المنشور رقم (80) النبأ العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الفهرست
المهدي المنتظر من أرض السودان.
خطاب مهم إلى جميع سكان الأرض….
الرئيس دونالد ترامب هو الدجال.
الخاتمة.
موشي ديان يشهد بخشية يهود إسرائيل من السودن.
قال الله سبحانه وتعالى:”قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ* أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ” سورة ص الآية (67-68)
“إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِين* وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ” (86ـ87) سورة ص.
تمهيد
المهدي المنتظر من أرض السودان
جاء في كتاب ﴿المفاجأة بشراك يا قدس﴾ للكاتب محمد عيسى داؤود ما يلي:
“المهدي يفك طلاسم المؤامرة الدجالية على شعوب إفريقيا السمراء. بشريات عظيمة لأهالي وشعوب أفريقيا تتلألأ ومضات دررها وسط سفر عظيم أصطلح عند أهل العلم بتسميته ﴿الجفر الأحمر﴾ فيه المرموز والصريح وهو بعض ما عَلِمَه سيدنا علي كرم الله وجهه وعَلَمَه أولاده من أهل البيت… قال جفر الإمام علي: “أصحاب بلال أصحاب آدم فيهم سر الإيمان خبئ يوقظه المهدي من أرض السودان، تخرج له رايات البيعة بالحب والطاعة ما ذاع له إذاعة وتجد عنده الحكمة شعوب الحطمة وتدعوه الأحباش فيلبي وعند جبل جونا المخيف وشجر كثيف إسمه ﴿من جروف﴾ ويسلم لله شعوب عند الأخدود العظيم وأرض جبال البركان وبلد سماه الفرس ﴿بار﴾ ويسالمه بلد الأربع ممالك وبعضهم لا يسالم ويشرق الدين من جديد على بلد يمشي مع بحر العرب ألف ميل وتؤمن بالله الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤً أحد بلاد لا شواطئ لها، عيون ترى من عيون يحيط بها يابس بلا ماء من كل الجهات عندهم ذبابة تصرع الناس كأنها أكذوبة وهي من جند الله يسلطه على من يشاء كيف يشاء وتؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد بلاد الأحجار الكريمة، وبلاد قممها تجلس عليها الأسود وبلاد تجار العاج وبنين يسلمون لله بإحسان الجدال وجزائر عجيبة القمر علم على واحدة وإمرأة على أخرى، ولا يفلت من يدي المهدي بلاد بحر العرب ولا كل من يعطي وجهه للبحر المحيط يأتيه المهدي من البحر ومن السماء في مثل الفضة مراكب تسبح في السماء وتمر من السحاب يعلم الله الإنسان ما لم يعلم فمنهم من يؤمن قلبه ومنهم من يجحد ومهما تعلم لا يفهم يعش في غضب الله ويموت دائماً إلى عذاب الله، والمهدي يملك ولا يقسوا فكل من ترونه مثل بلال بن رباح إلى عدله يهفو” المصدر: كتاب المفاجأة لمحمد عيسى داؤود صفحة 428.
أقول في الشرح والتعليق:
المؤامرة الدجالية (الأمريكية) على شعوب أفريقيا السمراء هي المؤامرة التي تستهدف نهب ثروات الأفارقة وأصحاب بلال هم أهل السودان وعموم الأفارقة لسواد بشرتهم. أما أصحاب آدم فتعني أصحاب عيسى ابن مريم لأن آدم إشارة إلى عيسى ابن مريم قال تعالى :” إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ” (59) سورة آل عمران.وهي أيضاً إشارة إلى لونه فقد روى إبن حجر الهيتمي في كتابه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر في وصف المهدي آخر الزمان (الصفة السادسة والعشرين: آدم ضرب من الرجال). لقد خبأ الله عزّ وجلّ سر الإيمان بالمهدي في أهل السودان كما ورد في النص وهذا هو سر ميلاد المهدي في السودان فهم أول من يؤمن به عندما يذاع ظهوره وهو معنى “ما ذاع له إذاعة”.
ثم ذكر النص بعض المناطق والأشياء التي تدل على أرض السودان مثل (جبل جونا المخيف) وهو جبل الرجاف بالقرب من مدينة جوبا حاضرة جنوب السودان (وشجر كثيف إسمه من جروف) وصف لغابات السودان في منطقة السافنا الغنية والإستوائية وكلمة (جروف) تدل على منطقة (بحر العرب) التي يسميها العرب المسيرية (الجُرْف)، ويسلم لله (على يد المهدي) شعوب عند الأخدود العظيم وهم القبائل النيلية التي تسكن على ضفاف نهر النيل العظيم وفروعه. أما أرض جبال البركان فهي منطقة جبال النوبة. وبلد سماه الفرس (بار) هو بلد العرب المسيرية الحُمْر الذين يستخدمون لفظ (بار) بمعنى (بقر). ويسالمه (أي يسالم المهدي) بلد الأربع ممالك وهي مملكة (الفونج، تقلي، الفور والمسبعات) ويشرق الدين من جديد (على يد المهدي) على بلد يمشي مع بحر العرب ألف ميل (والبلد هو بلد العرب المسيرية) كما أشرق على البلاد العربية في عهد النبوة. وتؤمن بالله الأحد بلاد لا شواطئ لها (هي بلاد جنوب السودان التي لا منفذ لها على البحر) يحيط بها يابس بلا ماء من كل الجهات. عندهم ذبابة تصرح الناس (وهي ذبابة التسي تسي) التي تسبب مرض النوم المشهور في جنوب السودان).
