المهدي بين (1420-1430) هـ وهذا التأريخ حجه لأن هنالك ما يوافقه من تحديد السنة والشيعة لتأريخ خروج المهدي وسنبينه في موضعه.
المسيح من ذرية النبي عليه الصلاة والسلام
أورد الأستاذ محمد عيسى داود في كتابه (المهدي المنتظر على الأبواب) الفصل 14 تحت عنوان: شجرة عائلة المهدي:
“ثابت بالأحاديث الصحيحة أن المهدي من آل البيت الشريف شجرة عائلته تعود بأصله إلى سيدنا الحسن رضي الله عنه وقيل أنه من نسل الحسين.
لكن الحديث الأقوى والاوكد يصرح بأنه من نسل الحسن رضي الله عنه من جهة الأب وسيدنا الحسين رضي الله عنه من جهة ” الأم” فهو ذو النورين … الحسنين”.
وهذا مخطوط ورد فيما جاء عن المهدي في مخطوط اشتراه ملك السويد “كارل جوستف” السادس عشر الحالي من مكتبة بانجلترا لأحد المفكرين الإنجليز هو ” G. H. ASRAEL ” بعد وفاته وهذا المخطوط لعالم عربي قديم من القرن الرابع الهجري واسمه “جاد المولي خير الدين الأمين” من أبناء المدينة المنورة ومما جاء في هذا المخطوط وتم العلم به وكشف بل وصور من بعض المسلمين الذين يسكنون بأنحاء متفرقة بالسويد:
“صرخة في مكة – كرمها الله تهز الدنيا، والكرب العظيم يعم المدينة التي أسري بالنبي إليها وكل حاشد جيوشا أخزى شرهم ابن الحسن المهدي الأمين”.
ويعلق صاحب المخطوط على هذا الكلام بقوله: “… . إنها نبوة في توراة موسى القديمة” أما الصورة التي اطلع عليها البعض فقد لاحظوا أنه في سائر المواضع التي تكرر فيها لفظ المهدي أو ابن الحسن كان اللفظ شبه مطموس بأثر شطب وتغير اللفظ إلى المسيح ولما استشاروني لم أعرف من بالضبط الذي شطب وغيره … هل هم الذين سرقوا المخطوط من الأتراك غير المسلمين؟! أم هو الكاتب الإنجليزي اليهودي؟.
ومما جاء من عجائب هذا المخطوط الفريد النص الآتي:
“حرب بين جيوش آشور وكبير الدنيا، شاب فيها الرضيع … يليها حرب بين مصر واليهود أوراها يقرع قبل – “هنا شطب على كلمة المهدي” وإبدال إلى المسيح – والكلام هنا بين القوسين تعليق للكاتب محمد عيسى داود وحرب سرها في ستر، والجاني في سره الشر، وأكبر حلمه “جبل المجدون” ولكن الشر خاب وانقهر و “آثار شطب هنا وإزالة الكلمة وأعتقد أنها “مهد” – والكلام هنا لمحمد عيسى داؤود- رحاه الحارث فطحن الشر … والمرام لا يكون ليهود … وملك الدنيا مهدي المسلمين… ورأس المدينة الحزينة ونصر الدين!! شتلات ونخيل وكل خير يعم جزيرة العرب وملك الدنيا مهدي المسلمين ابن حسن وكل راية لجبار نزلت، وحان رب المسلمين”.
ويعلق جاد المولى قائلا: “وهذه نصوص من شروح الربانيين لكلام ورثوه عن موسى لنبوءاته الاصلية، حرفوها الآن, وأبدلوا هذا الكلام بخراب فكري وتأويل حسب الأهواء وغاب الحق في توراة صنعها الأحبار فطمس الله قلوبهم وأضل أعمالهم” المهدي المنتظر على الأبواب – محمد عيسى داود.
أقول: لقد بين الخبر أن “حرب مصر واليهود أوراها يقرع قبل” وكان ذلك عام 1973م وحرب قبل آشور (العراق) وكبير الدنيا (الدجال) كانت 2003م إن ما نقلة جاد المولى عن أحبار اليهود يؤكد أن المسيح هو ابن الحسن وما ظنه الأستاذ محمد عيسى داؤود من شطب المهدي في مواضع وإبداله بالمسيح لا يقبله العقل لسبب بسيط هو أن المخطوط أورد كلاما صريحا كان أولى بالتحريف هو “وملك الدنيا مهدي المسلمين” و “وملك الدنيا مهدي المسلمين ابن حسن كل راية لجبار نزلت” ولا يذل الله الجبارين وعلى رأسهم الدجال إلا المسيح مما يعني أن ابن حسن المذكور هو المسيح ويؤكد هذا لأن المعركة تدور في القدس التي يحاصر الدجال فيها الرجل الصالح الذي يعتبر عند المسلمين هو المهدي وأما المهدي “ابن الحسن الذي يذل الجبارين في القدس الوارد في النص “والكرب العظيم يعم المدينة التي أسري بالنبي إليها… أخزى سرهم ابن الحسن المهدي الأمين”.
فكل النصوص الصحيحة والصريحة تؤكد أن الذي يخزي الجبارين عند المسجد الأقصى هو المسيح ابن مريم نفسه بميلاده الثاني في آل البيت لأنه هو الذي يهزم “كبير الدنيا” كما جاء في النص وكبير الدنيا هو الدجال كما جاء في الحديث “مابين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال”.
فلا مجال لتحريف الحقائق فالمهدي هو الذي يلزم “كبير الدنيا” كما جاء في النص وكبير الدنيا هو الدجال لأنه أكبر جبار في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم.
وبما أن عيسى ابن مريم لا تتم صلة نسبه بالأم فإنه مهد لذلك النسب أن كان نسب الحسن والحسين إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأم لا بالأب تمهيداً لأرضية ميلاد المسيح قال تعالى: “ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ” ” 5″ سورة الأحزاب وقال تعالى: “مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ ” “40” سورة الأحزاب فهذا أكبر دليل على أن ميلاد عيسى ابن مريم يكون في ذريتهما لتكون صلة نسبه بالأم لا بالأب ولذلك نلاحظ اهتمام السنة الواضح بذكر أم المهدي بقول محمد عيسى داود في كتابه (المهدي المنتظر على الأبواب): “والأم الشريفة والدة المهدي … . وأمه جدها جدي “.
فأم المهدي يعود أصلها إلى أبناء عبد المطلب … ومعنى هذا أن جدها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله. ” اخر الفصل 14
ومما يؤكد قولي ما نقل من مخطوط لأبي هريرة عن أن عليا كرم الله وجهه قال: “سر لكل المسلمين أريد أن أخفيه لولا أنني ألهمت أن أذيعه قيل وما هو يا علي؟
فقال: إنه فتي منا أهل البيت يملك الدنيا كذي القرنين, فيؤتى من كل شيء سببا وأمره حاكم ولا راد لأمر الله، فقالوا يا بن أبي طالب أهو في زماننا؟ فقال: إنه علم للساعة” المهدي المنتظر على الأبواب –محمد عيسى داود.
