
بسم الله الرحمن الرحيم
الفهرست
المقدمة:
سنن هذه الأمـة على سـنن الأمـم السابقة.
عـدم الإيمـان بالخـليفة ردة في الـدين وخـروج عن الإسـلام
تحـديد الإمـام بآيات الأكـوان.
دلالة الـشرع على أن سليمان أبي القاسم هو المسيح.
الســودان مـكان الـميلاد الثاني للـمسيح.
الخــاتمة.
المقدمة:
قال تعالى: “وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ * إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ * وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ * فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ” الأنبياء (91 -94).
وقال تعالى: “وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ * يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ * فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ * فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ” المؤمنون (50 -54).
الآيات السابقة محكمة وصريحة اللفظ والدلالة في الأتي:
الأنبياء من آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعهم أمة واحدة.
ان أتباع الأنبياء يختلفون بينهم إلى أحزاب وكل حزب يعتقد أنه هو صاحب المنهاج المستقيم.
والحقيقة أن وأحداً منهم لا غير هو الذي على الحق بدليل أن الأمة واحدة من آدم إلى قيام الساعة فلا يكون في الزمان إلَّا إمام واحد هو الهادي إلى الصراط المستقيم من خالفه هو من أحزاب الضلال ولا مبرر للاختلاف معه بالاجتهاد والرأي.
بدليل قوله عز وجل: “وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ” هود (118 -120). وقال تعالى: “مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ” فصلت (43).
الآيات تتحدث عن الضيق النفسي الذي يعانيه الرسول صلى الله عليه وسلم من تكذيب الناس فيسليه بأن يقص عليه ما لاقاه الأنبياء قبله من معاناة من أقوامهم.
وفيها موعظة وذكرى للمؤمنين عندما يبعث الله فيهم مهديين.
إن جزاء المخالفين من الجِنِّة والناس جهنم جزاءاً موفوراً.
فالقصد من هذا المنشور معرفة هادي الأمة في كل زمان من أئمة أحزاب الضلالة ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيا عن بينة ولا سبيل إلى معرفة هذا المهدي الراشد إلَّا باتباع منهج وشرعة الإسلام من وحي القرآن والسنة حتى يلحق أمة المسلمين مع أمم السابقين لتكون “وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ”.المؤمنون (52).
الفـصل الأول
سنن هذه الأمـة على سـنن الأمـم السابقة
قال تعالى: “يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” النساء (26).
لقد حفل القرآن بقصص الأنبياء وسيرهم مع أقوامهم مجملة ومفصلة قال تعالى: “ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ * مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ * ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ” المؤمنون (42 -44).
فالآيات صريحة في الآتي:
الأمم تكذب بالأنبياء.
يحصل لهم الهلاك بسبب مخالفتهم.