أما عبارة “ولا يفلت من يدي المهدي بلاد بحر العرب” فتعني أن منطقة أبيي موضوع النزاع بين شمال السودان وجنوب السودان اذا اخذت من العرب المسيرية الحمر فإن المهدي يستردها ويدحر مقتصبيها . وعبارة ” كل من يعطي وجهه للبحر المحيط (هم الأمريكان) يأتيه المهدي من البحر ومن السماء” لتدخلهم في شئون السودان بسبب أبيي .
وعبارة “فكل من ترونه مثل بلال بن رباح إلى عدله يهفو” هم سكان أفريقيا السمراء. فأفريقيا التي تضم بلاد السودان هي بلد المهدي الكبير فالمهدي سليمان أبو القاسم موسى (عيسى إبن مريم) سوداني أفريقي بالميلاد.
خطاب مهم إلى جميع سكان الأرض
من المسيح المهدي سليمان إلى جميع سكان الأرض (الإنس، الجن، المسلمين، اليهود،النصاري والآخرين) الســــلام عليكم ورحمة الله .
أعرفكم بنفسي ، أنا الإمام المهدي القائم في آخر الزمان ، إسمي سليمان أبي القاسم موسى ، وفي الحقيقة التي غابت على أكثر الناس ، أنا عيسى ابن مريم رسول الله في بني إسرائيل.
أنا في أصلي (روح من الله)، تم نفخي في مريم بنت عمران ، ووُلدت في بني إسرائيل، ثم بعثني الله إليهم نبياً رسولاً، ثم توفاني الله ورفعني إليه، لقوله تعالى إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ سورة آل عمران الآية:(55). والآن عدت بنفس أصلي الأول (روح من الله) ، ولكن تم نفخي في رحم إمرأة من آل محمد صلى الله عليه وسلم، من نسل إبنته فاطمة الزهراء، وولدت في (الدلاءمال) في غرب السودان في عام 1947م .
عند ولادتي رأى والدي خاتماً على ظهري مغطى بالشَعر، فقال للناس من حوله : “انه خاتم سيلمان”، فسماني سليمان.
لقد بعثني الله في هذا الزمان إماماً مهدياً ، مجدداً للدين وعِلْماً للساعة. فأنا المنقذ الوارد ذكره في التوراة، والمنتظر لليهود. وأنا المخلص الوارد ذكره في الإنجيل والمنتظر للنصارى. وأنا المهدي المنتظر للمسلمين. أدعوكم جميعاً للإيمان بي وإتباعي لتفوزوا بقول الله :” إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” (55) آل عمران.
إن الله سبحانه وتعالى بعثني إليكم كافة للآتي:
أولاً: بُعثت إماماً للدين، اقوم به كما قام به محمد صلى الله عليه وسلم على ملة إبراهيم ، ومجدداً له ، اي أجعله جديداً كما جاء به محمد ، خالياً من البدع وأُجدده بمعنى آخر ليناسب العصر لقوله صلى الله عليه وسلم عَنْ عُرْوَةَ ،قَالَ: “خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلُهَا وَآخِرُهَا ، أَوَّلُهَا فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآخِرُهَا فِيهِمْ عِيسَى ابن مريم وَبَيْنَ ذَلِكَ ثَبَجٌ أَعْوَجُ لَيْسَ مِنْكَ وَلَسْتَ مِنْهُمْ”. فأنا جئت لأصحح أخطاء الثبج الأعوج وأعيد الناس إلى طريق الحق، المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
ثانياً: بُعثت مهدياً لأهديكم إلى سبيل الرشاد ، لأنه لكل قوم هادٍ ، قال تعالى : ” وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ” سورة الرعد الآية (7).
ثالثاً: بعثت حكماً عدلاً ، أعطي كل ذي حق حقه ، وارفع الظلم والجور عن العباد وأزيل الغبن.
رابعاً: بُعثت لأضع حداً للهرج وهو القتل من غير سبب.
خامساً: بُعثت لتحقيق الوفرة والرخاء لأن السماء في عهدي تمطر على عهد آدم وتخرج الأرض بركتها ويفيض المال ويقسم بين الناس بالسوية ، حتى يجد كل مواطن ما يكفيه من المال لتلبية جميع إحتياجاته
سادساً: بُعثت لتضع الحرب أوزارها، وأملأ الأرض بالسلم (وهو السلام) ينعم به الناس في السودان وكل ربوع بلاد الإسلام.
سابعاً: بُعثت لأحرركم وأحرر كل بلاد الإسلام من هيمنة الدجال وتسلطه وظلمه.