وعلم الساعة في القرآن هو عيسى ابن مريم في الآية “وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ” الزخرف: “61 ” وكفي بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب وهو جدي الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه قال تعالى: “وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ” الرعد: “43 ” ولم يقل وعنده الكتاب فما أكثر الذين يحملون القرآن لا يعرفون منه إلا رسمه.
الفصل الثامن عشر
هيكل سليمان وخاتم سليمان
عندما يحصل الخلاف على قمة الهرم الديني يكون المرجع فيه إلى علم الكتاب أي يكون المرجع للعلم المستنبط من الكتاب كما نصت عليه الآية “وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً” النساء: “83” ولما يتعلق الأمر بالشك في مبعوث الله ترجع الفتوى إلى أولئك الخاصة فهم أهل الشهادة ألحقه بنص قوله عز وجل: “وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ” الرعد: 43.
وعلم الكتاب علم يستخرج من الكتاب كما يستخلص الزبد من اللبن وبالعودة إلى علم الكتاب فإننا نجد في أقوال الخاصة منهم الحكم الفيصل فيما يخص عودة المسيح لأنه أهم شخص تنتظره البشرية لتخليصها من شرور الفتن التي بين يدي الساعة وتكمن أهميته في كونه آخر مرشد في تاريخ الكون وليس بعده إلا الضلال.
قال تعالى: “وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ” آل عمران: “46 ” واستدل العلماء بهذه الآية كدليل لعودة المسيح فهو كلمهم في المهد بنبوته قال عز وجل: ” فَأَشَارَتْ إليهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ” “29-30″ سورة مريم وسيكلمهم في هذه الأمة بمهديته في سن الكهولة جاء في لسان العرب لابن منظور فصل حرف الكاف ذكر الله عز وجل لعيسى آيتين: تكليمه الناس في المهد فهذه معجزة والأخرى نزوله إلى الأرض عند اقتراب الساعة كهلا ابن ثلاثين سنة يكلم أمة محمد فهذه الآية الثانية”.
وجاء في تفسير ابن كثير للآية “40” من سورة الواقعة عن أبي بكر بن أبي الدنيا عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك وعلى حسن يوسف وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين وعلى لسان محمد جرد مرد مكحولون”.
وعن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يبعث الله أهل الجنة على صورة آدم وفي ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين جردا مردا مكحلين” ج4 تفسير ابن كثير.
أقول:
لقد توفي عيسى في ميلاده الأول سواء كان قبل أو بعد رفعة على اختلاف من العلماء في معنى وفاته يقول ابن تيمية: “ولفظ التوفي في لغة العرب معناه الاستيفاء والقبض وذلك ثلاثة أنواع: أحدها توفي النوم والثاني: توفي الموت، والثالث: توفي الروح والبدن جميعا” نقلا عن الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 2/282 لابن تيمية كما نقله عبد الكريم ابن صالح في كتاب “الرد الصارم”.
أقول: وفاة النوم لا تفارق فيها الروح الجسد ووفاة الموت تعني مفارقة الروح للجسد ووفاة الروح والبدن جميعا تعني تلاشي البدن في الروح ووفاة البدن هذه هي التي حدثت لعيسى ابن مريم في نهاية فترة بعثته نبيا لذا فإن عودته بعد تلاشي جسده تقتضى ميلادا جديدا على العكس تماما لاعتقاد الجمهور الذين يعتقدون بعدم موته وبقائه حيا بروحه وجسده في السماء وهذا الإعتقاد باطل رد العلماء قال الدكتور البروفيسور شوقي بشير عبد الحميد – الأستاذ بجامعة أم درمان الإسلامية “والذي يعتقده عدد من علماء المسلمين أن عيسى عليه السلام بعد أن نجا من اليهود عاش حتى استوفى رزقه وأجله ثم توفاه الله – مات ميتة عادية – ورفت روحه إلى السماء … وقد استدل المخالفون للجمهور في هذه المسألة بآيات من القرآن الكريم وقالوا: إن المقصود بالرفع المكانة” صحيفة الوان 9 أغسطس 2006م صفحة 7.
وإذا كان عيسى ابن مريم قد توفي ورفعت روحه وكان عمره ثلاث وثلاثين سنة كما جاء في الحديث فإن كلامه لهذه الأمة كهلا إبن ثلاثين سنة لا يعني إلا ميلادا جديدا لأن الثلاث والثلاثين سنة في بني اسرائيل لا ترجع القهقرى إلى ثلاثين عاما في هذه الأمة.
أن علم القران قال بميلاد عيسى للمرة الثانية ولم يصرح الكتاب بذلك وإنما أوحي بميلاده الثاني في معناه.
وهذا ما نص عليه القرآن في قوله عز وجل: ” كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ” الرعد: 43 ” هذا في القران وفي التوراة والإنجيل مثل ذلك وقد سبق أن ذكرناه في هذا المنشور عن صحيفة الإنتباهة بتاريخ 31/ أكتوبر / 2006م.
“ولكن قيام إسرائيل الكبرى ليس الهدف النهائي وأهم من كل ذلك إقامة الهيكل …فإن المسيح لن ينزل إلا في الهيكل.
وتنصب كل الجهود الصليبية في الهدف النهائي … وإقامة هيكل سليمان”.
أقول: إن هيكل سليمان المقصود هو جسم سليمان أبي القاسم موسى وهو اسم المسيح ابن مريم عند عودته في ميلاده الثاني وإن محاولات اليهود لهدم المسجد وإقامة هيكل سليمان ما هي إلا فهم خاطئ لنص “هيكل سليمان” فالمعني بالنص الهيكل العظمي لسليمان أبي القاسم موسى فالهيكل المقصود هو جسمه قال مجدي صابر في كتابه بعنوان “هل ولد المسيح؟” ” فالمسيح هو الهيكل الأعظم والأكمل والأخير ولن يقام بعده هيكل آخر في أورشليم” المصدر صفحة 38.
ووقع خطأ لليهود في تفسير “خاتم سليمان” الموجود في دارفور وأوردناه عن صحيفة أيلاف بتاريخ 18-24 سبتمبر 2006م: نقلا عن أمين الإعلاميين السودانيين بالخارج “وخاتم سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام الذي اكتشف أخيرا حسب” عهدهم القديم” أنه موجود في بقعة ما في أرض دارفور أقول: و”خاتم سليمان” يعني أن خاتم الولاية سليمان أبو القاسم موسى وأنه في بقعة ما في دارفور وهذا صحيح لأن الطرف الغربي من حدود المسيرية والخاص بقبيلة الفيارين يقع في مثلث داخل حدود دارفور يبدأ من غدير “الصهب” ثم رهد “الديدان” ثم “فاوته الجاموسة” ثم “كلاقي الدود” ثم “الهلجيجاية” العويجة في مستنقع “الماروية” هذا هو الحد الذي يفصل بين قبيلتي القبارين والرزيقات ويقع داخل حدود درافور الإدارية أما شمال ذلك فإن حدود الفيارين تقع على خط الحدود بين كردفان ودارفور من الصهب إلى “أم شبيكة” ثم رهد “نور” ثم “تبلدية أملس” ثم قرية “القيل”.
فاليهود على علم تام أنهم لا يملكون من النيل إلى الفرات بدون هذا الكنز الخاتم “خاتم سليمان” مجسما في “هيكل سليمان” والنصارى أيضا يعلمون ذلك وأيضا المسلمون لا يمكنهم أن ينتصروا على اليهود والنصارى في هذه الحروبات إلا تحت قيادة سليمان أبي القاسم موسى وإن كان يغلب عليهم طابع الجهل بهذه الحقيقة ولكنهم سيعلمون ذلك ولو بعد حين.
والحقيقة التي أود أن ألفت إليها نظر الجميع هي أن هيكل سليمان بن داود لا وجود لمواده التي سبق أن شيد بها وبالتالي لا صلة للهيكل المرتقب الذي يجلس عليه المسيح للحكم بهيكل سليمان بن داود وإنما “هيكل سليمان هو عظام هيكل سليمان أبي القاسم التي كساها الله لحما وهذا الهيكل هو نفسه الذي توفي لغة” وفاة الروح والبدن جميعا” كما ذكر ابن تيمية فعرجت الروح وتلاشي الجسد فيها بوفاته ثم تنزل هذه الروح في الأرحام ويتكشف ذلك الجسد في رحم أمه الثانية – لاستحالة عودة مريم التي توفيت وفاة موت – ثم يولد في هذه الأمة ليعلن للناس في سن الكهولة أنه المسيح المهدي المنتظر هازم الروم وقاتل الدجال ومُحي دين الإسلام ومظهره على الدين كله ولو كره المشركون والكافرون والملحدون.
أكرر أن وفاة بدنه مهد لنزوله في الأرحام وميلاده الثاني هذا الميلاد لم يصرح به الكتاب ولكنه أوحي به في علمه في قوله عز وجل: “وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ”.
ومن هنا نخلص إلى حقيقة هي “أم الحقائق” في حقيقة المهدي البيتى وهي أن صلة النسب بالأم إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تثبت شرعا لأحد في الكون إلا لعيسى ابن مريم لأنه الشخص الوحيد الذي يرتبط شرعا بنسب الأم لابنسب الأب وعليه فإن مهدي آل البيت المنسوب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا عيسى ابن مريم ولا أحدا غيره ومهدت لهذا النسب العناية الربانية بوفاة أبناء النبي صلى الله عليه وسلم الذكور ولم يعقبوا حتى لا تكون صلة نسب المهدي بسلالة الذكور وعقبت من ذريته فاطمة لتكون الصلة إليه بالأنثى وهذا خاص بعيسى لا يشركه فيه أحد من البشر فهو وحده المهدي المنسوب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم بهذا النسب الخاص المميز ويحمل عيسى ابن مريم في ميلاده في هذه الأمة اسم ” سليمان ” وبه تختم الولاية “خاتم سليمان” كما نقل عن أهل الكتاب في “العهد القديم” الذي وصفه القرآن بقوله: “وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ” الأعراف: 145 ” ومن تفصيل الألواح لأهل الكتاب إن خاتم سليمان يكون في درافور ولما كان الخاتم من أخص خصائص الشخص النفيسة فلا يصلح استعماله لغير صاحبه ومن هنا نفهم أن “خاتم سليمان” لم يرد به في “العهد القديم” “سليمان بن داود” وإنما أريد سليمان أبو القاسم موسى وهو الخاتم بذاته الذي فيه سر الحكم والنصر ويفتح للأمة في زمانه “كنوز الأرض وبركات السماء” وذلك معلوم في الأحاديث الواردة في هذا الشأن نمسك عن ذكرها للإيجاز ولأنها معلومة وسبق ذكرها في هذا المنشور وفاضت بها المنشورات السابقة.
الفصل التاسع عشر
حقيقة الدجال عند المفكرين المسلمين
جاء في الموقع الإلكتروني www.islamahmadiyya.net في مقال يحمل عنوان حقيقة المسيح الدجال: أنتف منه الآتي:-
حِمارالدجّال:
من خلال الأحاديث الشريفة التي تضمَّنت وصف حمار الدجّال نستخلص منها الآتي:
أولاً: في حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء وصف الحمار على الشكل الآتي:
“تحت الدجّال حمار أقمر طولُ كلِّ أذن من أُذنيه ثلاثون ذراعاً يتناول السَّحاب بيمينه ويسبق الشمس إلى مغربها” كنز العمّال.
في هذا الحديث إشارة واضحة إلى الطائرة التي هي من مخترعات الدجّال في آخر الزمان، فلفظ حمار أقمر أي لونه فضّي، وهذا هو لون الطائرة وأُذناه الطويلتان هما جناحا الطائرة، وما تبقّى من ألفاظ الحديث لا ينطبق إلاّ على الطائرة. لأنّه لا يسبق الشمسَ إلى مغربها إلا الطائرة.
ثانياً: وروى أبو نعيم عن أبي حذيفة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يصف حمارَ الدجّال: يخوض البحرَ لا يبلغ حقويه وإحدى يديه أطول من الأخرى، فيبلغ قعره فيخرج الحيتان ما يريد”. وهذا الحديث يُشير إلى اختراع البواخر العملاقة منها ما هو مُخَصَّص لصيد الحيتان ومنها ما هو مُخصَّص لنقل البضائع وشحنها، وهذا النوع مزوَّد بروافع آلية من أجل تحميل البضائع إلى السفينة ثمّ تفريغها منها. والبواخر هي وسيلة النقل التي خرج بها الدجّالُ من جزيرته إلى شتّى أنحاء العالم، وقد وُصِفَت بأنّ صوتها يصل إلى الخافقين من شدّته ويخرج الدخان من خلفه.
ثالثاً: الوصف الأخير لحمار الدجّال ينطبق على القطارات التي كانت تعتمد في سيرها على الفحم الحجري، وهي وسيلة النقل البرية الأساسية التي كان الدجّال يعتمد عليها في تنقُّلاته البرية الداخلية في البلاد التي وصل إليها واستعمرها، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن هذا الحمار: “يأكل الحجارة ـ أي الفحم الحجري ـ ويسبقه جبل من دخان ـ أي يخرج دُخانه الكثيف من مقدمته ـ ويركب الناس في جوفه ـ أي بداخله ـ وليس على ظهره”. وهذا مصداق قوله تعالى في سورة التكوير: “وإذا العِشارُ عُطِّلَت” أي أن في آخر الزمن زمن خروج الدجّال وزمن عودة اليهود إلى فلسطين يستغني الإنسان عن ركوب واستعمال الجمال بسبب اختراع وسائل نقل أقوى وأسرع.
المعنى اللغوي للفظ الدجّال:
وردت في معاجم اللغة العربية المعاني التالية:
الدجّال: الكذّاب، من الدَجَل والتغطية، وسُمّي الكذاب دجّالاً لأنّه يغطي الحقَّ بالباطل، أو هو المُموِّه، فالدجّال يُلبس على الناس ويموّه لهم، وقيل سُمّي دجّالاً من دَجَلَ إذا ساح في الأرض.