ثامناً: بُعثت لأقيم دولة الإسلام المدنية، أعظم وأغنى دولة يشهدها العالم، يتساوى فيها المسلم وغير المسلم في الحقوق والواجبات، وتكون المسئولية فيها لمن هو كفؤ في مجال تخصصه، وترفع المعاناة عن المواطن بتحقيق الوفرة وتقديم الخدمات الضرورية مجاناً أو شبه مجاناً والخدمات هي التعليم والعلاج والصحة والمياه والكهرباء والسكن.
تاسعاً: بُعثت فيكم بعد أن ضاقت بكم الأرض بما رحبت ، ودخلتم مساكنكم بسبب (كورونا) فكان لابد لكم من الرجوع إلى الله لرفع البلاء والإبتلاء، وخلاصكم منها ومن جميع الأمراض والآفات التي تهددكم، قال تعالى :” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” سورة الروم الآية (41).
إن ميلادي في غرب السودان وإنتسابي إلى أهل البيت، ذكره محمد صلى الله عيه وسلم وجاء ذكره في الإنجيل:
في الحديث الذي رواه أحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الدجال خارج وإنه أعور عين الشمال، وإنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى، ويقول للناس أنا ربكم. فمن قال أنت ربي فقد فتن، ومن قال ربي الله حتى يموت فقد عصم من الفتنة ولا فتنة عليه ولا عذاب، فيلبث في الأرض حتى ما شاء الله، ثم يجئ عيسى ابن مريم من قبل المغرب مصدقاً بمحمد وعلى ملته، فيقتل الدجال، ثم إنما هو قيام الساعة) رواه أحمد). وقد جاء في كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للإمام القرطبي: و روي من حديث معاوية بن أبي سفيان في حديث فيه طول، عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: “…ويكون في المغرب الهرج و الخوف، و يستولي عليهم الجوع و الغلاء، و تكثر الفتنة و يأكل الناس بعضهم بعضاً، فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو المهدي القائم في آخر الزمان و هو أول أشراط الساعة”. التذكرة باب منه في المهدي و من أين يخرج و في علامة خروجه.
أول أشراط الساعة يعني أنه (عِلٍْمٌ للساعة) وذلك هو عيسى ابن مريم . وكونه من ولد فاطمة يؤكد ميلاده مرة ثانية ومن المغرب الأقصى يعني أقصى غرب السودان.
وجاء في اسباب النزول للنيسابوري في حديث البخاري ، الذي جاء فيه :”… فَقَالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: مِنْ آدَمَ إِلَيْنَا ثُلَّةٌ، وَمِنِّي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُلَّةٌ، وَلَا يَسْتَتِمُّهَا إِلَّا سُودَانٌ مِنْ رُعَاةِ الْإِبِلِ، مِمَّنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ “.
والسودان رعاة الإبل هم أصحابي من أهل الغرب (من دارفور) بصفة خاصة والسودان عامة وهم من ينصرون دعوتي . قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه القرطبي:”إنما يجدد الدين في آخر الزمان السود الجعد أهل الجلابيب من وراء البحر” والبحر هو البحر الأحمر ومن ورائه السودان . والجلابيب زي يميز السودانيين.
(4) وفي حديث مسلم في الامارة ، عن سعد بن إبي وقاص، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق ، حتى تقوم الساعة” ويكون أهل الغرب ظاهرين اذا قادهم عيسى ابن مريم.
(5) وفي الحديث الذي اخرجه الطبراني قال صلى الله عليه وسلم لفاطمة :” فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما – الحسن والحسين – من يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً ، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به أول الزمان ويملأ الأرض عدلاً كما ملأت جوراً.“
(6) ومن مخطوط لأبي هريرة عن علي أبن أبي طالب قال :” سر لكل المسلمين أريد أن أخفيه ، لولا أنني ألهمت أن أذيعه ، قيل وما هو يا علي؟ فقال أنه فتىً منا أهل البيت ، يملك الدنيا كذي القرنين ، فيؤتى من كل شيئ سبباً، وأمره حاكم، ولا راد لأمر الله ، فقالوا يا إبن أبي طالب ، أهو في زماننا ؟ فقال : أنه علمُ للساعة”. المصدر: المهدي المنتظر على الأبواب، للكاتب محمد عيسى داؤود.
الأثر يؤكد الميلاد الثاني لعيسى ابن مريم لانه يوافق الآيات (57-61) من سورة الزخرف قال تعالى :” وَلَمَّا ضُرِبَ ابن مريم مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ” . الفتى المذكور في الأثر هو سليمان أبو القاسم موسى الذي وُلد وهو يحمل خاتم سليمان على ظهره كما ذكر أبو القاسم موسى والفتى في الحديث والآية (61) (علم للساعة) وبذلك هو عيسى ابن مريم في ميلاده الثاني في المغرب في آل البيت.