وجاء في التفسير الكبير: “وأمّا المسيح الدجّال فإنّما سُمّي مسيحاً لأحد وجهين أولهما: لأنّه ممسوح العين اليمنى، وثانيهما: لأنّه يمسح الأرض، أي يقطعها في زمن قصير، لهذا قيل له: دجّال لضربه في الأرض وقطعه أكثر نواحيها وقيل سُمّي دجّالاً من قوله: دَجَلَ الرجلُ إذا مَوَّه ولبَّس”.
وجاء في أقرب الموارد مادّة الدجّال بالتشديد للرفقة العظيمة تغطّي الأرض بكثرة أهلها. وقيل الدجّال: الرفقة العظيمة تحمل المتاع للتجارة.
وجاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنّ معنى الدجّال: الخلق: أي الناس قال عليه السلام: “ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلقٌ أكبر من الدجّال”. صحيح مسلم.
وجاء في المنجد: الخلق: الناس.
وجاء في كتاب تعطير الأنام في تعبير المنام للشيخ الإمام عبد الغني النابلسي رحمه الله في معنى رؤية الشاب في المنام إذا كان شعره جعد كما هي صورة الدجّال التي رآها النبيُّ صلى الله عليه وسلم في المنام كما ورد في صحيح البخاري ومسلم ما يلي:
رؤية الشاب في المنام هي: عَدوٌّ وإذا كان الشاب أبيض فهو عَدوٌّ مستورٌ والشاب أيضاً يرمز إلى المَكر والخديعة و هو عدوٌّ مكروه. والشعر الجعد يرمز إلى: العِزّ والرياسة والسيادة واجتماع الأمور.
فاعتماداً على هذا التأويل واعتماداً على ما جاء في معاجم اللغة العربية حول معنى الدجّال من أنّه الكذّاب المُموِّه الذي يسيح في الأرض وأنّه الرفقة العظيمة التي تُغطّي الأرض بكثرة أهلها، واعتماداً على الأوصاف التي وردت على لسان الصّادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم لأحوال الدجّال والتي سبق شرحها، نستنتج من ذلك كلّه أن الدجّال بشكل عام هو شعوب أوربا الغربية وبشكل خاصّ هو سكّان الجزر البريطانية الذين خرجوا من بلادهم بعد عصر الاكتشافات الجغرافية الذي بَدَأَه الأمير هنري ابن ملك البرتغال، وساحوا في الأرض يكتشفونها، ويبحثون عن خيراتها، ويستعمرونها، وقد وزَّعوا الإرساليات التبشيرية في كلّ أنحاء الأرض لتدعو إلى عبادة المخلوق وَلتُشيع أنّ المسيح ابن الله وأنّ لله ولداً هو عيسى ابن مريم. والله سبحانه وتعالى يقول:
ومن أجل هذه الدعوة الباطلة التي يُشيعها الدجّال في الأرض جاء الإنذار الإلهي في فواتح سورة الكهف بأنّ الدجّال إذا استمرّ على هذه الدعوة الباطلة مستعملاً أساليب المكر والتمويه فإنّ عذاب الله ينتظره، يقول تعالى:
“وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا” ” 4″ سورة الكهف.
ثم يقول تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا} (7-8) سورة الكهف .
فالعذاب الذي ينتظر الدجّال الذي يرمز إلى شعوب أوربا الغربية بما فيها إنكلترا وأمريكا لأنّ سكّان أمريكا هم بالأصل من شعوب أوربا الغربية، وهؤلاء جميعاً ينتمون إلى أقوام يأجوج ومأجوج أيضاً الذي أخبَرَنا الله تعالى عن قيام حرب بينهم في آخر الزمان زمن عودة اليهود إلى فلسطين بمساعدة الدجّال ـ أي الإنكليز ـ وشعوب أوربا الغربية، وأنّ هذه الحرب لا مثيل لها، ولم تشهد البشرية قديماً، ولن تشهد حديثاً ما يُشبِهها أو ما يُماثِلها، وأنّ من نتائج هذه الحرب الكونية أن يُقضى على حضارة شعوب أوربا وأمريكا، وأنّه نتيجة استعمال الأسلحة الذرّية ستفقد الأرض خصوبتها وتمتنع عن إنبات أية نبتة بسبب تلوّثها بالإشعاع الذرّي، وهذا ما تُشير إليه الآية الكريمة الأخيرة: “وإنّا لَجاعِلون ما عليها صّعيداً جُزراً” أي أن جميع منشآت الدجّال الحضارية ستتحوَّل إلى تراب مقطع، وأنّ التراب سيمتنع عن إنبات النبات ويصبح جافاً لا حياة فيه.
واستمع معي إلى تحديد وصف شعوب الدجّال وأقوام يأجوج ومأجوج وذِكرهم بما اشتُهروا به وكان علامةً خاصّةً بهم، يقول تعالى في سورة طه:
فكلمة زُرقاً تشير إلى أنهم أصحاب العيون الزرق وهم أهل أوربا وأمريكا، إذن فالدجّال هو من ساعد اليهود على استعمار فلسطين واغتصابها، والدجّال هو من اخترع وسائل نقل جديدة تسابق الريح في سرعتها وتُخرِج من خلفها الدخان وصوتها يصل إلى الخافقين من قوّته، والناس يركبون في جوفها، وهي تتَّسع لأكثر من راكب، ويمكن أن يركب فيها أكثر من عشرة أشخاص. . وهي تطير في السماء، وتسبق الشمسَ إلى مغربها، وتغوص في البحار وتصطاد الحيتان، ومنها ما يتغذّى على الفحم الحجري أي القطارات التي تعمل بالقوّة البخارية. والدجّال هو الذي يستخرج كنوز الأرض ويسرقها ثم ينقلها إلى بلاده لينعم بها وحده ويحرم منها أصحابها الحقيقيين من الشعوب المغلوبة على أمرها، وهو الذي يغزو بلاد الشام والعراق فيعيث فيها يميناً ويساراً، وهو الذي يستعمر أكثر بلاد العالم ليستفيد من خيراتها ومواردها وأرزاقها، ويُسخِّر شعوبها لخدمته وخدمة أهدافه اللا إنسانية !..
ألا ينطبق هذا الوصف على ما نُسمّيه اليوم اصطلاحاً بالإستعمار، نعم إنه هو الإستعمار الدجّال الذي حَذَّرَنا منه نبيُّنا محمد عليه الصلاة والسلام قبل أربعة عشر قرناً من اليوم، ونَبَّهَنا إلى فتنته ومكائده وأحابيله الماكرة، وقال صلى الله عليه وسلم: “إنْ خرج وأنا فيكم فأنا حجيجه وإنْ خرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه” لأنّ الدجّال يدعو إلى دعوة باطلة، وعلى المسلمين جميعهم أن يردّوا عليه دعوته بالحجّة والدليل والبرهان مصداقاً لقوله تعالى:
“قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” “111” سورة البقرة.
صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.