(7) وجاء في إنجيل متىّ الإصحاح (24) الآية 26 ، 27 : “فَإِذَا قَالَ لَكُمُ النَّاسُ: هَا هُوَ الْمَسِيحُ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا إِلَيْهَا؛ أَوْ: هَا هُوَ فِي الْغُرَفِ الدَّاخِلِيَّةِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا.(٢٧) فَكَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يُومِضُ مِنَ الشَّرْقِ فَيُضِيءُ فِي الْغَرْبِ، هَكَذَا يَكُونُ رُجُوعُ ابْنِ الإِنْسَانِ. “. فعبارة (إبن الإنسان) تؤكد ميلاد المسيح منسوباً لأب ، أما في ميلاده الأول فقد سماه النصارى (إبن الله) لأنه لم يكن له أب وميلاده الأول كان في الشرق ، في بيت لحم في فلسطين . والثاني في الغرب في قرية الدلاءمال في السودان.
أما إسمي (سليمان) فذكره محمد صلى لله عليه وسلم في الأحاديث وكما جاء ذكره في التوراة.
عن تميم الداري قال: قلت يا رسول الله ما رايت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها أنطاكية. وما رأيت أكثر مطراً منها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم وذلك أن فيها التوراة وعصا موسى ورضاض الألواح ومائدة سليمان في غار من غير أنها، ما من سحابة تشرف عليها من وجه من الوجوه، إلا فرغت ما فيها من البركة في ذلك الوادي. ولا تذهب الأيام ولا الليالي حتى يسكنها رجل من عترتي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي. يملا الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا”.
أقول: القرآن الكريم نسب المائدة إلى عيسى إبن مريم في سورة المائدة في الآيات (111-115) قال تعالى :”وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُواْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ * إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ” ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث تميم الداري إستخدم أسلوب التعريض فنسب المائدة إلى سليمان بن داؤود وهو يقصد عيسى إبن مريم ليلفت النظر إلى (سليمان) هو أيضاً إسم لعيسى إبن مريم والرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً استخدم نفس الأسلوب حينما قال :”سلمان منا أهل البيت” فهو عرض بسلمان الفارسي وقصد سليمان مهدي أهل البيت في آخر الزمان، فلو نُسب سلمان الفارسي وهو فارسي إلى أهل البيت بسبب إيمانه لما مُنِع أبوبكر وهو أقوى الصحابة إيماناً من تبليغ سورة براءة إلى الحجيج وهو أميرهم، وكلف بذلك علي إبن أبي طالب بحجة أن أبابكر ليس من أهل البيت .
القران أيضاً إستخدم التعريض حينما بشر برسول يأتي بعد عيسى إبن مريم أسمه أحمد ولكن جاء محمد فهو عرض بأحمد وقصد محمد ، فالتعريض اسلوب يستخدم لقفل الباب أمام الأدعياء صوناً للحق. والخلاصة أنه من حديث تميم الداري وحديث سلمان منا أهل البيت وآيات سورة المائدة يكون لعيسى إبن مريم إسم آخر وهو (سليمان) وهو المهدي آخر الزمان. وفي الآية 114 من سورة المائدة قال تعالى :” قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا” لاولنا هم الحواريون من بني إسرائيل وآخرنا هم الحواريون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهم أنصاري إلى الله.
(2) وجاء في كتاب النبوة والإنبياء ، في اليهودية والمسيحية والإسلام للكاتب المهندس أحمد عبد الوهاب :”… هو ذا يولد لك إبن … إسمه يكون سليمان”.المصدر أخبار الأيام الأُول . الإصحاح (22) الآية (7-10).
أقول : إن الشيخ محي الدين بن عربي الذي عاش في القرن السابع الهجري سأل الحق عزّ وجل أن يكشف له إسم خاتم الأولياء(يقصد الخليفة الأخير) فأستجيبت دعوته ولكنه أُمر أن لا يذكر إسمه إلا بالتلميح، فكتب شعراً وقال أن الكلمة الأخيرة في شعره إذا أكملت بحرف واحد فإنها تكون إسم خاتم الأولياء، وختم شعره بالبيت الآتي:
فسترت الأمور بكل كشف *** لعين صار بالتقوى سليما
المصدر:كتاب عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب
أولاً ان كلمة (العين) معناها الشخص ، أما الكلمة التي يراد إكمالها فهي (سليما) ولا يوجد حرف من حروف الهجاء العربية يجعلها تكون إلا حرف (النون) وعليه يكون الإسم هو (سليمان). عليكم أيها الناس ، أن تصدقوا وتؤمنوا بالميلاد الثاني للمسيح في غرب السودان وإسمه سيلمان، وهذا أوانه لمن أراد منكم الفوز بالجنة والنجاة من النار.