لقد أورد الموقع بعضاً من أحاديث الدجال التي تتحدث عن خوارقه ولم يكن السلف يعلمون حقيقتها إلاّ عن طريق الوصف اللغوي لهذه الخوارق أما أهل هذا الزمان الذين يعاصرون خوارق الحضارة الغربية فإنهم لا يجدون وصفاً لها يتخذونه كمرجع لهم في تشريع الإسلام الذي ذكر أنه أنبأهم بما هو كائن إلى قيام الساعة إلاّ في وصف خوارق الدجال. ولذلك تأولوها بأنها الحضارة الغربية. فقالوا بأن الدجال هو إنجلترا أو أمريكا.
وقد يتبادر إلى الذهن أن وصف الدجال بالحضارة الغربية وإمبراطورياتها بأنها تنافي وصف الدجال كرجل بعينه. لقد ذكر الموقع لتبديد هذا الوهم ذكر أن النصوص تدل على أن الدجال يعني أمة بأكملها حين قال صلى الله عليه وسلم: “ما بين خلق أدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال”. وجاء في تفسير المنجد الخلق: الناس أي أن الدجال أمة وأما الدجال الفرد هو كل زعيم لهذه الأمة فهو دجال فالدجال رئيس دولة لها مؤسساتها وهذا المعني يؤكده قوله صلى الله عليه وسلم: “تغزون الدجال فيفتحه الله” رواه مسلم.
وفي رواية ” تغزون الدجال فيفتحها الله” أخرجه ابن حبان.
فأمة المسلمين لا تغزوا رجلاً واحداً بل تغزو الدجال الذي يقود جيوشاً غزا بها ديار المسلمين والعالم أجمع من و الدجل: الدفقه العظيمة حتى غطى جميع الأرض بجيوشه وساد الأرض بامبراطوريته وكل المعمورة دانت لحكمه وهو معنى معه من كل لسان بسيطرته على هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المنظمات العالمية خضعت له في قوله صلى الله عليه وسلم: “ومعه من كل لسان” رواه أحمد.
ولتأكيد أن الدجال رئيس دولة ذات مؤسسات ما ذكره رياض محمد الدقاسمة في كتابه ” موعد ظهور المهدي” ص 72: ظهور شخصية “ضد المسيح يتجسد إبليس في إنسان ملك أو رئيس له سلطان ويتحدي المسيح”.
وبما أن الأنبياء السابقين أنذروا أقوامهم الدجال كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنه لم يكن نبي إلاّ أنذر قومه الدجال وإنا انذركموه” صحيح الترمذي 3/334.
فإننا نجد وصف هذا الدجال عند أهل الكتاب ونستشهد ولا حرج علينا في ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمداً فليتبؤا مقعده من النار” رواه البخاري.
وفي هذا المقام استشهد بتحديد تاريخ ظهور الدجال عند أهل الكتاب كما جاء في نبؤات نوستراداموس:
قال هشام كمال عبد الحميد: “نستراداموس هو أشهر عراف متنبي في التاريخ ويقال: إن بعض تنبؤاته تتحقق منذ سنين عديدة ويتحقق الكثير منها في عصرنا الحالي رغم مضي 400سنة على التنبؤ بها. عاش نستراداموس في القرن السادس عشر “1547-1589” وطبقاً للنبؤات التي أوردها عن المسيح الدجال فسوف يظهر ملك الرعب أو المسيح الدجال أو الشيطان في هيئة آدمية ويسيطر على مقادير البشر ويستخدم قواه الجوية في إبادة أعدائه… ومعظم نبؤاته كان يعتمد فيها على النبؤات الواردة على لسان أنبياء بني إسرائيل عن الأمم التي ستظهر على الأرض وأحداث نهاية الزمان ولكنه كان يعيد صياغة هذه النبؤات بإسلوب آخر ويضيف إليها الكثير ثم ينسبها إلى نفسه بالإضافة إلى أنه كان متصلاً بالشياطين.
وتحديده لنهاية عام1999وبداية عام2000م كميعاد لخروج الدجال… إعتمد فيه أولاً وأخيراً على التواريخ الواردة بسفر دانيال بالتوراة مثله مثل مفسري الكتاب المقدس من اليهود والنصاري الذين حددوا عام2000م كموعد لظهور الدجال” أهـ. المصدر: كتاب إقتراب ظهور المسيح الدجال لهشام كمال عبد الحميد.
أقـول:
لقد صدق نستراداموس وصدق مفسروا الكتاب المقدس من اليهود والنصاري في ضبط تاريخ ظهور المسيح الدجال ففي عام1999م فاز جورج بوش الابن في إنتخابات رئلسة الولايات المتحدة على منافسه ” آل قور” ونصب رئيساً للولايات المتحدة عام2000م. (لا حول ولا قوة إلاً بالله) ” “أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ” ” 197″ سورة الشعراء” .
وهذا لا ينافي أن يكون دجالون غير بوش فقد أفتي البروفسور عبد الحي يوسف في عمود فتاوى عن سؤال ورد في صحيفة المحرر عدد “100” بتاريخ 4ديسمبر 2006م جاء فيه:
س: هذه الأيام هناك صورة متداولة بين الناس عن طريق الرسائل الإلكترونية لرجل بعين واحدة في الوسط، له قدرات خارقة لتحويل التراب لذهب، زعموا أنه الدجال، وقد ظهر في باكستان ثم إختفى… ما تعليقكم؟”
ج: “… أن هذا الأعور الذي لديه قدرات خارقة قد يكون دجالاً من الدجاجلة، وليس بلازم أن يكون هو الدجال الأكبر… والله أعلم”
المصدر: صحيفة المحرر عدد الاثنين 4 ديسمبر2006م صفحة ” 5″.
إن أوصاف الدجال الجسمانية موزعة على الدجاجلة وهم كثيرون. إن ظهور الدجال وبتأريخ محدد ” 2000م” يحتّم ظهور مهدي قبله يحاصره الدجال ومهدي بعده يقضي عليه- أي الدجال- والمهدي بعد الدجال الذي يقضي عليه هو عيسى ابن مريم ويتعاصر هولاء الثلاثة “المهدي والدجال والمسيح” أي يشتركون في تأريخ الظهور. فيكون بذلك عام2000م تاريخ ظهورهم جميعاً.
قبل عدة سنوات بمدينة بور تسودان جمعتني جلسة طيبة بالعمدة أوهاج كبيري عمدة قبيلة الإرتيقا وهو رجل شديد الإعتزاز بنفسه وقبيلته وأهله الإرتيقا والدميلاب والبجا عموما وقال لي فيما قال وأذكر، أن سيدنا آدم عليه السلام “دميلابي” أي ينتمي لقبيلة الدميلاب، ولم استنكر حديثه لأنه لم يكن يتحدث عن خلق ادم، وإنما كان رأيه أن آدم عليه السلام عندما هبط إلى الأرض هبط في هذه المناطق غرب مدينة طوكر حاليا والمعروفة بجبال الدميلاب وأنه تشكل بلونها فأصبح لونه أسمر، وسمي آدم من أديم الأرض وأديم الأرض أسمر وجبال الدميلاب سمرا، إذا آدم دميلابي قال هذا الكلام وسكت، أما أنا فذهبت أتامل ما قاله هذا الرجل في لحظة وطرفة، وبعد ذلك سمعت سمع ولم اقرأ أن الدكتور عبد الله الطيب عليه الرحمة وربما شاركه الدكتور جعفر ميرغني أستاذ الحضارة المشهور، أن هجرة المسلمين الأوائل كانت للسودان الحالي الذي كان جزءا من الإمبراطورية الحبشية مستدلين على ذلك أن الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه تحدث وهو يحكي قصة هجرتهم لبلاد الحبشة أنهم قطعوا نهرا, والنيل الأزرق بسبب قوة انحداره واندفاع المياه لا يمكن قطعه بالمراكب قبل مدينة الرصيرص “المدينة التي بني عندها خزان الروصيرص” بولاية النيل الأزرق السودانية, واستنتج الدكتور من ذلك أن الهجرة كانت للسودان الحالي عندما كان ضمن حدود الإمبراطورية الحبشية, ويشترك السودانيون والأحباش في لونهم الأسمر, واللون الأسمر لون إفريقي أصيل وليس مزيج أو خليط كما يعتقد البعض بين اللونين ” العربي” الأبيض و ” الزنجي” الأسود، كان هذا الحديث يدور في ذهني قبل أن أقرأ اليوم مقال للأستاذ أبوبكر وزيري في عموده رجع الصدى بجريدة الرأي العام والذي يتساءل في عنوانه: ماذا كان لون بشرة المسيح؟ والحديث للأستاذ “هل كان يسوع ابيض اللون فعلا كما تصوره لوحات عصر النهضة وما تلاها من لوحات أوروبية؟ أم كان أسمر كما كان يدعي العديد من المسيحيين السود؟ أم تراه خمريا كلون أهل منطقة الشرق الأوسط-الجزيرة العربية-الذي هو منهم؟ وسيبقي لون يسوع مسألة لايمكن لأحد تقديم الدليل القاطع عليها” ثم ذكر بعض الثوابت العلمية ومما ذكره والكلام للأستاذ “ولكن بعض الناس يقولون أن يسوع كان أسود اللون ويقولون أنه كان من أبناء قبيلة جاءت إلى أرض كنعان من نيجيريا “وذكر في موضع آخر من المقال” ويؤكد أصحاب نظرية سواد بشرة يسوع كلامهم بقولهم أن الكنيسة الإثيوبية التي وجدت قبل كافة كنائس أوروبا صورت يسوع على أنه أسمر البشرة “وقال البروفيسور مارك جود ريس المتخصص في علم اللاهوت بجامعة بيرمنجهام والذي أسهم في ترميم جمجمة لرجل شرق أوسطي عاش في القرن الأول الميلادي ” ” اعتقد أن يسوع لم يكن خالص البياض ولا اسود اللون” “. وأضاف أن هناك فقرة في إنجيل بولس تقول أن من العار على الإنسان أن يترك شعره يطول، ولذا لا أعتقد أن الرجل كان يطيل شعره مثله في ذلك مثل كافة رجال جيله ومجتمعه، ولذلك فإن الصورة التي تبينه طويل الشعر أصفره مخطئة” “وإذا صدقنا هذه المقولة أن لون المسيح عليه السلام لم يكن خالص البياض ولم يكن أسود اللون هذا لا يعني أن لونه خمري كما تفضل الأستاذ وزيري بل يعني أن لونه أسمر, وتقول الجغرافية أن السودان الجغرافي يختلف عن السودان الدولة والوطن القائم الآن, فهو يمتد من البحر الأحمر شرقا حتى المحيط الأطلنطي غربا وهو موطن السمر والسود, وبناء على ذلك ومع القراءة الدقيقة لكل الإشارات والتلميحات المضمنة في المقولات التي أوردناها يضاف إليها بعض الأبحاث التاريخية التي تتحدث عن الفراعنة الذين بنوا الأهرامات وأنهم سمر وسود وليسوا أقباط وأن مركزهم كان طيبة (تقع في المنطقة بين دنقلا وأسوان) وليس القاهرة, والحديث عن رحلة موسى وأن البحرين هما الأزرق والأبيض وليس ملتقي النيل مع البحر المتوسط في الدلتا المصرية، بناء على كل ذلك يمكننا أن نقول أن المسيح سوداني وإذا لم يكن من السودان الوطن الدولة بحدودها الحالية فهو من السودان الجغرافي والله اعلم، ونتوقع ظهور حفريات في حلفا وعطبرة والخرطوم (سوبا) تساهم في إعادة كتابة التاريخ وتفسير الأحداث من جديد.
علي محمد علي/الخرطوم/صحفي/19/12/2004م.
Email: aloubasat@hotmail.com
التعـليق: إعادة قراءة التأريخ بقصد تصحيح خطأ الأقدمين بالنقد البناء مسألة من أصل الدين الإسلامي نص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول صريح غير قابل لصرفه إلى تأويلات باطلة حين قال:
“نضر الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى بلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه” أخرجه الترمذي صحيح.
لقد طبق السلف مبدأ النقد عملياً ولم يأخذوا كل ما وصل إليهم من علوم السلف بالتسليم وظهر ذلك علمياً فيما عرف عند الفقهاء بالجرح والتعديل الذي نشأ عنه تصنيف الأحاديث إلى صحيح وحسن وضعيف وموضوع عندما نقد جيل المصححين أمثال الحاكم والذهبي وأمثالهم جيل الرواة السابق لجيلهم من أحاديث رأى رواتها أنها صحيحة مثل أحمد والبخاري ومسلم وأبي داؤود والنسائي والترمذي وابن ماجة وغيرهم.
وكما يقال في نقد السند يقال في فهم العلماء فإن ما وصل إلينا من شروح للكتاب والسنة من فهم السلف قابل لإعادة القراءة والنقد والتصحيح والتفنيد بصريح قول رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديث الترمذي فبالمراجعة الدائمة لشروح القرآن والحديث يصل العلماء إلى الفهم الصحيح لهذا الدين الذي لا يمكن أن يحتكر السلف فهمه دون الخلف لأن لغة القرآن التي نزل بها ما زالت متداولة عند البدو الأميين من القبائل العربية المنتشرة في الجزيرة العربية وأفريقيا.
الفصل الحادي والعشرون
رجل من غير الشمال سيحكم السودان
http: //www.sudaneseonline.com/cgi
تحت هذا العنوان جاء في مجلة الدورية الثقافية الصادرة عن مركز السودان المعاصر في عددها هذا الأسبوع… تحدثت النشرة عن نبوءة “لاورشين لومانت”:
“أسمتها نبؤة قدوم رئيس إلى حكم السودان من غير شمال السودان, رئيس يوصف بالحكمة والعدل. تتمحور النبوءة في سرد صفات رجلين يحكمان السودان في القرن الجديد.