لقد علمت بأني المهدي ، وأني عيسى من جبريل عليه السلام ومن محمد صلى الله عليه وسلم الذي أمرني أن أكتم الأمر في البداية ، ثم أمرني بالتبليغ في عام 1981م الموافق 1401هـ ، فقلت في نفسي أنه بمجرد خروجي من سجن نيالا بدارفور سأبدأ في التبليغ وعند ذلك قال لي الحق عز وجل :” أصدع بما تؤمر”. وقال لي :”اني لا يخاف لدي المرسلون” فبدأت من فوري في التبليغ من داخل السجن ومكثت أدعو منذ ذلك الزمان وحتى الآن ولكني وجدت مقاومة وإنكاراً شديداً من القائمين بأمر الحكم في السودان، وعلمائهم..، لقد حاصروا الدعوة وقالوا عنها الأكاذيب ، وتوالت عليّ وأصحابي الإعتقالات، وإتهموني بالجنون، بل حاولوا قتلي ولكن مكر الله كان أشد من مكرهم،فنزع منهم الحكم وأذلهم بالسجن وفضحهم وأصبح أمرهم فرطاً، ورغم المضايقات كتبت (80) منشوراً أصلّت فيها أمر دعوتي من الكتاب والسنة والعلم والمنشورات موجودة في الموقع الإلكتروني almseeh.net)) لمن يريد الإطلاع عليها ، ولكن النصوص القليلة التي ذكرتها في هذا البيان تكفي لمن يريد أن يؤمن.
ايها الناس إن الفتن التي ظهرت هنا وهناك والحروبات التي إنتشرت في كل مكان والأمراض التي تفشت بين الناس والجوع والغلاء ، كلها إبتلاءات من الله إذا شاء يرفعها بالإيمان بدعوتي لانها هي الخلاص وفيها كل الخير للناس. وإن لم تؤمنوا بدعوتي فإن البلاء يزداد شدة يوماً بعد يوم. وما بلاء كورونا منكم ببعيد ، قال تعالى :”وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير” الشورى 30. وقال صلى الله عليه وسلم :”لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدباراً ولا الناس إلا شحاً ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ، ولا مهدي إلا عيسى ” المصدر كتاب الإنسان الكامل للدكتور عبد الرحمن بدوي.
وختاماً فأنا المشار إليه في الآية (33) من سورة براءة قال تعالى :”هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون”. لاني أنا الذي يهلك الله في زمانه كل الملل بكسري للصليب وقتلي الخنزير ويبقى الإسلام ، يلقى بجرانه في الأرض .
اللهم أني بلغت ، اللهم فأشهد والسلام على من إتبع الهدى.
الرد على السيد الصادق المهدي بالمنهج الرباني للخلافة .
في مؤتمر مراجعات الخطاب الإسلامي وإدارة التنوع في السودان قال السيد الصادق ما يلي:
“أمتنا شهدت فجراً تاريخياً لا يجارى وحققت تفوقاً معجزاً، ولكن بعد قرون خبت نتيجة لثلاثة عوامل هي: تحكم الاستبداد، وجمود الفقه، ومجافاة العقل البرهاني. كبوات جعلتها عرضة لاحتلال أوربي علي يد حضارة كانت حضارتنا هي التي أيقظتها من سباتها القرن أوسطي. ونتيجة لثلاث ثورات ثقافية، واقتصادية، وسياسية تفوقت.
الغزو الأوربي العسكري صحبه غزو ثقافي وفكري انبهر بعض مفكرينا به، فقالوا ينبغي اتباع الحضارة الحديثة بخيرها وشرها لأنها تمثل مستقبل الإنسانية، ولكن في المقابل باسم السلفية رفضها آخرون رفضاً تاماً. واتخذ تيار ثالث موقفاً وسطاً داعياً لاستصحاب النافع منها. الآن حضارتنا تواجه تحدياً كبيراً في التعامل مع التنوع بداخلها وفي معايشة عالم تسوقه الحضارة الحديثة نحو العالمية فما العمل؟
في عهد النبي محمد صلي الله عليه وسلم كانت المستجدات يتناولها التنزيل، وكانت أول محنة بعد النبي مسألة خلافته. وفي سقيفة بني ساعدة احتدم الخلاف بين الأنصار والمهاجرين، محنة حسمها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بوضع الجميع أمام الأمر الواقع بمبايعة أبي بكر رضي الله عنه، حركة سماها صاحبها نفسه فلتة.
واستجد أمر جلل في خلافة أبي بكر هو موقف بني هاشم من البيعة، والأمر المستجد الآخر الذي ظهر هو الردة، انقسام حسمه الخليفة بالقتال والرواية أن من تداعياتها تسميم الخليفة نفسه.
عهد الخلفاء الذين تعاقبوا بعد الخليفة الأول انتهت حلقاته باغتيال الخلفاء اغتيالات أفضت إلي الفتنة الكبري التي نعيش آثارها حتي يومنا هذا.
ومع أن التنزيل واضح في قوله تعالى (وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ) ، فإن غياب آلية معتمدة جعلت الخلاف حول ولاية الأمر يحسم بالمغالبة علي نحو ما قال الشهرستاني. واقع امتثل له الفقهاء غالباً علي نحو ما قال ابن حجر العسقلاني بالاتفاق علي طاعة المتغلب. وفيما يتعلق بالمستجدات الأخري فإن أهل السنة ركنوا لمنطق صوري يستنبط الأحكام من نصوص الوحي والسنة علي أساس نصوص القرآن والسنة والقياس والإجماع، هكذا قامت المذاهب وأهمها الأربعة. أما الشيعة فقد امتثلوا لمقولات أئمة آمنوا بعصمتهم كأنها نبوة بلا وحي. وبعد اختفاء الإمام الثاني عشر صاروا يتوقعون عودته التي طالت قروناً، وأخيراً قالوا بولاية الفقيه النائب عنه. الهيمنة الدولية استغلت ضعف أمتنا فغرست في وسطها جسماً غريباً: إسرائيل، وتحكمت في موارد الأمة وممراتها المائية. حالات منفرة غذت اتجاهاً ثورياً ينشد الخلاص بالعودة للوراء، ويستخدم العنف سبيلاً لتطبيق هذا الغلو. وقامت تيارات في المقابل تنشد الخلاص برؤى تفرغ نصوص الوحي من جوهرها:
دعا محمد عابد الجابري إلي قطيعة معرفية مع التراث. ودعا نصر حامد أبو زيد إلي قيد النص بتاريخيته. وقال محمد أركون القرآن هو أسطورة المسلمين ولسائر الملل أساطيرها. ودعا محمد شحرور لفهم جديد مبتكر لألفاظ القرآن. ودعا محمود محمد طه لنسخ نصف القرآن المكي بنصفه المدني في رسالة ثانية تبين ذلك. وفي روايته الشهيرة أولاد حارتنا اعتبر نجيب محفوظ أن الدين مرحلة معينة في التاريخ سوف تخلفها مرحلة العلم. هكذا صار الموقف، التجديد بالعودة العنيفة للماضي، أو التجديد بإفراغ النص من معانيه.
مطالب المستجدات تحيط بنا من كل جانب فهل هنالك نهج مشروع من داخل النص نواجه به مطالب التعامل مع المستجدات؟
الجواب نعم. إنه النهج المقاصدي.
النهج المقاصدي يقوم علي سبع قوائم هي: أم الكتاب، والحكمة، والسياسة الشرعية، والعقل، والمصلحة، والتدبر والإلهام.
فيما يتعلق بأم الكتاب: قال تعالى: “هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ” ، أم الكتاب أي مقاصده، وما لا يطابقها متشابهات. مثلاً حسم الخلاف بين الجبر والاختيار: مكارم الأخلاق من مقاصد الشريعة كما قال النبي محمد صلي الله عليه وسلم: “إنَّما بعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق”، الجبر يسقط التكليف بمكارم الاخلاق وهي من مقاصد الشريعة، أما الاختيار “وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ” وقوله (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) . فهو يثبت المسئولية عن الأفعال وبالتالي الالتزام بمكارم الأخلاق.
والحكمة: من مقاصد الشريعة وهي توجب مراعاة ظروف الزمان والمكان واستنباط الاحكام بموجب ذلك قال تعالي: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ).
السياسة الشرعية من مطالب الشريعة. تعرض ابن عقيل لقول شافعي: لا سياسة إلا ما وافق الشرع، فعلق قائلاً: “السياسة ما كان فعلا يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح ، وأبعد عن الفساد، وإن لم يضعه الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا نزل به وحي”.
العقل: في مجال عالم الشهادة من مقاصد الشريعة قال الإمام الرازي: ينبغي تأويل النص القرآني اذا تعارض مع حكم قطعي من العلم – مثلاً – قال تعالي: “حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ”، قال الرازي: ثبت بالدليل أن الأرض كرة وأن السماء محيطة به ولا شك أن الشمس في الفلك، وأيضاً قال: (ووجد عندها قوماً) ومعلوم أن جلوس قوم في قرب الشمس غير موجود، وأيضاً الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الأرض، إذا ثبت هذا فنقول: تأويل قوله: (تغرب في عين حمئة)
المصلحة: كذلك فالقرآن ينص (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) ، والحديث: “لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ” . وتعليقاً على الحديث قطع نجم الدين الطوفي بتقديم المصلحة على النص وقال: “إنما يدل تقديم المصلحة على النصوص والإجماع وجوه: أحدها أن منكري الإجماع قالوا برعاية المصالح فهي إذن محل وفاق والإجماع محل خلاف، والتمسك بما اتفق عليه أولى من التمسك بما اختلف فيه. والوجه الثاني: أن النصوص مختلفة متعارضة، فهي سبب الخلاف في الأحكام المذموم شرعاً، ورعاية المصالح أمر حقيقي في نفسه، لا يختلف فيه، فهو سبب الاتفاق المطلوب شرعاً، فكان اتباعه أولى،..، والوجه الثالث: أنه قد ثبت في السنة معارضة النصوص بالمصالح في قضايا منها معارضة ابن مسعود للنص والإجماع في التيمم بمصلحة الاحتياط في العبادة”.
التدبر: مطلوب في التعامل مع نصوص الوحي كما يقول تعالي: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القرآن أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
الإلهام وارد للنفوس الصافية كما قال تعالي: “اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ” وفي السيرة أن النبي صلي الله عليه وسلم أجاز الأذان والإقامة كما روى رؤيتها الصحابي عبد الله بن زيد.
هكذا نقول إن المقاصدية هي البديل الصحيح للانكفاء علي الماضي والبديل للتعامل مع المستجدات بإفراغ النصوص.
الحضارة الحديثة تتطلب: التعامل بإيجابية مع حرية البحث العلمي والتكنولوجي.