حكاية الحالة: “يعيش البلاد في فقر وعوز ومرض وتهميش لكل سكانه نصف قرن من الزمان, … تدعي زمرة من الناس معرفة السماء وتقسم فئة فيها لئن أعطاها الله الحكم ليكونون أعدل من إحدى الأمم, فلما يملكون يفسدون فيختلفون … وتصعد أحدها وتخور أخرى…, تشتعل في عهده حروبات كثيرة في كل الجهات الأربعة للدولة… في الشرق والجنوب والغرب والوسط ليس من جهته الشمالية في الأول…، ولما يشعر الشعب بالظلم والجوع ويكثر الفساد تقوم ثورات رافضة لظلمه وجوره, وتدعو إلى التحرر, فتخرج أرض من أقصى المشرق إلى أقصى الجنوب من تحت حكمه… وفي منتصف العقد الأخير تقوم ثورات حمراء حاملة رؤس نووية للحرية والديمقراطية من جهة المغرب, تنادي بالعدالة في الحكم والقسمة بالسوية بين الشعب في الثروة وتزحف حتى تكمل تحرير الغرب وبذالك تكون جل الأراضي خارج سيطرة الحاكم.
ثم ينجلى الكرب. ويجلس عقلاء جدد, ويصلون إلى حكم رشيد, و يصل إلى الحكم رجل راشد عاقل وحليم من غير الشمال لأول مرة: ومن غير المدعين بالأصول الشريفة… وبينما يحاول إعادة الحياة إلى حالها وهو يعمل جاهدا وسط شعبه. تهب عليهم رياح حمراء من الشمال الشمال للوادي, تتكتل خلف بلد الشمال المحاربة دول عديدة من المنظومة… وتساند المنظومة دولة الشمال… وتقتتل الدولتان عند موضع في الحدود تسمى ” حليب ” … إلا أن الحاكم العادل الحكيم سينتصر في الحرب على دولة الشمال”.
وقد حدث الشطر الأول من نبوءتها وينتظر حدوث الثاني… ” أهـ.
الشرح والتعليق: – هذه النبؤة صحيحة لتحقيق شطرها الأول في الأحداث الجارية الآن في السودان ويؤصل لها ويؤكدها ما رواه الإمام القرطبي في التذكرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ويكون بالمغرب الأقصى الهرج والخوف ويستولي عليهم الجوع والغلاء وتكثر الفتنة ويأكل الناس بعضهم بعضاً فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المهدي القائم في آخر الزمان وهو أول أشراط الساعة”. التذكرة باب: منه في المهدي من أين يخرج وفي علامة خروجه.
وأورد القرطبي في التذكرة:
“فإن المهدي إذا خرج بالمغرب على ما تقدم… فيبعث كتبه إلى جميع قبائل المغرب… أن انصروا دين الله وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيأتون إليه من كل مكان ويجيبونه ويقفون عند أمره ويكون على مقدمته صاحب الخرطوم… وهو صاحب المهدي وناصر دين الإسلام وولي الله حقاً…”. التذكرة: باب: ما جاء في فتح القسطنطينية خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام.
أقول: هذا الحاكم العادل في نبؤة “لاورشين لومانت” هو المهدي بدين الإسلام لأنه مع عدله تحاربه الأمم “دول عديدة من المنظومة” ولولا حكمه بالإسلام لما حاربته المنظومة الأممية.
وكونه جاء في النبؤة “من غير المدعين بالأصول الشريفة” لأنه ينفي نسبه إلى الأصول الشريفة بنفسه كما في الحديث “وليس مني” ويكون ذلك بقوله.
وأما ما جاء في الحديث “من أهل فاطمة بنت رسول الله” صلى الله عليه وسلم فيه تأكيد أنه هو عيسى ابن مريم مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم ” رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني” رواه أبو داود واحمد بسند صحيح.
موعد ظهور المهدي عند السنة:
جاء في كتاب: “موعد ظهور المهدي والخلافة الإسلامية – دراسة وتحليل مستقبل الأمة على ضوء نبؤات القرآن الكريم” تأليف: رياض محمد الدقاسمة:
“تسلم الراية إلى سيدنا المهدي الجابر في 10 محرم 1426هـ المصادف السبت 9 شباط 2005م يوم ظهور المهدي الجابر… وإذا لم تحدث هذه الأحداث في موعدها الذي توقعناه فقد تكون في أي سنة يبدأ فيها رمضان بيوم الجمعة، فإن سنة 2007م سيبدأ احتمال رمضان يوم الجمعة… وعندئذ يكون خروج المهدي الجابر في 10 محرم 1429هـ المصادف 19 كانون الثاني سنة 2008م وبهذا نكون قد أعطينا احتمالين لموعد مجيء المهدي والله أعلم”.
موعد ظهور المهدي لرياض محمد الدقاسمة.
أقول: هذا التوقيت يؤكده أثر أبي هريره السابق الذى حدد” 1420 – 1430 هـ ” تاريخاً لظهور المهدي.
موعد ظهور المهدي عند الشيعة:
“وجاء تحديد زمن خروج المهدي عند الشيعة في عام 1415هـ يقول حسن النجفي في كتابه (علائم الظهور في المستقبل المنظور): نستنتج أن عصرنا هو عصر الظهور الأصغر… يرتقي الحاصل إلى 1410هـ وعلى أساس تقويم الغيبة نضيف 260 إلى 1155 يبلغ 1415هـ” أهـ.
كما جاء في المصدر أعلاه ص 97.
أقول: لقد صدق السنة والشيعة في تحديد زمن ظهور المهدي بتواريخ محددة 1410هـ ـ 1429هـ وكنت أعلنت للناس بأني المهدي المسيح منذ 1401هـ هجرية فإن ما حدده السنة والشيعة من تواريخ لظهور المهدي تتحقق في شخص سليمان أبو القاسم موسى.
لقد صدق أهل القرآن في تحديد زمان ظهور المهدي كما صدق أهل الكتاب المقدس في تحديد زمن ظهور الدجال بتاريخ محدد ” 2000م” الذي يعتبر تاريخاً لظهور المهدي قبله والمسيح عيسى ابن مريم المهدي بعده.
التوقيت الدقيق لوجود المسيح ابن مريم الآن بين ظهرآني الناس:
“العرب يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عيسى ابن مريم الصبح… فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى عليه السلام افتحوا الباب فيفتح ووراء الدجال ومعه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلي وساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا ويقول عيسى: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها, فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود” أخرجه ابن ماجة عند أبي الباهلي.
هذا النبأ تحقق اليوم على أرض الواقع في حصار القدس فقد جاء في صحيفة المحرر الدولي العدد “93” 17 رمضان 1427هـ الموافق 9 أكتوبر 2006م ما يلي:
“ومنذ ساعات صباح الجمعة ” 29/9″ تدفق الألاف من الفلسطينيين على الحواجز العسكرية المحيطة بالقدس للدخول إلى المدينة المقدسة ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب الموانع الإحتلالبة وفي داخل مدينة القدس وعلى نحو أخص في البلدة القديمة إنتشر آلاف من رجال الشرطة وحرس الحدود الصهاينة” أهـ.
أقول:
التحقق التام على أرض الواقع في الجزء الأول من الحديث فيه تأكيد على وجود الإمام الصالح في القدس عند دخولي إليه (لأن الإمام الصالح لايعرف إلاّ عند صلاة عيسى ابن مريم خلفه” سواء اعتقد الناس في مهدينه أم لا سواء اعترفوا بوجود الدجال أم لا سواء اعترفوا بأن سليمان أبا القاسم هو المسيح ابن مريم أم لا فإن الواقع يثبت وجود المهدي والدجال والمسيح ابن مريم فمن آمن بهم بتعيين أشخاصهم فقد إهتدى كما قال تعالى:”سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ” (53) سورة فصلت.