استصحاب التطور في علم السياسة ونظمها.
استصحاب التطور في علم الاقتصاد ونظمه.
قبول منظومة حقوق الانسان.
التعايش مع التعدد الملي.
استصحاب التعدد مع التنوع القومي والثقافي.
استصحاب مطالب سلامة البيئة الطبيعية.
القراءة المحيطة بتراثنا الفكري والمعرفي تؤكد أن حضارتنا ساهمت مساهمة كبيرة في هذه التطورات كما اعترف كثيرون من المنصفين أمثال ارنولد تونبي ومونتجمري واط. بل توينبي قال ينبغي علي الحضارة الغربية ألا تستخدم تفوقها في هذه المجالات للتحكم في الآخرين، وأن تعترف بأن لهم دوراً في بناء الحضارة الحديثة، وبأنهم إنما يستصحبون الحضارة الحديثة بصورة تتماشي مع ثقافاتهم.
المؤسف أن كثيراً من دول الحضارة الحديثة لم تعبأ بإرشادات توينبي، بل ارتكبوا أخطاءً جسيمة في التعامل معنا، وما انطلق في منطقتنا من غلو وعنف فإن لهم فيه دوراً كبيراً كما أوضحته في كتابي “أصم أم يسمع العم سام”.
وفي الخطاب الإسلامي المعاصر تشوهات جسيمة، ففكر الشيخ أبو الأعلي المودودي منطلق من ظروف مأزومة بالظلم الهندوسي، وأفكاره المأزومة التي تعلقت بالحاكمية كمقولة الخوارج نقلها الأستاذ سيد قطب للمجال العربي الذي هو أيضاً مأزوم بقهر الاستبداد. هذا التوجه المأزوم أفرز التجربة الاسلاموية السودانية ومفادها الاستيلاء علي السلطة بالقوة والخداع وحماية التجربة بالنظام الإقصائي.
كثير من جماعات نفس هذه المدرسة في أحيان كثيرة تخلوا عن المنهج المأزوم هذا ويرجي أن تعم هذه المراجعات، مع هذه المقدمات أتناول الشأن السوداني في ثلاث قضايا هي:
أولاً: الوطنية
الإسلام ضمت أمته دولة واحدة في أول 150 سنة بعد الهجرة ثم انقسم كيان الأمة السياسي انقسامات أدت لقيام كيانات وطنية قطرية. الدولة الوطنية تقوم علي أساس ثقافة مشتركة، وتاريخ مشترك، ومصالح مشتركة لشعب معين مرتبط بأرض معينة. المواطنة رابطة تجمع بين شرائح هذا الوطن في ظل سلطة سياسية موحدة هي الدولة الوطنية. الدولة الوطنية تكوين اكتسب وجوداً ودوراً مفيداً في تحقيق الأمن، وكفالة سبل العيش، والتنمية؛ واعتبارها تكويناً باطلاً لتعارضه مع خلافة موحدة منشودة تطلع واهم. فعوامل موضوعية أنهت كيان الدولة التاريخي الموحد وآخره الخلافة العثمانية. الاجتهاد السليم هو اعتبار الرابطة الوطنية تطوراً أوسع لرابطة الأسرة والقبيلة صالحاً لأداء مهام أمنية وتنموية وقابلاً لاستيعاب وحدات جهوية أصغر كاللامركزية ووحدات أكبر كرابطة دول اسلامية.
ثانياً: العلاقات الدولية الجديدة
يرى بعض المسلمين استحالة التعايش مع الملل والنحل والدول الأخرى، ويستشهدون بآيات في سورة براءة. لهذا أوضحت في كتبي: نحو مرجعية إسلامية متجددة، والعقوبات الشرعية وموقعها من النظام الإسلامي، وجدلية الأصل والعصر، ونداءات العصر، أوضحت شرعية أن تقوم علاقات التعايش السلمي والتعاون بموجب ميثاق الإيمانيين، وأن تقوم العلاقات الدولية علي أساس المعاهدة: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). بموجب فقه المقاصد نؤسس لشرعية الدولة الوطنية القابلة للتوسع التعاهدي في وحدات أكبر، ونؤسس لشرعية نظام دولي يقوم علي السلام والتعاون.
ثالثاً: السودان والتنوع : تاريخياً تمددت في السودان دولة كوش التي ازدهرت ثقافياً وصناعياً وعاشت ألف عام إلي حين تمدد المسيحية سلمياً في البلاد، وحكمت فيها ثلاث دويلات مسيحية، إحداها: دولة المقرة قاومت الفتح الإسلامي بعد فتح مصر ودخلت الدولة الاسلامية معها في اتفاقية تعايش سلمي، اتفاقية البقط.
في خمسة قرون بعد ذلك تمدد الاسلام سلمياً وقامت في البلاد دويلات: الفور، الفونج، المسبعات، تقلي والكنوز، وأخري غير مسلمة كمملكتي الزاندي والشلك في الجنوب. ثم خضع السودان للغزو العثماني بقيادة خديوي مصر الذي وحد أقاليم الكنوز، والفونج، والمسبعات، والجنوب، ومؤخراً دولة الفور.
أطاحت الدعوة المهدية بالحكم العثماني في السودان وأقامت دولة موحدة في كل إقليمه، دولة تعرضت للاحتلال الثنائي اسماً البريطاني فعلاً.
أثناء الحكم الثنائي تكون مؤتمر الخريجين العام الذي طالب في 1942 بحق تقرير المصير ثم انقسم بين دعاة الاستقلال ودعاة وحدة وادي النيل. في عام 1956 أجمع السودانيون علي الاستقلال ومع أن الدولة صارت موحدة فقد كان السكان منقسمين علي ولاءات أولية جهوية، دينية، إثنية، وثقافية. حكمت السودان المستقل ثلاثة عهود ديمقراطية لـ 15% من عمره، وثلاثة عهود دكتاتورية لـ 85% من عمر السودان المستقل.
الحكومات الديمقراطية لم تقرر إدارة التنوع بصورة ممنهجة ولكنها كانت تبسط الحريات وتشارك الجميع في الحكم. ولكن النظم العسكرية حكمت بالقبضة الحديدية وحتي العهد الدكتاتوري الثاني الذي أبرم اتفاقية سلام في 1972 خرقها وعادت الحرب في مايو 1983م أكثر ضراوة.
التعامل الإقصائي مع التنوع جعل كل الحروب الأهلية في البلاد تنطلق في عهدهم أي 1963 – 1983 – 2003 – و2011.
كان العهد الدكتاتوري الثالث هو الأسوأ من حيث إدارة التنوع، وفي 2014م نشرت كتاب “الهوية السودانية بين التسبيك والتفكيك” فحواه أن هنالك تكوين تعددي في السودان يتطلب شروطاً معينة للوحدة الوطنية أو سوف يتفكك الوطن
أسباب العصيان المسلح واضحة وهي: مركزية السلطة، سوء توزيع السلطة المركزية، سوء توزيع الثروة والخدمات أي التهميش، الغبن الثقافي، عدم عدالة مؤسسات الدولة النظامية والمدنية، وعدم توازن العلاقات الخارجية.
النظام الإسلاموي الأخير طبق نهجاً حزبياً فوقياً إسلاموياً عروبياً مما عمق الحرب الأهلية وأشعل حروباً جديدة في دارفور.
الإسلام بالنهج المقاصدي يقبل التعدد الديني (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) ويقبل التنوع الثقافي والإثني (مِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) .
الواقع أن أغلبية أهل السودان مسلمون ولكن بينهم غير مسلمين يتطلعون بحق لحرية الاعتقاد.
التكوين الإثني والثقافي السوداني عربي، زنجي، نوبي، نوباوي، وتبداوي؛ وهم يتحدثون عدداً من اللغات واللهجات. التطلع لنهج اسلامي في السودان واجب بشرط أن يراعي ذلك المساواة في المواطنة والآلية الديمقراطية.
كذلك اعتماد اللغة العربية اللغة الوطنية للبلاد لأن الأغلبية تتحدث بها مع حق الثقافات الأخرى أن تمارس حقوقها الثقافية. اعتماد هذا التنوع في ظل الوطن الواحد مشروع بل ضروري وقد حقق ذلك النبي صلي الله عليه وسلم في صحيفة المدينة.
التجربة الإسلاموية الأخيرة خلقت ردود فعل سلبية للنهج الإسلامي ما يوجب أن يكون الطرح الإسلامي مراعياً للنهج المقاصدي ومتصالحاً مع التنوع من حيث المبدأ.
بالإضافة للتعامل مع مطالب أصحاب الولاءات الأولية هنالك منظومات فكرية في الساحة السودانية، أهمها:
العلمانية: العلمانية الأصولية تقتضي إلغاء أية قيمة للمعاني الغيبية. في كل العالم حتي الذي تعلن دوله أنها علمانية لم يمكن طرد المعاني الغيبية من الشعوب. ومحاولات ذلك تأتي بنتائج عكسية كما في الاتحاد السوفيتي وتركيا الكمالية. أما العلمانية المعتدلة التي تنادي بالتعددية والمساواة في المواطنة، وبالعقلانية والنهج العلمي فيما يخص عالم الشهادة فلها دورها المشروع.
الشيوعية: كلمة شيوعية ترجمة خاطئة لكميونزم ومعناها التشاركية، وطردها لكافة القيم سوي المادية جائر. وكذلك إسقاط الولاء للوطنية. ومثلما دعاة الإسلام مطالبون بمراجعات فالشيوعيون كذلك. عبارة شيوعية نفسها ترجمة خاطئة وغير موفقة وهنالك حاجة لتجنب المفاهيم الوافدة من تجارب خارجية.
الانتماء القومي كما يفعل البعث مشروع مع مراعاة حقوق القوميات غير العربية المكونة لسكان البلاد.
المطالبة بالأفريقانية كانتماء لإفريقيا القارة مطلب مشروع على ألا يربط بالإثنية.
كذلك ينبغي أن تراجع الفكرة الجمهورية موقفها من النسخ فالمطلوب هو التدبر.