ومن كذّب فقد أعرض عن اتباع سبيل الرشاد تصديقاً لقوله عز وجلً: “وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ” (105) سورة يوسف.
إن هذا الحديث وتحقيقه على أرض الواقع في إمساك اليهود بمفاتيح بيت المقدس حدد الزمن الدقيق بوجود المهدي والدجال والمسيح.
تنبيه هام لخاصة المسلمين وعامتهم إن المسيح ابن مريم هو مغيث الأمة من واقعها المرير المعاش فهو المنظر وليس غيره بل أن المهدي المنتظر نفسه ينتظر الخلاص من المسيح المنتظر سليمان لأبي القاسم موسى.
وإن هذه التواريخ المحددة حجة لي على الناس أجمعين فإن لم يكن المهدي المسيح هو سليمان أبو القاسم فمن هو إذاً؟
فإنه لم يعد غائباً بل ظاهراً يجهر بدعوته بين الناس وللظهور عدة معانِ منها إعلان المهدي عن نفسه وإجهاره بمهديته بين الناس وهو الظهور الأصغر أما الأكبر هو تولي قيادة المسلمين وهناك ظهور أكبر عندما يظهر على أعدائه ويظهر دين الإسلام على الدين كله.
الخلاصة الخاتمة
ان صدام الحضارات بين العالم الغربي بشقية “العلماني ممثلا في يأجوج ومأجوج والعقائدي ممثلا في الأصولية البرتستانتية – وهي المسيحية المتهودة الصهيونية” ضد الإسلام قد بدأ وعلامة ذلك خروج الروم ممثلا في الآتي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تصالحون الروم صلحاً آمنا وتغزو أنتم وهم عدوا من ورائكم فتسلمون وتغنمون ثم تنزلون بمرج ذي تلول فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول الأغلب الصليب فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله فعند ذلك تغدر الروم وتكون الملاحم فيجمعون لكم فيأتونكم في ثمانين غاية مع كل غاية ثمانين ألفا ” رواه احمد. أنبأ هذا الحديث عن حرب الخليج الثانية بعد دخول القوات العراقية الكويت فتحالف العرب مع العالم الغربي (الروم) بحجة حماية دول الخليج وحفظ الأمن (صلحا آمنا) من اعتداء صدام حسين ” فتسملون” من تدخل صدام واحتلاله لدولكم وتغنمون السلم والأمن لأنه الغرض من دخولكم الحرب ضد صدام ليس لغنيمة المال – فغنموا أمن الخليج وهو الوارد في الحديث ” صلحا آمنا . . فتسلمون”.
هذا التحالف قد ورد في كتاب آخر بيان “هرمجدون” لابن محمد جمال الدين:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“يكون في بني أمية رجل أخنس بمصر (أي يلد) يلي سلطانا يغلب على سلطانه أو ينتزع منه فيفر إلى الروم فيأتي بالروم إلى أهل الإسلام فذلك أول الملاحم”.
وروى نعيم بن حماد عن كعب وهو يتحدث عن الروم قال:
” … وتصالحونهم ثم تغزون أنتم وهم الكوفة فتعركونها عرك الأديم” آخر بيان صفحة23 والكوفة هي عاصمة العراق سابقا وجاءت الإحصائية لتؤكد أن القوات الغربية (الروم) التي تحالفت مع الدول العربية لغزو العراق تطابق ما جاء في الحديث “ثمانين غاية في كل غاية عشرة آلاف” أي أن عدد قوات التحالف تعدادها 80× 10. 000 = 800. 000 وهو الرقم الذي أوردته مجلة المشاهد السياسي اللندنية في عددها “52” بتاريخ 15/9/1997م صفحة 37 جاء فيها ” وفي أعلى مستوي لها ضمت قوات التحالف ما يقرب من ” 800. 000فرد” والروم يقصد بهم أوروبا المسيحية. أما أوروبا العلمانية فهم يأجوج ومأجوج وقد خرجوا وعلامة خروجهم غزوهم لأفغانستان وغزوهم العرب وهو دليل على “دك ردم ذي القرنين الذي يحول دون دخول أوروبا العلمانية المفسدين في الأرض بسنهم القوانين الوضعية التي تشرع للربا والإحتكار لإفساد المعاملات وتشرع شرب الخمر وإباحة الزنا وتشرع الزواج المثلي لإفساد الأخلاق فلا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا وقد خرجوا ودخلوا أفغانستان ممثلين في “قوات الناتو” وهي قوات أوربية صرفة وهم يأجوج ومأجوج الذين كان السد يحول دون دخولهم أفغانستان كما جاء في قوله تعالى: “قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً ” الكهف: 94 “.
والعلامة الثانية على خروجهم الويل الذي لحق بالعرب من جراء خروجهم وذلك ما فعلوه بالفلسطينيين والعراقيين وملاحقة العرب في السودان والصومال وتشاد والنيجر تحقيقا لنبوته صلى الله عليه وسلم في قوله:
“ويل للعرب من شر قد اقترب لقد فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج ” رواه مسلم. والعلامة الثالثة على خروج يأجوج ومأجوج برنامج غزو الفضاء الغربي إذ وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
” فيقولون لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دماء ” متفق عليه.
وأما الدجال فهو زعيم الروم وزعيم يأجوج ومأجوج وقد انطبقت كل شروط الدجال بصفته اللغوية والشرعية على أمريكا ومن أنكر أن أمريكا هي الدجال بعد ذلك فيكون قد شاقق الله ورسوله من بعد ما تبين له الهدى.
وإن المخرج من يأجوج ومأجوج (أوربا العلمانية – الوثنية) ومن أوربا المسيحية (الروم) وشر الدجال هو طائفة أهل المغرب (السودان الأفريقي والسياسي) وزعيمهم المهدي المسيح قائم أهل البيت سليمان أبو القاسم موسى وذلك بالشواهد الآتية:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم تغزون فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحه الله”. رواه مسلم.
فالمسلمون الذين يغزون جزيرة العرب يأتون إليها من خارجها وهم طائفة أهل المغرب.
عن نافع بن عتبة قال: “أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده طائفة من أهل المغرب أتوه يسلموا عليه وعليهم الصوف فلما دنوت منه سمعته يقول: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم ثم تغزون فارس فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الروم فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الدجال فيفتحها الله عليكم” أخرجه ابن حبان. ومعلوم أنه “لم يسلط على قتل الدجال إلاّ عيسى ابن مريم” فهو قائد طائفة أهل وهم أصحابه الذين يرغبون إلى الله معه فيهلك بدعائهم يأجوج ومأجوج.
فلا مخرج للأمة من هذه الفتن إلا بتحرك السودان بزعامة المسيح سليمان أبي القاسم لخلاص الأمة من الإستعمار الغربي الجديد لديار الإسلام.